بارت من

رواية عهد الطفولة -13

رواية عهد الطفولة - غرام

رواية عهد الطفولة -13

فلطالم حلم و خطط لهذا الشيء
هو لا يثق بأخيها
لذا اتخذ هذه الخطوة المتسرعة
و خصوصا بعد ما سمعه من منال عن والديهما
لا يمكن أن يدع الأمر بيده
" فيما تفكر؟"
صحى من تفكيره على سؤال منال
التي تنظر إليه مبتسمة
بادلها الإبتسام
" فيك "
اتسعت عيناها
" ماذا بي؟"
تناول يدها
ليقول و هو ينظر في عنيها بجدية
" منال هل أنتي راضية عن هذا الوضع ؟"
فهمت منال ما يقصد
سحبت يدها
و أطرقت رأسها
" في الحقيقة ..."
"ماذا؟"
حثها للمتابعة
" لست راضية "
ثم رفعت بصرها إليه متابعة كي لا يقفز باستنتاجاته
" لكن هم من فرضوا علينا ذلك "
تابعت متألمة
" لكن واثقة بأن الأحوال ستتغير و يتحسن هذا الواضع كثيرا "
ابتسمت
" وننسا ما حصل"
قال لها بصوت يحمل الكثير من المشاعر
" منال "
"نعم؟"
تنهد قائلا
" أنت تعرفين لم تصرفت هكذا "
حدقت في طبقها هاربة من عينيه
" نعم "
بالكاد استطاع سماع إجابتها
لكن شفتيه إلتوت مبتسما بارتياح
بعد فترة
قالت بنبرة غريبة
" يبدو أن العاصفة توقفت "
أجابها و هو يشك في أنها تحاول أنها تمهد لأمر ما
" نعم يببدو كذلك "
تابعت و هي تحرك الطعام في طبقها
" كيف استطاع خالد الخروج في هذه العاصفة "
أجابها باقتضاب
" لا بأس علية "
رفع بصره إليها حين سمع صوت اللمعقة على الصحن و هي تضعها من يدها
كانت تنظر إليه و في عينيها عشرات الأسئل
و ضع هو الأخر الملعقة من يده
" مالأمر ؟"
لمح التردد في عينيها حين قالت
" لدي أسئلة من حقي أن أطرحها "
فكر مروان
و هو كذلك
" اسئلي"
أطرقت بصرها محتارة كيف تطرح السؤال
" كيف أقنعت خالد ؟"
لم يرد أن يربكها أكثر
فقد فهم سؤالها
" هذا شيء يخصني وخالد فقط"
رفعت عينيها إليه بخيبة
قال مبررا
" أعتقد بأنه يحق للأصدقاء بأن يحتفضوا بأسرار هم "
قالت بعدم رضى
" و هو كذلك "
أمسك بذقنها ليدير وجهها إليه
و تلتقي عينها بعينيها
ليقول راجيا
" منال إنسي الأمر فهذا الشئ يخص خالد أيضا
و ليس من حقي أن أتكلم عنه "
قالت متفهمة
" لا بأس "
أسند جبينه على جبينها قائلا بابتسامة
" لا أراك مقتنعة "
إلا أنها لم تبادله الابتسمام
بل أبتعدت عنه هاتفة
" حرارتك مرتفهة "
رفعت يدها تتحسس حرارته
" إنها حمى "
قال و هو يسدل جفنيه متعبا
فقد اعتاد ارتفاع درجة حرارته بين فترة و أخرى
" لا تقلقي قد يكون إرتفاع بسيط في الحرارة"
قالت و هي لا تزال تضع يدها على جبينه
" بسيط ! "
ثم قالت و هي تهم واقفة مفكرة
لتقول بعدها
" هل تملك مقياس للحرارة؟"
نعم يملك
فالطبيب حذرة من ارتفاع حرارته
لذا أمره بأن يقتني واحدا
و يحافظ على حرارته مستقرة خلال فترة نقاهته من العملية
قال يبتسم ليطمئنها
" لا بأس منال سأتناول أقراص لخفض الحرارة الآن و ستزول "
ثم هم واقفا متجها لغرفته و هي تتبعة
أخذت تراقبه و هو يفتح الدرج قرب السرير و يتناول قرصين
سألته
" هذه ليست أول مرة ترتفع فيها درجة حرارتك أليس كذلك ؟"
فاجأه سؤالها
" لم تقولين ذلك؟"
قالت بجدية
" لأني أرا علبة الأقراص اللتي تكاد تكون فارغة "
ارتبك من ملاحظتها هذه
ليضحك مبعدا توتره قائلا
" علبة ليست بالجديدة "
قالت و هي تتجه نحوه
" حقا"
أبعد العلبة قبل أن تصل إليها يديها
و يضعها في الدرج بسرعة ليقول بنبرة عالية بعض الشيء
" لا تبالغي أنا لست طفلا منال "
نظرت إليه مصدومة من إنقلاب مزاجه
" و هو كذلك "
ثم استدارت مبتعدة عنه و هي تقول
" سأذهب لأنام فأنا منهكة "
أغلقت الباب خلفها
ليرتمي هو على السرير متعبا
زفر بضيق لخروج منال هكذا من غرفته
لكنه في نفس الوقت ارتاح لعدم كشفها حقيقة مرضه
أغمض عينيه ليريح جسده الذي كان يجاهد طوال الوقت
كي يكون بحال جيدة أمامها
*****************************
استيقظت مجفلة على صوت الرعد
نظرت إلى النافذة
التي ينعكس عليها ظل الشجر و هو يقاوم الرياح
لتتذكر مروان و حاله حين تركته
نظرت إلى الساعة قربها
الثانية صباحا
ترى كيف حاله الآن؟
هل انخفضت درجة حرارته؟
نزلت من السرير تتلمس الأرض بقدميها الحافيتين
في ظلام الغرفة
اتجهت إلى حيث مفاتيح الاضائة
لكن ما أن فتحتها حتى أدركت بأن الكهرباء قد قطعت
تذكرت بأنه شيء من الطبيعي أن تنقطع الكهرباء في هذا الحي و في مثل هذه الأوقات
لذا
أمسكت بالمنبه في يدها
و هي تضغط على زره كي يضيء لها الطريق بنوره الخفيف
و صلت إلى غرفة مروان
و ما أن أمسكت بالمقبض تديره
حتى فوجئت بالهوائ القوي المنبعث من نافذته
و يحرك الستائر بقوة
كان المنظر مرعبا
تسائلت
أين مروان؟
إتجهت نحو النافذة تغلقها
و بعد جهد أحكمت إقفالها
استدارت إلى الجسد الذي يعلو و يهبط بأنفاس قوية
" مروان !"
هتفت باسمة
هالها منظرة من بين الظلام
تقدمت نحوه
لتمد يدها تتلمس حرارته
" حرارتك مرتفعة جدا"
قالت ذلك مرعوبة
لكن لم يرد عليها سو الأنين
احتارت ماذا تفعل
كيف تتصرف
فحرارته مرتفعة جدا
و العرق يتصبب منه
هزته و هي تناديه
فقد خافت أن أصابه مكروه
" مروان ...مروان أجبني "
أحست بغصة تخنقها
" يا إلاهي ماذا أفعل "
و بسرعة
استعانت بهاتفه النقال هذه المرة
لكن لا كي تتصل منه
بل كي تستخدم المصباح المزود به
و بيدين مرتجفتين و جهت الضوء إليه
العرق يغطي جسدة
و شفتيه تغير لونهما
أحست بالرؤية أمامها تختل
إلا أنها استجمعت قوها
و ضغطت أزرار الهاتف تحاول أن تتصل بأختها أمل
إلا أنه لم يصل إليها
على ما يبدو الخطوط لا تعمل بشكل جيد
دوا الرعد في المكان
لينير الغرفة بأكملها
أخذت ضربات قلبها تتسارع هلعا
فتشت حولها عن شيئ ما
و جدت منشفة ملقاة
التقطتها
لتبللها بالماء البارد
و تعود بها و تضعها على جبينه
ثم تذكرت الأقراص خاصته
و تناولت إثنتين
ثم نبهته لها
تمتم بشيء ما
لكنها دفعتها في فمه
و حثته على ارتشاف الماء
فتشت عن مقياس للحرارة
و من بين عدة علب للأدوية و جدته
قاست حرارته
و شهقت حين رأتها
قربت الضوء من المقياس كي تتأكد
كانت تصل الأربعين
ألقته من يدها
احتارت
كيف تتصرف
عاودت الاتصال بجميع الأشخاص الذين تعرفهم
إلا أن النتيجة كانت نفسها
لم تصل إلى أحد
و ضعت الهاتف جانبا
و بحركة سريعه أزاحت الغطاء عنه
و بللته بالماء قليلا عله يساعد في خفض حرارته
و بعد ربع ساعة من الدعاء و التضرع إلى الله
بدأت حرارته تنخفض
أمسكت بكفه تتلمسها
كانت حارة
لكن الحرارة انخفضت
عادت و قاست درجة حرارته
لتجد أنها إنخفضت درجة واحدة
حمد الله
على الأقل استجاب جسمه للدواء و الكمادات الباردة
جددت الكمادات
ثم عادت تلتقط كفه
تترقب الحرارة تنخفض
أحست بها تطبق على على كفها
" منال "
جائها صوته المتعب المبحوح يناديها
و كانه يتأكد من أنها هي
قالت تطمأنه و قد إطمأنت هي لإستيقاظة
" لقد بدأت حرارتك تنخفض"
عاد ليغمض عينيه متابعا نومه
أحست بالغصة في حلقها تزيد
لم ترا مروان خائر القوا هكذا في حياتها
لكنها حاولت بلعها
بعد ساعة
عادت لتقيس حرارته
لتجدها انخفضت درجة واحدة أيضا
جلست على طرف السرير بإعياء شكارة الله
تناولت المنشفة اللتي على جبينه
لتمسح بها وجهه
ثم تعيد غمسها في الماء و تضعها
انطفأ ضوء الهاتف
أدركت بأن بطاريته فرغت
التفتت مجفلة للضوء البرق الذي عبر النافذة
كانت الأجواء في الخارج عاصفة
و الأمطار تهطل بغزارة
و لا إراديا
و ضعت رأسها منهارة قربه
و هي لا تزال تحتضن كفه تترقب انخفاض حرارته
لتغفو ثم تنام بعمق
***************
استيقظت شاعرة بالضيق من ألم في ظهرها و رقبتها
و حين فتحت عينيها
سقطتا على عينين تحدقان بها بصمت
حتى وقفت قافزة متذكرة أحداث الليلة الماضية
" مروان كيف تشعر ؟"
لم تتنتظر إجابته
مدت يدها لتغطي جبينه براحتها
تنهدت بارتياح
" زالت الحمى "
أحست بعينيها تحترقان بالدموع
لذكراه و هو مدد على السرير بلا حول و لا قوة
حين همت بسحب يدها
فاجأها بأن أمسك بها
و غطى وجهه براحتها متنهدا بتعب
ليقبلها بعد ذلك قائلا
" آسف لأني أقلقتك "
قالت ترد عليه و هي تجاهد دموعها التي كبتتها من البارحة
" حمدا لله أنك بخير"
سحبت يدها
لترتب شعرها بأصابع متوترة
أما هو فأعتدل جالسا
سألته
" هل تحتاج إلى شيء"
أومأ قائلا
" كأس ماء لو سمحت "
أخذ يراقبها و هي تسكب له الماء
ثم تمد يدها بالكأس له
" اشربي"
أمرها بصوت لا يخلو التعب منه
" ألا تريد أن تشرب"
ابتسم قائلا
" تحتاجينه أكثر مني "
ارتشفت منه
لا لتنفذ أمره فقط
بل عله يبعد عنها الغصة التي تخنقها منذ مدة ليست بقصيرة
ظلت ممسكة بالكأس بيدها
و هي تطرق رأسها
تستعيد أحداث الليلة الماضية
و تستغرب كيف تصرفت و حاولة معالجة الأمر
فاجأها تصرفه حين أخذ الكأس من يدها و شرب الماء كله
ليقف قائلا
" لقد فاتتني صلاة الفجر "
راقبته و هو يتجه لدورة المياه
قال قبل أن يدخل
" بعد أن أصلي سأذهب لرؤية أخيك "
قالت مفكرة بحالة
" لا يا مروان حالك لا.."
قاطعها قائلا
" منال الموضوع لا يحتمل التأجيل
كما أنني بخير الآن "
ماتت الكلمات قبل أن تخرج من شفتيه
فقد أغلق الباب خلفه منهيا الأمر
( صدمة )
حالت بينه و بين الباب
لتقول بكل اصرار
" لا يا مروان لن أسمح لك بالرحيل " أضافت بحده
" أنظر إلى نفسك "
كان التعب باد على و جهه
و بالكاد تستطيع قدماه حمله
تقدم منها ليقول بعينيه قبل شفتيه
" منال لقد اتفقت مع أخيك على أن ألتقي به اليوم "
صمتت للحظة
لتقول بعدها
" فليكن ... ليأتي هو إليك ..." أضافت مأكدة " هنا"
تحرك مروان و قد استسلم جسده قبله
ليجلس على الكرسي مريح رأسه على المسند
و يخرج الهاتف من جيبه
ليضغط على أزراره و من ثم يرفعه إلى أذنه
جلست قربه بترقب
تحدث معها وأغلق الهاتف
سألته
" هل سيأتي "
هز رأسه مجيبا
لتتنهد هي الأخرى بارتياح
أحست بكفه تغطي يدها
لترفع نظرها اليه حيث عينيه الجادتان
قال لها
" منال هل أنت مستعدة لمقابلة أخوك "
ابتسمت و هي تعلم ما يقصد
و كما أنها تعلم كيف من الممكن أن يتصرف أخوها
" اطمئن ..."
بادلها الابتسام بشيء من الارتياح
كان القلق واضح عليه
وقت قائله
" سأحضر لك شيئا تأكله"
لم يعارض
بل قال
" أتحتاجين مساعدة "
نظرت إليه من فوق كتفها لتقول ممازحة تغير الجو
" من شخص بات يصارع الحمى.. لا شكرا"
إلا أنه قطب حاجبيه منزعجا من كلامها
لتقول و هي تتابع طريقها
" آسفه كنت أمزح"
أحست به يخفي أمرا عنها
أم أنه لقاء أخوه هو ما يزعجة
بالتأكيد
هي نفسها متوترة من هذا اللقاء
الذي يهدف لتسوية الأمور
أحست به و كأنه لقاء رئيسين لتهدأت الأوضاع بين دولتين
أطلقت ضحكة خافتة لنفسها على هذا التشبيه
و بينما هي تعد الافطار
فكرت
ترا مالذي يحمله أخيها
و هل سيستطيع مروان التفاهم معه
يجب عليها أن تتخذ موقفها اذا احتدم الأمر بينهما
لكن لا تعلم لم تحس بطمئنينة
و أن أخيها سيتفهم الأمر و لن يصر على رأيه أكثر
أعدت الطعام و أخذته له
ليتناولا افطارهما بصمت مترقبين و صول سعيد
***********************

قرع جرس الباب

لينقبض قلبها معه
ابتسمت لمروان في محاولة لتهدأته
لكنها حين نظرت إليه
و جدت أنه لا يحتاج إليها
" أنا سأفتح "
ثم اتجه لتفتح
تبادلا التحية برسمية
و جلسا بكل هدوء
" أتشرب شيئا ؟"
سأل مروان
ليرد سعيد بسخرية و هو ينظر إلى من ستعد الشراب للضيف
" لا شكرا "
تعلم تمام بأنه يسخر منهما على لعبها دور الزوج و الزوجه
التوا فم مروان ساخرا هذه المرة
و هما كذلك في الحقيقة
ثم قال موجها حديثه إليها
" هلا تركتنا لوحدنا "
و بكل هدوء لكن بعدم رضا
انسحبت منال عنهم
إلا أنها لم تستطع منع نفسها
من الإنصات إليهم
أحست بقلبها يضرب بقوة حين سمعت صوت مروان يتكلم بكل ثقة
" إذا ها نحن قد تزوجنا و أصبحت منال زوجتي .... هل هناك ما يمنع الأمر ؟"
تلمست الضيق في صوت سعيد الذي قال
" لا أبدا ... و لكن لدي شروط"
انقبض قلبها أكثر خشية من هذه الشروط
جائها صوت موران مجيبا بكل ثقة
" تفضل ... ما هي شروطك "
أحست بالخوف أكثر
تكلم سعيد ممليا شروطة
" أولا على منال أن تعود معي "
"ماذا!! "
لم تستطع منال منع نفسها من الدهشة
غطت فمها خشية أن يلاحظا وجودها
واصل سعيد حديثه
" حيث عليها أن تزف من منزلها كما تفعل أي عروس "
لا تدري لم أحست بدمعة تنسكب على وجنتها
هل لكلام أخيها و فكرته
أم لرغبتها بالشعور بتلك اللحظة و الأمان
تزف بخطا ثابتة وواثقة
غير مترددة و لا محتارة
مسحت دمعتها تواصل الاصغاء
" و ننهي ترتيبات الزواج كما يجب .....كما عليك أن تدفع ...."
شهقت حين سمعت رقم المبلغ
كيف يسمح لنفسه بطلب هذا القدر من المال
فاجئها مروان حين فتح الباب ليقول بانزعاج لها
" اذا ما رأيك بعد ما سمعتي "
نظرت إليه برتباك
لينضم إليهم سعيد
و يقول بنظرة ذات مغزا
" لن يمكنها الرفض"
قالت معترضة
" لا يمكنك أن تطلب هذا المبلغ منه و كما أنه ........."
منعها مروان من المتابعة و هو يوجه حديثه إلى سعيد
" ليس لدي مانع حيالـ......."
و لم يتم جملته
لسقوطه مغشيا عليه
إلا أنه لم يقع أرضا و ذلك لتلقف سعيد له
هتفت منال باسمه
" مروان! "
أسنده سعيد إليه قائلا
" لا تقفي هكذا ... ساعديني "
أخذوه إلى الأريكة و ممددوه عليها
ركعت قربه
تهزه من كتفه
" مروان ... مروان أجبني... قلت لك بأنك لست بخير "
لكنه لم يجب
قال سعيد متسائلا
" هل كان يعاني من شيء"
أجابته من بين دموعها و عينيها لا تزالان عليه
" لقد اجتاحته حمى البارحه "
مدت يدها إلى وجهه تتلمسه
لتجده قد اشتعل من الحمى
إلتفتت إلى أخيها الواقف خلفها
" إنه محموم "
اقترب سعيد منه ليرا درجة حرارته ليقول بعدها
" هذه الحمى ليست طبيعية "
و بسرعة أخرج هاتفه ليضغط أزراره بحركة متتابعة و يطلب الاسعاف
أما منال فقد ازدد رعبها حين سمعته يطلب الاسعاف
***********************************

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات