رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -20

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -20

المها هزت راسها بالايجاب وشافته وهو يمشي ومستمتع بالموسيقى وسط الاجواء اللي تسسحر فعلاً خاصة مع بداية الشروق ومع نسائم الهواء الباردة والهدوء اللي يحاصر المكان ..
بعد دقائق ..
واقف في نهاية الجسر ينتظرها تجي أنتبه لـ بنت في بداية العشرين خمن هالتخمين بناءً على ملامحها كان واضح عليها صغيره تمشي بـ إتجاهه والابتسامة ما فارقت ثغرها وقفت قدامه بالضبط وهي تناظره لثواني ومن بعدها تجرأت وهي تحضنه بسعادة همست في إذنه : أنت جميل جداً !
سياف أنشلت أطرافه وهو يشوف المها واقفة وتناظر لهم بملامح مو مفهومة أبعد البنت عنه وهو يتكلم بـ لغة الدولة الفتينامية : شكراً من فضلك أريد الذهاب
البنت ناظرته بأبتسامة وهي ترفع يدينها عنه : حسناً!
المها مّشت بخطوات راكدة وهي تقرب من سياف وتناظر له بهدوء وكأن اللي صار قبل شوي شي ما يعني لها شي ابداً : ابغى افضل مكان يسوي شاهي!
رفع عيونه بذهول من برودها : شاهي ! المها والله العظيم البنت الله يبليها في نفسها مدري كيف جت لي اصلاً ما دريت عنها كنت احسبها بتروح لـ احد وراي ولا بجنبي مدري ما انتبهت!
رفعت جوالها وهي تناظر للساعة ورفعت عيونها له : ما تعرف؟
سياف بذهول : والله العظيم ما اعرف ولا دريت انها بتسوي كذا جعلها الموت
ناظرته بهدوء : ما تعرف محل يضبط شاهي؟
ناظرها بأستغراب ما توقع ان ردة فعلها بتكون كذا ما كان متطمن ابداً لكن ارتاح أنها تجاهلت الموضوع وكبرت عقلها وعذرته : الا اعرف امشي معاي نحتاج سيارة
ابتسمت : وش ورانا يلا مشينا
خلال دقايق وصلوا للمكان المنشود افضل مكان يبيع شاهي في دولة الفيتنام الشاهي له صيت كبير وسياف كان يجي بين فترة والثانية حتى ياخذ من عندهم كان الشاهي هنا لذيذ بمعنى الكلمة طلبوا لهم شاهي وجلسوا على الطاولة ينتظرونه!
خلال خمس دقايق جاء الشاهي كان ساخن جداً خذت المها الشاهي وهي تناظر له لثواني بتمعن أبتسم لنظراتها اللي كانت كلها رضا وهدوء ..
رفعت الشاهي بأرتفاع بسيط وهي تقرب من سياف وتسكبه على فخذه ببرودة دم ، صرخ مثل المجنون وهو يناظر لها بذهول شافها طالعه برا ، جت له إمرأة كبيرة بالسن تحاول تساعدة لكن هو رفض مساعدتها مسح على شعره بغضب وهو يلعنها في داخله شافها جالسة بالسيارة تحط مناكير ناظرها بأندهاش : غبية انتي وشسويتي
رفعت أظافرها برضا وهمست بصوت واثق : ابيك تحس بشعور اللي حسيت فيه!
ناظرها بغبنه وهو يسحب المناكير من يدها : وانا احرقت فيتس !! انا شسويت علميني انا شذنبي بنت الكلب هي اللي جت لين عندي!
ضرب السيارة بغضب رفعت اصبعها وهي تشغل أغنية << رجعوني عينيك لـ أيام اللي راحوا >> أسندت ظهرها على المرتبة وهي تردد مع أم كلثوم بطمأنينة ..!
سكر الاغنية بغضب وهو يرمقها بنظرات نارية وقبل يبدأ مسيرته بالصراخ والهواش ، كانت متيقظة للكارثة اللي ممكن يسببها سياف أستغلت ضعف قلبه أمامها قبلته بشوق وهي متعمدة ان أثر هالقُبلة يطفي كل الغضب اللي اعتلج صدره بعد الشاهي ناظرها بنظرات مُشتته ..!
وصل له صوتها الأنثوي : قبل تفكر تقرب من وحده غيري تذكر الشاهي!
رفع عيونه عنها وهو يناظر للطريق بهدوء أخفى كل ألم الحرق في صدره ما حب يبين لها أنه تألم كان ألم قُبلتها العذبةِ يُضاهي ألم الحرق بمراحل تعرف كيف تحرقه وتداويه بدون ما تبذل مجهود عالي راح عند أقرب صيدلية ..

البارت الثاني والثلاثون

صحت من النوم بتعب وأرهاق جلست تستغفر وهي تحاول تبعد الخمول منها وتتجاهل الألم حَست ان ما فيه شي تسويه افضل من انها تتسبح وتجدد طاقتها تحس بأنهاك راحت تتسبح ولبست فستان راقي جداً باللون الأبيض ..
كانت هذي اختياراتها أنثوية بحتة تحب البساطة باللبس وبالشعر والميك اب حتى ملامحها كانت ناعمه جداً ..
حطت ميك اب خفيف واكسسوار بسيط جداً وتركت شعرها مفتوح فضلت انها تخليه ستريت ..
جلست قدام المرايه ، تذكرت الفستان اللي جابته لها اختها ورفضت انها تاخذه لكن ديـم حطته غصب بالشنطة : ليه ما البسه ! بس احسه جريئ ..
قررت انها بتلبسه واذا كان جريئ جداً بتنزله وترجع تلبس فستانها اللي كان عليها ، لبست الفستان كان حرير و باللون الازرق يوصل لنصف الساق مع اكمام طويلة وفيه فتحة ظهر واسعة نزلت الاكسسوار اللي كان عليها ولبست اكسسوار للظهر كان أنيق جداً ويغلب عليه البساطة لان اختها تدري ان ميساء انسانه بسيطة جداً ..
رفعت راسها للباب اللي يطق خذت الجلال وهي تغطي فيه جسمها كله توقعت اللي يطق الباب الهنوف فتحت الباب وهي واقفة ورا الباب ابتسمت : هلا ادخلي ا
جمدت في مكانها ووقفت الحروف على لسانها وهي تشوف اللي داخل عليها مو الهنوف ..
ناظرها بعتب : يعني ترحبين فيهم ولا ترحبين فيني!
قفلت الباب وهي تشد الجلال على جسمها ما تبيه ينتبه لشي : الا والله برحب فيك انت بعد بس ما توقعت بتجي اللحين ابد!
انسدح على السرير بأرهاق : تعبان ..
مد يده وهو ياخذ الفستان لعنده ناظرها بمكر وهي تشد من قبضة يدها بقوة وتبلع ريقها ما كانت تبيه يجي بهاللحظة ولا تبيه يشوفها جلست تلعن وتشتم اختها في داخلها وهي تناظر له بتوتر : فهد ! ما تبي تتسبح ترا جهزت لك ملابسك
فهد ناظرها بأندهاش : بتسبح بس ليه حاطه ذا عليتس ترا محدٍ بجاي نزليه ..
ميساء ابتسمت بتوتر وهي تسحب فستانها من يده : بنزله
فهد قام لمن شافها تماطل وتطول السالفة ما حب ينتظر اكثر خاصة ان شخصيته ما تساعد انه يضيع وقت بالانتظار ، سحب الجلال من عليها وناظرها بذهول مرت عليه الدقايق وهو ناسي الدنيا ومشغول فيها مَشى بخطوات بطيئة وهو يناظرها من كل النواحي بتركيز وبان على ثغره ابتسامة اعجاب : اشوف تعالي
رجعت على ورا لين لزقت بالجدار حست ببرودة الجدار على ظهرها : بغيره لبسته بالغلط كنت بلبس فستاني هذا بروح اغيره
رفع حواجبه بأستنكار : انا عاجبني وما راح تغيرينه وشلون!
ناظرت لعيونه بتوتر رفعت شعرها عن وجهها وتوردت ملامحها بخجل واضح : فهد الله يخليك
ناظرها بضياع وكأن عقله مسلوب منه : انتي اللي الله يخليتس تعالي هنا خليني طيب اناظر فيتس يمكن اطيب شوي!
أشر على السرير بقلة صبر : تعالي اجلسي هنا
مشت بخطوات بطيئة جداً تحس انها بتذوب من الخجل والتوتر غطت ظهرها المكشوف بشعرها ناظرها بأبتسامة : اذا ربي عطاتس زين لا تخشينه ترا زينتس واضح لو حاولتي تخبينه!
رفعت راسها بخجل ونزلته بأستعجال رغم انهم متزوجين من كم شهر الا أنها للحين تستحي منه جداً..
-
رفعتّ كاس الماء وهي تضغط عليه بأصابعها إلى اللحين تحس بشعور اللحظة الأولى وهي تشوف البنت تحضنه ما قدرت تفهم قلبها انه مو مُتعمد مُصره على ان له يد بالموضوع ، شافته يمشي وبيده كيس أدوية اللي جابها من الصيدلية انسدح على الكنبة بأرهاق وهو يتنهد بـتعب رفع البنطلون عن مكان الحرق ناظرها بزعل : تعالي عالجيني نفس ما احرقتيني!
ناظرت لعيونه لثواني ما قدر يفهم وش ورا هالعيون وهالنظرات لكن صار متوقع منها اي شي بعد اللي صار مَشت بخطوات بطيئة بدون ما توخر عيونها عنه قربت منه وجلست على الأرضية قدامه : بتنتقم يعني؟
تكلّم بتهكم وهو للحين حاقد عليها : بفكر!بس اكيد ما راح احرق فيتس يعني!
خذت المرهم بين أصابعها بغضب وهي تحذف الغطا حقه كان مستمتع بغيرتها رغم كل شي صار ورغم حتى الألم اللي يحس فيه اللحين ناظرها بتمعن وهو يشوفها تناظر لمكان الحرق بتفحص!
حطت اصابعها على مكان الحرق رفعت عيونها وهي تناظر له بحقد ضغطت على مكان الحرق وانفجر سياف يصارخ بصوت مُتألم وقبل حتى يقوم دفته مع صدره للخلف : انسدح خلني اكمل شغلي
ناظرها بغَل : بتذبحيني انتي!وش هاللي قاعده تسوينه انا ما عاد ادري انتي تحبيني ولا خلاص صرتي تكرهيني!
ما ردت على سؤاله كانت تداوي الحرق وتصلح غلطتها صحيح انها تهورت لمن احرقته لكن لو ما احرقته كان ممكن ترجع اليوم للسعودية لأنها بطبعها ما تعدي بالساهل وغيوره جداً وهو يدري بذا كله..
انسدح على الكنبة وهو يغمض عيونه بهيام ابتسم إبتسامة عذبة بانت خلفها أسنانه البيضاء المُشابهة لحبات الـؤلـؤ : تغارين علي؟
ناظرته بنظرات تعلوها الامبالاة رغم ان شكله كان جذاب جداً ، سكتت لدقايق تنتظر تكمل شغلها وفعلاً خلصته ونزلت الأدوية على الطاولة وجلست بالقرب منه على نفس الكنبة وهي تناظر له بحِدة : وش حسيت فيه وانت تحضنها ؟
عدل جلسته بأستعجال ناظر لعيونها بقهر : ما حضنتها ما حضنتها متى تفهمين اني ما حضنتها! انتي غبيه غبيه ولا وين عيونتس متى حضنتها علميني!
ناظرته بغضب مُشابة للغضب اللي بعيونه إلا ان غضبها يضاعف غضبه : لا تكذب شفتك وانت تحط يدك ورا ظهرها شفتك بعيوني! إياك تنكر سياف!
ناظرت لـ أصابع يده اليسار شافته يناظرها بغبنه تعب من التبرير ، جات لها رغبة في هالاثناء انها تنتقم منه الانتقام الاخير اللي بيبرد خاطرها شوي رفعت يده اليسار بين كفوفها بالمقابل هو رفع يده اليمين وهو يمسح على خدها بحنية ظناً منه ان نيران الحرب أنتهت ،
أخذت اصابعه يده وهي تقلبهم للخلف بكل قوتها سمعت صوت صرخاته في عمق أذنها حذفت يده على صدره ، وقفت وراحت لطاولة قدامه لكن بعيدة شوي عنه سندت عليها ذراعها كملت كاس الماء حقها همست ببرود : سامحتك..
صرخ بقهر وغبنه بعد الألم اللي تذوقه اليوم بشدة : وش بعده احرقتيني وكسرتيني وكل ذا وانا مو متعمد انا ما ابي تسامحيني ولا انا بسامحتس!
نزلت الكاس من يدها وجلست بجنبه وهي ترمّقه بنظرات غامضة : بذبحك!
همس بهيام وهو يرفع يدها لمستوى ثغره ويقبلها : والله العظيم حتى الموت من تحت يدينتس عوافي وراضي فيه!بس خليتس قريبه مني..
رفعت يـده وهي تحضنها بين كفوفها وتقبلها وقفت بعد ما حذفت يـده في حضنه ، ما تسوي شي وتكمله تحب انها تخلي لها بصمتها الخاصة في كل شي ودايم تتصرف مع كل امور حياتها بقناعاتها والاشياء اللي تشوفها تنفع للموقف!
همس بتعب وهو ينزل راسه على الكنبة بقلة حيله : تعالي كسريني بس لا تروحين تكفين!المها تعالي..
شاف أثرها يختفي من قدامه أسند ظهره على الكنبة بغبنه وهو يكتم شوقه في صدره ..!
-
حاولت ترفع شعرها عن ظهرها لكن نشب شعرها مع السلسال ، انتبه لها وقرب منها وهو ينزل يدينها من شعرها وحاول انه يرفع شعرها وفعلاً خلال ثلاث دقايق رفع شعرها عن ظهرها بأقل الاضرار ..
أنصدم وهو يناظر للي في نهاية ظهرها حواسه كلها وقفت عند آخر شي شافه يحتاج منها شرح اكثر عن اسبابه وكيف صار وليه هو ما يدري !
معقوله هذا السبب اللي يخليها تخجل منه دايم وتحاول ما تكشف عن بعض الأماكن من جسدها أمامه !
أبعد جميع شعرها وهو ياخذه بأتجاة كتفها اليمين نزل لخصرها ولـ نهاية ظهرها وهو يمرر أصابعه بذهول وأندهاش ما فارقه للحظه هذي ابداً !
رفع عيونه لها ناظرها شاف دموعها تتجمع في محاجر عيونها وهي تكتم غصتها في صدرها همس بذهول : هذا ايش !
ما سمع منها اي رد كان صوت بكاها هو الإجابة الوحيده على سؤاله ما يدري شيسوي او كيف يتصرف يبي يسمع منها جواب فقط!
اعتدل بجلسته مسك يدها وهو يحاول يبعدها عن وجهها : علميني بس !
نزلت يدينها عن وجهها وسيل من الدموع الغزيرة ياخذ مجراه على خدها ناظرت له بحزن : واذا علمتك ما بتروح!
ناظرها لدقايق بصدمة كان في ابشع موقف انحط فيه طول عمره ما تحملت نظرات عيونه ، ليه يفكر ليه ! ليه يفكر انه ما يخليها !
انهارت من جديد بالبكاء وهي ترجف بقوة تنهد بضيق من حالها ما قدر يتكلم كان دايم صادق حتى بمشاعره وهي بتعرف من عيونه اذا كان صادق ولا يكذب عليها ..
تكلمت وسط دموعها كان صوتها المبحوح ما يساعدها تتكلم بشكل مفهوم ساعات يرتفع وساعات ينخفض وساعات تعيد الكلمة اكثر من مرة : ما قدرت اقولك! خفت تتركني من بعد كل شي صار من بينا قبل الزواج تعلقت فيك وحبيتك حسيت ان محد بحبه اكثر منك وقت الملكة اخفيت كل شي وطلبت منهم يخفونه رغم انهم اصروا ان انت تدري بس انا رفضت والله العظيم هم مالهم ذنب بشي انا اللي رفضت انك تدري ان فيني تشوهات قديمة..
بقى الكلام مبتور كانت هالسطور هذي حواف من اللي داخل صدرها كانت قطرة من بحر الكلمات اللي بقلبها ، هي ظلمته؟
ما تدري لكن اللي تدري عنه انها بتظلم نفسها طول عمرها لو ما كان هو نصيبها ، طيب ما يكفيه روحها انه يبقى معاها او على الأقل حُبه لها أكيد بيخليه يشوف هذي الحروق اشياء مو مهمة دام ان اللي ظاهر للناس كله سليم !
وجهها يدينها رجولها ما كان فيها آثار للحروق كانت الحروق فقط في ظهرها مو اكثر من كذا ..
مَسح وجهة بكفوفه بذهول وهو يحاول يستوعب اللي قاعد يصير ناظرها بنظرات غير مفهومة كان يبي يعرف السالفة مو اكثر : ابعرف وش قصة هالحروق!
ناظرته بحزن وهي تتذكر التفاصيل بالضبط كيف ما تتذكرها وهو اليوم المشؤوم في حياتها اليوم اللي دفعت ثمنه سنين طويلة اليوم اللي بسببه فقدت اعز انسان عندها اليوم اللي بسببه أضطروا أهلها يعالجونها بمستشفى طب نفسي : كنت صغيرة عمري ٩ سنين طلعوا اهلي من البيت راحوا لجارتنا القريبة منا وانا رفضت اروح وقتها علي واجبات كثيرة وابي احلها بقى معاي اخوي راكان اللي اجبرته ما يروح لأني اخاف ابقى بروحي بالبيت جلست ساعه احل واجباتي وبعد هالساعة طلعت لـ اخوي حصلته جالس يتفرج على التلفزيون قلت له خلنا نطبخ رفض قال ما اعرف وانتي ما تعرفين قلت له انا جوعانه واصريت وطبخت سويت له أكله هو يحبها جداً لكن اللي صار ان الأسطوانة كانت تسرب غاز وقريبة من الفرن اللي كان عليه الطبخه ، انفجر البيت كله كان يصارخ ويبكي ويقولي لا تتركيني يترجاني يقول مابي اموت مابي اموت تكفين لا تتركيني خفت كان شكله وهو يحترق قدام عيوني للحين في بالي كنت انا على طرف الباب لكن هو داخل البيت ركضت ورحت لجارتنا وناديت اهلي وكلهم جو يركضون تحول البيت والاشياء اللي داخله لـ رماد ويطلع منه دخان كان أسود كل شي أسود ركضت داخل البيت غصب عنهم ابشوف اخوي جلست أناديه بس هو ما يسمعني ناديته راكان تكفى لا تروح انا جيت والله انا جيت بطلعك اذا هم ما بيطلعونك كان ابوي يصارخ علي وامي منهاره مسكوني بـ اخر لحظة كنت جالسة احترق بس ما حسيت ظهري وشعري كلهم احترقوا لكن الحرق اللي في قلبي كان ابشع من كل ذا بسببه ما حسيت بشي صحيت على صوت امي وهي تبكي وتنوح كنت اسمعها تقول ولدي مات وبنتي تشوهت ما همني هذا كله كان كل اللي ببالي وبقلبي اخوي وهو يترجاني ما اتركه يموت ومات ، طلعت من المدرسة جلست سبع شهور وانا ما انطق بكلمه ولا اكل الا اذا قربت على حافة الموت كانت امي تبكي وتترجاني دايم اكل بس ارفض ودوني لـ مليون مطوع ومطوع يقرون علي قران ودوني للمستشفى لكن كان فيه شي بداخلي اسمعه هم ما يسمعونه جلست اشيل في ظهري ذنب اخوي انام اصحى وصورته في بالي واقول في خاطري انا اللي ذبحته بسببي راكان مات لحد ما اخذوني لدكتور وحولني للطب النفسي جلست سنتين وهم يعالجوني لحد ما بديت اتحسن ورجعت لحياتي الطبيعية..
كانت تحكي القصة وسط صوت بكاها وشهقاتها مسحت دموعها وناظرت لعيونه بأنهاك : ومن شفتك وشلون كنت خايف على اختك جاء ببالي علاقتي مع اخوي قلت بقلبي الشي اللي انا فقدته بيعوضه فهد شفتك وشلون تخاف على امك وشلون ما تعصي كلمة لـ ابوك وشلون انت سند وعون لـ خواتك وشلون انت اخ حقيفي لـ اخوانك وحبيتك
نزل عيونه بتعب وهو يسحب هواء لـ رئتـه ويزفره قام مثل الملسوع وقف عند الباب وهو يناظر لها بأرهاق طلع من الغرفة كلها كان محتاج يجلس مع نفسه شوي تركها خلفة تتعذب بـ مليون كلمه وكلمه تركها بعد ما حط كل الذكريات نصب عيونها وراح ، راح لإنه مصدوم لإنه خايف لإنه ما يدري شيسوي ، ما كان يدري ان ذاك الوجه البريئ خلفه قصص وقصص مأساوية ما كان يدري انها مرت عليها أيام شافت فيها الموت ما كان يدري أنها شافت أخوها يموت قدامها ولا تقدر تساعدة ما كان يدري أنها لليوم ذا تصحى وتنام وهي تحمل في صدرها ذنب وفاة أخوها ..
الآثار اللي في ظهرها ما كانت مجرد حروق لـ قصة قديمة راحت بين طيات السنين كانت ذنب طفل بريئ كان يبي يعيش مثل باقي الأطفال لكن الله شاء ان يوقف فيه الزمن عند ذاك الحلم قبل تحقيقه ..!
قامت بصعوبة وهي تغير الفستان وتحذفه عنها بأستعجال وكأن فيه لُـغم او مادة مُتفجرة خذته بين يدينها وهي تدور على المقص ..
جلست تقطع الفستان بين يدينها وكل قطعة ترميها على الأرض تدعسها برجلها جلست قدام السرير وهي تبكي بنحيب مجروح حَست بـ الاحبال الصوتية وكأنها تتقطع او تذوب من مرارة غصاتها اللي تطلقها وحدة ورا الثانية : كنت ابيه يقول انه ما راح يخليني نفس ما خليت اخوي ما كنت ابيه يفكر يبقى او يروح ما كنت ابيه يناظر لي كذا مابيه يحسسني ان جسمي ما يعجبه ابي يقول انه بيحبني وبيتقبلني رغم كل الأماكن القبيحة اللي في جسمي ليه راح ليه راح وتركني لييييه!
لبَس الثوب وعدل غترته وهو يعدل المرزام انتظرها تجي لكن تعَدت من قدامه عروب وهي ترمّقه بنظرات كلها حقد وغِـل ما اهتم لنظراتها كثير كانت ولا زالت في نظرة مجرد إنسانة مُختلة وهو نادم أشد الندم انه فكر ياخذها..
طلعت نوره من دارها بهدوء مَشت بخظوات ثابتة وبطيئة نوعاً ماً وهي تشوفهم يتبادلون النظرات همست بصوت قصير : انا جاهزه
سهم كلّمها بنبرة هاديه وهو يناظر لعروب ما وخر عيونه عنها : تعالي
عروب مسكت يد سهم بغضب : لحظة انت وانتي هيه خليتس بمكانتس!
سهم ينتظرها تخلص من اللي بتقوله رغم انه متأكد انها ما بتقول شي مُفيد بالعكس بتعيد نفس الاسطوانة...
ناظرت لعيونه بحقد : ليه ما خليتني امشي معاك
هالمّرة هي تمردت على الهدوء اللي كان جزء من شخصيتها وتكلمّت : شوفي الواتس ما قلت لك بتطلعين معانا وانتي رفضتي؟
ناظرتها عروب بسخرية وهي تضحك بصوت عالي : وانا بنتظر منتس عروض انتي بكبرتس ما تهميني ولا صراحه وجودتس بيزيدني شرف انا لو باكل شي وانتي قدامي بتصير اللقمة زقوم في حلقي..
ابتسمت نوره بهدوء وهي تعدل نقابها : الله يكمل لتس عقلتس
سهم مّشى بهدوء وطلعت معاه نوره وهم يدرون عن العيون اللي بالخلف اللي ترمّقهم بنظرات مجنونة حاقدة حاسدة وكأنهم اذنبوا في حقها او اخذوا منها حلالها ما اهتموا كثير لها لأن ذا طبعها وذي شخصيتها هذي عروب وهذي سوالفها ما بتتغير ابد..
الساعة الثالثة عصراً ..
جالسة في الصاله الكبيرة وقدامها قهوتها انتبهت لصوت الجوال اللي يدق رفعت الجوال بترحيب : يمرحبا عاش من سمع هالصوت
ام سياف ابتسمت : عاشت ايامتس وشلونتس يا خيتي ان شاءالله طيبه
ام سند : ابشرتس بخير الحمدلله انتي علومتس واخبار البنات والعيال واخبار اميره
ام سياف حبت انها تمهد لها الموضوع وهي تدري عايشه وشكثر تخاف على اميره : الحمدلله بخير ، اميره تعبانه شوي فيها انخفاض بالضغط وطيبه ابشرتس
ام سند بصدمهّ : وينها فيه ؟ وشلونها اللحين!!
ام سياف حبت انها تطمنها ما تبيها تخاف او تتوتر : بالمستشفى احتمال يطلعونها الليلة الزيارة الساعة أربعة العصر وترا البنت بخير وطيبة بس قلت بعلمتس عشان تجين لها
ام سند وقفت مثل الملسوعة : يالله يالله جاية اللحين..
اتصلت على فهد بأستعجال ما كان فيه أحدٍ موجود غيره ، فيصل مسافر مع اخوياه وابو سند عند الرجال معزوم..
خلال ربع ساعة جاء فهد للبيت وملامحه تعتليها الصدمةَ : عسى ما فيها شي يا يمه ؟
ام سند بتوتر : مافيها شي انخفاض بالضغط تبي حرمتك تمشي معانا ؟
فهد بضيق : مدري يمه تقولين لها؟
ام سند ناظرته بشك وهي تصفق يدينها في بعض : متهاوشين صح انت ما تتوب ابد غربلت البنت معاك نار شابة وشتبي بالبنت !
فهد بصدمة : يمه والله ما حنا متهاوشين انا بنتظركم بالسيارة خلصوا وتعالوا لي الزيارة بتبدأ ..
ام سند راحت لـ ميساء بأستعجال : يلا اجل خلني اللحق على البنت ..
دقت الباب بهدوء قامّت ميساء بأستعجال وهي تمسح دموعها وتخفي آثار البكاء فتحت الباب بهدوء : هلا خالتي
ام سند بضيق : تمشين معاي ابروح لـ اميره تعبانه
ميساء تكلمّت بصوت مبحوح : وشفيها
ام سند : ضغطها منخفض
ميساء تنحنحت : ما تشوف شر ان شاءالله طيب بلبس عباتي وبجي
ام سند : استعجلي الزيارة بتبدأ بروح اشوف الهنوف..
ميساء : ابشري

في المستشفى 

طلع بغبنة بعد ما درا ان أهلها بيجون ويشوفونها طيب وهو !
كيف بيهجد صدره كيف بيقوله أركد ترا لها أهل وبيتطمنون عليها مثل ما انت تبي تتطمن عليها ما أنتبه للساعات اللي يقضيها معاها ومركز على الساعة اللي بتروح وهو ما بيشوفها فيها لأنها مو ستين دقيقة بس! لأنها ستين سنة بعيونه!
طلع من المستشفى وركب سيارته وهو حاط في باله انه بيروح لمحمد بيجلس معاه شوي لين تخلص هالساعة اللي مو بالعها ابد..
دخلت أم سند والبنات عند اميره شافوها منسدحة على السرير وملامحها لو بتتكلم تكلمّت هي مو أمها اللي جابتها صح بس هي أمها اللي ربتها الحزن اللي بعيون أميره ما كان لأنها تعبانه وبس!
لا لا الحزن اللي بعيونها ذا من شي ذابحها ومحدِ داري عنه حبت راسها ويدينها وهي تناظر لها بضيق : وشلونتس يا بنيتي طمنيني عنتس!
اميره بهدوء:بخير..
ميساء بهدوء : الحمدلله على سلامتس ما تشوفين شر
اميره : مايجيتس الشر
الهنوف قربت بأستعجال وهي تناظر لـ اميره بأستغراب وخوف وضيق: الحمدلله على السلامه يعمري انتي غدا الشر
ام سند ناظرت لـ اميره بحزن : اي والله يا بنيتي اي والله يا اميره غدا الشر يا يمه غدا الشر
ناظرت لـ ام سياف اللي تراقب هالحوار بصمْت : سامحيني ما جيت سلمت عليتس قلبي اكلني على بنيتي
ام سياف ابتسمت : ولو ياخيتي والله ماني بلايمتس كلنا والله خفنا عليها عسى الله يحفظها لنا
ام سند شدت على يدين ام سياف : امين يارب امين ، ناظرت لـ ريم وجُمان : وشلونكم يا يمه
ريم ابتسمت : بخير ياخاله انتي وشلونتس
ام سند : بخير الحمدلله بخيروشلونتس يا جمان
جُمان : تمام الحمدلله..
قامت جمان تصب لهم قهوة : سمي يا خاله
ام سند : عدوتس يسمّ ..
دخلت الجازي بعد ما دقت الباب : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام..
الجازي حبت راس اميره وهي تناظر لها بضيق : سلامتس ياروحي الله يجعله آخر الاوجاع يارب
اميره بصوت مبحوح : امين الله يسلمتس
الجازي : سند شوي بيجي وبيتطمن على أميره ..!
ام سند ناظرت لـ ميساء اللي مو مركزه مع أحد وساجه بعالم بعيد بعيد عنهم بالحيل : ميساء يا يمه قولي لـ فهد يجي قبل ينتهي وقت الزياده بعد اذنكم يا ام سياف والله ان قلبه اكله على اخته ويبي يتطمن علها..
ام سياف وقفت هي والبنات : لا لا هذا اخوها خليه يجي يتطمن على اخته ، الجازي طلعت مع امها وخواتها وراحوا بعيد شوي..
فهد دخل بهيبته المُعتادة : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام..
ميساء قامت من الكرسي وهي تحطه قريب من اميره وأسندت ظهرها على الجدار بضيق..
حب راس اميره وهو يناظر لها بضيق : وشخبارتس عساتس طيبه
اميره : بخير
فهد : عسى ماشر وشصاير ! ما تاكلين زين؟
اميره : الا
فهد : اجل وشلون انخفض الضغط هالانخفاض القوي!
اميره : قبل اطيح ما كليت هذاك اليوم بس!
فهد مسح على شعرها بهدوء : مره ثانية لا تسوين ذا الشي وانتي تدرين ان فيتس أنخفاض بالضغط الحمدلله المره هذي عدت على خير انتبهي لـ اكلتس ولا تهملين الوجبات..
أميره بأرهاق : ان شاءالله
فهد ناظر للكرسي : لا لا ماني بجالس انا بروح لمشوار قريب ولا خلصتوا دقوا علي!
ام سند : الله يحفظك يا يمه ان شاءالله
فهد لف لـ اميره : محتاجه شي ؟
اميره بتعب : لا تسلم
فهد مسك يدها وهو يشد عليها : حلفتس بالله محتاجه شي؟
اميره : لا والله مو محتاجه
فهد همس براحه : زين الحمدلله ولا صار شي ولا شي كلميني ولا بغيتي تجين للبيت تعالي هذا بيت ابوتس تبيني اكلم سيف ناخذتس حنا الليلة ترتاحين عندنا ؟
ام سند بتأييد : ايه ياليت والله ياليت ناخذها كلمه يا فهد
فهد هز راسه بالايجاب : خلاص اجل بكلم الرجال وبنجيتس ناخذتس بالليل ..
بعد ربع ساعة ..
كان الكل جالس هنا عدا بنات ام سياف طالعين برا يتمشون هم وميساء عشان العيال ، دخل سند والصدمة ان أماني معاه ..
سند بصوته الرجولي : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
سلم عليها وهو يجلس على الكرسي : وشلونتس طيبه ان شاءالله
اميره انغبنت من وجوده هو وأماني ما تحبهم ولا تداني تشوفهم ابد : بخير الحمدلله
أماني سلمت عليها وهي تجلس على الكرسي وتاركه الجازي واقفة وهي على وجـه ولادة : كيفك حبيبتي ان شاءالله تمام ما دريت الا من حبيبي انك تعبانه ما تشوفين شر!
اميره همست بغبنه : موجود الشر
ناظرتها بعدم فهم وهي تبتسم : والله ما سمعتس
اميره ناظرتها بطرف عين : اقولتس بخير بخير!
أماني ابتسمت : الحمدلله يروحي وشخبارتس يا خالتي والهنوف كيفكم
ام سند بهدوء : بخير يا بنيتي انتي شخبارتس مع الحمل
أماني : يوه يا خالتي لو دريتي امس وشصار لي ذبحتني هالشغالة الغبيه اللي ما تفهم ساعه على ما تجيب طلباتي
ام سند بسخرية : وش طلباتس
أماني بـ لامبالاة : طلبتها تسوي لي قهوه وسنة على ما جت القهوة قمت رميتها برا وحذفت عليها الشنطة والشنطة ثقيلة وذبحني ظهري من الالم بس اللحين خف شوي..
اميره بسخرية : ييووه اماني ليه تشيلين الشنطة انتي حساسه وحامل ماعندتس حق لو اتصلتي على سند يحي يشيل الشنطة لتس
سند ناظرها بغضب وأماني ابتسمت وهي فاهمه وش اللي ببالها : والله حبيبي ما يقصر بس وقتها ما كان موجود
ام سياف بغِـل : عاد الأنسان لازم يركد ويصبر عشان ما يصحى له يوم ويلقى محدِ حوله!
أماني ابتسمت : والله صراحه انا اهم شي عندي سند والبيبي اللي ببطني الباقي ما يهموني ودام سند يحبني وانا احبه بس ما ابي شي من ذا الحياة!
اميره همست بسخرية وهي تناظر لـ الهنوف : روميو وجوليت بالنسخة السعودية
الهنوف ابتسمت وهي متجاهلة كل هالحوار السخيف اللي قاعدة تسمعه..
دخل الوليد وهو يناظر لـ أماني بنظرات غريبة ، اماني مسكت يده وهي تبوسه : وليدي وشلونك يروحي وشفيك كذا سحبت علي هذا وانا صديقتك! افا والله زعلتني عليك!
الوليد سحب يده منها وهو يناظر لها بـقهر : ما احبتس ما احبتس
الكل انصدم من كلامه ، أماني حست بماء بارد ينكب على وجهها..
الوليد صرخ بقهر : اصلاً انتي تكرهين ماما وانا اللي يكره ماما انا ما احبه انتي مو حلوه وانتي شريره والبيبي اللي بتجيبينه يع ما راح احبه يع..
أماني ناظرته بصدمة : افا والله وشذا الكلام
الوليد ناظرها بغضب : لا تكلميني بس..
سند بعصبية : الوليد خير ان شاءالله وش هالكلام ذا!
الوليد ناظر ابوه بزعل وراح واقف عند امه بضيقهّ الجازي مسحت على شعره وهي مبسوطة في داخلها بس خافت خافت ان أماني تحطه في راسها وتأذيه..
سند قام بعد ما تطمن على اميره وطلع وطلعت معاه أماني ناظرها بغضب : الكلام اللي يقوله الوليد صادق فيه؟
أماني ناظرته بخوف : منجدك انت مصدق الورع حيوان ما ينفع بعينه المعروف وانا وش بنتظر منهم بعد عيال الجازي خبيثين مثل امهم..
سند ناظرها بغضب : بس الوليد ما يكذب والجازي مو خبيثه..
أماني ناظرته بقهر : الله الله كلام جديد والله يعني انا السيئة والملعونة اللحين تدري انت وعيالك ما تستاهلون شي هذا ذنبي جايه اتحمد لـ اختك بسلامتها ويروح ولدك قليل التربية يقولي ذا الكلام قدام الجازي انت ما شفت عيونهم ما شفت كيف يتشمتون فيني
سند زفر بضيق : ماعليتس منهم والوليد ورع محدِ ماخذ كلامه
ناظرته بصدمة : ايه زين علم نفسك بهالشي دامه ورع ليه تاخذ كلامه اجل انا تعبت بروح للسيارة رجعني للبيت مابي اجلس هنا ثانية وحدة حتى..
راحت أماني وبنفس اللحظة طلعتَ الجازي من الغرفة وهي تحس بـ ألم قوي في بطنها ناظرته بهدوء وتعدت من عنده لكن هو مسك يدها : ولدتس ليه كذا لسانه طويل وما يحشم؟
رفعت عيونها له بـبرود : مشغول انت مشغول مع زوجتك ما كنت فاضي لنا عشان تربي عيالك
سند ناظرها بغبنه : وذا اللي فالحه فيه ترمين كل شي علي وتطلعين نفستس البريئه المسكينه وانتي العن وحده بذا الحياة!
ناظرته بخيبة : بس بس لا تكمل لا تكمل الكلام اللي تبي تقوله انا تعبت تعبت منك تعبت وانا ارفع فيك قدام الكل لكن انت مُصر ألا تطيح!
اعطاها كف بغضب ما يدري شلون ما حس بنفسه ولا أهتم للموجودين من الناس اللي تمشي بالممر ..!
طاحت على الأرض وهي تبكي بنحيب طلعوا من الغرفة يناظرون لها كلهم بصدمة..
ام سياف ناظرته بغضب : وشسويت ببنتي
الجازي مسكت يد أمها بتعب : يمه ما سوا شي انا تعبانه تعبانه يمه احس اني بولد!
ركض سند ينادي المُمرضات وفعلاً اخذوها ودخلوها غرفة الولادة ، ضرب جبهته : يووه انا كيف نسيتها بالسياره
راح للسيارة بأستعجال شافها جالسة بعصبية والشياطين كلهم فوق راسها : بدري بدري لو جلست معاها نص ساعه ثانية ترا مره ما ابطيت
سند ناظرها بتوتر : الجازي تتولد ومقدر اخليها.
سحبت يده بغضب : جعلها ما تقوم الله يجعل ولادتها تتعسر الكلبه رجعني للبيت ولا قسم بالله ان اتصلت على اخوي وجاء واخذني والله ما تشوفني و ورقة طلاقي توصلني سامع!
سند ناظرها بغضب وهو يكتم الغيض في صدره رجعها للبيت وراح مستعجل للمستشفى كان ملاحظ من الكل محد متقبل وجوده لكن ما اهتم لهم ابداً ..
طلعت الممرضه من الغرفة : لو سمحتوا لا تعبون الممر ارجعوا للبيت هي راح تطول بتاخذ ساعات وهي تتولد امها موجوده وتكفي انتم ارجعوا لا تسببون ازدحام بالقسم..
خذا فهد امه والهنوف وميساء ورجع للبيت ، طول الطريق والصمّت يحفهم من كل أتجاة وصلوا للبيت ونزلوا كلهم راحت لغرفتها ما تبي تجلس مع أحد ولا تبي تشوف أحد مو متحمله ولا شي!
قفلت الباب لكن انفتح الباب بعدها بهدوء ناظرت لعيونه وسرعان ما ابعدت نظراتها عنه ناظرت للارضية نزلت لمستواها وهي تجمع قطع الفستان بين يدينها نزل معاها لمستوى الأرضية وهو يمسك يدها : خلينا نتكلم شوي!
ناظرت لعيونه لثواني وهي تبلع غصتها : بجمعه!
مسك يدها وهو يرفعها وياخذها ويجلسها على السرير : بنجمعه مع بعض اللحين بنسولف..
جلست بجنبه وهي تناظر لعيونه بأرهاق : طيب..
ما كان يدري وش يبي او وش اللي قاعد يسويه كل اللي يعرفه انه والله العظيم يحبها وراضي بكل شي فيها بيحبها لو كان جسمها مشوه من فوق لـ تحت الحُب اللي خلاه اليوم يركض يطلع بالحوش مثل المجنون ولا قدر يمشي خطوة وحدة برا البيت ..
همس بتعب : كنت جالس كنت جالس ورا بيتنا وكأني ورع عمره خمس سنين ضايع ما قدرت اتحرك واخليتس وانتي كذا خفت خفت تفكرين بـ اشياء انا والله العظيم ما فكرت فيها اتصلت علي امي قلت لها انا برا شوي وجاي وجيتها بعد مدة هي نفسها المدة اللي حاولت فيها اني اشيل آثار الدموع من وجهي لأنها امي وبتلمح الحزن في نبرة صوتي قبل تشوف عيني بتلمح الحزن في تصرفاتي قبل اتكلم
أنهارت بالبكاء وهي تسمع كلامه ، قرب منها وهو يحضن وجهها بين كفوفه : لا تبكين لا تبكين
ناظرته بتعب : بتتركني..
مسحَ دموعها بأمتنان والحزن يتوسط كلماته : انتي مو بس زوجتي ولا حتى ام لـ ولدنا اللي جاي بالطريق انتي اللي أحييتي قلب فهد كنت احسب اني عايش طلعت ميت قبل اعرفتس قبل تدخلين حياتي كان مالي إي أعتبار في عين نفسي كنت أنسان عصبي عنيد الكل يبتعد عنه ويخاف منه حتى الورعان ينحاشون لا شافوني لكن هذا الأنسان ما تغير الا على يدينتس وتقولين بتتركني بعد!
رفعت يدينها وهي تحاوط فيها رقبته وتدخل في نوبة بُكاء طويلة : والله العظيم احبك احبك فهد
ابتسم وهو يمسح على ظهرها وكأنه بيداوي كل جروحها اللي حطت بصماتها على ظهرها ما يبيها تحس بشي بيجرحها هي قبل يجرحه لان قلبه يهون وجرحه يهون بس هي لا لا وألف لا : والله العظيم اذا انتي تحبيني مره انا احبتس مليون مره ومستحيل افرط فيتس ، سامحيني على اللي صار!
أبعدت عنه وهي تناظر لعيونه بندم : انت اللي سامحني على اللي سويته سامحني لمن خبيت عنك موضوع الحرق سامحني فهد..
رفع يدينها لمستوى ثغره وهو يقبلها : لا تعتذرين عن بصمة انحطت على ظهرتس وانتي تفزعين لـ اخوتس يوم كلهم راحوا بقيتي انتي ولا اهتميتي لبيت كامل ينهدم قدام عيونتس بس لأن داخل البيت شخص تحبينه ، ميساء انتي الانسانه اللي اقدر اغمض عيني واروح وانا ادري ان وراي أنسانه بتنتبه لي ولعيالي ادري ان وراي انسانه مستعده تقدم روحها بس عشان تحفظ الناس اللي حولها..
أسندت رأسها على صدره وهي تبكي بتعب : ما كنت ادري اني بحب شي بحياتي مثل ما حبيت الحروق اللي في ظهري اصلاً ما توقعت اني بحبها
مسح على شعرها وهو يغمض عيونه بأرهاق : بتحبينها دامها آخر ذكرى جمعتس معاه وانتي تفدينه بروحتس ، صدقيني راكان ما يبي شي الا انتس تحبين نفستس وتعيشين من جديد تعيشين وتسوين الشي اللي هو ما قدر يسويه هو ما يبيتس تطيحين ولا تنكسرين وانا بعد ما ابي يصير هالشي ولا بسمح انه يصير ابد..
ما شالت راسها من صدره ولا نطقت كلمة وحدة لإنها اليوم تأكدت ان مثل ماهي بتحفظ فهد بظهره هو بيحفظها بظهرها راهنت انه بيكون مو بس زوجها وحبيبها بيكون أخوها بيكون راكان اللي فقدته وكل مرة كان يثبت لها إنها ماهي بروحها ان وراها جبل يسندها وراها يدين بتقطع اي يد تتطاول عليها وراها لسان ما يخاف ولا يتردد وراها قلب قوي ما بيخليها تطيح وهو موجود مهما صار لأن الجبل ثابت ثابت ولا يهزه شي وهو جبل!
داخل المقهى الرجالي اللي متعودين يجونه يشربون فيه شاهي كانوا جالسين وكل واحد يفضفض لـ الثاني وياخذون ويعطون بذا السوالف اللي صارت معاهم..
سيف ناظر حمد اللي جاء لهم من بعيد والابتسامة شاقه وجهه : يا حمد الله يرضى عليك ابي شاهي مضبووط يعدل اعدادات مخي من يدينك
حمد ابتسم لهم بحب صادق كان متعود على سيف ومحمد دايم يجونه لكن اختفى سيف بعد ما تزوج : ابد العريس يبشر
سيف ضحك : وين عريس الله يعافيك خلاص راحت علي
محمد بغبنه : وانا يا حمد ورا ما تقول لي ابشر ترا خاطب
حمد ابتسم لهم : والله العظيم اني فرحان لكم من قلبي ، ومتى عرسك يا محمد؟
محمد عدل جلسته وهو ينفخ صدره : عرسي قريب ان شاءالله حياك الله انت ومن يعز عليك..
سيف صفقه مع يده : أركد ما بعد شاورنا البنت يمكن ترفضك
محمد بغبنه : ابوي مكلم عمي وعمي وافق ويقول البنت وافقت الخلا بس..
سيف ابتسم وسكت وهو يهوجس بـ اميره ماهو بصوب لا محمد ولا حمد..
حمد ابتسم بفرحه : الله يتمم لك على خير وابشر بالعانيه
محمد : والله ان جيتك لحالها تكفي والخير واجد وانا اخوك
حمد ابتسم وراح ..

يتبع ,,,,

👇👇👇

تعليقات