رواية يوميات طبيب في الوادي -3
الجزء العاشر
كان القلق يسيطر علي وأنا أقف علي محطة القطار أتلفت يمينا ويسارا بحثا عن حنان والقطار علي وشك أن يغادر المحطة وقد بدأ اليأس يتسرب إلي نفسي وكل لحظة أنظر إلي ساعتي أعد الدقائق المتبقيه علي موعد إنطلاق القطار وفي لحظة خاطفه أرقب حنان تأتي مسرعه من بعيد أسرع إليها وأمسك بشنطة سفرها وامسك يدها وأجري بها وهي مندهشة من تصرفي هذا وجرأتي وأنا لا أدري كيف فعلت هذا وساعدتها في ركوب القطار ودخلنا إلي كابينة القطار وأجلستها ووضعت الشنط وألقيت بنفسي بجوارها ولم أنبس بكلمة فقد هدأت نفسي وأطمأنت بمجرد أن أجلستها بجواري ومرت الدقائق وأنا لا أتكلم وهى تنظر لي وكأنها تريد أن تقول لي أنت مجنون قرأتها في عيونها ونظرت لها
حنان تقولين أني مجنون نعم أنا مجنون فقد جننت حين تأخرتي وتخيلت أنك لن تأتي
تبتسم أبتسامتها الرقيقه وعيونها في عيني
محمد كيف عرفت ما أفكر فيه ؟ فعلا كنت أقول في نفسي أن محمد هذا مجنون
قاطعت كلامها
أنتظري ماذا قلتي
هذه أول مرة أسمع أسمي يخرج من بين شفتيك وكأني لم اسمع هذا الإسم من قبل
فضحكت ضحكة رقيقه وهمست لي
مجنون أنت يامحمد
فتبسمت لها وقلت ياحنان ألا تعرفي أني أعرف أقرأ مافي نفسك من عيونك
فضحكت وقالت حكيم عيون حضرتك !
وضحكنا وعلا صوت ضحكاتنا وكان يجلس أمامنا رجل مسن شديد الإحترام ومعه سيدة تقل عنه في العمر يبدو أنها زوجته وكانا يحملقان فينا بعد أن سمعا أصوات ضحكاتنا وتبسمت المرأة وقالت لزوجها ما أجمل الشباب شكلهم حلوين ومناسبين لبعض وضحكنا جميعا وأنشغل الرجل بعد ذلك بقراءة الجريدة ولكن المرأة كانت تختلس النظرات تجاهنا تحاول أن تستكشف مايدور بيني وبين حنان وبدا علي حنان الخجل ولكني أمسكت يدها وغمزت لها بطرف عيني ألا تنتبه للمرأة ولاتشغل بالها بها وبادرتني حنان بسؤال ماكنت أتوقعه منها
محمد .......
عندي لك سؤال يشغل بالي فهززت رأسي بمعنى أكملي
سحبت يدها من يدى وهي تقول ماموضوع ناديه معك؟
حنان عن اي موضوع تتكلمين ؟ ليس هناك موضوع لناديه نتكلم فيه
ونظرت حنان نظرة تعجب وقالت
محمد أجبني بصراحه فأنا لاحظت أنها تغير عليك منى وهذه الغيرة معناها أنها تحبك فهل أنت تحبها ؟
أندهشت من تساؤلها وكأنها تعلم كل شئ تفعله ناديه لي
وحاولت أن أبعد عنها هذه الهواجس وأستحلفتني بالله أن أكون معها صادقا وأقسمت بالله لها أننى لا أحب إلا واحدة فقط
وبخباثة ومكر الأنثي سألتني من هى ياتري ؟
فقلت لها إنها فتاة جميلة رقيقة المشاعر أحببتها يوم أن كانت معي بالقطار وتبسمت وسألتني عن اسم هذه الفتاة
فقلت لها إنها فتاة جميلة رقيقة المشاعر أحببتها يوم أن كانت معي بالقطار وتبسمت وسألتني عن اسم هذه الفتاة فقلت لها
إنها حبيبة قلبي حنان وهنا مدت يدها وامسكت بيدى وكأنها تريد أن تقبلني وألقت برأسها علي كتفي وأغمضت عينيها وطلبت مني أن أتركها تعيش لحظات السعادة التي كانت تتمناها معي وأن تضع رأسها علي كتفي ويدها بيدي وتركتها لسعادتها وظللت أنظر إليها أستمتع بجمال وبراءة وجهها ومر الوقت بسرعة أسرع من سرعة القطار ليصل بنا إلي القاهرة وقبل أن أتحرك من مكاني أخرجت ورقه وقلم وكتبت لها رقم تليفونى ونظرت في الورقه ثم مزقتها وتعجبت وكدت أن أغضب منها ولكنها بادرتني بقولها بعذوبة
محمد لقد سجلتها في قلبي ولن أنساها ماحييت وهنا إرتاح قلبي وعرفت منها أن هناك من ينتظرها علي محطة الوصول ولابد أن نفترق حتي لايرانا أحد وكنت امني نفسي أني سأقوم بتوصيلها إلي بيت عمتها ولكن خاب أملي وتركتها تنزل بعد أن تحسست يدى وشدت عليها وعرفت أن هذه هي الأحضان بين الحبيبين أمام الناس .
تتبعت خطواتها وهي تمشي علي رصيف المحطه ولاحظت إقتراب شاب في العشرينات من عمره يقترب منها ويمد يده ليسلم عليها ويحمل عنها حقيبتها وأنتابني شئ من الغيرة لا أعرف لماذا وظللت أتابعها بنظراتي ووسط الزحام أراها تنظر تجاهي لتلتقي عيوننا خلسة ووسط هذا الزحام تباعدت وأختفت من مشهد المحطه وأصبح المشهد كئيب من الزحام وإختفاء حنان منه فأسرعت لأترك هذا المشهد وأركب تاكسي وأعود إلي بيتي وأنا أحلم بأول إتصال منها لنبدأ جولاتنا في المدينه بمعالمها وسحرها ونستمتع ولنكتب صفحة جديدة من الذكريات نحفظها في قلوبنا قبل عقولنا وبعد أن تناولت غدائي مع أسرتي ووضعت رأسي كي أستريح قليلا إذا بالتليفون يعلن عن أجمل وأحلي صوت سيمر من خلاله إنه صوت حنان عندما قالت ألو قلت لها من فضلك أعيديها فضحكت وقالت
أما زلت مجنون يامحمد
وتابعت كلامها وأنا أستمع لها وكأني أسمع رائعة من روائع فيروز أو غناء الكروان علي الأشجار وأتفقنا علي اللقاء في اليوم التالي في العاشرة صباحا أمام برج القاهرة فتلك كانت رغبتها أن تري القاهرة من فوق برج القاهرة وأنتظرت موعد لقاءنا وأنا أتعجل الوقت أن يمر.
لتبدأ أولي لقاءاتنا وحدنا بالقاهرة
نلتقي معا من أعلي البرج نشاهد بعيون حنان جمال وسحر قاهرة المعز في الجزء الحادي عشر
بإذن الله
الجزء الحادي عشر
أستيقظت مبكرا وأرتديت ملابسي وأنا أشعر بنشوة اللقاء مع حنان وما أعددته لها من مفاجاءات وتوجهت إلى برج القاهرة وكانت الساعه تقترب من العاشرة صباحا والجو رائع والسماء بزقتها والشمس مشرقة على إستحياء كأن الجو قد تهيأ لإستقبالنا في أجمل لقاء بين حبيبين تمنيا أن يكونا معا بمفردهما دون عزول أو عيون تترقب مشاعرهما وتوقفت أمام البرج في إنتظارها وماهي إلا لحظات حتي توقفت أمامي سيارة أجرة لتنزل منها حنان فأمسك بيدها وهي تخرج من السيارة وكأني أستقبل العروس في ليلة زفافنا أراها في أجمل زينتها ترتدي فستان يحيط خصرها ويظهر مفاتنها وكأني أراها لأول مرة وتنسدل علي كتفها خصلات شعرها وعيونى تتفحصها وهي مندهشه من نظراتي وأحطت ذراعي بخاصرتها ولفت يدها حول وسطي ودخلنا إلي البرج وإحساسي مفعم بالسعاده وشعرت بسعادتها وهى تضغط على يدي وكأنها تهمس بقلبي وركبنا المصعد ليستقر بنا في الدور قبل الأخير حيث الكافتيريا وجلسنا قليلا لنتناول أكواب الشاي ونرى القاهرة من خلال النوافذ الزجاجيه تجول أعيننا وتطوف بنا لنري القاهرة من كل الجوانب وحنان تبدو السعاده علي وجهها وأميل عليها وهي بجانبي وأهمس لها
حنان هل أنت سعيده
فتبسمت وقالت يامحمد يكفيني أني معك لأكون في منتهى السعادة
وأنطلقنا معا إلي الدور الأخير حيث يوجد تليسكوب يرصد كل أرجاء القاهرة من إرتفاع شاهق وتقدمت حنان وأن أمسكها من خاصرتها ويدي الأخري تمسك بيدها ونظرت من خلال المنظار وبدأت في المشاهده وسألتها أن تحكي لي ماتراه فكنت اريد أن أسمع صوتها العذب بنعومته ورقته وبدأت تحكي
محمد بجد جميلة القاهرة أرى النيل على طول أمتداده والمراكب والبواخر تسير فيه .ثم تعلو نبرة صوتها أنتظر هناك القلعه أهـ هاهي قلعة صلاح الدين تبدو جميلة أول مرة أشاهدها بهذا الجمال وكمان فيه ........يااااهـ الأهرامات ماهذا الجمال والروعه بجد يامحمد أنا عمري ماتخيلت المناظر الجميلة تكون بهذا الشكل المبهر
وتناولنا طعام الغداء وكم كانت رائعه حين تناولت قطعه من اللحم المشوى ومالت تجاهي ووضعتها في فمي وتجرأت وفعلتها معها وكأن كل منا يطعم الأخر بيده حتي أن أنتهينا من طعامنا وسألتها أين تريدين أن نقضي الليل في القاهرة ولكنها أعتذرت وطلبت مني ألا أزعل فهي ستكون مع عمتها في زيارة لقريبه لها بالقاهرة واحسست بضيق ولكنها أمسكت يدي ووعدتني أنها ستعوضها لي غدا وهكذا مر يومنا الأول بعد أن أوصلتها إلي اقرب مكان من بيت عمتها وتركتها وأنا أشعر أني أفتقدها ورغبه تجتاحني أن أظل تحت بيت عمتها حتى ياتي اليوم التالي موعد لقاءنا حيث سنذهب ألى الأهرامات ونركب الجمال ونلهو ونلعب كالأطفال بين أحضان الحضارة المصريه القديمة أروع الحضارات .
وفي اليوم التالي ألتقينا وتوجهنا إلي الأهرامات وقضينا الوقت بين ركوب الجمال والحمير ودخلنا الهرم الأكبر وصعدنا الي غرف الملوك وعشنا عبق الماضي البعيد وكنا نرى كيف كان الإنبهار علي وجوه الأجانب وهم يشاهدون ماتركه اجدادنا العظماء ومر الوقت جميلا رائعا ظللتنا سحب السعادة وأنتهت الزيارة للأهرامات وتواعدنا على اللقاء في الخامسة مساء
كان لقاء الخامسة مساء في ليل القاهرة في الربيع جميلا ساحرا وتوجهنا إلي إحدى المولات الكبيرة وجلسنا في أحدي الكافيهات وأحتسينا من كؤس الحب مايروي عطشنا وما حرمنا منه طوال الفترة الماضيه وقضينا أمسيه جميله على أنغام الموسيقي ثم بعد ذلك أوصلتها في التاسعه مساءا وتواعدنا من جديد وهكذا مرت الأيام السبعه كأنه حلم جميل تمنيت ألا أصحو منه وكان علينا أن نستعد للعوده للقريه لنعود لظروف صعبه نعيشها مجبرين وأنا افكركيف سأتصرف مع ناديه بعد أن شعرت حنان بقلق من ناحيتها .
هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني عشر
بإذن الله
الجزء الثاني عشر
كنت على موعد مع حنان على محطة قطار القاهرة في السابعه صباحا لنبدأ معا رحلة العودة إلى القريه ووصلت إلى المحطة قبل الموعد بنصف ساعه متلهفا لرؤيتها ولنستعيد معا أروع لحظات العمرالتي قضيناها معا في إسبوع الأجازة وبينما أنا واقف أتلفت حولي بحثا عنها وعقلي وقلبي مشغول بها فإذا بي أحس بيد رقيقه تربت علي كتفي وتهمس في أذني
حبيبي وحشتك ؟
ونظرت في عينيها ولم تدعني أجيب وأكملت
وحشتني كنت طوال الليل أحلم بلقائنا وتمنيت ألا نلحق القطار أو يحدث مايمنع عودتنا للقريه
كانت كلماتها عفويه تخرج من قلبها لتستقر في وجداني وتزيد من فرحتي بها
وأمسكت يدها وركبنا القطار وتعمدت أن أجد كابينه ليس بها أحد حتي نكون وحدنا ونستعيد البهجة والسعادة وما رأيناه في الأجازة وتحقق ما أردت وجلسنا معا وهي بجواري عيوني تعانق عيونها ويدي تتشابك بيدها وكأني عدت مراهقا أعيش لحظات المراهقه بكل أحاسيسها ومشاعرها وبداخلي أسأل نفسي أجنون هذا أم أنه الحب في أروع مشاعره وألقت برأسها على كتفي ووضعت يدي علي شعرها أتلمسه وأتوه بين خصلاته وأداعبه وهي تمسك بيدي الأخري تداعبها وبينما نحن علي هذه الحاله من الهيام همست لها
حبيبتي سوف نعود للقريه وسوف نقع تحت ظروف القريه وماكنا عليه ولكن الوضع الأن تغير فلم أعد أطيق بعدك وقد تعودت عليك وداعبتها وقلت لها حنان فين صواني الأكل وحشني أكلك وضحكت
فأعتدلت ونظرت لي وعلى وجهها إبتسامة وقالت
محمد أريد أن أخبرك بشئ لاتعرفه
نعم حبيبتي أسمعك
فقالت تعلم أني أحبك ولا أستطيع أن أبتعد عنك لحظة ولكن هناك ظروف لابد أن تعرفها
فقاطعتها
أخاف من كلمة لكن هذه أكملي
محمد إبن عمي يريدني فهو يحبني ومن عاداتنا أن البنت لاتخرج وتتزوج من خارج العائلة
أنتظري ماذا تقولين ؟
أيحبك إبن عمك وماذا عنك ؟ هل تحبينه ؟هل تريدينه زوجا ؟ نطقت بهذه الكلمات بعصبيه وإنفعال وأنا انظر في عينيها
رأيت في عينها دمعه فتوقفت عن الكلام
وضغطت على يدى كأنها تقول لي إنتظر لاتتسرع
تكلمي أكملي أريد أن أعرف كل شئ
محمد هم يريدوني أن أتزوجه ولكني أعلنت لأبي أني لا أريده زوجا وأبي يحبني جدا وليس لديه أبنه غيري ولن يجبرني
على الزواج من إبن أخيه فدائما كلما حاولوا نبرر لهم أني أريد الدراسه وتحقيق أهدافي ثم بعدها أفكر بالزواج
وهذا على أمل ربما مل إبن عمي من الإنتظار ووقتها يمكن أن تتقدم لي
سرت في كياني سعاده وكدت أن أميل عليها اقبلها ولكن أحست حنان برغبتي فإبتعدت قليلا عني دون ان تشعرني بحرج وأتفقنا علي أنها سوف تقدم علي دراسات عليا بالجامعه وبهذا يمكننا أن نلتقي بالجامعه علي فترات
وأرتاحت نفسي لكلامها ومر الوقت سريعا ولم نشعر بمروره حتي توقف القطار على المحطة فقد وصل سريعا أو هكذا تخيلت وأفترقنا عند باب القطار حتي لايرانا أحد ممن ينتظرونها وودعتني بإبتسامتها ولمسة يدها على يدي حين تصافحنا وتمنيت ألا تزول رائحة عطرها من ملابسي ويدي .
ووصلت القريه وكانت الساعة الواحدة ظهرا ووجدت كل العاملين بإنتظاري علي باب الوحدة ووجدت ناديه تقف أمامي ولكن يبدو على وجهها الشحوب رغم إبتسامتها ومابدا من فرحتها بعودتي وداعبتها وقلت لها
مالك يابنتي هو الدكتور كان بياكل أكلك وألا ايه
وضحكت وضحك الجميع وأستأذنتهم وصعدت إلي مسكني لإجد فيه الزهور قد ملأت السكن وعرفت أن ناديه هي من تفعل هذا وناديت عليها وشكرتها وقضيت باقي اليوم وأنا أستعيد ذكرياتي بالقاهرة مع حنان وكلما تذكرت مشهد جميل تلاه مشهد أجمل منه حتى أتى الصباح لنبدأ أول يوم عمل بالوحدة بعد عودتي .
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك