بارت من

رواية الذوق الاسباني -8

رواية الذوق الاسباني - غرام

رواية الذوق الاسباني -8

إنني أشعر بالإطراء ..لكن كيف كنت معجب بي قبل أن تتعرف علي ؟! "
لوى شفتيه و رسم ابتسامة صغيرة فقال
- " لن تصدقي ما سأقوله لك .."
- " جربني .."
- " حسنا .. قبل شهر تقريبا كنت في المطار أنتظر طائرتي التي سأغادر بها من الولايات المتحدة ..من لوس أنجلوس إلى هنا .. كنت أنظر من فوق النافذة إلى الناس بالأسفل .. فرأيت أجمل فتاة رأتها عيني .. أملت أن ترفع رأسها و تنظر إلي .. و كأنني أحلم .. فقد رفعت رأسها فعلا .. و ابتسمت لي .. و بعد ذلك اختفت .. فنزلت أتبعها و هناك رأيت تجمع غفير و وميض آلات تصوير عندما اقتربت قليلا وجدت أمراة هيفاء شقراء كانت محط الاهتمام و الأنظار فسلبت عقلي و قلبي منذ حينها .. و عندما ارتديت الفستان الأخضر تلك الليلة و تركت شعرك الأشقر ملتف حول كتفيك و وميض آلة تصوير سام نبهت عقلي بان المرأة التي سلبتني العقل و القلب ما هي إلا أنت يا لورا .."
كانت غير مصدقة الكلام الذي قاله .. أو أنها صدقته لكنها تحت تأثير الصدمة .. كيف شاء للقدر أن يجمعهما معا ؟!! .. أمسكت وجهه بين يديه و خللت أصابعها في شعره الأسود الكثيف ..
- " آه يا باتريك .. لقد جعلتني أؤمن بالقدر أكثر .. "
أخذها بين ذراعيه و قبلها من جديد بكل شغف.. غاصت بين ضلوعه..و ذابت في اللحظة أكثر من مرة .. لكن داني دخل ليقاطعهما
- " آه أنا آسف .. لم أقصد مقاطعتكما.. اعذروني "
تركها باتريك .. فاستقامت واقفة و ابتعدت عنهما قليلا.. كانت تشعر بالإحراج
- " لا بأس .. ماذا تريد يا داني ؟! "
- " بعض رجال الأعمال يبحثون عنك .. أظن أنهم يردون عقد صفقة ( دو أميغو ) خاصة بعد تذوقهم للنبيذ .. "
- " حسنا .. أخبرهم بأني سأوافيهم حالا .."
دخل داني قبل باتريك .. لكنه وقف ليتصنت قليلا .. لا يعرف لم فعل ذلك!!.. هل يمكن أنه يشعر بالغيرة من صديقه؟! .. أم لأنه معجب جدا بلورا ؟!
وضع يده على كتفها و طبع قبلة ناعمة و رقيقة على ظهرها العاري .. و قال لها بهدوء
- " اعذريني لورا يجب أن أذهب .. "
كان يريد أن يبرر لها سبب ذهابه لكنها استدارت لتواجهه
- " لا بأس.. سأكون هنا .. انتظرك حتى لو تأخرت "
- " شكرا "
ثم طبع قبلة صغير على شفتيها و كأنهما اعتادا على التقبيل ..
طالت غيبته و بدأت تمل.. فجأة وضع يده على كتفها فوضعت يدها فوقها ثم استدارت لتواجهه .. و سرعان ما استنفرت منه و ابتعدت للخلف و قالت بعصبية
- " ماذا تريد يا داني ؟ ماذا تفعل هنا ؟! "
أشار لها بيده أن تهدأ قائلا ..
- " اهدئي يا لورا اهدئي .."
- " لن أهدأ حتى تغادر من هنا فورا "
- " اسمعني لورا لا أريد ان أفعل لك شيئا أو أؤذيك .. كل ما أريد فعله هو الاعتذار منك على تصرفي السابق .. لم تتسنى لي فرصة لأعبر لك عن مدى أسفي عن فعلتي المشينة .. لم أستطع تلك الليلة مقاومة دوافعي و رغباتي .. و لست ممن ينجر خلف رغباته و لقد ندمت أشد الندم على تلك الليلة و لا ألومك إن أصبحت تكرهيني.."
- " أنا لا أكره أحدا يا داني لكن لا أريدك أن تقترب مني "
- " أرجوك يا لورا أن تتقبلي أسفي .. فلا تنسي بأني كنت صديقك الوحيد هنا و وقفت إلى جانبك أكثر من مرة "
- " لكنك خذلت صداقتنا و أنا آسفة الأمر ليس بهذه السهولة لأن أسامحك.. "
أنزل رأسه حزنا ثم استدار ليتفاجأ بوجود باتريك واقف يسمع حديثهما
- " باتريك .!!"
قال باتريك بصوت خالي من المشاعر
- " هل تحاول انتهاز فرصة غيابي يا دانيال ؟! "
- " لا .. أبدا ..كل ما أردت فعله هو أن أقدم اعتذاري إلى لورا .. "
اقترب من لورا و قال لها بهدوء
- " حسنا لك أن تغادر الآن "
- " صدقني يا باتريك .."
- " لا بأس .. داني .. "
غادر داني متضايقا فالتفت باتريك ينظر إلى لورا التي ابتعدت عنه أيضا و استندت على الشرفة.. كانت عابسة و متضايقة جدا من داني و وجوده عكر مزاجها .. فاقترب منها و قال بهدوء
- " لورا ..أعرف بأن الأمر صعبا عليك.. لكنك إن فعلت و غفرت لداني فستساعدينني على مسامحته أيضا "
نظرت إليه .. كان الحزن باد على ملامحه
- " ماذا ؟! اعتقدت بأن الأمور بينكما تسير على ما يرام "
- " تقريبا .. "
- " و لم ؟ هو لم يخطيء بحقك "
- " بلى لقد فعل .. لورا أرجوك لا تسألي .. حاولي فقط أن تسامحينه.."
خللت أصابعها في خصلات شعره فهذا ما تحب فعله ..و قالت له بهدوء مع ابتسامة صغيرة
- " سأحاول من أجلك فقط ..."
- " شكرا لك .. أقدر لك هذا "

قبلها ثم قال لها و هو يتأمل جمال عينيها .. تعالي معي ..

- " إلى أين .."
- " إلى مكان لا يوجد به أحد ..."
جذبها من يدها و نزل الدرج الجانبي .. فتفاجأت لورا بأن هناك درج جانبي لا تعرف عنه بالشرفة و يؤدي إلى داخل القصر حيث مكتب باتريك الذي لم تدخله من قبل ..
دارت بالمكتب و مرت بالقرب من الكتب التي تمتد من السقف حتى الأرض كانت منبهرة لكثرة عدد الكتب .. اقترب منها فناولها كأسا ..
- " هل أعجبتك المكتبة ؟"
- " إن المكان رائع و دافئ .. و الكتب .. هل تحب القراءة ؟! "
- " نعم .. لكن هذه الكتب تعود لوالدي و أجدادي .. إنها قديمة جدا .."
- " هذا ما يجعلها رائعة .. و قيمة "
- " إن أردت تستطيع أن تقرئي منها ما شئت .."
تعلقت في رقبته و هي تبتسم له
- " شكرا لك .. "
- " لن تكفي الكلمة .."
قهقهت فقد عرفت ما يريده .. طبعت قبلة صغيرة .. فأخذها هو بقبلة أكبر .. حملها بين يديه ليضعها بهدوء على الأرض .. ثم ينظر إليها كأسد جائع .. يريد أن يلتهم فريسته .. انقض عليها بالتقبيل و ما هي إلا لحظات حتى دخلا في عالم الخيال .. عالم بعيد عن الواقع ..
استلقى بالقرب منها ينظر إليها .. يتوهج جسدها مثل تلك النار التي بالمدفأة... و جسده الحطب الذي يزيدها اشتعالا .. مدت يدها إلى وجهه .. فقبل راحة يديها و هي تمرر أناملها في تقاطيع وجهه الحادة .. و قال بصوت مثير ..
- " لورا ..يجب أن أذهب لتوديع ضيوفي "
أومأت مبتسمة و هي تجذب فستانها ...
بعد أن ارتدى ثيابه وقف عند الباب يتأملها طويلا .. و أخيرا قال ..
- " أراك صباح الغد .. أتمنى أن تنضمي إلينا على الإفطار "
- " سأفعل .. عمت مساءا "
- " و أنت كذلك .."

عندما غادر بقيت هي في المكتب تعيد اللحظات التي مرت عليها مع باتريك .. هل كانت تحلم بأنها بين أحضانه ؟! أم إنها الحقيقة ؟! و هل كانت مجرد نزوة عابرة ؟! أم أنه يكن لها مشاعر أكثر من ذلك و أنه بالفعل أرادها بكل حواسه ليس فقط لأها جذابة و أنها تعجبه .. بل لأنه واقع في عشقها.


مر يومان على حفلة تذوق النبيذ التي تقام كل سنة بعد مهرجان دوس العنب .. و إبرام باتريك لصفقة ( دو أميغو ) المتعلقة بالنبيذ .. و على الإفطار كان ماريو و سانتياغو يتناقشون مع باتريك عن أهمية الصفقة و إنها سوف ترفع أسهم المصنع و سيشتهر النبيذ خارج أسبانيا .. و سيفتح فرعا للمصنع في كاليفورنيا ..
دخلت لورا غرفة الطعام و ألقت تحية على الجالسين ..بادلها باتريك الابتسامة و أكمل حديثه .. و بعد دقائق تبعها سام و جاكلين..
- " صباح الخير جميعا "
قال سام بسرور كعادته .. فابتسم له باتريك على الرغم من حقده عليه ..
فسأل قاطعا على الثلاثة نقاشهم الأمر الذي أزعج باتريك كثيرا ..
- " ماذا تفعلون هنا للمتعة ؟"
نظر باتريك إلى ماريو حتى يجيبه .. فقال له ماريو بود
- " باستطاعتك يا سيد سام أن تسبح في حوض الاستحمام.. أو أخذ جولة في الوادي.."
- " لقد فعلنا كل هذا .. كما أن الجو بارد للاستحمام "
أجابه باتريك بانزعاج
- " ما رأيك إذا أن تذهب للمدينة و تقضي هناك ثلاثة أيام .؟؟. "
أعجبت سام الفكرة فسأل لورا
- " إنها لفكرة جهنمية يا عزيزتي لورا ما رأيك فيها ؟"
أصبح الأمر جدي بالنسبة لباتريك فرفع رأسه عن الأوراق و أخذ يحملق في وجه لورا التي احتارت قليلا .. كان يتحرى هو أيضا إجابتها .. فقالت له
- " ربما يوم آخر يا سام .."
ارتاح باتريك .. فهو لا يريد أن تتركه لورا ..ليس بعد أن اقترب منها أخيرا .. و بعد الذي حدث ذلك اليوم في المكتب .. يريد أن يكرره بين فترة و أخرى ..
همست في أذن سام عن السبب الذي جعلها ترفض الذهاب عندما أشاح باتريك بنظره عنها و أخذ يقلب الأوراق بانزعاج ..
جذبت لورا جاكلين خارج غرفة الطعام و أخبرتها عن فكرة سام .. و إنها من الأفضل أن تكون هنا مع باتريك لكم يوم .. لعله يتقرب منها أكثر إن وجدها وحيدة.. و لعله ينهي معها المسائل العالقة..
و بالطبع جاكي الحكيمة وافقت و قررت أن تغادر مع سام ليومان فقط ..
صعد الثلاثة ليوضبوا حقائبهما .. و بكل سهولة قام سام بعمل حجوزات الفندق الذي سيقيمان فيه ليومان من خلال الإنترنت .. يا له من عصر السرعة ..


و بعد غضون ساعة كانت سيارة الفندق التي طلبها سام تنتظرهما في الخارج ... سمع باتريك صوت محرك السيارة .. فخرج من مكتبه بسرعة و رأى لورا واقفة فسألها ..
- " هل أنتم جميعا ذاهبون؟ "
- " لا .. سام و جاكي فقط .. "
قبل أن يصعد سام السيارة توقف ليودع لورا ثم نظر إلى باتريك مطولا .. استغرب الآخر هذه النظرات الفاحصة فعبس بوجهه .. لكن سام قال له
- " أتعرف شيئا يا دون باتريك ؟! "
- " ما هو هذا الشيء ؟ "
- " إنك تصلح لأن تكون عارض أزياء .. ألم تصور إعلانات من قبل ؟! أعتقد بأنك تصلح لإعلان لمستحضر تجميلي أو ل...."
جذبته جاكلين لداخل السيارة و هي تودعهم و تخبر سائق السيارة أن ينطلق ..
كان مدهش من كلام سام غريب الأطوار ذلك .. بعد أن أدرك أنه كان جدي و رأى لورا تضحك بهدوء .. انفجر ضاحكا .. ثم فجأة توقف عن الضحك و ابتسم لها .. كان يريد أن يعرف لم لم ترافقهما .. لكنه أعدل عن ذلك .. و قال
- " سنذهب في جولة إلى المصنع .. هل تودين مرافقتنا ؟ "
- " نعم و لم لا ؟! "
هي المرأة الوحيدة بين الرجال الذين ترافقهم و الآخرين الذين يعملون في المصنع.. باختصار كانت محط الأنظار.. امرأة جميلة و صبية و أنيقة و شقراء و هنا من النادر رؤية الشقراوات فكيف لا تكون محط أنظار الرجال ؟؟
سارت بالقرب من باتريك الذين كان يشرح لعاقدي الصفقة عن طرق سير العمل بالمصنع .. إن المكان هائل .. حيث الأجهزة و المعدات العملاقة..
بعد جولتهم في المصنع .. أخذهم باتريك في جولة أخرى بين الكروم .. لكن هذه المرة على ظهر الخيل ..
توقف باتريك ليسألها ..
- " هل تردين إكمال الجولة معنا يا لورا؟ .. أم تفضلين العودة مع ماريو إلى القصر؟؟ "
- " لا .. سأرافقكم .. إن الأمر ممتع"
- " حقا ؟! و هل أنت مستعدة لركوب الخيل ؟ "
ضحكت فهو يلمح عن تلك الحادثة المجنونة .. سكتت قليلا لكنه أردف قائلا
- " سيسعدني أن نتشارك أنا و أنت جواد واحد .. فما قولك ؟"
أنزلت عيناها و فكرت قليلا .. ثم قالت بابتسامة ..
- " و لم لا .. فبذلك لن أتوتر و أنا أخشى السقوط .. أو أن يركض فيني الخيل بلا توقف"
- " بالطبع .. تقصدين مثل المرة السابقة "
- " هذا ما كنت أنت تقصده "
- " حقا و هل كنت أقصد شيئا ؟ "
- " لا .. على الأقل سيكون هناك من أستند عليه و أتشبث به جيدا خشية السقوط "
قهقه مجيبا إياها
- " حسنا إذا .. أعطني يدك "
رفعها فوق ظهر (اسبرينسيس) الجواد الذي هاج بها راكضا حيث القصر عندما أصابها الجنون الذي دفعها لتلك الفعلة .. و بعدها صعد خلفها .. و قادهم إلى حيث الكروم ..
غمرها شعور جميل .. فهي كالأميرة التي يحملها الفارس النبيل و يسير بها بين الغابات .. امتزجت رائحة العنب و الزروع برائحة عطرة الشهية .. و تمنت أن تبقى هكذا للأبد .. لكن للأسف .. ليسا لوحدهم .. فنظرات داني الثقابة المزعجة جعلتها تدرك بان هذا الحلم لا يبقى أبدا .. كما و أن أحد الرجال الذين صحبهم معهم باتريك في الجولة لا ينفك يسأل أسئلة كثيرة و بلا توقف ..
بعد هذه الجولة ودع باتريك الرجال .. لكنه عوضا من أن يدخل القصر ظل واقفا ينظر إلى المفاجأة..
توقفت سيارة سوداء ليخرج منها رجل كبير في السن و خلفه امرأتان .. عرفت لورا من تكون الثانية .. إنها .. ماريا ..
- " دون باتريك .. كيف حالك ؟"
- " أهلا سيد سيلفادور .. بخير .."
- " تبدو مصدوما لقدومنا أليس كذلك ؟"
شعر باتريك بالإحراج فقال
- " بعض الشيء .. إنها مفاجأة .. لم يخبرني أحد بقدومك لكنت أكثر مضيافا "
- " لا تقلق .. لقد قامت نانيرا إيزابيل باللازم "
- " حقا ؟! "
في اللحظة خرجت نانيرا و صافحت السيد سيلفادور و عانقت السيدة سيلفادور .. و الذي جعل باتريك يفتح فمه بدهشة أكثر عندما قالت نانيرا للسائق أن يأخذ بحقائبهم للداخل ..
بعد أن دخلوا القصر أوقف باتريك نانيرا و سألها بعصبية
- " ماذا يفعلون هنا ؟ "
- " دون باتريشو .. اهدأ .. إنهم يقضون بداية فصل الخريف هنا لمدة أسبوع "
- " أسبوع .. و منذ متى ؟؟ "
- " منذ أن غادرت أسبانيا يا عزيزي .. اقتربت الكونتيسة من السيدة سيلفادور و كذلك زوجها أصبح صديق السيد سيلفادور .. و منذ حينها و هم يقضون أول أسبوع من الخريف هنا .. و لم أشأ أنا أن ألقي هذا التقليد .. خاصة و أن السيدة سيلفادور عانت كثيرا لفقدان الكونتيسة .. "
- " و .."
لم تعطه فرصة ليتحدث فأكملت قائلة
- " دعنا ندخل .. كي لا نتأخر على ضيوفنا "

وبينما يهمان بالدخول حتى خرجت لورا و الشرر يتطاير من عينيها و هي تنظر بحقد إلى نانيرا
- " هل أنت بخير يا لورا ؟"
- " لا أعتقد ذلك .. فالمصونة نانيرا قامت بنقل أغراضي إلى الحجرة الصغيرة في الأسفل "
تضايق باتريك و نظر إلى نانيرا متسائلا
- " هل هذا صحيح ؟"
- " لقد اعتقدت بأنها ذهبت مع أصدقائها إلى مدريد .. كما و أن هذا الجناح قد خصصته الكونتيسة لهم .. و ليس من العدل و الضيافة أن نجعلهما يقيمان في .. غرفة الضيوف السفلية .. أنا آسفة يا لورا .. اعذريني .. "
ثم تركتهم و صعدت إلى الطابق العلوي ..
دنا باتريك منها و هو ممسك وجهها بيديه و قال بضيق ..
- " لا أعرف ماذا أقول لك يا لورا .. أنا متفاجيء أيضا من وجودهم هنا .. و في نفس الوقت محرج منك .."
- " لا عليك .. ستروقني الغرفة الصغيرة .."
في المساء تجمعوا حول المائدة لتناول وجبة العشاء .. كان السيد سيلفادور وديعا بالنسبة لزوجته الشرسة التي لا تتوقف عن التهامس مع نانيرا و ابنتها ماريا المتعجرفة .. و توجيه نظرات غير ودودة للورا ..
- " آنسة آغنر .. "
رفعت لورا رأسها و نظرت إلى السيد سيلفادور الذي ناد عليها
- " نعم .."
- " إذا أنت من الولايات المتحدة كما سمعت "
- " هذا صحيح ..."
تكلم داني قائلا
- " لكن لها جذور أسبانية .."
- " و كيف ذلك ؟ "
قال باتريك و هو متضايق من هذا النقاش ..
- " إنها ابنة بابلو .. "
ترك السيد سيلفادور ملعقته و شهقت زوجته و كذلك فعلت ماريا
- " ابنة كارلوس ؟؟ لم يخبرني بأن لديه ابنة "
انزعجت لورا و أجابتهم بطريقة دفاعية
- " و أنا كذلك لم أعرف بوجود أب بيولوجي لي فلقد اعتقدت كل هذه الخمسة و عشرين سنة بأن بيتر آغنر هو والدي .. "
رفعت السيدة سيلفادور رأسها و سألتها
- " و ما الذي أتى بك إلى هنا و أنت لا تعرفين والدك ؟ "
حدجها زوجها بنظرة حادة .. و قال مبتسما للورا
- " لا داعي لأن تجيبيها فهي حشرية و فضولية أكثر من اللازم أعذريها يا ابنتي "
- " لا بأس .. "
تعاطف باتريك مع لورا التي تشعر بالغربة هنا .. أنزلت رأسها فهي لا تريده أن يرى الحزن الذي اعتراها .. و كلما ذكر موضوع والدها تتضايق ..
جلس الجميع بعد العشاء في غرفة الجلوس الصغيرة التي تحوي مدخنة كبيرة لشرب القهوة ..
و كعادتهن النسوة يتحدثن عن لورا و ينظرن إليها بطريقة أزعجتها ..
عندما استقامت لورا لتغادر سألها باتريك
- " إلى أين يا لورا ؟ "
- " استأذنكما .. أريد الذهاب إلى حجرتي "
لكن السيد سيلفادور قال لها
- " اجلسي قليلا .. فنحن لم نتشرف بعد بمعرفتك آنسة آغنر "
جلست مجاملة له ..
- " ماذا تفعلين آنسة آغنر لكسب رزقك ؟"
أطرقت عليها السيدة سيلفادور هذا السؤال .. فقالت لورا بكل ثقة
- " أنا عارضة أزياء "
رفع داني رأسه .. و الآن تذكر أين رآها و لم كان وجهها مألوف بالنسبة له .. فلقد رآها من قبل في المجلات و تلك الليلة في المطار ..
- " إذن أنت هي تلك الفتاة في المطار التي ... "
أراد أن يكمل لكن باتريك قاطعة و أكمل عنه
- " لورا عارضة أزياء مشهورة و ناجحة في هوليوود "
- " هل هذا صحيح آنسة آغنر ؟؟"
- " إنني في بداياتي .. لكني أمارس عرض الأزياء كهواية فقط .. فأنا درست علم الآثار في الجامعة و أريد أن آخذ شهادة عليا في هذا المجال "
انبهر باتريك فهذه معلومة جديدة عليه .. و لأول مرة يشعر بأنه يريد أن يعرف المزيد عن هذه المرأة المذهلة ..
- " إذا أنت هنا لاستكشاف هذا القصر .. إذ يعتبر من الآثار التي تهمك آنسة آغنر ؟ "
قالت ماريا حتى تحرج لورا .. لكن الأخرى لم تجد إحراج بهذا السؤال فقالت
- " نعم .. صحيح كلامك .. هذا القصر من الآثار التي بهرتني حقا .. لكني لست هنا لهذا الغرض و أنت تعرفين ذلك جيدا "
أضافت ماريا بخبث
- " لا .. لا أعرف حقيقة لم أنت هنا ؟ "
استقامت لورا واقفة و هذه المرة وجهت كلامها لباتريك و السيد سيلفادور
- " أستأذنكما .. "
و عندما خرجت بسرعة سمعت النسوة يضحكن بخبث .. دخلت حجرتها و أقفلت الباب ..


شعرت بضيق و هي حبيسة الغرفة الصغيرة التي لم تعتاد عليها .. فقررت أن تخرج لتتفسح قليلا خاصة و أن الجو أصبح باردا قليلا لينعشها ..
ارتدت روبها الأبيض و أخذت تتمشى في حديقة القصر المظلمة .. ففي هذا الوقت الكل يفترض أن يكون نائما , تمنت بأنها رافقت سام و جاكلين .. و لعلها تفعل غدا و تذهب لمرافقتهما ..
متى سيفرج عنها هذا السجان و يتركها تعود إلى ديارها ؟؟ تريد أن تعرف ماذا سيكون مصيرها و هي قريبة منه تتعلق به أكثر فأكثر كل يوم ..


- " لعلك تريدين قهوة تدفئك في هذا الجو البارد "

استدارت تنظر ناحية الصوت لتجد باتريك واقفا و بيده كوبين من القهوة .. مدت يدها فتناولت القهوة منه و قالت مبتسمة
- " شكرا لك "
- " على الرحب و السعة .. هل تسمحين لي بالجلوس ؟ "
دنت قليلا ليجلس و هي تجيبه
- " بالطبع .. تفضل "
جلس و رشف من قهوته .. كانت تنظر أمامها محاولة تجنبه قدر الإمكان .. لكنه كان يحدق فيها .. و قال بهدوء
- " يبدو بأنك اعتدت على حجرتك القديمة و لم تستطيعي النوم في فراشك الجديد "
- " ربما "
أجابته بلا نفس في الحديث معه .. فهو السبب في كل ما تشعر به من إرهاق و أرق .. ليته يتحدث معها و ينهيا المسألة فتعود إلى وطنها معززة مكرمة ..
- " ما بك يا لورا ؟ هل أنت بخير ؟ "
- " نعم .. اعتقد ذلك .. "
- " تعتقدين ذلك .. "
أجبرها على النظر إليه بأن جذب وجهها بيده .. و عندما أنزلت عيناها أدرك بأنها منزعجة منه استقام واقفا فرفعت رأسها تنظر إليه .. لكنه مد يده إليها .. و قال مبتسما
- " تعال معي "
- " إلى أين ؟! "
- " سترين .. هيا "
أمسكت بيده .. لأول مرة تشعر بدفئها حقا .. غمز لها و هو يصحبها ناحية الإسطبل .. و يتوقف عند الباب .. ثم يساعدها على ركوب الخيل و قفز هو خلفها ..
- " إلى أين سنذهب يا باتريك ؟ "
نظر إليها قبل أن ينطلق بالحصان
- " لقد أحببت اليوم امتطاءنا لحصان واحد .. و تمنيت لو كنا لوحدنا نستمتع بالنسيم البارد.."
ابتسمت .. استطاع بكل سهولة أن يرسم الابتسامة على وجهها .. و صدفة بأنهما فكرا بنفس التفكير اليوم ..
كان يقود الجواد بهدوء حتى خرج عن حدود القصر .. وضعت لورا رأسها على صدره .. و تركت لنفسها استنشاق رائحة عطره .. من رقبته .. سرت قشعريرة في بدن باتريك فطبع قبلة صغيرة على أنفها ..
توقفت عند الشلال الذي انعكس على سطحه ضوء القمر.. أنزلها عن ظهر الخيل .. و كان ينظر إليها بافتتان في رداءها الأبيض و كأنها أميرة قد خرجت من حلمه
- " لقد قدمت إلى هذا المكان مرتين .. إنه رائع.. لكن ضوء القمر و سواد الليل جعله كلوحة فنية
اقترب منها و قال بسحر
- " و وجودك بالقرب مني .. يجعل هذا المكان كحلم لا أريد الاستيقاظ منه "
أمسك وجهها بين يديه و راح يمرر إبهامه في تقاطيع وجهها .. ثم أخذها بين يديه يقبلها .. ذابت كالشمعة .. و طالت اللحظة بينهما حتى توقف ليتأمل وجهها الجميل ..
- " أنك جميلة جدا "
- " و أنت وسيم أيضا "
ابتسم .. و قال ضاحكا
- " لم أكن وسيما عندما كنت مراهقا .. "
- " لا أصدق هذا .. فلفقد رأيت صورة لك في غرفة الجلوس "
ضحك قليلا و شاركته ..ثم عادت ملامح وجهه جدية ..
- " هل كنت تتمنين لو أنك عرفت والدك من قبل ؟ "
- " لا .. فلطالما كان بيتر أبا و صديقا لي .. "
- " و الآن عندما عرفت بأن لك أبا بيولوجيا .. ألم تشعري بالفضول لمعرفته ؟ "
أنزلت رأسها حزنا و قالت
- " آلمني كثيرا أن أعرف بأن بيتر ليس والدي الحقيقي .. مع أني أعرف جيدا أن وجود أب غيره لن يحدث فرقا .. لكن كما قلت الفضول دفعني لأن أقبل دعوة المحامي سانتياغو عندما اتصل بي .. لأعرف من كان والدي .. و ماذا خبأ لي ؟؟ هل كان فعلا يهتم بي كما كانت تقول والدتي بأنه يسمع أخباري و يعرف بأني عارضة أزياء فيقوم بشراء كل مجلة أعرض فيها و يتابع أخباري.. هذا شيء كنت أتمنى لو أعرفه .. و هذا هو السبب الأول في قدومي هنا .. يجب أن تصدقني يا باتريك .. أنا لست هنا طمعا في الميراث .. أبدا .. "
أبعد خصلة عن خدها .. و قال
- " و لم أقل بأنك طامعة بالورث يا لورا .. "
ثم قبل خدها و ساعدها على الوقوف .. سألته بضيق
- " هل سنعود ؟ "
- " لا .. أريد أن آخذك إلى مكان آخر "


أوقف الحصان عند الإسطبل ثم سار معها حتى البيت الصغير الذي جعلها تقضي الليل فيه وحيدة ..
أنار الأضواء و أشار لها بالدخول ...
- " ماذا نفعل هنا يا باتريك ؟ هل تريد حبسي مثل المرة السابقة ؟ "
ضحك و اقترب منها
- " أبدا .. و أنا آسف عن تلك الليلة .. كنت أحمقا .. "
- " أعرف ذلك "
زاد ضحكه .. و هو يجذب يدها لتجلس على الكنبة .. ثم ألقى قطعتين خشب في المدفأة و قام بإضرام النار فيها ..
- " آتي إلى هذا المكان عندما أريد أن أنعزل عن الجميع "


ثم جلس بالقرب منها و قال ..
- " عرفت والدك عندما كان مستشارا قانونيا لوالدي و ساعده الأيمن .. لم أكن أعرف بأنه و والدتي على علاقة إلا عندما توفي والدي .. و كنت وقتها أبلغ الثامنة عشر .. كنت قريبا جدا من أبي .. وعندما شعرت بان هناك شيء يجري بين والدتي و كارلوس قمت بطرده من القصر .. و توليت أنا الشؤون هنا .. لكن المفاجأة هو عندما علمت بأن والدتي تذهب كل يوم إلى مدريد لملاقاته بينما أكون أنا هنا أتلقى تعليمي .. حاولت أن لا أعر الأمر اهتمام لكن بعد سنوات أتت لتلقي علي قنبلتها و تخبرني باني غدوت شابا استطيع الاعتناء بنفسي و أنها تشعر بالوحدة و تريد الزواج .. و من من ؟!! "
- " من كارلوس بالتأكيد "
- " نعم .. كنت حاقدا عليه .. لأنه خان والدي الذي اعتبره صديقه الوفي .. و أخبرت والدتي إن تزوجت منه سأغادر القصر .."
- " و اختارته !! "
- " للأسف نعم .. فقررت أن أرحل عن هنا بكرامتي .. فوالدتي اختارت الغريب على ابنها .. و لم نتحدث طيلة ستة سنوات "
ضمته إليها و مسحت على رأسه ..
- " هل أنت نادم يا باتريك ؟ "
- " نعم .. لأنني كنت أناني .. تمنيت لو أني حاولت أن اقترب منها لأعرف السبب الذي جعلها تخون والدي مع كارلوس .. لعلني أجد لنفسي سببا في مسامحته لكن الحقد يا لورا قد أعمى بصيرتي .. فرحلت و أنا أحمل كرها لهما معا .. و الآن أتمنى أن يعود ذلك اليوم الذي وقفت و صرخت بوجهها فألقيت عليها سيل من الكلمات الجارحة و المهينة .. تمنيت لو أنقطع لساني وقتها .. "
- " لقد حدث ما حدث .. و أنا أعرف يا باتريك بأن مما جرى بينكما ستظل والدتك تحبك و تنظر إليك من حيث هي الآن "
- " ربما صحيح ما تقولينه يا لورا .. لكني أريد أن أعرف والدتي أكثر من خلال زوجها.."
- "ماذا تعني ؟! "
- " بعد أن توفيا .. نقلت معظم أغراض كارلوس إلى هنا .. و لأني آتي إلى هنا بين فترة لأنعزل عن الجميع كنت أبحث في أغراضه .. و وجدت أشياء و رسائل كثيرة .. لكني توقفت .. فهذا ليس من حقي أن أقرأ ما كتب في رسائله .. "
سكت و أخذ ينظر إليها ..
- " أنت الشخص الوحيد الذي له الحق برؤية أغراضه الشخصية ... "
- " ماذا ؟! لا يا باتريك .. "
- " لم يا لورا .. ألا تريدين أن تعرفي والدك كما تقولين ؟ ألا تشعرين بالفضول لمعرفة إن كان فعلا يهتم بك مثل ما قالته لك والدتك "
- " نعم هذا صحيح .. لكني .. لا اعرف ماذا أقول لك يا باتريك ؟ "
أحضر صندوقا وضعه أمامها
- " هنا ستجدين كل شيء .. "
دفعت بالصندوق بعيدا عنها و هي تقول له ..
- " أنا لا أشعر بان كارلوس والدي .. و هذا ما يدفعني لرفض فكرتك يا باتريك "
- " لكن شئت أم أبيت هو والدك .. و لقد أورثك آنت ما يملكه .. أنت الاسم الوحيد الذي ذكر في وصيته يا لورا .. فماذا يعني هذا ؟! "
أخذت تنظر إلى الصندوق أمامها .. و ترددت .. لكن باتريك أومأ برأس مشجعا إياها على فتحة ..
فمدت يدها و فتحته .. و جذبت أول شيء وقعت عليه عيناها ..
- " هذه .. أنا .. في عيد ميلادي السادس .. "
ثم جذبت صورة أخرى و أخرى .. و كلها صور لها على اختلاف مراحل حياتها .. أخذت تنظر إلى الصور مع باتريك .. و هي تبتسم تارة و تدمع تارة أخرى ..
- " إنها تقارير عني .. تقارير المدرسة .. "
- " دعيني أرى .."
أخذ الأوراق منها و قال مبتسما
- " كنت طالبة مثالية يا لورا "
ضحكت و جذبت أوراق أخرى .. حتى سقطت على الأرض ورقة .. حملها باتريك و قال

- " ينبغي لك أن تنظري إلى هذه "

أخذت الورقة منه .. و قرأتها .. كانت رسالة من والدها لها .. لكنها لم تصل إليها أبدا
- " ابنتي العزيزة .. لورا .. كنت أتمنى لو أراسلك كل يوم .. لكن شاء القدر بأن أكون بعيدا عنك و أن يقوم شخص غيري بتربيتك .. لعله من الأفضل لك أن تعيشي في كنف والدين يحبانك .. حتى لا تشعري يا حلوتي بأنك تختلفين عن من حولك .. و اليوم تبلغين الثامنة عشر .. و أنا أحمل صورتك بين يدي التي أرسلتها لي والدتك .. و كم أنت جميلة بفستانك الزهري .. أتساءل إن كان هذا الشاب الواقف بالقرب منك يحبك أو معجب بك أم أنه مجرد ابن الجيران الذي يزعجك دائما ؟! .. سمعتك ذات يوم و أنا أتحدث إلى والدتك بالهاتف عن خبر قبولك في جامعة لوس انجلوس و فرحت لك كثيرا فعزمت أن أشتري لك سيارة بنفسي .. هذا أقل شيء أستطيع فعله من أجلك .. أتمنى لو أن أحضنك بين يدي .. لكن الأمر سيكون غريبا .. أحبك .. و كل عام و أنت بخير.. والدك المحب .. كارلوس دي بابلو "
ظلت لفترة تحدق بالورقة التي بين يديها و تعيد قراءتها أكثر من مرة .. و فجأة سقطت دمعتها ..
أخذ باتريك الورقة من يدها وضعها في الصندوق و أغلقه .. ثم احتضن لورا و أسند رأسها على صدره .. كانت تبكي بحرقة .. بألم .. لعل هذا ما تحتاجه الآن .. تركها تبكي دون أن ينبس ببنت شفة .. تعلقت به .. و توقفت عن البكاء عندما أنهكها .. لكنها لم تبتعد عن صدر باتريك .. أغمضت عيناها .. و غفت لدقائق .. و دون أن تشعر .. أصبحت هذه الدقائق ساعات إلى أن سل الفجر خيوطه .. و تسللت أشعة الشمس من بين ستائر المنزل الصغير ..
11-

فتحت عيناها لتجد نفسها نائمة على الكنبة و في مكان غير حجرة نومها .. رفعت عيناها عن صدر عريض كانت مخبأة وجهها به .. فرفعت رأسها لتجده ..باتريك .. نائما بسلام ..قبلت رقبته .. فاستيقظ .. مبتسما لها .. باعث دفئا لجسدها في هذا الجو البارد .. و لأن النار قد خمدت ..
- " صباح الخير"
قال لها مع ابتسامة عريضة ..
- " صباح النور .."
ثم عادت إلى أحضانه مرة أخرى .. و أغمضت عينيها من جديد ...
- " أين دون باتريشيو ؟ "
سألت نانيرا ماريو و هو يدخل القصر ..
- " أعتقد بأنه لا يزال نائما في حجرته "
- " لا .. "
- " إذا ربما استيقظ باكرا و خرج إلى الإسطبل "
- " اذهب و ابحث عنه .. ليتناول الإفطار مع السيد سيلفادور و زوجته "
- " في الحال سيدتي .."
اتجه إلى الإسطبل و سأل سائس الخيل عن ما إذا رأى اليوم الدوق .. فأجابه بالنفي ..
أين عساه يكون اختفى .. بالطبع .. المنزل الصغير .. فهناك يحب أن يقضي وقته عندما يريد أن يعتزل عن الجميع .. اقترب من الباب لكنه قبل أن يمد يده لفتحه سمع أصوات بالداخل .. لرجل و أمرآة .. لباتريك .. و !!!!
سيتوقف قلب نانيرا بكل تأكيد .. إنه في ورطة .. فماذا يفعل ؟
من الصعب عليه أن يدخل البيت ليجد الدوق مع لورا في وضع حميم .. لا .. سأعود للقصر و اخبر نانيرا بأنني لم أجد الدوق في الإسطبل .. لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن
عندما استدار اصطدم بداني .. فقال بهلع
- " داني !! "
شعر داني بريب و شك و هو ينظر إلى وجه ماريو المضطرب
- " من بالداخل يا ماريو ؟"
- " لا أحد "
صد ماريو عن الباب حتى لا يقوم داني بفتحه
- " دعني أمر "
- " لا يا داني "
حاول داني دفعه .. دون جدوى لأن ماريو كان متشبثا بالباب بقوة ..
لكن الباب فتح .. و كاد ماريو أن يقع أرضا لو أن باتريك لم يمسكه .. وقف ينظر إلى الاثنان و تساءل

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات