رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -19

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -19

همس بحنيهّ وهو متضايق عليها جداً : نامي وارتاحي انا ماراح اسمح لـ الحزن ياخذ حبيبتي مني
همست بصوت مبحوح من كثر ما بكت وصارخت : اخذني اخذني
همس بغبنه : ما يطول ياخذتس وانا حي علميني وش بخاطرتس وانا اسويه لتس اللحين مستعد ادفع ثمن ضحكتس من سنين عمري..
اميره شدت اللحاف على وجهها وهي تغرق في نوبة بكاء صامتة : مابي شي ابنام بس
تسلل لقلبه الضيق من ضيقها حتى الضيق مُعدي : نامي وارتاحي الله يجعل هالحزن بروحي..
جالسه قدامه وهي تناظر له بتأمل وحب واضح من عيونها كان مشغول بالشاهي مو منتبه لنظراتها نزل الدافور الصغير من العزبه وهو يحط عليه براد الشاهي ويكمل شغله حس فيها تناظره رفع عيونه لها ..
تفشلت من نظراتها وش بيقول عني اللحين ميته علييه ! الصدق ميته عليه بس لازم ما ابين له كل مشاعري دفعة وحده : وشفيك تناظرني !
فهد انسدح على الارضية وهو ينزل الغتره على كتفه حط راسه على التكايه وهو يناظرها بتمعن : والله مدري لا تسأليني عن اللي تناظر لي وحتى الشاهي كان بينكب علي ما ركزت فيه
وصلت لمسامعه ضحكتها الناعمه اللي شلعت قلبه ما كان ناقصه الا ضحكتها تكلمّت بأبتسامه : يمه منك ما يفوتك شي وكيف دريت اني اناظرك؟
فهد بهدوء : شكلتس ما تدرين انهم مسميني بالبيت الاستخبارات
ميساء ضحكت : مين ليكون اميره
فهد جلس وهو يحاول يستغل الفرص : كلهم .. تعالي هنا وشفيتس بعيده قربي ما باكلتس ترا ما اكل بشر
ميساء بخجل : وشدعوه وين تبيني اجلس هذاني قريبه !
اخذها لين عنده ما تدري كيف رفعها بذا السهوله وكأنها ريشه بين يدينه جلسها بجنبه : كذا خليتس قريبه لا تبعدين
ميساء حست انها بتذوب من الحياء وهو ولا عليه يسولف ومستمتع بالاجواء ..
فهد رفع لها بيالة الشاهي : يالله سمي بالله وعطيني رايتس
ميساء خذتها من يده كانت حاره جداً حاولت تخليها شوي وتشربها : فهد ليش تقول عن نفسك انك جدار وماعندك قلب انا اكثر وحده تعرفك واعرف انت وشكثر حنون وطيب وفيك خير
فهد ناظرها بصدمه من الاطراء اللي اول مره يسمعه : انتي تتكلمين عني
ميساء استرسلت بالكلام وعلى ثغرها ابتسامه عذبه : ايوه اتكلم عنك تدري خالتي اكثر واحد تمدحه من عيالها انت دايم تقول انك رجال البيت وانك قد المسؤوليه ..
فهد حس بشعور غريب يتسلل لصدره ما قد احد مدحه كان متعود على ان الناس تخاف منه تهابه اول مره يدري ان فيه شي زين كان انسان رسمي من الدوام للبيت ويطلع مع اخوياه احياناً وحتى طلعاته رسميه ..
ميساء ابتسمت وهي تشوفه يهوجس في كلامها وكأنه مو مستوعب : الشاهي لذيذ تسلم يدينك
فهد بأبتسامه لطيفه : جعله عافيه يارب
من بكره العصر في المستشفى ..
لمّت الجاكيت حوالينها حاولت تغطي نفسها فيه ما تبيه يشوفها بهذي الحاله هو ما عاد نفسه هذاك الانسان اللي ممكن تبين ضعفها قدامه هو خلاص وقف عن كونه سند وعون لها..
ناظرها بهدوء : تقدرين ترتاحين على كتفي!
يا الله لو سمعت هالكلام قبل مده ما تدري وش الشعور العظيم اللي راح تحس فيه راح تكون أسعد انسانه بالدنيا بدون مبالغة .. بس اليوم ما قدرت تصير سعيده ما أثر فيها شي يمكن لان شعور الخيبه طغى على مشاعرها و سيطر عليها : مابي اتعبك يمكن يحتاجها غيري.
ابتسم وهو فاهم بالضبط وش تقصد : بس هي مرتاحه
نزلت الجاكيت من على كتوفها وأخذته وهي تغطي فيه ولدها : فتره بس!
وقف وراها وهمس بصوت قصير ما يبي الوليد يصحى : فتره ؟
لفت له وصار وجهها مقابل لوجهه ثبتت يدينها على المقبض اللي في السرير وتكلمّت بـ خذلان متخبي خلف إبتسامتها : احنا لمن نظلم احد نرتاح مبدئياً لان ممكن الشي اللي سويناه نجح وتم على ارض الواقع بطريقة ممتازه ممكن الغرض اللي بغيناه تحقق ننسى ونكمل حياتنا مرتاحين مبسوطين!
رفعت يدها اليمين بـ وجه سند واختفت الابتسامه اللي كانت على ثغرها : الظالم ينام ويتهنى بنومته يتجبر على الناس لكن هذا كله تحت انظار اللي عيونا تنام وعينه ما ينام صاحي على جروحنا وعلى مواجعنا وعلى حقوقنا اللي تضيع من يدينا ولا نقدر نرجعها
ناظرها بأستغراب : يعني انا ظلمتس؟
رجعت للكرسي اللي كانت جالسه عليه وجلست بأرهاق واضح عليها..
ناظرها بغضب : انا ظلمتس في ايش ! في ايش علميني حقوقتس كلها تجيتس كل شي عندها عنـ.
رفعت يدها قدامه بوجهه تمنعه من انه يكمل باقي كلامه اللي لا يمت للواقع بـ أي صله : على الاقل خلك ظالم ظالم بس لا تصير ظالم وكذاب انا ما يهمني هذا كله انا تعودت كل ما احتجتك تكون مو موجود تلقى لك مليون عذر تنشغل فيه بس ولدك وشذنبه وشذنبه يواجه كل هذا بروحه الدم اللي يمشي بعروق ولدك دمك ليه ما تحس فيه ليه ؟
تكلّم بـ نبره حادهّ : وانا ما قصرت على ولدي في شي انا جبت ولدي لـ احسن مستشفى هنا والطبيب اللي يعالجه مو اي طبيب انسان شاطر يعرفه واحد من معارفي.
ضحكت بأستهزاء : هذا انتم تحسبون كل شي بالماده يصير ! عادي تجرحونا ودمنا يسيل بس بالاخير تلبسونا شي حلو يغطي كل جروحنا الخارجية بس ! تعطونا كل شي بس بعد ايش بعد ما تخلونا نغص بمليون كلمه وكلمه ! اصحى لنفسك اصحى قبل يروح كل شي منك مره وحده ترا هذي ما راح تدوم لك هذي تزعل اذا ما جبت لها أسوارة من براند معين هذي تزعل اذا ما عاشت بـ احلى قصر اذا ما ركبت احلى سياره ! بتعيش طول عمرك وانت تسابق الوقت وعمرها ما راح ترضى عليك بتزعل عند اتفه طلب ما تنفذه لها .. همست بصوت مُرتجف مُثقل من شدة الحزن .. انا ما استاهل منك هالمعامله!
شافها وهي تطلع من الغرفه ولا يدري على وين بتروح بس كانت متأثره جداً ما اهتم لكلامها بشكل كبير كان يشوفها تتكلم بس لمجرد انها شافت ولدها يموت قدام عيونها بس!
جلس بجنب الوليد ابتسم له بحنان بعد ما طبع قُبلة على يده البيضاء الصغيره همس بمحاتاه : استودعتك الله يا غناة ابوك..

البارت الواحد الثلاثون

طلعّت من البيت بهدوء وبين الخطوة والثانية فيضّ من الثواني وكانت هذي طبيعة مشيتها تنمّ عن انها إنسانة مُتعالية مغرورة ولا عندها مانع من هالشي بالعكس تحبه فيها لانه جزء من تكوينها !
وبعد مرور دقايق وفي احد شوارع المنطقة كانوا يتمشون في السيارة ولاهين بالسوالف عن كل شي انتبه لشاشة جواله والرقم اللي يتصل واللي واضح على الشاشة ( ام الوليد ) بهذا القدر من الجفاف ..
وهالمره هي خطوتها سبقت خطوته خذت الجوال من مكانه وهي تخبيه خلف ظهرها وتناظر له بنظرات كلها رفض : ما راح ترد عليها يا سند!
ناظرها بذهول : اماني عطيني الجوال بشوف وشتبي يمكن الولد فيه شي !
ناظرته بعدم أكتراث لـ امرهم : ما يهمني وشتبي تقول هي تبي تبعدك عني بـ اي طريقة بس ! واذا تبي تكلمها ومتلهف على صوتها ما راح تكلمها هنا ولا راح ترد عليها بمكان انا موجوده فيه وقف السياره على جنب وانرل وكلمها بسلامتكم..
ناظرها بجمود وهو ماسك اعصابه لـ ابعد حد : عطيني الجوال اماني
رمت الجوال في حضنه متجاهلة نظراته وجّلست تناظر للطريق بـ كُره فضيع لهذي الانسانة مجرد وجودها في ذاكرتها يزيد من كرهها اللي قاعد يكبر بصدرها يوم عن يوم!
نزل بعد ما وقف السيارة على جنب واتصل على الجازي وكلمّها حوالي ثلاث دقايق او اربع بالضبط!
ركب السيارة بهدوء وهو يناظر للطريق : برجعتس للبيت طيب! الجازي كلمتتي تقول ان الدكتور كتب لـ الوليد خروج وابي اروح اللحين اجيبهم من المستشفى
اماني ناظرته بأصرار وكل اللي ببالها الجازي تبي تشوفها بـ اي طريقه وبس : بروح معاك ما برجع للبيت عندي مشاوير ابي اقضيها اليوم !
سند ما يبي تصير مشكلة من بين الجازي وأماني ابد أنهد حيله من المشاكل : برجعتس للبيت يا اماني وبحط الجازي في بيتها وبجيتس نخلص مشاويرتس
اماني بأصرار : مابي مابي ومو كل شي الجازي كل شي تخربه علينا امس واليوم ترا تعبت تعبت ما اقدر اتحملها
ناظرها بهدوء : الجازي زوجتي نفس ما انتي زوجتي
رفعت عيونها لـعيونه بذهول من كلمته اللي كانت مثل النار احرقتها حرق : مو زوجتك انت ما تحبها انا بس زوجتك لا تقول كذا مره ثانيه مابي ازعل منك!
ناظرها بصدمه من تفكيرها : وشتبيني اقول اجل!
تكلمت بحقد وهي تناظر لعيونه بتأكيد على كلامها : تقولها الجازي بس حتى لقب الام ما تستاهله شفت كيف هي مهمله كانت راح تذبح ولدك!
تنهدت بغضب من طاريها ولمعت في مخها طيف فكره بسيطه : حبيبي خلنا من سيرتها اللحين ابي توديني لـمحل بشتري لي مجوهرات اخر الاسبوع صديقتي بتسوي ملكه وانا مستحيل اطلع بشكل عادي او مكرر!
سند بنفاذ صبر : اوديتس بكره ولا بالليل ذلحين بروح للجازي مو وقت المجوهرات..
اماني بعناد صريح : وانا قلت ابي اللحين وبعدين وشفيك علي! ترا تعبت منك ومن شخصيتك الجديدة هذي! كل شي اطلبه ترفضه ترا بروح لبيت اهلي على ذي المعاملة !
سند ناظرها بخيبة ولف للطريق وهو يفكر بـ ولده يخاف يلحقه شي من الطيحه وتأثر عليه..!
سحبت يده وجن جنونها لمن شافته يتجاهل كلامها : انا اماني اماني اي شي احط يدي عليه اخذه واي شي ابيه يصير ما تعودت احد يرفض لي طلب انا ما قد احد قال لي لا اصلاً!
ما حب انه يطولها معاها يدري ان كلامها بالاخيرهو اللي بيصير ويتنفذ لكن ذا كله ما همه اللي يهمه تهديداتها المُستمرة له على اي موقف يصير من بينهم تهدده أنها بتطلع من حياته وترجع لحياتها القديمة !
دايم تحسسه انها مستغنية عنه وان وجوده في حياتها تحصيل حاصل تنسف كل شي ورا ظهرها اذا زعلها او ما نفذ لها طلب شخصيتها وأطباعها حادة وعنيدة عنيدة ما تقبل الا ان كلامها يمشي وبس!
كيف تحبني لهذي الدرجه وتهددني دايماً بالرحيل ! إنسانة غريبة جداً .
واللي ذابحه صدق انها قد سوتها من قبل جلست أسبوع كامل من بعد الشهر الأول من زواجهم راحت لبيت أهلها وتجاهلته وكأنه مو موجود لا تكلمه ولا ترد على اتصالاته ولا تسمح له يشوفها ورجعت له بشق الأنفس بعد ما انهد حيله صدق ، لكن الحب اللي يحمله لها في صدره هو اللي ما يخليه يفرط فيها ابداً..
كانت شبة منسدحه وساندة ظهرها على مقدمة السرير نظراتها فارغة فارغة من أي شعور وكأنها انسان ميت او شخص عاش طول حياته داخل تابوت مُغلق وتوه يطلع للحياة عيونها ضايعة ضايعة !
حط الاكل على طرف السرير وجلس بالقرب منها وهو يرفع يدها لمستوى شفايفه ويقبلها بعمق : تخيلي ان امي انصدمت اني احوس تحت بالمطبخ قالت وشقاعد تسوي يا سيف اذا محتاج شي انا اسويه او خواتك يسوونه عنك ورفضت ما ابي تذوقين الا اكلي انا وفوق ذا انا اللي بأكلك من يديني انتي كل اللي عليتس تاكلين وبس
ناظرت لعيونه بـ لامبالاة من كل هالدلال اللي يغمرها فيه : مابي اكل شي!
ابتسم لها بحنيهّ :افا والله ترديني وانا متعني عشانتس!
تكلمّت بتعب وأرهاق واضحين من صوتها المبحوح : مابي اكل قلت لك!
رفع يدها لصدره يبي يطمنها ان الحزن اللي ساكن روحها وناصب خيامه على صدرها جاه وسير عليه ولا رده استقبله بين ضلوع صدره ضيوفها هم ضيوفه والضيف أكرامه يمشي بدمنا وورث من سلوم أجدادنا ..
حَست بقشعريرة تسري في جسدها من حَست بنبضات قلبه السريعة خلف أصابعها النحيلة اللي حايرة وسط صدره : علميني من اللي مسوي فيتس كذا والله لا اخذ حقتس لو هو في فم ذيب بس علميني لا تتركيني تايه بدون أجوبة..
انتبه لصوت الباب حضن يدها وهو يقبلها وقف وهو يناظرلها بغبنه خذت من صدره عافيته ..
لسان حال قلبه يقول ( والله لو الحزن شخص اني لا اذبحه ولا اخليه يتهنى في ملامحها ويشقيها ) : بشوف من وجايتس ثواني بس!
فتح الباب وشافها قدامه مرعوبة مسكت يدينه بـذُعر : وشفيها تكفى امي خوفتني تقول تبكي وتصارخ وتضرب نفسها تكفى طمني يا اخوي وشصابها فجأه !
تنهد بضيقهّ وهو يناظرها بـغبنه : ليتني ادري يا ريم وشفيها ليتني ادري ، شد على يدينها وهي يحذرها ، لا تحسسينها بشي ابد واجلسي معاها شوي يمكن تفتح لتس صدرها انا بنزل عند امي!
ريم ربتت على كتفه بمؤازرة وهي تذكره بوجودها حوله وان اميره اختها وما يحتاج يوصيها عليها : انت تامر على روحي يا اخوي واميره ماهي هينه بعيوني اميره بنت عمي واختي بعد ، بحاول فيها بحاول أهديها وبحاول اعرف وشفيها !
دخلت عند اميره بعد ما طقت باب الغرفة وليتها ما دخلت ليتها ما جت ليتها كانت نايمه ولا مشغولة ولا طالعة ولا تدخل كانت اميره منهاره ووجود ريم زادها انهيار وتعب وجود ريـم كان مثل السكين في نصف صدرها !
ناظرتها بخوف : اميره وشفيتس يروحي بسم الله عليتس امي تقول انتس تعبانه والله اني تضايقت لمن سمعت الكلام من امي ضيقتس تهد حيلي قسم بالله!
قامت من السرير مثل الملسوعة ناظرت لعيونها بترقب : وشقالت بعد تكلمي؟
ناظرتها بـ رأفه من حالها اللي يصعب على الكافر وجهها كان مغطى بالدموع وشعرها مرمي على وجهها وصدرها وظهرها بأهمال : قالت انتس تعباننه تكفين علميني وش هو اللي يوجعتس !
اميره مسحت وجهها بيدينها وهي تناظر لها بأنهاك ، وشتبين اقول يا بنت عمي ؟ اقول انتم توجعوني ! انتي توجعيني يا ريم انتي وسيف تـوجعوني وانا بيجي لي يوم اموت فيه من الوجع !
قربكم يوجعني خوفكم يوجعني محبتكم توجعني عيونكم توجعني وجودكم يوجعني .. يوجعني يوجعني يوجعني!
**
امشي وهمي جبل يمشي معي وين ما اروح
‏ازريت اشيل الجبل ،، وازريت لا افارقـه
..
‏كل الخطاوي تعب كل الليـالي جـروح
‏أرضي هجّير وسمايه شمسها حارقه ..
**
بالباقي فيها من قوتها سألتها بتعب : سيف وين راح؟
ريم حضنت كفوف اميره بين كفوفها وهي تناظرها بحزن عارم : سيف نزل عند امي يبينا نجلس مع بعض شوي!
تكلمّت بصعوبة والكلام يتحشرج داخل صدرها : وافقتي عليه ، رفعت عيونها لـ ريم بأرهاق ، محمد وافقتي عليه ؟
ناظرتها بأستغراب من سؤالها الغريب واللي اصلاً مو وقته ! كل اللي يهمها اللحين تعرف اميره وشفيها باقي السوالف ملحوق عليها..: مو وقت محمد يا اميره انا اللحين ابعرف وشفيتس تكفين علميني!
كان الكلام يسقط من بين شفاهها بمرارة أشد من العَلقم لكنها مجبوره تطلعه من صدرها مجبوره تتكلم مجبوره تسأل ..! قربت من عندها ورجفتها تزيد تكلمت بـ لُغة مُبعثرة تخرج من شفهاها المُرتجفة : احنا بنسولف بنسولف للصبح بس علميني انتي وافقتي على محمد!
تكلمّت بـأبتسامة لطيفة ظناً منها انها بتخفف عنها حزنها شويّ ، وان كانت السوالف عن محمد بتخفف عنها تعبها وضيقتها بتحط خجلها على جنب وبتسرف وهي تسولف لها عنه للصبح : ايوه وافقت حتى ابوي وامي وافقوا ، انتي لو تشوفين سيف كيف مبسوط لنا ! محمد حنون وطيب احسه جاء لي هديه من ربي امي تقول ان الدنيا لو جفتنا او بالغت بأذيتنا بالاخير تجمعنا مع ناس تشبه ارواحنا وترضينا..
وقفت سالفتها مبتورة بالنسبة لها امَا بالنسبة لـ اميرة فـ السالفة والحياة والأمنيات والذكريات والمشاعر وقفت عند اول كلمه نطقتها ريم..
رجَعت للخلف وهي تتحس اي شي خلفها تبي تستند على مكان من كومة الحزن اللي تحس فيه مو قادرة تخطي خطوة كاملة كانت توقف عند كل خطوة وتدفع نفسها أنها تكملها عنوة ، كانت الخطوات شاقة وثقيلة !
وأظلمتَ الدنيا بعيونها وانفتح لها الف باب من المُعاناة والعذاب!
طاحت مغشي عليها ما اسعفتها قوتها انها تكمل وقفه آمن جسدها ان هذا الحزن اكبر منه آمنت الدموع أنها ما تقدر تخفف عنها آمن النسيان انه ليس له جدوى أبداً..
بعد مرور ساعة كاملة قدرت أنها تخلص فيها على أقل من مهلها من مشوارها المُفتعل عشان تأخر الجازي وتغثتها أخذت الطقم معاها للسيارة وهي تجلس بهدوء وتناظر مره له ومره للطريق!
ما كان بينهم أي حوار مُهم وخلال ربع ساعة وصل سند للمستشفى حتى يخلص من إجراءات الخروج ، كان معطيها خبر انها ترجع ورا عشان الجازي بتجي لكن أماني بتقبل يعني ؟ كالعادة رفضت وراح يكمل الإجراءات ويطلع ولـده..
بعد عشر دقايق بالضبط طلع سند معاه الجازي والوليد بعد ما تطمنوا على الوليد وطلعوا ..
انصعقت الجازي وهي تشوف أماني موجوده وتناظر للطريق ببرود من صدمتها رجولها ما عاد تشيلها وشـذا الانسانة اللي ماعندها دم !
كانت نظراتها تضج بـ الاستنكار والثانية نظراتها تضج بـ اللامبالاة .. رفعت عيونها لـسند تبيه يشرح لها وشقاعد يصير وش جاب أماني هنا !
ناظرها بغضب وهو معصب ومضغوط من اول : متى ناويه تركبين ؟ ما تشوفين السيارات اللي وراتس!
خذا الوليد وهو يركب في مقعد السائق باس عيونه وهو يسمي عليه : كيفك يا بابا اللحين
الوليد رمش بعيونه الناعسة : بخير
حب راسه بحب وهو يحضنه بخوف : جعله خير دايم
اماني خذت الوليد من سند بأستعجال بحجة انها بتسلم عليه وكانت متعمدة تقهر الجازي ناظرته بأبتسامة مُزيفة : الحمدلله على السلامه يعمري ، حبيبي لازم توقف عند محل كذا حلو وجميل بنزل انا والوليد وبنشتري هديه صح وليدي؟
وليد اللي كان مُرهق من التعب هز راسه لها بالإيجاب وأنبسط جداً من طاري الهدية!
الجازي تكلمّت بعبرة : الوليد تعال هنا بسرعه!
أماني حضنت الوليد بتمَلك وكانت متعمدة تقهر الجازي وتغثها : لا لا ما راح تاخذينه مني وليدي انت تبي تبقى مع خالتك صح؟
الوليد ناظرها بعدم إستيعاب كان يحس بشعور غريب معاها رفع عيونه لها كانت ملامحَه تأسر القلب بشرته البيضاء شعره العسلي وعيونه الناعسة كان ولد امه بالملامح اخذ منها كل شي : انتي مين ؟ انتي ريمي!
أماني بأبتسامة : لا انا نوني زوجة بابا سند
الوليد نزل راسه وهو يفكر بأستغراب ما كان فاهم شي رفع كتوفه وهو يناظر لطريق : ما اعرفك انا !
أماني ابتسمت بمكر وحبت تستغل كل شي من صالحها بـ ذا الدقايق اللي تجمعها مع الجازي بحضور سند : طيب انا بسولف لك عن نفسي خلاص
الوليد هز راسه بالإيجاب وهو يناظر تارة ليدينه وتارة لعيونها : طيب
أماني ناظرته بأبتسامة : انا اسمي أماني اصير زوجة بابا واحبك واحب تميم واحب بابا بعد بس الباقين ما احبهم وبجيب لك اخت قريب
الوليد ابتسم بشغف : تدرين حتى ماما هي قالت لي انها بتجيب لي انا وتميم اخت!
اماني ابتسمت وهي تمسح على شعره بقهر: انا بعد بجيب بنت عاد بنتي غير غير محد يزعلها ولا احد يقولها شي هذي دلوعتنا
الوليد تكلمّ ببراءة وأحرق قلب أماني بكلامه : حتى اختي والله لو احد يزعلها لا اضربه اضربه لين اكسر راسه
اماني ابتسمت له وهي تمسح على شعره حَست ببراكين من الغضب تتفجر في صدرها كان بخاطرها تكسر راسه تكسير وترجعه للمستشفى من جديد ويتعذب يتعذب لين يموت!
كانت طول الوقت تحس بـذُعر من هيبة الموقف زوجها اللي أخذته منها وبيتها اللي هدمته ذا كله كوم لكن توصل فيها لمرحلة أنها حتى ولدها اللي من لحمها ودمها تاخذه لصفها ذا شي مو هين بعيونها هالشي ذبح الجازي !
واقفة بالمطبخ تحضر له قهوته بحب وهدوء اي تفصيلة لـ سهم هي مُهمة جداً بعيون نوره !
عروب دخلت المطبخ وراها وهي تناظر لها بأستنكار وقفت بجنب نوره : الله اكبر ساعة وانتي تسوين بذا القهوه امداتس مخلصتها ترا وبعدين ليه ما تحطين سُكر يعني زيادة على مرارة الدنيا حتى القهوه مُره!
ناظرتها بأبتسامة كان هذا الشي الوحيد اللي تبغاه تبي تحس ان عروب مو زوجة سهم تبي تحس انها أختها خاصة انها مو عند أختها ملاذ وان عروب ما عندها خوات اصلاً : سهم ما يحب القهوة بالسُكرلأنها تجيب له صداع هو يشربها مُره ويحبها مُره ولازم تكون مُحضره بطريقة مُعينة وهو يحب يشربها من يديني..
تكلمّت بغيرة من الكلام اللي طلع من نوره بـ نية طيبة : طيب ابسألتس و بذمتس لو تكذبين علي!
ابتسمت نوره لـ عروب برحابة : اسألي اكيد بكون صادقة..
عروب قربت من نوره وهي مقصره صوتها لـ ابعد حد : انتي مسويه لسهم سحر صح؟
ناظرتها بصدمه وهي تحس برعب من كلمتها اللي تكره حتى تجيب اسمها وشلون احد يتهمها فيها أجل : شتقولين انتي!
عروب خذت التفاحة بين يدينها وهي تبتسم بمّكر : سهم وش يبي فيتس؟ووش سر تمسكه فيتس لهذي الدرجه وانتي ما تجيبين له عيال اصلاً! احنا حريم وفاهمين بعض! الرجال يا لله يصبر على حرمته ام عياله وشلون بيصبر على وحده عاقر !
نوره ناظرتها بأشمئزاز من تفكيرها المريض : استغفرالله العظيم
طلعت من المطبخ وجلست مع سهم وعروب وكانت كل ما طاحت عينها بعين عروب صدة عنها بذعر وخوف وتدعي ان ربها يكفيها ويكفي سهم شرها..
حَست بيد سهم اللي مسكت يدها بحنيهّ مُفرطة كان ملاحظ عليها انها مو مركزه معاهم بشي رفع حواجبه بتسأول .. يبي يعرف وشفيها بس!
نوره رفعت يده وقبلتها بحب همست بنبرة حنونهّ اعتادها سهم : لا تشغل بالك مافيه شي مهم...
انصدمت من نظرات عروب اللي شوي وتقوم تضربها هي ما تعمدت انها تقبله قدام عروب هي تعودت وللأسف ان هالشي صار منها بدون ما تنتبه أبعدت عيونها عن عروب وجلست تناظر للفيلم وهي مستغربة من سهم اللي يناظر للفيلم بأستمتاع وشوي يضحك بعدم اكتراث لوجود عروب !
وقفوا قدام محل للألعاب نزلت هي والوليد وحذرته انه يشتري شي بسيط او بسعر قليل لكن هو كان يشتري اللي بخاطره بس!
راحت معاه وهي تشتري له العاب كثيرة وبأسعار غالية رجعت للسيارة ومشوّا لحد وصل سند عند بيت الجازي..
نزل سند وهو ينزل الشنطة والالعاب معاه ويدخلهم داخل ..
اماني حذفت الوليد على الجازي بعنف بعد ما شافت سند دخل العماره وتكلمت بدون ما تناظر لها : خذي ولدتس وانقلعي لبيتس ومره ثانيه إذا بغيتي حبيبي سند يجلس معاتس احذفي ولدتس من مكان مرتفع بالحيل مو كذا تحذفينه على الارض وصدقيني بخليه يجلس عندتس فتره طويلة .. ضحكت وهي تكمل كلامها بغرور .. روحي له اشبعي فيه لان ما راح تشوفينه بكره بيكون معاي ومشغول فيني ، انتي اجلسي كسري بعيالتس وحذفيهم وهو بيختارني بكل مره ويختار قربي دايم!
نزلت من السيارة وهي تمشي بهدوء وقفت بجنب الباب اللي جالسة فيه أماني تكلمت بسخرية وهي تناظر لقدام ما تبي تلوث عيونها فيها : كلً يرى الناس بعين طبعه الحمدلله ان ولدتس في بطنتس للحين ولا كان راميته من السطح عشان سند ما ينام معي!
صفقت يدينها بيأس ودخلت داخل بيتها شافته جالس على ركبه قدام الوليد تَزين ثغرها بأبتسامة جَملت وجهها وقفت وراه وهي تناظر له بـ لهفه : أشتقت لك
ألتفت بعد ثواني وناظرها بسخرية ومَشى من قدامها متجاهل كلامها وقبل يفتح الباب حطت يدها على مّقبـض الباب وهي تناظر لعيونه : زعلان مني؟
ناظرها بغضب : الكلام اللي قلتيه لي بالمستشفى وش هو ؟ حسستيني والله العظيم اني بذبح ولدي..تراه ولدي نفس ماهو ولدتس!
رفعت راسها للسقف وهي تسحب هواء لرئتها ثم ناظرت له بندم : لا تحاسبني على الكلام اللي سمعته ، انت ما شفته وهو يطيح وهو يحاول يتنفس كنت احسب انه مات..
أرخت يدها من مّقبض الباب وهي تمسك يده بين يدينها وتحضنها بـ لهفه : انت تدري اني اموت ولا ازعلك او ارفع صوتي عليك اعذرني!
رمَقها بسخرية نزل عيونه وهو يناظر ليدها لثواني! ثم سحب يده من بين كفوفها : أبعدي عن طريقي يالجازي انتي تروحين وتسوين من ذا المصايب وتجيني بوجه بريئ ولسان حلو وتعتذرين انا مو فاضي لـ أفلامتس ترا !
همست بصدمة من أتهامه اللي وجهه لها : ذا الكلام مو كلامك سند ! انت سامع ذا الكلام وجاي تقولـه..
تكهرب من كلامها هي فعلاً صادقة هذي جملة أماني الدائمة كيف نسختها وثبتتها في مخه وقالها ، لكن ما حب يبين توتره : انا رايح اجيب تميم ، ومن بعدها بروح لبيتي برتاح !
ناظرته بغبنه : بتروح لها بعد ! هذا يومي يا سند !
ابتسم لمن لمّح الحزن يتسلل لعيونها : واذا كان بخاطري اجلس معاها ؟
ناظرته بخيبة : انت ما شفت شسوت بالسيارة !
أرتفعت صوت ضحكته الصاخبة بالبيت وسرعان ما أختفت هالضحكة وتبدلت نظراته لصدمة : انتم حتى المعروف تعذربونه ! الحرمه متعنيه وجايبة السوق كله لولدتس وكل ذا ما بين بعينتس ابد!
وقفت وراه وهي تناظره بأندهاش : معروف ومن أماني ! ، جرت تنهيدة طويلة طلعت من عمق صدرها ناظرته بخذلان ، اليوم كأنك مو سند اللي اعرفه من ١٠ سنين تغيرت كثير !
ناظرها بـحِده : وشتقصدين ..؟
ناظرت لعيونه بخذلان : احياناً يعيش الرجل طول عمره بهيبته وبقوته وتجي حرمه تنسف كل هالهيبه ! انت شفت كيف اليوم كنت ضعيف قدامها لا تسوي كذا بنفسك يا سند ، همست بتعب ، حتى لو كنت تحبـها.
تركته وراحت لـ ولدها وهو ظل واقف لدقايق في مكانه يحس بسكاكين تطعن صدره كلامها ألجمه ما كان منتبه انه فعلاً تغير وتغير جداً من بعد ما تزوج !
جالسة على الكنب تقرأ كتاب حَست بالملل يتسلل لها حذفت الكتاب على الكنبة اللي بجنبها رفعت صوتها : وين القهوه ساعه على ما تجي؟
راني من سمعت صوتها حست برعب خاصة انها تأخرت بالقهوة شويّ بس هي ما تأخرت الا لان فعلاً انشغلت خذت القهوة بعد ما خلصت منها وهي جايه لـ اماني ..
اماني خذت القهوة من يدها قبل تحطها على الطاولة : عطيني عطيني الله ياخذتس وارتاح منتس يالباردة كل شي ساعة على ما يجي صح لازم اعصب عشان ترتاحين!
راني ميلت رأسها بضعف وهي تناظرها بتعب : كان عندي شغل
أماني ما عجبها طعم القهوة مو نفس اللي تشربها دايم حذفتها على صدر راني بغضب : وش هالقهوه غبيه انتي حتى قهوه ما تعرفين تسوين !!
راني صرخت بـ ألم وهي تتوجع من حرارة القهوة اللي انسكبت كلها على صدرها : حسبي الله حسبي الله ونعم الوكيل
زاد غضبها وهي تسمعها تدعي عليها سحبتها مع بلوزتها بغيض ، فتحت الباب وحذفتها بالحوش وهي تتألم من ظهرها من وزن راني : الله ياخذتس ان شاءالله اهه ظهري خليتس هنا يا كلبه بجيب اغراضتس التبن وبجي
مشت في انحاء البيت اللي كان كبير جداً بتعب وصلت لغرفة العاملة وهي تحط اغراضها بالشنطه بأهمال سحبت الشنطة وهي تفتح الباب وتحذف عليها الشنطه جلست على ركبها وهي تهددها : والله لو تقولين اني انا اللي احرقتس لا اجيبتس لو كنتي في حضن امتس واحرق فيتس صدق وانتي عارفتني زين يلا انقلعي انقلعي من وجهي مابي اشوفتس..
دخلت للبيت وهي تمشي بخطوات غير متوازنة من ألم ظهرها أسندت ظهرها على الكنبه بتعب وهي مغمضة عيونها وتحاول تتنفس طبيعي!..
-
فتحت عيونها بأرهاق بالبداية كان كل شي يحيط فيها باللون الأبيض الباهت اللي ما كان فيه اي مَـلامح ما كانت الرؤية واضحه لها بشكل كبير رفعت يدينها بأرهاق وهي تمسح عيونها بأنهاك واخيراً فتحت عيونها وشافت كل شي حولها بوضوح وتذكرت كل شي صار لها وتذكرت الحديث اللي دار بينها وبين ريـم قبل تطيح تضايقت جداً ما تدري كيف وصلت لـ هالمرحلة من المشاعر والحب لـمحمد !
ما تدري كيف ما قدرت أنها تسيطر على ردود أفعالها فقدت السيطرة على مشاعرها انتبهت لـ يد حنونه تمسح على شعرها بضيق قبلت راسها وهي تسمي عليها بخوف : بسم الله عليتس الحمدلله على سلامتس يا بنيتي
نزلت راسها بضيق واضح وهي تناظر لعيون اميره اللي كانت ضايعة جداً وكأنها للحين مو مستوعبه شي ..!
ريم قامت وهي تسلم عليها وتحب راسها : اخر الاوجاع يروحي ترا مافيتس شي الدكتور جاء قبل ساعه وتكلم مع سيف يقول اللي فيها كله دلع بدلع
ام سند ابتسمت لـ ريم : وهي صادقه اميره تغلى علينا تراتس غاليه بدون هالسوايا ذي كلها ، ناظرت لـ ريم بستاؤل ، سيف وينه ؟ خليه يجي
ريم تذكرت : سيف راح لمشوار قريب وجاي ان شاءالله
ام سياف : ما حنا بتاركينتس لين يجي سيف عاد وهو يستلم المهمة الممرضات كل شوي يقولون اطلعوا بنوديها للتنويم بالدور الثاني ولازم يكون معها مرافق واحد
اميره بلعت غصتها وهي تراقب كل هالحوار بصمت كانت تتمنى وجود الهنوف معاها بهاللحظة الهنوف بتفهمها وتفهم كل شي تبيه من نظرة عيونها ما تحتاج انها حتى تبذل جهد وتتكلم ..!
-
دخل البيت وهو يناظرها بخوف جلس بجنبها بذهول : حبيبتي وشفيتس عسى ماشر؟
أماني بأنهاك فتحت عيونها المُرهقة تكلمّت بصعوبة : ظهري يعورني اهه من الحيوانه اللي ما تفهم رفعت شنطتها ثقيلة ثقيلة وعورتني!
مسك يدها وهو يعاتبها بـ لهجة قوية : ترفعينها وانتي حامل ؟ لا مو منجدتس ابد امشي معاي للمستشفى يلا خلينا نتطمن عليتس وعلى اللي ببطنتس
اماني هزت راسها بالرفض وهي تمسك يده بتعب : مابي مابي بروح لغرفتي خذني لها برتاح شوي ظهري بيذبحني..
سند مسكها مع يدها وهو يعاتبها دخلها الغرفه وهو يسدحها على السرير بهدوء وتأني جلس بجنبها : شفت راني برا اخذها سواق وراحت ليه طردتيها !
اماني همست بأنهاك وهي ترفع يدها لبطنها : الله ياخذها الحيوانه ساعه على ما تجيب لي قهوتي رفعت ضغطي!
سند ناظرها بعتاب وصدمة : وانتي تطردينها عشان قهوه الله يهديتس بس..
قام وهو ينزل شماغه على الأريكة خذا معاه بجامة ودخل لدورة المياة .. يكرم القارئ .. تروش ولبس بجامته وطلع لها والفوطة على كتوفه ناظرها بتساؤل : واللحين كيف بناكل ترا جوعان ؟
خذت جوالها وهي تفكر بالأكل اللي بتطلبه وحستّ ان ما فيه أفضل من البيتزا والباستا والسلطة مع الكولا طلبت لهم اكل من تطبيق وحطت جوالها على الطاولة ..
-
وبعد مرور نصف ساعة بالضبط جاء سيف بأستعجال لمن عرف من ريم انها صحت دخل عندها شاف امه تلبس نقابها وطلعت هي وريم راجعين مع سعود للبيت بعد ما وصت سيف عليها وبعد ما طمنه سعود على صحتها وانها بخير بسس لازم تجلس لبكره عشان يقيسون لها ضغطها بأستمرار ويتطمنون عليها اكثر ..
ناظرها بهدوء وهو يعدل البطانية عليها رفعها على صدرها ، كان فيه كراسي اثنين واحد لـ امه وواحد لريـم لكن اختار انه يجلس على السرير يبي يكون قزيب منها أكثر مسك يدها بين يدينه كانت باردة جداً كان يمرر عليها كفوفه يبي يدفيها : جعلتس ما تشوفين شر
ما قدرت تتكلم من الجفاف اللي تحس فيه بحلقها ومن المرارة اللي تحسها بـ لسانها أشرت على حلقها وفهم عليها جاب لها ماء وهو يعدل جلستها ويشربها الماء ناظرته بأرهاق حست بتوتر قوي من وجودهم في ذا المكان بروحهم على الاقل بشقتهم تقدر تجلس بروحها لكن هنا ما تقدر وهو مستحيل يخليها وللأسف ان مافيها نوم ابداً وحتى هو كان مصحصح..
ناظرها بأستغراب : ما سألتي وشفيتس!
همست بنبرة متقطعة وهي تلتقط أنفاسها بتعب : ما يهمني!
دخلت الممرضة ومعاها ممرضة ثانية وطلبوا منهم يجمعون أغراضهم لان بيحطون اميره بقسم التنويم وكلها نصف ساعه وراحت اميره لقسم التنويم بالمستشفى..
ما كان بينهم اي حوار كانت مشغولة جداً في الحوارات اللي تدور في داخلها بين لو وليه وليت !
لو ابوها ما أجبرها أنها تاخذ سيف ! وليه محمد يوم اخذ غيرها ما اخذ الا ريم صديقتها ! وليت محمد كان هو نصيبها !
ما كان فيه دافع في هالاثناء يخليها تتمسك بالحياة ، كان هو الخيط الرفيع بينها وبين الموت ..
وليلة امس انقطع هالخيط ، كانت تعاني من الوحدة منذُ الأزل وكان هو سلوة خاطرها كان هو المُنقذ اللي بيملئ عليها حياتها حفظته داخل جدران قلبها وحفظت له مكان على غيره حرام حتى بعد ما كبرت وبعد ما اشتد عودها ظلت محافظة عليه وما نسته !
وكيف بتنساه وهو اللي ما خلى شي للي بيجي عقبه كل المشاعر اخذها محمد !
كل الليالي كان هو قمرها
كل الدروب كان هو أتجاهاتها
كل المتاهات كان هو دليلها
كل الوجية كانت محمد !..
رفعت يدها على مقدمة حلقها حَست بالغثيان يرتفع لبداية معدتها مروراً لصدرها تكلمّت بنبرة مُتعبة : خذني للحمام بسستفرغ
كان سريع جداً ولحسن الحظ انه يعرف كيف يفك المغذي بدون ما ينادي الممرضات مسكها وهي تترنح في مشيتها ومستنده عليه قربت من المغسلة وهي تستفرغ كل اللي ببطنها اعزكم الله ..!
مسح على ظهرها وهو يرفع شعرها عن وجهها أخذها وقبل يكملون خطوتهم الأولى رجعت لدورة المياة وهي تستفرغ هواء ما كان فيه اي شي !
ما قدرت توقف تبي تجلس عظامها مو شايلتها كل شي فيها هزيل رفعها وهو يثبتها عليه حاوط ظهرها بيده وهو يسند جسمها على جسمه حس بصوت أنفاسها اللي تطلع بالغصب وبصعوبة : تحتاجين الحمام !
ما قدرت تتكلم واكتفت انها تهز راسها بالرفض وبعد مُعاناة مشى معاها لين اخذها وحطها على السرير وهو يمسح على شعرها ناظرها بضيق : بخليهم يحطون لتس بخار طيب
اميره بتعب : ما ا ا ا بي
سيف رفع حواجبه بأصرار : بس بتاكلين
رفضت لكن هو أجبرها أكلت كم لقمه بالغصب ورفضت تكمل انسدحت على السرير ، شافته راح للحمام وهو يوضي ويصلي وكانت هذي عادته ما يترك صلاة القيام حتى وسط شغله وتعبه كل يوم اذا انتصف الليل قام يصلي القيام ويجلس يدعي ويقرأ كم صفحه من القران كان صوته جميل بالفطره لكن وهو يقرأ القران صار أجمل خفف عنها كثير من تعبها كانت تحتاج تسمع قران تبي روحها تهدأ ..
قام وهو ياخذ سجادة الصلاة والقرآن ويحطهم على الطاولة ويروح لها .
سيف قرب من عندها وهو يناظرها بتمعن : تدرين وش جاء في بالي اليوم تذكرت يوم دخلتي المستشفى قبل فترة ، خفت اني اخسرتس خفت ان ذا عهدي فيتس اميره والله ان الموت اهون علي من حياه انتي مو فيها
سمعت هالحديث بصمْت تركته يتكلم لها عن مشاعره وعن خوفه وعن حبه وهي تلعن قلبها مليون مره ما كانت تشوف هالنصوص الا لمحمد هي فعلاً راح تموت وتخسر نفسها لو صار لمحمد شي!
ابتسم لها وهو يناظر لعيونها اللي مركزه عليه كان يحسب هالعيون له ما يدري انها راحت بعيييد بعيد جداً ولا رجعها لواقعها الحزين الا صوته : اميره
ناظرته بتشتت وهي تخلل أصابعها في شعرها ، ابتسم وهو يبعد خصله مو منتظمه مع شعرها : انا اعدله وترا حلوه بكل الأحوال
حست بقشعريرة من قربه منها وهو يرتب لها شعرها بحب كان يلمس شعرها بـ لطف وبحنية ويعدله لها بشويش وكان واضح عليها الانزعاج من قربه ..
-
صباح يوم آخر ..
يا عذوبة الصباح من داخل بوابة الجسر الذهبي في الفيتنام مشوّا من بداية الصباح على وقت الشروق كانت تستمع لنصائحه بأهتمام ..
نقوم من النوم نشرب كاسة مويا نمشي اقل شي نصف ساعة أعتادت على نظامه وصاروا فعلاً يسوونه مع بعض وأخذت عاداته وهو اخذ من أطباعها ..
كيفَ لا والحب يخلينا نتشابة بكل شي حتى بنظرات العين الإبتسامة إيماءات الجسد ..
ناظرته بأجهاد : والله ما عاد فيني حيل اخاف ولدي يودع الملاعب انت كمل مشي انا بوقف شوي وبجيك
سياف بتفهم : تمام بوصل لـ اخر الجسر وانتظرتس هناك وحاولي تخفين رجولتس شويه لا تطولين
المها هزت راسها بالايجاب وشافته وهو يمشي ومستمتع بالموسيقى وسط الاجواء اللي تسسحر فعلاً خاصة مع بداية الشروق ومع نسائم الهواء الباردة والهدوء اللي يحاصر المكان ..
بعد دقائق ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات