رواية مأساة بلا دموع -15
يوسف : طيب تنومين مع.. خالي..!!
شهد بفرحه طفوليه.. تهز راسها.. وهي تندس زياده بحضنه..
وكأنها لاقيه فيه حناااااان.. ما هو بغيره..!!!
مع تباشير الصباح.. وخيوط الشمس تعلن بدء يوم جديد.. بأمل جديد.. وتفاؤل كبير بقلب كل اللي يحب عبدالعزيز.. انه باذن الله راح يكون بأفضل حال.. وأزمه وتعدي..!!
الساعه كانت ثمان.. والاغلبيه كانو نايمين بعد جهد وتعب..
نزلت من الدرج.. تبغى تطمن قلبها عليه.. كل اللي عرفته انه بالمستشفى.. وانه بخييير..
لكن هالكلمه ما تشفي غليلها..ابدا..
طلت عالصاله.. وشافت جدتها وأمها جالسين..
عفاف بتعب : السلام عليكم..
ام خالد : وعليكم السلام..
ام يوسف : وشلونك يابنتي اليوم..؟
عفاف : احسن..
ام خالد : الحمد لله يا بيتي.. روعتينا عليك.. فوق روعتنا..
عفاف بابتسامة امتنان : عاد وش اسوي اتدلع عليكم..
وبعد فتره سألت : وينهم ..؟؟
ام يوسف : أبوك ويوسف طلعو للمستشفى يتطمنون على عبدالعزيز.. ومهند راح يوصل ام عبدالعزيز ووفاء للبيت..
عفاف : ليش راحت مرت عمي..؟؟
ام يوسف : مو وقت زياره الحين.. وبتروح تشوف خدامتهم تركوها البارح لحالها بالبيت..
عفاف : كلمتوهم..؟
ام يوسف : ما صار لهم نص ساعه من طلعو.. تونا على الاتصال..
عفاف : لا وش تووونا..؟!!
وقامت تتصل في يوسف..
بعد كلامها معه..سكرت السماعه.. ورجعت لامها وجدتها..
ام خالد : هااه.. وش قال..؟
عفاف : يقول تونا داخلين المستشفى.. وما بعد سألو الدكتور عنه..!!
ام يوسف : قلت لك.. بس الله يهديك..!!
بعد سؤالهم للدكتور..اللي قالهم ان كل شئ سليم.. ومسألة النطق مسألة وقت لا أكثر ولا أقل..
راحو لغرفته.. زياره استثنائيه كان نايم بهدوء..
جلس ابو يوسف على الكرسي القريب منه بعد ما باسه على جبينه..
اما يوسف فظل واقف يطالعه وكأنه مو مصدق اذا هذا حلم ولا علم..!!
كانت الضمادات على وجهه.. ويديه ملفوله باحكام..!!
ابو يوسف : اجلس وانا ابوك..
يوسف وعينه على عبدالعزيز : خلني املأ عيني بشوفته..!!
بعد دقايق.. جاتهم الممرضه وطلبت منهم يطلعون.. لراحة المريض طبعا..!!
.
.
.
بعد طلعتهم على طول فتح عينه..
سمع كلامهم.. وكان متعمد ما يفتح عينه..!!
رجع يغمض عيونه.. ومن هاللحظه يتجاهل وجود أياً من كان عنده..!!!!
*********************
كانت امها تناديها ترد على التلفون..
العنود بسرعه جت ترد على بالها عفاف..
العنود بفرحه : هلا والله..
….. : اهلين.. كيفك..؟
العنود : مين..؟
….. : وش اخبارك..؟؟
العنود : تمام.. ممكن اعرف من انتي..؟؟
……. : معقوله ما عرفتيني..؟
العنود : لأ.. بتقولين.. ولا اسكره..؟؟
وبصووووت مايع ردت….. : لا عنوووده..!! معقووووله ما عرفتيني..؟
الجزء الثامن عشر
سكرت السماعه.. وكل ملامح الاستغراب على وجهها.. والافكار تدور براسها..
قالت وبصوت مسموع : غريـبــه..؟؟!!!
ام فهد تلتفت لبنتها : وشاللي غريبه..؟؟
العنود انتبهت لنفسها : هاااه... لا هذي وحده من زميلاتي ( وتعمدت تقول هالكلمه ) وتقول انها بتجي تزورني اليوم..!!!!
ام فهد : الله يحييها.. قد جاتك قبل..؟؟
العنود ورجعت لسرحانه : لا.. اول مره تسويها..!!!
ام فهد بطيبه قلب : اول مره.. ولا عاشره.. حياها الله...!!
صحت الصبح.. وشافته نايم.. فما حبت تصحيه..
قامت وهي تتذكر تفاصيل الليله الماضيه.. الليله اللي سهرت فيها معه.. وفتح فيها قلبه.. وقالها عن تغيره.. وعن الوساوس اللي كانت ام معاذ تزرعها براسه... وكيف كانت بالبدايه مجرد لعب من وحده ما يعرفها.. لكن مع الوقت صارت تزيد عليه.. وترتب المواقف.. لحد ما اوقعته بالمخدرات.. والهته بالمسكرات...
بدلت ملابسها.. وقفت قدام المرايه.. بتعدل شوي من شكلها.. وبعدها تنزل تجهز الفطور..
شافته يتقلب بالفراش.. التفتت عليه.. وشافته فاتح عيونه.. ويطالعها بنظرات ذات مغزى..
ما عطته بال.. ورجعت تكمل شغلها..
قام جالس.. وهو يبتسم : على الاقل صباح الخير..!!
التفتت له بكامل جسمها : صباح النور والسروور..
ابو فارس : الله يسعد هالصباح.. و يسلم هالوجه المنور.. يارب..
ام فارس بخجل : الله يسعد ايامك حبيبي..
ابو فارس بتأمل : نوف.. انسي اللي صار البارح..
ام فارس بخيبه : ليــش..؟؟ انت ما قلت شئ غلط عشان ينّسي...انت قلت الحقيقه.. والحقيقه مهما اختفت.. مصيرها تبان..!!
ابو فارس قام : اهم شئ السالفه بانت وانتهت.. ونسيناهااااا..
وهو جنبها همس : صح..؟؟!!
تركها.. وراح للحمام..
اما هي فكانت بتطير من الوناسه.. تحس تعبها.. وتحملها.. وتكبيرها لعقلها بحل مشاكلها بنفسها جاب لها نتيجه جدا جدا رائعه.. ما تحلم يوم بتحقيقها.. صبرها ومكابرتها للالم اعطاها دفعه قويه.. عشان تحافظ على بيتها وزوجها وعيالها.. مهما كثر حولها المخذلين.. والمفسدين.. راح تكون مملكتها بقوتها ومجهودها.. وتعبها.. وراح تحافظ عليها بكل ما اوتيت من قوه... وما راح تسمح لاحد يخترق صفها.. مهما كان...!!!
*************************
دخلت عليها غاده بغرفتها... وواضح عصبيتها وضيقتها..
غاده : وش فيك..؟
عفاف تجلس على سريرها : الا قولي وش ما فيني..؟! خلاص انتهيت.. تعبت.. والله تعبت...!!!
غاده : كلنا نتعب.. ونتحمل.. وما بيدنا شئ غير الصبر..
عفاف تتنهد : شفتي.. يوسف ما رد علي.. وسعد مقفل جواله.. وابوي استحي اكلمه... يا ربي...
وعبدالعزيز.. ما أدري وش صار عليه..
غاده : طيب مهند اتصلتي عليه..؟؟
عفاف : توه الحين طالع.. ما امداه يوصل..
غاده : يا بنت الحلال هونيها وتهون.. وبعدين ترى اليوم الجمعه.. فأكيد كلهم بيروحون بعد الصلاة اسأليهم عنه.. و لا تقعدين تعقدين الامور..!!
عفاف : رأيك كذا..؟؟
غاده : ايه.. خلاص فكونا شوي.. كافينا هموم..!!
عفاف تبتسم لاختها..
شوي وجت رساله لجوال عفاف..
عفاف : اووووف.. ناس ما تمل.. كل يوم رسايل.. والله ناس فاضيه ما عندها ذمه ولا ضمير...!!
غاده : وش السالفه..؟؟
عفاف : نفس الجوال اللي يرسل دايما.. ما ملو.. كل يوم يرسل.. ولما اتصل عليه ما يرد..!!
غاده : يمكن وحده من زميلاتك تلعب عليك..!!
عفاف وتقفـل الجوال وترميه على السرير بضيقه : أما لو وحده من زميلاتي.. كان ملت.. فوق الشهر وهي ترسل.. لالا مستحييييييل...!!
غاده قامت بتطلع..
عفاف : وين..؟!
غاده : بأنزل.. أمي.. وأمي ساره تحت.. بأنزل أجلس معهم شوي..!! بتنزلين..؟؟
عفاف : لأ.. تو جيت من عندهم..
.
.
غاده وهي نازله..كانت تشوف اخوها حسام طالع من الصاله يركض لبرى البيت ..
ما أهتمت له.. وكملت طريقها..
جلست مع امها وجدتها.. بس بعيد عنهم شوي..
كانت فاتحه شعرها.. وتشوف وشلون طال عن قبل.. لما كانت بالكليه كانت دايما تعتني فيه.. وتهتم بمظهره..لكن بعد اللي صار لها.. فقدت الاهتمام به.. وبنفسها عموما..
غاده وهي تنثر شعرها : يـمـــه..؟
ام يوسف : نعــم..
غاده : بأقص شعري..
ام يوسف : لأ.. ما له داعي.. الطويل أحلى عليك..
غاده : بس شوي.. مليت منه..
ام يوسف : ومن طوله الحين.. اللي يقول واصل لآخر ظهرك.. الا نصه..!!
ام خالد : خلها تقصه.. حلاة البنت قبل عرسها.. واذا اعرست خلاص صار امرها مو بيدها..!!!
ام يوسف : يمه الله يهديك.. حتى انتي معهم.. وانا اقول وش قوى بناتي..!!
جاهم صوت : السلام عليكم..
غاده على طول ميزت الصوت.. ودها تصيح ولا تنحط بهالموقف قدامه.. من وين تطلع.. وهو واقف بطريقها..
كااان سعود داخل يسلم على جدته وخالته
وحسام قاله انهم لحالهم وما فيه احد داخل.. فدخل على طول..
غاده ما قدرت تتحمل.. ودها احد يطلعه برى.. ولا تجلس قدامه كذا.. شعرها مفتوح.. ووجهها معفوس... وفوق هذا.. ما تقدر تمشي بسرعه.. رجلها للحين بالجبس...
سعود كمل سلامه.. والتفت.. كأنه حس انه في أحد ثالث جالس..
وشافها قدامه.. منزله راسها.. وشعرها كله قدامها.. وكأنه مغطي وجهها..
ما قدر يجلس من شافها استحى.. واستأذن بسرعه.. بحجة ان العيال كلهم برى..
ام خالد : توك واصل.. اجلس شوي.. وتقهو معنا.. وعين خير..
سعود واقف وظهره لها : والله ما أقدر أطول.. ورانا صلاة وروحه للمستشفى..
يالله مع السلامه يا خاله... والتفت بخفه : وسلمي عليهم..
ام يوسف : سلام واصل يا ابوي..
طلــع...
وطلعت معه انفاسها...
ما قدرت تتحمل صارخت على امها وجدتها..
غاده بعبره : كان جلستوه جنبي احسن..؟؟!!
ام يوسف : أهااا عاااد... خلي عنك الخبال..ولد خالتك.. وحنا عندك وين رحنا..
غاده : على الاقل غطوني..؟؟!!
ام خالد باستخفاف : ما عليه المره الثانيه.. انا بأغطيك..
غاده فار دمها ما نقصها مزح جدتها قامت بصعوبه.. وهي تندب حظها...
هذا وهي معاهده نفسها تنساه.. ما صدقت شافته نست الدنيا باللي فيها...
مشت ويتردد ببالها..
" ورب صدفه خير من ألف ميعاد "
.
.
.
.
بوحده من غرف المستشفى.. جالس على سريره وبيده دفتر.. كان طلبه من سعد الصبح..
يفكر تفكير عميق.. الحين أكيد خلصو صلاة.. وكلهم بيجون يسلمون عليه ويتحمدون له بالسلامه..وهو ماله نيه أصلا يستقبلهم.. بعد اللي سووه فيه جايين لحد عنده...
وانقهر أكثر برد عفاف عليه.. " غــصـب عنــي "
يعني عمي غصبها...لـيــش..؟؟ وأنا وين رحت...
أخ يالقهر.. حرام عليه عمي.. انهى حياتي بهالتصرف...!!!
فتح الدفتر.. وسطر على صفحاته كلماته.. اللي عجز لسانه يبوح بها لحبيبته.. اللي بنظره خانته.. خانته بطاعتها.. وذلها.. وعدم معارضتها لهالبيعه الفاشله.. والصفقه الدنيئه..
فتح الدفتر وكتب هالكلمات..
يا امراة أتيتِ..
كالبرق..كالرعد..
كالصواعق..كالزوابع..
كالبراكين..كالزلازل..
بعثرتِ..
دمرتِ..
فجرتِ..
حطمتِ..كل شئ..
حطمتِ..كل شئ....ورحلتِ..
رحلتِ....كأنك ما أتيتِ...!!
***
رحلتِ.. كالنسيم..
كالهواء العليل...كرذاذ المطر...
كالندى...كهفهفة الحرير...
رحلتِ...غادرتِ...هاجرتِ...
كأنك لم تهطلي حباً...
لم تزمجري شوقاً...
لم ترعدي وتبرقي...
هياماً..وعشقاً...
رحلتِ... كأنك ما أتيتِ...!!
***
رحلتِ...
بعد أن مسحت..
بثوبك الشفاف...
كل آثارك..
كل بصماتك...
بعد أن.. تركتِ المكان...
بشموخ القمم المكلله بالثلوج البيضاء...
ذبت.... تلاشيت... في دهاليز الزمان...
لم تهاجمي... لم تحاربي.... لم تدافعي...
انسحبت في هدوء... تسللت في عتمة الظلام...
رحلتِ... كأنك ما أتيتِ...!!
***
وبقيتُ...
بقيتُ أنا.. وحيداً...حزيناً...
يسحقني....
يلوكني الألم...
كيف لم أكن مخلصاً...
محباً... مجنوناً... عاشقاً...
على مستواكِ...
على مستوى هواكِ...!!
بقيتُ...
رجلاً..مغترباً في نفسه...
غريباً عن نفسه...
لكنه...لا يشعر...لايذكر..
سوى امرأة واحدة...
امرأة أتت بعد موعد غيابها...!!
ورحلت قبل موعد حضورها...!!
امرأة ودعتني قبل أن تستقبلني..!!
امرأة الطيف..
والحلم الجميل...
الحلم المستحيـــل....!!
سكر الدفتر وهو يشوف الباب انفتح.. ودخل عليه سعد.. وشايل معه اكياس.. وأغراض يمكن يحتاجها.. وهو بباله يقول " كل اللي احتاجه ترجعون لي قلبي المسلوب..!! "
سعد : هااه.. كيف الصحه اليوم.. تماام..؟؟
هز راسه عبدالعزيز بابتسامه باهته لاخوه..
عبدالعزيز بعد كلام الدكتور اللي قاله ليوسف وسعد.. حاول مع عبدالعزيز انه يتكلم.. لكنه ما رد عليه.. وهالشئ ادى لتأخير فتره العلاج.. اللي كلها تترتب على المريض ومدى استجابته للعلاج..
سعد وهو يجلس على الكرسي القريب من السرير : عمي ويوسف بالطريق..!!
عبدالعزيز نزل عيونه لحضنه.. وكأنه يهرب من المواجهه..!!
سعد : ما فيه مفر... عمك وحقه واجب عليك.. كبر عقلك.. أنا قلت لك ان ابو سامي فركش الخطبه... هذا هو هم.. وانزاح عن طريقك..
شافه ساكت وعلى نفس وضعه.. فكمل : يالله عاد.. الخطوه الجايه عليك..
رفع عبدالعزيز راسه... والف فكره وفكره غزته.. معقوووله ارجع اطلبها وهي باعتني..!!!
حط عينه على سعد اللي كان يرد على جواله..
سعد يتكلم بالجوال : بس انا الحين عنده.. وما فيني على مشوار ثاني....
..لا خلاص انا باتصرف..
سكر الجوال.. وناظر اخوه بابتسامه تحمل في طياتها الكثير من المعاني..
ورجع يدق الارقام.. اتصل على مهند وقاله يمر امه واخته ويجيبهم معه..
انفتح الباب..
ودخل ابو يوسف بوقار.. ومن وراه يوسف بابتسامه لعبدالعزيز..
ابو يوسف بعد السلام سأل : كيف حالك يا ولدي..؟؟
عبدالعزيز يناظر سعد عشان يسعفه بالرد.. لكن سعد وبحيلــه سوى نفسه ما يشوفه.. وانه قاعد يسولف مع يوسف.. اللي ميت ضحك على حركاته..
لكن بعدين رجع يطمن عمه ويقوله عن حالته..
مر وقت عليهم وهم جالسين..
استأذن بعدها ابو يوسف.. وظل يوسف جالس مع عزيز..
.
.
.
.
بسيارته.. كان جالس ينتظرهم يطلعون له..
طلعت اول شئ ام عبدالعزيز.. وركبت وسلمت.. ومن بعدها ركبت وفاء بحيااااااء..
مهند وبدى الكلام : الحمد لله على سلامة عبدالعزيز..
ام عبدالعزيز : الله يسلمك.. ويخليك لاهلك.. بنكلف عليك..
مهند : لا ولا كلافه ولا شئ... الطريق واحد..
ام عبدالعزيز : الله يحفظك بحفظه.. ويوفقك..
مهند بابتسامه : آمين.. الواحد يكفيه هالدعوات..وش يبي بعد..؟!!
ام عبدالعزيز توها بترد.. وحست بلكزه في جنبها.. التفتت..
كانت وفاء تقولها : خلاص.. فليتيها معه..!!!
سكتت ام عبدالعزيز.. مو عشان شئ.. بس عشان تبرد قلبها المشتاق لضناها الغالي.. اللي للحين ما كحلت عينها بشوفته...!!
.
.
.
بعد وصولهم بدقايق.. كان سعود.. جاي لزيارة عبدالعزيز..
لكن بما أن الحريم داخل.. ويوسف طلع لشغله مهمه وبيرجع.. وما فيه الا هو.. اضطر ينتظر برى..
كان واقف.. ويفكر كيف كانت جلستها..!! وكيف كان شعرها..!!
والاهم من هذا كله... العكاز اللي بجنبها.. كان يلوم نفسه.. ليش انه كان السبب.. لو ساعدها.. ما كان صار اللي صار...
مرت من جنبه ثنتين.. وحده حرمه كبيره بالسن.. والثانيه واضح ان توها بنت.. كانت الحرمه تصيح والبنت تهديها.. وصلو لغرفه بجنبه.. دخلو وبعد شوي طلعت البنت تركض وكأنها تبحث عن شئ.. وقفت لثواني ورجعت تركض.. شافت دكتور واقف يكلم ممرضه.. على طول راحت له.. كانت تبكي بشده من وراء الغطاء وهي تكلمه.. وكأن أحد مات لها..
وهذا اللي اتضح بعد ما رجع الدكتور وكل الاسف بعيونه.. عزاها بموت هالشخص وراح..
راح وتركها منهاره على الارض.. والدموع ما فارقتها..
سعود في كل هالموقف.. كان دوره دور المتفرج.. اللي ما بيده حيله يعملها الا المشاهده عن بعد..
نزل راسه.. وانتظر.. سعد يطلع ويسمح له بالدخول..
وهو واقف يحاول يتناسى المشهد اللي دار قدامه...!!!
*********************
بعد ما صلت العصر نزلت.. وهي تحاول تتصل بعفاف.. تشوف وش اخبارها.. اللي للحين ما تعرف عنها شئ..!!! وتبلغها بالزياره المفاجئه اللي ما توقعتها...!!
اتصلت على جوالها.. لكن.. كان يعطيها.. مغلــق..!!
انقهرت العنود من عفاف.. الحين هذا وقتها..
دخلت المطبخ.. وهي تشوف كل شئ جاهز تقريبا..
طلعت للصاله.. وفتحت كتابة رساله بجوالها... توها بدت تكتب رساله لعفاف..
جاها صوت امها.. تقولها ضيفتها وصلت..
طلعت تستقبلها والجوال بيدها.. على امل ان عفاف تفتح جوالها..
العنود وهي ترحب بجميله.. وزيارتها المفاجئه. والغير متوقعه لها..
العنود : هلا وسهلا.. حياك جميله تفضلي..
جميله وهي تطالع كل ركن ببيتهم.. وعلى وجهها ملامح الاشمئزاز وكأنها شافت شئ يقرفها.. ما ردت.. لكنها كملت طريقها للمجلس..
جلست وهي تطالع تواضع بيت العنود بنظــرهــا...
وفي قلبها تقول " وش عليه كل هالغرووور يا عنييدوو ..؟؟!! "
العنود وتركت جوالها على الطاوله : عن اذنك جميله.. البيت بيتك..
جميله وتكتم غيظها : اذنك معك حبيبتـــي..!!!
اول ما طلعت العنود..
جميله ما كذبت خبر.. خذت الجوال من على الطاوله.. وعلى طول دقت منه على جوالها رنه.. بس عشان تحفظ الرقم.. سكرته ومسحت المكالمه الصادره.. ورجعت الجوال مكانه..
وبكل براءه جلست تنتظر رجوع العنود... ولا كأنها سوت شئ...!!!!
.
.
.
بعد رجوع العنود بالقهوة.. جلست معها شوي... واستفسرت منها عن بعض الاشياء..
جميله بخبث : الا ما قلتي لي العنود شخبارها عفاف..؟ ما قلتي لها تجي..؟
العنود بتهرب : الحمد لله ما عليها.. بس تعرفين امس كان موعد ملكتها.. واكيد بتكون مرهقه ومشغوله..!!
جميله : اها.. وان شاء الله ملكت..
العنود تصرفها : الله يوفقها..
جميله تبي تقهرها : ايه العنود... بسألك.. انتي مع مين تطلعين من الكليه..؟؟!!
العنود : مع السواق..
جميله : حلووو.. عندك سواق خاااص..!!
العنود : لأ... حنا مجموعة بنات نطلع مع سياره خاصه...!!
جميله وبنظره ماكره : اهاا..
والعنود بطيبه وعواطف مسالمه.. كانت تسولف وتضحك..
وطبعا جميله ما نست الدفتر القبيح تبعها.. خذته من العنود.. قبل تطلع..
ودعتها العنود.. من باب اكرام الضيف.. ورجعت لداخل البيت..!!
********************
كان بالمركز.. يكمل العلاج.. جاه الدكتور المختص بحالته..
الدكتور : السلام عليكم..
فيصل بابتسامه مشرقه : وعليكم السلام ورحمة الله.. حياك الله دكتور..
الدكتور : كيفك مع العلاج..؟؟
فيصل : للحين الحمد لله.. لكن احس بتعب بسيط.. وخاصه بظهري.. مع الارهاق احيانا..
الدكتور : شئ طبيعي... لا تنسى ان كل العلاج متركز تقريبا على تنشيط الخلايا بالعمود الفقري.. والاعصاب.. وهذا اكيد يتطلب منك مجهود كبير.. وان شاء الله انت قدها..
فيصل : ان شاء الله...
الدكتور : اليوم بس حبيت ابلغك انه وبدءا من الاسبوع القادم.. راح نبدأ جلسات العلاج الطبيعي... وهذي تتطلب منك صبر وطولة بال..
فيصل : يعني بأطول..
الدكتور : على حسب استجابتك للعلاج.. واستمرارك... ولا تنسى اهم شئ ارداة المريض.. لازم ارادتك تكون من حديد..
فيصل يبتسم : الله يكون بالعون..
الدكتور : شئ ثاني..
فيصل : وشّــو..؟
الدكتور سكت شوي وبعدين قال : حبيت ابلغك شغله مهمه.. ويمكن تعيقك عن العلاج.. لكن اتمنى تتقبلها بصدر رحب.. وتعرف ان فيه شئ اهون من شئ..!!
فيصل كلام الدكتووور خوفه لكن حب يعرف الموضوع كله : قل دكتور.. طمني..!
الدكتور قاله عن الموضوع.. وهو يتابع ملامح وجهه..
وما تصور ابدا القبول من فيصل.. والرضا الواضح على قسماته...!!!
*********************
باليوم الثاني..
كانت العنود متشوقه تعرف من عفاف وش صار عليها.. وعلى ملكتها..
الليله الماضيه كلها كانت تحاول تتصل عليها وتبلغها بزيارة جميلة لها..وطلبها الغريب انها ما تشيل بخاطرها عليها.. وتتأكد انها ما تحمل في قلبها أي شعور كره تجاهها..!!
لكنها شافت عفاف ثانيه.. غير اللي تعرفها.. انسانه ثانيه العبره خانقتها.. والدمعه بعيونها...
العنود تتقرب منها : فوفو..
عفاف رفعت راسها لها وبصوت منكسر : هلا..
العنود : شفيك..؟؟
عفاف : وش ما فيني.. كل ما جيت اعدلها خربت.. مدري من وين الاقيها..!! خليها على الله بس..!! وربي يفرجها من عنده..!!
العنود : شوي شوي علي.. وفهميني السالفه كلها..
عفاف قالت لها على كل اللي صار..
والعنود انقهرت اكثر من ردة فعل ابوها تجاه الموضوع.. اللي حتى ما كلف عمره يشوف خاطر بنته...!!
العنود : الله يعينك.. وانا اقول وش فيها ما ترد على الجوال..
عفاف : لا هذا سالفته غير شكل..!!
العنود تحاول تخفف عليها : هههههه..بعد..؟؟ هاتي ما عندكِ...!!!
عفاف تناظرها بنظرات بارده : اسكتي لااحط حرتي كلها فيك..!!
العنود : ههههههههههه.. مثل العسل على قلبي..
وبحال عفاف هذا.. ما قدرت العنود تزيدها هم فوق همها وتقول لها عن زيارة جميله لها...!!
*******************
مر يومين..
وحال عبدالعزيز مثل ما هو.. الدكتور يقول انه بخير وجميع فحوصاته سليمه.. والنطق عنده تمااام.. بس يحتاج وقت.. عشان يسترد عافيته.. ويرجع يتكلم مثل قبل..
وسعد المسكين.. ما يأس منه.. كان معه دايما.. يحاول انه يطلعه من عقدة الندم والالم اللي مقوقع نفسه بداخلها.. لكن لا حياة لمن تنادي..!!!
يوسف بعد ما كان مقصر.. طوال اليومين اللي فاتو.. كان يجي ويجلس معه.. ساعه.. ساعتين..!!
وبيوم الاثنين..
كان يوسف عند عبدالعزيز اللي نايم..
يوسف خذته الافكار.. الحين هم بآخر السنه.. وما باقي الا القليل على الاجازه الصيفيه.. ليش ما يقرر قراره وينهي عذابه وألمه مع قلبه.. اللي ما وقف عن التفكير دقيقه بالعنـــود.. وطيفها اللي ما غاب عن باله لحظه..!! وخاصه بعد مدح خواته لها..!!
كان القرار نابع من اعماق اعماقه.. واليوم بالذات بيفاتح خواته... وبعدين امه بالموضوع..
ولازم كل شئ يتم خلال هالاسبوع بالذات..!!
طلع من عند عبدالعزيز.. وهو يشوف مهند وسعد داخلين عليه.. وفي باله فكره وحده وما في غيرها...!!!
.
.
.
دخل البيت.. ونادى على خواته.. لكن لا جواب.. انقهر أكثر..
طلع لفوق.. وعلى طول على غرفة عفاف.. حصلها تصلي.. وشكلها مقفله معها..
قال ما لي الا غاده.. اكيد هي اللي بتنهي الموضوع مثل ما بدت به..!!
طق الباب.. وطلعت غاده.. وشكلها نعساااانه..
يوسف : باظل واقف كثيير..
غاده : ههههه.. اعذرني والله فيني النوم.. وحالتي حاله...!!
يوسف : لو تدرسين قلنا عشان الدوام... لكن عاطله.. لا شغل ولا مشغله..!!
غاده تجلس على سريرها : شفت عاد... الفضااوه تصنع الاعاجيب...!!
يوسف بابتسامه متفحصه : المهم..
غاده : ايه عطنا المهم.. قايلته... جيتك هذي مو لله...!!
يوسف : ايه.. انا انسان ديموقراطي.. لازم اتمم كل شئ بوقته..
غاده : اذا هذا مفهوم الديموقراطيه عندك.. اجل وش مفهوم الديكتاتوريه...؟!!
يوسف : اوووهووو علينا.. بتضيعين السالفه.. ووقتي الثمين معها...!!
غاده : قل ماذا دهاك يا فتى...؟؟!!
يوسف : حلوووه.. بس لاتعيدينها...
غاده تتثاوب : ترى انت اللي تضيع السالفه..!!
يوسف : لا واللي يرحم والديك.. لا تنومين.. اسمعي اول بعدين نومي براحتك..!!
غاده : قل.. اسمعك..
يوسف : وش صار على موضوعي..؟؟!!
غاده بتفكير : أي موضوع..؟؟
يوسف : بلا استهبال..! موضوع العنود...؟؟!!
غاده تبتسم بخبث : أهااا.. قلت لي العنووووووود.. ( وتمدها )
يوسف : ايه العنود.. ردت عليكم..؟؟ وش قالت..؟!!
غاده : والله اللي اعرفه.. انه للحين الفكره تتخمر براسها... على بال ما تستوي.. تكون انت اعرست.. وخلصت..!!
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك