رواية بين الامل والالم اسطورة -1
رواية بين الأمل والألم أسطورةالكاتبه : بسـ أمــ(g)ــل ـــمة
تجميع اسطورة
مدخلـــ ~
بين (الأملـ) و ( الألمـ ) أسطورة
(أملـ) , ( ألمـ )
ما هما ؟؟؟
(ألمـ) عندما تجدب الأرض و تتعطش لـ ماء ( الأملـ )
(أملـ) عندما تخضرّ الأرض وترتوي بعد جفاف ( الألمـ)
(ألمـ) عندما يغلف السواد القلوب بعد بياض ( الأملـ )
(أملـ) عندما يفيض بياض القلوب ويكتسح سواد ( الألمـ )
(ألمـ) عندما يتمكن الحقد من البشر مبعداً صفاء ( الأملـ )
(أملـ) عندما يسود صفاء البشر مزيلاً أحقاد ( الألمـ )
(ألمـ) عندما تكون الغيوم الرمادية تحجب شمس ( الأملـ )
(أملـ) عندما تظهر الشمس بخجل من خلف غيوم ( الألمـ )
(ألمـ) عندما تتلبس ظلمة الليل أنوار ( الأملـ )
(أملـ) عندما تشرق الشمس ناشرةً النور بعد استبداد ظلام ( الألمـ )
(أملـ) , ( ألمـ )
بينهما أسطورة تحكي معاناة فتاه
دارت فيها بين الألم و الأمل
حرب ضروس
فأيهما سينتصر ؟؟ ظلام الألمـ أم نور الأملـ ؟؟
وهل سيطول الانتظار ؟؟؟
&< ~^((الجزء الأول))^~ >&
~[(صرخة أمل)]~
أزقة ضيقة لا تكاد تكفي لمرور شخصين وبيوت طينية آيلة للسقوط في أي لحظة وأطفال بملابس رثة وممزقة منتشرون في الزقاق يلعبون بالطين وقد لوث أيديهم ووجوههم بين كل هذه المظاهر التي يجزم من يراها أنها لم تمتد لها يد العمران ولم تلوثها حضارة المدنية وفي أطراف هذه القرية بيت ربما يكون كلمة منزل كثير في حقه ففيه غرفتين صغيرة جداً وحمام (كُرمتم) بباب مكسور وجدران متصدعة ومطبخ صغير بأواني قليلة جداً ولكن من يدخله يرى أثر النظافة والحميمية بين سكان هذا المنزل ....
صرخة ألم تلتها أخرى وأخرى ثم سكووووووووووون وبعدها صرخة ولكنها من نوع آخر إنها ((صرخة أمل)) فكأنما أُنير المنزل بعد الظلام وتهللت الوجوه بابتسامة مشرقة حفرت مسارها على الوجوه ..
......: ألف مبروك جات لك بنت مثل القمر .
......: الله يبارك فيك يام محمد و تستاهلين البشارة .
أم محمد : ما تقصر يابو خليل وخيرك سابق أنا بروح أشوف ساره يمكن محتاجه شيء وبروح بيتي.
إبراهيم : مشكورة يام محمد وما تقصرين وسلمي على أبو محمد .
ذهبت أم محمد لترى ساره وبعد أن اطمأنت عليها غادرت إلى منزلها ..
*************
في داخل الغرفة الصغيرة ذات الفراشين الباليين كانت ساره مستلقية وفي حضنها إبنتها ومازال جبينها مخضب بالعرق وملامح التعب مرسومة على وجهها الجميل دلف إليها زوجها ..
إبراهيم : السلام عليكم .. أخبارك
ساره بتعب :عليكم السلام , الحمد لله .
أقبل إليها وقبل جبينها ونظر إلى إبنته الجميلة ورفعها ولثم يديها بحنان أبوي مصفى.
إبراهيم : ما شاء الله تبارك الرحمن تشبهك يا ساره,الله يجعلها من مواليد السعادة .
ساره ابتسمت بوهن: آمين يارب , بس ترها مثل عيونك مره أما الباقي طلعت علي .
جلس إبراهيم على الفراش الآخر ووضع طفلته في حضنه وأخذ يتأمل وسرح في ملامح وجهها وبعد مده رفع رأسه ووجد زوجته تتأملهما وعيناها تشع حناناً ومحبة إبتسم لها بمحبة صادقة ..
إبراهيم : حبيبتي إيش نسمي الحلوه هذي.
ساره : ما أدري أنت اختار وأنا معك .
إبراهيم : والله أنا من يوم سمعت صوتها حسيت بالأمل والفرحة عشان كذا نسميها
((أمل)) .
ساره : حلو اسم أمل خلاص نتوكل على الله .
إبراهيم : أجل بكره نروح مستوصف القرية الثانية يطعمونها وبعد بكره أروح جدة أسجلها في الأحوال (تسجيل مؤقت لمدة سنة عندنا في السعودية).
ساره : إن شاء الله .
في هذا من المنزل الصغير بسطت الفرحة أجنحتها وأصبحت الوجوه مشرقة بالابتسامة ولكنــ
عند النافذة الصغيرة للغرفة يقف شخص ينظر لهم بعين الحسد الذي يتمنى زوال نعمة أخيه وهو يحيك الخطط في نفسه لتفريق هذه العائلة الصغيرة السعيدة ..
........: نشوف يا ساروه إذا ما محيت هذي الضحكة ..<<هل سيحقق كلامه
********************
اليوم الثاني ..
استقض إبراهيم وزوجته فجراً على بكاء الصغيرة وهما لم يناما إلا سويعات بسيطة من الليلة الماضية بسبب استمرار الطفلة بالبكاء فكان وجههما رغم الإرهاق البادي عليها إلا أنها رسمت عليها ابتسامة سعيدة فلم يتذمرا أو يشتكيا بل كانا سعيدين بها , إلا أن ساره تمنت للحظة لو أن أمها لم تمت أو يكون لديها أخوات حتى يساعدنها في الاهتمام بالصغيرة فهي وكذلك زوجها كانا وحيدين لدى أبويهما وجميعهم ماتوا ولكنه القدر ولا اعتراض عليه استغفرت ونهضت بتعب كي تحضر الفطور لزوجها عندما ذهب للمسجد إلا أن زوجها صادفها عند الباب ..
إبراهيم بإبتسامة: السلام عليكم ..أمولتي نامت .
إبتسمت ساره : عليكم السلام ..ألحين نامت وقمت أسوي لك فطور .
إبراهيم بإعتراض : لا لا , لا تسوين فطور إنتي تعبانه و أنا أصلا رايح أستأذن من العم علي وباستلف سيارة جيرانا وجاي و إذا على الفطور نفطر وإحنا رايحين للمستوصف على الماشي ..
ساره : طيب ولا قهــ ..
لم تكمل ساره كلامها إلا وسمعت صوت بكاء طفلتها وذهبت مسرعة لتراها , ابتسم إبراهيم على قلقها فهي كلما بكت الصغيرة خافت عليها .
إبراهيم : يلا حبيبتي أنا رايح تامرين بشي .
ساره : في أمان الله يا الغالي و ما نبي إلا سلامتك .
إبراهيم : مع السلامة .
ذهب إبراهيم إلى محل العم علي ودلف إلى الداخل ووجد العم علي ذو الوجه المجعد واللحية البيضاء على ثغره إبتسامة رضى وبيده السبحة سلم عليه إبراهيم وجلس ..
إبراهيم بإبتسامة سعيدة : كيف حالك عم علي .
العم علي : الحمد لله بخير وأنت أخبارك ياولدي أشوف الوجه منور اليوم يلا قول اللي عندك .
ضحك إبراهيم : هههههههـ الحمد لله , إي والله اليوم أحس الدنيا ماهي شايلتني من الفرحة أمس ولدت زوجتي وجابت بنت .
أبو علي وقد تهلل وأشرق وجهه بسعادة غامرة : مبروك يا ولدي والله يجعلها من مواليد السعادة .
إبراهيم : الله يبارك فيك , ترى أنا اليوم جاي أستأذن منك أروح بها المستوصف يطعمونها وبكره إنشاء الله أروح أسجلها .
العم علي : مرخوص يا ولدي الله يسهل دربك .
إبراهيم : مع السلامة يا عم .
العم علي : مع السلامة يا ولدي .
وعند عودته إلى المنزل التقى بجاره أبو خالد وطلب منه سيارته وأعطاه وأخبره أنه سيعيدها له في مساء الغد و استأذن منه وانصرف راجعاً إلى منزله فوجد ساره قد ارتدت عباءتها ولفت ابنتها جيداً وقابلت زوجها بابتسامتها الصافية ورد لها الابتسام ,, وسلم عليها وحمل ابنته وخرجا ذاهبين إلى مستوصف الحي الآخر وعند عودتهما توقف عند أحد المطاعم البسيطة وطلب لهما فطوراً متواضعاً وحملاه إلى المنزل و أفطرا وأستعد إبراهيم لصلاة الظهر أما سارة وابنتها فقد خلدا إلى النوم بعد الانتظار الطويل في المستوصف وكذلك بسبب السهر في الليلة الماضية ..
وكذلك فعل إبراهيم عندما عاد وألقى بجسده المنهك وغط في سبات عميق ..
*****************
بعد العِشاء..
طُرق باب المنزل ونهض إبراهيم لفتح الباب فوجد في وجهه امرأة لم يعرف هويتها وتنحى عن الباب ومرت بجانبه فألقت التحية عليه فعرفها فتوجس في نفسه مخافت أن تؤذي ساره فهي لم تفوت أدنى فرصة لأذيتها رغم القرابة بينهما إلا أنها لا تحبها فكانت دائما ما تشتكي سارة منها وكانت تنشر الإشاعات عنها وتؤذيها وذلك بسبب غيرتها منها فهي قد تزوجت عدة مرات ولم توفق بسبب سوء أخلاقها وعدم إنجابها قطع أفكاره صوتها
سلمى بنعومة مصطنعة : كيفك يا إبراهيم .
إبراهيم باشمئزاز يحاول عدم إظهاره : الحمد لله بخير تفضلي ساره داخل .
سلمى بنفسها "ومن قال إني أبي ساره آآه أنا أبيك أنت لكن إذا ما جبت راسك ما أكون سلمى " : مبروك ما جاك .
إبراهيم : الله يبارك فيك .
أدار لها ظهره متجهاً إلى خارج المنزل عندما سمع صوتها تأفف في نفسه من هذه المرأة التي لا تنفك من ملاحقته ,,
سلمى : إبراهيم وين رايح إرتاح ما بطول .
إبراهيم بضيق : لا بخلص شغلة وجاي .
وخرج رغم إحساسه بالضيق وبإنقباض في قلبه لا يعلم له سبب ..
بعد عدة ساعات ..
عاد إبراهيم المنزل ووجد زوجته وابنته نيام قبل جبينيهما وتتمدد على فراشه وهو مازال يشعر بضيق في صدره استعاذ بالله من الشيطان وتمتم بأذكار النوم وتلاوة بعض الآيات حتى غلبه النوم .
بعد أقل من ساعتين قام إبراهيم مفزوعا من حلم مزعج وقد أندى جبين ما رآه وجلس فشرب قليلاً من الماء واستعاذ من بالله الشيطان ونفث عن شماله فهدأت نفسه قليلاً وتمدد على الفراش وأغمض عينيه فسمع أنيناً صادراً من جهة زوجته فتح عينيه والتفت جهتها ووجد وجهها أحمر وجبينها يقطر عرقاً فنهض فزعاً عليها ..
إبراهيم بقلق عميق : ساره ساره قومي
وأخذ يهزها حتى فتحت عينيها سندها على بعض الوسائد وجلب لها ماء وأسقاها وذهب قليلاً وعاد ومعه قطعة قماش صغيرة وإنا به ماء بارد وأخذ يضع الكمادات على رأسها تارة يغسل يديها و أخرى رجليها.
إبراهيم : ساره تسمعيني .
صدرت أنه خفيفة من ساره وهي مغمضة العينين .
ارتاح إبراهيم وأكمل كلامه : حبيتي تبني أوديك المستوصف .
هزت ساره رأسها رفضاً وحاول في إقناعها مراراً ولكنها رفضت رغم إلحاحه عليها وأخيراً أذعن لرغبتها .
وأكمل عمله في تغيير الكمادات وأستمر في ذلك حتى أُرهق ولكن حرارة سارة لم تنخفض إلا قليلاً ورفع يد ليرى الساعة من ساعته الجلدية المتواضعة وتفاجأ بأنها قد قاربت الرابعة والنصف أي أنه قد قارب وقت أذان الفجر وفي هذه الأثناء سمع صوت بكاء الطفلة وحملها وأخذ يهزها علها تنام فهو لا يملك ما يعطيها إياه وأمها محمومة لا تستطيع إرضاعها وإلا مرضت هي الأخرى فكأن الطفلة أحست بما تعانيه الأم .
بعد دقائق سمع الأذان أخذ يردد مع الإمام وهو يهز فتاته بين يديه حتى هدأت ونامت فوضعها بجانب أمها ..
إبراهيم : ساره صاحيه ..
ساره : هممممـ
إبراهيم : كيفك الحين أحسن
هزت ساره رأسها إيجابا ..
إبراهيم : أنا رايح الصلاة وجاي ..
وخرج وتوضأ ثم ذهب إلى الصلاة .
******************
في المسجد ..
عندما صلى إبراهيم لم يجلس لإكمال الأذكار كعادته بل وقف وذهب مسرعاً إلى منزله مما جعل المصلين يستغربون تصرفه الغير اعتيادي,,
وفي الطريق عائداً كان يسرع في خطواته ويكاد يجري من خوفه على زوجته فقد سمع أن أم ساره قد مرضت عند ولادتها بساره بمرض أدى لوفاتها ويخاف أن يصيب ساره ما أصاب أمها , إستعاذ من الشيطان وأبعد هذه الوساوس عنه فقد خرج وهي بخير عدى ارتفاع بسيط في حرارتها ,, توقف أمام السيارة لتشغيلها حتى تسخن بعد برودة المساء و أقفل أبوابها ودلف إلى المنزل وأسرع باتجاه الغرفة وقد أذهله ما رأى ..
فقد تحول وجه ساره الأبيض الصافي إلى اللون القرمزي من شدة الحرارة وأصبحت تنتفض وتتنفس بصعوبة وعيناها نصف مفتوحة وقد استحالت بلون الدم وهرع إليها فزعا ..
إبراهيم : ساره إيش فيك .
ووضع يده على جبنها وقد لسعته حرارتها وعندما أرادت الرد عليه انتابتها موجة من الإستفراغ ووضعت يدها على فمها و نهضت بسرعة رغم تعبها وذهبت إلى المغسلة ولحق بها زوجها ووجدها محنية رأسها على الصنبور فرفعت رأسها عندما أحست به وغسلت وجهها وتمضمضت و وقف هو بجانبها ووضع يد على كتفيها وأسندها على جسمه وأرخت رأسها على كتفه و سألها ..
إبراهيم : ها ألحين أحسن
هزت رأسها إيجاباً وتمتمت بالحمد لله .
و مشى بها إلى الغرفة وأجلسها على الفراش وأحضر عباءتها ..
إبراهيم : يلا إلبسي عباتك وأنا بلف أمل و بأوديها عند أم محمد .
ساره بصوت مبحوح وضعيف من أثر المرض : ليه .
إبراهيم رد عليها باقتضاب : أبروح بك المستوصف .
ونهض حاملا إبنته مع كيساً به بعض الأمور الضرورية للطفلة واتجه نحو ساره ماداً لها يده ليساعدها على النهوض ولكن اعترضت
ساره : لا أنا الحين أحسن مابي مستوصف .
إبراهيم بحده : لا بوديك الحرارة اللي فيك ما ينسكت عليها ,وبأمر حاد, قومي ..
أمسكت ساره بيده بخضوع وأكملت لبس عباءتها ولفت حجابها ووضعت النقاب وإبراهيم يراقبها بحب وعطف على حالها وخرجا سويا إلى السيارة الواقفة أمام الباب جلست ساره بالمقعد الأمامي ووضع زوجها الطفلة في حجرها وأغلق الباب وعاد وأوصد باب المنزل وركب السيارة وتحرك إلى منزل أم محمد ..
********************
بعد أقل من دقيقتين ..
وصلا إلى منزل أم محمد وطرق الباب عدة طرقات وظهر لهما مراهق في 14 من عمره وهو فهد ابن أم محمد بعد أن حياه إبراهيم طلب منه أن ينادي أمه غاب الولد لحظات ثم عاد برفقة أمه ,, حياها إبراهيم بإحترام ..
إبراهيم وهو يمد لأم محمد إبنته و مد لولدها بالكيس : يا أم محمد إذا ما فيه كلافه عليك خلي أمل عندك ساره معاها حمى وبروح بها المستوصف .
أم محمد : سلامتها إن شاء الله وأمل بعيوني تروحون و ترجعون بالسلامة.
إبراهيم : مع السلامه .
وأدار ظهره لها وتوجه إلى السيارة وحركها أما أم محمد دخلت المنزل و وضعت الصغيرة على الفراش فقد كانت نائمة وحدثت ابنها .
أم محمد : يا ولدي أقعد عندها بخلص شغله في المطبخ وجايه .
فهد : طيب يمه .
ذهبت أم محمد أما فهد فجلس يحدق بهذا الجمال النائم وحدث نفسه .
فهد "يا حلاتها تهبل أول مره أشوف بنوته حلوه بهذا الشكل" أقترب منها بحذر وقبلها على خدها وعندما ابتعد عنها وكأنها أحست به فتحت عينيها الناعستين والواسعة ففغر فاه من جمال عينيها واكتمال جمال وجهها وتمتم بهمس : ما شاء الله , ما شاء الله
******************
في السيارة ..
بعد صمت حوالي عشر دقائق كانت غارقة السيارة في الهدوء وقـُطع هذا الهدوء عندما أمسكت ساره بكيس وانتابتها موجة استفراغ أخرى والتفت إليها إبراهيم فزعاً وتوقف على جانب الطريق و نظر إليها في قلق عميق كعمق حزنه وخوفه من أن يفقد زوجته وعندما هدأت وأراحت ظهرها على المقعد وأسدلت غطائها سألها ..
إبراهيم : تحسين بتعب أكثر .
ساره هزت رأسها إيجاباً وأكملت : إبراهيم أمنتك أمل حافظ عليها ولـ
قاطعها إبراهيم مؤنباً : ساره إيش لزوم الكلام هذا إن شاء الله إنتي طيبه..
ساره أشارت له بأنها تريد إكمال كلامها : خلني أكمل يا إبراهيم أحس أني بموت ..
قاطعها إبراهيم مرة أخرى : الله لا يقولها ..
ساره بضعف شديد: الله يخليك يا إبراهيم لا تهملها ولا تجيب مرة أبو مب زينه لها وتعذبها .. تقدمت منه وأمسكت يده أمنتك الله فيها يا إبراهيم أمنتك الله...وارخت ظهرها على المقعد وصارت تتنفس بصعوبة ..
إبراهيم بفزع: لا ساره الله يخليك لا تتركيني أنا وأمل .. وجذبها واضعا رأسها على صدره ..
إبراهيم : ساره استحملي شوي قربنا نوصــ
وضعت ساره سبابتها على فمه : أوعدني تهتم بأمل أوعدني .
إبراهيم بضعف قلما يظهر : أوعدك بس إنتي ارتاحي إحنا على وصول .. أراحها على المقعد وحرك السيارة ..
ساره بهدوووووء : ألحين ارتحت .. وشهقت بقوة في اللحظة التي وصلا إلى المستوصف أوقف السيارة بقوة وخرج دون إطفائها وفتح باب الراكب جهة سارة وحملها بين يديه وهي مازالت مستمرة في الشهيق وأسرع بها إلى داخل المستوصف المتواضع ووضعها على كرسي الكشف في اللحظة التي سمع صوت نزع الروح فنزلت دموعه بغزارة على خديه وجرى معهم حيث ينقلونها إلى غرفة الطوارئ ولقنها الشهادة بهدوء..
إبراهيم : ساره قولي لا إله إلا الله محمد رسول الله
واستمر في ذالك حتى نطقتها وشخص بصرها ثم حال بينهما باب الغرفة فانهار على الأرض يبكي بحرقة بعد أن تيقن من رحيلها ..
*****************
في نفس اللحظة
بمنزل أم محمد التي كانت تنجز أعمالها في المطبخ سمعت صرخة فانتابها الذعر وأسرعت باتجاه الصغيرة فوجدت ولدها مذهول والطفلة تبكي بشدة وكأنها فقدت شيء ثمين وغالي وسألت ولدها من صرخ فأجابها مذعوراً من بكاء الطفلة المفاجئ أنها ((صرخة أمل))
*****************
مخرجـــ ~~
انطفأ النور
وساد الظلام
وأصبحت أتخبط في غياهب الألم
أدور حول نفسي
أبحث عن بصيص من النور
أتلفت تارة يميناً وتارة شمالاً
أسير وأتعثر ثم أسقط
أنهض لأبحث من جديد
أشعر وكأني في عالم من جليد
وكأن البرد يغلف قلبي
لا دفء
لا أمان
قبل قليل
كان قربي
كنت أشعر به
وكان ملازما لي
هل رحل الدفء ؟
وهل سيعود ؟
فأصبحت أنادي
وأرفع صوتي تارة
وأهمس أخرى
لكن لا مجيب
بحثت في حنايا عقلي عن سبب ما أنا فيه
فتهت في دروب عقلي واختلطت أموري
فلم أجد سبيل إلا قلبي
فهالني ما رأيت
أصبح دماراً
البرد يكاد يقضي عليه
تسللت إلى ما تبقى منه من دفء
تجولت فيه
فصرخت بصوتي
ما ذا حدث ؟
أين رحل النور ؟
إني لا أرى
فتردد صدى صوتي
وبعد لحظااات
سمعت همساً
ينطق كلاماً لا أفهمه
ارتفع
ارتــفـــع
ارتــــفـــــع
حتى بان الصوت تماما ً
وأصبح يتردد صداه في قلبي
كان ينطق جملة واحدة
(( أمك ماتت ))
(( أمــك مــــاتت ))
فأدركت في اللحظة التي استولى البرد على ما تبقى من قلبي
فصرخت
وصرخـــــــت
صرخت خسارة أمي
وغياب النور عن حياتي
**(ملاحظة : قد لا يكون المرض الذي أصيبت به سارة مميت ولكن بسبب ضعف بنيتها وسوء التغذية أدى إلى ذلك ,كما في السابق فقد كان هذا المرض من أكثر الأمراض التي تسببت في وفيات النساء )
******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الأول ـــــــــــــــــــــة
******************************
( سبحان الله )
&< ~^((الجزء الثاني))^~ >&
~[(عواصف الألم)]~
~ لمحات من سنوات مضت ~
بعد سنه...
دلف إبراهيم إلى مكتب الأحوال المدنية وأخذ يقرأ اللافتات على المكاتب حتى
وصل إلى مكتب تسجيل وإلغاء الأسماء طرق الباب ودخل الغرفة المؤلفة من
عدة مكاتب سلّم وتوجه إلى أحد المكاتب ..
إبراهيم : كيفك يا خوي.
الموظف : الحمد لله ، بإيش أقدر أخدمك ..لاحظ الموظف عندما مد له إبراهيم
ورقتين أنه قد تغير وكست ملامحه الحزن ..
إبراهيم بحزن : أبي أضيف إسم وألغي إسم .. قال الأخيرة بمرارة تتجلى في قسمات وجهه .
غادر إبراهيم مكتب الأحوال واستقل سيارة أجرة إلى قرب القرية وترجل من السيارة
حاملاً أوراقه والكرت الجديد وأعطى السائق أجرته و سار متوجها إلى منزل أم محمد
كي يأخذ ابنته عندما وصل طرق
الباب فخرج له فهد وحياه ثم طلب منه أن يخبر أمه أنه يريد إبنته أمل ..
فهد : لحظه أقول لأمي تجيبها
هز إبراهيم رأسه .. ودلف فهد إلى المنزل ونادى أمه
قهد : يماااه ..
أم محمد : خير يا ولدي أنا في المطبخ..
دخل المطبخ ..
فهد : يمه عمي إبراهيم برا يبي بنته ..
مسحت أم محمد يديها المبلولتين بجانبي ملابسها كعادت النساء الكبيرات :الحين أجيبها
له وأنت روح قلطه لا تخليه على الباب ..
فهد : طيب يمه .
ذهبت أم محمد إلى مجلس النساء حيث كانت الطفلة بصحبة سلمى وعندما دخلت وجدت
الطفلة في حجرها ولكنها لاحظت ارتباك سلمى وأنها تخبئ شيئاً ما ولكن أم محمد بطبيعتها
الطيبة ونيتها الصافية لم تشك في شيء .
أم محمد : أعذريني يا سلمى تأخرت عليك .
سلمى بإرتباك تخفيه بمهاره : لا يم محمد ما فيها شي البيت بيتي .
أم محمد : صادقة والله .. هاتي عنك أمل أبوها يبيها .. ومدت يدها لتحمل الطفلة و خرجت
بها إلى الباب حيث إبراهيم ..
أم محمد : كيفك يا بو أمل .
إبراهيم : الحمد لله على كل حال ..
مدت أم محمد لإبراهيم الطفلة التي ما إن رأت والدها حتى ضحكت صرخت بـ ((بابا بابا))
وأخذت تقفز بفرح .
ضحك إبراهيم وأم محمد على حركاتها المرحة ..
أم محمد : تفضل أدخل البيت ريح من مشوارك وتغدا معنا ..
إبراهيم : مشكوره يام محمد وما تقصرين مره ثانية وآسفين على التعب أكيد أمل غلبتك ..
أم محمد : لا تعب ولا شي أمل مثل النسمة الله يخليها لك ..
إبراهيم : أجل مع السلامه ومشكووره يام محمد مره ثانية ..
أم محمد : لا شكر على واجب .. مع السلامة ..
وعندما استدار سمع صوتا يكرهه ..
سلمى : أخبارك إبراهيم .
إبراهيم : الحمد لله ..ولم يعطيها إدنى فرصة لتتكلم ..
و مشى حاملاً إبنته ومتوجهاً إلى بيته وقد لاحظ تغيراً في شكلها لكنه لم يعر الموضوع
أهمية وبعد لحظات وصل ودلف إلى الداخل وكانت طفلته قد نامت وضعها على الفراش
وقبل جبينها ودثرها جيداً وخرج ..
***
في صباح اليوم التالي ..
شعر إبراهيم بلمسات يد صغيره رقيقة تضايق منها وأبعدها بقسوه فسمع بكائها فصرخ
بها وهو مغمض العينين فلما اشتد بكائها فتح عينه وأذهل من شكلهااااااااااا
********************
~ بعد ستة سنوات ~
إبراهيم :سلمى كم مره أقول لك لا تخلينها تخرج برى أنا ما قلت لك مابي أشوف
رقعت وجهها .
سلمى بشماته وهي تنظر للفتاة الصغيرة المرتجفة المختبئة خلف الباب : إيش أسوي
فيها كل ما قلت لها لا تخرج تعاندني وتطلع من دون شوري ..
إنصدمت الطفلة الصغير من قولها وقالت في نفسها "يا الله ليش ماما تكذب يمكن
ما تحبني هي قالت لي أطلع العب مع الأولاد في الشارع وأنا عييت لكن هي طلعتني
غصب عني"
إنتبهت الطفلة على صوت والدها يناديها فارتجفت من الخوف والرعب إذا سمعت تلك
النبرة الخشنة فهي تنذر بعاصفة من الألم ..
إبراهيم : أمـــل أمـــل وينك أخرجي بدون عناد , إنتظر فلم ترد عليه ولم تخرج
فقال غاضباً : سلمى وينها ..
سلمى بحقد مع إبتسامة إنتصار على فمها أشارت بسبابتها إلى الباب الذي تقبع خلفه الطفلة المذعورة ..
رأتها أمل وهي تشير إليها فانتفضت وجلست من شدة رعبها ,, تقدم منها والدها
فلما رأى حالها رق قلبه لها ولكن عندما رفعت وجهها تملكه ضيق شديد وران
عليه الغضب فكأنما رأى شيطاناً مارداً أمامه
فأمسك بشعرها وشده فرفع جسمها الهزيل به وهزها فأصبحت كورقة خريف جافة
تقلبها الرياح , وهي تصرخ بألم وتمسك رأسها بيد والأخرى على يد والدها,
فألقاها من يده وسقطت على الأرض فركلها وضربها واستمر بذلك وهي تارة
تصرخ و أخرى تتأوه وتناديه بــ ((بابا أتركني إنت توجعني ))
ودموعها قد أغرقت وجهها ولكن لا دموعها ولا صراخها أوقفه فهو كالمنوم مغناطيسياً
لا يتوقف حتى يُجهد فيجلس متعباً ..
وضع إبراهيم يديه على وجهه وأخذ يتنفس بقوه فلما رفع رأسه رأى جثة أشبه بالأموات
أعين متورمة أنف يقطر دماً وفم نازف وملابس ممزقة .. ففزع من حالها وحملها
وأدخلها الحمام وخلع بقايا الملابس التي عليها ووضعها تحت المياه المندفعة فشهقت
من الألم , أخذ يسمي عليها في نفسه وهو يغسل جسمها ويزيل الدماء من الجروح ,,
إبراهيم : سلمى بسرعه جيبي منشفة .
سلمى بحقد وغيره بسبب إهتمامه بأمل : طيب إلحين أجيبها .
إبراهيم : وجهزي لها ملابس .
أحضرت سلمى المنشفة ولفها بها وحملها إلى غرفتها الصغيرة ذات الفراش البالي
ووضعها عليه ونزع المنشفة برفق ألبسها ملابسها وغطاها جيداً
إبراهيم " آآآآهـ يا أمل ما أدري إيش حكايتي معاك أحبك وأتمنى كل ما أخرج أرجع
أجلس معك , لكن من أشوفك أكرهك وأكره عمري ياااارب صبرني" و سقطت دمعته
على جبينها عندما قبلها و خرج ممسكا برأسه من شدة الصداع الذي ملازمه
منذ ستة سنين وقد أرهقه ونحل جسمه..
***********************
~ بعد سبعة سنين ~
انتهت من ترتيب المنزل ورتبت حقيبتها لأن غدا أول يوم دراسي للفصل الثاني
في السنة الثانية المتوسطة لها , و وضعت جسدها الغض على فراشها البالي
لترتاح قليلاً ولكنها سمعت صوت أبيها يناديها فارتجفت خوفاً وقفزت من فراشها
وذهبت بعجلة إليه..
أمل وهي مطأطئة رأسها حتى لا يرى أبوها وجهها الذي يكرهه فقد تعلمت ألا تري
والدها وجهها : نعم يبه ناديتني .
إبراهيم : إيه , بكره ملكتك على سعود ويوم الأربعاء بيجي ياخذك أظنك تعرفين
سعود غني وما بيقصرعليك بشيء ..
أمل معترضة : بســ ..
إبراهيم قاطعها غاضباً : لا تبسبسين لي .. بعدين أنا لسع ما كملت كلامي ,,
مد لها بظرف بني وأكمل ..
هذا مهرك بكره تروحين مع أمك للسوق تجهزين ..وإلتفت جهة سلمى وإبتسم
لها فردت له الإبتسامه ..
سلمى بنفاق : مبروك أموله .. مبروك حبيبي ..
إبراهيم رد مبتسما ً لها : الله يبارك بعمرك ..
توجها أبويها لغرفتهما وهي اتجهت كذلك لغرفتها واستلقت تفكر بعريسها فهي
تعرف عن سعود الكثير لشهرته في قريتهم بكثرة مشاكله مع الناس و ملاحقة
الفتيات و تعاطي الخمور وغيره الكثير فسيرته بين الطالبات منتشرة ..
وكلت أمرها لله وقالت في نفسها "يمكن الله يصلحه ويتوب على يدي"
وأخذت تفكر بالمدرسة و ما سيحدث في يومها الدراسي وعادت بأفكارها إلى ملكتها
فحدثت نفسها "ليش بابا بيزوجني إلحين أنا لسه صغيره , طيب بابا ما يعرف أخلاق سعود ؟ ,
أووفف ماني عارفه إيش أسوي .. أنا عطشانه بقوم أشرب " نهضت وتوجهت
إلى خارج الغرفة متجهت إلى المطبخ وفي طريقها سمعت والديها يتحدثان
وبسبب صغر المنزل سمعت حديثهما ..
إبراهيم : سلمى إنتي تدرين أن سعود ولد خالك أخلاقه زفت لكن عشان عيونك ما رديته .
سلمى : أنا أعرف بس يمكن بنتك تعدله وبعدين هو ترجاني أدور له عروس
عشان يبعد عن الخرابيط ..
إبراهيم : وأنا قلت كذا وكمان عشان تعبت ما أقدر أتحمل وجودها في البيت .
لم تستطيع أن تكمل سماع الحديث فقد تساقطت دموعها ومازال حديثهما يتردد
في أذنيها فقد جرحها الكلام ونزف قلبها إثر هذه الطعنات المميته وجرت باتجاه
غرفتها و انكبت تبكي بألم على وسادتها ونامت دون وعيها ودموعها بللت
خديها ووسادتها ..
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك