رواية بين الامل والالم اسطورة -16
لا برق فيها أو رعود
ياليت يغشانا الهنا
وتهجر ليالينا العنا
والشوق يجمع شملنا
ينموا في داخلنا ويسود
ياليت ماضينا يعود
*للمنشد / خالد البوعلي*
سارت قليلاً وهي ساهيةحتى وصلت لآخر الفناء رأت حجارة متراكمة بطريقة مريبة أبعدت الحجر الأول ثم الآخر فالآخر ولم
تجد ولكن انتبهت بأن هناك شيء مدفون تحت التراب أبعدته فوجدت قطعة قماش ملفوفة رفعتها وشكت بأمرها وضعتها
جانباً وأعادت الحجارة لمكانها وابتعدت عن المكان وهي حاملة شيئين .
****
دخلت غرفتها و بحثت عن رقم عمها وضغطت للإتصال عليه وعندما أجابها الطرف الآخر بالترحيب وبعد السؤال عن الأحوال
سألته أمل : ياعمي أنت بالبيت ولا برا ؟
عمها : لا وأنا عمك في الديوانية .
أمل بتردد : أها بس كنت ..وصمتت ..
عمها يستحثها على مواصلة الحديث : إيش فيك يا بنتي قولي .
قالت أمل بعد أن استجمعت شجاعتها : ياعم حصلت شيء مدفون بالحوش قلت يمكن ..
ٌقاطعها عمها بسرعة : ليكون هو .
أمل بخوف : ما أدري بس يمكن لأن شكله مريب .
عمها بعجلة : طيب الحين أنا جاي ..وسألها .. أبوك نايم ؟
أمل : إيه ..سألته ..أصحيه ؟
عمها وهو ينهي المكالمة : ياليت ، عشر دقايق وأنا عندكم قولي لأبوك يتجهز ، مع السلامة .
أمل : إن شاء الله ، مع السلامة .
ذهبت لوالدها وأيقضته وأخبرته بمجيء عمها فاستعد وجلس بالمجلس ينتظر أما أمل فانتظرت عمها حتى أتى قبلته على
رأسه ثم مدت له القماش نظر لها وقال بهدوء : خلاص روحي الحين وإن شاء الله تكون هي ونبطلها عشان يرتاح أبوكِ .
أمل بأمل وتفاءل : إن شاء الله ..وافترقا فما لبث الرجال إلا وخرجا من المنزل ..
أما هي دخلت غرفتها وجلست القرفصاء واستندت على الكنب المتواضع الذي يملأ الغرفة والتي تنام عليه كانت خائفة ولكن
قالت تحدث نفسهاوتناجي ربها "يارب تشفي أبوي وتجازي اللي كان السبب" انتبهت للقطعة الأخرى قامت بفتح لفة المنديل
بحرص وقربتها من أنفها مازالت بقايا من رائحة عطرها فيه ووضعته بحرص ثم أمسكت بالورقة المطوية فتحتها ووجدت بها
عبارات منمقة ولكنها لم ترى منها شيئاً بسبب غمامة الدموع التي غطت عينيها من شوقها فهي حين فتحت الورقة عرفت خط
كاتبها فلم تكن سوى نهى ، ابتسمت بشوق مسحت عينيها وبدأت تقرأ بل تلتهم السطور وقد كُتب بها ...
(بسم الله الرحمن الرحيم
غاليتي أمول ..
أنا عارفه إنك تمرين بظروف صعبة وكمان أعرف إنك حزينه وأنا والله حزينه لحزنك ولا تعتبرين سكوتي إني موب عارفة
شيء لا والله عارفة وفاهمة قد إيش إنتي تعانين حاولت أكثر من مره أواسيك لكن الحروف والكلمات تعجز عن مواساتك ويبقى
الصمت هو لغتي الوحيدة أعذريني إني ما سويت لك شيء ولا ساعدتك لكن أنا أسمعك إذا تبن تتكلمين وأفهمك بمجرد ما
تنظرين وإذا ما كنت موجودة حولك أحس فيك ..
أمول إذا بعدنا تذكري صديقتك
&نـ هــ ـى&
وإذا انقطعنا عن بعض تذكري رقمي (********) هو اللي راح يواصلنا وإذا مهمومه إعتبريني بيرك اللي ترمي فيه همك
لاتنسي طيـــب *_- )
مسحت دموعها وهي تبتسم وأمسكت بهاتفها وضغطت على الرقم و رن .. رن .. رن .. حتى سمعت من الطرف الآخر صوتها
وهي تقول : ألو
أمل بابتسامة فرح لسماع صوتها : السلام عليكم .
نهى بغرابة : عليكم السلام هلا مين معي ؟
أمل بتحايل : أفااا يا نهى ما عرفتيني .
نهى وهي تحاول التذكر : أمممم لا والله ما عرفتك بس صوتك موب غريب انتظري بحاول أتذكر ..وقالت تحدث نفسها بصوت
سمعته أمل .. مين ياربي معها بحه مييين ما أتذكر غير أمل هي الوحيدة اللي أعرفها كذا صوتها ..
قاطعتها أمل بحماس : وصلتي خير صح أمل عسى بس ما نسيتيني .
نهى بحماس وفرحة : واااااو أمل أخبارك حياتي وحشتيني موووووووت وأخبار هيمووو ؟ وينك دورت عليك هذاك اليوم وما
حصلتك ..وبكت .. والله اشتقت لك ليش ما انتظرتي ليييش ؟
دمعت عينا أمل ولكنها قالت بمرح مصطنع : أوف أوف أكلتيني انتظري أرد عليك واحد واحد أول شيء كيفي وأخباري الحمد
لله طيبة وتمام التمام وأبشرك بعد تزوجت ..سمعت نهى تصرخ بـ (واااااااو ) اسكتتها .. انتظري أكمل أما أخبار إبراهيم
..فقالت بهدوء تشوبه نبرات حزينة .. راح للي أرحم مني ..صمت الطرفان وأكملت أمل حتى تمنع الدموع الموشكة على
الإنهمار .. أما ذاك اليوم رحت عشان ما أبي أتسبب بمشاكل إنتو في غنى عنها كفاية اللي حصل قبل ..تنهدت بهم واستغفرت
سمعت صوت شهقات صادرة من نهى التي تحدثت ..
نهى بحزن : عظم الله أجرك ..صمتت للحظة وأكملت.. إذا كان قصدك اللي حصل من جدتي تريها طيبة ندمـت لما روحتي وقلنا
لها السالفة كلها حتى هي خرجت تدور لك معي بس ما حصلناك .
أمل بهدوء : حصل خير اللي فات مات وأنا الحين متزوجة بس هالوقت فبيت أبوي .
نهى بتساؤل : ليش ؟
أجابتها أمل : تذكرين لما كنت أحكيلك أن أبوي تعبان وأنه يكرهني ويتضايق مني .
نهى بتجاوب : إيه أذكر .
أكملت أمل : عرفنا أنه مسحور ولما قلت لعمي أبو زوجي قال راح يعالجه والحين لي فبيت أبوي أسبوع هو العلاج لمدة واحد
وعشرين يوم لكني حصلت عقدة السحر .
نهى بذهول : بذمتك حصلتيه إنتي ..وتساءلت .. وين حصلتيه ؟
أمل بهدوء : فبيتنا بالحوش الخلفي قبل شوي ودقيت على عمي عشان يودونه للشيخ يبطلونه وأنا الحين أنتظرهم .
نهى : أها ..وبمكر أكملت.. يلا أشوف حكيني عن زواجك الظاهر وراها سالفة وبصراحة من كلامك إن ورى كلمة زوجي اللي
كل شوي تقوليها ( إنَّ ) .
ضحكت أمل بفتور : ههه لا وراها ( إنَّ ) ولا هم يحزنون أما سالفة زواجي يبيلها جلسة عشان أقولها لك أنا الحين أسمع
الباب الخارجي ينفتح بروح أشوف يمكن أبوي لا تقطعيني هذا رقم جوالي .
نهى بتأكيد : مستحيل أقطعك بإذن الله يلا مع السلامه إن شاءالله أشوفك قريب .
أمل : إن شاء الله مع السلامة ، أغلقتا الخط .
سارت أمل باتجاه الباب الخارجي ووجدت عمها ووالدها قد دخلا للمجلس و بينما هي تهم باللحاق بهم إذ دخل طارق
فتصنمت مكانها ونظرت له وهو كذلك ينظر لها للحظات قد تكون قصيرة ولكن شعرت بها أمل تتعدى الساعات من طولها
وقطع سيل النظرات طارق حين تقدم وهو يلقي التحية فردت عليه بحياء وخوف فاقترب منها فخافت أكثر من السابق ولكنها
لم تبتعد بل بقيت وتقدم أكثر حتى حاذاها فرفعت رأسها ونظرت له بغرابه وخوف ثم أخفضت نظرها ليده الممدودة فخجلت
أن ترده وخافت لكن عزمت أمرها واستجمعت شجاعتها ومدت يدها فالتقفتها يده وأمسك بها بقوة ولين إتحدا معاً فسرت
رعشة في جسدها وكأنها صعقت بتيار كهربائي توترت من لمست يده وارتعشت أكثر عندما اقترب و قبل خديها بخديه وعندما
ابتعد عنها سحبت نفسها بسرعة وهي ترتجف من الخوف والرعب والخجل معاً وقد اصطبغ وجهها بحمرة الخجل أما هو
فنظر لها بحاجبين معقودة وابتسم قائلاً : الحمد لله على سلامة أبوكِ .
أمل بتوتر وهمس ردت : الله يسلمك .
طارق بذات الإبتسامة الغامضة : أخبارك ؟
أمل وهي تهم بالمغادرة خوفاً وحياءً : الحمد لله أخبارك أنت ؟
طارق : الحمد لله .
أمل وهي تتقدمه باتجاه المجلس : تفضل ادخل حياك .
هز رأسه إيجاباً وتبعها .
دخلت من باب المجلس ورأت والدها يتصدره وقد أشرق وجهه وبانت فيه سيما الصحة إلا شيئاً من الإرهاق البادي عليه ، كان
يتكلم مع عمها وهو فرح رفع رأسه ووقعت عينيه بعيني أمل أشرق وجه والدها وابتسم بفرح ظاهر وقال بصوته المبحوح القوي
: أمل بنتي تعالي يا عيون أبوكِ .
فرحت أمل ودمعت عينيها ونظرت لطارق الواقف بجوارها والذي يبتسم لها بتشجيع ثم عمها الذي فعل كإبنه تقدمت من
والدها بتوتر ثم ما لبثت أن أسرعت ورمت بثقلها على صدر والدها وانفجرت تبكي بنشيج أدمع الكل بكت الصدر الذي حرمت
منه عمرها كله بكت فرحتها باستعادت والدها بكت وبكت حتى تعبت ورفع أبيها وجهها ومسح دموعها وأبعد الشعرات
الملتصقه بوجهها الذي بللته الدموع وأمسك بوجهها من جانبيه وابتسم لها وقال بحنان : بس ياروحي كفايه بكي خلاص بعد
اليوم ما أبي أشوف دموع بس أبيك تبتسمين وتضحكين طيب .
هزت أمل رأسها ومسحت عينيها كطفلة وقالت ببحة : طيب ..وقبلت رأس والدها ويمناه وجلست بقربه ووضعت رأسها على
كتفه وأحتضنت ذراعه بتملك وأغمضت عينيها وهي مبتسمة نظرلها الجميع وهم مبتسمين فمنظرها وهي مغمضت العينين و
الابتسامة على ثغرها كالطفلة التي تحلم وسعيدة بما ترى وعندما فتحت عينيها رأت ثلاثة أزواج من العيون تنظر لها فكست
خديها حمرت الخجل ورفعت رأسها من كتف والدها وأخفضته ونزل شعرها فغطى على وجهها فضج المجلس من الضحكات
وابتسمت ثم نهضت وهي تقول بتوتر وحياء : راح أجيب قهوه وحلى ..ثم خرجت , بسرعة أعدتها بصينية كبيرة ودخلت
المجلس ووضعت الصينية بالوسط ووزعت الحلوى ثم فناجين القهوه وجلست بجوار والدها فسمعت ضحكة والدها الذي قال
بمزاح : أمول أخاف طارق يغار مني خلاص أعطيه وجه الرجال أكلك بعيونه ..خجلت أمل بشدة من كلامه ولم ترفع عينيها
أبداً بل سمعت صوت ضحكاتهم وانخرط الجميع في الحديث وكانت هي مستمعة لهم ولم ترفع عينيها سوى نظرات خاطفة
تسرقها للجالس بموازاتها وانتبهت لعمها يتحدث فشدها ما سمعته ورفعت رأسها لتنتبه له ..
أبو طارق : يا أبو أمل بمناسبة شفاءك ودنا نروح لمزرعتنا يومين بعد بكرة ها إيش قلت ؟
أبو أمل بحرج من كرمه : والله مالها داعي أنت ما قصرت معي الله يجزاك خير كلفت عليك وتعبتك معي .
أبو طارق بزعل : أفاااا يا إبراهيم زعلتني عليك الأخوان ما بينهم كلافه أنت أخوي ونسيبي وإيش تبي بعد .
أبو أمل باعتذار : أعذرني يابو طارق موب القصد وعشان أثبتلك إني ما أعتبرك إلا أخوي خلاص تم .
ابتسم أبو طارق وحدث أمل : هالله هالله يا أمل بالحلى السنع مثل هذا ..وهو يشير لإناء الحلوى وأكمل .. خبري شادن أكيد
بتنبسط .
****
في تلك الليلة رفضت أمل العودة مع طارق وقالت أنها ستبقى مع والدها فأذن لها وجلست تتحدث له طويلاً ثم أعدت السحور
حضرت حينها سلمى وعندما انتبهت لهما أنهما كانا يتحدثان ويضحكان بوفاق شكت في الأمر وقالت لزوجها تسأله بحسد :
إبراهيم اليوم أحسن من الأيام اللي فاتت أشوف وجهك منور ؟
قطب أبو أمل حاجبيه ونظر فيها بتقزز يخفيه : قولي ما شاء الله لا تنظليني الحمد لله أحسن من قبل بكثيييير ..ونظر لها
بنظرة ذات مغزى ..
أحست سلمى أن نظرات زوجها تغيرت وأصبحت تذكرها بنظراته قبل سبعة عشر عام فخافت وتكلمت بتوتر : ما شاء الله آآآ
أنا بروح آآآ أنام ..وذهبت بعجلة باتجاه غرفتها نظر أبو أمل لإبنته مستفسراً سبب خوف سلمى منه ولكن أمل لم تنظر في
عينيه فيكشف السر ولكنه لم يصبر على سكوتها فسألها ..
أبو أمل : أمل مين سوى السحر لي ؟ ..ونظر لها بقوة حتى لا تكذب ..
أمل بلعثمة وتوتر : آآآ يبا خلاص موب لازم تعرف .
أبوها بحنق وضيق : لا لازم قولي ..ونظر فيها بريبة وكأنه شك بالأمر وقال بستفهام .. سلمى عملته ؟
هزت أمل رأسها بتوتر وقالت : إيه بسـ ..أشار لها والدها أن تصمت فأخذ يفكر فقطعت تفكيره أمل .. يبا أتركها يمكن تتغير
.
هز والدها رأسه وهو يفكر ..قطعت تفكيره أمل مرة أخرى تسأله ..
أمل : يبا إيش حسيت لما أبطلوا السحر ؟
أبوها بهدوء : أول شيء حسيت بدوخة وبعدها حسيت نفسي كأني صحيت من النوم وأن طاقة كبيرة بجسمي كأني شباب
توني ..وابتسم لها ..
ردت بحب : والله إنت سيد الشباب كلهم .
أبوها بمكر : أنا سيد الشباب ولا طارق ها هههههههه
ضحكت أمل بخجل وأكملا تناول السحور بهناء .
وفي اليوم التالي عادت لمنزل عمها ففرحت بها شادن وعملتا على الإستعداد للرحلة .
****
بعد يومين ...
الساعة العاشرة صباحاً ..
تجمعت السيارات أمام الفيلا فكانت كالتالي سيارة أبو طارق / أم طارق وشادن وشذى ، سيارة أبو أمل / سلمى ، سيارة طارق/
أمل ، سيارة أبو إياد / شهد و إياد و ريناد ، سيارة السائق والخدم .
بعد أن تجمعت السيارات انطلقت للمزرعة والتي تبعد مسافة ساعة ونصف .
***
في سيارة طارق ..
كان الجو يسوده التوتر والهدوء المرهق للأعصاب حتى قطع الصمت طارق بسؤاله : ها فكرتي بالموضوع ؟
أمل باستغراب وتوتر : أي موضوع ؟
طارق بسخرية : أوووف مداك نسيتي الموضوع ..صمت قليلاً وأكمل بجدية .. موضوع العيال فكرتي فيه ؟
توترت أمل وخافت بل أصابها الرعب من مجرد التخيل فقالت متلعثمة : آآآ بس آآ مـا آآ ـبي آآآأجيـ..ـيب عيال .
طارق بحدة : بس أنا أبي .
دمعت عينا أمل بخوف وقالت بصوت مرتجف من أثر ارتجاف جسدها : مــ...ـاآآ أقــ...ــدر ..وصرخت بذعر وحزن ..
ماااااا أقـــــــــــدر ..وانفجرت تبكي ..
استغرب طارق بكائها وانفعالها فقال يهديها : خلاص انسي الموضوع الحين امسحي دموعك إذا روحنا نتناقش فيه طيب ؟
هزت أمل رأسها بإيجاب وهي تمسح دموعها .
****
وصلت السيارات للمزرعة ونزل الجميع من السيارات باتجاه الفيلا رائعة التصميم المتوسطة ساحة المزرعة شاسعة الأطراف .
نزلت أمل من السيارة وهي مأخوذة بجمال وروعة تصميم الحديقة وكثرة الأشجار المحيطة بها وترتيب الأزهار إنتهاءً
بتصميم الفيلا الدقيق سارت بجوار طارق وهي تتلفت لتنظر في المزرعة وقالت بحماس طفولي : واااااو طارق مزرعتكم
روووووعة مرررررره .
ابتسم لها طارق وهز رأسه ولم يجيب حتى وصلا للفيلا وتوجه الجميع إلى غرفهم للراحة .
****
دخلا طارق وأمل الجناح المخصص لطارق أُعجبت أمل بتصميمه ولكنها تضايقـت بسبب وجود غرفة نوم واحدة بسرير نوم كبير
عندما رأته تراجعت وعادت لتجلس على الكنبة الطويلة في الصالةتمددت لترتاح ولم تشعر بالنوم حين زحف وغطى أجفانها .
سمعت صوت أذان الظهر ونهضت وأبعدت اللحاف فشكت عندما انتبهت له وعلمت أنه طارق شعرت بالخجل ربما تكشف
لباسها لذلك غطاها فتعوذت من الشيطان ونهضت لتصلي الظهر ؛ عندما انهت صلاتها انتبهت لطارق الذي يجلس مكان نومها
وينظر جهتها ولكنه سارح بفكره كأنه بكوكب آخر ، نهضت ورفعت سجادتها وأبقت الجلال عليها فجلست مقابلة له
بكرسي مفرد تنتظره أن يبدأ الحديث ولما طال صمته سألته بتردد : آآآ طارق فيه شيء ؟
انتبه لها طارق وتساءل : ها شو قلتي ؟
أمل بتوتر : لـ لا ما فيه شيء بسـ ..صمتت وهو ينظر لها يستحثها وتسائلت .. فيه شيء حصل ؟
طارق بهدوء نفى : لا ما فيه شيء ..وسألها.. ليش تسألين ؟
أمل بتبرير : لا بس شفتك سرحان قلت يمكن حصل شيء .
طارق بغموض : لا بس أبي أسألك ..أمسك عن الكلام لحظة ثم أكمل وهو يقف .. وﻻ أقولك خلاص ما أبي شيء ..وسار باتجاه
غرفة النوم وهو يقول .. إذا أذن العصر صحيني ..ودخل الغرفة وأقفل الباب قبل أن تتمكن من الرد عليه ..
أمسكت بمصحفها وبدأت بالقراءة .
مضى وقت طويل وهي مستغرقة بالقراءة ولم ترفع رأسها لترى الواقف أمام باب الغرفة والذي شده صوتها وحسن ترتيلها
للآيات ، أحست بوجود ظل عند باب غرفة النوم كذبت حدسها وأكملت قراءتها ولكن أحست مرة أخرى بحركة بذات الجهة
فالتفتت ورأت طارق يقف على الباب مستنداً على حافته وهو ينظر لها أخفضت بصرها وأكتست خديها بحمرة الخجل من
نظراته ، أغلقت المصحف وأسندت ظهرها للمقعد ومازالت خافضة بصرها تقدم طارق وجلس في المقعد المقابل لها وعم الصمت
قطعته أمل بسؤلها : عسى ما أزعجتك وصحيتك من النوم ؟
طارق بهدوء : لا بالعكس صوتك حلو مره وأصلا أنا مانمت .
خجلت أمل بشدة من مدحه لها وصمتت ولم ترد عليه .
استمر الصمت طويلاً وهم طارق بأن
يسألها : أمل ليـــ.. ..وتوقف عن إلقاء السؤال عندما سمعا أذان العصر فنهض بسرعة وخرج وهو يردد مع الإمام بينما نظرت
له أمل بحيرة وهي تحدث نفسها "هذي ثاني مرة يبي يسأل ويسكت نفسي أعرف إيش يبي" ونهضت هي الأخرى لتستعد
لصلاة العصر وتنزل لتنظم للبقية لعمل الفطور ..
****
بعد المغرب ...
صلى الجميع وأكملوا تناول إفطارهم وكان الأجواء رائعة فقد جلس الرجال بجهة من المزرعة والنساء بالجهة الأخرى ،في
جلسة النساء كان الجميع مستمتع بالحديث الدائر فقد كانت كل واحدة تلقي قصة وأخرى موعظة ولكن في منتصف الحديث
سألت أم طارق أمل : أمل بنتي وين زوجة أبوك ما يصير نتركها هي ضيفتنا ؟
أمل بضيق : ما أدري عنها يمة بس أنا قلت لها تجي لكن هي رفضت تقول بتنام شوي .
أم طارق بطيبة : أها أجل أتركيها ترتاح .
هزت أمل رأسها وعادت للحديث مع شادن الجالسة بجوارها حتى قطعت الحديث شذى التي أتت تقول لأمل : أمل بابا يقول
وين الحلى ؟
ضحكت أمل فنظر لها الجميع بستغراب فقالت تجيبهم على نظرات الإستفهام التي بعيونهم : هذا الحلى اللي سويت مثله
فبيت أبوي ذاقه عمي وقال لي أسوي له إذا رحنا المزرعة .
ابتسم لها الجميع ونهضت وهي تقول لشذى : قولي له الحين أرسلة له .
هزت شذى رأسها بإيجاب وقالت وهي تهم بالمغادرة : تيب .
سارت أمل باتجاه الفيلا ثم دخلت المطبخ وأخرجت صينية الحلوى وشرعت بتوزيعه بالأواني ولكنـ سمعت صوت عند الباب
الخارجي للمطبخ توجهت له وفتحته بهدوء ونظرت لمصدر الصوت وأذهــــــلهااااااا مارأت (ولوح لها الأمل والفرح وهما
يغادرا والألم الحزن يأتيا)
******
كنت أسير في طريقي وحيداً
حتى رأيت مفترق لطريقين
احترت
أيهما سأختار
فوقع الإختيار على طريق منير مذلل
سرت فيه لمدة
فظهر لي شخص ذو وجه حسن مُبشر
فقال معرفاً : أنا الأمل ، أتسمح لي بمرافقتك ؟
قلت : على الرحب .
سرت برفقته و أنا مبتهج بصحبته .
فقال بعد مدة : لي صديق يود مرافقتنا أأناديه ؟
فقلت : مرحباً بصديق صديقنا .
فذهب للحظات وعاد ومعه شخص ذو وجه جميل تكسوه البشاشة .
رحبت به وصاحبنا في سيرنا الممتع .
فقلت بعد مدة وأنا مبتهج : أصبح برفقتي (أمـل فـ فرحة فـ ..) .
توقفت عن الكلام وتوقفنا عن السير عند مفترق آخر .
فاحترنا أيهما سنسلك .
فقال الفرح مقترحاً وهو يشير للطريق الأول فقلنا نؤيده هلم بنا .
فسرنا كعهدنا ولكن بعد مدة من سيرنا إختفى الفرح .
بحثنا عنه فلم نجده وتابعنا سيرنا بصمت وبعد مدة إختفى الأمل .
بحثت عنه فلم أفلح فواصلت سيري إلى أن ظهر أمامي شخص .
وجهه قبيح .
ابتسامته خبيثة .
ارتجفت وقلت له من أنت ؟
فقال أنا ( الألــــــم )
******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء السابع عشر ـــــــــــــــــــــة
******************************
سبحان الله
&< ~^(( الجزء الثامن عشر))^~ >&
~[( ألـــــــــــم )]~
سمعت صوت عند الباب الخارجي للمطبخ توجهت له وفتحته بهدوء ونظرت لمصدر الصوت وأذهــــــلهااااااا مارأت كادت
تنهار وتقع أرضاً من هول ما رأت ولكن ما سمعته هو الذي جعل قدميها كالهلام وسقطت على الأرض بهدوء وغطت فيها بيديها
كي تكتم شهقاتها وقد بللت الدموع وجهها وحاولت التماسك حتى لا يشعرون بها ولكن لم تستطع التماسك عند آخل جملة
قيلت فصرخت بصوت واهن ومسموع (كـــذب كــــذابة لا تصدقها يا طــــارق لااااا تصدقهاااااا) وانفجرت تبكي بصوت مرتفع
وهي تردد "كذابة" "ظلم" "لا تصدقها"بين شهقاتها ،انتبها لها الإثنان وتفاجئا فاقترب منها طارق ونزل لمستواها و قال بجمود
وهمس: خلاص لاتبكين أسكتي الحين وبعدين نتفاهم ..وتلفت يمنه ويسره وأكمل بذات الهمس .. أخاف أحد يجي الحين
ويشكون بالموضوع .
كل كلام طارق لم يطفئ النار بصدر أمل بل أشعلها وفهمت أنه غير مبالي لكلامها وقالت تستعطفة بطريقة طفولية : طارق
صدقني هي تكذب والله تكذب ..ورفعت سبابتهاوهي تحلف كالصغار ..
رد طارق بغضب مكتوم وبهمس : خلاص قلتلك بعدين نتفاهم .
سمعا صوت شادن وهي تنادي أمل فالتفتا للجهة التي كانت بها سلمى فوجدا أنها لم تعد موجودة فظهرت الراحة على
وجهيهما ، أطلت شادن من الباب وهي تقول بمرح : كشفتكم إيش تسوون ها ..فانتبهت لجلست أمل على الأرض فتقدمت
بخوف وهي تقول .. أمل إيش فيك ..وأنتبهت لبقايا دموعها فأكملت بذعر .. ليش تبكين إيش صار لك ؟
ابتسمت أمل بحب وهي تجيبها بهدوء مناقض للعواصف التي بقلبها : لا حبيبتي ما فيه شيء كل الموضوع تعثرت على الأرض
..ونهضت بخفة وأكملت .. والحين أنا بخير ها شوفيني .
شادن بشك سألتها : طيب ليش تبكين ؟
نظرت أمل بتردد لطارق الذي يقف بجوارها وقالت تتصنع الدلع فبدا لائق عليها: حبيت أتدلع على طارق شوي ولا ما يحق لي
؟
شادن بمكر وهي تنظر لهما : لا يحق ونص بس أبوي ينتظر الحلى تأخرتي عليه .
ضربت أمل جبهتها براحت يمينها وهي تقول : أوووف مررره تأخرت عليه يلا نحضره بسرعة ..وأكملت تحدث طارق..
طارق انتظر عشان أعطيك صحون الرجال .
هز طارق رأسه بإيجاب وهو سارح فعلمت أمل أنه يفكر بكلام سلمى وربما قد صدقة فذهبت وهي متألمة وحزينة .
****
بعد أن تسحر الجميع ذهبت سلمى وشهد وزوجها وأبنائها ليناموا أما الباقين فجلسوا يتسامرون وقد كانت الجلسة ممتعة
للغاية فقد كان يتبادل الجميع المواقف المضحكة والمحرجة وغيرها من مواقف واقترحت أمل أن يلعبوا لعبة الألغاز فوافقها
الجميع (كانت أمل تمثل للجميع أنها فرحة ومستمتعة ولكنها ليست كذلك فقد كان قلبها ينزف ألماً وقهراً) بدأت أمل بأول لغز
قائلة بصوت مرح : أول لغز هو تفسير الجملة "طرقت الباب حتى كلمتني ولما كلمتني كلمتني" يلا مين يفسرها له أول نقطة .
صمت الجميع للحظة فقالت شادن بحيرة : كيف يعني لما كلمتني كلمتني ؟
أمل بابتسامة : فكري صح وبتعرفي الجواب .
بعد لحظات قال طارق بثقل وهدوء : معناها طرقت الباب حتى كلّ متني يعني تعب ذراعي ولما كلّ متني ولما تعب ذراعي
كلمتني يعني ردت علي ..ونظر لأمل بتحدي..
قالت أمل بحماس مصطنع : صح إجابتك مزبوطة أول نقطة لطارق ، مين يقول اللغز الثاني ؟
قالت شادن بحماس : أنا بقوله "أمر أمير الأمراء بحفر بئر في الصحراء كم راء في ذلك ؟" يلــ ..
قاطعتها أمل وهي تجيب بحماس : ذلك ما فيها راء هههههه لغزك تافه ؟
شادن بحنق مصطنع : أهب عليك مسرع جاوبتي .
أمل بسرعة : هي قولي ما شاء الله لا تحسديني .
شادن بضحكة : ما شاء الله ما شاء الله ما نيب حاسدتك .
وضحك الجميع عليهما .
قال أبو طارق : هذي المره اللغز من عندي وهو مين يقدر يقول الجمله بدون غلط يلا نبدأ ..هز الجميع رأسه بحماس وقال ..
بقولها مرتين عشان تفهمونها خلاص الجمله هي "غدا عطيه مغطا موطى إذا جا عطيه إفتحوا الغطا وأعطوا عطيه غداه" ..كررها
مرة أخرى وقال منبها .. كل واحد له محاولتين يلا أول واحد طارق .
حاول طارق ولكنه لم يفلح وكذلك أم طارق ثم شادن التي تحاول وهي تضحك ثم أمل التي أخطأت وأخيراً الدور وصل لوالد أمل
الذي قالها بطلاقة من المرة الأولى صفق الجميع له فضحك الرجلان واستغرب الجميع من ضحكهما فرد أبو أمل قائلاً ببتسامة
بشوشة : هذا اللغز كان يقوله عمي اللي هو جدكم كثير لين حفظناه أنا و عبد الله .
ابتسم الجميع واستمرت الألغاز والحكايات حتى اقترب الفجر فنهض الجميع استعداداً للصلاة .
*****
صلت أمل ثم تمددت على الكنبه الطويلة تنتظر طارق حتى تتوضح منه الأمر ، مر وقت ولم يأتي طارق والأفكار تتصارع في
مخيلتها وتدمي قلبها فكلما تذكرت ما دار حاولت صرفه عنها بالتململ على الكنبة فلاتفلح في إبعادها فتمسك بالمصحف حتى
تبعدها ولكن ما أن تبدأ بالتلاوة حتى تشعر بالنعاس وعينيها تقفلان فتضعه خوفاً من أن تخطئ ولكن ما إن تضعه حتى
تهاجمها الأفكار مرة أخرى ، وبعد إنتظار طويل عاد طارق فألقى السلام بجمود ودخل غرفته وأغلق الباب قبل أن يسمع ردها
فحزنت أمل وتأكدت من أنه صدق كلام سلمى وفاضت دموعها وتمددت على الكنب وهي تبكي بوجع أنهكها حد الألم واستمرت
تبكي حتى تبللت وسادتها ونامت وهي على حالها بعد أن هدها التعب وأضناها الوجع .
****
(واقفة في مكان موحش ومظلم تتلفت يمنة ويسرة وهي مرعوبة سمعت حفيف ورق على الأرض فرأت سلمى وسعود ورجلان لا
تعرفهما يتقدمون إليها كانت أجسادهم كاثعابين ووجيههم بشرية ولكن بملامحهم مرعبة وهم يحملون في أفواههم سكاكين
ملطخة بالدما ويضحكون بأصوات مرعبة تشبه الصراخ أصبحت تهرب منهم وهم يلحقون واستمرت كذلك حتى اصتدمت
بشخص فرأت طارق فرحت وتعلقت به ولكنه نفضها عنه بعنف فسقطت وهجموا عليها وهي تصرخ وتنادي "طارق كــــذب
كــــذاااااابين أنا مظلومة" ولكنه لم يلتفت لها أصلاً فغرقت في دمائها ودموعما) استيقضت فزعة وهي تتعوذ بالله من الشيطان
وتنفث عن يسارها نظرت للساعة وكانت تشير للعاشرة صباحاً فنهضت وصلت الضحى وهي ترتجف من الخوف من هول ما
رأت وتمددت مره أخرى عل النوم الهادئ يزورها فترتاح .
****
سمعت أذان الظهر فنهضت وهي متعبة وجسدها يشكو من الألم وقلبها يئن من الوجع فسارت لتتوضأ وتصلي علّ الصلاة تجلوا
همها وتفرج كربها وفي طريقها مرت وطرقت الباب على طارق حتى سمعت صوته فانصرفت .
بعد أن أنهت الصلاة وهي لم ترى طارق فظنت أنه خرج وهي تصلي أمسكت بالمصحف فقرأت عدة صفحات ثم أغلقته ولبست
جلال الصلاة وسارت لجناح والدها .
طرقت باب جناح الضيوف الذي به والدها مع سلمى وفُتح الباب وظهرت لها سلمى التي علت وجهها تكشيرة عندما رأت أمل .
قالت أمل بهدوء : أبوي موجود ؟
سلمى بضيق : إيه موجود ..فنظرت لعيني أمل المتورمة من البكاء فقالت بخبث.. إيش سوى لك طارق بعد البارح ..وضحكت
دون أدنى ذنب أو تأثر..هههههه .
من الداخل سمع أبو أمل صوت ضحكت سلمى فقال بشمئزاز وبصوت عالٍ : سلمى تضحكين مع من عند الباب ؟
تلعثمت سلمى وقالت بطيبة مصطنعة : مع بنتك أمل .
نظرت لها أمل بازداء وضيق وقالت وهي تبعدها : ابعدي بروح لبوي .
فدخلت وهي تنزل الجلال من رأسها رأت والدها ممسك بالمصحف ونظر لها ببتسامة محبة وحانية وهو يقول : هلا بحبيبة
أبوها وروحه وعمره .
تقدمت أمل وهي مبتسمة بفرح وقبلت رأسه ويمناه وجلست بقربه وهي تقول : لا لا أنا ما أقدر على هذا الدلع كله يكبر راسي
.
ضحك أبوها بحب : هههه ..وأكمل.. إذا أمول ما يكبر راسها أجل من اللي يكبر راسه .
عند الباب كانت تقف سلمى وهي تنظر لهما بحقد وحسد فدخلت غرفة النوم وهي غاضبة وأغلقت الباب بقوة فصرخ بها أبو
أمل : عساك الكسر ..واستغفر بهمس وقال .. إني صائم يارب تغفرلي ..وحدث إبنته شاكياً.. دايماً تخرجني من طوري
وحركاتها ما تنطاق أبد .
أمل بهدوء : أصبر عليها يبه الفرج قريب إن شاء الله ..وقالت بحذر وهمس .. يبه تدري إنك كاتب البيت بإسمها ؟
أبوها : إيه وهذا اللي مصبرني عليها .
سألته بذات الحذر وبهمس : طيب إيش حتسوي معها ؟
أبوها بضيق : بصبر على بلاويها وراح أحاول أسوي نفسي طيب معها لما أحصل الورق وأرجعه لي وبعدها تنطق مالها عندي
شيء .
أمل بتردد : بس يعني تخليها كذا ؟
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك