رواية القسمه والنصيب خيانتي -3
وجدت والدتي تعد الأكلة المفضلة لي وهي برياني دجاج لذا لم افطر اكتفيت بتناول كوب عصير برتقال لكي أسد به جوعي واستفرد بالغداء بوجبتي المفضلة
لتفاجئني والدتي بقولها أن فيصل سوف يشاركنا تناول طعام الغداء لذا يجب أن استعد لاستقباله وبعد الاستعداد علية أن اعد السلطة وصحن حلويات لكي يتأكد فيصل من إمكانية دخولي المطبخ
المهم
طلبت مني والدتي أن ارتدي شيء بسيط حتى يعتاد فيصل على طبيعتي وابهره بالحفلة بزينتي التي سوف تكون متكلفة بشكل كبير
بصراحة والدتي امرأة حكيمة جدا وسوف تكتشفون لاحقا مدى حكمتها
ارتديت قميص بسيط لونه اخضر فاتح بلون الفستق وتنوره لونها اسود موديلها كلاسيكي بسيط طولها تحت الركبة بقليل عندما اكون جالسة
مع سلسلة ذهبية فيها ميدالية كتب عليها ما شاء الله
ولمسات بسيطة لماكياج صباحي وردي مع الكحل
وتوجهت للمطبخ لأساعد والدتي التي كانت في المطبخ مع الفتاة التي تقوم بمساعدتنا بتنظيف المنزل عندما يكون هناك داعي للمساعدة
بدأت بأعداد السلطة التي أحاول أن تكون صحية وفيها نسبة خضروات عالية
حسام دائما يتهكم عليها ويقول أنها سلطة طبية لا يهم المهم أن صحنها يفرغ قبل أكملنا لوجبة الغداء وأحيانا ً قبل تناول الغداء أن تأخر الغداء
وبعدها حضرت الحلو الذي كان عبارة عن طبقات من البسكويت والجوكليت الذي تم اذابته ليتداخل مع
البسكويت وتختلط به المكسرات
أكملت عملي وذهبت والدتي لكي تستحم بعد انتهائها من عملها
وبعد ساعة تقريبا دخل حسام مع عمر
القيا السلام وأجبتهم بمثله وعندما وقعت عيني على حسام أطرقت رأسي خجلا ً لما قاله فجرا وهو ابتسم لحركتي ولم يعلق
الم اقل لكم أني اعشق هذا الأخ الحنون أما عمر فلسانه قد تبرى منه منذ أمد بعيد ما أن وقعت عينية على صحن الحلو قال علي أن اشكر فيصل لو لا تواجده لما تناولنا هذا الصحن أبدا ألا بالعيد
لم التفت لكلامه لأنه لن يتوقف أن تكلمت
عندها قال حسام فيصل في غرفة الضيوف سوف اذهب لجلوس معه أنا وعمر عندما تنتهي والدتي من تحضير المائدة اخبرينا
حمدت الله أنه لم يطلب مني السلام على فيصل
ذهبت لمساعدة والدتي ورتبنا مائدة الطعام التي تتوسط مطبخنا الكبير نوعا ما
وبما أن فيصل ليس بالغريب فلا داعي للرسمية
طلبت مني والدتي أن اذهب لكي اخبرهم أن الغداء جاهز ذهبت وأنا أقدم قَدم وأؤخر الأخرى مع لهفة قوية داخلي للتقدم
دخلت غرفة الضيوف وقلت السلام عليكم ليجيبوا بعليكم السلام لم أنظر إلى فيصل ولكني قلت الغداء جاهز تفضلوا
نهض الجميع وأنا توقفت عند الباب لا تسألوا لماذا لأنني لا اعرف الإجابة مروا تباعا وكان أخرهم فيصل عندما مر بجانبي امسك يدي وطبع قبلة عليها وقال لا يوجد سالم خاص لي
أجبته بنظرة مطرقة أرضا فيصل رجاءا ً لا تحرجني أمام أهلي ليجيب لن أحرجك لكن عديني أن تقول لي كيف حالك عندما تريني مرة أخرى
ثم أكمل بتساؤل هل هذا صعب أم أنا لا استحق أن أ ُسأل عن أحوالي
أجبته آسفة كنت متوترة ولم أكن اقصد التجاهل
أجاب وهو يضع جبهته على جبهتي أتمنى أن يزول هذا التوتر سريعا لكي أحضا برفقتك دونه لكي استمتع بطبيعتك وصفائك
أجبته بابتسامة صافية وأخبرته أن الغداء وأهلي ينتظرون وحرجي وتواجدك أصبحا توأمين أجاب بمرح حاضر دكتورة وارد فها بقوله أتمنى أن تكوني دكتورة جيدة وتفصليهما لأنهما يبدوان سياميان وبعدها قال
تفضلي السيدات أولا
فعلا تقدمته و|أنا في قمة حرجي وسعادتي ولا أدري كيف وصلت لهذه الحالة الحرجة
توجهنا للمطبخ دخل فيصل وألقى السلام على والدتي وقبل رأسها ضحكت بسري عندما احمرت وجنتا والدتي لتصرف فيصل الذي يكرره للمرة الثانية
وكانت وجبة غداء لم أتناول وجبة بلذتها لأنها كانت بنكهة صداقة حسام وفيصل
وبنكهة ضحكاتهم وبعض المواقف التي جمعتهم كم كانت أحاسيس الفرحة تغمرني لهذه الصداقة بين زوجي وأخي وكم كان الجو العائلي رائع بتواجد فيصل
وكم شعرت بامتنان لحسام لأنه وقف لجانبي وتصرف التصرف الأصح عندما كنت مشوشة التفكير
بعد أن أكملنا الغداء غادرنا المائدة لصالة المنزل وبعدها تناولنا الشاي وختمنا جلستنا بالحلوة الذي أبدع عمر بالتعليق عليه وأبدع فيصل معه في استراق النظرات لكي يلتقط ردت فعلي التي بانت على توهج وجهي بأكمله وهو لم تفارق الابتسامة شفتيه ودعنا فيصل لأنه سوف يغادر البلاد للعودة لوطنه لكي يأتي بعد تسعة أيام برفقة أهله ومن يرغب بالقدوم من أقاربه
احترموا أهلي خصوصية علاقتنا وسمحوا لي بوداع فيصل
وقفنا إمام بعضنا شعرت أن الدموع بدأت بالتجمع بعيني فأنا أمقت وبشدة لحظات الوداع رغم تعودي عليها كلما أتيت الى منزلنا وغادرت الى حيث ادرس في كل مرة أجاهد من اجل أن لا تسقط دموعي
ومع فيصل سقطت دموعي فعلا وهو من تكفل بكفكفتها وهو يقول
لما هذه الدموع أجبته بصدق أنا اكره هذه اللحظات لذا رجاءا ً حاول أن تجنبني أيها أجاب ولكني لا استطيع أن أجنب نفسي حرصها على التواجد معك حتى آخر لحظة من تواجد ِ هنا
أجبته إذن فهيئ نفسك لهذا السيل في كل مرة
أجاب أنا من سوف أتحكم بجريانه وامنعه أجبته حاول وأتمنى أن تنجح
طبع قبل على جبيني وقال استودعك الله وخرج اما أنا فالصمت حليفي أحاول أن أبدو متزنة إمام أهلي
ذهبت لصالة المنزل وجدت والدتي جالسة تتابع احد القنوات المختصة بتقديم البرامج الأسرية جلست بقربها متظاهرة بالمتابعة وهي كانت مندمجة وبهذا منحتني مساحة لكي اختلي بتفكيري
تركت والدتي مع برامجها وتوجهت الى ملاذي غرفتي وتناولت هاتفي واتصلت بوفاء التي استقبلتني بزغرودة اصمت بها إذني
بعد السلام والكلام المعتاد أخبرت وفاء بمشاعري وبتحولها وبما يحصل لي من توتر وسألتها بصراحة هل أنا طبيعية بتعلقي
لتجيبني وفاء انتي طبيعية مية مية وكافة العناصر الغذائية متوفر فيك
أجبتها بتذمر
وفاء هذا ليس وقت مزحك لتجيب ما بالك أصبحت جادة بزيادة
إياك ِ أن تكوني بهذه الجدية والجمود مع فيصل أول الأيام ممكن أن يتحمل ولكن بعدها سوف يشعر بالضجر
أجبتها اخشي أن أتعلق به ويحدث ما يفرقنا أجابت وفاء
باعتراض منى اتركي وسوسة الشيطان عنك واستعيذي بالله منه أنه يحاول الدخول بينك وبين زوجك بإدخال أفكار غير صحيحة على عقلك كوني واثقة منه وكوني قريبة من ربك تشعرين بالسعادة التي أنتي بها وبالسعادة اللاحقة التي سوف تحصلين عليها
مشاعرك اتجاه فيصل طبيعية فأنتي لم تعرفي من الرجال خير إخوتك وأقاربك وكنت فتاة تهتم بدراستها ولا تبالي بأمور كثيرا وكنتِ مقتنعة بأن زوجك هو من سوف يصبح حبيبك
لتكمل بتساؤل أليس هذا كلامك لـ اشواق التي كانت تتكلم عن علاقتها مع قريب والدتها ام نسيته
أخبرتها أني أتذكره ولكني اشعر بعدم توازن
لتقول وفاء شعورك طبيعي لا تحاولي أن تبالغي بوصفة كل ما في الأمر أن أحلامك بدأت تطبق على ارض الواقع ولمستها بيدك فأحدثت الفرحة اضطراب بمشاعرك مع الوقت تعتادي على هذا الوضع
لتكمل بمرح لا تضيعي علي الموضوع ودعك ِ من فلسفتي واخبريني كيف كان اللقاء
أخبرتها بما أريد أن اخبرها وكتمت ما وجدت فيه خصوصية لعلاقتي بفيصل وفي كل كلمة أقولها تطلق وفاء التنهدات كنت اضحك عليها في سري لأني لم أكن اخبرها بالحقيقية كاملة وهذا وضعها فكيف أن عرفت بالتفاصيل مع ذلك أنا مقتنعة أن مايحصل بين الزوجين خاص بهما فقط ولا بأس بالكلام عن ما يمكن الكلام عنه وترك الباقي للتجربة الشخصية للشخص اقصد وفاء بهذا الكلام
حمدت الله على تواجد صديقة مثلها في حياتي
وأغلقت الهاتف وأن في قمة هدوئي وراحتي
قبل أن يغادر فيصل سجل رقم هاتفه في بلده في هاتفي وعندما غادر وضعت صورة قلب سوف تنير شاشة جهازي عندما يتصل
(11)
مضت الأيام واتصالات فيصل لم تنقطع أبدا في الصباح يقول صباح الخير و لأنه مشغول عادة ,المكالمة لا تطول وفي المساء يقول مساء الخير وتنتهي لتصبحين على خير لأنه يتصل متأخر عادة
أصبحت علاقتنا أكثر قوة وأطلعني على كل ما يخصه وعن مخططاته ومشاريعه وعن إعداده لعش الزوجية الذي سوف يجمعنا ولأنه الابن الأكبر فهو لا ينوي مغادرة بيت والده لذا علية أن أتأقلم مع هذا الوضع مع توفيره لي جناح خاص يضمن خصوصيتي
أراحتني فكرة الجناح وأرعبتني الفكرة العامة لأنني لم أهيئ نفسي للعيش في بيت أهل زوجي العمر بأكمله ودعوت الله أن ييسر لي أمري
الآن لأخبرك باستعدادات والدتي التي كانت على قدم وساق بعد مغادرة فيصل سافرنا الى المدينة التي كنت ادرس بها وتوجهنا للخياطة وتم الاتفاق على موديل بسيط لفستان طويل بأكمام شبه قصير مزينة بالكريستال الناعم وبقصة من الإمام بسيطة منثورة بقطع من الكريستال بشكل جميلة واختارت والدتي قماش لونه فيروزي فاتح يتداخل اللون الفضي بنسجيه
بقينا ليومين ولان والدتي ضاعفت الأجر اكتمل الفستان بوقت قياسي وبقت تفاصيل لا حاجة لتواجدي اثناء عملها لذا اتفقت والدتي مع الخياطة عن موعد يحضر عمر فيه لكي يأخذ الفستان
عدنا الى مدينتي وبدأت والدتي بحملة قلبت بها منزلنا رأسا ً على عقب بمساعدة فرقة الطوارئ التي تستعين بها والدتي في المواسم عندما ننتقل من الصيف للشتاء والعكس ويبدوا أن حفلتي بالنسبة لوالدتي إحدى الانتقالات الموسمية بحياتها
لقد هيئت لي والدتي برنامج خاصة للعناية بالبشرة من إعدادها وإشرافها
وطلبت مني والدتي أن اهتم بنفسي فقط
أحاول أن استرخي واصلي وأكثر من قراءة القرآن ولمحت مازحة وأكثر من الاتصالات الهاتفية التي تقربكم من بعضكم
بادلتها ابتسامة خجولة وانصرفت الى ملاذي وبأمر من والدتي وقفت بين يدي خالقي شاكرة له سبحانه وتعلى على راحة البال والسكينة التي غلفت حياتي وبعد انتهائي من صلاتي قرأت ما تيسر من القرأن الكريم
وبعدها استلقيت على سريري أحاول الاسترخاء ليرن هاتفي و تتوسط شاشته صورة قلب يعلن عن اسم صاحب الاتصال
اجبت بلهف هلا فيصل وعليكم السلام ليأتيني صوته قائلا كيف انتي أصبح شوقي لكي لاحدود له
بعد فترة لأن الاتصال الخارجي يعكره صوت الصدى
لذا علية أن أتوقف عن الكلام لفترة حتى يصلني كلام فيصل وهو يفعل الشيء نفسه
وهذه الحالة لم تتعبنا مطلقا لان لهفتنا لبعضنا تفوقت على الحواجز والحدود
استمر كلامنا بين مزح وجد واشوق لليوم الذي تحدد واخبرني برغبة أخيه لحضور هذه المناسبة رغم علمه أنها نسائية بحته ولكنه مصر لرغبته لروئيت وجه أخيه الأكبر عندما يخرج من زوجته حاول فيصل معه بقوله لن تكون المرة الأولى أجابه انه لن ينسى ما فعله عندما عقد قرآنه دون حضوره ويريد تعويض ما فاته بحضوره معه وإمام إصراره أضطر فيصل أن يوكل عمل الشركة المسائي لابن عمه الذي يتولى ادارة الشركة صباحا إثناء غياب محمد الاخ الأصغر لفيصل بدوامه
بت اشعر بضيق شديد عندما يأتي موعد مكالمة فيصل ويتأخر لسبب ما
بصراحة أصبح شوقي له كبير وأصبحت اشعر بنغزة بقلبي لهذا الشعور
واستغفر الله لكي يرجع لي هدوئي
اما والدتي فأصرت على عمل كوشة صغيرة بمنزلنا في غرفة الضيوف التي تم فتح الباب الذي بينها وبين صالة المنزل حتى يصبح المجال أوسع
لذا أوصت إحدى قريباتها التي يمتلك ولدها ورشة نجارة بعمل مدرج خشبي
وأن يقوم بشراء أريكة من الأثاث المستعمل وأن يفرغ نفسه لوالدتي قبل موعد الحفلة بثلاثة أيام لكي تعمل معه لإتمام الكوشة
أما الحلويات أصرت والدتي أن تكون مصنوعة بالمنزل حتى تكون ذات نكهة خاصة بمنزلنا وبمناسبتي ووالدتي تبدع بهذا المجال وتفننت به
وبتغليفه وأكملته قبل موعد الحفلة بخمسة أيام وحرصت على تخزينه جيدا أما ما يحتاج لعمل بنفس اليوم حضرت كل ما تحتاج اليه لكي لا يسرقها الوقت
اما الكوشة فلقد أبهرتني والدتي عندما انتهت الكوشة التي كانت عبارة عن سلم خشبي أشبه بالصندوق وأريكة متهالكة عندما وقع نظري عليها شعرت وكأني أمام حطام سفينة ليتحول هذا الحطام الى كوشة بيضاء مزينة بقطع الكريستال الفيروزية
تحيطها الورود البيضاء والوردية الطبيعية تتخللها أعواد مزينة بالكريستال الوردي لوحة فنية رائعة
ألم اقل لكم أن والدتي امرأة لا مثيل لها
أتى اليوم الموعود كانت والدتي قد أكملت دعوة كل أقاربنا وبعض الأصدقاء المقربين قبل يوم من الحفلة لكي تتفرغ كليا للحفلة في يومها
إما أهل فيصل فلقد حضروا قبل يومين واستقروا في شقة فيصل في المدينة التي ندرس فيها
اهم مافي الموضوع أن الاتصال بفيصل أصبح أسهل
أتى اليوم الذي كنت انتظره بفرحة لأنني سوف التقي بفيصل وبخوف لأني سوف أقابل أهله
عندما أكملت زينتي طلبت مني والدتي أن ابقي في غرفتي مع وفاء وبعض بنات عمي المقربات وعندما يكتمل عدد المدعوين انزل للصالة
فعلا تم كل شيء حسب ما خططت والدتي نزلت للصالة برفقة والدتي التي قادتني حيث والدة فيصل وطلبت مني أن اقبل رأسها ويدها أمام الحضور كان طلب محرج ولكني نفذته لأنني تذكرت فيصل حينها وبعدها سلمت على أخوات فيصل وتلقفتني أحضان الأقارب
وأخيرا ً وصلت الى كوشتي استقرت قدماي وبدأت الصالة تضج بالصلاة على رسول الله محمد وال محمد مع أناشيد أسلامية تليق بهذه المناسبة وهذا كله بناءا ً على طلب فيصل وأنا وافقته الرأي لأني منذ أن دخلت الطب وأصبحت أرى الموت أمامي بشكل يومي أصبحت أنفر من الأغاني بعد أن كنت مدمنة لها
اكتملت الحفل على خير وجه وبقى من الضيوف أهل فيصل فقط بعد أن تناول الجميع وجبة العشاء
بقيت بملابسي لأني على علم بقدوم فيصل ولأنه طلب مني ذلك ولأني أرغب بذلك
لأخبركم عن انطباعي عن اهل فيصل بصراحة رائعون تفاءلت خيرا بمستقبلي معهم لايوجد فرق كبير بين عاداتنا وعاداتهم وحصل اندماج كبير بين والدتي و والدة فيصل واندمجت كثيرا مع أخوات فيصل رغم فارق العمر ألا أنهن يتمتعن بروح مرحة وبساطة عالية وساعدت دراستي على كسر الكثير من الحواجز وقربت بيني وبينهن من خلال أسألتهن واستفساراتهن التي تخللتها روح فكاهة عالية
رن هاتف والدتي وادركت أنه حسام يستأذن لفيصل بالدخول وفعلا دخل فيصل بزي بلاده الرسمي على الرغم من أن حسام يرتدي هذا الزي احيانا ً في مناسبات معينة مع أصحابه الأ انه على فيصل أصبح شكله خيال فاق الوصف وسامة عالية أبهرتني وأجبرتني على النظر أليها تمعنت فيه وهو يقبل والدته على جبينها ووجنتيها وينزل ليدها ويقول لها هل أنتي راضية عني لتجيبه في الدنيا والآخرة الله يريح قلبك مثلما تريح لي قلبي ثم توجه لوالدتي وقبل جبينها وسلم على أخواته
وقبلنه واحتضنه كانت لوحة حنان لايمكن التعبير عنها ولا تصويرها
واخيرا جاء دوري منحني نظرة خاصة أنزلت بسببها رأسي
تقدم باتجاهي وقبل جبيني وأحضرت والدته علبة مغلفة أخرجت منها طقم من الذهب اتحدت فيه الفخامة والجمال ألبسني ايها فيصل ومع كل قطعة يلبسها لي يقول تعليق يجعلني ابتسم ولاتكونوا فضوليين وتسألوا عن التعليق لأني لن أخبركم
انتهت كل المراسيم على خير وتوجه فيصل مع أخيه وإخوتي وبعض أولاد عمي الى بيت بسيط داخل قطعة زراعية لنا لكي ليقضوا ليلتهم فيه ويتركوا البيت للنساء
في اليوم التالي غادر اهل فيصل برفقة اخيه وبقى فيصل بمدينتنا بعد أن حدد مدة أسبوع لبقائه لترتيب بعض الإعمال عندنا والغرض أخر لن أخبركم به
استقر وضع البيت بعد كل تلك الضوضاء المريحة لأن ضوضاء الفرح تكون محببة للجميع
خلال فترة بقاء فيصل كانت زياراته شبه يومية وفي كل مرة يقوم بزيارتي كنت ألاحظ علامة الاضطراب وعدم الراحة على والدتي ألى أن يغادر فيصل تصبح أكثر استقرارا ً
طبعا أنا فقط من الاحظ
والدتي حريصة على حسن استقبال فيصل
نسيت الموضوع بعد مغادرة فيصل ووعده لي بالعودة لاصطحاب ِ الى حيث ادرس عند نهاية العطلة
ومضت الايام ولأول مرة اشعر أن العطلة بطيئة ربما لأنني انتظر نهايتها لأحظى بتوصيلة فيصل
ربما تسألون ماذا حل بأحلام حاولت ألاتصال بها وجدت هاتفها مغلق اتصلت بوالدتها فأخبرتني أنها غيرت رقم هاتفها وأفهمتني بطريقة لبقة أن ابتعد عنها قليلا حتى تستطيع ترتيب مشاعرها
تذكرت هذه الكلمة التي سمعتها ذات يوم من احلام وأدركت أن مشاعر أحلام تجاهي لن تترتب وأصبحت عبارة عن لوحة مشوهة
طويت صفحة أحلام ألا أن أعود لمقاعد الدراسة
قبل يومين من نهاية العطلة دخلت والدتي لغرفتي وطلبت مني أن نتحدث سويا
لا تستغربوا دخول والدتي دون أستأذان فهذه حالتها معي منذ أن انفصلت بغرفة مستقلة لي لايوجد داعي لللأستأذآن كما وأني احترم حرصها تجاهي واجد في هذا الدخول نوع من الحرص علية ولا اجد فيه انتهاك لخصوصيتي فهذه والدتي وأنا
أمامها كتاب مفتوح
بدأت والدتي حديثها بسؤال
هل تحبين فيصل شعرت بخجل كبير من والدتي ولكني اجبتها بعد أن شجعتني ابتسامتها
أخبرتها بأني لم أكن أتوقع أن اتعلق بفيصل لهذه الدرجة لتجيبني هل تريدين معرفة قصة صديقتي هناء
سرحت بالموضوع
الخالة هناء مدرسة مادة الكيمياء صاحبة لقب الجميلة المطلقة في أيام الإعدادية
أجبتها وهل للجميلة المطلقة حكاية لا اعرفها
أجابت والدتي وحكايتها سر بيني وبينها وأحببت أشراكك به لأن بحكايتها نصيحة موجهة لكي
أخبرتها وأنا كلي أذان صاغية لمعرفة حكاية الجميلة المطلقة
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله أكبر
(12)
وبدأت والدتي تقص لي حكاية الخالة هناء الجميلة المطلقة ابتدأت والدتي كلامها بقولها أنها لم تفشي سر صديقتها عندما ستخبريني بحكايتها لأن الخالة هناء بنفسها هي من طلبت منها أن تقص حكايتها لي لكي استفاد منها ببداية حياتي الزوجية ولكي اتجنب ما وقعت به
وبدأت الحكاية بلسان والدتي
كانت هناء صديقة لي منذ مرحلة المتوسطة ربطتنا علاقة صداقة تشعبت حتى وصلت الى الاهل على الرغم من معرفة الأهالي بـ بعضهم لصغر منطقتنا ولكن علاقتي بهناء زادت من تلك المعرفة تقدمت بنا مراحل الدراسة حتى وصلنا الى الجامعة ودرسنا في نفس الجامعة باختصاصات مختلفة
كانت هناء ولا زالت تملك جاذبية لا علاقة لها بشكل العينين او صغر الأنف او الوجه المستدير ولكنها بالمختصر جذابة لاتمل العين روئيتها ولاتمل النفس معاشرتها والكلام معها
اعجب بها احد الاساتذة واختارها زوجا لابنه ومن هنا بدأت الحكاية فهي حالها حال أية فتاة خلوقة
زوجها هو صاحب البصمة الوحيدة في قلبها
لذا تعلقت به تعلق كبير جدا كانا يخرجان سويا عندما ينزل في اجازته الاسبوعية لانه كان يعمل مهندس في احدى مصافي النفط البعيدة
في اجازته لا يفترقان أبدا ً ولأنها تدرس في منطقة بعيدة عن أهلها توفرت ظروف اللقاء بشكل اكبر
الا أن وقعت بينهم الخلوة التي تحصل بين أي زوج بزوجته
عندما أخبرتني بقصتها لم تلمه مطلقا لأنها تقول أن الفتاة في مثل هذه الأمور هي المتحكمة وبكلمة منها ممكن أن تنقذ حياتها بأكملها
بصراحة في كل كلمة تقولها والدتي اشعر باندهاش مع خجل مع فضول قاتل لمعرفة المزيد لذا لم أقاطع فأكملت والدتي كلامها
زوج هناء لم يتخلى عنها كما يحدث بالقصص التي نسمعها بل تزوجها بعد شهر من الإحداث
ولكن حياتهم لم تكن كما خططا لها كانت باردة جدا حتى في لحظاتهم الخاصة كانت ترى نظرة اشمئزاز في عينيه يحاول جاهدا أن لا تظهر للعيان ولكن عينا هناء المتفحصة لملامحه كانت تلتقطها او ربما ما حصل بينهما كان يدفعها لتخيل تلك النظرة
بعد خمسة اشهر من الزواج بشرت هناء بأـجمل خبر ممكن أن تبشر به انثى وهو حملها بطفلها الاول ولكن الفرحة قُتلت عندما اخبرت زوجها بحملها الذي كان بالنسبة لهناء طوق نجاة لحياتها الزوجية التي تغرق تدريجيا
سألتني والدتي هل تعرفين لما قُتلت فرحتها
اجبتها بإيماءة من رأسي بمعنى لا اعرف
لتكمل والدتي لانها عندما اخبرت زوجها صعق بالخبر واحنى رأسه وجلس على اقرب مقعد كان امامه وقال استغفر الله واتوب اليه الصبر يا الاهي
هي لم تتحمل الموقف ولم ترغب بالنقاش تركته وحده وانصرفت من مكان تواجده
واصبحت العلاقة بينهما جليد لايمكن تحمل برودته
الا أن اتى ذلك اليوم الذي اجلسها زوجها فيه بجلسة صراحة ووضع النقاط على الحروف بعلاقتهما وكانت نهاية تلك العلاقة
اخبرها زوجها أنه حاول جاهدا أن يتقبل حياته معها واستعاذ من الشيطان واكمل زواجهم ولكنه لم يعد يقوى اخبرته هي
بعيون باكية هل ما قمنا به حرام أنت زوجي على سنة الله ورسوله
اجابه وهو يشير على رأسه هنا افكار سوف تدفعني للجنون أن استمريت معك ِ
هل ترضين بزوج مجنون أم تتقبلين اب لابنك عاقل ولكنه ليس بزوجك
اختاري اما أن نبقى سويا واصبح اب وزوج مجنون او ننفصل واكو اب عاقل
اختارت هناء الانفصال لان كل المشاكل بالحياة الزوجية لها حل الا عدم تقبل الزوج لزوجته فهي لا حل لها
انفصلت عنه وهي حامل بأبنها بالشهر السادس وهو هاجر خارج بلده ولم يعد بعدها مطلقا ولم يتزوج أبدا ً وترك لها البيت بأثاثه مسجلا بأسمها وقال امام اهله وأهلها أنه انفصل عنها لأنه يرغب بمغادرة الوطن وهي لاترغب بمغادرته وبحجج واهية قال اقنوعها طبعا بالاتفاق معها لذا انتهت رسل السلام بينهما بفشل ذريع كان نتيجة اتفاق الطرفين
وتم الطلاق ورفضت هناء الزواج لانها تقول أنها وهبت كل مشاعرها لزوجها وكانت مشاعر صادقة لذا لم تعد تملك مشاعر ممكن أن تهبها لسواها
وبعد والدة ابنها مصطفى قالت ولدت مشاعر داخلي مختلفة سوف تكون لمصطفى ولن تكون لغيره مطلقا ربت مصطفى احسن تربية وهاهو مهندس تبع خطى والده لم تشوه صورة والده بنظره مطلقا وأبقت العلاقة بينها وبين والده بعيدا عن العلاقة بين مصطفى ووالده ولم أرها يوم تذم والد مصطفى مطلقا دائما تقول
أنا من جنيت على نفسي
هذه حكاية الخالة هناء ما رأيك بها
انهت والدتي كلامها بهذا الجملة
اخبرتها أهذا سبب قلقك عند زيارة فيصل اجابت نعم أرى فيك تعلق هناء بزوجها واخشى عليكِ من تكرار قصتها
لتكمل عندما ارى الحب لزوجك ظاهر بعينك احمد الله من اعماق قلبي وبنفس الوقت أدعو الله أن يحميك ِ من هذا الحب وأن يحمي هذا الحب منكما أنتي وفيصل
منى أنا لن أراقبك ِ ولن أقيدك اقولها لكي حبك أنتي وفيصل مرهون بحسن تصرفك لاتقيده وتقتيله ولاتعطيه حرية كاملة وتخسريه تصرفِ بما يملي عليك ِ ضميرك ولاتنجرفي وراء عواطفك بشكل غير معقول وتجرفك الى مكان يكون مفترق الطريق بينك وبين زوجك
قاطعتها ليس كل الرجال زوج هنا ء
اجابت ولككنا لانعرف فيصل أي نوع من الرجال بمثل هذه المواقف ولا أتمنى أن نتعرف عليه بمثل هذه المواقف
أن كنتِ فعلا تحبين فيصل حافظ ِ على هذا الحب ودعي قصة هناء امام عينك
اجبتها
أنا أبنتك ِ وتربيتك اتمنى أن تبعدي هذا القلق عنك فلن يحصل الا مايرضيك
صدقيني انها وساوس الشيطان
اجابت والدتي مهما حاولت أن ابعد القلق يأتي لي بشكل اخر ولن يهدئ لي بال الا عندما أراك ِ انتِ وفيصل في بيتكما
وعندما تصبيحين أم بأذن الله سوف تعرفين بما اشعر
قبلتني والداتي وانحنيت على يدها وقبلتها وقلت لها لن اخيب ضنك ابدا
غادرت غرفتي بعد أن قالت لي الله يحفظك ويبعد عنك كل مكروه
وبقيت وحدي وصورة الخالة هناء لم تفارقني كيف استطاعت أن تتقبل برود حبيبها في أول زواجهم وكيف استطاعت فراقه مجرد كلمة فراق تصيبين بالجنون أن فكرت بها
اعان الله الخالة هنا ء التي لم اراها وهي مكتئبة أينطبق عليها البيت الشعري الذي يقول
الطير يرقص مذبوحا من الألم
دعوت لها من اعماق قلبي أن تهدأ مشاعرها لا ادري لما اشعر بحرقه بقلبي اتجاه الخالة هناء
بعد ان هدأت افكاري من زوبعتها التي احدثتها قصة الخالة هناء
ارسلت رسالة لفيصل بأني سوف استقبل صديقتي وفاء التي سوف تقضي الليلة عندي لذا لن اكلمه ليلا ً
اردت أن امنح نفسي وقت لتفكير بهذا العذر
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله أكبر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاصل إعلآني ^_^ / ..
جميع الحقوق محفوظة لي .. لا احلل مسح اسمي مع على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(13)
وصلتني رسالة من فيصل بعد ثواني تخبريني بأن زيارة هذه الصديقة زيارة غير مرغوب بها ويتمنى عدم تكرارها مع تمنية لي بقضاء ليلية سعيدة ويتمنى لنفسه أن يجد النوم سبيلا لعينه
كدت أن أضعف واتصل به وأقول له أن الزيارة أ ُجلت ولكني امسكت نفسي بحبال صبري حتى لا أتهور اكثر مما أنا فيه من تهور وحتى لا ارتكب حماقة بسبب سيطرة قصة الخالة هناء على افكاري
استلقيت على سرير وبدأت بقراءة أية الكرسي ثلاثة مرات والحمد ُ سبعة مرات واستغفرت ربي مئة مرة ولا ادري هل اكملت المئة أم لا لأنني استغرقت بنوم عميق صحوت فيه على نداء الله أكبر معلنا ً لصلاة فجر
وكعادة روتينة اكتسبتها منذ أن اصبح عندي هاتف محمول انظر الى شاشته بمجرد أن أنهض من النوم
ولكن النظر لشاشته اصبح ادمان لكل الاوقات وما أن نظرت لشاشته حتى حصلت على جرعتي برسالة من فيصل يعبر بها عن اشواقه
وضعت الهاتف بمكانه وأنا كلي نشاط وحيوية وقررت أن أتصل به بعد أن البي نداء خالقي
انهيت صلاتي واتصلت بفيصل ولكن الهاتف يعطني مغلق عرفت حينها أنه لايزال بالمسجد
انتظرت عشر دقائق واتصلت به وأتاني صوته عبر الحدود يعلن عن اشواقه وكم أنا ظالمة بحقه وحق ما يحمله لي من مشاعر وسألني عن صديقتي
اخبرته أنها نائمة وكنت اشعر بعصرة بقلبي لهذه الكذبة الصغيرة والاولى بحياتي الزوجية وقطعت وعدا ً بيني وبين نفسي بعدم العودة لمثل هذه الاكاذيب
استمرت احاديثنا كعادته مازحة وجدية ومسلية فأنا لا امل الكلام معه حتى عندما يصمت اقول له اكمل يقول نفذت احاديثي اكملي أنتِ اخبره بأني لا املك احاديث
أنا مستمعة جيدة لأحاديثك ولن أملها ليقول سوف اذكرك بهذا الكلام يوما ً ما اخبرته
بل ذكر نفسك بكل وعودك لي بأنك لن تمل مني أبدا ًوسوف يكون اول يوم للقائنا يشبه كل يوم بحياتنا
اجاب بثقل متى قلت هذا الكلام اخبرته عندما زرتنا اول مرة هل تذكر اجاب بمكر اكيد لا اذكر اجبته اذن مع السلامة ليجيب بسرعة
اذكر يا بنت الناس ما بالك لا تتحملين المزاح اجبته مزاحك الذي يرتبط بكلمات جادة لا اتحمله ولا تغير الموضوع واخبريني هل سوف تتذكر كلامك ذات يوم
اجاب انه كلام قيل بالليل وكلام الليل يمحى عندما تشرق عليه شمس الصباح واطلق ضحكة قوية وصلتني واطربت الاجواء من حولي
اجبته مدعية الزعل هذه من اولها نسيان الله اليستر من اخرها
تمالك نفسه وتنفس بصوت مسموع وقال اخرها سعادة في حديقة انتي وردتها
لتنتهي المكالمة مع اقتراب موعد ذهاب فيصل للعمل
ومضت الايام بين مكالمات مع فيصل واعداد للعام الدراسي الجديد وشوق كبير لاول يوم فيه
واتى اليوم الموعد بمخطط لم اخطط له مطلقا عندما قدم فيصل لمدينتنا كانت الساعة التاسعة مساءا ً وكعادة والدتي يسكن التوتر كل حركاته
أما حسام فتشعرين به سوف يطير من الفرح
وعمر لا عمل له سوا احراجي فما أن ارتديت ملابسي واعتنيت بمظهري بشكل لم اعتده يومياً حتى قال معلقا ً
اذن المهندس فيصل سوف يأتي لزيارتنا
مع عمر السكوت من الماس
لن اخبركم بلحظة القاء فهي لحظة خيالكم سوف يصورها بشكل يفوق وصفي لها فتجنبوا الخيال الزائد لانه يظر بكم
كما اخبرتكم كان مخططنا هو مغادرة مدينتني برفقة فيصل الى حيث ادرس طبعا هذا الاتفاق بيني وبين فيصل لم اخبره به أحد
لذا فوجئت بسلسلة من الاعتراضات
والمفاجئة أنها من حسام فهو يقول أن عادة اهل فيصل لاتسمح بمثل هذه الامور لتجيبه والدتي ولكن عاداتنا تسمح ومع تواجدك معهم طول الطريق بسيارتك ما الذي يمكن أن يحدث
ليجيب حسام أنكم سوف تشوهون صورتنا امام الرجل
اجابته والدتي بحدة أنه اختار نسبنا هو يعرف بعادتنا لما نمثل له عكس ذلك
كنت صامته امام هذا النقاش الحاد الى أن التفتت لي والدتي ووجهت لي سؤلا ً
عندما قالت هل أنتي من اقترحتي على فيصل هذا المقترح اقصد مقترح توصيلك
اخبرتها وأنا اقسم بالله بأنني لم اطلب منه هو من طلب مني ذلك ولم أكن اعرف بأن هناك اعتراض من ........وصمتت ونظرت لجهة حسام الذي بدالني بنظرات من سئم النقاش بهذا الموضوع
التفتت والدتي على حسام واخبرته بأن فيصل يعرف أننا لم نمانع لذا اقترح هذا الموضوع
وأخبرته بأن لايكون سبب في اول خلاف بيني وبين فيصل لأن موقفي سوف يصبح ضعيف امامه وسوف يأخذ على العائلة نظرة بأنها غير واثقة بأبنتها
لتكمل والدتي بلهجة آمرة غير قابلة للنقاش دعهم يذهبون ورافقهم بالطريق وامنحهم حرية الذهاب الى احد المطاعم من اجل تناول طعام العشاء مع وعد بالعودة مبكرا
لتنظر جهتي بنظرة ذات مغزى اعرفه
وقالت وأنا واثقة من منى وحسن تصرفها
وانتهى النقاش بمغادرة والدتي وبنظرة عدم رضى من عيني اخي وبصمت اطبق على لساني وسكون غلف حركاتي
وجاء اليوم الموعود ودعتني والدتي بقولها حياتك وأستقرارك بين يديك ِ لن امنعك ِ من امر تتمنيه وتسعدين فيه ولكن أقول لكي حسن تصرفك هو من يديم عليك هذه السعادة فكوني حريصة على سعادتك
وانطلقت سيارة فيصل تحمل معها حبا ً لم يكن بخيالي يوما ً كم شاكسنا حسام بالطريق وكم ازعج فيصل بتصرفاته وأتصالاته التي بدون سبب وفي كل مرة يتصل او يقترب من سيارتنا يتأفف فيصل ويظهر انزعاجه امام عيني حسام ويبادله حسام ابتسامة بلهاء لا معنى لها
اخبرته بعد أن رأيت انزعاجه هل أنت منزعج من حسام ليجيبني بأنه لم يكتشف ثقل دم حسام ألا بعد أن اصبح اخ لزوجتي
ضحكت من اعماق قلبي وبادلني الضحك ولا زالت علامة الاستياء بادية على ملامح وجهه وما أن رأنا حسام نضحك حتى أتصل بفيصل يسأله عن سبب الضحك ولكن فيصل اغلق الهاتف بوجهه وارسل له تهديد عندما مرة بجانب سيارتنا بأنه سوف يذبحه ولكن حسام بقى محتفظ بتلك الابتسامة البلهاء
وأنتهت الرحلة بعشاء لذيذ في مطعم عائلي
حاول حسام مرافقتنا ليواجه بغضب فيصل الذي قال له اذهب أنت واختك للعشاء وأنا ارجع لبلدي لينتهي الموضوع بتبادل الاحاديث التي كنت اعتقد انها سوف تنتهي بشجار ولكن للشباب روح مختلفة عن النساء فهم يقلبون كلام الجد الى مزح بسهولة عجيبة جدا
كان كل شيء طبيعي جدا مع مرافق مثل فيصل الوقت يتسرب بسرعى عجيبة
ولكن روئيتي للمطعم الذي كنت اتناول فيه الغداء مع احلام في اول يوم بعد كل عطلة اثار حزني لان المحل مغلق وهناك لافته كبيرة وضعت عليه وكُتب عليها
المحل للبيع المراجعة على الهاتف ***********
هل اصبح كل شيء بيني وبين احلام مغلق
ياترى ما الذي يخبأ لي العام الدراسي الجديد مع احلام الجديدة
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله أكبر
اجمل مافي الايام انها تمضي ولاتقف صخرة بطريقها مهما كبرت لذا مضت ايامي بين فرح وغضب من بعض تصرفات فيصل وراحة من هدوء احلام
على الرغم من كون علاقتنا لم ترجع مثل الاول ولكنها موجودة اقصد سلام وكلام بسيط لعل الوضع يتطور شيء فشيأً
اما فيصل
فلقد كثرت زيارته لمنزلنا لانه يسعاد حسام وأصدقاءه في ترتيب مشروعهم لفتح مكتب هندسي معماري
وبنفس الوقت يقتنص الفرصة لجلوس معي
, احياناً ارى الانزعاج في نظرات حسام واجد نفسي وقد وضعت في موقف حرج ولكني لا املك
حل لهذا الموضوع
الا أن اتى يوم طلب مني فيصل الخروج ليلاً لكي نتمشى بالسيارة
استأذنت حسام فرض واخبرت فيصل الذي ثارت اعصابه وقال اني زوجته وهذا من حقه لأفاجئ بنفسي وانا اقول له اني زوجته عندما اصبح في منزله اما في منزل اهلي فأنا ابنتهم التي يحرصون عليها
لاتسألوني كيف خرجت هذه الكلمات من فمي
اسألوني ما كانت ردة فعل فيصل
كل ما فعله حمل مفاتيح سيارته وخرج بعد ان قال
انا من لايهتم بك وبمصلحتك ويقصد إيذائك
لم اجبه لاني كنت غاضبة وخشيت ان يتطور الموضوع اكثر
لا ادري لما شعرت ان فيصل يريد ان يجعل مني خالة هناء ثانية
لذا قررت ان اغير بعض الامور بعلاقتي مع فيصل
فكثرة الزيارات سوف تسبب لي وله ولعلاقتنا مشاكل نحن في غنا
عنها
مر يومان وفيصل كعادته يأتي الى منزلنا ولكنه يأتي لمساعدة الأصدقاء فقط ولا يسعى لروئتي اول الامر تضايقت وبعدها وجدت الوضع اريح
وغير ضاغط على اعصابي
ولكن القطيعة بيني وبينه لم تعجبني فأحببت ان ابادر بالصلح
اتصلت به ليلا
وكان جوابه باردا عندا قال راداً على سلامي
وعليكم السلام
لأجبه بصوت فيه مرح وعتاب
هل الفراق يجعل الإنسان ثقيل دم هكذا
ليجيب
الشعور بنفور الحبيب هو الذي يثقل الدم
أخبرته
يا ألاهي وهل نفرت منك حبيبتك أم أنت من غادرت غاضبا
ليطلق آه آه آه
وبعدها يقول
منى اخبريني ما المشكلة دون لف دوران انا زوجك ولست شخص على علاقة بك أحضرت أهلي من مكان بعيد لكي ارتبط بك لا لكي العب عليكِ
لما تشعريني بأني إنسان غير جديرة بالمسؤولية وذئب مفترس يقتنص الفرصة لكي ينقض عليك ِ
ألجمتني الصدمة لقوة كلماته وأحرجتني كلماته كثيرا
وشعرت وكأني كتاب مفتوح أمامه فكل ما قاله هي هواجس دائما تراودني
وقلت له بعد فترة سكوت
فيصل أنت واهم لايوجد شيء مما تفكر به
ليجب
أذن لما هذا التوتر الذي يصيب وجه أخيك ووجهك عندما اطلب روئيتك
أم انا بنظركم غبي ولا الاحظ ما يدور حولي
أخبرته كل القدر لك لاتقول هذا عن نفسك
وبعدها قلت له كل مافي الموضوع
أنك تريد رؤيتي كل ويوم وهذا أمر غير وارد في عاداتنا صح مسموح للزوج رؤية زوجته ولكن ليس كل يوم بحدود حتى لايكثر كلام الناس ويقولوا بيت فلان زوج ابنتهم لا يفارق بيتهم هذا أمر غير مقبول لدينا
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك