بارت من

رواية عهد الطفولة -7

رواية عهد الطفولة - غرام

رواية عهد الطفولة -7

ريم تفعل بي ذلك ؟
مالذي فعلته لها كي تفعل بي هذا ؟
أطلقت شهقة باكية حين تذكرت هتاف مروان ليلة البارحة بإسمها
مروان هل فعلا أنت من قال لها ذلك؟
لم تفعل ذلك بي؟
أ لا تعلم بأنني أموت من دونك؟
جائها صوت من داخلها
ينهرها
ألم تقولي بأنك لن تكترثي له بعد الآن ؟
أسندت رأسها بكفيها
و الدموع تنسكب على حجرها
ليستحيل إلى بركة من العبرات
كذب
كنت أكذب على نفسي
أن لي ذلك
وقت كبرت على حبه
تربيت على عشقه
هو من جعلني أدمن هواه
لم فعلت ذلك مروان ؟
مادمت لا تحبني
ما دمت سترميني بعيدا عنك
أما كان عليك أن تقتلني
هاأنت تشنقني الآن
ترجمني بطلقاتك
طلقة، طلقة
لتخترق صدري
و تعدم قلبي المسكين
الذي لم يتوقف أبدا عن ضخ حبك في شراييني
كيف تفعل ذلك
ألا ترا بأنني أحتضر
شهقت باسمه
" مروان "
كف عن تعذيبي
فلم يبق لي شيء
سمعت قراعا على الباب
و صوت ينادي
" منال، منال"
كله بسببك
كله بسببك أنت جدتي
أنت من فعلت هذا بي
وقفت لتمسح دموعها بحركة سريعة
فتحت الباب
ثم أدارت ظهرها
جائها سؤال جدتها مستفهما
" ماذا جرى رأيت ريم تخرج غاضبة؟ "
حاولت منال أن تكتم غضبها
" جرى سوء تفاهم بيننا "
قالت ذلك دون أن تلتفت لها
هنا أدارتها العجوز غاضبة هي الأخرى
" منال أعلم بأنك قلت لها شيء كدرها "
لم تجب
لأنها حتما ستنفجر
" لا يجوز أن يرحل الضيف هكذا من منزلنا منال"
التفتت لتقول بحنق
" فالتذهب للجحيم "
صفعة أخرى و جهت لوجه منال
" يبدو أنهم علموك قلة الاحترام "
قالتها و استدارت مغادرة الغرفة
صدمت منال من جدتها تضربها ؟
في حياتها لم تفعل ذلك
و الآن تفعل لأجل من
ريم
أ أخذت كل شيء عني
صرخت منال باكية
" اضربيني علني أتعلم الدرس و لا أقع في نفس الخطأ و ألدغ من الجحر مرتين "
" ومن أي جحر تلدغين ؟"
جائها سؤاله مستغربا و غاضبا في نفس الوقت
أما هي
فقد أدارت و جهها المبلل بالدموع
و المحمر من الصفعات
في محاولة للحفاظ على آخر ذرة كبرياء لها
لم تستطع أن تخطو أي خطوة
لا للأمام
و لا للخلف
فإن فعلت
فمصيرها السقوط الرضا
" ماهذا الصراخ يا آنسة "
كان الاستهزاء واضحا و لا يحتاج إلى مترجم
آلمها في الصميم
ها قد جاء الآن ليكمل المراسم و يقضي عليها
لم تعد تحتمل
إستدارت إليه
كان أفضل و سيلة لدفاع الهجوم
ألم يقولو ذلك
و هذا ما فعلته
إلتفتت إليه
" مالذي تريده مني أنت أيضا ؟"
رأت الغضب يعتلي ملامحة
بكل تأكيد لن يعجبه صراخها في و جهه
و هي تعلم بأنه لن يرضى بذلك أبدا
لكنها تابعت غير آبهة
" هلا تركتني و شأني "
ثم استدارت تهم بإغلاق باب غرفتها
إلا أن يده إمتدت لتصل إلى يدها قبل أن تصل إلى الباب
جرها نحوه حتى كادت تلتصق به
قال من بين أسنانه المرصوصة
" ليس أنا من يصرخ و يغلق الباب في وجهي أتفهمين "
أدارت و جهها عنه في و سيلة بائسة لحجب دموعها عنه
إلا أنه أمسكها من ذقنها و أدار وجهها نحوه
حتى كادت أصابعه أن تكسر فكها
تركت العنان لدموعها لم تحاول منعهما أبدا
لأنها ببساطة
لم تعد تملك الطاقة لذلك
*********************************
هاله ما رأى
بل صعقه ما رأى
تمنى في هذه اللحظة بأن عيناه لا تبصران
على أن لا يرى كل هذا الألم في عينيها
همس باسمها
" منال !"
و كأن آه خرجت من قلبه
علا شهيقها
ليذوب ذلك الجليد
و يضمها إلى أعماق أعماقه
لم الألم ؟
" لم تفعلين بي ذلك "
خرج منه هذا العتاب الصغير
لتشبث بصدره مجهشة بالبكاء
و كأنها ترغب باقتلاع ضلوعه بحثا عن الأمان
طوق ذراعيه حولها بقوة
ضاغطا إياها إلى صدره
كفى بكاء
فهذا يعذبني
ارتعشت في حضنه
ليدرك ما هو عليه
و يبتعد عنها و كأن تياركهربائيا قد مسه
أدار ظهره لها
ليتركها تترنح
زفر رافعا بصره إلى السقف
ليقول بصوت أجش
" يجب أن ترحلي من هنا "
ابتسمت بشحوب
" بكل تأكيد فلم يعد مرغوب بي هنا "
التفت إليها
ليرمقها بنظرة إستنكار
" مالذي تقولينه "
رفعت يديها لتمسح دموعها و تستجمع قوها
كره رؤيتها هكذا
لا يحب أبدا أن يارها بهذا الحال
قال بصوت حان
" أرجوك منال .."
قاطعته
و هي تدخل إلى غرفتها
" لا تخف سأفعل و ........ "
تهدج صوتها
فصمتت لتكمل طريقها
أغلقت الباب خلفها ليصدر صوت خائر القوى
شتم و هو يضرب بقبضته الجدار
لم يجب أن تسير الأمور هكذا
لم يشعر بنفسه و هو يخطو متجها ليعيد فتح ذلك الباب
و يدخل إلى غرفتها
ألتفتت إليه
لتأخذ نفسا عميقا و تقول بعدها ببرود هذه المرة
" نعم شيء آخر ؟"
فوجئ من برودها هذا
قالت ساخرة و كأنها تذكرت شيئا فجأة
" آه ...تريدني أن أعتذر من حبيبتك "
ماذا !!
حدق بها مشدوها
أي حبيبة غيرك منال؟!
قالت
" إلا هذا فلن أفعله أبدا "
ربعت كتفيها أمامها
لتقول متابعة
" و الآن هلا تركتني "
عجب لتقلب حالها
من يراها الآن
لا يصدق بأنها هي التي كانت ترتعش باكية بين ذراعية منذ لحظات
إذا فالأمر كذلك
إستدار غير آبه لماقالته
ليخرج و يطبق الباب بقوة

https://forums.graaam.com/226169-5.html
الصفحه الخامسة من الصورة تكملتها

(الجزء الرابع عشر ............عاشقان)

" هل ما أسمعه حقيقة"
قال
" و هل هناك مجال للشك "
أراحت رأسها على كتفه لترتاح من الاعياء
مطوقة خصره
ليطلق تنهيدة تخرج من أعماق قلبه
رن هاتفها
لكنها تجاهلته
" هاتفك يرن "
قال ينبها
إلا أنها هزت رأسها الذي لازال يلتصق بصدره
" لم ؟"
سأل ضاحكا
شدت يديها حوله كطفلة عنيدة
" لا أريد الرحيل "
فمن المأكد بأنها أمل من تتصل
عم الصمت لفتره
ليقول بعدها بأسى مدركا الواقع
" يجب أن تذهبي "
دفنت و جهها أكثر رافضة
احتضن و جهها بين راحتي يديه
ليقول يناقض المشاعر التي تفيض بها عينيه و هو يتلمس و جنتيها الناعمتين
" يجب أن تذهبي و إلا الله و حده يعلم ما قد أفعل "
تدفقت الدماء إلى و جنتيها
لتعود و تغطي و جهها بصدره
"لا أرغب بالرحيل
أريد أن أبقى هكذا إلى الأبد
أخاف أن أصحو من حلمي "
طوق كتفيها ليشدها بقوة إليه
تصغي إلى ضربات قلبه المشتاقه
ليهمس في أذنها
" أرجوك منال كفي عن تعذيبي
اذهبي "
تأوهت متذمرة رافضة طلبه
فهي قد عانت كثيرا منتظرة هذه اللحظة
" منال !"
شهقة متفاجئة
انتشلتهما من عالمهما
" ماذا تفعلين ؟"
ظلت أمل تحدق بهما مشدوهة
إلا أنها قالت و هي تجر منال خارجه
" أيتها الحمقاء "
و دعت منال مروان بعينيها بلا حول و لا قوة
*************************
" هلا فسرت لي ما رأيت "
قالت أمل غاضبة بعد أن غلقت باب غرفة منال خلفها
رمت منال بنفسها على السرير
لتبتسم محدقة بالسقف حالمة
" لقد اعترف بحبه لي يا أمل "
قفزت أمل بحماس لتجلس قربها
" حقا ؟"
جلست منال لتومأ برأسها إيجابا
و هي تتذكر إعترافه لها
عادت الجدية على ملامح أمل
" لذا كنت غارقة في أحضان عاشقك المتيم و أنا أرتجف خوفا من أن يكتشف سعيد أمرنا"
ألقت منال بنفسها للخلف و هي تغطي و جهها بيديها خجلة
" أتعلمين بأنه اتصل يستعلم عنا لقد و ضعتنا في موقف محرج "
بالطبع منال لم تكن معها
بل كانت تلعب بخصلات شعرها حالمة
قالت مبتسمة حين يأست من أختها
" هنيئا لك به "
و خرجت لتتركها تسترجع ما حدث
انقلبت على جانبها
و هي تتذكر كيف جذبها إليه يحتضنها ليحرقها دفئ أنفاسه حين همس في أذنها
و ضعت يدها على قلبها الذي تعالت ضرباته
و كأنها تخشى بأن يسمعه أحد غيرها
تعالى رنين هاتفها ليجعلها تقفز جالسة
مدت يدها إليه
لترا أسم مروان يضيء على شاشته
لكنها لم تقو على الاجابة
فأصابعها تشنجت و لسانها انعقد مكانه
ظلت تحدق باسمه حتى توقف الرنين
لوت فمها بخيبة
إلا انه عاد يرن و لكن بنغمة لوصول رسالة
فتحت الرسالة
لتترقرق عيناها حين قرأتها
" منال قلبي تصبحين على خير حبيبتي "
تخيلته يقولها كما اعتاد دائما
كتبت ترد عليه
" و أنت بألف خير "
في تلك الليلة سهرت منال طويلا حتى نامت
فهي كلما أغمضت عينيها تراءت لها صورة مروان أمامها
لذا لم تستيقظ إلا على صوت رنين و لكنه لم يكن رنين المنبه بل كان رنين هاتفها
التقطته بعد أن ابتسمت لمعرفة من المتصل
" صباح الخير "
و صلها صوته الأجش دافئا
لتجيبه بصوت بالكاد يسمع و ابتسامة كسولة ترتسم على شفتيها
" صباح الخير"
أطلق آهة طويلة
لتقول منال بعدها مرتابة
" هل أنت بخير؟"
قال يجيبها
" لا لست بخير "
أجفلت إلا أنه أكمل قبل أن تنطق بأي شيء
" فأنا أتعذب شوقا لك "
أحست منال بنفسها تذوب خجلا
لذا رفعت الغطاء بحركة سريعة تغطي به رأسها
و تنطوي تحته و كأنها بذلك تمنعه من رؤية احمرار و جنتيها
أطلق ضحكة هوا قلبها لها و كأنه رأى تصرفها هذا
طرقات على الباب جعلتها تقول بعجلة
" يجب أن أنهي المكامة "
أجاب بأسف
" حسنا إلى اللقاء"
أغلقت الخط لتجيب طارق الباب حانقة و هي تتربع على سريرها
" من ؟"
دخلت أمل
" مابالك حانقة هكذا "
قالت منال و هي تشيح بوجهها تمط شفتيها
" لقد عكرت نومي "
رن هاتفها في يدها
رفعته لترى أن رسالة من مروان قد وصلت
لتفتحها على الفور
" لن أستطيع أن أنتظر حتى أراك مرة ثانية "
ابتسمت و هي تجيب في داخلها
" و أنا كذلك "
قالت لها أمل و هي تدير ظهرها راحلة
غير راضية عما يحدث
" لا داعي بأن أخبرك كيف ستكون ردة فعل سعيد إن علم بالأمر "
ضربت بيدها على السرير معترضة
لم على سعادتها أن لا تكتمل دائما
**************************
ابتسم للهاتف الذي في يده و هو يتخيل ابتسامة منال فيه
" لا تعلمين كم أحبك منال "
قال ذلك ليقف و يضع هاتفه في جيب سترته
ثم يضع نظارته الشمسية
ليستقل سيارته متجها إلى عمله
فكر و هو يقود سيارته
لا يمكنني أن أنتظر أكثر
سأذهب الليلة لأطلبها من أخيها
و أنهي كل هذه المعاناة
فمنال لي
منذ أن خلقت و هي لي
و لا يمكن لأحد أن يبعدني عنها بعد اليوم
فجأة
أحس طعنة ألم قوية أسفل ظهره
جعلته يفلت يده عن مقود السيارة ليضغط موقع الألم
جاهد ليركن السيارة جانبا
أحس و كأنه يتمزق من شدة الوجع
كما أن الرؤية أمامه أصبحت غير و اضحة
أخذ يعتصر ظهره حيث الألم
و كأنه بهذه الحركة سيهدأ
و حين طال الأمر
جاهد ليخرج هاتفه
ليتصل بخالد
إلا أن الهاتف أخذ يرن و يرن
و ما من جيب
قذفه بعيدا مطلقا شتمية من بين أسنانه المرصوصة
أخذ العرق يتصبب منه
و الألم يأبى الذهاب
و كأنه و حش مفترس غرس مخالبة بظهره
و أحس و كأن البخار يصعد من جسمه الساخن
لتتحول الرؤية ضبابية أمامه
سقط رأسه ليرتطم بالمقود مغمي عليه
*******************************
أخذت الرؤية تتضح بالتدريج
أدار رأسه باعياء في محاولة لمعرفة مكانه
الحجرة الخالية
و السرير ذي الأغطية البيضاء
و كذلك رائحة المعقم المتشرة في المكان
جعلته يدرك أنه في المستشفى
حاو ل النهوض
إلا أن جسمه المخمل لم يسعفه على ذلك
جاهد ليجلس
و يمد يده نحو الزر إلى جانبه
لتتأتي ممرضة بعد ثوان قليلة
" لقد استيقظت ، حمدلله على سلامتك "
سألها
" من الذي أحضرني هنا "
أجابته الممرضة تشرح له
" لقد و جدك شخص ما و أبلغ الاسعاف "
ثم تابعت حين رأته يحاول النزول من السرير
" جسمك لا زال تحت تأثير المسكن "
قال و هو يمرر يضع يده باعياء على رأسه
" مالذي حدث لي "
ردت عليه
" سيأتي الطبيب ليراك، يمكنك أن تسأله "
ناولته كأس ماء لتقول بعدها
" إن احتجت إلى شيء اطلبني "
ثم خرجت
أراح نفسه للوراء
لينظر إلى الساعة المعلقة على الحائط أمامه
التي تشير إلى الخامسة عصرا
إذا لقد مر و قت طويل و هو هنا
التفت يبحث عن هاتفه لكنه لم يجده
حينها تذكر بأنه ألقاه في سيارته
ضرب برأسه على لوح السرير الذي خلفه كارها ما هو فيه
لم يجب أن لا تسير الأمور كما يريد دائما
دخل عليه الطبيب و يتبعه ممرض و ممرضة
مما أثار الرعب في مروان
" كيف تشعر الآن "
قال مروان حائرا
" لا أشعر بشيء عدى الثقل في جسمي "
قال الطبيب و هو يتناول ملافا من الممرض
" هذا اثر المسكن الذي أعطيناك إياه "
سأل مروان و هو يرا كل هذه الجدية على ملامح الطبيب
" دكتور هل أعاني من شيء "
و ضع الطبيب يديه في جيبي معطفه
" أولا أخبرني هل تذكر ما حدث لك بالضبط "
أجابه و هو يحاول أن يتذكر
" لقد أحسست بألم في أسفل ظهري و بعدها فقدت الوعي "
عاد الطبيب ليسأله
" و هل أحسست بمثل هذا الألم من قبل "
هز مروان رأسها نافيا
" هل خسرت و زنا "
واصل الطبيب أسئلته و كأنه محقق يعمل لحل قضية ما
" أظن ذلك "
أجابه ليزيد استغرابه
سأل الطبيب
" منذ متى آخر مرة أجريت فيها الفحوصات ؟"
لم يتحمل مروان أكثر
" دكتور إن كان هناك شيء فاخبرني فكما ترا أنا لست طفلا أمامك "
تنهد الطبيب ليقول
" يجب أن نجري لك فحوصات لنتأكد أولا "
سأل و صبره يكاد ينفذ
" تتأكد مم؟"
أجابه الطبيب حين رأى الإصرار في عينيه
" هناك احتمال بأن تكون مصابا بورم في الكلية "
دارت الأرض بمروان
" ورم ماذا؟"
سأل في محاولة للتأكد
" سرطان الكلى "
" ماذا؟"
شهق مروان غير مصدق
سرطان
و أي سرطان هذا الذي سيصيبه فجأة
قال و هو يبتسم بارتباك
" دكتور هل أنت متأكد ؟"
أجاب الطبيب
" حتى أستطيع إجابتك يجب أن نجري الفحوصات و التصور أولا "
قال مروان الذي بدأت ضربات قلبه تتسارع خوف من المجهول
" ستكون النتائج إجابية فأنا متأكد بأنك مخطأ"
" آمل ذلك "
***************************
" عمتي أرجوك "
نظرت منال إلى العمة مترجية
قالت العمة
" منذ يومين فقط كنتما في السوق "
ألحت منال و هي تكره أن تكذب على عمتها
" أرجوك أريد أن أشتري هدية لصديقتي "
استسلمت العمة لرجاء منال التي أسرها رؤية الفرح على و جهها
"حسنا و لكن يجب أن لا تتأخرا"
قالت أمل من خلفهما و هي غير راضية عما يحدث
" لا أظن ذلك أبدا "
زجترها منال بنظرة
تقدمت منها أمل لتسحبها معها بعيد عن أمها

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات