رواية بين الامل والالم اسطورة -10
إيش رايك أخطبها لك .
صمت طارق لدقيقة حتى ظن الجميع أنه سيرفض مثل السابق ولكنه تكلم بجدية : يمه أنا موافق تخطبيلي بس ما أبي هذي البنت ..صمت ينتظر ردها..
كادت تطير أم طارق من الفرح وقالت وهي مبتسمة بفرح : أشر للبنت اللي تبي وأنا معك والله منى عيني أشوف عيالك وأشوفك مرتاح ..ودمعت عيناها من الفرحة ..
نهض طارق من مقعده وجلس بجوار أمه على الكنبة المزدوجة ومسح دموعها : يا الغالية كله ولا دموعك مانبي دموع .
أم طارق : من فرحتي يا ولدي ..وأكملت باستفهام ..منهي البنت اللي تبيها وأروح أخطبها بكره لك .
طارق بجدية : ما يحتاج تروحين تخطبين ..لاحظ نظرات الحيرة الاستغراب رسمت على كل الوجوه وأكمل ..لأني أبي أمــــــــــــــل.
****
شادن : يووووووووووه يا أمل ما شفتي قد إيش أمي وأبوي فرحوا بهذا الخبر ..وابتسمت بخبث وأكملت .. والحين قولي يلاااا كيف خليتي أخوي يطيح وما أحد سمى عليه .
أمل بتوتر وقد أحمر وجهها من شدة الخجل وهي تحدث نفسها "ما دريتي يا شادن أنه قال لأمك ما يحتاج أنك تخطبين لأني أنا اللي خطبته موب هو آآآآه يا أمل إيش هذا الذل اللي أنتي فيه " وردت بغضب تغطي به خجلها : لا طيحته و لا طيحني وبعدين خشتي مقابله خشتك أربعه وعشرين ساعة كيف بطيحه ها .
شادن بأسف عندما لاحظت احمرار وجه أمل وظنته من الغضب : سوري أمول ولا تزعلين حقك علي ..ونظرت لها بحب وأكملت ..والحين قلت لك السالفة كلها قولي ها موافقة .
أمل باستغراب : موافقة على إيش ؟؟
شادن بخبث : على أخوي طارق .
أخفضت أمل رأسها بخجل وخوف وزاد احمرار وجهها وصمتت .
شادن بفرحه : يعني نقول مبروك ..ونهضت تريد إخبار أهلها ولكن أمل أمسكت بيد شادن حتى تنتظر وسألتها شادن .. إيش فيك ؟؟
أمل بخجل : انتظري لا تروحين .
شادن باستغراب : ليش ؟؟
أمل بذات الخجل : استخير وأرد عليك .
ضمتها شادن بحب وردت : استخيري و إن شاء الله ترتاحين طارق طيب وانتي كمان ربي يوفق بينكم ..ضحكت وأكملت ..ههههههه وعقبالي .
ضحكت معها أمل : ههههههههه آآآمين .
***************
بعد أن غادرت شادن لتنام دخلت أمل غرفة النوم وأبدلت ملابسها وهي تكاد تسقط من شدة النوم وما إن تمددت على الفراش وتغطت باللحاف حتى سمعت رنين الإنتركوم ألقت نظرة على الساعة في معصمها فوجدتها تقارب الحادية والنصف انتظرت ثواني ولما أحست بإلحاح المتصل نهضت على مضض وسارت باتجاه الصالة بعينين نصف مغمضة ورفعت السماعة وقالت بصوت ناعس : ألو .
صمت الطرف الثاني للحظة ورد ببرود : السلام عليكم .
تنبهت أمل وكأنها أخذت أقوى منشط وحدثت نفسها "طارق إيش يبي إن شاء الله خير" وردت بجدية : عليكم السلام .
طارق ببرود وسخرية لاذعة : نمتي ولا تفكرين بالعرس ..صمت لمدة عرف أنها لن ترد عليه أكمل بذات السخرية .. مصدقه نفسك تستخيرين وتفكرين وأنتي إللي عرضتي علي الزواج بك بمعنى أصح خطبتيني ..وضحكة بستهزاء .. ههههههههههههههاااي ..وأكمل .. دنيا عجيبة صاروا الرجال ينخطبون موب يخطبون ..صمت وأحس بتسارع تنفسها وشهقاتها المكتومة..
أمل بصوت مبحوح تسأله : الحين دقيت تستهزئ فيني لو كنت ماتبي ليش وافقت من البداية .
طارق بجدية : أنا ما أقول كلمة وأتراجع عنها ولا تنسين إنك أنتي ترجيتيني لما وافقت ..أمسك للحظة وأكمل .. أنا دقيت عليك بقول لك كلمة ورد غطاها.
أمل باستفهام : إيش تبي ؟؟
طارق ببرود : أنا قلت لك أول إني موافق أتزوج لكن بشروطي وأتذكر إني ما قلت لك إيش أبي صح .
أمل ببرود : صح .
طارق بجدية : أبي عيال .
أمل بفزع : لا لااا إلا هذا الطلب الله يخليك ما أبي خلاص ما أبي أتزوج ..وانفجرت تبكي بحرارة ..
استغرب من ردت فعلها العنيفة وعندما توقفت عن البكاء بعد عدة دقائق سألها باستغراب: ليش ما تبين تجيبين عيال؟؟ ..وأكمل بحدة .. وبعدين أنا ما نيب لعبة عندك شوي تبين تتزوجيني وشوي تقولين خلاص مابي أتزوج كلمه وحده هي تتزوجيني غصب عنك وشرطي يتنفذ .
أمل بقوه : بس أنت قلت كل واحد ماله دخل فالثاني وبعدين أنا ما أبي عيال.
طارق بغضب كتمه وتكلم بين أسنانه : موب كيفك أنا اللي أقرر .
أمل بغضب وصرخت بقوة : والله والله ما أخليك تقرب مني ..وأقفلت السماعة وانفجرت تبكي وجرت إلى غرفة النوم وفجرت أحزانها على وسادتها وهي تسمع رنين الجهاز ولكن لن تجيب عليه بعد اليوم ..
وغفت على دموعها ..
****************
وفي اليوم التالي استخارت أمل كثيراً وسألتها في المساء أم طارق فأجابت..
أمل باستحياء : موافقة يمه .
أطلقت أم طارق الزغاريد إعلاناً بالفرح وحضنت أمل بحب : مبروووك ياعمري ..ودمعت عيناها وعندما رأتها أمل انفجرت تبكي وأخذت أم طارق تهدئها تارة وتبكي معها تارة أخرى حتى فرقت بينهما شادن والتي تضحك وبعينيها الدموع ..
شادن بسخرية : خلاص قلبتوها عزا أحنا نبي نفرح وأنتوا تبكون الله المستعان .
ضحك عليها الجميع ومسحت أمل دموعها وكذلك أم طارق وتقدمت شادن من أمل وحضنتها بحب : مبروووووووك أمولتي .
ابتعدت شادن وتقدمت شهد وسلمت عليها وباركت لها بحب .
جلس الجميع يتحدثون قليلاً وادارت أم طارق رأسها لأمل وقالت : أمل بكره العصر حنروح أنا وأنتي وعمك أبو طارق وطارق بيت أبوك عشان يملك عليك طارق ها إيش رايك .
أمل بخجل : سوو إللي تشوفونه مالي راي بعد رايكم .
أم طارق بحب : الله يكملك بعقلك يا بنتي .
****************
بعد العصر في اليوم التالي ..
كانت أمل جالسة وعينيها تسبح في اللاشيء وهي غارقة بالتفكير وكانت تمسك في يدها مجموعة من الأوراق .
أنزلت رأسها ونظرت إليها وقلبتها وهي تهمس بمحتواها : ورقة طلاق ..وفتحت أخرى وكانت شهادة وفاة إبراهيم وهي تهمس .. إبراهيم سعود الـ... , بعد إيش صار اسمك كذا يا إبراهيم بعد ما صرت تحت التراب آآآآآآه الله يرحمك ..قلبت الأخرى وكانت شيك بمبلغ 100 ألف ريال .. والله قليله فحقك والله قليله . وأوراق أخرى منها صور لكرت العائلة وغيرها من الأوراق أمسكت بها وأدخلتها في ظرف كبير وأغلقته سمعت طرقاً على الباب فسمحت بدخول شادن التي ما إن رأت الظرف استفهمت : أمول إيش هذا الظرف ؟؟
أمل بهدوء : أوراق جابها سعود قبل شوي .
شادن باستغراب : مين أعطاك إياها .
أمل ببرود : أعطتني وحده من الشغالات وقالت بابا طارق يقول هذي الأوراق لك .
شادن بخبث : أها قلتي لي طارق , الحبيب بدا شغله من الحين .
صمتت أمل ولم تعطها أي بال .
شادن بهدوء : المهم بابا وماما يقولوا لك تجهزي الحين حتروحون .
هزت أمل رأسها بالموافقة ونهضت لتلبس عباءتها وخرجت شادن وتبعتها أمل و التي ما إن خرجت حتى نهض الجميع متوجهون إلى منزل أبو أمل ..
ركب الجميع السيارة وساروا حتى وصلوا إلى القرية ثم وصفت لهم أمل مكان المنزل بالتحديد وتوقفت السيارة عند منزل شعبي ذو دهان جديد وباب كبير من الحديد باللون البني ,,
تكلمت أمل بهدوء : انتظروا لحظة أشوف أبوي إذا موجود وكمان أشوف لكم طريق.
أم طارق : روحي يا بنتي إحنا ننتظرك .
ترجلت أمل من السيارة وسارت حتى وصلت إلى الباب ثم طرقته عدة طرقات حتى سمعت صوت والدها خلف الباب بأنه آتٍ وانتظرت ثواني حتى فُتح الباب وظهر والدها فألقت التحية ..
أبو أمل : عليكم السلام , نعم تبين ســ ..
قاطعته أمل : لا يبه أنا أمل .
ظهر الضيق على والدها وتكلم بغضب : إيش جابك موب أنا قلت لك لا ترجعين مره ثانيه هاااا يلا إرجعي من وين ما كنتي .
خنقت العبرة أمل وردت بصوت أبح : يبه الله يخليك إسمعني ..إزدردت لعابها والغصة التي خنقتها .. هذي آخر مره أجيك , شوف السيارة اللي هناك فيها ضيوف يبون عندك الله يخليك يبه دخلهم تراهم ناس غالين عندك.
صمت والدها للحظة ثم رفع رأسه تجاه السيارة ودقق النظر لعله يرى شيئاً ثم قال بأمر : روحي ناديهم ودخلي الحريم وسوي القهوه والشاهي سلمى موب فيه يلا بسرعة .
أمل بفرحه : مشكور مشكور يبه ..وانطلقت مسرعة لتناديهم وتسمح لهم بالدخول وصلت للسيارة وقالت .. حياكم تفضلوا .
ترجل الجميع من السيارة وساروا باتجاه المنزل و تقدمت هي وأم طارق للدخول أولا ثم دلف أبو طارق وابنه اللذين توقفا عندما رأيا أبو أمل ..
أبو طارق وطارق بصوت واحد : السلام عليكم .
أبو أمل : وعليكم السلام , حيا الله من جانا .
أبو طارق : الله يحيك ويبقيك ..وتقدم أبو طارق إلى أبو أمل وصافحه وتفرس فيه أبو أمل والآخر مبتسم ..
أبو أمل بتفكير : الوجه هذا موب غريب علي .
أبو طارق بابتسامة : تذكر يبو خليل .
ابتسم أبو أمل إبتسامة واسعة ومشرقة : حيا الله الخوي حيا الله عبد الله ..وتبادلا الأحضان بحب أخوي مصفي وكان الجميع ينظر إليهم بتأثر وأكمل أبو أمل ..كيفك وأخبارك وينكم رحلتوا عنا ونسيتونا ..
ابتسم الآخر بحب : والله ما نسيناكم ودورنا عليكم وبعدها أشغلتنا الدنيا , كيفك إنت عساك بخير .
أبو أمل : الحمد لله نحمده ونشكره على فضله .
أبو طارق : الحمد لله ..ابتعد عنه وأشار إلى طارق .. هذا ولدي طارق .
أبو أمل تقدم إلى طارق وصافحه : حيا الله طارق حياك يابو زياد عساك بخير .
ابتسم طارق باحترام : الحمد لله كيفك إنت يا عم .
أبو أمل : الحمد لله , تفضلوا حياكم الله ..سمع صوت أنثوي خلفه يناديه ..
أم طارق : كيفك يابو أمل , أنا علياء صديقة ساره الله يرحمها إن كان تذكرني .
طغى الحزن على أبو أمل ورد عليها : هلا يأم طارق , أكيد أذكرك والله أن ساره ما كانت تقطع سيرتك وكانت تتمنى تقابلك مره ثانيه .
خنقت العبرة أمل وأم طارق وكذلك أبو أمل ولكنهم جميعاً تماسكوا وردت عليه أم طارق : الله يرحمها وأنا تمنيت أقابلها لكن لا اعتراض على القدر.
أدخل أبو أمل ضيوفه لمجلس الرجال وأدخلت أمل أم طارق لمجلس النساء واستأذنتها لتذهب وتعد القهوة والشاي .
بعد عشر دقائق أعدت أمل صينيتين كبيرتين كل واحدة وضعت فيها دلة القهوة وإبريق الشاي والتمر والفناجين حملت الأولى ووضعتها عند باب مجلس الرجال وطرقت الباب بخفة وقالت بصوت حازم : يبه القهوه والشاهي عند الباب ..ثم انصرفت حتى لا تواجه أباها ..
خرج أبو أمل من المجلس وحمل الصينية وأدخلها وقدم لضيوفه القهوة أولاً وأكملوا أحاديثهم التي كانت تدور عن ذكرياتهم وحياتهم سابقاً .
صمت أبو طارق قليلاً ثم تكلم بجديه : يابو أمل أنا جايك اليوم أطلب يد بنتك أمل لولدي طارق .
تفاجأ أبو أمل من طلب أبو طارق ورد بهدوء : والله لوهي ذبيحه ماعشتك لكن ..صمت لحظة يفكر كيف سيفتح الموضوع ثم أكمل .. شوف يا طارق أشوف أنك رجال على خير وما ينقصك شيء لكن ما يصير تتزوج وحده مثل أمل ..صمت لحظة وأكمل بجديه وحزن ومرارة .. أمل خانت زوجها وحملت من غيره وسمعتها منتشرة بين الناس وأنا ما أبي أخدعك ولو واحد غيركم جاني ما أقوله ها الكلام لأنه عرضي لكن أنتم غالين ولا أرضى عليكم الشينه ..صمت وأنزل رأسه دليل على الذل ..
أبو طارق بحميه : أرفع راسك يا رجال ترى بنتك بريئة من ها الكلام وهذي فريه افتراها سعود عليها .
رفع أبو أمل رأسه متفاجئ من معرفته بسعود ونظر إليه يستحثه على الإكمال .
أبو طارق بجديه : أمل رفعت على سعود قضية نفي نسب وقذف ولما سوو تحليل لإبراهيم ولدها وسعود طلعت النتيجة أنه ولده وأمل بريئة ..صمت لحظه ثم أكمل .. وأمل ما فيه مثل عفتها والتزامها تراها تربيتك يا رجال وارفع راسك إنك جبت مثل هالبنت .
شعر أبو أمل بالفخر والحب لابنته وابتسم بفرح : الله يبشرك بالجنة والله انك فرحت قلبي بهالكلام والحين أقول لك يا طارق تراها لك وأنا موافق .
طارق بهدوء : الله يسلمك يا عم وأنا يشرفني لكنــ..
قاطعه والده : يابو أمل لازم تسألها عن رايها الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا تنكح الثيب حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، وإذنها الصموت) .
أبو أمل بجديه : لكن أنا أعطيتكم كلمه و..
قاطعه أبو طارق : لا يابو أمل هذا أمر الرسول لا فوقه أي عادات ولا سلوم وأنا أخوك .
أبو أمل وقد نهض ليسألها : صدقت الحين أروح أسألها وجايكم استأذن .
أبو طارق وطارق : إذنك معك .
خرج من مجلس الرجال متوجهاً إلى الصالة المتوسطة المنزل ونادى بصوت جهوري : أمــــــــــــل تعالي أبيك .
*****
قدمت أمل القهوة والشاي لأم طارق وجلستا تتحدثان بمواضيع متفرقة حتى سمعت أمل صوت والدها فخفق قلبها بعنف وانتصب واقفة على الفور واستأذنت من أم طارق وخرجت للقاء والدها ..
أمل بصوت مرتجف من الخوف وهي مطأطئة رأسها : نعم يبه .
جلس أبو أمل على أحد المقاعد وقال بصوت آمر ومنخفض : اجلسي .
جلست أمل على أحد المقاعد وكان يفصلها عن والدها مقعد مفرد .
أكمل كلامه بعد أن جلست : عمك أبو طارق قال لي إنك شكيتي على سعود عند الشرطة وطلع أنه اتهامه لك باطل ..هزت أمل رأسها بالموافقة وقلبها ينبض بخوف من الكلام التالي وأكمل والدها عندما هزت رأسها موافقة على كلامه .. عشان كذا لما خطبك طارق ما وافقت فالبداية لكن لما عرفت إنك بريئة وافقت عليه لكن بما أنك مطلقة لازم أسألك إذا كنتي موافقة على طارق ولا لا وأذكرك إني ما أقدر أخليك عندي فالبيت وإنتي عارفه هالشيء عشان كذا لمصلحتك توافقين على طارق .
رفعت أمل رأسها وقد غرقت عيناها في بحر من الدموع من كلمة والدها التي يعيدها تكراراً فهذه الكلمة تجرحها وقالت بصوت مبحوح وحزين : إللي تبيه يبه أنا مـــــــــــــــوافــــــــــقــــــــــة .
......... : موافقه على إيش يا روح أمك ..
*********
صور متناثرة على المكتب
وأوراق مبعثرة في كل مكان
وزهور ذابلة في قنينة على الرف
وحقيبة ملقاة بها بعض الألبسة
والباقي على الأرض وفي أدراج الخزانة
تلفت أبحث عن صاحب هذا المكان
فظهر لي من خلف الباب شخص ذو وجه كسير
رسمت عليه الأحزان آثارها
وخطت الدموع مجراها
تقدم مني وسألته
من أنت ؟؟
قال بحزن : أنا الأمـــــــــــــــل
فسألته : ولماذا أنت بهذا الحال
فقال: إنها قصة طويلة لا يسع لها المقال
فقلت : أخبرني بها
فقال : لا أستطيع فأنا راحل .
فقلت : أوجزها لي في كلمات .
فقال وهو يهم بالرحيل : لو جمعت حروف اسمي لظهر من حطمني .
فقلت باستغراب : من هو ؟؟
فقال : إنه الألـــــــــــــــم .
ورحل تاركاً حكاية جمعت الضدان
كتبتها بحبر قلمي وعلى رزمة أوراقي
و ختمتها بــ (حكاية رحيـــــــــــــل الأمـــــــــــــــل)
*****************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الحادي عشر ـــــــــــــــــــــة
******************************
مقتطفات من الجزء القادم /
......:طيب يا أمل أنا تخدعيني طيب والله لتندمين .
......:إذا إنتي ما تبيني أقرب منك أنا أتقرف إني أقرب من وحده قربها رجال غيري ولا موب أي رجال إلا سكيييييييير ...
.......: أمل ما أدري أحسك موب موافقة برغبتك على الزواج يا بنتي ؟؟ إذا شيء فخاطرك قوليه أنا مثل أمك ؟؟
.......: أقول عبد الرحمن فكني من غبائك كنك ما تدري عن شيء ..وتنهد بهم وألم سكن صدره وأكمل وهو يهم بالمغادرة .. آآهـ الله يعين بس خلاص روح تعش وأنا بدخل عند الهم .
سبحان الله
&< ~^((الجزء الثاني عشر))^~ >&
~[( استوطن الألــــــــم أوطاني )]~
أمل : اللي تبيه يبه أنا مـــــــــــــــوافــــــــــقــــــــــة .
......... : موافقة على إيش يا روح أمك ..
رفعت أمل رأسها عندما سمعت صوت سلمى التي كررت جملتها بغضب وصوت عالٍ : تكلمـــــــــــي موافقة على إيش .
أبو أمل بجدية : سلمى نقصي صوتك عندنا ضيوف ..نظرت له تستفهم عن هويتهم وأكمل أبو أمل .. عبد الله ولد عمي وزوجته علياء إن كان تذكرينهم.
هزت سلمى رأسها بإيجاب : إيه أذكرهم بس ..وأشارت إلى أمل باشمئزاز.. وهذي ليش جايه معهم ؟؟ وبعدين إيش السالفة موافقة على إيش ؟؟
أبو أمل بهدوء : ولدهم طارق خطب أمل ووافقت ..
سلمى بتقزز : ما شاء الله تتزوج وهي خاينه لسعود وحملت من غيره والله و عرفتي تفرين راس الرجال يا بنت ســـــــــــــــوير .
أبو أمل بغضب : سلمــــــــــــــى , أمل بريئة وسعود اتهمها ظلم ..
والتفت إلى أمل الجالسة بهدوء ومطأطئة رأسها وسألها باستغراب .. أمل كيف وصلتي لهم ؟؟ وبعدين وين ولدك ؟؟
عندما سمعت أمل سؤال والدها تفجر الحزن الذي في قلبها وشهقت بقوة وسالت دموعها ثم نهضت مسرعة إلى الصدر الحنون الذي ضمها منذ وفاة ابنها دخلت عند أم طارق وهي تقول بصوت متقطع من البكاء : يــــــ ــــــــمـــــ ـــــــه ..استقبلها الحضن الحنون وربتت على ظهرها بحب وتأثرت بدموعها وقالت تهدئها : بس يا بنتي يا أمل بس حبيبتي ليش كل هالبكا خلاص يا روحي ..هدأت أمل قليلاً من بكائها ولكن شهقاتها مازالت مستمرة ولكن بخفوت ..
بعد صمت دام دقائق هدأت فيه الأنفاس تكلمت أم طارق بهدوء : والحين قولي إيش حصل ؟؟ وليش كل هالبكا ؟؟
أمل بصوت مخنوق ومبحوح من أثر البكاء : لا ما حصل شيء ..وتغير وجهها لحزن شديد وأكملت .. بس أبوي سألني عن ولدي وما استحملت أنه أقرب الناس لي فالدنيا هذي كلها وما يعرف إيش حصل لولدي .
تنهدت أم طارق واستغفرت ثم أكملت : الله يعوضك يا عمري .
هزت أمل رأسها بالإيجاب وهي ساهمة ..
**
أما في الصالة فعندما سألها والدها وتركته دون إجابة استغرب من بكائها وأحس بأن هناك ما يكدر ابنته ولكن لا يعلم ما هو ووقف هو الآخر بصمت ودخل إلى مجلس الرجال وترك سلمى التي هي الأخرى متعجبة من حال البنت ووالدها فعدت الأمر دون اهتمام ودخلت مجلس النساء ورحبت بأم طارق ببرود وجلست صامته ..
**
أما في مجلس الرجال عندما دلف المجلس وهو صامت وشارد الذهن أحس الاثنان بأن أمل ليست موافقة فوجه والدها لا يدل أنها موافقة ولكن تكلم أبو طارق وسأله : ها يابو أمل سألت البنت ؟؟
تنبه أبو أمل من شروده ورد وهو مازال في حيرته : ها إيه إيه موافقة مبروك يا ولدي يا طارق ..ورجع وصمت مرة أخرى ..
طارق : الله يبارك فيك يا عمي .
تعجب أبو طارق من صمت أبو أمل فسأل باستغراب : خير يا خوي يا إبراهيم عسى ما شر إيش فيك سرحان تعبان ولا شيء .
تنبه أبو أمل مرة أخرى : ها لا لا ما فيه شيء الحمد لله أنا طيب بس ..صمت للحظة ثم أكمل بتساؤل .. بس أمل كيف وصلت عندكم وبعدين ولدها إبراهيم ما شفته معها وينه فيه ؟؟
تردد أبو طارق من الإجابة على سؤاله وخاف عليه أن يتعب وهو يرى الحال التي وصل لها من ضعف بنيته وتحلق السواد حول عينيه وعظام وجهه البارز وعندما نظر لعينيه أدرك مدى تعلقه وإصراره لمعرفة الإجابة فتنهد واستغفر بهمس وأكمل : هذي قصة طويلة أخاف ما يمدي أقولها ..ونظر لساعته و أكمل ..بقي نص ساعة ويأذن المغرب .
أبو أمل بإصرار : لا بيمدي إن شاء الله عشان بعد المغرب نجيب المأذون عشان يملك للعيال .
أدرك أبو طارق أنه لا مفر من الإجابة فتكلم بهدوء وحزن : قبل عشرة أيام كانت أمل تمشي بالشارع وكان فاضي وقطعته هي وولدها وطاحت كورته وجرى ياخذها وما انتبه للسيارة إللي كانت مسرعة وووصدمته و مات .. رفع رأسه ونظر إلى أبو أمل وشاهد نظرة الصدمة في عينيه ثم ما لبثت أن أصبح حزن عميق انتهى بنزول دمعة شامخة وحيدة على خده ومسحها ولاحظ بأنه يسترجع بهمس ثم أكمل .. واللي صدمه لما شافهم فر من موقع الحادث وكانت أم طارق ماره بالسيارة وشافت كل شيء ونقل الإسعاف أمل وولدها لمستشفنا اللي فيه طارق ,ولما بلغت أمل عن الحادث طبعاً كتبت أم طارق لوحة السيارة جابو إللي صدمه وطلع ..نظر له قبل أن يفجر القنبلة الثانية وأكمل .. أبوه ســــعـــــود.
وقف أبو أمل بعنف وفتح عينيه بدهشة وتكلم بغضب وحزن مرير : حسبي الله عليه حسبي الله عليه ..جلس ووضع يديه على رأسه ومازال يتحسب على سعود والآخران صامتان متأثران بحالة أبو أمل الذي أكمل بهدوء حزين ..وإيش صار بعدها ؟؟
أبو طارق بهدوء : تفاهمت معه أمل لأنها رفعت عليه قضية نفي نسب وقذف غير انه صدم ولدها لكن أمل عفت عن القضايا الثانية وطالبته بالدية.
صمت أبو أمل وصمت الطرف الآخر كذلك لثواني تخللها رفع أذان المغرب ووقف الجميع استعداداً للصلاة .
بعد الأذان وبعد أن أكمل الجميع أذكار الأذان تكلم أبو طارق بأمر لطارق : دق على أي مأذون يجي بعد المغرب .
طارق بهدوء تحته براكين من الغضب والرفض للواقع الذي يعيشه الآن : حاضر يبه ..وانزوى عنهم حتى يتم مكالمته ورجع لهم بعد دقائق وأكمل بذات الهدوء .. خلاص المأذون حيجي بعد المغرب .
أبو طارق و أبو أمل : الله يتمم على خير .
وخرج الجميع إلى المسجد ..
** هناك طرف رابع استمع لما قيل و وذهب لينفذ خطة قد تقلب الأمور رأساً على عقب ..
**************
أنهت أمل صلاتها وكذلك أم طارق وجلستا تنتظران الرجال فأم طارق لديها علم أن العقد سيتم بعد صلاة المغرب ..
بعد دقائق صمت اخترقها أصوات الرجال بالخارج ومن أصواتهم يدل أن هناك رجل غريب معهم ..
مرت دقائق كثيرة مرت على أم طارق بالترقب والفرحة ترفرف على قلبها, وعلى النقيض فقد مرت على أمل بالخوف والتوتر والحزن الذي خيم على قلبها .
تطاولت الدقائق حتى قاربت الساعة وقارب وقت صلاة العشاء وهما لم تسمعا أي منادي ولكنــ
بعد مدة من الترقب والانتظار سمعتا صوت جلبة في الخارج وأصوات رجال ترتفع نظرتا إلى بعضهما وانتصبتا واقفتين ولبستا عباءتيهما وخرجتا إلى حيث الصوت ووقفتا خلف الباب الفاصل بين الفناء الخارجي والذي يوجد به مجلس الرجال والصالة الداخلية , سمعتا طارق يقول بصوته الجهوري الثقيل بغضب: نعم يا الأخو وين رايح تدخل لا إحم ولا دستور ترى محارمنا داخل وبعدين إللي جاي تهاوشنا عشانها تراها زوجتي وموب ناقص إلا توقيعها أبوها موافق وهي كمان موافقة يعني مالك حاجة هنا .
سمعتا صوت الرجل الآخر يتكلم بغضب وبصوت عال ٍ : لكن هي اتفقت معي أجي أخطبها الأسبوع الجاي والحين تتزوج من غيري ليش الدنيا هي لعب عيال .
ضحك طارق باستهزاء : هه هه روح يا بابا حتى لو اتفقت معها مالك شيء هنا هي بنت عمي وأنا أولى فيها .
رفع سعود صوته بغضب : لاااااااااا هي طليقتي وأنا الأولى بها .
تكلم في هذه الأثناء أبو أمل بهدوء حتى يسيطر على الموقف : سعود طارق خلاص هدو مافيه داعي لكل هذا الهواش ..وتكلم مع سعود .. وأنت ليش الحين تبيها وانت اتهمتها وطردتها .
تكلم سعود بانفعال : بالله ليش أبي أرجعها يعني عشانها مرتي ويوم إتهمتها كان جهل وغلط مني وهي خلاص عفت عني .
أبو أمل : خلاص عندي حل ننادي أمل ونخيرها بينكم ها وش قلتم .
سعود بحماس : إيه أحسن ..ونظر لطارق بانتصار ورد عليه طارق بنظرة استهزاء وابتسامة ساخرة على فمه ..
عندما سمعت أمل صوت والدها يناديها بصوته الجهوري خفق قلبها بخوف وأطلت من خلف الباب وردت بخفوت : نعم يبه .
سأل أبو أمل ابنته الواقفة عند الباب بصوت مرتفع أمام الواقفين وهم طارق وسعود وأبو طارق وقال : أمل تبين طارق ولا سعود ؟؟
صمتت لثواني حتى ظن الجميع بأنها لن تتكلم حتى قال والدها مرة أخرى : أمل سمعتيني وأسألك للمرة الثانية تبين طارق ولا سعود ؟
تكلمت أمل بصوت حاولت إخفاء العبرة التي خنقتها وهي تفكر في الذل الذي ستجده عند طارق أو المعاصي التي ستجدها عند سعود وبعد تفكير عميق قالت بصوت قوي : أبي طـــــــــــــــــارق ..وهمت بالذهاب ولكنها سمعت أحداً يتكلم بصوت عالٍ فتوقفت ..
سعود بغضب هآآآآدر : طيب يا أمل أنا تخدعيني طيب والله لتندمين .
طارق باستهزاء : أعلى ما فخيلك إركبه .
هدئت الأصوات بعد سماع صوت الباب يقفل بصوت مرتفع وذهبت أمل إلى مجلس النساء ودفنت رأسها في إحدى المساند وانفجرت تبكي ودخلت بعدها أم طارق وجلست بجانبها لتهدئها ..
********
قبل ساعة ..
في مجلس الرجال ..
بعد أن عادوا من صلاة المغرب برفقة المأذون دخلوا المجلس وخرج أبو أمل ليأتي بشهود من رجال الحارة وعاد بعد ما يقارب الثلث ساعة وجلس وبدأ المأذون بالسؤال : هل العروس بكر أم ثيب ؟؟
أبو أمل بهدوء : ثيب .
المأذون : مطلقة أم أرملة ؟؟
أبو أمل : مطلقة .
المأذون : وأين صك الطلاق ؟؟
مد أبو أمل بالورقة للمأذون ونظر لها وقال : أمممم قبل سنتين ونصف جيد.
المأذون : وأين أوراق التحليل .
أخرج طارق الأوراق من جيبه فهو قد أعدها منذ اتفاقه مع أمل عن طريق أحد زملائه في المستشفى الحكومي ومد بها للمأذون قائلاً : تفضل .
أخذها المأذون واطلع عليها ثم فتح السجل وبدأ بمراسيم العقد من تلقين العريس والولي ثم وقع الشهود وقال وهو يمد السجل لأبو أمل : اذهب به للعروس لتوقع على العقد ولا تنس حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا تنكح الثيب حتى تستأمر....) الحديث .
الجميع : صلى الله عليه وسلم .
نهض أبو أمل بالسجل ولكن استوقفه صوت سعود الذي دخل عليهم وسمات الشر على محياه وهو يتكلم بصوت عالٍ : أمل لي أنا زوجتي وما أحد بيتزوجها غيري .
أبو أمل بغضب وصوت حآآآد : ســـــعـــــــــود إيش صاير ؟؟
سعود بذات الغضب : ليش أمل تتزوج أمل زوجتي أنااااا .. وخرج باتجاه الباب حتى قارب باب الصالة واستوقفه طارق وامسك بذراعه وصرخ عليه بقوة .. وفي هذه الأثناء خرجتا أمل وأم طارق وسمعتا ما دار بينهما.
***********
سمعت أمل صوت والدها يناديها توترت وارتجفت في حضن أم طارق وابتعدت عنها ووقفت وسارت باتجاه الباب ووصلت إلى والدها الواقف في منتصف الصالة ورأته ممسك بكتاب العقد وهو ينظر لها وومضت في مخيلتها ما حصل قبل أربعة أعوام عندما جاء بنفس السجل و تذكرت ما قاله والدها ذلك اليوم .. تقدمت من والدها لتمسك السجل ولكنه ممسك به فقال لها بهدوء ونبرة الحزن تتخلله : عظم الله أجرك بولدك أدري المفروض أنا أول واحد لكنــ ..وصمت ثم مد لها بالسجل وأكمل .. خذي وقعي الحمد لله إنك اخترتي طارق ونعم الرجال .
هزت أمل رأسها بإيجاب وهي مطأطئة رأسها ثم أمسكت أمل السجل ووقعت بهدوء وتوتر ومدته لوالدها وهي صامته .
مد أبو أمل يده وأمسك بالسجل وقال بهدوء : مبروك يا بنتي .
أمل بهمس : الله يبارك فيك ..واستدار والدها يسير خارجاً من الصالة لكن تذكرت شيئاً واستوقفته .. يبه لو سمحت .
استدار أبو أمل لابنته وقال بهدوء : نعم .
أمل وهي مازالت مطأطئة رأسها : لحظة أبي أعطيك شيء ..وسارت باتجاه الباب واستوقفها ..
أبو أمل باستغراب : شيء مثل إيش ؟؟
أمل بعجلة : لحظة شوي وراجعة ..وسارة بسرعة تجاه مجلس النساء وفتحت حقيبتها أمام نظرات أم طارق المستغربة ونظرات سلمى الحاقدة وخرجت بسرعة ووقفت أمام أبيها وقالت .. خذ يبه ..مدت له ورقة صغيرة وأمسكها والدها ..
أبو أمل باستغراب بعد أن فتحها : إيش هذا الشيك وحق شو ؟؟
أمل بهدوء وحزن : هذي دية ولدي إبراهيم وأنت أحق بها لأنها تتقسم على أهله وما فيه من أهله إلا أنا و أنت وأنا ما أحتاجها ..صمتت بسبب الغصة التي وقفت في حلقها ولم تستطع بلعها ..
أبو أمل بحزن وحده : خذي فلوسك أنا موب مستحق لها أنا إيش سويت لإبراهيم طول عمره ولا حتى حلاوه ما حصلها مني إيش حصل إلا الطرد له وأمه وسبه بأنه ولد حرام لا يا بنتي أنا ما أستحقها إنتي لك الحق إنتي أمه وتعبتي عليه ..خنقت العبرة صوته ونزلت دموعه على خديه وأكمل .. لكن والله إني يوم شفته حبيته تمنيت أضمه ضمه وحده بس آآآآآآآآآآهـ إيش أقول لساره أقول لها حفيدك ما شفته إلا مره وحده وطردته أقولها ما صنت الأمانه والله يا أمل غصب عني إللي يصير ..صمت ومسح دموعه ونظر لابنته التي تبكي بصمت ودموعها أغرقت
وجهها ومد يده ومسح دموعها.. << أكثر موقف حزني
أمل بحزن : لا يبه لا تقول كذا أمي مسامحتك وعاذرتك ..وقالت بحماس طفولي .. يبه أنا حلمت فيها هي وإبراهيم مع بعض فمكان حلو وقالت لي إنها موب زعلانه منك .
مسح والدها على رأسها بحنان : ريحتيني الله يريحك وإنتي كمان سامحيني.
أمل بحب : مسامحتك يبه والله مسامحتك ..
مد والدها بالشيك وقال بهدوء : هذا لك وتصدقي منه لولدك وأمك لا تنسين ..واستدار خارجا وسمعها تقول : إن شاء الله يا الغالي ..
أما أمل استدارت عائدة إلى مجلس النساء ودخلت ثم جلست بالقرب من أم طارق التي بدورها حضنتها وباركت لها أما سلمى فباركت لها بكره واضح..
*************
بعد صلاة العشاء انطلقت السيارة عائدة وهي تحمل أبو طارق و أم طارق اللذان كانا فرحين وطارق وأمل الحزينين بهذا الارتباط .
بعد أن خرجت السيارة من طرقات القرية تكلم أبو طارق بهدوء يخلطه الفرحة : مبروك يا عيالي والله يوفقكم فحياتكم ويرزقكم الذرية الصالحة .
ارتجف قلب أمل من دعوته فهي لا تتخيل أن يأتي لها أبناء ولكنها ردت عليه وصادف قولها رد طارق على والده فقالوا جميعاً : الله يبارك فيك ..نطقتها بهمس أما هو بهدوء ..
أمسكت أم طارق بيدها وتكلمت بفرحة : إن شاء الله يوم الخميس نسوي لكم حفله كبيره وكل شيء علي توقفت عندما ضغطت أمل على يدها وقربت من أذنها وهمست في أذنها : يمه ما أبي حفله كبيره ولدي ما له إلا عشره أيام الله يخليك يمه .
أم طارق بهمس هي الأخرى تحاول إقناعها : يا بنتي ما يجوز تحدين على ميت أكثر من ثلاث أيام وبعدين بتكون باستراحة موب قصر .
أمل بحزن وهمس : لا يمه موب حداد عليه لكنــ ..صمتت لحظه وأكملت .. أحس أني ما تأقلمت على بعده وإذا ضروري تسوين حفله خليها تكون فالبيت .
أم طارق باقتناع وهي تهز رأسها : أممم خلاص عشان خاطرك نسويها فالبيت ..ورفعت رأسها لتكلم الجميع .. أمل ما تبيها حفله كبيره عشان كذا راح نسويها فالبيت وتكون بإذن الله يوم الخميس طبعاً للرجال والحريم لأنها حفلة ملاك وزواج مره وحدة ها إيش رايكم ؟؟
أبو طارق بهدوء : خلاص تم بإذن الله .
أما طارق فكان يقود السيارة بهدوء .
وغرقت السيارة في صمت مطبق حتى توقفت السيارة عند الفيلا ، كانت أمل تجلس خلف مقعد أبو طارق وأم طارق خلف ابنها أقفل طارق باب أمل بحركة مخفية فخرج الوالدان وأخذت أمل تحاول فتح الباب ونبضات قلبها وصلت حدها عندما أحست أنها بقيت وحيده مع طارق بالسيارة وحاولت تكراراً حتى سمعت طارق يقول بنبرة استهزاء لاذعة : مشكلة عيال الفقر ما يعرفون يفتحون الأبواب ..هدأت أمل وجلس وهي ترتجف من الرعب وتكلم هو بجدية مخيفه .. يا أمل ولا أقول ..باستهزاء ..يا زوجــــــــتـــــــي ..وعاد لجديته.. إنتي قد أنك تقفلين السماعة بوجهي ..وصرخ .. إنتي قدها ؟؟
ارتجفت أمل برعب والتصقت بالباب من الخوف الذي سيطر عليها وأحست بأن حلقها قد جف فلم تستطع إجابته .
استدار ناحيتها وقال بغضب وتكلم بين أسنانه : إذا إنتي ما تبيني أقرب منك أنا أتقرف إني أقرب من وحده قربها رجال غيري ولا موب أي رجال إلا سكيييييييير الله العالم كم وحده قربها قبلك وبعدك وأنا قلت أبي عيال موب حب فيك لا أنا أبي أفرح أمي وأبوي بحفيد لكن الحين ما أتشرف أنك تكونين أمهم وبأقرب فرصه أتزوج غيرك وتكونين خدامه لهــ ..
قاطعته أمل بصرخة مليئة بالعبرات والبكاء والقهر فكلامه لها مزق روحها وجعلها كزهرة ربيع جرفها نهر عاتي وألقاها في كهف مظلم وحيدة تنزف ألماً وتنتزع روحها من جنباتها : خلاااااااااااااااااااص أنا أشرف منك وأنت شفت إني بريئة وإن الاتهامات كلها ظلم ..وبكت بنشيج مرتفع وجسمها يهتز من قوة بكائها وكررت .. كفاية ظلم كفاية .
ظهر التأثر على قسمات وجهه فاستدار للمقود وفتح قفل الباب ففتحت أمل الباب وخرجت مسرعة دون أن تغلقه خلفها وجرت نحو جناح الضيوف ودخلت غرفة النوم وألقت نفسها على السرير دون أن تخلع عباءتها وانتحبت ببكاء موجع مرير كمرارة روحها المتعبة وغفت دون أن تعلم .
***************
تململت على فراشها بانزعاج وتحس بأن أحداً يطرق رأسها فتحت عينيها فلم ترى شيئاً سوى الظلام حولها حاولت النهوض فأحست بالتفاف لباس كبير حولها أشعلت الضوء المجاور لها ووجد أنها لا تزال تلبس العباءة وتذكرت فوراً ما حصل لها وتذكرت كلام طارق الجارح لها رفعت رأسها عندما سمعت الباب يطرق مرة أخرى فعلمت أنها لم تحلم بل كان حقيقة فنهضت من فورها وخلعت العباءة ومررت يدها على شعرها لترتبه وسارت ثم فتحت الباب وهي تقول بهدوء : طيب طيب الحين جايه .
وعندما فتحت الباب وجدت شادن واقفة والقلق مرسوم على وجهها ثم قالت بسرعة ولهفة : أمل إنتي طيبة ما فيك شيء ولا مريضة .
أمل باستغراب : لا الحمد لله ما فيني شيء ..تساءلت .. ليش تسألين ؟؟
تنهدت شادن براحة : أهـ الحمد لله يا شيخه حرام عليك لي يمكن ساعتين وأنا أدق على الباب وإنتي ما تردين والله خفت عليك .
أمسكت بيدها أمل وأدخلتها الجناح ثم أقفلت الباب خلفها واجلستها وهي ترد عليها : لا الحمد لله بس لما جيت من بيت أبوي نمت علطول وما حسيت إلا قبل شوي كأني بحلم وأحد يطقني على راسي .
ضحكت شادن وهي تتراخى على المقعد : هههههههه .. وأكملت .. والله تمنيت أدخل صدق وأطقك على راسك بس غريبة نومك هذا إنتي خفيف نومك .
أمل بهدوء : لا موب غريب إذا كنت مرهقه أنا ما أحس بشي ..وتساءلت.. إلا إنتي من متى تدقين .
شادن : لما جيتو باركت لماما وبابا وطارق وبعدين جيت دقيت وما فتحتي ورحت ورجعت لما جات شهد تبي تبارك لك لكن لا حياة لمن تنادي ولما نامو أهلي كلهم رجعت ودقيت لما فتحتي قسم بالله قلت البنت ماتت كل هذا دق وما صحيتي ..ثم تكلمت بحماس وفرح شديد وهي تقترب من أمل لتحضنها .. إلا ما قلت لك مبروووووووووك مبرووووووووووك يا عمري ..وحضنتها بقوه وهي تقول .. إلحين صرتي مرت أخوي وبنت عمي ..وصرخت بحماس .. ياهوووو مين قدي .
ضحكت عليها أمل وعلى خفت دمها حتى أدمعت عيناها من الضحك : هههههههههههههههههههه الله يقطع شرك كل هذي فرحه ..وأكملت بجدية مصطنعة .. الله يبارك فيك وبس أهجدي راح تصحين الناس من صراخك .
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك