رواية انا الضحية وانا الجلاد -1
رواية أنا الضحية ...وأنا الجلاد
الكاتبه : عذبة العذوب
((1))
الفصل الأول
تدخل عذبة وأخواتها "ليلى ونجلاء" و أخيها ناصر وجدتها أم ماجد وعمتها مها من البوابة الداخلية,
ليلى تتجه مباشرة إلى الجلسة الجانبية وترتمي عليها بينما نجلاء وناصر يتشاكسان كعادتهما ,الجدة تحاول تهدئتهما ولكن لا فائدة . عذبة تنادي كاميليا لتحضر القهوة ..
تلتفت مها على عذبة: تصدقين يا عذبة ... مزرعتكم تصلح لسباق الهجن... كبيرة ... الحمد لله انو ما عندي عيال ولا كان ضيعتهم فيها...
عذبة: عيال عمي وجدي يحبون المزارع والنخل .. وكل يوم والثاني يكبرون فيها...
ليلى: أنا تضايقت من الحر ... وجدتي ومرت عمي ما يبغون إلا نجلس بالعريش... ولا.. يا ويلكم بعد تشغلون المكيفات.. وإلا غصب عليكم اجلسوا معنا... قرف..
الجدة: ياربيه بس ... ياعيال أركدوا والله لا أقوم عليكم بالعصا هالحين..وأنتي يا الجنيه يا نجلوه ترى هالحين بصيحتس...
ناصر: يمه ثوفيها ... هي تدق أول ...
نجلاء: تدق ولا تتصل هع هع هع هع
مها: خلي الولد يا نجلاء والله لا أزعل عليك...
نجلاء:يمه... خلاص يا خالتوا... ولا تزعلين..بس هالقبصة هديه...
عذبة: نجلاء خلاص حبيبتي ... كاميليا ...كاميليا جيبي القهوة لجدتي..
الجدة : لالا أنا بروح يالله دقي على أبو ناسين يودينا للبيت..
نجلاء: هع هع أبو ناسين... أبو ياسين يمه أبو يااااااااااااسين..
مها: يمه تو الناس ليش نروح...
الجدة: أخاف يجي جدهم وأنا بذا...
عذبة: لا جدي بينام بالمزرعة ... يحب هالوقت النوم بالمزرعة...
تأتي كاميليا وتحمل بيدها مظروف : مدام عذبة .... مشاري يجي اليوم الظهر ويسأل عنك..
ويعطني هذا ويقول عطيه عذبة ...
مها: الله الله ...أكيد انه فر يوم ما لقاك.. يا شين حركات المعاريس الطافـّين. هههه
عذبة تبدوا عيها علامات الخجل والإستغراب في آن واحد: طيب ليش ما كلم علي ..
هو عارف أننا بنروح المزرعة..هاتيه ياكاميليا...
تنظر عذبة للمظروف فتتغير ملامح وجهها ثم تفتحه بعصبيه... وتشهق بقوة...
وتسمرت عينيها عليه...أطبقت بيدها على فمها ... وجعلت تهز رأسها وتقول: لا.. لا...لا....لا
مها تصرخ فيها: عذبه وش فيه ... وش فيك... أخوي مات ... عذبه انطقي ...
نجلاء قفزت نحو عذبة وحاولت أن تأخذ الورقة منها ولكنها حضنتها بقوه
ومنعت نجلاء من الوصول لها وهي تقول لا..لا...لا...ليه أنا وش سويت...
الجدة ظلت صامته ولم تنطق ... والبقية تترجى عذبة أن تخبرهم...
نظرت عذبة للأعلى وهمست: طلقن مشاري طلقن...
صرخت ليلى : لا مستحيل وبعد كل اللي سويته عشانه يطلقك...مستحيل!!!
لا يمكن ما فهمتي هاتي أشوف...
نجلاء: الله لا يسامحة النمس الحقير هذا ووجهه... مو لو انك آخذه "فيصل" أصرف لك..
مها: نجلاء مو هذا وقتك... عذبة ليش ماتعرفين السبب...؟
عذبة تهز راسها وعيناها اللتان تكحلان لأول مرة بعد وفاة والدتها وأخيها تفيضان دمعاً: لا..
بس قلت ماني رايحة معك دبي بجلس عند خواتي ...
وتعال هنا اسكن معنا... وبالعكس كان متفهم بالبداية بس مادري وش صار فيه ..
صار عصبي ورفض الفكرة وتلفظ وسكر السماعة بوجهي قبل أسبوع...
بس ماتوقعته يطلقني كذا من الباب للطاقة... أكيد فيه أحد ورا هالموضوع...
ولا مشاري مايسويها أبد ... مستحيل...آآآآآآآآآآآه والله هو يحبن والله ...
الجدة تضرب بالعصا بقوة على الرخام وتقف ثم تصرخ: لا ياعذبة لا تصيحين...
ماخلقت الدموع لبنت ماجد... بنت ماجد ماتصيح عشان رجال
..هو الخسران ... وأنتي الرابحة...
يابنتي ربي كريم ... إذا سد بوجهك باب فتحلك ألف باب وإذا قطعتس من جهه وصلتس بألف جهه...
يابنتي مابي أشوفتس عذبة المسيكينة... قومي وأمسحي دموعتس ...
ولو كان ماجد بينا مارضى عليتس هالدموع... قومي أرفعي راس ماجد ولا تبكين عشان رجل...
ترا الدموع ماتصلح اللي انكسر...وأنتي الحين رجل البيت بعد ماراح ماجد ولحقه سعود...
لا تبكين عشان رجل,ترا الرجال مايستاهلون دمعة من دمعوتس الغالية...
ليلى: يمه خلي البنت تصيح تعبر عن مشاعرها ... يمه هذا طلاق مو سهل...
الجدة: أدري أنه طلاق ... و أدري أنه مب سهل ... أنا بكيت على جدك أربع سنين ماتجف دمعتي...
وش نفعني ... هاه ..شمّت الناس بي وفرحت علي مبغضيني...
بس يوم قمت ومسحت دموعي وقلت خلاص يا بنت ...الطيور طارت بأرزاقه ,
شوفي حالتس وارضي بنصيبتس.. ربي فرج لي من واسع رحمته...
قومي يا بنتي ... شرفي ماجد لو رجع وارفعي راسه فوق.. فوق.. فوق ..
ولاريحيه لو كان بقبره... الدموع تأذي الأموات يا بنتي...
الجدة ظهرت قوية .. صامدة تتكئ على عصاها وتتحدث بصوت عالي يتردد صداه لكل المنزل الفسيح
وظلت تضع يدها على صدر ماجد ابنها في صورة فوتوغرافيه كبيرة معلقة طوال وقت كلامها..
تقاطعها مها: يمه خلاص..
الجدة: بس ولا كلمه.. يا مها..
عذوب ترا بالأمر خيرة... خيرة وربي كتبها عليتس... لا تجزعين ...
قومي صلي لتس ركعتين وادعي ربتس واحمديه على القضاء...
قومي يا بنتي..قومي الله يرضى عليتس ويفتح لتس أبواب رحمته..
الصمت يلف أرجاء المكان وعذبة وقفت ومسحت دموعها ..
تم قالت: صح يمه بالأمر خيرة.. ونظرت إلى صورة والدها ثم أشاحت بوجهها
وكأنها لا تريده أن يرى الحزن بعينيها...وصعدت لغرفتها بسرعة...
حينها رمت الجدة بجسدها الصغير على الكنب وأسندت رأسها على عصاها..
وتقاطرت دموعها..
ليلى: يمه الحين أنتي تقولين لها لا تصيحين ... وتصيحين أنتي ... لا يمه كذا اسمحيلي ظلم...!
مها: خير ان شاء الله ... انطمي ولا كلمه..ترا اللي فيها مكفيها..
نجلاء قامت لتلحق بعذبة ولكن الجدة أشارت لها أن تجلس...
الجدة: يا خوفي إني أكون ورثت عذبة أسمي وحظي الشين...
أخ يا شينها دمعة الخيانة ... تنزف من القلب وتحرق الخد... و تلهب الجرح...
مثل ماء البحر تزيد العطش... والألم.. يا ليلى ما بوه وحدتن بهالدنيا ما يجرحه الطلاق
حتى لو كانت هي اللي تبيه.. مير ما باليد حيلة ...
لو كان بيدي ما تطلــَـقـَت... بس يوم انوه صار ما ودي انه تعيد حزني وأوجاعي...
مابيه تصير عذبه المعذبه... أبيه عذبة اللي تعذب من خانه...
ايه.. لو الزمن رجع بي ما نزلت دمعة وحدة على جدتس...
أخ ياعذبة وأخ يابو عذبة وأخ يا جدة عذبة...
مادري ليه بهالدنيا كل ما قلنا بنودع الحزن يرجع بوجه ثاني...
أستغفر الله ... ياربي رضينا بك حكم ...
يارب انت القادر تبدل الحزن أفراح... إفرج لنا وافتحه بوجيهنا ياكريم...
ليلى: يمه للحين تحبين جدي؟تراه للحين يحبك ومتندم على طلاقك.
ارجعوا لبعض كلنا محتاجين لك.. حنا وهو...
الجدة: حبحب جلده ...لا والله لو يجيب الكون كله يراضين بوه مارضيت أرجع له...
يا بنتي اللي يكسر من الأحباب ماينتصلح.. وبالذات من الرجل...
يابنتي إذا انجرحتي من عدوتس تنسين وتقولين عدو..
واذا انجرحتي من أخوتس تغفرين وتقولين دمي ولحمي ,
أخوتس وولد عمتس خلقت محبته فطرة وترضعينه من صغرتس,
حب أخوتس ولا ولد عمتس يخالط لحمتس ويجري بدمتس..
إيه يالله عفوك شي الله خالقه بنا... لكن رجلتس خلاص من أول جرح ماتحملينوه,
تمضي بالقلب.. ومستحيل القلب اللي شال حزنتس من سواتـُه يشيل حُبن له مرتن ثانيه...
ناصر: يمه ليث تثحين وتثيح عذبة ... وثوا..!! وثبكم...!!؟ مثاري ذعلها...
مها: لا حبيبي مافيها الا العافية.. رح تكفى شوف التلفزيون.
ناصر: الا قولي لي وثوا.. تكفين ماما مها..
نجلاء: لاحول .. أنت متأكد انك ولد.. اللي أعرفه العيال مايحبون الشرافة..
مافيه "ثي" انقلع يالله ...
ناصر: اثكتي بث يام لثانين, ماكلمتث..
_و طرااااااااااااخ يضربها بلعبته ويفر للدرج_.
نجلاء: آآآآآآآآآآي أوريك يالبقطة... ياللي مافضت من الأرض... أخ ياراسي...
الجدة: والله ماتلمسينوه تستاهلين أنتي اللي ماغير تلقـّطين عليه وتطنزين بوه...
مها: هع والله ما يأدبك الا كذا.
ليلى: ليش مشاري طلقها والله يقهر..لا أكيد بيندم ويرجع لها... أصلاً عذبة حسافة عليه...
بس والله حرام...ينهون قصة حبهم بهالشكل التراجيدي ...حرام ... أكيد بيتحسف وبيرجع...
نجلاء: من زينه ... والله وشر وزاله ربي عن طريقها..
بس والله ثم والله لا أوريه هو وعيونه اللي كنه بيض..
والله ان شفته لأمسح فيه البلاط مسح...
واطبق فيه كل اللي تعلمته منذ صغري في نوادي الكاراتيه...
مها: منذ صغرك أخس يالفصحى ,
أقول... أنتي كل من شفتيه بتطبقين فيه فنون الكارايته على قولتك؟
اعقلي وخلينا بالمشكلة اللي حنا به...
نجلاء: قاهرن يا خالتي...طيب خلون اعبر عن مشاعري!...
إيه الله يرحمك ياسعود ما كان أحد يعطيني وجه غيرة يضاربني وأضاربه..
إشتقت له حيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل. ..واشتقت لأمي...
آآآآآآآآآآآآآه وانفجرت باكيه..ليتك ياسعود القلب فيه تشوف هالبرميل وش سوا بأختك وروحك عذوب...
ليتك ترجع واشكي لك وابكي لك...آآآه... يمه مافينا نتحمل بعدكم عنا...
هدنا الحزن هد... والدار ظلمت..........آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
_ وتغطي وجهها المبلل بالدموع بكفيها وترتمي بحضن ليلى وتكبيان معا..
يطل ناصر من الصالة العلوية ويصرخ: أحثن ثيحته تثتاهلين يا الدبا...
الجدة: الله يرحمك يا سعود ويا أم سعود والله يردك يا أبو سعود غانم سالم...
ايه وين الدنيا بك يا وليدي...ووين ودتنا الدنيا بعدك...
من بعد حزنك نمسي بأحزان ونصبح بأحزان وكل مادق الفرح باب سكـرُه الحزن بوجهُه...
الله يجمعن بك قبل لاموت أنتشي ريحك وأضمك...
عذبة تتوضأ وتختلط دموعها مع الماء, تتجه لمصلاها الذي أهدتها إياه والدتها,
تلف الشرشف بهدوء, وتتجه للقبلة وتكبر,
وحين تقرأ الحمد لله رب العالمين تنفجر باكية وتكررها وهي تنشج ,
تسلم أمرها لله وتشكي إليه وتناجيه كما لو كانت أمها بجانبها:
ربي, إلهي وحبيبي... ثم تبكي وتكرر هذه الكلمات, ثم تقول يارب أشكو لك ضعفي , يارب , يارب ياربـــــــــــــــــــــي من لي سواك عالم بحالي,تكرر يارب اجبرني في مصيبتي وتبكي, وتنادي يارب مرة أخرى وهي تشعر أن كل نداء لربها يزيح جبلا من الهموم والآم .
تسـّلم وتسند رأسها على المنضدة وتأخذ دفتر صغير أهداه لها والدها قبل رحيله ,
تفتح الصفحة الأولى : أجعل من الليمون شرابا حلوا"
والأخرى" لا تسأل نفسك لماذا حدثت المشكلة, ولكن أسأل كيف تتجاوزها"
والثالثة:" لاتنظر لنصف الكأس الفارغة بل أنظر للمملؤة"
والرابعة" تظاهر بالسعادة حتما ستشعر بها"
ضمت الدفتر وأغمضت عينيها وهمست: يا بوي دايم تحس فيني ولو كنت بعيد...
الله يجمعني بك يارب...
كأنك عارف وش بيصير فيني, صدق لامن قالوا قلب الوالد ...آآآآآه يابوي وينك...؟
ايه... خلينا نتظاهربالسعادة وش حنا خسارنين...
أحست بيد صغيرة تتلمس وجهها أمسكت بها وفتحت عينيها : نصور حبيبي ... وش تبي.؟
وتجلسه في حضنها.
ناصر: أنا ذعلان عثانك ذعلانه... من ذعلك ؟
مثاري الدب والله ما أخليه لأدقه بالثيارة ذي تراه قويه,
وأثوي به ذي ندلاء تو , تراي بطل تو ثيحته... بث خليه يدي ياخذك والله لا أثيحه تثييح.
عذبة تضحك بقوة : وتتلمس يديه بعطف: صحيح أنت صيحت نجلاء!!
هذي ما سواها سعود تسويها أنت...
ناصر: عذبه ثح ثعود يقوا مثاري , يكفخ حتى ندلاء,
إذا دا ثعود وأمي بقول لهم يثيحون ندلاء ومثاري,
عذوبي.....
عذبة : سم ياعيون عذوبك أنت..
وتغير لون وجهها , تذكرت حين كانت تقول هذا الكلام لمشاري , وذهبت مع ذكرياتها معه.
ناصر: عذبة ... عذوب.. ويمسك بوجهها ويقربه من وجهه
عذبة: سم آمر وش تبي؟
ناصر: عذبة ثعود وأمي متى يدون من الدنة؟
ودي يدون ثوي بث أحبهم ويردعون بث ثوي , أمث باليل دا ثعود وثافن وضحك,
بث راح بثرعه يا حثافة!!..
عذبة أنا ناديته كثير بث هو ما ثمع أدول له تعال ثف عذبة دت لمنا ونامت عندنا ..
بث انوه راح وخلان يمكن ماثمعن يمكن.. ثح قولي لربي يديبهم لمنا ثوي بث ثغيرة.
عذبة تداري دموعها وتقول: حتى أنا ودي يجون يا نصوري ,
هم إن شاء الله الحين مبسوطين بالجنة ومرتاحين ,
وحنا بنشوفهم ان شاء الله , بعدين اذا اخذنا ربي للجنة.
ناصر: وه بث. مليت منكم ودي أروح للدنه وأخليكم..
ثوفي قولي لربي مانبي ندلاء تروح معنا ابد..
عذبة: ليه نجلاء تحبك بس تحب تلعب معك شوي وتعايرك زي ماكانت تسوي بسعود وماكان يزعل,
هذي أختك.يالله عاد خلك بطل زي سعود ولا تزعل عليها..
ناصر:عذوبي عندي فكرة , اذا دا مثاري ابدعد فوق بالبلكونة هذي...
وبرمي عليه الثيارة ذي ,
وث رايك بعد نخلي ندلاء تدلده دلد تراه دويه والله تثيحوه ذي ثواق الديران يوم دخل الحديقة..
عذبه تضحك بقوة: لا حبيبي أنا بجلس عندكم هنا ,
ومشاري ماراح يجي مرة ثانية.. خلاص أنا صرت بنتكم زي أول ..
قلت لمشاري لاتجي أنا بجلس بيت أهلي وأنت أجلس ببيت اهلك ..
ناصر: قولي والله...
عذبة: والله أبجلس عندكم كثير..كثير
ناصر يقفز ويمسك بيدي عذبة ويرقص ويغني: أنا فرحان أنا مبثوط..
أنا فرحان أنا مبثوط.. هيه ههيه هيه ههيه.
قفزت معه عذبة وصارت ترقص وتغني معه: أنا فرحانة أنا مبسوطة هيه ههيه هيه ههيه...
دخلت نجلاء وذهلت من هول الصدمة لم تتوقع أن تصل عذبة لهذه الحالة ..
وذهبت تركض ونادت جدتها ومها وليلى: تعالوا بسرعة شوفوا شي ما تتخيلونه..
تركض الجدة رغم الآم الروماتيزم بالدرج,
تناديها ليلى : يمه تعالي للمصعد ماتقوين على الدرج.
الجدة: الدرج اسرع أخاف البنت صار له شي..
تقف مها عند باب الغرفة منذهله وتصل الجدة وليلى وعذبة لم تنتبه لهن..
نجلاء: درينا انك مبسوطة بس ليه,
تقف عذبة: تنظر لها: بسم الله من متى وانتم هنا ... من زمان ما رقصت...
ليلى: جنيتي انتي فيه وحدة ترقص بيوم طلاقها, لا شكل حبك لمشاري جنن فيك,
يا سعدك يا ليلى أهلك ماتوا , وأختك انجنت.
مها: وش طاري السعادة المفاجئة هذي..؟.
عذبة: ولا شي بس فيه حكمة تقول تظاهر بالسعادة حتما ستشعر بها....
الجدة: بنتي والله عذبه بنتي... وأنا برقص معكم بعد... ياجر قلبي جر من لدن الغصون...
جر سدرن جرها السيل جرا..وتلوح بعصاها...
نجلاء تمسك بجدتها: طقطق طقطق... طقطق طقطق...وترقص
الجدة تجلس على الأرض: أخ يارجيلاتي يوجعنن...
الله يرحم ذيك الأيام اللي نرقص طول الليل أنا وأم عبدالله..
نجلاء قومي يا أم ماجد عطينا شوط يالله وانا بغني السامري حقك... ياجر قلبي...
وتغني بصوت رائع ورخيم...
الجدة: الله يخليك لي يا نجلاء ذكرتين ببنيتي ..
كنك صوتها بس إني كرهت صوتها من كثر ما غنت بحزنه....
ايه صوتك صوت امك ما أختلف...
وه بس اسكتي فطرتي قليبي...ودي أشوفه ..
حتى هي وعيونه صايرتن ماتكلمن كثير...
ايه لامن قالوا قلبي على ولدي وقلب ولدي علي حجر...
مها: طيب والحين يمه تحديني أخليك ترقصين غصب...
نجلاء شيليها معي... حمامن جاني مسيان ولا سلم عليا ولاسلم عليا...
نجلاء: وحمامن جاني مسيان ولا سلم عليا ولا عليا...ياهوه ياهوه أم ماجد عاشت هيه
الجدة لم تتمالك نفسها , وأخذت تلوح بعصاها يمنه ويسرة وعذبة تطبل على الباب وتضحك بقوة...
ليلى تطبل على المنضدة : ياهوا... الله ... ياكايدهم...
ورا.... أسمع... ورااااااااا أنا الشاكي الباكي أنا الحساس ....
وتكمل عذبة الأغنية واذ بعينيها تذرفان وتحاول جاهده أن تخفيهما...
انا اللي بالمحبة خاضعن راسي....وأنا لغير المحبة ما خضعت الراس وكم .............
مها حاولت تدارك الموقف: شوط مصري لمها الرشيقة...نجلاء ليلى شيلوها لي...
ليلى: حبيبي أرب بص بص ...زعلان ازعل ونص نص..
ربطت مها خصرها وأخذت تهز وسطها بعنف يمنه ويسرة...
الجدة: وش هالحتسي ياللي ماتستحن... بنات هالحين مغسولتن وجيههن بمرق...
وأنتي من نحفك قاعدة ترجين هالشحم...وع حوتمن تسبدي....
ضحكن البنات ومها لم تعبأ بكلام أمها...
مها: أهم شي زوجي وعاجبه هالشحم اللي محومن كبدك...
وتغمز لنجلاء: وتكمل نجلاء بضرب المنضدة وتترقص معها..
كاميليا تناديهم للعشاء... وخرجت الجدة والبنات عدا عذبة التي تبعتهن حتى باب الجناح,
وأقفلت الباب خلفهم , ثم أقفلت باب غرفتها,
وأتكأت عليه وأحست بصرخة مكتومة تندفع بقوة من أقصى حنجرتها...
تدخل يدها بفمها محاولة أن تخفي صوتها,ولكن كان حزنها أقوى من المكابرة....
بكت بحرقة ونشجت كما لو أنها عرفت للتو بالخبر.
وضعت رأسها على الأرض وتمسكت بالسجادة الفاخرة..
وأخذت تنادي : يبه يمه سعود , وينكم ...آآآآآآآآآآآآآآه محتاجتكم الحين ...
ليش تركتون لحالي ...؟أواجه دناي القشرا...
يمه شوفي ولد أختك وش سوى فيني.... يمه...
محتاجتن أرمي راسي بحنضنك..يمه ...يمه آآآآآآآآآآآآآآه
وأستمرت بالنشيج... والبكاء.. تقدمت لسريرها وأخذت هاتفها الجوال وكتبت
"... حبيبي طلقني!!!
أحتاجك الحين " وأرسلتها....
********
العائلة مجتمعة على العشاء .. عدا عذبة طبعاً...لا رغبة لهم في الأكل...
مهما تظاهروا بعدم الاكتراث والتجلد..نجلاء تحرك الملعقة يمنه ويسرة ...
ليلى تسحب شرائح البصل بالشوكة وتصفها بشكل منتظم ثم تميل أطرافها...
ليلى: يمه شوفي وش كنه...
الجدة: كنه خشتس المايلة... لا تلعبين بالنعمة.. ربي يحافيتس...
ليلى: هذا فن سريالي أنتم ماتقدرون...
نجلاء: سريالي ولا سروالي هع هع هع هع ...
مها: ترا يابنات محنب فاضين لمصالتكم الزيادة اللي فينا مكفينا...
ليلى: وليش نهتم وصاحبة الشأن مبسوطة وفرحانة...
نجلاء: فرحانة؟ الغريبة أنك طالعة أنتي وياها من رحم واحد!!!...
وأنتي أكثر وحدة ماتفهمينها...هذي عذبة... تذكرين أمي وش كانت تقول عنها...
تقول "عذبة تتعذب لجل تونس من حوله" بس أحسها توها ما صدقت ,
منصدمة وتتظاهر أنه ماهمها...الله يكون بعونها مأساة...
مها: ايه والله انك صادقة يا أم سعود الله يغفرلك ويرحمك... ليلى تصدقين عاد ,
ياما انجلدت عذبة من العيال والبنات عشان تدافع عنك...
يمه تذكرينها اللي يشوفها ما يقول كل هالشطانة تطلع منها..
هاديه ونعومة بس لا حد يقربها ولا يقرب أخوانها...
ما كأنها وسعود توأم... هذا مسالم.. وهي لامن قامت تفرقعوا البزران..تخوف..
بس والله ماتستاهل...ياقلبي هي
ليلى: وش أسوي ربي رحمني بأخت شرسة ههههههه,
ومو ذنبي أني ضعيفة وما أدافع عن نفسي...
الجدة: أنتي ضعيفة الله يرحم حالتس... من يوم أنتم صغار ما أبلش بولدي وبأمتس إلا أنتي...
دايم فاجتن ريعتس ترغين... أبوتس دايم يقول" عذبة وسعود سند..
ونجلاء رحمة ربي ساقها لي.. وأما ليلى يا خوفي عليها من دنياها"
ناصر: وأنا وث يقول عني..؟
نجلاء: يقول عنك بطل وشاطر وتسمع كلام خواتك...
ثم تهمس بينها وبين نفسها وهو شافك أصلا ولا دري بك.
الجدة: ايه الله يجمعك فيه..ماشافك وليدي ولا فرح بك...
منى عينه يجيه ولد ثاني ويسميه ناصر... ياقلبي وليدي...
ونزلت منها دمعة حارقة حاولت إخفائها...
يقفز ناصر تسأله مها: حبيبي تعشى ... وين بتروح..
ناصر: بروح أقول لعذبة تقول لربي يودي ندلاء معنا للدنه ...
خلاث هونت أبيها تروح معنا للدنه..
نجلاء: قله أنت ولا حنا نصارى لازم تروح للقسيس عذبة عشان يطلب المغفرة من الرب...
تضحك الأسرة وتحاول مها بناصر أن يكمل عشاءه,
وفي هذه الأثناء يطرق الباب الداخلي للفيلا طرقا عنيفاً..
تركض كاميليا:مين عندو الباب...
: أفتحي
تفتح الباب وتندفع أفنان: وين عذبة وينها...
كاميليا: في غرفتها...
تدفع كاميليا وتركض للدرج وتتبعها والدتها عجوز في الستين من عمرها.
تخلع الغطاء عن وجهها ... وتركض لأم ماجد : صدق ياختي اللي سمعته؟...
من قالت لي أفنان ركضت لبست عباتي وجيت ... والله جينا مع ليموزين أول مرة بحياتي أركبه...
الله لا يحوسنا بشر... هو صدق تطلقت ولا يمكن أفنان ما فهمت عليها..
الجدة وقفت: ايه ياوخيتي شفتي عاد...
أم وليد: ياعيني عينها هالمسيكينة, ياحافظ تداركت عليها المصايب...
أول أبوها اللي أختفى وماتعرف أرضه , همن أمها وأخوها, همن طلاقها..
ربي لاتردي لها نصيب... هذي لون المصايب لامن أنفتحت جت كلها.... الله يرحم حالها بنيتي...
تقدمت أم وليد وحضنت أم ماجد وانخرطن في بكاء مرير...
بكت ليلى ونجلاء ومها وحتى كاميليا وناصر..
**************
الفصل الثاني
الساعة التاسعة صباحا في منزل أبناء العم المرحوم أبو عبدالله
الجدة"أم عبدالله": وشو... وشلون؟... متى؟ ... لاحول ولاقوة الا بالله ...
يا الله دخلك... طيب هي الحين وشلونه عساه ما انغثت...
أبو عبد العزيز: منهي ... وش به يمه...
أم عبدالله: اص... اسلمي ... ايه... أشوا ماهمه ... ايه الله يبرد على قلبه...
الله يسلمتس...
نجود: وش فيه يمه...
أم عبدالله: والله مادري وش أقول... مير... ما بالموضوع جحادة...
عذبة يا بنيتي تطلقت أمس ...
عبد المجيد ينفجر الشاي من فمه ...ويبلل والده ونجود ووالدته..
ابو عبد العزيز: الكلب... ليه؟
_ويلتفت على عبد المجيد_
وانت صك اثمك يالبزر يبيلك مسمار ندق بوه أثمك... ربصتن شاهي...
نجود: وشو... شلون ...أمس كانت معي بالمزرعة ..
ماقالت لي شي.. طيب هي متوفقه وماشيه وش اللي حاسها...
شلون مشاري يموت على الأرض اللي تمشي عليها...
أم عبدالعزيز: ياربيه هالبنت ربي قاردها.. من مصيبة لمصيبة
...دايم هي بوجه المدفع...
العم "فيصل": هي الملقوفة اللي تجيب لنفسه المصايب...
ابو عبدالعزيز: لا يا خوي لاتشمت به ترا هذي بنت عمنا وماله غيرنا ...
عبد المجيد: مو لو هي موافقة على فيصل هالشاب اللطيف كان أحسن لها...
وسيم وكشخة... أخ ياليتني بنت كان وافقت عليه على طول..
فيصل: بسم الله علي ..أنا آخذ قردة زيك... لا والله لو قضن الحريم ماخذتك ...
ايه بعدين لو انت بنت تصير ولد قصدي بنت أخوي...
أم عبد الله: انطموا ياقليلن الأدب... ماعندكم احساس ...
بنت عمكم حالته حاله, وأنتم تخرطون خرطن فاضي...
قوموا تقلعوا عن وجهي يالله...
نجود تنظر بحزن واسى : فرحانين ... ؟
عبد المجيد يقترب من أذن نجود: ايه عندك شي...ههههههه
ينسحب راشد وعبد المجيد وهم يتحدثون بصوت خافت...
تزيح أم عبدالعزير الغطاء عن وجهها وتمسح دموعها بطرف غطائها
: الله يرحم حال هالبنيه ...الله يجبر بخاطره...
نجود: يبه تسمح لي أروح لمها الحين...
ابو عبدالعزيز: ايه روحي.. بس خوذي أختك معك تراها توسع الصدر...
أم عبد العزيز: خير إن شاء الله وش قالوا لك... فرقة كوميديه..
ام عبدالله: خلوهم يوسعون صدره المسيكينة... ياحزن عيني عليه...
والله مايستاهله... الخسيس..
أبو عبد العزيز: غريبة قبل شوي مكلم عمي ما قال لي شي... يمكن مادري!!
أم عبد العزيز: لا تقوله شي اكيد ما دري ...
أخاف تفجعه ويموت تراه مريض قلب وما يتحمل...
*****
في غرفة عذبة..
أمسكت عذبة القلم , وفتحت دفتر كبير, طبعت على غلافه صورة والدها...وكتبت:
والدي العزيز, أيها الغائب الحاضر:
اليوم هو أول يوم لي بعد طلاقي...
في الحقيقة لا أعرف ما أكتب, وماذا أقول..
أبي اليوم شيعت حبي الذي كافحت من أجله لمثواه الأخير..
ودعت ذكريات الطفولة والمراهقة والشباب مع مشاري..
أبي لا أستطيع أن أكذب عليك كما كذبت على الآخرين وعلى نفسي..
ولا أستطيع أن أتظاهر بالسعادة ورحى الحزن تطحن قلبي...
ليلة البارحة
أحسست بضعفي..
وبصغري..
وحاجتي إليك وإلى سعود..
صورة أمي وسعود في يوم زفافي لم تفارق عيناي..
وصوتك يرن في أذني ...
أبتاه ..
لم يزل لم يوم لم أشتاق فيه إليك...
لم أفكر في يوم أنك لن تعود رغم صعوبة عودتك...
أشتاق إليك وأضم شماغك لأنفي بين الفينة والأخري لأنتشي برائحتك..
أبتاه..
عذبة الصغيرة تدثرت الحزن...
وصار شعارها..
أبي .....
هل تصدق حين أتاني الحزن أشعر أنه أقسم لي بأنه لن يعود...
لأنه سيستوطن قلبي..أحب مشاري رغم ما عمله بي...
أشعر أنه مرغم لا أعرف لماذا؟؟!!..
هذا الشعور يساورني...
لم أصدق حتى الآن ما حدث..
أشعر أنه سيأتي ويعتذر ويستسمحني ...
أثق يا أبي أنه لا تستطيع البعد عني....
الجوال يرن ويرن...لا تشعر برغبة في أن تنظر حتى من يتصل... الرنين مستمر..
أفنان تستيقظ من النوم: أوف ياجوالك هذا مزعج... ردي ..
يمكن مشاري تحسف..
عذبة ببرود: لا هذي مو نغمة مشاري..
يسكت الجوال...
وتنقلب أفنان من الجهه الأخرى: تعرفين عذبة.. سريرك مرة مريح..
إلا ليش أنتي حاطته كل هالوسع من بينام معك؟
عذبة: مشاري...
أفنان: جد عاد لا تستهبلين... تدرين عاد ليت أمي تسمح لي أنام عندك دايم ...
كان والله فله..بس غريبة أمس.. هي قالت اللي أقعدي عندها وأرسلي سواقهم
أعطيه ملابسك ودروسك... عذبة!!
عذبة:......................
أفنان:وشفيك عاد يالفقمة... ليش مبوزة... بدل مشاري ألف منهو يتمناك...
بعدين عادي هذا عمتك أم نجلاء ...
تطلقت وهي عندها بنت ما ضرها تزوجت طبيب وكملت دراستها...
والحين تدرس هي وزوجها برا...
عذبة.... صيحي عادي والله ما أعلم أحد... أعرفك لامن صارت الصيحة فثمك..
عادي ... مافي وحدة تتطلق ما تصيح...أدري أنك تحبينه وما تتخيلن الدنيا بدونه..
عذبة:.......................
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك