رواية عهد الطفولة -6
" هل أرشدك إليها أم أنك لازلت تذكرين "
فغرت فاهها ثم عادت و أطبقته بألم
غير قادرة على الرد
فجموده هذا يجعلها تشك في هوية الشخص الواقف أمامها
أطرقت رأسها
لو تعلمون كم هي متلهفة إليه
لكنها لا تستطيع أن تعبر عن ذلك
لأن هناك جدار قوي لا تدري متى وضع بينهما
لكنها تدرك تماما بأن من وضعه هو مروان
سمعت خطواته تتجه مبتعدة عنها
فاتجهت بخطوات سريعة إلى حيث تقبع غرفة الجدة
هربا من ذلك البرود و بحثا عن دفء جدتها
لثوان توقفت أمام باب الغرفة
و يدها معلقة في الهواء قبل أن تهم بقرع الباب
هل ستكون ردت فعلها كما مروان
شدت يدها الأخرى إلى صدرها قلقا
لا يهم
المهم أن تراها
قرعت الباب
ليأتي صوت مجيبا جعل الدموع تنسكب شوقا
مسحتها
لتدخل
كانت تجلس على السرير تدلك رجليها
هوا قلبها لرؤيتها
جدتي كم اشتقت إليك
رفعت الجدة رأسها بحثا عن طارق الباب
لتعلق عينيها عليه
ارتجف صوتها بـ
" ابنتي "
ما إن سمعت منال تلك الكلمة حتى انطلقت إلى أحضانها
" جدتي اشتقت إليك "
طوقتها بكل لهفة و حب
قالت الجدة بصوت باك
" و أنا كذلك يا حبيبتي "
إذا لم أبعتني عنك ؟
لم تستطع منع نفسها من التفكير بهذا السؤال
الذي و لسبب ما لم تستطع النطق به
هل لأنها رأت الدموع في عينيها؟
مسحت الجدة على وجه منال المبلل بالدموع كما تفعل مع مروان عادة
" كيف حالك يا ابنتي ؟"
أمسكت منال بيدها لتقبلها
" مشتاقة لك جدتي "
"يا حبيبتي "
قالت ذلك و هي تمسح دموعها
" كيف تسير أمورك ؟"
عدلت منال من جلستها لتقول متذكرة الواقع
" على خير ما يرام ؟"
لاحظت التردد على و جه جدتها من طرح سؤالها
" و كيف هم أهلك ؟"
ابتسمت منال جاعلة الأمر طبيعيا
فهي تكره أن تربك جدتها
" إنهم طيبون جدا "
لم تتدارك الغصة من الظهور في صوتها
" لقد تأقلمت معهم بسرعة "
احتضنت الجدة بيدها التي ارتسمت خطوط الزمن عليها
يد منال التي كانت تشد قبضتها
لترمقها بنظرة لم تفهمها
" منال هل أنت بخير ؟"
وسعت منال ابتسامتها قائلا
" أجل جدتي " ثم أضافت مازحه
" عدى عن افتقادي لك "
بادلتها العجوز الابتسام
" و أنا أيضا عزيزتي "
عاد ذلك السؤال ليدور أمامها
لكنها أيضا لم تسأله فهي لا تريد أن تفسد سعادتها لرؤية جدتها
قالت منال مازحه
" و الآن أخبريني كيف تقضين يومك من دوني ؟"
أجابتها تغيضها
" لقد تدبرت أمري "
أحست منال بقلبها يقتضب
أكيد فقد خططت للأمر
أردفت الجدة متابعه
" صحيح , صديقتك ريم كثير ما تزورني"
ماذا
فوجئت منال بذلك
تزورها
في حين أنها لم تسأل عنها حتى
قد تكون حقا لا تزال غاضبة منها
ابتسمت لتسأل
" و كيف هي ؟"
" بخير "
تحدثت منال مع جدتها طويلا مسرورة بلقائها
محاولة إخفاء شعورها بالألم لما فعلته بها
و جاهدت كثيرا بأن لا تجعلها تشعر بأنها تعاني لفراقهم
فهي تحترمها و تحبها مهما كان
يكفيها أن رأتها بعد انقطاع طويل
يكفيها أن تراها و تطمأن عليها
هي لا تطلب بأكثر من ذلك
رن هاتفها ليقطع عليهما الحديث
نظرت إلى الرقم
ليخبو وميض عينيها
سألت الجدة حين لحظت ذلك
" من ؟"
رمقتها منال بأسف
" أخي "
و لدهشتها تناولت الجدة الهاتف من يديها لتجيب
" مرحبا ....كيف حالك ؟"
أخذت منال تصغي مذهولة من تصرف جدتها الغير متوقع
" الحمد لله بخير .....هلا سمحت لمنال بالمبيت عندي الليلة ؟"
ماذا !!
دهشت
و فوجئت أكثر حين سمعتها تقول
" شكرا لك أقدر لك ذلك "
لازلت منال فاغرة فاهها حين قالت لها
" ما رأيك ستبيتين عندي "
بالتأكيد يسرني ذلك
لكن؟؟؟؟
كم انت غريبة جدتي ؟؟؟؟
بعد أن نامت جدتها خرجت بهدوء و أغلقت الباب خلفها
وقفت في الردهة لتطلقة تنهيدة عميقة و هي تتأمل المنزل
هي مزيج من الحنين و التساؤلات و القلق
رمقت باب غرفتها و هي تبتسم بشحوب
خطت متجهة للخارج
تأملت النجوم التي تتألق في ظل هذا المساء الهادئ
الذي لا يؤنسه سوى نسمات الهواء المنعشة
جلست على عتبات المدخل لتسند ذقنها بكفها
لقد كانت حياتها مستقرة و تمر بهدوء
لم تتخيل بأن يوم سيأتي و تبتعد عن هذا المنزل
صحيح بأنها سعيدة بلقاء أخوتها
إلا أنها تحس بأنها تخسر مروان في المقابل
لم يا ترى يتصرف معها بهذا الطريقة ؟!
لم تر البرود في عينيه قط
و ها هي الآن تراهما قد تحولتا إلى قطعتي جليد
حتى أنه لم يكلف نفسه بالسؤال عن حالها
بعد أن كانا فيما مضى يقضيان الأوقات معا
ترى هل أصبح لا يكترث لها ؟
أم أنها شيء عادي في حياته و هي التي تضخم الأمر
" هل لازلت هنا ؟"
جاءها صوته ساخرا
لا تدري لم أتتها رغبة في مجاراته
أجابته دون أن تحرك ساكنا
" سأبقى الليلة "
لم يعلق
و حين أحست بسكونه التفتت إليه
كان يتكأ على الباب واضعا يديه في جيبه و الظل قد غطى عينيه
سألت و هي تعني كل كلمة تقولها
" هل يزعجك ذلك ؟"
رد عليها و قد حلت نبرة غريبة في صوته
ظنت أنها عتاب
" في ماذا يهم رأيي ؟"
أحست بأنه سؤال مبطن بمعنى
لكنها لم تفهم
و جدت نفسها تقول بعدها
" ماذا تقصد؟"
التفت ليجيبها
" حين رحلتي لم تسألي عن رأيي "
هزتها عبارته هذه بقوة
رأت الاتهام في عينيه
ظلت تحدق فيهما فارغة الدماغ
هل هو جاد بسؤاله أم أنه يسخر منها
قال و قد أدار ظهره
" بالتأكيد لا تملكين جوابا "
هم بالدخول
هتفت
"تعلم بأنه لم يكن الأمر بيدي "
توقف دون أن يلتفت
" إذا من كان له يد في ذلك "
قالها بستهزاء
وقفت تلحق به
لتقول بحيرة
" هل أخطأت في ذلك "
استدار إليها
" أنت من تملكين الجواب "
رحل
ليترك جملته الأخيرة تتردد في دماغها عاجزة عن فهم ما قاله
" ما بك مروان .."
همست بيأس
لم تغير هكذا
و ما الكلام الغريب الذي يقوله
جرت نفسها إلى غرفتها
وقفت تحدق بالباب الخشبي
و هل تغيرت أنتي أيضا ؟
ثم مدت يدها إلى المقبض لتديره و تدفع بالباب الذي أصدر صريرا
كما لو كان يعاتبها هو الآخر على رحيلها
ابتسمت حين رأت غرفتها كما تركتها
تقدمت لتجلس على السرير المرتب
دارت ببصرها على أرجائها
كانت نظيفة لا غبار عليها
درات ذكرا آخر يوم لها فيها
لكن هزت رأسها طاردة تلك الأحداث
سحبت حجابها من على رأسها
لتلقي بنفسها على السرير
أحست بأفكارها فوضى عارمة
أغمضت عينيها تحاول ترتيبها
هناك أسألة كثيرة تحتاج إلى إجابة
لم أرسلتها الجدة إلى هناك ؟
لم أخفت عنها حقيقة بأن لها أخوة من أبيها؟
لم فعلت ذلك أو ليسو أحفادها ؟
و الأهم لم مروان يتصرف معها هكذا ؟
إلى أين ذهب دفئه ؟
و الأصعب
ما الذي عليها فعله لتصلح الأمور
أم أنه لا يجب عليها فعل ذلك
ظلت أسئلة كثير تدور و تدور في رأسها بحثا عن إجابات
إلا أنها في النهاية اتخذت قرارها
و قفت لتسير نحو النافذة لتفتحها
و تقول و كأنها تخاطب النجوم
" ليس أمامي إلا أن أجاري الأحداث"
و تترك الأسئلة تجيب نفسها مع مرور الزمن
فهي قد تعبت و ملت التفكير
ليس بيدها شيء
كل ما تستطيع فعله هو الانتظار عل الأمور تتبدل
" ريم !"
تناهى إلى مسامعها صوت يهتف بهذا الاسم من الخارج
أطلت برأسها
لتجد مروان يقف يتحدث بالهاتف
مروان !
ريم!
هل يتحدث معها
لم ؟
أم أنها ريم أخرى ؟
قفزت تلك الصورة أمامها
لتغلق النافذة بقوة
و كأنها بذلك تغلق دماغها عن التفكير
استلقت على السيرير لتغطي رأسها و تغمض عينيها بشدة
فالتفعل ما تشاء
فأنا لا اكترث
شدت الغطاء إليها أكثر
لا أكترث أبدا
كانت دمعها تهدد بالنزول
إلا أنها كانت تغمض عينيها بشدة
و تضغط على أسنانها مانعة نفسها من البكاء
***********************************
استدار حين سمع ذلك الصوت القوي خلفة
حدق إلى النافذة
علم أنها منال
عاد لينظر إلى الهاتف في يده
لم يتوقع أبدا أن تصل إلى هنا
رفعه إلى أذنه
" نعم هل تريدين شيئا ؟"
سألها بجدية
و لدهشته جائه جوابها بصوت ناعم
" نعم أريد شيئا "
فكر قد تكون بالفعل تحتاج إلى شيء
" نعم؟"
قالت برقة
" أريد حبك "
ضغطت يده على الهاتف
يال وقاحتها
هم باغلاق الخط
" أعلم بأنك تحب منال "
اتسعت عيناه
للحقيقة التي نطقت بها
" لكنها لا تهتم بك أنا هي التي تحبك "
و جد نفسه يقول و الغضب قد اتقد
" إياك أن تتصلي مرة أخرى "
أغلق الخط في وجهها
كيف تجرأ
سار بخطا واسعة إلى غرفته
دخل و أغلق الباب
جلس على سريره يزفر بحنق
رمى بالهاتف بعيدا
كان ما يغيضه في الموضوع أنها تعرف بحقيقة حبه لمنال
و الأكثر غيضا أنها قالت بأنها لا تكترث له
قد تكون كاذبة و قد تكون صادقة
و لم لا ؟
أ و ليست صديقتها
قد تكون هي من أخبرها بذلك
ولم لا يكون كذلك
و إلا لما رحلت هكذا
رمى بنفسه ليستلقي
و يغطي عينيه بساعده
تبا لك منال
كيف تفعلين بي ذلك
كم أود بأن أقتلعك من قلبي
و أسترررررعيد كبريائي
و شد قبضته على موضع قلبه
فليكن لك ذلك إذا
لا تكترثي
ولن أكترث
(الجزء التاسع ...........دموع و كبرياء)
وضع و نظارته الشمسية
و أدار غطاء قنينة الماء ليرتشف منها
ليحدق بعدها إلى السماء
كانت تراقبه من دون وعي منها
فجأة و جدته ينظر إليها
أطرقت بصرها بسرعة البرق
متأكدة من أنه لاحظ الحمرة التي كست و جنتيها
تظاهرت بالإنشغال بملئ كأسها بالعصير
نهرت نفسها
فهذه ليست المرة الأولى التي تجد نفسها تحدق به هذا الصباح
لكن سرعان ما ابتسمت
لا تنكر بانها قد أحبت ذلك
" خير ان شاء الله أراك تبتسمين؟"
كانت هذه الجدة تسألها
حين رفعت منال بصرها
لم توجه إلى الجدة بل إلى مروان
و كأنها بذلك تجيب على السؤال
إلا أنها قالت بعدها بإحراج
" مسرورة بوجودي هنا " ثم أردفت تعني ما تقول
" فقد اشتقت لهذا اللحظات “
" جدتي أنا ذاهب هل تحتاجين إلى شيء"
التفتت إلى صاحب الصوت الغير مهتم لحديثها
ردت عليه الجدة بصوت حاني
" سلامتك يا بني "
تعلم تماما بأنه يتجاهلها
لذا فعلت هي نفس الشيء
لن تتعب نفسها معه
لكنها لم تمنع نفسها بأن تقول في أعماقها
رافقتك السلامة
فوجئت به يلتفت إليها
تقلصت عضلات بطنها
شكت بأنها قد نطقت بها فعلا
إلا أنه عاد ليكمل طريقة
أطلقت تنهيدة إرتياح
لا تقدر أبدا على تمالك نفسها
ولن تقدر أيضا
اعترفت بذلك و هي ترسل نظرة تحمل كل الحاسيس التي تحملها له
بعد فترة سألتها الجدة
" ما رأيك بأن تتصلي بريم، ستفرح كثيرا بلقائك "
هنا تذكرت منال ما اكتشفته البارحة
صحيح أنها غير متأكدة من أنها هي
إلا إنها ليست مطمئنة حيالها
" ما بك ألا تعجبك الفكرة ؟"
سألتها الجدة مستغربة من صمتها
قالت منال بعد أن فكرت بأنها قد تكون مخطئة في شكها
" بلا جدتي "
ثم فكرت لتقول بعدها
" اتصلي بها أنتي و لا تخبريها بوجودي " ابتسمت " سأجعلها مفاجأة لها "
لا تدري لما أحست باقتضاب في معدتها حين أخبرتها الجدة بأنها قادمة
رغم أنها مشتاقة لها
ظلت جالسة في الحديقة تنتظرها
أقنعت نفسها بأن تسر لرؤية صديقتها بعد انقطاع طويل
رأتها تدخل متجهة مباشرة إلى المنزل
دخلت قبل أن تستوقفها
ابتسمت
لازالت كما تعرفها
مندفعة دائما
كيف شكت بها
عند المدخل وصل إلى مسامعها
صوتها تسلم على الجدة بكل عفوية
هنا توقفت شاعرة بالألم
هي نفسها لا تتحلى بها في حديثها مع جدتها
أدرك بأنها غابت مدة كانت كفيلة لأن تصبح علاقتهما قوية جدا
لا عجب بأن الجدة أصبحت كثيرا ما تذكرها
رسمت المرح على وجهها
لتتجه إليهما و تقول
مخاطبة ريم
" ألم تشتاق لي "
و من فورها التفتت ريم إليها
لتحدق بها غير مصدقة
" منال!"
تقدمت منال نحوها لتعانقها بشوق
إلا أن ريم لم تفعل بالمثل
سألت منال مستغربة
" ألازلت غاضبة مني؟"
فكرت ريم و كأنها لا تفهم ما تعني منال
لكن سرعان ما ابتسمت لتقول
" و هل يعقل أن أغضب منال !"
ثم عادت لتعانقها
أحست منال بشيء من الارتياح
فكرت
إذا أنت و حدك من تغيرت
أخذت الثلاث تتحدثان لبعض الوقت
لتنسحب الجدة فيما بعد
قالت ريم مقترحة
" منال لنذهب إلى غرفتك "
وافقتها قائلة
" لم لا "
و ما أن أغلقت منال الباب حتى باغتتها ريم سائلة
" إذا لم ظهرت ؟"
فغرت منال فاهها مصدومة من ريم التي كانت تقف تربع ذراعيها على صدرها
و كأنها تستجوب متهما
رفعت حواجبها تستعجلها بالاجابة
قالت منال بحيرة
رافعة كتفيها
" جئت لزيارة جدتي "
تقدمت متجهة نحوها
" كفى هراء "
شهرت سبابتها في و جه منال قائلة
" أعلم تماما ما جئت لأجلة ، لكن لا ، لا يا عزيزتي لن أدعك تحصلين عليه "
أصاب منال الذعر من حالة صديقتها
" أحصل على من ؟!"
" لا تتغابي مروان هو لي و لن يكون لك أبدا "
مروان !
لك !
اتسعت حدقتاها مصدومة
تابعت ريم
" عودي من حيث جئت فأنت لا تملكين الحق به أبدا "
أحست منال و كأن الأرض تدور بها
لا أملك الحق به
أخذت تكرر كلامها كل الحمقاء
" أنت أدرت ظهرك له و الآن هو لي"
قالتها بتملك
هنا
تأججت الحمم البركانية في داخل منال
و دفعتها غريزتها الأنثوية بالدفاع عن حقها
" كيف تجرئين على قول ذلك ، هو ليس لك و لن يكون "
بوغتت منال بضربة موجهة إلى و جهها
جعلتها تردها بالمثل
قالت ريم و الشرر يتطاير من عينيها
" يالك من بائسة هو لا يحبك فكيف تفرضين نفسك عليه "
ردت منال لاهثة بغضب
" و من أنت لكي تقولي هذا الكلام "
دزت ضحكتها ساخرة لتقول بعدها
" هو من أخبرني بنفسه لن ينظر إليك أبدا كمرأة فأنت مثل أخته الصغيرة"
أخته
طعنت هذه الكلمة منال في الصميم
لم تحاول أبدا بتفسير علاقتها بمروان على هذا النحو
طوال حياتها و هي تحس بأنها تنتمي له و ليس لأحد غيره
لكن أن يراها كأخته
" ماذا ؟ هل صدمتك الحقيقة "
قالتها باستهزاء لاذع
حقيقة ؟
بل قولي زلزال عاث فساد بكياني
هاجمتها الدموع التي دائما ما تجد طريقها بسهولة
رصت على أسنانها في محاولة لتمالك نفسها و منع دموعها من النزول
شدت قبضتيها إلى جانبيها
" أخرجي من هنا "
قالتها بكل حنق و ألم من الشخص الواقف أمامها
اتسعت عينا ريم و قالت و هي تشير بيدها إلى نفسها
" أتطردينني منال؟!"
" للأسف كنت أظنك صديقة لي لكن ......."
لم تستطع أن تكمل
كان الأسى واضحا في نبرة صوتها
تمالكت نفسها لتنظر إليها و عينيها تشتعلان
" لا أرغب بوجود شخص مثلك في حياتي، أخرجي من هنا "
ابتسمت ريم بوقاحه
" حسنا سأخرج و لكن تذكري...."
ثم قربت فمها من أذن منال لتقول هامسة
" هو لي لن يكون لك "
خرجت
ما إن أغلقت الباب خلفها
حتى و ضعت منال كفيها على أذنيها تمنع صدى كلماتها من التردد فيهما
سالت دموعها
لتنهار على الأرض
كيف يعقل هذا
ريم تفعل بي ذلك ؟
مالذي فعلته لها كي تفعل بي هذا ؟
أطلقت شهقة باكية حين تذكرت هتاف مروان ليلة البارحة بإسمها
مروان هل فعلا أنت من قال لها ذلك؟
لم تفعل ذلك بي؟
أ لا تعلم بأنني أموت من دونك؟
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك