رواية غفلتي دفعتني حياتي -7
أبو نواف كان يسمع وهو مستغرب.... أول مرة عبير تتكلم عن زواجها الأولي....
عبير وهي واقفة عند الأوظه: بعد سنتين سمعت أنه تزوج وصار لغيري... وأنت تقدمت لي وما وافقت عليك الا عشان أقهره... ومثل ما توقعت رفع قضية حتى يأخذ ريم مني... لكن هو مو قد عايلة أبو مساعد... بهذلته الين تنازل عن بنته... تدري ليش
ما رد لكن عيونه تسأل....
ناظرت عبير بعيونه وقالت: لأني أحبه
بانت الصدمة بعيون أبو نواف لكن ما يقدر يقول شي.... خلاص هو جمع الجزء الكبير من الملايين.... وما بقى الا الهين وما يبي يدخل السجن بعد ما قطع كل ها المشوار....
عبير: إيوه أنا أحبه... حرمته من بنته لأني أبغى ذكرى منه... كيف أعطيك قلبي وأنا أشوف صورته في وجه ريم... تصرفاتها وطيبتها الزايدة وهدوئها كلها تذكرني بأبوها... لكن لما شفت وحدة تضمك وأنت تضحك... وبعدها دخلت سلمى من الباب الرئيسي عرفت أنها كانت معك....
قلت بسوي مشكلة معك حتى تطلقني... وأقدر أرجع ليوسف... لكن أنت بغبائك سافرت وتركتني معلقة ومـ...
قاطعها أبو نواف لما وقف وقال: اسكتي يا عبير... خلاص ما أبغى أسمع شي
عبير: أنا أكرهك لأنك فرقتني عن يوسف... بأنتقم منك يا سالم الين تموت
أبو نواف ما قدر يسمع أكثر.... طلع من الغرفة ونزل تحت.... شاف ريم وهي بتروح فوق....
ريم: غريبة يبه وش فيكم بتنامون بدري اليوم
ناظرها لثواني وهو يحس بإشمئزاز منها.... كيف وزوجته تحب أبو ريم.... وهو بغبائه مسكن بنت زوجته وهي نسخة من أبوها....
حقرها وقال: كان عندي حديث ودي مع أمك
مشى عنها وراح لمكتبه وجلس ع الكرسي.... فتح الدرج وأخذ واحد من الدفاتر وفتحه.... وناظر بصورته وأم نواف معه تحسس وجه أم نواف.... وضم الصورة وهو يعاتب نفسه على غبائه....
تسمرت ريم مكانها أول مرة يعاملها أبو نواف بها الطريقة.... خافت أنه بيطردها لأنها ف الآخر بنت زوجته.... تجمعت دموعها بعيونها وراحت غرفتها....
عبير بعد ما طلعت كل المكنون.... حست براحة غريبة لأنها تكلمت عن شي دايما تفكر فيه.... بدلت ملابسها وتمددت ع السرير ونامت....
صحى أبو نواف وناظر المكان وشاف نفسه متمدد على أرض خضراء.... نفسها حديقة الجامعة اللي كان يدرس فيها مع أم نواف.... انتبه أنه حاط رأسه على حضن حد.... رفع عينه وشاف أم نواف اللي تحرك شعره....
ابتسمت أم نواف وقالت: متى ستعود
جلس أبو نواف وقال: قريب... بس أنا مشتاق لك كثير
وقفت أم نواف ووقف معها مسك يدها وقال: وين رايحة
ما ردت أم نواف ومشت عنه.... ابتعدت وهو يناديها حاول يلحقها بس حس المسافة بعيدة عنها....
فتح عيونه وناظر المكان هو بمكتبه في البيت.... جسمه معرق لأنه نايم بالحر.... ناظر الساعة 6 وخمس دقايق.... قام وراح غرفته وبعد ما جهز أخذ شنطة اللاب توب وراح العمل....
رجع من العمل وهو مروق.... لأن مديره أختاره من ضمن الموظفين.... اللي راح يروح معهم لبريطانيا.... لأن عندهم عقد صفقات مع شركة بريطانية.... وقت الغدا جلس مع عياله إلا ريم مو موجودة....
أبو نواف: وين ريم عنكم
نواف: نايمة
رنا: أصلا هي ما راحت الجامعة اليوم
وقف أبو نواف وراح لغرفتها وهو يعاتب نفسه.... على معاملته لريم وهي مالها ذنب إلا أنا عبير أمها.... طق الباب وقالت ريم: أدخل
فتح أبو نواف الباب....
التفتت ريم وقالت: عمي
كشر أبو نواف: رجعنا لعمي هذي... ريومه أنا ربيتك مع عيالي ليه تناديني عمي
نزلت ريم رأسها ومسحت دمعتها.... قرب أبو نواف وجلس جنبها.... رفع رأسها مسح دموعها وقال: ممكن أعرف ليه ها الدموع
ضمته ريم وقالت وهي تصيح: يبه ولهت عليك كثيييير
مسح أبو نواف شعرها لأنه عرف أنها تأثرت بسبب معاملته القاسية.... يعرفها هي حساسة ونادر ما تبين حزنها.... قال بحنان: خلاص يا ريم لا تبكين
ريم وهي تمسح دموعها: يبه راح تطردني من البيت
أبو نواف: أعوذوا بالله... في أب يطرد بنته... يللا قومي تغدي معنا تحت... مو حلوه السفرة بدونك لأنك المسؤلة عن نواف رنا إذا تناقروا
ابتسمت ريم: اوكيه جايه
وقف أبو نواف: يللا ننتظرك... وإذا ما جيتي ترا بنجيب غدانا هنا
ريم: طيب... أغير ملابسي واجي
طلع أبو نواف وهو يحس براحة.... لأنه ما يحب يكسر بخاطر ريم وخصوصا إنا أبوها ما يسأل عنها....
جلس نواف بغرفته بطفش.... كل ربعه مشغولين واحد نايم ذا الوقت والثاني مسافر والثالث عنده عزيمة.... طلع من غرفته ونزل تحت.... شاف ريم ورنا يلعبون بلاي ستيشن ماله خلق ولا كان خرب عليهم....
راح نواف لمكتب أبوه.... هذي أول مره يدخل المكتب لحاله لأن أبوه طالع وعبير معزومة عند صديقاتها.... جلس ع الكرسي الدوار وخذ لفه فيه ووقف وفتح واحد من الدروج....
شاف دفتر مكتوب عليه يومياتي.... فتحه كانت أول خاطره بعنوان غفلتي دفعتني حياتي.... قراها نواف بس ما فهم شي لأنه ما يهتم للخواطر.... ولا يعرف لأسلوب أبوه الغامض....
فر الدفتر باهمال وانتبه بصورة بالوسط.... شافها واستغرب كانت صورته وهو صغير وكأنه طفل أجنبي بجسمه الأبيض المليان ووجهه الدائري وعيونه الزرقا....
كان بحضن وحده جالسة ع العشب ولابسه فستان فوشي بدون أكمام.... وشعرها البني اللي طايح على كتفها ولابسه قعبة بيج فيها ورده فوشية.... كانت تشبه لنواف كثير بس هي أنعم وأجمل....
كان جالس جنبها أبو نواف بالقميص البرتقالي والبنطلون الجنيز.... واضح أنا الصورة قديمة لأن أبو نواف كان صغير.... فرح نواف بداخله أكيد هذي صورة أمه وأخيرا شافها.... حط الصورة بجيبه ورجع الدفتر مكانه وراح لغرفته....
دخلت عبير الصالة وشافت بناتها يلعبون كراش....
ريم: آآف من الدكتور ان سبقني
رنا: محد قالك تاخذين كراش الغبي... شوفيني أنا المركز الأول عشان خذت كوكو هههههههه
عبير: هـا بنات وش تسوون
ريم: نضيع وقت
عبير: ما جا أبوكم
ريم: لا
عبير: والزفت الثاني وينه فيه
ريم" يعني سالم هو الزفت الأول": جالس بالمكتب
رنا: لا توه رايح فوق ما انتبهتي له
عبير: طيب تعيشتوا
رنا: لا... والشغالة ما طبخت لأن محد قالها
راحت عبير فوق لغرفة نواف توها تفتح الباب عصبت لما شافته مقفل.... وبدت تطق فيه....
نواف اللي كان مبسوط وهو يناظر صورة أمه.... فز لما شاف حد يفتح الباب وارتاح لما تذكر أنه قفله....
عبير بصراخ: نوووويف وش عندك قافل الباب... أفتح يللا
قام نواف وحط الصورة بيجبه.... راح للباب وفتحه....
عبير بعصبية: وش عندك قافل الباب
نواف حب يحرجها: أبي أخذ راحتي في غرفتي
عبير ما أهتمت: أقول دق على الزفت أبوك وقله يجيب معه عشا
عصب نواف: أبوي مو زفت
عبير: لا يكثر بس... دق عليه
راحت عبير غرفتها وهي تنافخ من العصبية.... تذكرت سوالف صديقاتها وكل وحدة مغامراتها مع زوجها.... وهي ما عندها شي تقوله غير هذي خصوصيات.... لأنها ببساطة تحتقر أبو نواف....
ابتسمت عبير وهي تناظر شكلها بالمراية.... لازم تجرب كلام صديقاتها تبي تشوف صحيح بيتفاجئ أبو نواف من شكلها.... تزينت وتكشخت وهي تتذكر كلام وحدة منهم أنا زوجها نسى وش يبغى لما شافها.... نزلت وهي تفكر بزوجها....
نواف بعد ما طلعت عبير من غرفته.... خذ نفس عميق وهو يدق على أبوه.... " صحيح لسانها وصخ ها العبير" ....
انتبه نواف لما سمع صوت أبوه: نواااف
نواف وهو ينزل تحت: هلا يبه
أبو نواف: هههه دام تفكر ليش داق
ابتسم نواف" والله أنك طيب يا أبو نواف ": سوري سرحت شوي... يبه تقول خالتي أشتر عشا معك وأنت راجع
أبو نواف وهو يوقف سيارته عند باب بيته: لااا أنا توني واصل
نواف وهو يدخل الصالة: اوكيه هذا أنا تحت... مع السلامة
التفتت ريم لما سمعت صوت نواف: نواف تتحداني مع كراش
نواف: يللا
جلس جنب رنا وخذ يد البلاي ستيشن منها وبدوا يلعبون.....
دخل أبو نواف: اووه جالسين تلعبون... اجل وين الحكومة عنكم
رنا: ههههههههههه الحكومة فوق... يللا العشا اليوم من مطعم كنتاكي
أبو نواف: كنتاكي لا... اختاروا غيره
ريم وهي تلعب بتركيز: خلاص مشاوي
نزلت عبير بفستانها الأسود اللي لتحت الركبة.... مو غريبة عليها ذا الكشخة بس هذي أول مره تكشخ بعد ما جت من عزيمة.... دخلت الصالة وعينها ما نزلت من أبو نواف اللي كان يشوف التلفزيون....
التفت لها وناظرها لثواني ورجع للتلفزيون.... خلاص عبير ما صارت تثير أهتمامه.... إذا هي ملكة جمال وأخلاقها زفت ما تستاهل نظرة منه.... ومافي باله الا أم نواف وبس وعشانها وعشان عياله ساكت....
خاب أمل عبير لما شافته صد.... مالت عليه بس الشرهة مو عليه الشرهة على اللي كاشخ له... هذي الأفكار اللي كانت براسها....
عبير: سونيا... يا زفت سونيا
الخدامه: نئم مدام
عبير: جيبي كاس عصير برتقال
أبو نواف للمرة الثانية: من اي مطعم تبون
رنا: كنتااااكي
أبو نواف: كنتاكي لا
ريم: مشاوي أحسن
عبير عناد لزوجها قالت: نبي كنتاكي
جلس أبو نواف: كيفكم... بس أنا ما أبغي شي
استغربت ريم كيف غير أبو نواف رايه.... جت الخدامة ومعها العصير اللي قدمته لعبير....
أبو نواف: سونيا
الخدامة: نئم بابا
أبو نواف: سوي لي رز مسلوق مع خضار مشكلة مسلوقة
هزت الخدامة راسها وراحت....
رنا: اووو داادي مسوي رجيم حااااد
ابتسم أبو نواف من غير ما يرد....
نواف وقف اللعبة وقالت ريم: لييه
نواف: دقيقة... - التفت لأبوه: يبه أنت معك المعدة
استغرب أبو نواف: المعدة؟؟
نواف: يعني معك تقرحات أو مرض يمنعك تاكل أكل فيه بهار
ابتسم أبو نواف: لا بسم الله علي... بس أشتهيته لأني كنت أسويه لربعي لما يصير الدور علي
عبير: لربعك؟؟
أبو نواف: إيه لما كنا ندرس في بريطانيا أنا وربعي كل يوم واحد يطبخ... وإذا جا دوري مالهم الا المسلوق لأني أدرس ماجستير وهم بكالوريس
ريم: وناسة كلكم جمعة وتدرسون
رنا: ودادي يطبخ ههههههههههه
عبير بنص عين: اللي يسمعك يقول لندن ما فيها مطاعم
أبو نواف بكذب: ملينا من الدجاج والسمك... وبعدين أغلب الطبخات فيها خمر... - ابتسم من كذبته" اللي يسمعك يا سالم يقول عمرك ما شربت الخمر " ناظر نواف اللي يناظره وهو سرحان: نواف ليش أنت خايف يكون معي مرض... ترا عادي... - وفي خاطره" لأني مو مرتاح "....
التفت نواف لشاشة وقال وهو يتذكر صورة أمه: خايف أفقدك مثل ما فقدت أمي... يللا يا ريم نكمل
الكل استغرب من رد نواف وأولهم أبوه....
أبو نواف وهو يفكر بكلام ولده" وش اللي ذكره بأمه.. هذي أمه مستحيل ينساها وخصوصا أنه ما شافها.. إذا أنا ما نسيتها كيف هو".... انتبه لما سمع نواف....
نواف: ريمووه يا الغشاشة ترمين علي صاروخ عند خط النهاية
ريم وهي مبسوطة أنها فازت: هههههههههه والله أنت اللي ما تعرف تلعب
نواف: أنا ما أعرف العب... نشوف الدوري الثاني
سحبت رنا منه اليد وقالت: ومن قال أنك بتعلب دوري ثاني
نواف: رنووه هاتي اليد
رنا: لاااا حتى أنا أبي العب
نواف: رنووووه هااتـ...
قاطعه أبو نواف: نوااف أترك أختك وقم جب العشا
نواف مقهور من رنا ودلعها: أي مطعم تبون
ريم بسرعة: يبه بنروح أنا ورنا مع نواف نشتري لنا... وش قلت
أبو نواف: كيفكم بس لا تتأخرون
طلعوا البنات مع نواف.... أما أبو نواف التفت لعبير....
أبو نواف يستهزء: وش ها الرضى... أشوفك اليوم راضية علي
عبير ولا كأنها خاينة: سالم أنا متزينه لك وأنت تستهزء
أبو نواف: لاااا اليوم صاير لك شي
لفت عبير ع التلفزيون أنها زعلانة....
تنهد أبو نواف: عبير لا تحاولين معي... أنتي في نظري زوجة لا أكثر ما أقدر أحبك... أنسي سالم الأولي لأنه مات
غرقت عيونها: ليه يا سالم تكرهني وأنت عارف أنه سوء تفاهم
أبو نواف: بعد ما اتهمتيني بالخيانة... بعد ما ذليت نفسي لك ولأخوانك... وفي الآخر تطلع البنت أختي آآخ بس قالت سوء تفاهم
عبير شوي وتصيح: يعني ما في أمل
وقف أبو نواف: آآسف يا عبير... أنتي خليتيني أشوف وجه ثاني لك... وجه ما تصورته فيك
راح أبو نواف لازم يبعد عن دموعها اللي تنزل حتى ما يضعف.... لازم يرجع للي تنتظره في بريطانيا.... مستحيل ينسى مساعدة أم نواف له....
دخل مكتبه وجلس ع الكنب سند راسه وغمض عيونه.... ثواني الا الباب ينطق....
قال أبو نواف وهو على وضعه: أدخل
دخلت الخدامة وحطت له العشا وطلعت.... ناظر الأكل وابتسم وبدا ياكل وهو يتذكر حياته مع أم نواف.... وكيف كانت تهتم باكله الصحي وهو يطفشها....
قام أبو نواف وراح لمكتبه وفتح واحد من الدروج.... أخذ دفتر خواطره عشان يشوف صورتها.... بس أنه تفاجئ لما أختفت الصورة.... بدا يدور بين أوراقة وملفاته وهو خايف إنا الصورة وصلت لعبير.... أخترع أبو نواف لما انفتح الباب عليه....
نواف اللي وصل مع خواته وهم يسولفون ويضحكون.... سأل عن أبوه وراح له المكتب.... دخل من غير ما يستأذن واستغرب لما شاف أبوه خايف.... كنه واحد يسرق والفوضى على مكتبه....
أبو نواف بعصبية يخفي توتره: خير يا نواف داخل بدون احم ولا دستور
نواف: سوري بس أنا كنت جاي أقولك إنا ريما هي اللي دفعت حساب العشا... لأني نسيت أخذ منك الفلوس
أبو نواف بصراخ ماله داعي: بعطيها فلوسها... يللا فارق
قرب نواف وهو مطنش نظرات أبوه.... دخل يده في جيبه وطلع الصورة حطها قدام أبوه وقال: تدور هذي
ناظر أبو نواف الصورة وقال: وين لقيتها
رفع نواف واحد من الدفاتر وقال: داخل هذا
أبو نواف بعصبية: وأنت بصفتك منهو داخل المكتب وتفتش فيه
نواف: يبه لما قلت لك عطني صور لأمي قلت ما عندي... وهذا أنت عندك وحدة ليش ما خليتني اشوفها
أبو نواف: أنت ما تفهم هذي أن شافتها عبير بروح فيها... أنا ما صدقت كلها كم شهر وارتاح وأنت بتهدم كل شي سويته
نواف مقهور: ليه كل ها الخوف من عبير وش ماسكة عليك... ليه ما تصرخ عليها ليه ما تضربها... ليه يا يبه ليه
ما انتظر رد أبوه وطلع راح الصالة وبوجهه رنا....
رنا: نوااف تـ..
نواف" كملت " قاطعها وقال: ما أبغى عشا
طلع من البيت وهو مقهور من كل شي.... ركب سيارته وراح لبيت جده.... لما وصل نزل ودق الجرس فتحت الخدامة الباب....
نواف: من فيه هنا
الخدامة: ماما كبير بس
نواف: وجدي هنا
الخدامة: لا بابا كبير في روه برة
دخل نواف داخل وشاف جدته جالسة ع الأرض وتتفرج ع التلفزيون....
شافته أم سعود: نواف
راح لها نواف وحط راسه بصدرها وبكى....
أم سعود خافت: نواف... ايش فيك أبوك فيه شي
نواف وهي يصيح: لا
أم سعود: عبير وبناتها فيهم شي
نواف: لا
أم سعود وهي تمسح ظهره: لا تعور قلبي قلي ايش فيك تصيح يا يمه
نواف وهو يدفن راسه بحضنها أكثر: متضايق يمه... أحس نفسي مخنوق
أم سعود حركت شعره: ايش اللي مضايقك... متهاوش مع أبوك
نواف: لا... - رفع راسه وقال: أبغي أمي
أم سعود: يا ليتني أعرف لها رقم كان من زمان كلمتها
بعد نواف عنها من غير ما يرد....
ابتسمت أم سعود وهي تشوف وجهه أحمر من صياحه: نواف أنت عارف إنا أمك أجنبية... وجدك قايل لأبوك وعمامك كل شي أغصبكم عليه الا الزواج... عشان كذا شفت عمك سعود الله يرحمه تزوج وحدة مدري وش جنسيتها وأبوك بعد... ما قالهم جدك شي لأنه راضي
نواف بعد ما هدى شوي: متى آخر مرة شفتيها
أم سعود: أمك ما كنت أشوفها دايما... لأن أبوك كان يدرس برة واتصل علينا وقال أنه تزوج... وبعد كم شهر جا وجاب معه زوجته وأنت... ويوم حملت سافروا مرة ثانية لأن أبوك قال يبي ياخذ ماجستير هذي.....
سكتت شوي وهي تتذكر وسمعت صوت من بطن نواف....
قالت بحنان: أنت ما تعشيت يا وليدي
ابتسم نواف وهو مستحي: مو لازم
أم سعود: شنوو مو لازم... يا سيرين... سيرين
جت الخدامة: نئم ماما
أم سعود: جيبي عشا لنواف
دقايق وجابت العشا لنواف.... دخل أبو سعود: السلام عليكم
أم سعود ونواف: وعليكم السلام
أبو سعود: نواف عندنا اليوم وش الطاري
استحى نواف لأن زياراته قليلة لبيت جده....
أم سعود: هو دق وقالي أنتم هنا اجل أنا بجيكم
جلس أبو سعود جنب نواف وطبطب على ظهره: حياك الله... خلنا كل يوم على بالك
نواف: إن شاء الله
بدا يسولف مع جدانه وهو مبسوط.... عجبته الحياة هنا بعيد عن صراخ عبير وأبوه ودلع رنا.... فكرة أنه يعيش هنا لكن وش يقنع أبوه.... هذي كانت أفكار نواف....
بعد فترة....
وقف نواف عند باب بيت أبو طارق.... تردد يدق الجرس ولا لا.... لكن ما حس الا بيده دقت الجرس وفتح له طارق....
طارق: نعم
نواف بتردد: ممكن أشوف أسماء
كتف طارق إيدينه وقال: سلامات... جاي وتبي تشوف أختي... ليه بتخطبها
نواف: أنا نواف أخوها
طارق: اهاا وأنا أقول من تشبه... تشبه منيرة أم أسماء... حياك تفضل
استغرب نواف" منيرة؟؟.. مو أسمها مونيكا ".... دخل وجلس بالمجلس....
طارق: دقيقة أناديها
دخل طارق وما شاف حد بالصالة.... راح فوق لغرفة البنات وطق الباب.... محد فتح له ولا حد رد عليه لكنه سمع صوت الاستشوار.... فتح الباب ودخل....
طارق وهو يبعد الدخان عن وجهه.... قال بصوت عالي: فتحي النافذة
طفت أسماء الاستشوار وراحت فتحت النافذة....
طارق: غدووه أسومه حرقت شعرك
شهقت غادة وقالت أسماء: يا غبيه ما حرقته... بس أنتي ما غسلتي البلسم كويس عشان كذا الغرفة كلها دخان
طارق: أسومه... تدرين من جا تحت
أسماء: بابا سالم صح
طارق: لا نواف تحت
أسماء: جد... - رمت الاستشوار بحضن أختها وقالت: سوري غدووه بروح أشوف أخوي
نزلت تحت وهي بتطير من الفرحة....
أم طارق: شوي شوي يا بنتي لا تطيحين
أسماء فرحانه: نواف أخوي بالمجلس
ما ردت أم طارق لأن أسماء ركضت لأخوها.... وقف نواف لما شافها جايه مد يده يسلم.... لكن هي ضمته فرحانه فيه....
أسماء: اهليييين نوااف
انحرج نواف وقال بإرتباك: هـ..هلا فيك
بعدت عنه وجلست جنبه: أجلس وش فيك واقف
جلس نواف وهو مبتسم بإحراج....
أسماء: وش سر ها الزيارة
نواف: توني أعرفك وتسأليني وش سر ها الزيارة
أسماء: بس من جيت هنا أول مرة ما جيت بعدها
نواف: انشغلت شوي... قولي لي مبسوطة هنا
أسماء: إيوه عندي أم وأب وإخوان... صحيح كلهم بالرضاعة لكن أنا أحبهم... وأنت مبسوط في بيت بابا
نواف: الحمد لله
أسماء: وزوجة بابا تعاملك كويس
نواف: هه هذي زوجة أبوي مو أمي عشان تعاملني كويس
استغربت أسماء: ليه
نواف: لأنهم يقولون إني أشبه أمي... وزوجة أبوي تغار من أمي وتحط حرتها فيني
أسماء: لحظة يقولون... ليه أنت ما شفت صورة ماما
ابتسم نواف: صورة وحدة وقديمة... حتى إني موجود بها الصورة وعمري كم شهر بس
وقفت أسماء وقالت: دقيقة
طلعت أسماء ودخل طارق وبيده صحن الحلا مع العصير....
طارق وهو يمد الصحن لنواف: تفضل يا نواف
نواف: دام فضلك
طارق: وش رايك بأسومه عسل صح
نواف كاس بيبقسه بس تذكر أنها أختهم من الرضاعة: إيووه كثير
طارق: تدري يا نواف أنها في صفر أو ربيع أول بتسافر لأمك
نواف: ليه هي تروح لها
طارق: أكيد... شغل أبوي يتطلب أنه يسافر لندن... فعشان كذا ياخذها لأمك... ليه أنت ما تزورها
هز نواف راسه وقال: أبوي مانعني عنها
طارق: غريبة
نواف: لا غريبة ولا شي... زوجة أبوي تقول إنا أمي كافرة ورمتني أنا وخواتي على أبوي
فتح طارق عيونه: أبوك قال كذا
نواف: لا زوجته
طارق: وأنت صدقتها
نواف: أكيد... لأن أبوي مو راضي يعطيني أي معلومة عن أمي... فأكيد أنه ما يبي تهتز صورتها عندي
طارق: لا يا نواف... أمك مسلمة وكان أسمها مونيكا وغيرته لمنيرة... عايشة في لندن ومعها أختك بسمة وهذا أسماء عندنا
نواف: أبي أعرف ليه صارت أسماء عندكم... أسمح لي أسماء عندها أب وعمام... أو كان عاشت مع أمي وبسمة
طارق: والله علمي علمك... والظاهر أنا أبوي مع أبوك متفقين على ذا الشي من سنين
نواف: وأكيد في سبب
طارق: جايز
دخلت أسماء وهي شايلة صندوق صغير.... رن جوال طارق وقف وقال: عموما أنا طالع للربع
وقف نواف: خذ راحتك
طارق: أنت خذ راحتك والبيت بيتك
نواف: تسلم
طارق: مع السلامة
جلست أسماء جنب نواف وفتحت الصندوق.... طلعت البوم الصور وتناظر مع نواف وهي تقوله عن الحياة في لندن.... وكانت تسأله عن حياته مع عبير.... وهو يقول لها وكأنه يفضفض لها.... أما أسماء كانت تحفظ قدر ما تقدر حتى ترسل السوالف لأمها عن نواف....
نواف وهو يناظر الرسايل: يعني أنتي تراسلين أمي
أسماء: أكيد... حتى بالمسن نسولف وهي ترسلي بالبريد صورها... يعني ما انقطعت عنها لاهي ولا بسوو
نواف: بسوو؟؟ من هذي بسو قطوتها
أسماء: هههههههههههههه أي بسة... هذا دلع بسمة
أخذ نواف صورة لأمه واقفة جنب نافذة.... ومسندة ظهرها بالجدار وماسكة وردة وتناظر الأرض....
نواف: أسومه
أسماء وهي تراقب تصرفاته: هلا
نواف بتردد: مـ..ممكن أخذ هـ..هذي الصورة
ابتسمت أسماء: شوور
توهق نواف ما يدري وش قالت: يعني أخذها ولا لا
ضحكت أسماء: ههههههههههههه ما تعرف انجلش
نواف: لا... ألماني أصير لك بلبل بس انجلش نو وييي
أسماء: مدري من هو قالي ذاك اليوم... سوري وفور قيف مي
نواف: هههههههههه ظنيتك أجنبية وخفت تهذرين على راسي وأتوهق... عشان كذا تركتك قبل ما أسمع ردك... وبعدين كثر الله خيري طلعت مني ها الكلمتين
أسماء: يبي لك كورسات... على فكرة احتمال كبير أروح لماما بعد كم شهر... وش رايك تروح معي مع بابا زياد
نواف: لا... لازم أروح مع أبوي عشان ما أتورط
أسماء: ما عليك بكون أنا معك
نواف: وأنا ما أثق في حكيك
ضربته أسماء على كتفه بخفيف: مالت عليك... قم برة يللا
ضحك نواف: ههههههههههه... - وقف وقال: اوكيه أنا طالع
أسماء: وين تعال أمزح معك
نواف: أدري... بس جد أنا طالع صار لي ساعة أهذر معك
أسماء: نواف تعشى معنا
نواف: مشكورة ما قصرتي... الا قولي لي أنتي دايما تروحين لبيت جدتي
أسماء: أكيد من يوم أنا صغيرة
نواف: وأم سعود
أسماء: حتى جده أم سعود أروح لها... لكن مو مثل جدتي أم بابا
نواف: غريبة ولا مرة صادفتك
أسماء: جدتي أم سعود تقول أنك قاطعها وما تزورها... عشان كذا ما صادفتني
نواف: بحاول ما أقطعها... - مد يده وقال: يللا أشوفك على خير
صافحته أسماء: لا تنقطع عني... ترا أنا أختك
نواف: طيب يا شيخة... مع السلامة
أسماء: سلاااام
نواف: أقول آخذ الصورة ولا لا
أسماء: هههههههههههه جد أنك كووول... أخذها يا شيخ
أخذ نواف الصورة: لا يكون تسبيني وأنا ما أدري
أسماء: هههههه افاا أنا أسب أخوي الكبير
نواف: إيوه هذا حلاتك... يللا سي يوو لا تقولين أعرف، هذي أسمعها من الشباب
أسماء: ههههههههههههه بااي
يتبع.....................
بعد كم شهر....
دخلت عبير مكتب أبو نواف وما شافت حد.... جلست على مكتبه وفتحت الدفتر اللي قبالها.... وانفجعت لما شافت صورة أبو نواف جالس وجنبة أجنبيه وبحضنها ولد.... أكيد أنها أم نواف والولد هو نواف...." هين يا سالم.. أنا بدفعك الثمن "....
طلعت بعد ما خذت الصورة معها.... راحت لعند الخدامة وقالت لها تعطيها ملابس قديمة وشققتها.... وراحت لغرفة ريم....
بعد نص ساعة دخل أبو نواف.... نزلت له عبير وهي تصيح....
عبير وهي تصيح: سالم... الحق يا سالم
أنصدم أبو نواف أول مرة يشوف دموع عبير: ايش فيه
عبير من بين دموعها: تعال وناظر ولدك وش سوى
راح معها فوق ودخلوا لغرفة ريم.... انفجع أبو نواف لما شاف ريم.... ملابسها مشققة وشعرها مخربط وجالسة ع السرير وتصيح.... والغرفة مقلوبة فوق تحت....
صد أبو نواف وسكر الباب.... وقال : من سوا فيها كذا
عبير بصياح كذب: ولدك
تفاجاء أبو نواف: نواف؟؟
عبير تكمل كذبها: إيه ولدك الـ..###
أبو نواف بصراخ: وينك عنه... وينك
جلست عبير ع الكنبة وحطت يدينها بوجهها: ولدك قافل الباب عليها... وتهجم على بنتي... تهجم على ريم بنتي
راح أبو نواف مثل الإعصار لغرفة ولده....
نواف اللي كان جالس ع النت وما يدري وش عندهم يصارخون برة.... أكيد أبوه وعبير كالعادة.... لف لجهة الباب وتفاجاء لما شاف وجه أبوه....
قرب أبو نواف لولده وعطاه كف.... وقال: جد أنك و..### وما تربيت
انصدم نواف ووقف وقال: ليه
مسكه أبو نواف من شعره وقال: ريم يا الـ..### أختك ريم
مسك نواف يد أبوه لأنه يتألم: وش فيها... ما سويت لها شي
بدا أبو نواف يضرب ولده.... ونواف يتألم لكن يسأل عن السبب وما يدري ليه أبوه يسبه.... وبعد كم ضربة على راسه بالجدار.... طلعه من الغرفة وهو ماسكه من شعره....
راحوا لعند غرفة ريم ولما فتح أبو نواف الباب.... ناظر نواف ريم حتى يفهم وش السالفة.... لكنه انفجع لما شاف ريم وفهم كل شي....
لف لأبوه ودموع البراءة على خده.... قال برجاء: مو أنا والله مو أنا
أبو نواف يدري أنا ولده بريء.... بس ما بيده شي.... قال بعصبية: مو علي أنا تكذب
جره من شعره ونزل به تحت وهو يسبه.... ونواف يحاول يدافع عن نفسه.... بذل جهد كبير وبدا جسمه يتعرق ويتنفس بسرعة.... ما حس الا وأبوه يرميه على درج التهوية....
أبو نواف بعصبية: أن شفتك هنا... ما تلوم الا نفسك يا..###
نواف خلاص اللي صار هد حيله وما قدر يوقف.... ظل بمكانه الين دخل السواق وشاله ودخله لغرفته.... اعطاه الحبوب اللي ما تفارق جيبه.... واعطاه الموية مدده السواق على سريره ونام....
بعد ما طرد ولده دخل مكتبه.... سند ظهره للباب ودمعت عيونه" مو بيدي يا نواف.. مو بيدي ".... ناظر يده اللي فيها كم شعره من نواف.... شعره بنيه وشعره ذهبية....
راح عند النافذة وهو عارف أنا ولده ما تحرك من مكانه.... دق ع السواق وتفاهم معه.... ناظر السواق وهو يشيل نواف ودخله لغرفته....
ريم اللي كانت جالسه تبكي كذب.... ما تدري عن سوالف أمها.... ملابس قديمة ومشققة.... وسوي نفسك تبكين ولا تنسين تخلين الغرفة مقلوبة فوق تحت....
أنصدمت لما أنفتح الباب وشافت أبو نواف ماسك ولده من شعره.... ونواف يناظرها ودموعه على خده.... فهمت تصرف أمها تتبلى على نواف معها.... قامت لما طلع أبو نواف.... شافته ينزل مع ولده....
ناظرت أمها اللي تناظر زوجها وعلى وجهها أكبر أبتسامة خبث.... تفاجات ريم كل هذا من تخطيط أمها.... حستها شيطان بهيئة إنسان....
طلعت من الغرفة مسكت أمها من يدها.... عبير دخلت مع بنتها الغرفة....
ريم مصدومة: ايش هذا يمه... وش سوا لك نواف... حرام عليك
عبير: مو نواف... أنا أعاقب سالم بولده
ريم: ليه وش سوا أبوي
طلعت عبير الصورة من جيب تنورتها وقالت: ناظري يا ريم
ناظرت ريم الصورة: من هذول
عبير بقهر: هذي الـ..### أم نواف مع سالم وولدهم
ريم ببراءة: عادي ايش فيها
عبير: عادي؟؟... هذي أنا لقيتها بمكتب سالم... سالم زوجي يا ريم ايش تسوي صورة الـ..### عنده
ريم بعصبية: ليه... وأنتي من متى تحبين أبوي حتى تغارين عليه... تصرفاتك تثبت أنك ما تطيقينه... وطبيعي أنه يفكر بأم نواف
سكتها كف من أمها.... تفاجات ريم من أمها وهذي أول مره تسويها.... راحت ريم لعند دولابها وخذت لها بنطلون وبلوزة.... وطلعت من الغرفة وركضت لغرفة رنا.... قفلت على نفسها الباب وجلست تبكي....
عبير استوعبت اللي سوته وراحت ورا بنتها.... طقت باب غرفة رنا اللي كانت ببيت صديقتها....
عبير: ريم... ريم حبيبتي أفتحي الباب... خليني أفهمك السالفة
بعد محاولات فتحت ريم الباب بعد ما بدلت ملابسها.... دخلت عبير وحكت كل شي لبنتها الكبيرة... حكت لها عن خيانة أبو نواف وعن الأوراق اللي تدينه.... توضحت الصورة عند ريم.... أسأله كثيرة كانت تدور إجابتها والحين لقتها....
عبير بعد ما فضفضت لبنتها طلعت من الغرفة.... وراحت لغرفتها تزينت وتكشخت.... وخذت عباتها ونزلت تحت....
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك