رواية انا الضحية وانا الجلاد -15
الجد: لا خلتس بجنبي... _ويتنفس بصعوبة العرق يتاقطر منه_
عذبة: يبه... لا إله إلا الله ... محمد رسول الله...
... لا إله إلا الله ... محمد رسول الله...
... لا إله إلا الله ... محمد رسول الله...
الجد: لا إله الا الله محمد رسول الله...لا إله إلا الله ...لا..........
عذبة: يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــه
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اا
يبه... وين تروح وتخلين وحيده...
يبه لا تروح ... يبه رد علي ... رد علي...
يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
_يدخل فيصل راكضاً ويجد عذبة تنوح على جدها وهوجثه مسجاة_
فيصل: بس!!!لاتنوحين...
عذبة: ولا كلمه ... أبوي ما مات أبوي ما مات.._وتزيد بالصراخ_
_حاول فيصل ان يبعدها عن جدها ولكنها متشبثه به بشده...
دخل تركي... ووقف أمام الموقف مشدوهاً, فيصل سحب عذبة بشدة ورماها
على الأرض, وقفت وبصقت في وجهه, رفع يده وأعطاها كف رماها أرضاً_
عذبة: يبه قم ... قم شوف هالحقير وش سوى بي... قم يبه... قم قممممممممممممممممممممم..آآآآآآآآآآآآآآآآه
_أشاح فيصل عنها وأغمض عيني عمه وبكى ثم غطى وجهه_
صرخت عذبة: لا تغطي وجهه أبوي بيقوم ... بيقوم يأدبك يا وااااااااااااطي...
لا تغطي وجهه... يبه قم شف هالحقير... قم... قم
يباااااااااااااااااااااااااااه
_وإرتمت على الجد, سحبها فيصل وابعدها بعنف , فسقطت على الأض وهي تنشج,
مسح تركي دموعه وإنحنى على عذبة فأمسك بذراعيها وسحبها بقوة وهي تصرخ وتبكي..
وخرج بها للصالة, حينها أغمي عليها , وبنفس الوقت دخل الخال ومعه البنات
وكاميليا وناصر... وقفت نجلاء ونظرت لعذبة ثم ركضت لغرفة الجد,
وإذ بفيصل يضع يديه على وجهه ويبكي بكاء الأطفال,والجد مغطى بمفرشه بلا حراك...
خرجت غير مصدقه وإذ بكاميليا والخال وتركي يرشون عذبة بالماء,
وليلى تحمل ناصر وتصعد به الدرج, وهي تبكي, وقفت ثم صرخت_:
لا.... لاتقولون أبوي ناصر.... لاتقولون أبوي ناصر...لالا...
تركي أبوس يدك قل أبوي بالمستشفى قل آي شي...
تكفى...تكفى...تكفى...
ناصر_يصرخ_: ليلى خلين... بروح أثوف عذبة وث به...خلين...
ترا بعلم عليث أبو ناثر يذبحث بعثاو...وخري...عذبة...عذبة..وث بث..
**********
"في منزل الخال بالخبر"
فاتن:لاحول ولا قوة إلا بالله .... ياقلبي عليهم...ياقلبي عليهم!!!
أم إبراهيم: إيه مادايمن إلا وجهه...إيمان وش أخبار البنات كلمتي أبوتس؟
إيمان: الله يكون بعونهن مرة منحاسين... عذبة شايلينه إسعاف...
وليلى صاكة على عمره ولا طلعت لأحد... ونجلاء مع عذبة بالمستشفى...
فاتن: ياربيه...الله لا يحوسنا بشر...وناصر وينه؟
عبير: كلمت نورة تقول إن ناصر كان مع الشغالات وبعدين أخذه فيصل...
وبيحطه عند مساعد وقت الدفن والعزاء...
يقولون صغير على إنه يستوعب...
فاتن: مساعد!! ولد المصرية ماغيره!!أخو رجل مها عمتهم!!
ليه؟ ماعنده مربية... ماعندهم عمان ؟ ليه مع ولد الناس؟
إيمان: أصلا هو يبي مساعد... متعود عليه... من ماتت أمه وهو أكثر شي عند مها وحمولته...
شمس: أميه... هذي مها أصلا تبي ناصر يصير ولدها...
وتقول لعذبة زوجي بيطلقني لو ماعطيتني إياه...
أم إبراهيم: هـــــــــــــــــــــــــــو!!
يعني بالغصب!! يتولمون تعطيهم إياو عذيب...
هه والله لو تخرب الدنيا ماتعطيهم...
شمس: أميه...متى بنروح لبيتنا؟
فاتن: مانب رايحه... بروح للرياض... اليوم راشد بيوديني..
شمس: أميه والمدارس بتبده؟
فاتن: وخير يا طير!!!
إيمان: عمه... ترى من الطيرة إنتس تقولين خير ياطير...
فاتن: بدينا بشغل المطاوعة!!
عبير: أهم ما على الواحد عقيدته ياعمه...صح!!
شمس:طيب أمي أنا بروح مع مشاري للبيت...
فاتن: وجع ماتفهمين أنتي... روحه للبيت لحالك مافيه...
ومشاري أول واحد بيروح يصلي على أبوماجد...
كلنا بنروح... مافيه أحد بيروح دبي...
أم إبراهيم: إيه ترى الصبح بكرا بنمشي للرياض...
إيمان: يمه ... خايفة أروح... أبوي يقول أنهم مرة منحاسين..
يقول عذبة طايحة بالمستشفى... على المغذي والمهدئات...
وليلى مو راضيه تكلم أحد... ونجلاء المسكينه حول عذبة...
يقول إنهم أشد من يوم موت سعود...وعمتي..
أم إبراهيم: إيه يا إيمان الحال إختلف... يوم يموت سعود..كانوا يرجون امهم
تعيش... ولحقته بعد يومين وكان عندهم ظهر يرتكون عليه...
وأبوهم يتوقعون إنه بيرجع ...بس الحين ضاعن...
آخر من لهن بهالدنيا مات أبوهن مات ... وجدهم مات...
وأخوهن صغير... وعيال العم مهما كانوا مايصيرون زي الأبو والجد..
والأخوان... مير عذبة اللي به الطقة... مسكينه بتحمل كلش على راسه
وهي مب قاصرتن مشاكل...
فاتن: إيه الله يلتحظ له...
عبير: عمه!!! الله ما يغفل عن أحد!!!
حرام هالكلمة (وما الله بغافل عما تعملون)البقرة144
فاتن:هــــــــــــــــــــــــو!!
أم إبراهيم ... بناتك شيخات على حسابي...!!
أم إبراهيم: والله إني أفرح لامن شفتهن ينبهننا ...
الله يجزى المدارس واللي قام عليهن خير... يفهمن.. ويعلمن...
الله يزديهن وينور دربهن يارب...
إيمان: خالة!! راشد بيروح يصلي على جدهم؟
شمس: ليه مايروح!! صج ولدهم غلط عليه بس أخوي يعامل الناس
بأخلاقه...ومايرد الإساءة بمثلها!!
عبير: إلا لو مايروح كان بصمت إنه هيس!!
أبو ماجد أبو الكل!! واللي سواه لكم ولراشد بالذات ماينكر!!
وأخوتس يستاهل اللي جاو... ولا فيه أحد يمد يده على وحده متغطية!!!
أكبر جريمة عندنا هذي...!!
إيمان: ههههه..والله شكله رهيب...وأنا زاد مستغربة ليلى عيت نقول لأبوي...
وانا أقول وش ركد البنت...أثره متصلتن على ولد عمه....هههههههههههه
فاتن: وأنتي فرحانه!!!وبعدين عبدالمجيد رفيق راشد...ويمون عليه...
شمس جهزتي الشنط؟
"في المستشفى"
رفعت عذبة رأسها بتثاقل..تلفتت يمنه ويسرة...نجود تضع رأسها على وسادة عذبة,
ونجلاء متمددة على أريكة مقابل سرير عذبة... الهدوء يلف المكان, والظلام يستر
وجه نجلاء غير أن لمعة الدموع أبت أن تخضع للظلام ,
تنهدت عذب ونظرت للساعة
وهمست: يووووووووووووه الساعة ثمان!! ماصليت؟
وش جابن هنا؟ وش صار... لا...أبوي ناصر...
أبوي!! صدز مات...إيه مات...مات أبوي...
لا... أكيد بيرجع... أبوي ماجد مارجع... أبوي ناصر...
لا...لا...أكيد بيرجعون كلهم...
بس ماحد منهم رجع...ماحد رجع!!!
_بكت وحاولت أن تكتم صوتها حتى لا توقظ البنات...
حاولت الوقوف...وسحبت حامل المغذي.. وتوجهت نحو الحمام,
وقفت أمام المغسلة... فتحت صنبور الماء,ورشت وجهها بالماء,
الماء بارد ودموعها حارقة ألهبت وجهها , نظرت نحو المرآة,
تجهمت , بقعة زرقاء داكنة تحت عينها اليسرى_أثر ضربة فيصل_, تلمستها , ثم همست:
فيصل!!! حتى وجههي ماسلم منك؟
ليه تسوي بي كذا... أنا وش سويت لك...وش سويت...
حرام عليك... طول عمري أعتبرك أخوي...
ويوم إحتجتك صرت لي عدو...
ليـــــــــــــــــــه...والله مو ذنبي إني حبيت...مشاري
مو ذنبي أني ماحبيتك...
فيصل!! ليه رضيت علي أصير مطلقة... وخاينة بنظر حبيبي...
ليه؟ كل هذا عشان قلت مابيك؟
ليه رضيت إني أرقص بعرس حبيبي...كنت أتمنى لو حسيت بي
وقلت لا.. لاتروحين...أقدر أتخلى عن كبريائي.. قدام نفسي على الأقل ...
والحين تبي تستمر بمذلتي...كل يوم تذلن بشي!!
ليه يافيصل... والله لأقول لأبوي كل شي!!
لأخليه يعرف حقيقتك... والله لأ....
أبووووووووووي ... أبوي وينه... أبوي مات...
إيه أبوي ناصر مات!!!
لا...لااااااااااااااااااااااا
يبه ناصر تعال_وأخذت بالصراخ_تعال أقول لك كل شي...
تعال... شف وش سوو بي!!
يبه أبيك... يبه أحتاجك...يبااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ه
وأخذت تضرب بكفيها على الباب, وإنفصل لي المغذي,
ورشقت دماءها على الأرض, وتجمعت الممرضات,
وأمسكن بها مع نجود ونجلاء
وهي في حالة هيستيرية....
***********
"في صالة بيت أبناء العم"
أم عبدالله: فيصل ... يانور عيني...عشاني هالتمرة بس...
فيصل_شاحب الوجة, ويضع يديه على وجهه وعيناه تذرفان بغزارة_:
مابي....مابي شي يمه..
أم عبدالله: ياوليدي لا تحر قلبي... بتروح تصلي على عمك وتدفنه...
وأنت على لحم بطنك من أمس...ترى بزعل عليك...والله لأزعل هه...
تنهد فيصل وأسند ظهره على الكنبة, وأرخى رأسه عليها فتناثرت
خصلات حريرية سوداء على عينيه اللتان تبرقتان كجوهرتان سودوتان,
وجهه الحنطي وعوارضه الخفيفة غسلت بدموعه...
شفتاه المتشققة والهالات المحيطة بعينيه تظهر حزناً عميقا...
أم عبدالله: الحمدلله ياوليدي... لله ما أخذ ولله ما أعطى...
وبعدين أبو عبدالعزيز يقول إنك داري إنه بيموت... لاتذبح عمرك...
فيصل: طيب ... وإذا دريت إنه بيموت... ؟
ليتي مادريت... كل يوم وأنا متعلق بوه أخاف يموت وانا ماشبعت منه...
كل يوم ودي أدخله وسط قلبي... ماودي أفارقه دقيقة...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...
يمه هذا أبوي... من عرفت الدنيا وهو أبوي...
هذا مب عمي... هذا أبوي...
جواله يرن..يخرجه ويرد...
فيصل_بصوت مبحوح_: هلا...
عذبة: إسمع.... العزاء ببيتنا...الرجال والحريم...فاهم...
فيصل: أي عزاء... هذا وقتس... أنتي الحين وش أخبارتس ... متى بتطلعين؟
عذبة_تصرخ_: مب شغلك!! العزاء ببيتنا ... قل لأخوانك....
فيصل:...................
عذبة: هيه... فاهم...؟ أنت تسمع؟
فيصل: أنا مالي خلق أتخانق معهم...
وبعدين مافيه ببيتكم رجال...
عذبة: مب شغلك... الرجال ببيتنا قبل الحريم...
فيصل: طيب... بس ...
عذبة: أنت ما تفهم.... إسمع فيصلوه... ترى اللي بي مكفين....
بيت ناصر ما يخلى.... والرجال يجون زي يوم كان فيه جدي وسعود وأبوي...
وهذا اللي عندي...وإسمع.. أنا بطلع الحين... ووالله لو بتعاندون لأخلي فضيحتكم فضيحة...فااااااااااااااااااااااهم..._طوووووط طوووووووط....
يلتفت فيصل على والدته ثم يهمس:
يمه... البنت مب طبيعيه!!
أم عبدالله: أي بنت؟
_يقف أبو عبدالعزيز عند والدته_
أبو عبدالعزيز: خير إن شاء ... منهي اللي مب طبيعية...
فيصل: عذبة ... تقول العزاء ببيتهم للرجال والحريم...
أبو عبدالعزيز: وحنا بدبرة الحريم...!!!
النعي اللي نزلناو بالجرايد إن العزاء ببيتنا, ولا حنا بمغيرين كلامنا عشان عذبوه...
فيصل: أنت ماتعرفه ... تهدد...
أبو عبدالعزيز_بسخرية_: يمه... خوفتنا....تدري خنصك عليه بالمستشفى...
فيصل: إسمع... اللي تبيه عذبة بيصير...
ماحنب ناقصين مشاكل وفضايح... ومسألة نصك عليه هذي شله من راسك..
ماتنذل بنت ماجد وراسي يشم الهواء...
أبو عبدالعزيز: هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو!!
أنت طرطور عند مرتك... هذي يبي له تكسيره راس...وأول من بتركبه أنت ...
لازم تأدبه ... وتعلمه كلمة الرجال ما تكسر...
هه ولا بعد تهدد..وبعدين يا فيصل بيتهم مابه رجال... وش يقولون الناس!!
ولا لامن جو وقفنا السووايق يدخلونهم ببيت عمي... ؟!
أقول لو نكلم المستشفى ما يطلعونه...أنت ماعليك خله علي... وش قلت...
_يجلس فيصل بتثاقل ويتنهد ويضع يديه على ذقنه , ثم يرفع شعره عن وجهه,
ينظر لأخيه بطرف عينه ويطيل النظر ثم يقول_:
لا...
إذا هي تبي تطلع تطلع... وخل الناس تقول اللي تبي أنا ما يهمن أحد...
وعذبة ذي عيون أبو ماجد ... مايصير نذلة ونغثة وسنده ما دفن للحين...
فاهم...مايهم الناس عند لحمك....
العزاء ببيتهم... وأنا برسل العمال يجزون الخيام...
وقل لسعد....
أم عبدالله: إي والله مانغث البنية ... ولدي والله ... بس كل لو تميرة عشاني...
_ينهض فيصل ويأخذ التمرة من يد والدته ويخرج_
********
"في العزاء"
مها والجدة وأم عبدالله في الصالة الرئيسية, ويحطن بهما العجائز وبعض نساء الجيران,
بينما عذبة تسند رأسها على الأريكة وتتمدد على الأرض وتبكي بحرقة في الصالة الجانبية,
ويحطن بها نجلاء وليلى ونواعم ونورة,
نجود تقف في البوابة وتستقبل المعزيات مع والدتها ومنيرة_أم تركي_ وأم إبراهيم,
البيت يغص بالمعزيات والمعزين, من الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية وبعض منهم أتى من خارج المملكة,
فاتن تتردد بالماء والأدوية المهدئة وتحاول تهدئة عذبة,
بينما إنشغلن بنات الخال بتوجيه الخدم لتقديم القهوة والماء,
للرجال والنساء,وتنظيف المنزل...
أحد النسوة: مسيكينة هالبنيه... ركدوها... مايصير...
أم عبدالله: الله يصبره... ماتنلام...
إمرأة أخرى: طيب هذا من الجزع... ياخوفي يدخل هذا بالنياحة!!
والنياحة على الميت فيها لعن... حاولوا تهجدونها...
_تدخل أفنان ووالدتها وأختيها_
أفنان: عذبة!!
عذبة: أفنااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااان
أفنان أبوي مات... أبوي ناصر مات... أبوي ناصر مات...
مات...مات...آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آه
أفنان: الله يغفر له... ويدخله فسيح جناته... هذا مصيرنا كلنا...
عذبة: وين الموت ... ليته ينشرى كان شريته...
مات أبوي... من لنا بهالدنيا؟
مين...ضعت يا أفنان ضعت...
_تضمها أفنان وتجلس بجانبها على البلاط_
أفنان: ثقي بالله وما يضيع من وثق فيه...
عذبة: تصدقين يا أفنان سلمت عليه قبل لايدفن...
ترجيت الكلب إنه يسمح لي أبوسه...
أفنان: وشو؟
عذبة: تخيلي يا أفنان كان مبتسم... ذكرن لشكل أمي يوم أسلم عليـَه...
أفنان بوست راسه وضميته ...ضميته يا أفنان ولو الود ودي ماتركتـُُه...
أفنان...تصدقين قويت نفسي وما بكيت عندُه...
كان موته ولا يشوف دمعتي...
كان يسهر معي إذا سهرت أذاكر...
يشب لي بالخيمة, ويدفن بالمرجيحة, ويسوي لي قهوة,
أفنان تصدقين يوم جهازي راح لفرنسا وهو ما يحب السفر بس عشاني...
عشاني بكيت وقلت لو فيه أبوي ما جهزت من هنا!!
ليتي ما قلت هالكلام... ليتي ماجرحته...
وش عاد.... جهزت أغلى شي وجيت لمه وضيقت صدره...
أفنان... تذكرين ذاك اليوم... يوم أنتم بالزلفي يوم جيت لمخيمكم...
تهاوشت أنا وسعود وزعلت... وأمي عيت أجي لمكم...
ويوم شافن جدي زعلة وضايقن صدري...
جابن بنفسه لمكم بالزلفي وقعد يتحران لمين طاب خاطري...
أفنان... ودي أدري ليه هو يحبن... وليه أنا قاسية معه...
أنا ما أستاهله ... ما أستاهل يكون عندي جد زيه...
أنا ما أستاهل ... ما أستاهل...
أنا...أفنان أبي أبوي أبي أضمه... أبي أشكي له وأبكي...
ولا تدرين منب صايحة...بقول إني أسعد إنسانه...أسعد إنسانه بس يرجع لي...
أفنااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااان
أبي أعيش معه ... ولا أموت...ليتي أموت ليتي أموت...
***********
"الجزء الثاني عشر"
"بعد منتصف الليل"
في أحد غرف الضيافة الخارجية في فناء بيت الجد ناصر ,
الغرفة مظلمة وهادئة وباردة, بندر وأحمد يتمددان على سريران متجانبان,
يشد بندر البطانية ويقول:
أحمد....أثرك أنت وبرهم فاكينن من خواتكم...وه ياثقل دمهن...
أحمد:حرام عليك...إلا وش أخبارك...عبير تقول الضيفة فقعت مرارتك...
بندر: أقول...شخبار الجلسة عند عذبة؟ إنبسطت...ولا ماللبيت طعم بعد سعود؟
أحمد: والله البيت كله تغير...صراحة شي فظيع...
بحياتي ماشفت حياة كذا...بندر تخيل الكراج مليان سيارات أشكال وألوان...
والمفاتيح مع سواقهم الدايخ أبو ياسين...هههه تخيلته هو ولحيته.. بالتحليه..
بسيارة سعود الفيراري...
بندر: يقول دحيم إنك كل يوم جايهم بسيارة... وآخر الموديلات...وش السالفة؟
أحمد: هه...عذبة وش حليله... تقول لي خذ السيارات اللي تبي...
وزيادة على كذا معطتن إذن آخذ سيارات عمومتهم...
بندر_ويقترب من أحمد_: صدز!! وأنت عسى أخذت سياراتهم؟
أحمد: إيه لقيت سيارتين لمجيد... وسيارة سلمان...بس الفشيلة يوم أخذت الرانج حق فيصل...ودق علي أبو ياسين يقول فيصل معصب يدور سيارته يحسبه مع سلمان ولا مراد...
وجيت ماشي ميتين...
بندر: والله ماتستحي... وش سوى بعدين...
أحمد: قبل الإشارة اللي عند بيوتهم دق علي... وقف قلبي... خفت منه...
بندر: وهاوشك؟
أحمد: لا... قال لي لا ترجع ...أنا بروح بسيارة ثانية...ويقول إنه مايبي سلمان يجي سيارته..
عشان السلمي يفتح المحرك ويقربع فيه...يقول إنه خرب سيارته اللي قبل...
بندر: يا حليلهم...شكل فيصل ذايب بعذبة...ومايبي يزعلك عشانه...صح؟
أحمد: .......أنت ماكنت معي ... لوأنت عشت معهم ماقلت كذا...
بندر: هــــــــــــــــو!! شلون؟
أحمد: عذبة مب طايقته...أحسه بتذبحه... بس تمثل قدام أبوه ناصر...وقدامي...
بندر: ليه؟ وفيصل؟
أحمد: فيصل ....مادري... أحيانا تقول إنه يموت عليه... وأحيانا يتصرف تصرفات غريبة...
مادري فيصل دايم طبعه غريب...
بندر: هههههههههههه... ماشفته وشلون يناظر مشاري ومشاري يناظره...
كل شوي أقول بيتطاقون...ولا راشد...هههههههه
ولا كأنه مجلود... يدخل ويطلع معهم... ويمون بزود... تدري...
اللي يشوفه يقول هذا تركي مب راشد... ياخي أموت واعرف ليه
داخل بهم عرض... وليه هم متحملينه وبالذات فيصل...
أحمد: فيصل.... رجل... ويقدر الرجال...
وراشد لو إيش ماكان رفيقهم... وبينهم عشرة...
وراشد رجل لو طعطع شوي... يبين الرجولة فيه...
بندر: أحمد....عذبة تقول إنه كانت مقصرة مع جدها..معقولة؟
أحمد: لا... والله أنا دعيت ربي إن يرزقن بنت مثله...
تخيل...تنام معه... وتفطره بيده... وتجلس معه كل وقت... وتهمزه..
وتغير ملابسه.... وماتتكل على الشغالات بشي...
لبقة معه بالحيل... والله إني تعجبت منه....
ماتدري البر وين بالولد ولا بالبنت...
بس بر عذوب ما شفت مثله...
بندر: طيب... تحسه مبسوطه...
أحمد: مسكينه... بندر تدري إنه الحين مليارديره...
وتدير مشروعات بالمليارات...
بندر: أدري .. بس الإدارة الفعليه بيد فيصل وبو عزوز..
أحمد: مادري يا بندر... القصر الكبير... والفلوس الكثيرة...
والسلطة... والجمال... والدلال... وكل شي عنده زايده تعاسة...
كل شي ببيتهم كئيب... الخدم اللي كنهم رجال آليين...
والتحف اللي تقعد ساعتين تتأمل فيها , والديكور المبهر,
كله ...كله...كآبة في كآبة...عكس ما الناس يتكلمون عنهم..
فرق عن يوم كنت أجيهم يوم أنا بزر...
منول كلش عندهم فيه وناسة... تعليقات عمتي...وفرفشة ماجد..
وطقاق ليلى وسعود...ونجلاء وجدهم..وعذبة وطقاقته مع مجيد...
كلش إختلف...أرحم عذبة...مسكينه...
بندر: شلون مسكينة...قوية وماهمه شي..يعني متبلدة من الآخر..
أحمد: لا...كنت أقول مثلك بس الحين غيرت رايي...
تخيل أسمعه أحيانا تصارخ بالليل...
وتبكي وتحاكي نفسه... بيجي يوم وبتفصخ عقله...
أنا حمدت ربي على أهلي ومابي غير هالهلي...
بندر: عجيب!! بس أشوفك قدرت الهلي.... كل يوم بسيارة شكل...
أحمد: أقول ... بنام...يا.. إلا ماقلت لي ووش سويت مع نورة؟
بندر: أقول إنطم...تصبح على خير
***********
"في اليوم التالي"
فيصل يقف عند باب منزل الجد, وينادي عذبة, تلتفت شمس وترمق عذبة بنظرة إستحقار,
إلتفتت عذبة في مكانها وسألت:
نورة شوفي عمتس وش يبي...يالله...
نورة_تمط شفتها_: وأنا وش دخلن بكم...عمي ...خطيبتس...روحي أنتي...
عذبة_تبرز عينيها وتصرخ_: نوير ماتفهمين!!
أقول قومي لا تجيتس هالجرة تتوسط خسمتس..قومي!!
نورة_بذعر وهي تنهض_: ببب بببسم الله ...طط طيب...سسسم عم...
_تقف نورة مقابل فيصل وهي تتمتم_: ببسم الله ...سكنهم مساكنهم..سكنهم..
فيصل: خير... وش بتس؟
نورة: ووش تبي..؟
فيصل: خير إن شاء الله من متى صرتي عذبة؟
ولا تحسبينن تروك...هاه..
نورة: أقول أها ... منب فاضيتن لك أنت الثاني.. وش تبي؟
فيصل_يرفع يده_: إنزلعي نادي عذبة لألفعتس طراق..تقلعي!!
_تركض نورة وهي تتمتم وتقرا على نفسها المعوذات وتقف عند رأس عذبة المتمددة على الأريكة,
وتتلعثم وهي تقول:
يبيتس أنتي .. بغى يلفعن!!
_نهضت عذبة بتثاقل وسحبت الشرشف من يد أفنان وهي تتبرم_:
وه بس... رايقتن له أنا ؟
شمس: هذا زوج المستقبل...الرجل اللي كلن يخطبه لبنته... ولو!!!
_إلتفت عذبة ووقفت أمام شمس وهمست_:
إسمعي...كلمة وماتنعاد...أسمعتس تستهزين بفيصل أمصع لسانتس...
وأضنتس فاهمه وش أقصد...خلاص...!
شمس_بذعر بالغ_: خخ خخخلاص...
إلتفتت أفنان: لو إيش ما كان هذا ولد عمها...
والعيبه تجي عليها قبل ما تجي عليه...
_وقفت عذبة أمام الباب ... وبدت مترددة...ثم تغطت وخرجت_
فيصل: هلا عذبة شلونتس؟
عذبة: ......................
فيصل: أنا ... جيت ...عشان...
عذبة... بتس شي...تعبانة...
_أمسكت عذبة وشرشفها وشدته على فمها وهي تحاول أن تكتم بكائها,
ولكنها عجزت عن ذلك, فإنفجرت ببكاء مرير_
فيصل_بدت الدموع تتجمع بعينيه_:
عذبة...أدري مب سهله عليتس...والله يلوم اللي يلومتس..
بس... عشان ناصر ... حرام عليتس شوفيه شلون ترك اللعب وجاء يركض..
عشان ناصر الصغير .. وعشان ناصر الكبير...
عذبة... دموعتس غالية ...
عذبة...عذبة...
_يأتي ناصر ويتعلق بساقي عذبة وهي يصرخ_:
عذووووووبي ليث تثيحين..._ويلتفت على فيصل_أنت دلبته..
والله لأدلبك... يا ... دب...عذوب... ذعلث فيثل...
_تنحني عذبة وتضم ناصر_
عذبة: إيه فيصل صيحين..إضربه...
_ينقض ناصر على فيصل ويضربة بقبضته ويركله بعنف ,
فيما وقف فيصل يتأمل عذبة مندهشاً, عذبة سحبت ناصر وهي تقول_:
خلاص نصوري يكفي...فيصل صديقك...خلاص..
ناصر_منفعلاً_: لا...أوب ثديقي... اللي يذعل عذوب أوب ثديقي...
وع عليك..._ويلتفت_ وع عليك أنت بعد...أنا أحب فيثل أكثر منك...
ليث ديت هنا...ليث ديت...رح لبيتكم...
_عذبة وفيصل يلتفتان مندهشان ويران مشاري يقف على بعد أمتار منهما_
فيصل: مشاري!!!!
وش تبي...البيت له حرمة...
مشاري لم يجيب فقط كان يراقب عذبة وهي تبعد ناصر بعنف وتدخل للداخل_
فيصل: هيه أنت وش تناظر؟
مشاري: .................ولاشي ... بس الله جمع بين الحبايب...
فيصل: ..................
مشاري: قل لأمي تجي أبيها...
_عذبة دخلت تركض ولم تتحدث , ودخلت تركض لغرفتها, ثم لحقتها أفنان_
*******
أقبل تركي وهو ينظر للشرفة ويتبسم, ثم أمسك بكتف فيصل قائلاً:
عمي ... يبيك أبو عبدالعزيز...رح .. بسرعة..
فيصل: أبو عبدالعزيز ذا مب عمك؟
تركي: أقول بسرعة جو ناس vipيقول لازم تستقبلهم .. ياخي رح...
مشاري: قوة تركي.. حلو الثوب عليك....
وأنته ماتلبس ثوب إلا بالعزاء...؟
تركي: إن شاء الله ألبسه ببيتكم...أعزيهم فيك..
فيصل: شف تروك.. هذا يبي أمه قلهم ينادونه...
_يلتفت تركي ويرقب فيصل وهو يذهب ثم يتنهد ويقول_:
مشاري... مايصلح مكانك هنا تعور البيت...رح منهنا شوي..إيه كذا زين...
وفي هذه الأثناء ينسكب شامبو وبلسم وبودة تلك على رأس مشاري من شرفة
غرفة عذبة.. يقهقه تركي ويبتعد وهو يضحك, فيما صعق مشاري ولم يستطع أن يتحرك, عندها وبعد ان توقف الإنسكاب رفع رأسة ونظر لخصلات نجلاء الذهبية تخرج من بين فتحات الشرفة...
**********
"في غرفة عذبة"
عذبة كانت تبكي وتحاول أفنان تهدئتها وناصر يدور حول عذبة ويبكي,
فسمعوا ضحك قوي يخرج من الشرفة, ركض ناصر وتبعته أفنان,
كانت نورة ونجلاء تؤشران لتركي بعلامة النصر , أطل ناصر وحين رأى
مشاري, هب راكضاً وأخذ سيارته تحت سرير عذبة ورماها على رأس مشاري,
صرخت نجلاء:
ياويلي..أنت مهبول ... بتفلق الرجل...ياويلنا من عذيب...
نورة: هيه أنتي ما تغطينا عن تركي...
ناصريطل من الشرفة ويصرخ لمشاري الذي كان يتوجع :
أحثن... ثااااااااااااااااااااااااااادة... تثتاهل يادب... وع عليك ثنتين.._ويخرج لسانه_
افنان لم تستطع توبيخ الفتاتين, بل غرقت في ضحك هستيري,
وحين قدمت عذبة , تقافزن البنات وهربن بسرعة..
*********
"في الفناء"
مشاري: أنت ماتستحي ... والله عيب هذا وانا ببيتكم...أخ ياراسي...
خلني أمسك نجلوة العفريته.. وانت ...أنت ريال انت..؟!!
تركي: لا..أنا درهم...ههههههه...
إسمع أنا مالي دخل... والله مادريت عن ناصر...
إلا والله تنرحم.. عذبة كان يوم تعرف إن أخوها عنده ميول إجرامية...
تشري له سيارات صغيرة مو سيارة أكبر منه...
والله مسكين يا مشاري ...ضاحت براسك دلالهم لولدهم...
مشاري.. تبي أشغل لك رشاشات الحديقة تغسل البلا اللي على راسك؟
ولا وش رايك إغفص راسك بالنافورة... ولا الحل الأخير...
طب بالمسبح اللي عند الرجال...ترى الماء البارد منعش ومهدي للأعصاب...
مشاري: أيا الجلب... تتريق علي..رح لابارك الله فيك...نادي أمي...
تركي: إيه ...صح ترى امك ماتبيك...نجلاء هي اللي قالت لي أمه تبيه..
أكيد إنها تبيك تجي عشان تعطيك حمام إجباري...
بس أنا مالي دخل....
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك