رواية عهد الطفولة -8
" أرجوك أريد أن أشتري هدية لصديقتي "
استسلمت العمة لرجاء منال التي أسرها رؤية الفرح على و جهها
"حسنا و لكن يجب أن لا تتأخرا"
قالت أمل من خلفهما و هي غير راضية عما يحدث
" لا أظن ذلك أبدا "
زجترها منال بنظرة
تقدمت منها أمل لتسحبها معها بعيد عن أمها
قالت لها
" ماذا تظنين نفسك فاعلة "
قالت منال مستفهمة
" ماذا ؟"
هدأت أمل من نفسها لتقول بجدية
" منال عزيزتي هل ستظلين تتلتقين به سرا هكذا "
ردت عليها منال معترضة
" أنا قلقة عليه كثيرا فلم أتحدث معه منذ صباح الأمس"
" لذا تخرجين هاربة للإطمئنان عليه "
قالت أمل ذلك عاقدة ذراعيها على صدرها
أجابت منال و هي تدير ظهرها بحزن
" لو لا منع أخوك لما فعلت ذلك "
عرضتها أمل بيأس
" لكن منال...."
قاطعتها و هي تمسك بيديها
" أرجوك أمل هذه المرة فقط "
أضافت
" لم تسنح لنا الفرصة لنتحدث "
أرسلت لها نظرة رجاء لا يمكن أن ترد
لتقول أمل
" حسنا هذه المرة فقط و ستكون أخر مرة ترينه فيها بهذه الطريقة "
أومأت منال إيجابا و كأنها تقطع و عدا
" ما أن أتصل بك حتى تخرجي فهمتي "
سألت منال و هي تهم بالنزول من السيارة
" ماذا ألن تأتي معي ؟"
أجابتها أمل
" لا سأذهب لزيارة ندى "
أغلت منال الباب لتلوح لأختها عبر زجاج السيارة مودعة إيها بابتسامة
اتجهت منال نحو المنزل مسرعة
إلا أنها و جدت الباب مقفلا
لذا جلست على مقعد في الحديقة تنتظر
نظرت إلى السماء مفكرة
هل تتصل به ؟
لا قد يكون في عمله الآن
نظرت إلى الساعة في هاتفها
كانت تشير إلى السادسة مساء
أتمنى أن يعود قبل أن تعود أمل
فهي بالتأكيد لن تسمح لي بالبقاء
*************************
ترجل من سيارة الأجرة بإعياء
فهو منذ أن علم باحتمالية إصابته بسرطان الكلى و هو لم يرا النوم أبدا
لقد سمح له الطبيب بالخروج بعد أن أجرى له الفحوصات بالأمس و صباح هذا اليوم أيضا
على أن يعود إليه حال ظهور النتائج
كل ما كان يهمه في الأمر هو منال
لا يعلم ما الذي قد يحدث لها لو علمت
ذهل و هو يرى منال تجلس في حديقة المنزل
و أول شيء قفز إلى دماغه هو أن تكون علمت بالأمر
لكن سرعان ما نبذ هذه الفكرة
لأنه ما من أحد غيره و الطبيب يعلم بالأمر
تقدم منها و هو يبتسم مزيلا التعب من على ملامحه
" مساء الخير "
و قفت منال مرحبة بعد ان خرجت من شرودها على ما يبدو
" مساء الخير "
سألها و هو يتجه نحو باب المنزل هاربا من نظراتها الفاحصة التي و من دون شك لا حظت شحوب و جهه
" منذ متى و أنت هنا ؟"
أجابت و هي تفكر بأمر آخر
" منذ ربع ساعة تقريبا "
تقدمت منه تحدق بوجهه
" مروان هل أنت بخير ؟"
أجاب و هو يدفع بالباب داخلا قبلها
" نعم أنا بخير إلا أنني مرهق قليلا من مناوبة البارحة "
ابتسمت بارتياح
" إذا سأعد لك شيئا يبعده عنك "
ابتسم لمبسمها الدافئ
ليومئ مجيبا
اتجهت نحو المطبخ ليتبعها هو الآخر
لجس على الطاولة و هو يراقبها تعد القهوة
التفتت إليه تسأله
" هل أعد لك شيئا تأكله ؟"
ليصطبغ و جهها بحمرة الخجل حين رأت عينيه مسمرتين على و جهها
أشاحت بوجهها عنه
" لم تجبني "
قال و هو يريح ظهره على الكرسي متابعا تأمله
" بالتأكيد أريد "
فكر هل يخبرها بما خطط له
و يقول بأنه ينوي أن يتقدم لها
أم ينتظر حتى تظهر نتائج الفحوصات
و آثر الخيار الثاني
إذ لا يحتمل فكرة تألمها مرة أخرى
و ضعت كوب القهوة أمامه قائلة
" هذا سيكون كفيلا بإبعاد الارهاق "
ثم أستدارت لتتابع عملها
إلا أنها أمسكها من يدها يوقفها
قال و هو يخاطب عينيها
" منال اجلسي أريد أن أتحدث إليك "
أجابته لتجلس قبالة
قال و هو لا يزال يحتضن يدها
" هل أنت سعيدة هناك "
فهمت قصده من السؤال
قالت مبتسمة
" نعم سعيدة فهم لم يقصروا بشيء معي أبدا "
ثم أضافت حين رأته يطرق بصره
" إلا أنني سأكون أكثر سعادة لو ...."
منعها الخجل من إكمال جملتها حين رأت يعينه تتعلقان بوجهها
قال يستحثها
" لو ماذا منال؟"
سحبت يدها
لتقول بصوت بالكاد يصل إلى مسامعه
" كنت معي"
تنهد ليقول
" لو كنت تعلمين كم كنت أتعذب من دونك "
قالت لتغطي خجلها و بشيء من الغيرة
" واضح فقد كنت طوال تلك المدة ترسم حبيبتك الصغيرة "
فهم أي صغيرة تقصد
رد عليها و قد أعجبه الأمر
" نعم فلم يكن سوا أميرتي الصغيرة تؤنسني في و حدتي "
إلتوا فمه بابتسامة قطعت أنفاسها حين رءا علامات التعجب على و جهها
و قفت لتلتقط أنفاسها بعيد عن نظراته
إلا أنه تقدم منها و يقف خلفها
ليقول بصوت لا يسمعه غيرها
" و من غير منال قلبي يمكنها أن تنسيني و حدتي "
قالت تهرب بنظراتها و هي تعلم تماما من المقصود بمنال قلبي
" تلك اللوحات لم تكن لي "
قال يديرها لتنظر إليه
" بل كانت لك "
رأى الدموع التي بدأت تتجمع في مقلتيها
و هي تقول
" ألازلت تذكر كيف كنت و أنا صغيرة "
أجابها و هو يقاوم رغبة بأن يضمها إليه
" و هل نسيت كي أتذكر "
لاحظ تبدل ملامحها فجأة و كأنها تذكرت شيء ما
سألها بحيرة
" منال ما الأمر ؟"
قالت و هي تنظر إلى الأرض
و هي تتذكر كل ذلك الحزن الذي شعرت به
" حين قالت لي ريم بأنك تعتبرني ك.."
قاطعها وقد بدأ الغضب يتصاعد لمجرد ذكر اسم تلك الفتاة
" منال أخرجي تلك الأفكار من رأسك "
ثم أضاف بحنان
" فأنا لم أعرف هذا الشعور معك أبد "
نظرت إليه
" حقا؟"
قال موضحا
" لم يكن كما أفهمتك هي "
ثم أضاف و عينيه ترسل نظرات جعلت عيناها تعانق عينيه
" كل ما أعرفه هو أنك شيء يخصني و حدي، لي وحدي فقط منال
و سأفعل المستحيل كي لا تبتعدي عني ثانية "
رفع يدها إلى شفتيه
إلا أنها سحبتها بسرعة
حين رن هاتفها
لتقول مرتبكة
" يجب أن أذهب "
مرر يده في شعره
" و هو كذلك "
استدارت خارجة
استوقفها قائلا
" منال ، لا داعي بأن تأتي لرؤيتي مرة ثانية ..."
أضاف حين رأى التساؤل في عينيها
" فهذا لا يناسبك "
ابتسمت حين فهمت قصده
" سأجد حلا أفضل "
قال يعدها
لتغادر تاركة إيها يصارع موجة الألم التي اكتسحته مجددا
اتجه إلى حيث و ضع كيس الدواء ليتناول حبة مسكن ملقيا نفسه
على الأريكة في الصالة
**************************
" ماذا تقولين؟"
لم تصدق منال ما تسمع
قالت أمل مأكدة و على و جهها ابتسامة
" شخص خطبك من أخي اليوم "
طارت منال فرحا
بالتأكيد إنه مروان
فقد قال في آخر مرة رأته بأنه سيجد حلا أفضل
قفزت منال إلى أختها تضمها فرحا
" هيي تمالك نفسك قليلا "
قالت بعد أن طبعت قبلة على خد أمل
" لقد انتظرت طويلا يا أمل "
أبعدتها أمل لتنظر إلى و جه أختها المشرق
" لم أرك سعيدة هكذا منذ أن قدمت إلى هنا "
ثم أضافت وهي تداعب خدها
" لا بد و أن مروان هذا إنسان عظيم لتحبيه بهذا القدر "
ردت عليها منال بنظارت حالمه
" إنه كل شيء أمل "
قرع الباب ليفتح
و يدخل سعيد الذي قال فور دخوله
" أمل اتركينا و حدنا "
كانت ملامحه جادة مما أثار الخوف في قلب منال من أن يرفض مروان
قال و هو يتجاوزها ليجلس على المقعد قرب مكتبها
" أنت تعلمين بأن شخص قد تقدم لخطبتك و لكن هل تعلمين من هو "
بالتأكيد تعلم
لكنها قالت متمالكة حماسها
" من ؟"
قال و قد تركزت عينيه بغموض في عينيها
" خالد "
من؟
خالد!
صدمت قومية و جهة لمنال
فهي لم تتوقع أبدا أن يكون شخص غير مروان هو من تقدم لها
قالت متأكدة
" خالد صديق مروان ؟"
أجاب و هو لايزال على نظرته تلك
" نعم هو نفسه "
مستحيل
قد يكون هناك خطأ ما
كيف لخالد صديق مروان أن تيتقدم لي أنا
لابد و أن هناك التباسا
" أخي هل أنت متأكد مما تقوله ؟"
أجابها و هو على ما يبدو متوقع ردة فعلها هذه
" نعم متأكد و الآن ما رأيك ؟"
إنه يسأل عن رأيي
بالتأكيد سيكون الجواب هو لا
أجابته و هي تدير ظهرها له
" أعلمه برفضي "
أداراها سعيد لتواجهه
" لقد أمهلنا بعض الوقت لتفكري منال "
ردت عليه معترضة
" ليس هناك داع للتفكير فأنا لا أرغب البزواج به "
قال لها بنظرات حادة
" ترفضين من أجل مروان "
لا تنكر بأنها ذهلت لكلامه هذا إلا انها قالت
" لا أرغب بالزواج به و انتهى الأمر "
رد عليها ببرود
" فكري بالأمر فأنت حتى لو تقدم لك مروان مستحيل أن تتزجيه "
هتفت به محتجة
" لم ؟"
قال و الشرر يتطاير من عينيه
" حتى لو لم يكن رجل على و حه هذه الأرض غيره لما زوجتك إياه"
أحست بالقهر
" لم تكرهه لهذه الدرجة "
اتجه نحو باب غرفتها ليقول قبل أن يطبق الباب خلفة
" لا تحلمي بذالك أبدا لذا يستحسن بأن تخرجيه من رأسك "
( الجزء الخامس عشر ........لا أعرف حقيقة غيره)
صدمة قوية و جهت لمنال
فهي لم تتوقع أبدا أن يكون شخص غير مروان هو من تقدم لها
قالت متأكدة
" خالد صديق مروان ؟"
أجاب و هو لايزال على نظرته تلك
" نعم هو نفسه "
مستحيل
قد يكون هناك خطأ ما
كيف لخالد صديق مروان أن تيتقدم لي أنا
لابد و أن هناك التباسا
" أخي هل أنت متأكد مما تقوله ؟"
أجابها و هو على ما يبدو متوقع ردة فعلها هذه
" نعم متأكد و الآن ما رأيك ؟"
إنه يسأل عن رأيي
بالتأكيد سيكون الجواب هو لا
أجابته و هي تدير ظهرها له
" أعلمه برفضي "
أداراها سعيد لتواجهه
" لقد أمهلنا بعض الوقت لتفكري منال "
ردت عليه معترضة
" ليس هناك داع للتفكير فأنا لا أرغب بالزواج منه "
قال لها بنظرات حادة
" ترفضين من أجل مروان "
لا تنكر بأنها ذهلت لكلامه هذا إلا انها قالت
" لا أرغب بالزواج به و انتهى الأمر "
رد عليها ببرود
" فكري بالأمر فأنت حتى لو تقدم لك مروان مستحيل أن تتزوجيه "
هتفت به محتجة
و قد صدمها ما قال
" لم ؟"
قال و الشرر يتطاير من عينيه
" حتى لو لم يكن رجل على و جه هذه الأرض غيره لما زوجتك إياه"
أحست بالقهر
" لم تكرهه لهذه الدرجة "
اتجه نحو باب غرفتها ليقول قبل أن يطبق الباب خلفة
" لا تحلمي بذلك أبدا لذا يستحسن بأن تخرجيه من رأسك "
خرت على الأرض مصعوقة
كيف له أن يفعل بها هذا ؟!
لم هذه القسوة ؟!
لم كل هذا الكره ؟!
لم يريدون أن يبعدوني عنه ؟
ألا يعلمون بأن لا حياة لي من دونه
هو يحبني و أنا أحبه
ما المشكلة ؟
ما المانع
و بعينيها الضبابيتين أخذت تبحث عن هاتفها
تناولته لتضغط على أزراره بأصابع مرتجفة
و ضعته على أذنها تصغي للرنين
أجب أرجوك
مروان
إنهم يريدون ابعادي عنك مرة ثانية
لم يجب
عاودت الاتصال
مرة
مرتين
ثلاث
لكنه لا يجيب
ما الأمر موران ؟
لم لا تجيب؟
فتح الباب
رفعت رأسها مجفلة
ترا من القادم
اسرعت أمل متجهة نحوها
و قد أرعبها رؤيتها جاثية على الأرض
أمسكتها من كتفيها توقفها
" منال مالأمر؟!"
لم تجبها سوا دموع منال و شهيقها
هزتها أمل
" مالذي حدث منال؟"
دفعتها منال بعيدا قائلة
" لم أخوك قاس لهذه الدرجة "
حدقت بها أختها متعجبة
سارت منال نحو سريرها متعثرة في خطواتها
" لم عليه أن يبعدني عنه"
ثم التفتت لأختها تناشدها الإجابة
" لم أمل؟ لم كل هذا؟"
قالت أمل و هي لا تفهم مالذي جرى بين منال و سعيد
" منال مالذي جرى"
رمت منال بنفسها على السرير جالسة
"قال بأنني لا يمكن أن أتزوج مروان"
"هل رفض مروان؟"
تقدمت لتجلس قربها
أجابتها منال بحيرة
" من تقدم لي هو خالد"
" خالد؟!"
فغرت أمل فاهها مصدومة
طوقت كتفي منال لتشدها نحوها
" يالك من مسكينة "
عاودت منال الاتصال بمروان
تريد أن تسمع صوته
أن يطمأنها
بأنه لا يوجد مخلوق على مجه هذه الأرض بإمكانه أن يفرقهما
هتفت مقهورة
" لم لا تجيب"
تعلقت بهاتفها باكية
قالت أمل مبررة
" قد يكون يعمل يا منال "
مسحت على شعرها تهدئها
" فقط ارفضي إن كنت لا تريدين و اتركي الباقي على الله "
التفتت منال إليها
و عينيها تحكيات كل أنواع الألم
لتقف بعدها قاصدة الخروج
" إلى أين ؟"
استدارت لها قائلة باصرار من بين دموعها
" يجب عليه أن يجيب على أسئلتي "
سرا الذعر في أمل من نظرة منال تلك
سارت منال بخطا ثابتة
و قفت في منتصف غرفة الجلوس اللتي كانت تضم سعيد و أمه
" لم تكره مروان هكذا ؟"
قالتها و نبرة صوتها الحادة معاكسة تماما لمنظرها
لكن من يرا عينيها
يعرف إلى أي مدا هي مصرة لمعرفة الاجابة
و قف سعيد غير راض عن أسلوبها في الحديث
إلا أن أمه أمسكت بذراعه اللتي ارتفعت لصفع و جه منال
قال من بين أسنانة و صبره يكاد ينفذ
" منال عودي من حيث أتيت"
التوى فمها ساخرة
" نعم و هو كذلك يجب أن أعود من حيث أتيت "
فهم سعيد مقصدها
اتقدت عيناه غضبا
" اهدأ يا بني "
توسلت إليه والدته
التفت مخاطبا إياها
" قولي لها أن تعود إلى غرفتها "
نظرت إليها الأم راجية
إلا أن منال لم تعر نظراتها إهتماما
بل و جهت حديثها لأخيها قائلة
" لن أرحل قبل أن أعرف سركم"
قالت الأم و هي لا تزال تضغط على ذراع ابنها
" أي سر يا ابنتي "
يأست منال من هذا الحال
قالت برجاء
" أرجوك عمتي أريحيني و أخبريني مالذي بينكم و بين مروان و جدتي رحمها الله "
عم الصمت في المكان
كل الأعين كانت على منال
حتى أمل اللتي انضمت إليهم
و قفت تحدق بمنال المسكينة
اللتي كانت تائهة بين كل هذا الغموض
أضافت حين رأت أن صمتهم طال
" لم علي أن أتحمل كل هذا دون أن أعرف حتى السبب ؟"
وقفت الأم لتمسك بيدها
و تدنيها منها لتجلسها على المقعد قربها
قالت بصوت ملؤه الحنان
" منال يا ابنتي سأخبرك الحقيقة لكن عليك أن تتقبليها "
أحست منال بشيء من الارتياح
لأنه و أخيرا هناك من رأف بحالها
أطرقت الأم بصرها
لتقول بعد أن تنهدت
" كان لجدتك ولدان فقط ربتهما وحدها إلا أنها كانت تميز بينهما في أمور كثيرة
بحكم أن والد مروان و هو الابن الأكبر كان مريضا "
صمتت
لترفع بصرها ترقب ردة فعل منال
حين رأت الهدوء و الاصغاء تابعت
" أحس والدك بالاهمال فأخذ يبحث عن الاهتمام بطرق مختلفة سواء كانت ملتوية أم مستقيمة ، شائت الأقدار أن يتزوجني و هو في سن صغيرة و أخفى الأمر سرا عن والدته
و مرت عدة سنوات كان زواجنا فيها سرا"
لاحظت منال الألم على وجهها حين نظرت إلى عينيها
ابتسمت تستحثها على مواصلة الحديث
" ذات يوم حين لاحظت جدتك أن والدك تغيرت صفاته و أصبح أكثر هدوء طلبت منه أن يتزوج و والدتك رحمها الله فوافق عله يكسب رضا أمه "
تهدج صوتها متأثرة بالذكرا
شدت منال قبضتها على كفها و هي تحس بألمها
تابعت
" إلا أن الأمور سائت بعد أن علمت بزواجه الأول و حدثت خلافات كثيرة ساهمت فيها والدة مرون "
"والدة مروان؟"
سألت منال متعجبة
ابتسمت الأم لتجيب بها
" نعم، فقد كانت سببا للخلاف الذي احتدم بين الأخوين "
" لماذا ماذا فعلت ؟"
كان الأمر بالنسبة لمنال يبدو غريبا بعض الشيء
تابعت
" لقد كانت تكره زوجها الذي كان طريح الفراش دائما فكانت تلجأ لأخيه كبديل و حين يأست منه اتهمت زوجها و أمك بأنهما على علاقة سرية و كما قالت بأنك ابنة زوجها"
أحست منال بأن الأرض تهيم بها
صمت
سكون
سوى صدى كلمتين
ابنة زوجها
هذا لا يشير إلا لحقيقة واحدة
أن تكون أخت لمروان
أخت مروان؟
لا يمكن
كيف لذلك أن يحدث
نظرت إلى آمنة
تبحث عن الاجابة و قلبها يقرع طبول الخطر
أكملت الأم حديثها
" تشاجر الأخوة و اقتتلا فمات الاثنان نتيجة خلاف سببته امرأة خائنة
لذا نبذنا نحن و أنت بقيت عند الجدة "
هكذا انتهى الأمر
و أنا ؟
و مروان؟
رأت الأم نداء عيني منال
ابتسمت و هي تربت على كفها
" ليس هناك احتمال ولو واحد بالمئة بأن تكونوا إخوة يا عزيزتي"
ما إن نطقت بهذه الكلمات
حتى تنفس قلب منال المخنوق
طرحت سؤال لطالماحيرها
" و لم أبعدتني جدتي بعد كل تلك السنوات؟"
احتضنت السيدة آمنة و جه منال بكفها تتلمس و جنتها
" لقد رأت حبكما يكبر مع مرور السنوات فلم تستطع احتمال ذلك و هي تشك بأنكما قد تكونا أخ و أخت "
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك