رواية العروس المتمردة -1

رواية العروس المتمردة - غرام

رواية العروس المتمردة -1 

رواية العروس المتمردة 
الكاتبه : جوليا جيمس 
تجميعي 
اســ(DANIA)ــطورة ! 


الملخص :
حرمت اندريا من ميراثها منذ ان ولدتها امها فترعرت في الفقر و الحرمان
لكن عندما بلغت الخامسة و العشرين من عمرها استدعيت على جناح السرعة لليونان حيث كانت بانتظارها صدمة ...
لم تدر اندريا ما يحصل لها الا و هي خطيبة رجل فاحش الثراء .
كان جدها قد خطط لهذا الزواج كجزء من صفقة تجارية بصرف النظر عن مشاعرها الا ان الحرمان الذي عانته اندريا جعلها منيعة و مستقلة و قادرة على الرفض حتى لو كان نيكوس فاسيلي اشد
الرجال الذين قابلتهم سحرا و جاذبية و اكثرهم ثراء .
لكن ما سبب رفضها هل تريد الانتقام من جدها ام ان العريس لم يعجبها او ان السر الذي لا يعرفه سواها يقف حائلا امام السعادة التي طالما حلمت بها .

الفصل الاول

- ما الذي تريدني ان افعله ؟
رفع نيكوس فاسيليس حاجبيه ذهولا و هو يحدق بالرجل الجالس خلف المكتب .
صحيح ان العجوز يورغوس كوستاكيس تخطى الثامنة و السبعين من العمر الا انه لم يفقد ذرة من هيبة صباه فلا زالت عيناه السوداوان تلتمعان ببريق حاد يدل على قدرة مميزة في معرفة النفس البشرية .

قال له بنبرة خلت من أي تعبير : كلامي واضح ...تزوج حفيدتي لنمضي قدما في عملية الدمج .
اجابه الشاب بفتور : ربما....و لكنني لم أصدقك .
رسم يورغوس ابتسامة خبيثة على ثغره قائلا : عليك ان تفعل ...لأنني لن اعرض عليك صفقة أخرى ...
و أظنك قطعت 4000 ميل لعقد صفقة جديدة أليس كذلك ؟
تمالك الزائر نفسه كي لا تبدو عليه آثار الانفعال فهو يعي تماما ان السلاح الأفضل لمواجهة العجوز كوستاكيس عند التفاوض معه هو الحفاظ على رباطة الجأش .
و الحق يقال ان الاستياء بلغ منه أوجه حين اتصل به رئيس إمبراطورية كوستاكيس العظيمة عند الثالثة فجرا أمس طالبا منه الحضور صباحا الى بيته لقد صفقة أخرى معه فلقد افسد عليه سحر اللحظات
الحميمة التي كان يقضيها مع عارضة الأزياء الشهيرة ايسم فاندرس في شقته بمانهاتن الا ان إمبراطورية كوستاكيس تستحق ان يضحي المرء بنساء العالم لكن أتراها تستحق ان يرتبط نيكوس بفتاة لم
يرها من قبل ؟!

حول نيكوس نظره الى النافذة الكبيرة المطلة على مدينة أثينا مدينة الضوضاء و مهد الحضارة التي عرفها منذ طفولته فقد ترعرع في شوارعها و اختبر قسوتها التي لا ترحم و مع بلوغه الرابعة و الثلاثين من العمر
نسى انه كان في الماضي صبيا يتيما منبوذا ليتلذذ بثمار انتصاراته الحلوة المذاق و ها هو اليوم يقف بثقة عالية النفس على قمة اعظم انتصار له ....مصانع كوستاكيس الشهيرة .

قال للعجوز محاذرا ان تفضح تعابير وجهه أفكاره : حسبتك ستعرض علي اتفاقا لمقايضة الأسهم ..
فمنذ فترة طويلة وهو يعد خطة محكمة لضم شركة فاسيليس الى امبراطوية كوستاكيس عن طريق مقايضة الأسهم و هو يعلم ان كوستاكيس سيطالبه بتعويض مالي كبير فهو يعلم ان العجوز
سيتقاعد بعد تدهور حالته الصحية الا انه لن يتنازل عن إمبراطوريته قبل ان يعقد صفقة تحفظ له ماء وجهه فينسحب بشهامة كالأسد لكن عرضه الأخير تركه في حالة من الذهول خاصة انه لم يأت أبدا
على ذكر حفيدته .
- يمكننا التوقيع على عقد مضايقة الأسهم يوم الزفاف .
جاء رد العجوز باردا ففضل نيكوس ان يلزم الصمت فيما راحت الأفكار تتخبط في رأسه .
- اذن ؟
- دعني أفكر بالأمر .
و اذا هم نيكوس بمغادرة المكتب قال له العجوز بحدة : ان تخطيت عتبة الباب اعتبر الصفقة ملغاة .
تسمر نيكوس مكانه و عيناه لا تفارقان الرجل خلف المكتب أتراه يحاول مراوغته ؟ لكن العجوز لا يحب المراوغة .
- إما ان توقع في الحال او تنسى الموضوع برمته .
التقت عينا نيكوس الرماديتان - عينان ورثهما من أبيه فضلا عن طوله الفارع الذي يميزه عن سواه من اليونانيين – بعيني كوستاكيس فتوجه مباشرة للمكتب و اخذ القلم ووقع على الوثيقة الموضوعة امامه ثم
اعاد القلم الى مكانه و غادر المكان من دون ان ينبس ببنت شفة .

حاول نيكوس ان يستجمع اافكاره لكن جهوده باءت بالفشل فالإحساس بالبهجة لبلوغه الهدف الذي سعى اليه طويلا ترافق بإحساس من الغضب العامر لوقوعه بفخ الثعلب الماكر فالعجوز لعب لعبته
بذكاء فائق مستغلا حفيدته الذي ظهرت من العدم !!

لكن لماذا يشغل أفكاره طالما ان حلمه أصبح قريبا و ان كان قدره ان يتزوج حفيدة كوستاكيس المجهولة فلن يدع ذلك ينغص حياته أيعقل ان يرفض عرض كوستاكيس بالزواج من حفيدته و مفاتيح
سعادته بين أيديهما ؟ هذا محال .
دعوة غير متوقعة
كانت كيم تعد الافطار في المطبخ و سعالها الحاد يصم أذني اندريا و يمزق قلبها
فوالدتها تعاني من الربو منذ سنوات طويلة الا ان حالتها تدهورت خلال الشتاء الماضي
فنصحها الطبيب ان تقضي الشتاء في منطقة حارة ذات مناخ جاف و لكن وضعهما المادي سيء للغاية
فهما بالكاد تؤمنان حاجاتهما الضرورية .
سمعت حركة ساعي البريد في الخارج
فأسرعت لتحضر البريد و تخفيه عن والدتها ذلك ان ساعي البريد لا يحضر لهم الا كومة فواتير تقض مضجع كيم التي لا تذوق طعم النوم مؤخرا و هي تحاول تأمين المال اللازم لدفع مصاريف التدفئة خلال
الشتاء .

ألقت أندريا نظرة سريعة على البريد
فوجدت فيه مغلف أبيض كتب عليه اسمها
قطبت اندريا جبينها فتحت الرسالة بسرعة فلفتت انتباهها الزوايا المزخرفة و المقطع الصغير المطبوع باتقان ( الأنسة فرازير )
جمد دمها و هي تقرأ الرسالة عادت و قرأتها مرة ثانية علها أساءت فهمها فاذا بنيران الغضب تتأجج في داخلها و تدفعها الى رمي الرسالة أرضا: ياله من سافل
غير أنها خشيت ان تعرف أمها فالتقطتها ثانية و رمتها في قعر حقيبة النهار في رأسها
: ( نرجو منك الحضور في نهاية الأسبوع المقبل لزيارة السيد كوستاكيس
تجدين بطاقة السفر في مطار هيثرو صباح الجمعة .
راجعي خطة الرحلة المرفقة للتأكد من موعد السفر ستجدين شخصا في انتظارك في مطار أثينا
اتصلي على رقم الهاتف المدون أدناه قبل الساعة الخامسة من بعد ظهر الغد للتأكيد على استلامك هذه الرسالة ....
السيد كوستاكيس )
تملك القنوط اندريا السيد يورغوس كوستاكيس مؤسس شركات كوستاكيس و مالكها ..
جدها الذي تكرهه بكل جوارحها .
عادت اندريا الى عشر سنوات مضت يوم تلقت والدتها تحذيرا بالملاحقة القضائية ان حاولت الاتصال ثانية بالسيد كوستاكيس .
مضى على ذلك 10 سنوات نسى خلالها جدها أمر حفيدته كليا
و ها هو اليوم قد بدل رأيه لن تحقق له رغبته ابدا و لن تجعله يراها ابدا .
في اليوم التالي وصلت رسالة أخرى أكثر ايجازا ( حضرة الأنسة فرازير لم نتلق اتصالا منك للتأكيد على استلامك رسالتنا الصادرة منذ يومين الرجاء الاتصال بالحال)
لم تجد اندريا مفرا من الرد على رسالته فكتبت تقول له و الكراهية تعمي بصرها
: عطفا على مراسلاتكم الأخيرة الرجاء أخذ العلم بأن رسالتكم المستقبلية لن تلق مني ردا .
.................................................. ..................................
سأل نيكوس مضيفه على العشاء : متى تصل العروس يا يورغوس ؟
أجابه العجوز باقتضاب : في نهاية الأسبوع .
لاحظ نيكوس ان العجوز ليس على طبيعته فوجهه شاحب و قلق .
- ماذا عن حفل الزفاف ؟
ضحك مضيفه مازحا : هل انت متلهف للزواج لا تعرف شكلها ؟
- قلما يهمني شكلها طالما اتفاقنا لا رجعة فيه .
- حسنا كل الطيور تتشابه بالظلام انا نفسي لجأت للحيلة نفسها مه جدتها .

شعر نيكوس بالنفور من العجوز المتسلط فهو يعلم انه احتال على تلك الفتاة الكريمة الأصل
التي وقعت في هواه فجعلها تلحق به الى شقته بعد ظهر أحد الأيام و حرص على ايصال الخبر لوالدها
و على الرغم من ان هذا المسكين وصل في الوقت المناسب لانقاذ ابنته الساذجه من براثن الوحش
الا انه لم يتمكن من انقاذ سمعتها اذ تحداه يورغوس بفظاظة قائلا : لن يصدق الناس انها غادرت شقتي دون ان المسها .

عاد نيكوس بأفكاره الى اللحظة الحالية هل فقد صوابه ليتزوج من حفيدة كوستاكيس ؟
لا شك انها تعلمت ان تطيع جدها الذي افرط بتدليلها حتى بات همها الوحيد انفاق المال على رغباتها
غير ان نيكوس لا ينوي حرمانها من هذه المتعة اذ ستزيد ثروته عشر مرات أكثر بعد زواجه منها
الا انه قد يشكل حجر عثرة بانغماسه في ملذات الحياة ........
كان نيكوس ان ثروته تجذب له النساء بالاضافة لوسامته و نجاحه الباهر بالعمل تململ بمقعده و اجتاحته رغبة بمغادرة القصر لزيارة صديقته كزانتي في شقتها قرفقتها تروق له .
صحيح ان ايسم فاندرسن شغلته عنها لبعض الوقت الا انها تكن له الكثير من الود و لم تغلق بابها في وجهه يوما ....
الا ينبغي له ان يرفه عن نفسه قبل ليلة زفافه الموعودة ليلة يتوقعها مرهقة أكثر منها ممتعة لا شك ان عروستع العذراء تتوقع منه ان يغرقها بالمشاعر الرقيقة الحنونة لتتمكن من خلع رداء الخجل عنها ماذا لو
كانت قبيحة ؟ ألم يلمح العجوز بذلك ؟
و من أين ظهرت ؟
فعلى حد علمه ان يورغوس ليس لديه وريث لذلك لاحق نيكوس شركاته فالمعروف ان ابنه الوحيد لقي حتفه منذ سنوات خلت فيما أصيبت زوجته مارينا بنوبة مرضيه الى ان خطفها الموت منذ فترة قريبة و
الغريب ان زواج ابنه قبل موته و انجابه بقيت بطي الكتمان .
رفع نيكوس كوب العصير يتأمل العجوز الذي كان يتكلم عن انجازاته
الا ان نيكوس كان شارد الذهن يفكر هل سيكون ابا جيدا
فهو لم يعرف معنى الأبوة اذ هاجر والده قبل ان يرى نيكوس النور أما والدته فكانت يافعة لم تحطه برعايتها بل تركته يكافح لتأمين لقمة عيشه ثم توفيت في حادث سيارة منذ حوالي 12 سنة و هو في
22 من عمره .
ارتشف عصيره عازما على الاستمتاع بحياة مشرفة و ان اراد كوستاكيس الحصول على وريث فلن يمانع نيكوس مهما كان منظر حفيدته منفرا .

وقفت اندريا أمام باب شقتها تحدق بالرسالة التي استلمتها من أحد المتاجر الفاخرة بلندن يبلغها عن فتح حساب لها ب5000 جنيه على ان الفواتير سترسل الىمكتب كوستاكيس الخاص و وجدت
رسالة أخرى تضمن توصيات بشراء ما يلزمها من ملابس قبل سفرها الى أثينا في نهاية الأسبوع المقبل .

ضاقت عيناها غضبا ما الذي يدور في رأس العجوز السافل ؟ و ما الذي يريده ؟ تملكها احساس ان العجوز يريد شيئا اتراه يريد انتشالهما من ديونهما ؟الم يحن الوقت لتذوق والدتها طعم السعادة ؟مرت في
ذهن اندريا ثروة يورغوس الطائلة الا انها ما لبثت ان طردت الفكرة من رأسها مصممة الا تقحمه بحياتها مهما كانت نواياه نحوها .

لقاء و .........صفاء

رفع نيكوس كم سترته السوداء و ألقى نظرة عاجلة على الساعة لم طلب العجوز رأيته في هذه الساعة ؟
مضت 10 دقائق و هو يذرع أرض الشرفة جيئة و ذهابا منتظرا ان يقابله العجوز ، دنا الخادم منه يسأله اذا كان يرغب بشراب هز رأسه بفظاظة و قد نفد صبره من انتظار العجوز فانحنى الخادم احتراما و
عاد ادراجه حاول نيكوس ان يلهي نفسه بتأمل الحدائق امامه حتى لا ينفجر غضبا و اذا به يتخيل صبيا يلعب فيها انتابه احساس غريب و قد ادرك انه يحتاج الى مكان ملائم لتربية ابنائه .

غير ان فكرة الزواج من حفيدة كوستاكيس المللة القبيحة المنظر كانت تثير سخطه طرد نيكوس الشكوك من رأسه مؤكدا في قرارة نفسه على المضي قدما ففي مطلق الأحوال بعد وفاة العجوز
قد يتوصل مع حفيدته الى اتفاق لينفصل عنها بصورة حضارية ...
ماذا عن ابنه أبعد نيكوس الفكرة من رأسه متسائلا ما اذا كانت عروسه العتيدة عاقرا .

شعر بحركة من خلفة فالتفت بحثا عن مصدرها و اذا بامرأة غريبة تلرتقي السلم المؤدي الى الشرفة ..لفتت انتباهه بشعرها الطويل المتدلي على أكتافها بأمواجه العسلية مبرزا جمال عنقها الطويل تحركت
عيناه ببطء على وجهها فأسرته قسماته الملائكية و جماله الأخاذ ...فأنفها مستدق صغير و شفتاها ممتلئتان و عيناها كهرمانيتان ساحرتان .

أحس نيكوس برعشة تسري بجسمه و هو يتأملها راحت عيناه تنتقلان بشوق على قدها النحيل و ساقيها الطويلتين و مفاتنها التي تظهر من تحت سروالها الطويل و سترتها الأنيقة .
من تراها تكون ؟ لا شك انها ضيفة مميزة على قلب العجوز فسكان أثينا يعلمون انه يهوى النساء الجميلات أحس نيكوس بالقرف و هو يتخيلها في احضان العجوز .....

رفرفت اندريا بعينيها و قد بهرتها أشعة الشمس و هي تخرج من المنزل الفخم الذي وصلته منذ 5 دقائق و اذ تجلت الرؤية امامها تنبهت الى وجود شخص على الشرفة
فارع الطول ذا شعر أسود يرتدي بزة عملية و ربطة عنق ملائمة شعرت اندريا بالحرارة تدب فيها و هي تتأمل ملامحه المتوسطية الطابع و قسمات وجهه المنحوتة من الصخر و عينيه الرماديتان التي تلاحقانها باصرار
ملهبتين مشاعرها هزت راسها لتتأكد من انه ليس خيالا و اذا بتعابير وجهه تتبدل فجأة لتصبح قاسية يشوبها نوع من الازدراء .

شعرت اندريا بغضب شديد مفاجئ اذ لم يغب عنها افتتانه الجلي بها منذ اللحظة الأولى التي رآها بها لطالما شعرت بالانزعاج من نظرات الرجال لها الا انها تعلمت مع الزمن ان تخفي جمالها الساحر خلف الملابس
الفضفاضة و الشعر المعقوص للخلف بالاضافة الى امتناعها عن التبرج فقد كانت تعلم ان الاعجاب لن يدوم طويلا لا سيما ان رأوا الجزء المغطى من جسمها ....

طردت الفكرة من رأسها محاولة ان تخفي احساسها بالمرارة خلف امتنانها العظيم لكل من ساعدها هي و والدتها لم تكن اندريا قادرة على اتخاذ قرار مناسب من دون اللجوء الى صديقتها ليندا و زوجها
طوني الذان نصحاها ان تلبي دعوة جدها لا سيما انه يدين لهما بالكثير هي و أمها .

ابتسمت اندريا و هي ترفع نظرها من جديد نحو الرجل الوسيم الواقف أمامها اتراه عرف من تكون كانت رائحة الثراء تفوح منه و تذكرت انها استمتعت كثيرا بشراء ملابس جديدة و تصفيف شعرها
فبدت مختلفة كثيرا عن تلك الفتاة البسيطة المقيمة في حي شعبي بلندن لكن بدا واضحا انه يتأملها بازدراء لا شك ان يدرك انها حفيدة كوستاكيس المعدمة .

رفعت اندريا ذقنها بتحد غير مبالية برأيه فهو غريب لا يعنيها لا حظ نيكوس ان نظرات الفتاة ازدادت قساوة و غدت ابتسامتها اكثر سخرية كانها لا تخجل من وضعها و اذا بها تتقدم فجأة نحوه و على فمها
ابتسامة مثيرة لم يقو على مقاومتها .

شعرت اندريا بالقشعريرة التي سرت بجسمه و رات بعينيه ومضة تردد كأنها سحابة صيف عابرة مالت راسها بغنج و شعرها الكثيف يتطاير حو كتفيها و قد تملكتها رغبة جامحة بازعاجه فقالت له :
مرحبا ...لا اظن اننا تقابلنا من قبل .
و مدت يدها تصافحه الا انه تمنع عن مصافحتها رافضا لمس اليد التي داعبت العجوز من اجل المال ضاربا بعرض الحائط شوقه لملامستها .

أثار موقفه هذا اضطرابها الا أنها ابت ان تظهر له ذلك لن تنحني خاضعة لاحتقاره بل رفعت راسها عاليا و ابتسمت له بخبث ثم مرت من قربه و توجهت نحو الدرابزين تتأمل الحدائق امامها
راحت تفكر بالخطة التي وضعها لها طوني حتى لا تقع ضحية مناورات العجوز حيث اتفقت
معه على ان تتصل به ليليا عن طريق الهاتف الخليوي فان لم يتلق اتصالا منها عليه ان يبلغ القنصلية البريطانية عن احتجاز احدى رعاياها رغم ارادتها و اذا لم يلق آذانا صاغية بالسفارة
سيتصل بالصحف راويا قصة حفيدة كوستاكيس الشهير اما اذا رفض كوستاكيس السماح لها بالذهاب عليها ان تهرب الى مطار اثينا حيث تركت جوازها و تذكرة الاياب في خزانة مغلقة و
مفتاحها معها .
ابتسمت اندريا ساخرة من العجوز الذي انفق اموالا لتزيين حدائقه بينما هي اضطرت لشراء عقد من الؤلؤ من المتجر الذي فتح الحساب لها به لتبيعه بمحل آخر و تستفيد من ثمنه لشراء تذكرة الاياب و تحتفظ
بالباقي لاستخدامه عند الحاجة .

تململ نيكوس خلفها ضجرا فالابتسامة الخبيثة التي رمته بها اثارت اضطرابه اذا لم تعامله امرأة سواها بهذه الطريقة الفظة .
خرج الخادم من جديد الى الشرفة و اقترب من نيكوس ليبلغه بان السيد كوستاكيس يريد رؤيته .
فألقى الرجل نظرة خاطفة على المرأة الواقفة ثم دخل للمنزل دون ان يتفوه بكلمة .

مواجهة لا بد منها


بعد مرور ساعة تقريبا اقتيدت اندريا الى غرفة مظلمة بالقصر خيل اليه انها لوحدها الا انها اجفلت عندما سمعت صوتا أجش يامرها قائلا : اقتربي .
كانت جدران الغرفة مغطاة برفوف خشبية كدست عليها كتبمن شتى الأنواع و بالوسك مكتب عريض يجلس خلفه رجل عجوز .
راحت تتقدم نحوه و هي تجول بعينيها انحاء الغرفة و كان امره لا يهمها لم تتنازل لترمقه بنظرة واحدة الا بعدما وقفت امامه مباشرة لتاسرها عيناه الغائرتان قال يورغوس لحفيدته التي يراها لاول مرة : حسنا انت
اذن ابنة تلك العاهرة لا باس بك ..ارى انك تفين بالغرض .
احست اندريا بان الامل بكسب ود العجوز قد تبخر بالهواء و هي تسمعه ينعت امها بالعاهرة لكنها ضبطت اعصابها حتى لا تخسر و تعود الى لندن فارغة اليدين .
- استديري .
اذعنت لاوامره .
- تعجبني مشيتك .

تمالكت اندريا نفسها كي لا تعلق على كلماته اللاذعه لكن يبدو ان صبر العجوز قد نفد فسألها : هل قطعوا لسانك ؟
- لم طلبت رؤيتي ؟
جاء سؤالها عفويا لكنها ادركت انها احسنت باطلاق الرصاصة الأولى اذ رات عيناه تتطاير شررا و هو يقول : لا تتكلمي معي بهذه اللهجة .

- قطعت آلاف الأميال تلبية لدعوتك و يحق لي ان اعرف السبب .
ضحك العجوز هازئا و قال : لا يحق لك مطالبتي بشئ ابدا لانني اعرف جيدا سبب حضورك فمنذ ادركت حجم المبلغ الذي خصصته لك تغيرت لهجتك الم يخطر ببالك بانني فتحت لك حساب بالمتجر بلندن
لانصب لك فخا ؟ عليك ان تفهمي جيدا ما اقوله لك ...ان لم تنفذي ما اطلبه منك حرفيا ستعودين في الحال الى لندن مفهوم ؟
التقت عيناهما لحظات لم يخطئ طوني الظن العجوز يريد شيئا منها .

- ما الذي تريده منها ؟
- سأخبرك في الوقت المناسب .
ثم رفع يده ايمنعها من الكلام و أضاف : اصعدي الى غرفتك و استعدي للعشاء ارجو ان تحسني التصرف امام ضيفي لان نساء بلدي يتميزن بلباقتهن و اتمنى الا تلحقي العار في عقر داري و الآن يمكنك
الانصراف .
خرجت اندريا من غرفة المكتب و قلبها يخفق بسرعة جنونية صعدت الى غرفتها ثم جلست على السرير علها تهدئ روعها هذه هو جدها لقد وقع ابنه بغرام والدتها لكن هذا الرجل طردها من اليونان غير
آبه بحملها بل تركها للفقر فيما هو يعيش بالنعيم

دخلت اندريا الى الحمام و عند خروجها منه وجدت الخادمة منهمكة بتعليق ثيابها فابلغتها انها ستساعدها للاستعداد للعشاء .
أجابتها بحدة : لا احتاج لمساعدة أحد .
و لكنها ما لبثت ان ندمت على انفعالها و قد رات الذهول باديا على الفتاة فقالت تخفف عليها : ارجوك لا داعي لذلك .
توجهت الى الخزانة الا انها وقفت مذهولة امام الرفوف المكدسة بملابس مغلفة بأكياس بلاستيك .

- ما هذا ؟
- أمر السيد بشرائها لك . أي فستان تفضلين يا آنسة ؟
- لا اريد .
- لكنه عشاء رسمي و السيد قد ينفجر غاضبا ان ظهرت بمظهر غير لائق .
لاحظت اندريا الذعر على وجه الخادمة ذعر جعلها ترضخ لمشيئتها و تعدل عن تحدي جدها .
- حسنا اختاري لي واحدا .

و جلست على حافة السرير تتأمل الفتاة و هي تستعرض الملابس ثم تنتقي لها اثنين وقعت اندريا بحيرة لانهما كانا بمنتهى الروعة لكنها اختارت الثوب الزمردي اللون و هو ذو فتحة عنق واسعة و تنورة طويلة
تصل الى الكاحلين .
قالت لها الخادمة : انه جميل جدا .
- نعم ما اسمك ؟
- زوي يا آنسة .
- و انا اندريا

وقفت اندريا مذهولة امام المرآه تتأمل انعكاس صورتها بدت رائعة الجمال في ثوبها الأنيق و شعرها المرفوع و لمسة التبرج الخفيفة على وجهها .
توجهت نحو الباب مستعدة لمواجهة جدها كان الخادم ينتظرها ليبلغها ان العشاء جاهز رغم انه لم يتفرس بها الا انها لاحظت نظرات الاعجاب التي رماها بها .
فاستعادت بذهنها بصورة الرجل الذي قابلته بعد الظهر على الشرفة .

صعد نيكوس سيارته الفيراري و ادار المحرك انطلق و التوتر باد عليه فللمرة الثانية خلال يوم واحد يستدعيع العجوز كوستاكيس على وجه السرعة لكنه لم يكن ينوي تناول العشاء معه لأنه اتفق مع
اكزانتي على الخروج سويا و كان يحترق شوقا للقائها من جديد و الهر معها حتى الصباح .

صحيح ان ايسم تفوقها فتنة لكن كزانتي تحسن التعامل مع الرجل و تسعى جاهدة لتوفير كل ما يحتاجه اليه غير انه لموافاتها الا بعد عودته من كوستاكيس اجتماعهما بعد الظهر لمناقشة ضم
الشركتين لم يكن ضروريا ابدا لكن العجوز يجد متعته برؤيته يقطع الطريق اليه كلما لوح باصبعه و تراءت له عشيقة كوستاكيس صاحبة الشعر المتوهج فتملكه الغضب و هو يتذكر وقاحتها و
محاولتها اغوائه بنظراته المثيرة محاولة حركت فيه مشاعر غريبة ما اضطره لبذل جهد حثيث لمقاومتها حتى لا يقع بحبائل امرأة تربطها بالعجوز علاقة مشبوهة .

زاد نيكوس سرعة السيارة محاولا طرد صورة المرأة من راسه أليس حري به ان يفكر بعروسه لا شك ان العجوز اخبرها لتستعد لزفاف صاخب حتما .
لكنه لن يمانع أبدا طالما ان هدفه احكام قبضته على شركة كوستاكيس .

في المطلق سيدللها و يحسن معاملتها شرط ان لا تتدخل في اموره الشخصية لانه لا ينوي تغيير نمط حياته من أجلها .
توقف امام بوابة القصر منتظر ان يفتحها الحراس ثم انطلق بسرعة البرق كانه يريد ان تنتهي السهرة بسرعة .

العروس المتمردة

وقف نيكوس في البهو المزخرف منتظرا بفارغ الصبر دخول الخادم ليبلغ العجوز بأن العشاء جاهز غير ان الأخير لم يكن على عجل اذ كان مسترسلا بالحديث عن يخت جديد اشتراه منذ بضع ايام ربت
العجوزعلى كتف نيكوس بيده و سأله :
- ما رأيك بقضاء شهر العسل على متن اليخت هكذا تكون انت أول شخص يقوده ؟
اكتفى نيكوس برسم ابتسامة على وجهه فتابع العجوز : حسنا ..حسنا

ثم أدار رأسه نحو الباب فلاحق نيكوس نظراته فاذ بالخادم يفتح باب البهو لتدخل منه تلك المرأة الشيطانية صاحبة الشعر الناري شعر نيكوس بقشعريرة تسري بفقرات ظهره .
وقفت المرأة عند المدخل تتلفت يمينا و شمالا و كأنها تتأكد من استقطابها انظار الجميع ثم تقدمت نحوهما شامخة الرأس و شعرها المعقوص الى أعلى يظهر جمال وجهها حبس نيكوس انفاسه و هو يتأمل مفاتنها
الصارخة التي يبروها ثوبها الجميل تمنى لو انه قادر على حملها بين ذراعيه بعيدا عن هنا ..تنبه فجأه ان العجوز يراقبه بتسلية بعينيه و كأنه سر برؤيته مفتونا بعشيقته فتملكه القنوط و التوى فمه سخطا .

تسمرت اندريا في مكانها مذهولة و هي تنظر الى الرجل الذي بذلت مجهودا لطرده من رأسها و عاد المشهد يتكرر اذ برقت عيناه اعجابا ما لبث ان تحول الى اشمئزاز عندئذ رفعت ذفنها بتحد و لمع بريق
الخطر بعينيها الا ان نبضات قلبها أخذت تتسارع .
خرق العجوز الصمت قالا : ما رأيك بها ؟

أجابه نيكوس غير مصدق لما سمعه : أحسنت الاختيار كالعادة يورغوس جمالها يخطف الانفاس
ثم تابع فيما اجتاحته رغبة شديدة بمغادرة المكان : أنا احسدك عليها .
- يمكنني ان اتنازل لك عنها .
جمد الدم في عروق نيكوس أيظن العجوز انه يحتاج للترفيه قبل الزواج بحفيدته المجهولة
- غمرتني بلطفك و لكنني لا أستطيع أن أقبل عرضك .
رفع العجوز حاجبيه استغرابا : كيف ذلك ؟ حسبتك وافقت الزواج من حفيدتي و كنت متلهفا للقائها .

و افتر ثغره عن ابتسامه خبيثه و قد أدرك ان كلماته وقعت على نيكوس وقع الصاعقة
- انها حفيدتي نيكوس من تراك ظننتها ؟
شعر نيكوس بالارض تتزلزل تحت قدميه فسأله و كأنه يريد التأكد مما سمعه : أهذه هي حفيدتك؟
أطلق يورغوس ضحكة رنانة لان خدعته نجحت بامتياز فمنذ راى اندريا خطر له ان ينصب لنيكوس فخا بان يحعله يعتقدها قبيحة المنظر .

التفت العجوز قائلا : تعالي
سارت اندريا نحوهما وهي لم تعد ترى الا تلك العينين الفولاذيتين اللتين أسرتاها بشدة حتى أصبحت عاجزة عن ابعاد عينيها عنهما .
- أقدم لك حفيدتي .
راح نيكوس يحدق بها مدهوشا ..يالجمالها أهي حقا حفيدة العجوز سحب نفسا طويلا و قد تنبه لوقوعه بخدعة العجوز التي أبهجته فصاحبة الشعر الناري لم تعد محظورة عليه بل ستصبح ملكا له وحده .

لاحظت اندريا ان ابتسامة مشرقة أضاءت وجه الشاب فتسارعت الحرارة بشرايينها و هو يأخذ يدها ليرفعها الى فمه ما ان لامست شفتاه يدها برقة حتى راح قلبها يخفق بشدة حتى صعب عليها التنفس رفع
نيكوس راسه مبتسما و قال لها بصوت أبح : أدعى نيكوس فاسيليس .
- اسمي اندريا .
- اندريا تسرني رؤيتك .

ثم أطبق اصابعه علي يدها بشدة و التفت لمضيفه قائلا : كم انت محتال يورغوس لكن دعابتك كانت تستحق العناء هذه المرة .
قطبت اندريا جبينها و هي عاجزة عن فهم ما يدور بينهما و لكن نيكوس نظر اليها مجددا :
- دعيني ارافقك الى قاعة الطعام .
جاء صوته حنونا و تركته يقودها الى القاعة و كانها تسبح في حلم جميل .
من تراه نيكوس فاسيليس الذي يغمرها بلطفه و يسحب لها كرسيا لتجلس على طاولة الطعام ؟ أرادت ان ترمقه و تبتسم لها شاكرة لكن الخجل منعها و اكتفت بكلمة : شكرا

جلس نيكوس قبالتها و الاحساس بالارتياح يغمرها فعروسه بغاية الجمال و هو فخورا بها جدا صحيح انه لم يكن سيسئ لها لو كانت قبيحة لكن العيش بجانب صاحبة الشعر الناري سيطيب له حتما .
نظر اليها بطرف عينيه و اذا بها تحدق بالطبق امامها و خداها متوردان حياء غير ان صورتها على الشرفة وهي تحاول اغرائه بنظراته المثيره جعلته يستغرب لكنه ما فطن الى ان تعابيره المشمئزة حينها لا بد اثارت
حفيظتها فتصرفت بتلك الطريقة بدت الفتاة انكليزية المظهر و اللهجة فالتفت نحو مضيفه : لم تقل ان حفيدتك تحمل دما انكليزيا .

و لاحظ على الفور ان الفتاة رفعت رأسها كانها تحاول فهم ما يقوله أجابه العجوز : أردت ان أفاجئك .
- مفاجئة أخرى .
و حول نظره نحو اندريا و سألها باليونانية :
- هل تقيمين مع والدتك في انكلترا ؟
فتحت اندريا فمها لترد لكن جدها سبقها و رد بالانكليزية : انها لا تتكلم اليونانية .
- كيف ذلك ؟
- ارادت والدتها ان تربيها على طريقتها الخاصة .

رفعت عينيها الى جدها فتشابكت نظراتهما نظرات ملؤها العزم و الوعيد أحست اندريا بقشعريرة اتراه سيروى لضيفه قصة غير صحيحة عن ظروف نشأتها .رغم عنها التزمت الصمت .
لاحظ نيكوس ومضة التمرد في عينيها لا بد ان امها متسلطة لتحرمها من لغتها الأم ثم راح يتأملها متسليا و هي تتناول طعامها بشهية واضحة لكم ود ان يسال جدها ان كانت على غرار الفتيات
الانكليزيات و لم تحافظ على عذريتها وفقا للتقاليد اليونانية الا انه لن يفعل لانه مصمم على الزواج بها مهما يكن حتى يضع يده على شركات جدها .

يتبع ,,,

👇👇👇
تعليقات