رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -11

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -11

البارت الخامس عشر

يوم الخميس !

لحظة وحدة هي نقطة التحول بحياتنا لحظة وحدة تدمرنا او تبنينا لحظة وحدة ترجعنا اطفال صغار او كهلاً بلغ من العمر عتياً بهاللحظة الوحدة حُرم على قلب أميره راحة البال بهاللحظة كُتب عليها الشقاء الابدي الحزن المقيم الأبي ، حزنها اعند من انه يداويه وقت اعنف من انه تراضيه طبطبة اكبر من انه تواسيه اربع وعشرين معلقه عن الصبر ، ما قدرت تنزل دمعه من عيونها لان الدموع احياناً تكون قاصره لان الدموع لا تعادل ذره من ألم القلب لأنها ما تشرح قصة شقاء ولا ليالي فقد الامان ولا مرارة الخذلان ولا سطوة الظالم ولا الدنيا اذا قررت تهدينا الألم على طبق من فضه ولان القلب كفيل انه يحرقنا ويموتنا الف مره بالثانيه ويجعلنا أسرى حرب المشاعر وفوضتها وحدتها استسلمت له أميره دون ادنى رضى منها لانها هالمره مجبره له ولعذابها ..
ابعدت اللحاف عنها وهي تمشي بخطوات هزيلة جداً تحمل بين جسدها قلب تفننت الحياة بذبحه آلاف المرات دخلت دورة المياة اعزكم الله وقفلت الباب بعنف ينافي هشاشتها الداخلية فتحت شعرها حطت يدها على رقبتها وهي تبكي بقهر ، وش احر من دمعة المحبوب اذا أيقن انه فقد حبيبه !
من طاحت عينها على التاريخ وهي جالسه تصارع الموت اليوم هو يوم موتها اليوم هو يوم التشهير بأنها ماتت وما عاد باقي فيها حياه ضمت كفوفها لمقدمة صدرها وهي تبكي بنحيب : ليشش سويت فييني كذذذا يا يبه ليييه يوم ربي كتب لي انوجع ما انوجعت الا من صوبك يبه ليش ابفهم ليش تذببحححح بنتتتتك يببببببه لييييه تذبحننني لييييه ، كملت كلامها وعتابها لـ ابوها وهي ترتجف وتبكي بصوت يُدمي القلب ..
كلمة امها للحين ما راحت عن بالها ابد ، الجرح لا صار من غالي ماله دوا !
وانا وش يداوي قلبي يا يبه اهه يارب تعبببت تععععبت والله العظيم اني في اشد مراحلي زُهد من هالدنيا ماااابي اعيشش مابي حيااااتي ..
والله والله اموت ليه ما يحسون فيني كلها ساعات بس ويكفنوني بفستاني يارب والله ما اشوفه فستان ولا اشوفه سعاده لي والله اني اشوفه كفن لروحي لحياتي لـ بقايا احلامي .
رمت نفسها بالبانيو اللي امتلى مويا وهي مو حاسه فيه وهي تبكي برجفه قويه قلبها قاعد يحرقها تحس روحها بتطلع من الألم والتعب اللي تحس فيهم : حررررام علييييك يبببببه حرررراااام حررررام


ساعة كاملة مرت عليها وهي بمكانها ما تحركت همها أثقلها تدعي بداخلها ان الوقت يتأخر كل دقيقه تمر تاخذ من عمرها الكثيييير مابي يجي الليل مابي مابي اشوفه مابي وذا من حقي ماااابيييي والله ما اسمح لهم يجبروني عليه والله ما اسمح له يشوفني ويتهنى بذبحي اهلي ذبحوني بس انا مابذبح نفسي والله ما اخليك تلمس مني شعره يا سيف والله لـ اخسرك والله لـ اندمك والله لـ اذبحك مثل ما ذبحتني وانا حيييه وان ما مت من القهر والغبنه بتموت من الضمأ والله ما ارويك قطره مني والله ما تتهنى بـ امييييره والله والله اهه اااااااهه
ام سند طقت الباب عليها بتردد وهي تتنهد بضيق : اميره يا بنتي افتحي الباب
اميره ناظرت لـ باب دورة المياه بحقد وقامت بصعوبة راحت لـ باب غرفتها وفتحته بملامح بارده عكس النار اللي احرقتتت روحـها ..
ام سند ناظرت لها بصدمة وهي مرعوبه من شكلها كانت وكأنها جثه واقفه أمامها ..
هذي اميره ! هذي بنتي ! هذي ضحكتي ! وشصار من ذبح هالروح من حول الملامح الجميله لـ هالملامح اللي ما تشبه الاحياء بشي !
خذت البورنس وجات لها تركض لفته عليها وهي تعاتبها بخوف ورعب : امييييره وشسويتي وشسويتي تبين تذبحين نفستس انتي !!!! شايفه كم درجة الحراره ، تعالي هنا لمت شعرها الطويل داخل المنشفه وهي تمسح جبينها بخوف وتسمي عليها اخذتها لحضنها وهي تبكي بصوت مكتوم : اميره يا بنيتي لا تسوين كذا بنفستس
ارتفع صوت بكاء امييره وبكت معاها ام سند بـ حزن عليها ..
وش أشرس و أقوى من بكاء المقهور ؟
بكت بعنف ما يناسب رقتها بكت السنين اللي راحت هباء منثوراً بكت حبها لـ محمد اللي احرقه أبوها وحوله لرماد بكت وهي تشوف انها مالها حق فيه بكت أحلامها بكت سنين انتظارها بكت وهي تتذكر ان الليله بتكون على ذمة رجال غيره !
ام سند مسحت على شعرها بـ ألم : لا لا يا اميره لا يا امي لا تبكييين يا حبيبتي لا تبكيييين
اميره كملت بكاها بتعب وعلى الأقل تبي يكون لها حق بهالشي ليه يذبحون أحلامها قدامها وما يسمحون لها تعزي نفسها بهزيمتها بتبكي بتنوح عليييه هذا حب طفولتها مراهقتها وشبابها هذا حبيبها هذا الانسان العظيم بصدرها هذا فرحتها وضحكتها هذا الشخص الوحيد اللي خلاها تتمسك بالحياه وتبقى فيها ..
ام سند ببكاء : ليه يا يمه تسوين بنفستس كذا ليه يا اميره ليييييه


اميره رفعت راسها من حضنها ودموعها تاخذ مجراها على وجهها الرقيق جداً : وشفيتس افرحححي ليي يمه انا بصير عروس اليوم انا بنفسي رحت اتسبح عشان يسوون لي شعري ويحطون لي ميك اب ، ناظرت لها بعيون مُنهكة من كثر البكاء ، بعدها شبيسوون علميني ايه صح بلبس فستاني اكسسواراتي بعد وحذياني ، وضحكت بهستيريا ، بنرقص كلنا راح نرقص وانا برقص معاكم برقص برقص برقصصص
ام سند بكت بكاء موجوع : لا يا اميييره لا يا امي ما ارقص على عذابتس ما ارقص على قهرتس اهدي يا روحي انتي ما تدرين وشبيصير يا بنيتي ما تدرين يمكن سعادتس على يد هالرجال اللي انتي ما تبينه
اميره صارخت : سعادتي على يد سيف !!
ام سند بحزن : اميره يا امي ارتاحي اللحين بتجي الكوافيره وانتي تبكين وتصيحين ارتاحي يا بنيتي خلييها تعدي هالليله ذي على خييير
اميره ناظرت لها بتعب : بتعدي بس بشرط واحد والله ان ما صار ما تعدي هالليله على خيير
ام سند ناظرت لها بفضول وحزن : وش هو قوليييه ؟
اميره رفعت عيونها لـ امه بتعب : ما يشوفني
ام سند ناظرتها بصدمه : كيف ما يشوفتس بيصير رجلتس ولازم يدخل يلبستس الدبله لازم يشوفتس لازم
اميره ناظرتها بأنهاك وهي تهدد بصوت يرجف وتبكي : والله والله ما يشوفني ولـ ـو شافـ ـني والله والله لا اخرب الملكه والله العظيم
ام سند مسكت يدينها وهي تشد عليها بغضب : امييره يا بنيتي وش هالكلام صاحيه انتي اكيد الولد يبي يشوفتس
اميره صارخت : انا مااااابييي اشششوففه مااااابي ماااااااااابيييي مابييييي يمممه مابيي تكفيييين مابي اشووووفه
ام سند حضنت وجهها بين يدينها : خلاص خلاص اهدي مالتس الا اللي يرضيتس واللي تبينه بيصير امري لله بدور عذر اقوله لهم اللحين تعالي غيري ملابستس وصلي الظهر الكوافيره بتجي بعد ساعه يالله يا بنيتي يالله الله يجعلني اخذ ضيمتس ، قامت بتعب وضيق على حال اميره ..
فالجانب الآخر .. عند سيف !


صاحي من ساعات طويلة تاريخ اليوم من جماله حرم عليه لذة النوم ما قدر ينام وهو يتخيل عُمق فرحته الليلة من البارحة وهو يدعي ان ربه يتمم لهم على خير وتتهنأ عيوني بشوفة حبيبتها !
الليله يديني بتلمس يدينها الليلة بشوفها وبجلس معاها بس ما راح ازعجها كثير بمشاعري بخبي لها كل شي لا تزوجنا ..
حبي لها خوفي عليها سنين انتظاري لها والمحاتة ! كل شي بخليه بقلبي وبحكيه لها لا تزوجنا اهه يا اميييره اهه لو تدرين وش انتي بقلب سيف !
زاحم افكاره المَتلهفة والمشتاقة صوت ابو نوره
هو صحيح احنا التقينا هو صحيح انتَ قبالي !
ابتسم بهيام وهو يضع يده اليمين على قلبه ويغمض عيونه لان أجمل المشاعر نحس فيها ما نشوفها !
سيف بهمس هائم : اوعدتس لا اخلي لتس من اسمتس نصيب واعيشتس اميره يا اميرة قلب سيف !


العصر


خذت جوالها وهي تفتح على رقمه بتردد خايفه انه يرفض طلبها تعبت من صدة لها !
كل ما قربت منه خطوه أبعد عنها آلاف الخطوات تعبت منه و تعبت من شوقها لـ هذا الانسان الجامد الخالي من المشاعر البشرية !
ما عندها حل الا انها تطلبه اشتاقت لـ ايام اول صدق انها ما عاشت معاه ايام سعيدة كثير يعني صارت بينهم مشاكل كثيره خاصة الفترة الاخيره ، بس هي ما تنكر انها عاشت معاه لحظات سعيدة وجميلة جداً ابتسمت لـ سلسالها المُعلق على عُنقها الطويل والمُمتد على نحرها شديد البياض لمَسته بكف يدها اليسار و على ثغرها أبتسامة عَذبة وهي تُلقي على نفسها الوعود والعهود : اوعدك بحافظ على حبي لك بتبقى الجازي تشوف الحياة بعيون سند !
اصلاً يكفي انها جابت منه ولدين واللحين حامل كل ما ناظرت لعيون عيالها تغفر له اخطائه تحط له مليون عذر و عذر رغم انه اوجعها كثير بس حُبها له غفر له إساءاتة وأغلاطة المُتكررة بحقها ابتسمت وهي تردد بهيام : ويحق للمحبوب ان يتدللا !
اتصلت عليه وعلى طرف ثغرها إبتسامة مُتلهفة له ولـ ايامهم القديمة ..!
وصل مسامعها صوته الذي إعتادت عَليه صَلف حاد جاف جداً : هلا
الجازي تُعيد الروج على شفتيها وسط ابتسامتها التي لم تفارق ثغرها ابداً : يصير اطلبك شي وما ترفضني هالمره !
سند بفضول ممزوج باللامبالاة : يصير
الجازي بأبتسامة : تتذكر ايام زواجنا قبل نجيب العيال تتذكر كيف كانت حياتنا سعيده !
نزلت عيونها ورفعتها بـ لهفة وهي تمنع نفسها من تذكر جروحه اللي هاجمت ذاكرتها بِعنف في هاللحظة : يصير الليله نرجعها !
سند بـ رفض تام : الماضي ما يعود !
الجازي وقفت بضجر وهي تضع يدها على صدرها بـ بحزن اعتلج روحها : سند تعبت من شوقي لك ليش ما تحس فيني ! قلبي يذبحني وانا اشوفك كل يوم قدامي ومالي حق فيك تكفى لا تحرمني منك بس هالليلة والله اشياء كثير بتتغير اوعدك بنعيش حياه حلوه مع بعض اوعدك بعدل من نفسي انا والله مدري وش أخطيت فيه بس بتغير بسوي كل شي بخاطرك انت تامر على قلبي والله ، اوعدك كل شي تبيه بيصير !
سند أسند ظهره على الكنبه وهو يقلب السبحه بين يدينه : بشوف مقدر اقولك كلمة اللحين وبعدين ألقى نفسي عندي إلتزامات ، اردف كلامه ببرود فضيع ، او حتى يمكن مالي خلق !
الجازي اردفت بضيق حاولت تخفيه بس بان من صوتها : انت تدري انا وشكثر احبك !
سند تنهد وهو يعدل جلسته : الجازي
الجازي بـ صوت هائم : عيونها وروحها ! سند تكفى لا تردني وربي ما اطلبك كثير وهالطلب صغيرون بالحيل وانت تقدر عليه بعد !
سند : ماهو صغيرون
الجازي بضجر : سند وربي الكل بيرجع لـ بيته نهاية اليوم حتى انا وانت ، خلنا ننبسط شوي بنسهر سهره حلوه مع بعض
سند تعب من إصرارها و بدا يلين لها شوي : والعيال !
الجازي بأستعجال : بخليهم عند امي بتحطهم بـ عيونها وخواتي هناك وشقلت !
سند بعد تفكير استمر لـدقائق : تمام
الجازي بـ نبرة مُتلهفة : يصير نسهر الليلة بـ فندق زواجنا !
سند بهدوء وهو يرص على اسنانه : ابششرري
الجازي بأبتسامة عَذبة : بقولك شي اخير !
سند بغضب : الجازي وشفيتس اليوم !!
الجازي بضحكة فاتنة سرقت فيها قلب سند رغم مُكابرته وإدعائه بأنها ما حركت فيه شي : تدري امي وشتقول لي قبل كم شهر !
سند بـ قلة صبر : وشتقول يـ الجازي !
الجازي بنبرة هائمة متعمدة انها تحرك فيها مشاعر سند اللي تشك انها موجودة اصلاً : تقول ليه متزوجه من عشر سنين وما عندتس الا ولدين !
سند فهم قصدها ومتعمد انه يستفزها أكثر : قولي لها انتس جلستي مدري كم سنه تبلعين بـ حبوب منع الحمل
الجازي بقهر واضح من صوتها : ماعَليه يا سند ! المهم اشوفك على موعدنا لا تنسَى مع السلامه
سند براحة بعد ما تأكد انه استفزها وعَكر مزاجها : مع السلامة يـ الجازي ما عندتس شي اخير بتقولينه بعد
الجازي بتعب : لا ، وقفلت
مسحت دموعها اللي انهمرت على خدها الرقيق بغزارة : يعني ما تدري اني خذيتها مضطرة لاني تعبت من حملي الاول والثاني ! ما راح تكسرني يا سند ابداً و بظل احبك رغم كل شي وانت بعد بتحبني بس صبرك علي ..
الساعة الثامنة حُزنـاً ..
في زاوية الغرفة تجلس مُنطوية على نفسها وكأنها تمنع الجميع من رؤيتها بهذا الحال الكسيف !
حتى في أشد لحظاتها أحتراقاً وذبُولاً كانت تكتفي هي بمواساة نفسها بـ نفسها المُصاب مُصابها والألم ألمَها والنار تأكل من روحها هي ليس من روح أحد آخر !
شدت من أحتضانها لـ نفسها وهي تُعزي نفسها بـ خسارتها الفادحة !
ماهو أعظم ألم للقلب أشد من فقد الحبيب !
لحظات قليلة تفصلها عن قَدرها المأساوي الأليم ..
لحظات قليلة سوف تَربطها بـ رجل آخر مجهول لا تعلم عنه سوى شيئاً واحد ، أسمه فقط ..
كيف أصَبح اليوم نصيبها وقـدرها !
وقفت أمام باب غرفتها لـ دقائق وهي تسرق النظر لـ اختها !
فستان أسود جميل جداً لمَ يستطيع لونه ان يُقلل من جماله ابداً إكسسوارات أنيقة للغاية تسريحة شعَر أنثوية جداً ..
راحت لها بخطوات ثقيلة وتكلمت بـحرقة بانت من صوتها الرقيق : امور
اميره لَم تُعير وجودها اي أهمية ولا حتى كلفت على نفسها بـ انها ترد بكلمة واحدة فقط ..
كل شي ثقيل عليها كل شي مُتعب بهاللحظة كل شي مُنهك للغاية !!
شَعرت بـ يد الهنوف اللي تمسح على شعرها الناعم بـ حنان صَادق : اميره يـالله يا عيوني انتي ، استعدي دقايق وبننزل للناس تمام !
اميره رفعت وجهها وناظرت لـ اختها بنظرات تائهة : ارفضه !
الهنوف حضنت وجه اميره بين يدينها واردفت بعبرة تعتلج صدرها : ما يمدي يا اميره هذا نصيبتس خلاص !
اميره نزلت يدين الهنوف وشدت عليها واردفت بكلماتها المُتعبه برجفه قويه : بكيت بكيييت لين طاح راسي جلست اترجاه الف مره حلفت له مليون مره اني ما ابيه ولا اشوف سعادتي معاه حتى قلت له اني متأكدة ان امي عايشه ما راح تخليني وانتم بعد بتكونون معاي ما يفهم الهنوف ما يفهم !
الهنوف باست يدها اللي كانت ترتجف واردفت بحرقة على اختها : الله يجعلني بالموت قبل افكر بـ يوم اني اخليتس انتي كل شي بعيون الهنوف مو بس اختي !
ما كملوا حواراهم لمَن دخلت عليهم المَها والابتسامة تعَلو ثغرها كانت هيئنها مُلفتة جداً وأطلالتها أنثوية بطريقة مُلجمة من شدة جَمالها : عروستنا الحلوة جاهزة ؟
الهنوف شَدت على يد اميره وكأنها تمَنحها شوي من قوتها : امور يا روحي انتي امي جايه اللحين وكلنا بنروح معاها
المَها وقفت اميره وجلست تتفحص شكلها : قمر قمر ! بس لحظه الروج لازم نعيد عليه ..
اميره بـ تعب : ما راح تعيدين عليه انا بس بتخلص هالحفلة الخايسة بغسل وجهي
المَها : اموور خليني اشوف شغلي وبعدين تعالي هنا
اميره ناظرت لها بخرشة : وشفيه !
المها بضحكه من خرشة اميره : خففي حلاوة شوي وشتبين تسوين بـ ولد الناس انتي !
الهنوف بضحكه يتخللها نظرات أعجاب لـ اختها : وربي من دخلت عليها وانا منبهره من جمالها ماشاءالله بس خفت امدح تصفقني
اميره غصب عنها ابتسمت وهي تسمع ضحكات خواتها ..
ام سند دخلت الغرفة وهي تذكر ربها على بناتها وخاصة اميره ، حضنتها وعيونها تلمع بالدموع اللي ما طولت وذرفتها على خدها المليئ بالتجاعيد ..
المَها اللي كانت حساسه جداً بـ رغم مُكابرتها : يمه يمه لا تخلينا نصيح احنا بعد خلاص تكفين ترا عاجبني الميك اب مابيه يخرب
ام سند بحزن على اميره اللي تعلم يقيناً انها مُجبره على هالزواجه كلها ، أيضاً بفرحة لـ بنتها اللي أخذت رجُـل نظيف القلب واللسان بيصون بنتها وبيحافظ عليها مسحت دموعها بطرف طرحتها : يالله يا اميره تعالي معي
اميره رجعت خطوتين على ورا بـ رهبة من عظمة الموقف اللي اصبح الان لا مفر منه أبداً ، دقت عقارب الساعة وحانت ساعة اللقاء ، حان قدرها الأليم يُرفرف أمام عينيها مشت مع امها عايشه وخواتها اللي كان واضح على عيونهم انهم يقاومون دموعهم رفعت عيونها للحضور ، شافت بنات عمامها كلهم هنا وكم شخص أيضاً يبدو انهم تلقوا دعوة من اشخاص ماً ، صحت من غيبوبة أفكارها على صوت التصفيق والاغاني اللي كانت عالية حست بيدين ريم تحضنها والابتسامة تَعلو ثغرها : يا مرحبا والله بنتنا يا مرحبا والله بـ حرم سيف !
اميره ناظرت لها بـِ هدوء من دون أن تتفوه شفهاهها بكلمة واحدة ..
هي واثقة ان امها مُستحيل تخذلها وتجرحها هي واثقة ان امها مُستحيل تأذيها لِدرجة انها تخلي عيونها تلتقي بعيون ذلك الرجل البغيض والمكروة بداخلها ..
مَشت وهي تُقيم بداخلها آلاف الشتائم لـ سيف !
ام سياف سلمت عليها وهي تحتضنها بـ حُب ونظرات إعجاب : ياهلا بـ زوجة الغالي
اميره ناظرت لها بنظرات باردة لا تعبر عن اي شي إطلاقا !
..
بعد مرور نصف ساعة كاملة !
وسط اصوات صخب الحضور ونظرات الإعجاب لـ أميرة وبنات ام سند أيضاً ، تقدمت ام سياف إلى ام سند لتخبرها انهُ حان وقت عقد القران ، لكن الصدمة ان سيف مُصر على أن يرى اميره !
اميره عزاها انها لن تراه أبدًا وهالشي طمنها مبدئياً لكن حَست ان فيه شي !
نظرات امها اللي كان يبدو فيها التوتر وان هناك امر مُزعج قادم لا محالة !
بعد دقائق قليلة ..
سند بغضب : كيف ما تبي تشوفه وشتقولون انتم ، الرجال يبي يشوف زوجته وهالشي من حقه اظن !
ام سند : يا وليدي اختك ذا شرطها علي وانا وافقت حلفت ما تعدي الملكه على خير لو شافها
سند اردف بنفس النبرة الغاضبة : خلوها تجيني بسرعه
ام سند مسكت يد سند اللي بانت عروقه من شدة غضبه : طلبتك يا ولدي لا تهاوش اختك هي تعبانه بدون شي
سند اخذ نفس عميق وزفر بغضب : يمه الله يطول بعمرتس خليها تجيني انا طالع من عند الرجال ، والرجال متجهز وينتظرنا خلي البنت تجي انا اعرف اتفاهم معاها
ام سند بـ قلة حيلة : دقايق
ذهبت بخطوات متوترة لـ اميره وقالت لها انها تبيها بموضوع ما ينفع تتكلم فيها معاه هناك راحت معاها أميرة للمكان المقصود ..
سند رفع حواجبه وناظر لها بأستغراب : وش الكلام اللي امي تقوله !
اميره بـ نبرة حادة : ابد مثل ما سمعت بالضبط وبيصير بعد
سند سحب يدها له وهو يخفض من حدة صوته الذي يعتليه غضب شديد : علي بالحرام لو ما عقلتي وخليتي ذا الحفلة تعدي على خير لا ادفنتس بمكانتس
اميره سحبت يدها من يده بصعوبة وأردفت بـ نبرة مُماثلة لـ نبرته الكريهة : من انت ابوي ! ولي امري ! ولد عمك لو يموت ما شافني وهذا اللي عندي
ام سند بـ تعب : خلاص يا عيال خلاص بتذبحوني انتم
سند ناظر لـ امه : ولا لكم بالطويلة الرجال عشر دقايق وهو عندكم حطوا هالشي ببالكم يالله مع السلامة
اميره ضربت رجولها على الأرض بغضب شديد وهي تقاوم رغبتها بالبكاء قهرها قبل ومُستمر بـ قهرها إلى هَذه الساعة : تخسي انت وياه تخسي ما اكون بنت ناصر إذا ما خليتك تندم ..
ما أعار رفضها اي أهمية راح لـ قسم الرجال ببرود تام ليس مستغرب من سند أبدًا ..
-
راحت للمطبخ وهي تُقيم بداخلها آلاف الشتائم لـ أختها بعد ما عرفت انها رافضة دُخول سيف وتلبيسها ولا تعَلم شي عن الملحمة التي تُقام بـ مكان آخر من هذا المنزل !
في وسط شتائمها اللفظية الغاضبة جداً سقط إكسسوار يُزين معصمها أرضاً ، قبل تجيب الاكسسوار المُلقى على أرضية المطبخ أصطدمت بـ جسم ضخم أغمضت عيناها بـ ألم وهي تتآوهه بـ كلمة واحدة .. اهه
سياف وضع يده من خلف ظهرها وتحديداً على خصرها النحيل خوفاً عليها من السقوط وهو يُحدق بعينيها الجميلتان بـ ذهول تام : من أنتي !!
المَها من الصدمه التي تُداهمها في هَذة الاثناء لم تستطيع حتى ان تُحسن التصرف للأسف أن ردة فعلها كانت انها تصارخ بصوت عالي بـ رعب ..
أسرع سياف بـ وضع كف يده اليسار على فمها بـ غضب شديد محاولة منه لـ منعها من الصراخ : قصري صوتتس ماني بـ ميت عليتس ! انا جاي ابي الحمام وش جابني هنا
المَها ناظرت له بعيون تتخللها الدموع وهي تحاول الفرار من بين يديه الضخمة : ابعععد عني
سياف وقفها بغضب وصد للجهة الثانية بـ الرغم من غروره وعجرفته التي هي طبع فيه !
الا انه شعّر انه لازم يبرر موقفه لـ هَذة الانثى الرقيقة التي أمامه : جيت بالغلط كنت قاصد الحمام شفت الباب مفتوح دخلت ، زفر بغضب ، وش هالتصميم المعوق !
المَها ناظرت له بقهر ولا امداها ترد عليه بكلمة واحدة وهي تراه يختفي عن انظارها تماماً ، تحسست روجها اللي لا مُحال انه انحاس وهي تشعر برائحة عِطره الأنيقة جداً تُهاجم حاسة الشم لديها بشكل فضيع ..
راحت لـ غرفتها و التوتر والذهول همَا سيدَان هذا الموقف أعادت على الروج وذهنها لازال مُعلق عند أخر لحظة جمعتهم سوياً وهي ترا نفسها بـ أحضان رجُل لا تعلم عَنه حتى ابسط الاشياء ناظرت لـ نفسها بالمراية : من هذا !!
-
في منظر جميل جداً دخلوا عيال الجد سلمان حامد و ناصر مُمسكان بيديهم سوياً والابتسامة لم تفارقهم منذوا دخولهم أبداً حيث بدأوا بالسَلام على أميره ، بِـ رفقة أخوانها و عريسها التي هَي من أشد الكارهين لـه ..
ما بالهم يتهافتون بالسلام على تدميري هل بالسَلام مَذمة اما اننا من شدة الألم نرى السَلام احياناً عِقابا !
اميره سيف !
مَشاعر مُختلفة تماماً فـ الأول هائما على وجهة من شِدة العشق والأخرى تُعزي قلبها بـ فقدها رجُل آخر ليس له مميزات إضافية عن قدرها الأليم وأبن عمها سيف ، لكن العشق إذًا حَل بقلب أنسان جعل من ذلك المحبوب مَلكاً مُنزهاً !

البارت السادس عشر

وحين تلتقي العيون ..
منذُ دخولة وهو في حالة غياب عن هذا العالم بـ الرغم من كثرة الاشخاص حوله ومن الاصوات المُحبة التي في الخلف ومن عزف الاغاني والآلات الموسيقية التي تُشتت الانتباة إلا انه لا يرى سواها أحداً !
منذوا الثانية الاولى وعيناه لم تُفارق عيناها أبداً وكأنها هي الحضور والأغاني و الامنيات وكل الناس سِواها عَدم !
في الجانب الآخر ..
تَمنت في هَذه اللحظة ان تكون تُراباً ان تكون حائِطاً او لوحاً ان تكون ورداً امَ شوكاً لا يهم المهم ان لا تكون إنساناً !
مَا نـوعه الألم الذي يجعلك تتمنى أن تصبح كُل شي سوى أن تكون إنساناً !
أشرس آلام الحياة وأقواها أثـراً وأشدها بَقاءًا هِيَ في قلبها هذه اللحظات !
منذوا دخول والداها وعِيناها لم تُفارق عينيه ابداً ..
لِماذا يبتسم والدي هل بالعذاب إبتساماً !
لِماذا يُهنيني والدي هل بالنار هَناءُ !
لِماذا لم يبكيني والدي أليس من طقوس العزاءٍا بُـكاءًا !
لِماذا لِماذا و تـكثر لِماذا !
هل يعتقدون ان شقائي يستحق إحتفالاً لماذا تُقام الاحتفالات على دمارنا !
جميع معاني الخيبة تتجسد هُنا بين أضلاعها النحيلة !
من بين كل تلك الأحداث التي حدثت قبل قليل هناك حدث واحد مُعلق بذاكرتها !
عائلتها !
والداتها واقفة بطريقة مائلة ويدها على ثغرها واضح جداً أنها تبكي ..
أيضاً رأت شقيقها الأكبر سند يَنظر لها بنظرات مليئة بالشماته و التحدي ، وشقيقها الثاني فهد يَنظر لها بنظرات ليس لها معنى أبداً سوى انهُ على طرف ثغره طيف إبتسامة بسيطة جداً ، امَا شقيقها الأصغر فيصل فـ كان حزين جداً وحاله يُشبه حالها كثيراً !
قبل ساعه تقريباً
تَقدم أبو سند وعلى ثغره طيف إبتسامة وبين يديه الكتاب حتى يتم عقد القِران : يالله وقعي يا بنيتي وقعي هنا عشان يتم الزواج
اميره رفعت عيونها لـ أبوها بنظرة رجاءً اخيرة بالمقابل والداها لم يتفوه بـِ كلمة واحدة سوى ان عينيه تفيض بالتهديد والغضب تجاهها !
اميره نزلت عيناها للكتاب وهي ترى توقيعه وبصمته استمرت نصف دقيقة وعيناها تُحدق بتردد ورهبة !
سقط القلم من بين يديها إلى الارض ..
سند رفع عيونه لـ فيصل بحدة : هات لها القلم
فيصل بادله النظرات الحاده وتكلم بمرارة واضحه من صوته : انا ما اجرح اميره
أخذ القلم سند ووضعه بين يديها من ثم وضع كف يده اليمين خلف ظهرها ونزل إلى مستوى اذنها واردف بصوت لا يسمعه احد سواهما الاثنان وهو يقمع عصبيته بداخله : قسم بالله لو ما توقعين بسرعه ما تنامين الليلة الا بالمستشفى ..
اميره ارتعش قلبها من كلماتة القاسية وناظرت للكتاب وبصعوبة وبعد عدة محاولات وقعت وبصمت !
اخذ سند الكتاب من بين يديها بِـ عنف شديد بدون حتى ان يُبارك لها سمعت صوت والداها وهو يبارك لها وراح إلى قسم الرجال امَا فيصل ما تحمل الموقف وعجزت شفاهه عن التفوه ولو بكلمة واحدة ثم لحق بـِ والده !
والِدتها مُلتزمة الصمت وعيناها تفيض بالدموع واخواتها أيضاً كذلك ..
حينما وزع الله الرحمة على بني آدم هل كان لـ أبي و أخي مِنها نصيب !
في الزمن الحالي ..
من شدة حُزنها لم ترى خطيبها التي أتت به الحياة كَـ وسيلة منها لـ تشييد العناء في قلبها !
شعرت بقشعريرة من نظراته التي كانت غريبة جداً ..
عيناه مليئة بـ كلام .. حكايا .. تفاصيل .. لم يُسعفها حزنها بـ قراءتها او على الأقل مُلاحظة تلك التفاصيل حتى أنها من شدة حزنها لم تنتبه لـ تفصيلة واحدة أبداً !
أبو سياف وأخاه أبو سند وأخوانها و سيف أمامها يلعبون بالسيوف جميعاً كان يُشاركهم فيصل من باب المُجاملة والاحترام لـ والده وعمه فقط ..
سيف أتىَ بخطوات ثابتة وعَيناه لَم تُفارق عيناها أبداً !
امَا عيناها فـ كانت تُحدق بـ الفراغ !
ما كان بـ ذلك الفراغ يا تُرى وما سبب تلك النظرات الحَزينة الضائعة !
امّ انَ بالفراغ أحلامَ تحطمت قبل ان نظفر بِها !
امّ انَ بالفراغ أشخاص شيدوا بـ قلوبنا الخِذلان !
امّ انَ بالفراغ عاشق هَزمت الأقدار قلبه !
امّ انَ بالفراغ هَزائم خفية لا يراها أحداً سِوانا !
تَمرد على برودها و سرحانها حينما وضع كف يده اليسار على كف يدها اليمين ، أرتعش قلبها من لمسته التي كانت حنونة جداً وهو يُحدق بـِ عينيها بأستغراب !
ناظرت لـ عيونه بـ نظرات حادة دليل رفضها لـ هَذه المُبادره منه : لا تلمسني !
سيف ناظر لعيونها بـ أستغراب في حين ان عَيناه تلمع بـ حب و لهفة لـ تلك الأنثى التي بجانبه : اميره
كان اسمها لذيذ جداً من بين شفتيه وكأنها تلك الحلوى اللذيذة في العصر الفيكتوري التي لا يأكلها سوى الملوك !
أستمرت اميره بالتحديق بـ عَيناه بـ ذهول تام !
حضن سيف يدها اليمين وهو يشد عليها وعلى ثغره طيف إبتسامة عَذبة أردف بـ تنهيدة : لا تعذبيني اكثر من كذا
اميره حاولت بشتى الطرق انها تفلت من قبضته القوية جداً بدون أن تُثير شك احد من حولها اردفت بـ نبرة مُنتفضة خائفه : اتركني
سيف ما زالت الابتسامة على ثغره : اتركتس ؟
اميره اشاحت ببصرها للجهة الثانية من شافته يتنهد !
سيف قَبل يدها وحضنها بين كفيه اردف بـ حُب مفضوح من عَيناه و حديثه : اميره ، اوعدتس راح اخليتس تعيشين بنعيم اوعدتس ما راح اقصر عليتس بشي ابد
اميره سحبت يدها من يديـه وهِيَ تَسمع العهود التي يقطعها على نفسه : ما عاد فيه شي اسمه نعيم !
سيف رفع حواجبه وناظر لعيونها بأستغراب
اميره ارتجف فكها من قربه الزايد منها ومن نظراته ومن كلامه الغزلي ومن تنهيداته : بروح لغرفتي
سيف شد على يدها وهو يثبتها على الكنبه اللي جالسين عليها : وين وين ! اجلسي معاي شوي غرفتس ما لها جنحان ما بتطير لا طلعت روحي لها
اميره بصد : بروح خلصت الحفلة خلاص
سيف مسك يدها : ما خلصت ، اميره باخذ رقم جوالتس من ريم ولا تعطيني اياه ؟
اميره ثبتت عيونها بـ عيونه واردفت بـ تهديد غاضب جداً : والله لو تاخذ رقمي اني حرام عليك طول عمري
سيف بصدمه : وش تخربطين انتي؟
حس بغبنة منها ترفع الضغط ترفع الضغط لكن ما حب يضغط عليها اكثر من كذا اعطاها مليون عذر و عذر : ماعليه يا اميره شوفي اللي يريحتس وسويه ، واردف بـ نبرة حزينه بعض الشي ، انتظرتس سنين ان شاءالله بتحمل شهر !
اميره ناظرت لـ عيونه بـ طيف إبتسامة : ايه زين
سيف أبتسم من إبتسامتها العَذبه : تدرين ان ابتسامتس عذاب !
اميره ناظرت لـ عيونه بـ برودها المُعتاد واشاحت ببصرها للحضور ..
استمرت تلك الليلة وتلك الأحاديث !
راح سيف لـ الرجال بـ صعوبة ما يبي يبعد عنها ثانية امَا اميره فَـ راحت لـ غرفتها دون أن تُعير الحضور اي أهمية من الغضب الذي يعتلج صدرها !
-
هُناك أيضاً فتاة شديدة الجمال والأنوثة حتى أنها من فرط أنوثتها و رقتها تُقسم أنها أرق النساء وأشدهن عَذوبة !
بخطواتها الرقيقة مَشت وصوت كعبها يُسابقها راحت لـ المها : وينها ؟
المها قربت ثغرها من أذن نوره وهي توصف لها شكلها : فستانها بِنك شوفيها هناك اللي شعرها طويل عسلي
نوره بعد ثواني من الوصف البسيط نوعاً ماً : هذي عروب !
المها بهدوء : ايـه هذي عروب
نوره بلعت غصتها بـ مرارة شديدة وكأنها سكين تَجرح حنجرتها واردفت بصوت هامس : نروح انا وانتي نجلس معاها شوي بعد السَلام و السوالف نكلمها عن الموضوع !
المها بتوتر واضح جداً : نروح بس انا خايفه سهم يهاوشتس ولا يسوي لتس شي !
نوره : ماعليتس من سهم خليه علي انا امشي نروح لها انا بكره راجعة للرياض اذا ما كلمتها اليوم ما اقدر اكلمها بـ وقت ثاني !
المها بـ تفهم وأيضاً بـ حزن وهِيَ تعلم ان نوره تُصارع الموت بهذة اللحظات وهِيَ تسلم حبيبها لـ إمرأة أخرى : مشينا يا نوره
بعد ثواني ..
المها وقفت قدام عروب ومعاها نوره اللي كانت نظراتها غريبة نوعاً ماً ..
عروب وقفت بأبتسامة بسيطة لمَن شافتهم جايات لها وناظرت لـ المها بـ إستغراب !
المها بـ إبتسامة لطيفة : اعرفتس هذي نوره بنت عمي وترا جايه عشانتس تبي تشوفتس
نوره مدت يدها وصافحت عروب ، حست بـ لسعة تجري بـ دمها وبركان من النار يُدمي قلبها : هلا عروب ..
عروب بضحكة هامسة : وش عرفتس بـ اسمي !
نوره رفعت عيونها لـ المها : اعرفتس من المها ، اجلسوا بنات ..
بعد دقائق من السوالف السطحية !
المها بـ تردد رفعت عيونها لـ عيون نوره التائهة المُتوجعة : نوره بتقول لتس شي
عروب ناظرت لـ نوره بأبتسامة عَذبة : اسمعتس ياقلبي
نوره بـ بمرارة : جايه اخطبتس
عروب بخجل واضح وعَلى ثغرها إبتسامة : احرجتوني والله
المها كملت الكلام هي ما تبي تجرح نوره ولا تبيها تضغط على نفسها اكثر من كذا خاصة ان نوره حساسة ودمعتها قريبة : شوفي هو الرجال متزوج
عروب بـصدمه : متزوج !
المها بـ مرارة : بس زوجته ما تحيب
عروب بعد ثواني : عقيم !
المها بـ حزن : ايه
نوره بـ تنهيدة مُتألمة عميقة جداً وكأنها صَلبت روحها وهي تخرج منها : زوجي
عروب ناظرت لـ نوره بصدمه : انتي عقيم !
المها هزت راسها بالايجاب اردفت كلامها بمرارة أعتلجت ثنايا قلبها ويدها تَحضن يد نوره : عروب ما فيه وحده نقدر نزوجها لـ سهم اكثر منتس انتي ! انتي غير انتس طالبتي و انا اعرفتس زين واعزتس انتي جارتي بعد اتمنى لتس الخير مستحيل اعطيتس انسان مو كويس صدقيني سهم ولد عمي انسان طيب جداً و كريم و محترم بيصونتس ويحطتس بعيونه الثنتين وبيحافظ عليتس
عروب بصمت : طيب بفكر !
المها بإبتسامة هادئة : من حقتس فكري وخذي وقتس وردي لي خبر
عروب أبتسمت بـ لُطف وأشاحت ببصرها عن المها وهي تُحدق بـ نوره بعد ما عرفت انها زوجة سهم واللي لو وافقت عليه بتكون طبينتها !
تفكيرها كله أصبح محصور فيها وقفت عند نقطة ما قدرت تتجاوزها أبداً انا كيف باخذ واحد زوجته بـ هالجمال والأنوثة هي بعد جميلة بس تحس أنها قبيحة أمام نوره كان جمالها مُتعب جداً جداً ..
-
بعد أنتهاء الحفلة ..
في منزل ابو سهم في غرفتهم الخاصة اللي متعودين يجونها سهم و نوره بالإجازات طبعاً بـ طلب من ام سهم اللي تحب نوره ومتعلقة فيها بالحيل وكأنها بنتها بالضبط بالأصل الغرفة لـ سهم لكن أملاك سهم حلال لـ نوره اكيد ..
بخطواتها الرقيقة أقتربت من سهم وهي تساعده بـ خلع جاكيته واضح جداً انها معاه جسد فقط امّا روحها في مكان آخر ..
سهم ناظر لـ عيونها بحنيهّ أعتادت عليها نوره بـ الرغم من ان سهم انسان عصبي من الطراز الأول ودمه حار : كيف كانت الحفلة !
نوره بأبتسامة عَذبة : حلوه ومرتبة تحسها كذا خفيفة على القلب ومرت بسلام بس كان فيه شي غريب
سهم يسمع لها بـ تركيز : ايش الغريب !
نوره خذت الجاكيت لـ الدولاب بعد ما نَزعته منه : مدري اميره حسيتها متضايقة كذا تحسها بعالم ثاني تصدق حتى ما شفتها تبتسم طول الحفلة ساكته وتناظر للأرض !
سهم كمل تبديل ملابسه حتى يلبس البجامه وينام كان مُرهق جداً : يمكن مستحيه ما تدرين !
نوره ناظرت لـ عيونه بـ نفي وهي متأكدة ان اميره فيها شي : الحياء مو كذا فيه شي ثاني حسيتها حزينه
سهم بأستغراب : عاد سيف مبسوط ومستانس لو بكيفه زواجه وملكته بـ يوم واحد
نوره ما حبت تطول اكثر من كذا بذا الموضوع لان هي بعد عندها موضوع مهم : الله يوفقهم ويتمم لهم ع خير
سهم : امين ، اردف بـ ضحكه وهو يجلس على السرير ويناظرها بخبث : نور تذكرين يوم زواجنا
نوره ناظرت له بطرف عين وهي تدري انه يبي يستلمها طقطقه : انت من ثلاث سنين تطقطق للحين ما شبعت
سهم ضحك بصوت مرتفع وهو يتذكر شكلها لمن كانت خايفه منه وتبكي : كنتي خايفه بالحييل كنتس شايفه لتس جني
نوره ضحكت بداخلها وهي تتذكر شكلها اردفت كلامها بقهر : اي والله كنت خايفه وانت ما تستحي ، انا طول عمري ما اعرفك ولا توقعت بتخطبني ما اعرف الا اسمك وانك ولد عمي عبدالعزيز !
سهم يبي يستفزها : ولا انا ما اعرفتس ابد حتى اسمتس ما اعرفه
نوره بغضب : بالله وابوي وش ينادونه
سهم بضحكه : ايي صح
نوره عطته ظهرها وجلست على السرير وهي تشبك جوالها بالشاحن
سهم بأبتسامة : قسم بالله ما توقعت عندي بنت عم بـ هالجمال ابد !
نوره ناظرت له : ولا انا كنت احسب عيال عمي كلهم شينين مافيهم الحلو بس لا
سهم سحب يدها بقهر منجد انقهر ترا : وانتي وشدخلتس بعيال عمتس مزاييين ولا شيون
نوره سحبت يدها من يده : بعععد عنني بس كسرت يدي وبعدين ترا مافيه نوم اللحين لان فيه شي لازم تعرفه

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات