رواية عهد الطفولة -15
ألهذه الدرجة يحبها
سالت دمعة من عينها
لكنه قال متداركا الوضع
" لا زلت أذكر كيف ظننتها ابنتي "
شهقت لتذكرها الأمر
قالت محتجة و جنتيها تشتعلان إحراج
" و أنت لم تنفي الموضوع "
ضحك عليها قائلا
" و ماذا أنفي و قد صغتي كل شيء كما تريدين
ثم ... لقد أعجبني الأمر"
سألت مستغربة
" أي أمر؟"
" غيرتك "
أجابها بنظرات ماكره
قالت محرجة
" مروان كفى "
قال متظاهرا بعدم التصديق و هو يضع يده على رأسها
" يا إلاهي كيف فكرت بأنني من الممكن أن أتزوج "
ألقت عليه منشفة صغيرة كانت على الطاولة
" كفى"
قهقه عاليا على تصرفاتها الطفولية
أما هي فقد سرها أن تراه سعيدا هكذا
" هيا الآن "
قال ذلك و هو ينهض من على المائدة
" إلى أين ؟"
سألت ليجيبها
" ماذا أتريدين أن قضي النهار في المنزل "
ابتسمت و هي تدفع بالكرسي تلحقه
" و أين سنذهب ؟"
" جهزي نفسك الآن و سنرى لاحقا "
أخذها للسوق كي تشتري ما تحتاج إليه من أغراض و ملابس
ثم مرا على مطعم كي يتناولا طعام الغداء
تجولا بعدها في منتزة مائي أعجب منال كثيرا
ليتوقفا بعدها عند الشاطئ حيث الجو المعتدلا عند العصر
ترجلا ليقفا متأملين أمواج البحر
طوق كتفيها بذراعه قائلا
" جئت مرات عديدة إلى البحر
لكن مثل هذا المنظر لم أرا في حياتي "
أومأت توافقه الرأي
فقد كانت الأمواج الهادئة تتلألؤ تحت شمس العصر الجميله
باعثة في النفس السكينة
جلست على رمال الشاطئ راغبة بأن تتأمل المنظر أكثر
لينضم إليها هو الآخر غارقين في الصفت
بعد فترة
تحرك مروان ليضع رأسه في حجرها مغمضا عينيه
نظرت إليه مبتسمة
هذه هي عادته منذ أن كان طفلا
فقد كان دائما ما يستلقي في حجر الجدة
أخذت تمرر أصابعها في شعره
" أتعلمين ذكرتني بجدتي رحمها الله كانت تفعل نفس الشيء"
تصلبت أصابعها
لا تدري لم شعرت بالذعر من تشبيهه
هي لا ترغب بأن تكون مثلها لأمر ما تجهله
كما أنها أحست بالنكران لجدتها
أليست من المفروض أن تكون قدوتها
فقد ربتها و أحبتها و لم تبخل بشيء
ماهذا التناقض في أحاسيسها
ارتشفت يدها لتبعدها عن رأسه
إلا أن مروان إلتقطها ليحتفظ بها في يده
" قد تكون الخلافات التي حدثت هي السبب يا منال
لا تدعيها تشوه صورة الجدة الذي عرفت "
عجبت كيف استطاع أن يقرأ ما يدور في رأسها
أحست برغبة في البكاء
لم تقل شيئا
تابع كلامه
" جدتي هي سبب وجودنا معا .. منال"
بالفعل هي كذللك و لكنـ
سحبت يدها من يده
كي تغطي و جهها مانعة نفسها من البكاء
اعتدل ليجلس
و يزيح كفيها عن وجهها
" منال... هل تحبينها ؟"
أمأت مجيبه من بين دموعها
ابتسم لها
" اذا هذا كيفي "
هزت رأسها موافقة على كلامه المريح
" امسحي دموعك "
قال ذلك ليلتفت إلى البحر متمتما
" رحمها الله "
*************************
جلسا حتى الغروب
و حين اختفت الشمس تماما خلف البحر
" غريبة هي الشمس ترحل لتظهر في مكان آخر
كأنها شخص يرتحل "
" و كذلك الإنسان يرحل عن هذه الدنيا ليعيش حياة خرى بعيدا عنها "
التفتت إليه مستغربة من تعليقه
لكنها آثرت الصمت
وقف لينفض الرمل عنه
و يمد يده إليها قائلا
" هيا بنا "
قالت بخيبه وهي تقف
" نعود للمنزل؟ "
ابتسم لها
" ماذا.. أتريدين أن نبيت هنا "
أجابته تجاريه
" أتمنى "
قهقه ضاحكا
" لا ليس للمنزل "
فاجأها جوابه
" إلي أين إذا ؟"
قال متأملا إياها
" سنتعشى أولا ثم نذهب إلى الفندق "
"فندق؟"
" نعم فقد حجزت لنا غرفة هناك "
ماذا !
لم تتوقع ذلك أبدا
اصطبغ و جهها باللون الأحمر
أعجبه منظرها محرجة
لذا قال و هو يمسك بيديها
" هل هناك اقتراحات أخرى؟
لأننا لن نستطيع العودة للمنزل فالوقت سيكون قد تأخر و الطريق طويلة "
سحبت يديها و تقدمته
" هيا بنا و إلا فاتتنا صلاة المغرب"
حمقاء
دائما تهربين بالصلاة
و لكنه و قت الصلاة حقا
ضحكت على نفسها في داخلها
لحقها و ضحكاته تتعالى
إلتفتت إليها لا إراديا
ياه كم بضحكته هذه
و كم تعشق هذا الانسان
***********************
دخلا الغرفة و هما يضحكان على دعابة قالها مروان
الذي كان يحك ظهره قائلا
" أظن بأن رمال الشاطئ غزت ظهري"
ردت عليه منال
" من قال لك أن تتمدد عليه "
رمقها بنظرة و هو يتجه نحو الحمام
" ماذا أفعل لم أستطع مقاومة الاسترخاء في الجو الجميل "
ضربته على كتفه بخفه
" اذهب و استحم"
و ما أن دخل الحمام حتى رمت منال بنفسها على السرير متعبة
ياه
كيف مر الوقت سريعا
ترا هل سيكون هذا اليوم نموذجا عن حياتهما
و من شدة تعبها استسلمت للنوم
إلا أن نومها لم يطول
فقد استيقظت على حركة مروان يداعب أنفها
" نمت أيتها الكسولة ؟"
فتحت عينيها كي تراه يتكأ قربها على مرفقه الأيسر
ارتعش جسدها من البرد
لتتكور و تدفع بنفسها في حضنه
ضحك على تصرفها و سحب الغطاء يغطيها و نفسه
ليقول هامسا لنفسه
" أحبك أيتها الجميلة النائمة "
علم أنها سمعته حين رئا فمها يلتوي مبتسما
( الجزء الحادي و العشرين .... خرافة )
تأملته و هو نائم على بطنه يحتضن الوساده
لتبتسم على طريقته اللتي تعشقها في النوم
" مروان ألن تنهض ؟"
تعلم بأنه مستيقظ فهو ليس ثقيل النوم
أدار رأسه باتجاهها
ليكتفي بالتحديق بها بعدم رضا
لتسأله مستفهمة
" ماذا؟"
ثم عاد ليدير رأسه عنها
" مروان؟!"
شهقت من تصرفه
يبدو جادا
" مروان ما لأمر؟"
سحب الغطاء فوق رأسه و تجاهلها
جرت الغطاء كي تزيحه عن رأسه
" هل فعلت شيئا؟ "
انقلب على ظهره و كتف ذراعية على صدره
و رفع حاجبيه بمكر
" لم أنسى مافعلته البارحه "
و تذكرت كيف نامت من شدة تعبها دون أن تشعر
أدرات ظهرها له حانقة عليه كيف يتعمد احراجها
" افعل ما تشاء "
ثم سارت نحو الشرفة و جلست تتأمل المنظر متناسية كلامه
توقعت أن يلحقها قريبا
إلا أنه لم يفعل
أيعقل بأنه تابع نومه ؟
عادت للداخل و بينما هي تغلق باب الشرفة
فإذا به يطوقها بذراعيه قائلا
" إلى متى ستبقين خجولة هكذا ؟ أنا زوجك "
صمتت
فبماذا ترد ؟
قهقه على تصرفها ليقول بعدها
" لا بأس "
أدارها لتواجهه قائلا
" انظري إلي"
رفعت بصرها إلى عينيه
" أحبك "
فاض قلبها بشتى أنواع المشاعر
فتأثير همسه بحبها يفوق الوصف
قالها بصوت دفئه يذيب كل قطعة جليد موجودة في هذا الكون
و بعينين تسحران أي مخلوق يمشي على وجه ههذه الأرض
رفعت يدها تتلمس وجهه قائلة
" و أنا أيضا أحبك و أحمد الله تعالى بأننا معا و آمل أن نظل كذلك"
قبل أطراف أصابعها
قائلا
" بالتاكيد سنظل كذلك ... بإذن الله "
شدها من خصرها يقربها إليه
مثيرا أحاسيس جعلتها ترتجف بين ذراعيه
أراح جبينه على جبينها و هو يقول
" ما الأمر ؟"
قالت مبعدة نظرها
" لاشيء فقط .."
" فقط ماذا ؟"
عادت لتنظر إليه هذه المرة و هي تجيب مبتسمة
" أحتاج وقت لأعتاد على هذا "
ابتسم بسحر لها
" و هل تحتاجين لذلك ؟"
ردت عليه بخجل
" لا أدري"
ارتفعت يديه من على خصرها إلى و جهها فيحتضنه بكفيه
مكتفيا بقبلة على خدها
" صباح الخير "
ضحكت و هي ترد عليه
" صباح الخير "
" هل نذهب ؟"
سألها متحمسا
" إلى اين ؟"
قالت مستفهمه
أجابها
" إلى مكان سيعجبك كثيرا ؟"
" ألن نعود للمنزل ؟"
قال و هو يتركها متجها نحو الشرفة حيث الفطور
" و لم أنت مستعجلة سنفعل بعد ذلك "
هزت كتفيها
" كما تشاء "
و انضمت إليه
*********************
" هاقد وصلنا "
قال مروان معلنا عن وصولهما المكان المقصود
" مزرعة! "
شهقت منال مصدومة
لم تتوقع مكان كهذا من قبل
" لمن هذه المزرعة ؟"
أجابها و هو يطفئ المحرك
" ستعلمين حين تدخلين إليها "
و بالفعل ما أن ترجلا من السيارة
حتى استقبلتهما طفلة تركض قافزة في أحضان مروان
" منال!"
فوجئت منال من رؤية الصغيرة
لكن سرعان ما ابتسمت مرحبة بلقائها من جديد
رفعها مروان بين ذراعيه ضاما إيها
" لقد اشتقت لك يا أميرتي "
إلا أن الصغيرة لم ترد
بل كانت تحدق بالشخص الواقف خلفة
التفت مروان إلى حيث تنظر قائلا
" ألا تذكرينها يا منال ؟"
ظلت الصغيرة تركز النظر في منال و كأنها تحاول أن تتذكر
و سرعان ما علا وجهها ابتسامة كبيرة و هي تهتف
" منال "
ثم عادت تنظر إلى مروان
" أين عثرت عليها ؟ على الشاطئ؟"
قهقه عاليا لسؤالها البريء
و كلك فعلت منال
بل فعل كان بحاجة للعثور عليها
أجابها
" نعم يا صغيري فقد خرجت كالحورية "
اتسعت عينا الصغيرة متعجبة
" لا أريد لابنتي ان تصدق أشياء خرافية "
التفتو ا إلى صاحب الصوت
" زياد؟"
أنزل الصغيرة و ذهب يسلم على صديقه
" يبدوا أن منال قد سرقت الأضواء عنا "
ثم أردف قائلا و هو يلاحظ منال اللتي تقف محرجة من وجوده
" تفضلوا بالدخلول "
و ما أن استدار زياد متجها نحو المنزل
حتى أطلق مروان صرخة مفاجئة
التفت الجميع بذعر إليه
هذه الصرخة تلتها صرخة أخرى
ليخر على الأرض و هو يضغط بيده مكان الألم
" مروان ؟؟"
أسرعت منال نحوه
كان يعض على شفته السفلى حتى سال الدم منها
لم تستطع أن تلمسه
بل تحركت مبتعدة عنه بذعر
فقد أخذ يتلوى و كأن نار تلسعه
أخذت الصغيرة تبكي بصوت عال مذعورة من المنظر
أما زياد فقد كان يحاول أن يهدأ مروان لكن لافائدة فمكان منه إلا أن طلب النجدة
خرت منال جالسة على الأرض
و عينيها معلقات على مروان و هو يأن من الألم
أسرعت الصغيرة ملتجأة إلى حضنها
و دقائق معدودة حتى أتت سيارة الاسعاف
اتخذو إجرائات سريعة و أعطوه إبرة مهدئة
ثم نقلوه إلى المشفى
*********************
كان الأمر بمثابة الصاعقة اللتي تضرب فجأة
مالذي حدث له
فقد كان لتوه يقف أمامها يضحك و يمازح
لكنها الآن تراه ممدا على ملائة بيضاء موصول بعدة أجهزة
دخل زياد الغرفة ليقول لها
" هل تريدين أن تتصلي بأحدهم ؟"
إلتفتت إليه دون أن تقول شيئا
ثم عادت تحدق بمروان
لتقول
" هل سيموت ؟"
ذهل من سؤالها
" ماهذا الكلام يا منال ؟"
سالت دمعة هادئة و هي تتابع حديثها
" إنه يشكي من مرض ما "
أطرقت رأسها للتتساقط دمعتها على حجرها
" لطالما كان يشكي من شيء و لم أعي الأمر "
لم يعرف بما يرد عليها
فهو الآخر لم يصحو من صدمته بعد
دخلت ممرضة الغرفة
" سيدتي الطبيب يريد أن يتحدث إليك "
نظرت منال إلى الممرضة
و كأنها تحاول أن تتأكد مما قالت
الطبيب يريد أن يحادثها
إذا مروان يعاني من مرض خطيـر
نهضت وأعادت لف حجابها جيدا
و كأنها تستعد لما تسمعه
مسحت دموعها و أخذت نفسا
و لحقت بالممرضة اللتي ترشدها حيث الطبيب
طرقت الباب
ليجيبها بالدخول
جلست حيث أشار لها
" أنت زوجته أليس كذلك ؟"
أومأت مجيبة
تنهد الطبيب ليسألها
" و تعرفين مما يعاني زوجك صحيح؟"
تسارعت دقات قلبها
إذا كما توقعت
حاولت أن تحافظ على هدوئها
" و مما يعاني دكتور ؟"
تنهد الطبيب مرة أخرى لإدراكه بأنها لا تعرف عن الموضوع شيئا
عاد ليطرح سؤال عليها
" هل برفقتك أحد من أهلك؟ "
لم تستطع أن تحتمل أكثر
" دكتور أخبرني فأنا زوجته "
كانت تقاوم الانهيار أمامه
و تمنع سيل الدموع من الإنهمار
فخوفها و قلقها يفوقان التصور
و قف الطبيب حيث الصورة الاشعاية
" زوجك قد عان من ورم في الكلية "
ورم ؟
ماذا يقصد ؟
ورم ماذا ؟
تابع حديثه
" و تم استئصاله بعملية منذ مدة ليست بالقصيرة "
لحظة
ماذا يقول
ورم ؟ عملية ؟
" عفوا لكن لا أفهم عن ماذا تتكلم ؟"
أشار لها على الصورة
" لقد تكونت خلايا سرطانية على جزء من كليته
لذا تم اساتئصالها "
سرطانية ؟
لا يعقل ؟
أكمل الطبيب شرحه و هي تحاول أن تركز معه
" لكن يبدو أن هذه الخلايا عادت للظهور و أصبحت حالته أخطر من ذي قبل "
" هل هذا يعني بأن مروان سيموت ؟"
سألته و هي غير مصدقة الحديث بأكمله
رد عليها
" يجب علينا أن ندرس الحالة حتى نتخذ الإجرائات الازمة "
فجأة !
دخل شخص الغرفة
إلتفت الإثنان إليه
وما أن وقت عينا منال عليه حتى طارت إلى أحضانه
" سعيد مروان سيموت "
نظر سعيد إلى الطبيب بنظرة يتطاير الشرر منها
" كيف تجرأت على إخبارها بهذه الطريقة "
قال الطبيب مدافعا عن نفسه
" هي زوجته و ألحت على معرفة الموضوع و من الطبيعي أن تعلم هذه إجرائات عادية"
أحس سعيد بمنال تنهار بين يديه
أمسكها ليرفعها ثم يضعها على السرير الموجود
أسرع الطبيب إليها ليفحصها
قال بعد أن إنتها
" من الطبيعي أن تنهار "
أجابه سعيد
" لا تنسى فالفضل يعود إليك "
********************
استيقظت من إغمائها
لتجد إخوتها يلتفون حولها و كأنها هي التي تشكو من ذلك المرض
سعيد زوجة أبها ندى و أمل
عادت لتغمض عينيها التان بدأتا تحترقان بالدموع
أخذت تنساب بحرارة و تبلل الوسادة البيضاء
مروان مريض
و أي مرض هو ذلك المرض
تعرفه حق المعرفة
ألم تمت والدتها بسببه
فها قد عاد ليأخذ مروان منها
أهي عدوة له ؟
يأخذ عنها من تحب ؟
عادت لتفتح عينيها
لإحساسها بيد تغطي كفها
" إبنتي حاولي أن تتماسك زوجك بحاجة إليك "
حدقت بها
يحتاج إلي
و ماذا عساني أن أفعل
فقد كان يعني طوال تلك المدة
و لم أحس به حتى
مالذي يمكنني فعله
فهي لم تستطع أن تفعل شيء لأمها
قالت ندى
" منال ألا تردين البقاء بجانبه ؟"
أدارت رأسها لتنظر للجهة الأخرى
وقفت أمل و هي تقول بشيء من الحدة لها
" أنه يسأل عنك "
يسأل عني ؟
" نعم أنه يريد رؤيتك ... كي يطمأن عليك "
قالت و هي تهم بالنهوض
" هل استفاق ؟"
و كأن عقلها لتو قد عاد إليها
" نعم يابنتي اذهبي إليه ؟"
قالت الأم و هي تبتسم مشجعة إيها
نزلت من السرير
مسحت دموعها و عدلت من مظهرها
تحاول أن تتماسك كي تراه
فهذا ليس وقت الانهيار و البكاء
هو بحاجة إليها و يجب أن تحاول من أجله
ثم إلتفتت سائلة و كأنها لتوها أدركت وجودهن
" من أخبركم "
"يبدو أن زياد اتصل بخالد و هو أخبر سعيد "
أجابتها أمل
ثم أردفت
" حاولي أن لا تبكي أمامه "
عاد منظر مروان ممدا على السرير أمامها
و حست بالغصة تخنقها
لكنها بلعتها
هزت رأسها و ذهبت
همت بفتح الباب
لكنها توقفت لحظة لوصول ضحكاته إلى مسامعها
أيعقل بأنه هو
فتحت الباب و دخلت
وجدته يحادث الصغيرة
زياد يقف قربهما و خالد يجلس في الجوار
إلتفت الجميع إليها
أخذ زياد ابنته ليخرج و يلحق به خالد
و يعم الهدوء في المكان
كانا يحدقان في بعضهما البعض بصمت
الشحوب و التعب باديان على محياه
أحست بقدماها واهنتان
لا تصدق أبدا بأن هذا الانسان الذي أمهامها يعاني من مرض مميت
عضت على شفتها السفلى مانعة نفسها من البكاء أمامه
" ماذا ؟ هل ستضلين واقفة هكذا ؟"
كان يسألها و نبرة مرحة في صوته
غطت فمها بيدها تمنع شهقاتها من الخروج بعد أن يأست من دموعها
التي أبت إلا السقوط
ربت على السرير قربه يدعها للجلوس
تقدمت نحوه و نفذت طلبه
أمسك بيدها
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك