رواية مأساة بلا دموع -12
مي : اوووف.. اروح له مره وحده... ما صار حب..؟؟
غاده تنرفزت : مي.. حرام عليك.. طفشتيني...
مي حست فيها : خلاص عيوني ولا يهمك بأسكت... بس اول ما تروقين لي... بأرجع لك...؟؟
غاده ما ردت عليها وهي تشوف هند جايه لهم وفي يدها صحن..
هند : غدوووو... هذا الحلى خاااااص لك...
غاده بدهشه : لي أنا...؟!!
هند : ايه والله.. هذا موصى لك خصووصا.. من واااااحد يقولك... يحبك حيييييييل... بس مستحي منك...!!!!
غاده طاح قلبها خلاص... لا يكون هو...؟؟!!! لالا مستحيل يتهور..!!!
ومي ساكته وتطالع باستغراب المنظر الظريف اللي يصير قدامها...!!
هند : وش فيك.. خذي ذوقي..؟؟
غاده : لا... مم..من هو منه اول... ووش السالفه..؟؟
هند : ههههههه.. لا تخافين... هذا ركّون مسوي فيها عاشق... ويجرب عليك...!!!
غاده تنهدت بارتياح وبصوت هامس : أشوى..
طبعا مي ما فاتت عليها.. دزتها بخفيف : احم.. والله راكان حركات... ههههههههه
غاده ضحكت عشان تغير الجو... وتبعد الكهربه الي صارت : ههههههههههههههه..
*******************
عفاف اللي ما صدقت رسايل الجوال تنقطع عنها... كانت بغرفتها مستغربه سالفة جوال ثاني صار يدق لها... ويقطع اذا ردت عليه.. كان تحس بالقهر على هالحركات الصبيانيه المتهوره... رمت جوالها على السرير.. وطلعت من غرفتها.. كانت عارفه ان اليوم موعد رجعت غاده من عند جدتها..
نزلت تحت وحصلت اهلها تقريبا كلهم جالسين بالصاله..
عفاف : السلام عليكم..
الجميع : وعليكم السلام..
بعد سوالف قالت عفاف لامها : الا غاده من بيجيبها..؟؟
ام يوسف التفتت لمهند اللي كان جالس على الارض يلعب بلاي ستيشن مع حسام.. ومجننه.. كل شوي يهزمه.. والولد ما يبغى ينهزم.. يبغى الفوز وبس..!!
ام يوسف : مهند.. خلاص الله يرضى عليك.. اترك اخوك في حاله..!! وقم جب اختك ابرك لك..!!
مهند : وما فيه الا انا ..؟؟!!
يوسف بنص عين : والمعنى..؟؟
مهند : هههه.. لا تخاف باروح وامري لله...
طلع مهند يجيب غاده...
يوسف التفت لابوه اللي قاله فجأه : وشو له ما قلت لي عن سالفة عمك وجيته للشركه..؟؟
يوسف بتفكير : وأنا ما قلت لك.. تصدق يبه نسيت.. على أساس انك يمكن ترفض..!!!
ابو يوسف : مهما كان.. هذا أخوي وما اقدر ارده بشئ..!!
يوسف : على راحتك.. اللي يشوفه نسويه..!!
ابو يوسف : الا وش صار على سالفة الملفات... هااه خلصتوها والا توكم..؟؟
يوسف : لا ان شاء الله السالفه خالصه.. شوية امور وتنتهي على خير..!!
ابو يوسف : زين.. الحمد لله... كل شئ وانا ابوك الا حقوق الناس... انتبه لا تاكل مال أحد... حقك انت حر فيه... لكن الناس ما ينعرف لها... عط كل حقه.. ولا تظلم أحد مهما كان..!!!
يوسف : ابشر يبه... تربيتك.. وان شاء الله ما يصير الا اللي يرضيك..!!
ابو يوسف : الله يرضى عليك ياولدي...
.
.
.
في طريقه لبيت خالته.. دق على جوال سعد.. حصله مغلق.. دق على بيت عمه..
ردت عليه وفاء.. اول ما سمع صوتها ما عرف وش يقول.. تلعثم.. بس بالاخير تجرأ وسلم..
مهند : السلام عليكم..
وفاء وما عرفت مين : وعليكم السلام..
مهند : كيف الحال.. وش اخباركم..؟؟ وش اخبار الوالده..؟؟!!
وفاء بدهشه ردت بصوت هادي ومستغرب في نفس الوقت : الحمد لله...
ومرت فتره صمت من الطرفين...
مهند لما شافها ما ردت فهم انها ما عرفته... فقال بسرعه : معكم مهند..!!! سعد موجود..؟؟!!
وفاء ارتفع عندها النبض لاعلى مستوى.. وشلون ما عرفته..؟؟!! تركت السماعه.. وراحت تنادي سعد... جلست مع امها وهي سرحانه... وتفكر بشكل غير طبيعي.. حتى لما مر سعد وقالهم انه طالع ما شافت أي شئ... ولا سمعت أي حاجه...!!!
يوم الملكه... كان من اروع ما يكون.. وخاصة هند اللي كانت قمه في الجمال والهدوء.. كانت لابسه فستان اورنج وعلى حوافه بعض الخيوط الذهبيه.. جالسه بالغرفه لحد ما توقع على الملاك.. طبعا البنات كلهم كانو حولها.. اللي تمدح.. واللي تعلق وتضحك.. واللي تمزح...
عفاف استغلت فرصة انشغال الكل عنها.. طلعت وسحبت العنود معها.. طبعا لازم تفاتحها بالموضوع... جلسو بالصاله اللي فوق...
وتو عفاف بتتكلم والا غاده طابه عليهم..
غاده : شوفو الخيانه... الحين مو قلت لازم احضر..!!
عفاف كانت تأشر لها عشان تسكت.. لكن غاده ما اهتمت.. وبدت تتحرك لجهة العنود.. مسكتها بصعوبه ووقفتها وبدت تمشي معها.. وعفاف ما فيه مفر الا انها تجاري غاده الملقوفه...
وصلتهم غاده لغرفة مي بما انها الغرفه الوحيده اللي ممكن يشوفون منها بدون لا ينتبه لهم احد..
عفاف : وين ماخذتنا يالمجنونه..؟؟!!
غاده : في مثل هالمواضيع لازم صوت وصوره..!!!
والعنود تطالع فيهم ببلاهه... ما تدري وش السالفه...!!!
وقفت غاده قدام الشباك.. شوي وصرخت : تعالو.. تعالو.. كلهم واقفين برى...!!
عفاف مسكت العنود : تعالي بأوريك شئ..!!
العنود تطالع فيها.. لكن ما رفضت.. فضولها كان يدفها لمعرفة هالشئ...!!
وقفو قدام الشباك.. وهم يطالعون الشباب من تحت.. وكل وحد طايح في الثاني.. يا تهزيء.. يا مزحه ثقيله..
وفي هالوقت بالذات طلع سعود.. وهو مشخص بالبشت ( المشلح ) ويضحك على اشكالهم... قابله يوسف ولفه على ورا.. وسحب البشت منه.. ولبسه وهو يمشي قدامهم كانه عارض ازياء... وسعد يعلق ما قصر...
طبعا البنات في امكانهم يشوفون اللي صاير تحت.. لكنهم ما يسمعون الحوار اللي يدور بينهم..!!!
غاده قربت من العنود : هذا اللي لبس البشت شفتيه..؟؟
العنود بتأمل : ايه.. وش فيه..؟؟
تركتها غاده مع تأملها والتفتت لعفاف وهي تغمز لها عشان تقول..!!
عفاف : وش رايك فيه..؟؟
العنود تطالعها : أنا..؟؟!!
عفاف : ايه انتي..!!
العنود : وليش..؟؟
غاده ملت من اسلوبهم ففجرت القنيله على راس العنود : هذا اخوي يووووسف.. وناوي يتقدم لك.. وش قلتي...؟؟!!!!
العنود سكتت متفاجأه ورجعت تطالعه وهو يرفض انه يفسخ البشت ويعطيه سعود.. وما تدري ليش على طول جا في بالها... زياد.. طردت هالافكار من راسها... والتفتت للباب اللي انفتح وطلت منه مي...
مي بانفعال : يا سلاااااااام.. وش هالاستحلااااااال.. من سمح لكم تدخلون غرفتي..؟؟!!
العنود انحرجت وجت بتطلع بعد ما تعتذر..
غاده ناظرت مي بنظرات عتاب.. وقالت : مو قصدها عنوده.. ترى مي كذا مزحها ثقيييييييل..!!!
تداركت مي الموقف : مو القصد والله.. كنت امزح.. عادي اصلا انتي مثل بنات خالتي... وحياك في أي وقت...!! والتفتت لغاده : وانتي شغلك بعدين يالدبه..!!
غاده : طيب..!! انا دبه.. يالـ..
عفاف تصارخ : خلاص واللي يرحم والديكم.. فكونا.. لو تبدون ما بنتهون الا الفجر... يالله نطلع لهند المسكينه خليناها لحالها..!!
وطلعو كلهم... والعنود معهم وبذهنها صوره يوسف اللي لا يمكن تفارق خيالها...!!!
.
.
.
تمت الملكه.. وهند ما باقي عليها الا انها تنزل لتحت.. لان ماجد راح يدخل يلبسها الشبكه...
نزلت هند على الدرج بمساعدة البنات لها.. ما عدا غاده هي الوحيده اللي نزلت بالمصعد..
نزلت وجلست على الكوشه.. والزغاريد بكل مكان.. ومي ومضاوي مره متحمسين ومندمجين بالرقص... والحريم وسلاماتهم..
لحد ما طلبو من الحريم يتغطون.. لان العريس بيدخل..
دخل ماجد مع سعود اللي وصله للكوشه وبارك لهند وطلع على طول.. وعيون غاده ما فارقته... وهي تشوف كيف وحده من بنات عمه منفجعه.. شوي وتلحقه...!!!
اول ما جلس ماجد بدو اهله بالرقص.. وغيرو عليه جو التوتر اللي كان عايشه... ومع ان المعازيم كانو قليلين بالنسبه لربعهم وناسهم... الا ان الاثنين كانو متوترين.. ومنحرجين من هالموقف...
قامت ام العريس وفتحت الشبكه لولدها.. وهو بدوره وقف قدام هند وهو يلبسها... وقالها بصوت حنون : الف مبروك.. هند..
هند باحراج : الله يبارك فيك...!!
العريس جلس شوي بعد ما لبس عروسه.. وبعدين طلع... على موعد بالزياره... والاتصال..!!!
.
.
من جهه ثانيه كانت عفاف منشغله مع الاتصال اللي ازعجها... وبالاخير لما شافت نظرات امها لها.. قفلت الجوال.. ورجعته في شنطتها... ما دام العنود معها.. خلاص ما تنتظر من احد أي اتصال...!!!
*****************
بعد يومين..
في الجامعه كانت العنود تدور على عفاف اللي سبقتها للكافيتريا.. فبالصدفه مرت على شله جميله... وخافت انهم يكلمونها.. وهي مستحيل ما بترد عليهم... او حتى تحاول مجرد محاوله انها تصدهم... فكملت طريقها بدون لا تلتفت لهم... وما كملت خطوتين.. الا وهي تسمع صوت جميله القبيح.. ينادي باسمها... لكنها ولاول مره طنشتهم وكملت طريقها... وتركت من وراها جميله تغلي من قهرها...
فاتن : تتوقعين ما سمعتك..؟؟!!
جميله بقهر : أي ما سمعتني انتي بعد..؟؟!! الا متعمده...!! والا من متى هالاشكال تردني... بس ما عليه ان ما خليتها تندم ما اكون بنت ابوي..!!
هيفاء بابتسامه ماكره : وش بتسوين يعني..؟؟!!
جميله بتفكير : بسوي اللي ما يسوّى...!! والله لاوريها شغلها زين ما زين... واخليها تعرف هي واقفه بوجه مين...!!!
هيفاء بتشجيع : كفــوووو والله حبيبتي... ايه كذا التخطيط ولا بلاش...!!!
جميله بغرووور : اجل شلون..؟؟ تبغيني اخلي وحده حافيه ومنتفه تجي تذلني.. وتستحقرني.. وعلى ايش.. قالولها انك من اجمل ماخلق ربي...!!! والله تحلم اخليها تتهنى..!!
بدور : اوووه انتو بعد فكونا من هالسالفه... والله.. حاطينها اكبر همكم..!!
جميله بانفعال : لا عيوني... الا هالسالفه... لازم احط لها حد... بس انتظر اللحظه المناسبه... ويا ويلها يا سواد ليلها مني...!!!
بعد كلام جميله وتهديداتها.. ما كان قدام الشله الا الصمت... والرضوخ لواقع انسانه متعجرفه.. متسلطه... وفي لحظه انفعالها ما تعرف عدوها من صديقها...!!!!!!
******************
هند كانت جالسه بغرفتها... تكلم ماجد... من اول ليله والاتصالات بينهم ماشيه..
هند بحياء : مممم.. بكيفك..!!
ماجد : شلون يعني بكيفي... خلاص انتي زوجتي الحين.. وكلها كم شهر ونصير مع بعض.. ولازم قراراتنا وحده... صح..؟؟!!
هند بصوت هامس : صح..
ماجد ما حب يضغط على هند عشان تسولف معه.. لانها مثلها مثل أي بنت بأول تجربه لازم يكون عندها شوية حياء... وهذا احلى شئ في البنت..!!!
ماجد : هنوده..
هند : هلا..
ماجد : يعني ما سألتيني عن اصراري عليك.. وعلى خطوبتي لك اكثر من مره...!!
هند : بصراحه... خجلانه منك..
ماجد : افاااا... حبيبتي مافيه أي نوع من انواع الاحراج والخجل تكون بين الازواج.. بالعكس.. التفاهم والموده هي المطلوبه...
هند بمجرد ما قال حبيبتي.. ذابت.. ما توقعت تجي بهالسرعه... فسكتت وما ردت عليه..
ماجد : هااه.. وش رأيك... اقولك ولا بعديييييين...!!! هههههه...
هند : لا قل.. خلني اعرف سبب الاصرار...!!
ماجد بعد تنهيده : وش اقولك بس.. اقولك انك أسرتيني من اول مره شفتك فيها..
شهقت هند لمجرد ورود هالفكره...
ماجد كمل : اقولك انك عذبتيني بحبك أيام وليالي.. خليتيني مثل التايه.. وهو يبحث عن طوق النجاة.. اربع سنوات وانا اتمنى احصل المواقفه... اربع سنوات وانا انتظر الفرصه المناسبه عشان انزل للرياض... واشوفك... بس للاسف.. هي مره وحده... وثبتت في بالي..
هند كانت تسمع له وهي مو مصدقه انه لهالدرجه عذبت انسان بحبها...
هند بأسى : آسفه ماجد..
ماجد يقاطعها : لا تعتذرين ياحياتي.. اهم شئ انك الحين زوجتي... وحبيبتي.. وكل دنيتي..!!
هند كان على وجهها طيف ابتسامه من كلامه الحلو..
سمعت دق على الباب... فاضطرت تنهي المكالمه..
هند : ماجد... احد يدق الباب.. ما عليش اقفل..؟!!
ماجد : بس توعديني..!!
هند : اوعدك بأيش..؟!
ماجد : انك ما تبتعدين عني.. يكفي اللي راح..
هند : من عيوني..
ماجد : تسلم لي عيونك..
قفلت هند من ماجد والتفتت للباب..
هند : تفضل..
وانفتح الباب... وكان فيصل جاي لحد عندها...
هند من فرحتها فيه بغت تصيح... وهي ترحب فيه : هلا والله.. تو ما نورت غرفتي... لو عارفه ان ملكتي راح تخليك تجي لحد عندي كان من زمااااااااان تزوجت...
فيصل وهو يدخل بكرسيه المتحرك : هههههه اووووف... راح الحياء...!! وغمز لها بعينه..!!
هند باحراج : لااااا... والله ما قصدت... امزح معك...!!
فيصل : ههههههههههههه... ما يحتاج كل هالتبرير.. والله يوفقك بحياتك الجديده..
هند : آميين..
فيصل : وش عندك طولتي علي.. منطول عند الباب.. كني طراااار..!!
هند : ههههههههه... حلوه طرااار... تكرم يا اخوي.. بس كنت اكلم.. وما سمعتك..!!
فيصل : اهاااااا.. اذا على مكالمه... رحنا ملح...!!
هند بحياء : ههههههه...
جلسو يسولفون شوي في مواضيع كثيره... لحد ما دخل سعود وشماغه بيده وشكله مستعجل...
سعود يكلم فيصل : ما شاء الله عليك انت هنا وانا ادورك..!!
فيصل : خير.. عسى ما شر..!!
سعود : يالله البس.. عشان يمدينا انت عارف زحمة الرياض.. واشاراتها...!!
هند : في هذي صدقت... هههههه..
سعود بنص عين : يعني في الباقي اكذب هاااه..؟؟!!
هند : ههههههه.. لا والله مو القصد.. بس وين بتروحون..؟؟!!
فيصل : عندي موعد بالمركز التأهيلي...
هند : اهاا.. الله يعينك.. ويقويك..!!
فيصل : آآآمييين..
****************
عبد العزيز اللي بعيد عن أهله.. جسديا وعقليا.. كان جالس بالشقه لوحده.. ويحاول يشغل وقته بأي شئ بعيد عن محمد ومشكلته مع سامر النذل... بما أنه الوحيد الموجود بالشقه الخاليه... فكان لازم يشغل نفسه عشان يطلع من الافكار المهزومه اللي بداخله..!! قام للكمبيوتر.. وفتح النت.. وما حصل احد اون لاين.. تمنى يشوف وفاء اخته ويسألها عن عفاف.. عن أخبارها... عن انطباعها عنه.. وشعورها اللي لايمكن يتغير بنظره...!!! ترك النت وراح للتلفون.. رفع السماعه واتصل على بيتهم... وطوّل التلفوون وهو يدق ولا احد يرفعه... سكر السماعه.. واليأس بدى يدب في أوصاله... للحظه وحده بس فكر يتصل ببيت عمه... ويكلم عفاف... خلاص شوقه لها بدى يذبحه... بعده يخنقه... يحس بالوحده... بالاغتراااب.. محتاج لاهله وناسه... محتاج لاخوانه... لاحبابه..!!
وهو بقمة يأسه فتح مذكرته.. وسجل كلماته..
ما أجمل أن اخلو مع نفسي..
بل ما أشد حاجتي إلى هذه الخلوة خاصة واني احس بعواصف تقلق راحتي..
وافكار تتزاحم في عقلي...
أشعر أن البيت مجرد سجن..
وأنا فيه محكوم عليّ بالاعدام..!!
واذا لم يكن اعداما فبالاشغال الشاااقة المؤبده..
ان افكاري ،
عقلي ،
قلبي ،
خيالي ،
كلها تعصف.. بي..
أحس بانها تدفعني الى هاويه سحيقه..!!!
لقد تغيرت جميع المقاييس في نظري..!!
ولكن من الغباء أن أظن بأن الانسان يمكن ان يعيش بدون حــب..
كمن ظن ان الارض لا تدور...!!!
اني احس وكأنني أدور داخل دوامه..
كورقه شجرة في مهب الريح...
لكنها يوماً واذا اشتدت تلك الرياح قد تسقط...!!!
*******************
بعد شهر..
وبيوم الخميس يوم ملكة عفاف...
كانت جالسه تتأمل وجهها بالمرايه... ما تدري ليش ما ودها ان هالملكه تتم... يمكن لانها تنتظر عوده الحبيب الغايب.. والامل عندها للحين ما انقطع... ويمكن لانها مو مستعده لاي ارتباط بانسان غير عبدالعزيز.. اليوم الملكه وكل شئ جاهز.. واهلها مجتمعين خواتها وخالتها واعمامها كلهم بعيالهم راح يحظرون هاليوم... وما باقي الا وصول العريس واهله.. وهي بناء على نصيحة غاده.. لبست فستان عاااااادي جدا... هي ما تعرف ليش طاعت غاده فهالشئ.. كان لازم تكشخ مثلها مثل أي بنت ثانيه.. وتتهنى بهاليوم... لكن هي مصره انه ما راح يشوفها الا بيوم الزواج...!!!
انتبهت من تأملاتها على غادة وهي تفتح الباب وتقولها وكل علامات الخوف على وجهها : اللي خفــت منه.. حـصـــــــل..؟؟!!!
الجزء الخامس عشر
واقفه بالصاله.. وتحاول تطلع امها من سلبيتها الواضحه جدا... وخاصه ان هالموضوع يخص ولدها الكبير والغالي على قلبها...
وفاء بضيقه : يمـــه.. الله يخليك سوي شئ...!!
ام عبدالعزيز بهدوءها المعتاد : وش تبيني اسوي.. الملكه اليوم.. واكيد تمت... تبيني اخليها تتطلق عشان واحد ما سأل عنها..!!!
وفاء بدفاع : اتصلي بعمي.. كلميه.. حاولي معه يمكن يغير رايه.. وبعدين الغايب حجته معه.. وانا متأكده ان عبدالعزيز ما يدري..
ام عبدالعزيز بقصد انهاء الموضوع : يدري ولا ما يدري.. البنت تزوجت وراحت لنصيبها...!!!
.
.
.
نزلت من الدرج وبداخلها خيبــة أمل كبيـــرة على اللي قالته لها غاده... اول ما وصلت لنصف الدرج.. كانو اغلب المعازيم راحو... وكانت تشوف قدامها ابوها جالس بالصاله الداخليه.. وامها جنبه.. ويوسف واقف بوسط الصاله.. ويحاول يتكلم بهدوء..
يوسف : ما هي حاله يبه.. البنت ماهي لعبه بيده.. متى ما بغى اتزوجها..!!!!
ابو يوسف : بس هم قالو كلها اربع ايام.. والخميس الجاي نتمم كل حاجه..!!!
يوسف بانفعال ويحاول يبعد نظره عن ابوه : وهالحيوان يسافر بمزاجه عشان شوية فلوس.. ويأجل الملكه على كيفه ولا كأن أحد يهمه..!! لا يبه اسمح لي الوضع هذا ما يمشي على أحد..!!!
كانت عفاف تسمع هالكلام وهي مو مستوعبه اللي قالوه لانها تحاول تبرمج كلمات يوسف وتطابقها مع كلام غاده...
وفي لحظه..
حست ان كل اللي حولها يدوووور.. وبعدها كان كل شئ ظـــــلام...!!!!
.
.
.
صحت على أصوات حولها.. واللي فهمته ان احد قاعد يبكي والباقين يحاولون يهدونه..!!
فتحت عيونها ببطء شديد.. وكان كل اللي شافته اشياء مبهمه تتحرك قدام عينها.. ماكان فيه شئ مميز.. وبعد ثواني رجعت تغمض عيونها باسترخاء في محاوله جاهده لنسيان الواااقع...!!!
.
.
.
طلعت غاده من الغرفه ويالله بالغصب طلعت العنود معها.. اللي رفضت تروح للبيت قبل تتطمن على صديقتها...
غاده في محاوله لتهديتها : خلاص عنوده هذا انتي شفتيها مافيها الا العافيه.. والحمد أزمة وعدت..
العنود وهي تبكي بهدوء : أي أزمة.. هذي مصيبه.. والله يعين عفاف عليها..!!
غاده في محاولة لتلطيف الجو : طيب امسحي دموعك.. تلوووعيين وانتي تصيحين..!!
العنود ابتسمت ابتسامه باهته وهي تحتاول تمنع دمعه من النزول...!!!
.
.
.
الشباب برى واقفين ويناقشون اللي صار.. وكل واحد يشارك برأيه.. طبعا سعد اللي كان في داخله شعور غريب.. يمكن يكون فرح.. ليش لأ..؟؟!! لكنه بروحه المرحه عرف وشلون يغطي على الكل..
سعد بمرح : والله حركه.. أروح أحدد موعد.. وأكنسل..
يوسف كان يطالعه لكنه ما علق عليه.. يعرفه راعي مزح..!!
مهند : والله يا أبو الشباب أنا أشك انه بيجي هاليوم..!!
سعد : أفــــا.. ليش عاد..؟؟ ومنصور أحسن مني..؟؟!!
مهند : ههههه.. الا على طاري منصور.. متى عرسه..؟؟
سعد : والله علمي علمك.. بس لاتخاف أنت أول الحاضرين..!!
سعود بعد صمت : تصدقون أنكم مثال رائع للشباب الفااااااااضي..!!
سعد : ياأخي إذا فاضي.. عشّقه..!!
مهند : ههههههههههههه..
سعود هز رأسه وعلى وجهه شبح ابتسامه على رد سعد اللي عرف يقلب الكلام لصالحه..!!
بعد سوالف طلعت وحده بعبايتها.. وطبعا من بعيد ما يبان من تكون.. فكل واحد سوى نفسه ما يشوف.. وهو لازم يسترق النظر ولو لثانيه..!!
بعد ما قربت منهم.. اتضحت ملامحها.. كانت أم فارس.. وواضح على ملامحها العجله..!!
سعد وهو يلحقها : عسى ما شر يا عمه.. أشوفك مستعجله..؟!!
ام فارس تلتفت لسعد : أنت عارف أن عبد الرحمن ما حضر اليوم.. وفي أي لحظه بيرجع البيت.. والعيال هناك.. وما أبغاهم ينتبهون لشئ..!!
سعد : وهم ليش ما جو معك..؟
ام فارس : الا كانو جايين.. بس راحو للبيت قبلي.. وانا جلست عشان اطمن على عفاف..
سعد : موفقه.. تبيني اجي معك.. ( وبمزح ) تراني أعجبك..!!
ام فارس تغطي وجهها : تسلم.. ما تقصر سعد تعبتك معي..!!
سعد : لا والله تعبك راحه.. كم عمه عندي..؟!!
ام فارس : يالله مع السلامه..
سعد : طمنيني هاه..؟؟
ام فارس وهي طالعه : ان شاء الله..
طلعت ام فارس وسعد واقف يتابعها بنظره.. وهو واقف حس بأن احد واقف وراه.. التفت.. حصل يوسف يناظره..
سعد : أي خدمه يا ابو الشباب..!!
يوسف : أقول سعد.. مو كأن الجرعه اليوم زايده نسبيا..؟!!
سعد : تصدق عاد.. لي فتره ما رحت المستوصف.. موقع معاهده مع الفيروسات.. ابدا ما تجيني..!!
يوسف : هههههه.. تعرف تنكت..!!
.
.
.
وهم بالسياره.. راجعين من بيت ابو يوسف.. كانت ام معاذ تبغى تعرف كل التفاصيل.. وما فيه أمل من زوجها لكنها قالت تحاول وما راح تخسر..!!
ام معاذ وبدون مقدمات ولا كأنها كانت موجوده هناك : الحين ما تقولين وش اللي صار..؟؟
ابو معاذ كان وده يتجاهلها.. لكن بوجود العيال ما عرف يتصرف : تدرين اني ما سألت اخوي..!!
ام معاذ : ولـيــــش..؟؟
ابو معاذ : عشان ما احرجه..!!
ام معاذ : خل عنك بس.. الحين تبي تقولي انك ما تعرف شئ ابد..؟؟!!
ابو معاذ : كل اللي اعرفه.. ان الرجال كلم اخوي وقاله الملكه تتأجل للاسبوع الجاي لان الولد الظاهر انه مسافر..!!
ام معاذ : الـلــه.. يسافر ووراه عرس..؟ ما ينلام ولد نعمه.. كل شئ على كيفه..!!
ابو معاذ : لا حوووول ولا قوة الا بالله.. فكينا منهم.. ويالله انزلي ترانا وصلنا.. وانا تعبان بأنوم..!!
ام معاذ : اوهووه عليك.. اثر التعب ذبحك.. نزل العيال اللي نايمين ورى.. وبعدها رح للي تبي..!!
ابو معاذ : والخدامه وينها..؟؟
ام معاذ : راحت تدخل الاغراض.. وما هي براجعه.. يالله بس خل عنك كثر الكلام اللي ما له داعي..!!
ونزلت ودخلت لداخل وتركت زوجها يصارع لوحده امواج الواقع اللي فرضه على نفسه..!!!
.
.
.
استأذنت العنود بعد ما تطمنت على حالة عفاف.. وبما أن الوقت متأخر.. كانت مها اللي راجعه من السوق مع سواقها تنتظر العنود تطلع لها.. والعنود المسكينه ما قدرت تنفك من غاده اللي تحاول معها تنزل عبير عشان تشوفها..
العنود : والله ما اقدر أخاف تعصب مها..!!
غاده : ما هي بمعصبه.. قولي اني انا ابغاها.. تكفيييين..!!
العنود : انتي اللي اطلعي معي.. على راسك ريشه..؟!!
غاده : والله عليك مخ..!! وشلون اطلع وكل الوفد العائلي برى..؟ وبعدين نسيتي اللي يسوق..؟!!
العنود : تصدقين نسيت..!!
غاده : يالله بانتظرك..
العنود : واذا رفضت..؟؟
غاده بأمل : ان شاء الله ما ترفض..!!
العنود طلعت بسرعه.. كان جوالها يرن مها تتصل عليها تستعجلها.. وما كانت منتبهه للشباب اللي واقفين برى اللي ما باقي منهم الا سعود ويوسف.. لانهم ما كانو واضحين قوة.. لكنهم انتبهو لمصدر الصوت..
وصلت العنود بسرعه للسياره وقالت لمها.. واستغربت من مها مواقفتها.. ولا كأن توها تستعجلها..
نزلت العنود وعبير بيدها.. وقبل ما توصل للباب..كانت غاده جايه تمشي.. وتأخذ عبير بحضنها.. والعنود تضحك على خبالها..
وما كانو منتبهين للاثنين اللي عيونهم كانت شوي وتأكل البنتين بنظرااااااتهم الحاااالمه...!!!
.
.
.
كانت لوحدها بالغرفه.. وتفكر باللي حصل لها.. صحيح هي كانت تتمنى الملكه ما تتم.. لكن شئ بداخلها انكسر.. هي انثى.. وآمالها كانت تسبق أحلامها.. بأن عبدالعزيز يكون هو زوجها.. وشريك حياتها.. لكنها تحت ضغط الواقع.. وباختيارها لرضى ربها بارضاءها لوالدها.. كان لا يمكن تتراجع عن اللي قررته.. لكن انه الرد يجي منه هو..؟؟ شئ ابدا ما تصورته..؟!!
عفاف.. مهما كانت خيبة املها بسامي.. الا انها من الحين بدت تعد العده لحياة طويله عليها.. اذا كان من الاول خون بالموعد المصيري لهم.. واللي مترتب عليه أشياء وأشياء.. فكيف راح تكون حياتها المجهوله معه... لكن بنفس الوقت كانت تحس براحه.. ان هالعقد تأجل..!!
وأن سبعة أيام جديده.. تبعدها عن شريك جديد راح يقاسمها كل شئ بحياتها...!!!!
.
.
.
من وصل لهم سعد الخبر.. ووفاء واقفه فوق راسه وشوي وترقص.. وسعد ميت ضحك عليها..
أما ام عبد العزيز فكالعاده.. كانت جالسه بوقار ومنزله راسها بتفكير... وما أحد يدري وش اللي قاعد يصير في عقلها..!!
سعد : هااه.. الوالده سرحانه... وش عندها..؟؟!!
ام عبدالعزيز رفعت راسها : يا ابوي.. ابيك تعرف أن الدنيا ما تدوم لأحد.. كائنا من كان.. وولدي الغالي.. ولو كان بعيد.. فان شاء الله ما له الا اللي يرضيه.. ويسعده..
سعد التفت على وفاء اللي جلست وعلى وجهها علامات الحيره.. وهم مو فاهمين الكلام اللي قالته امهم...!!
سعد بدون تفكير : والله يايمه اني انتظر هاليوم اللي أشوف فيه أخوي..!!
ام عبدالعزيز بأمل كبير : الله يفرحنا بشوفة وجهه.. ويطمني عليه.. ويحفظه من شر الاشرار ومن شر طوارق الليل والنهار.. ويرده لي سالم غانم..!!
وفاء : يا ســـــلاااام..!!
سعد : كل هذا لعزوووز.. وأحنا وين رحنا..؟؟!!
ام عبدالعزيز : كلكم عيالي وغالين علي.. والله لا يحرمني منكم.. والله يعلم اني ما اسجد الا داعية لكم.. الله يحفظم لي.. يا ربي يا كريم..!!
سعد ووفاء : آمييييييين.. ويحفظك لنا يا اغلى ام بالكوون..!!
.
.
.
بعد رجوعهم المتأخر من بيت الخاله..
مي ما كذبت خبر.. على طول غرفتها.. وشبكت النت.. وبدت في سوالفها اللي ما تنتهي..
وسعود طبعا كان غارق بأفكاره عن غاده.. واذا هي زعلانه ولا راضيه.. ووشلون بيعرف هالشئ..!!
وفيصل.. بدى يبتعد عن الكل أكثر.. بسبب البرنامج التأهيلي المكثف..
أما هند.. اللي كانت جالسه بغرفتها.. كانت تفكر بعفاف وحالها.. لو أنا مكانها.. وش كنت بأسوي..؟!
وحمدت ربها اللي أنعم عليها بواحد يحبها.. ويمووووت على ترابها مثل مااااجد...
وابتسمت لما شافت اسمه ينور شاشة جوالها.. وعرفت أنه داااااايما القلوب عند بعضها...!!
.
.
.
وصلت لبيتها.. وهي تشوف ان سيارته مو موجوده.. يعني اكيد ما بعد جى.. طلعت لغرف العيال على طول.. وحصلتهم ناموا.. اول ما سكرت باب غرفة فارس.. تفاجأت باحد يمسكها من كتوفها..
شهقت شهقة قوية.. والتفت بسرعه تشوف مين..
ام فارس تنهدت بارتياح : رووعتني..!!
ابو فارس وهو يلمها له : اسم الله على قلبك.. ياحبيبتي.. آسف ما قصدت اروعك.. بس حبيت افاجئك..!!
ام فارس : واحلى مفاجأه.. تعشيت..؟!
ابو فارس : اذا فيه عشى من هالايدين الحلوه.. ليش لأ..؟!!
ام فارس بخجل : دقايق بس على ما تبدل.. اكون مجهزه لك احلى عشى..
وراحت للمطبخ.. وفرحتها تسبقها.. من اليوم لازم هي اللي يكون كل شئ بيدها.. حتى زوجها.. اذا هي ما فتحت له قلبها.. وسمعت منه.. وين يروح.. ومن بيسمعه..!!
انهت شغلها.. وهي طالعه بالصينيه لغرفتهم.. كانت تسمع جوالها يرن.. وصلت للغرفه وجلست الصينيه قدامه.. وعلى وجهها احلى ابتسامه..
ابو فارس : انقطع قلبه وهو يدق.. ارحميه وردي عليه..
ام فارس تقوم لجوالها.. وبدون لاتشوف الرقم.. ضغطت زر الاغلاق.. ورجعت الجوال مكانه : خلاص.. قطعناه مره وحده.. ارتحت..؟!
ابو فارس وهو يطالعها.. وفي داخله ممتن لها على كل شئ تسويه عشانه..
ابو فارس وبدون وعي مسك يدها : سامحيني نوف..؟!
ام فارس : أسامحك..؟؟!!
ابو فارس : ادري غلطت بحقك كثير.. وتعديت عليك وضربتك.. واهنتك...و..
ام فارس وهي تحط يدها على فمه تسكته : انسى.. ما فيه انسان معصوم من الغلط.. اهم شئ انه ما يتمادى... صح..؟!
ابو فارس ما جاوبها.. لكن الابتسامه المرسومه على شفايفه.. ونظرات عيونه.. كانت تنطق بالصدق..!!! والحــب.. وكل المشاعر المختزنه بداخل قلوبهم... كعاااشقين...!!!
*****************
بعد يومين
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك