رواية عهد الطفولة -4
ثم قالت حين رأت صمت منال
" ألن تجلسي؟"
" بلا "
جلست منال بالقرب منها
" أنا هي أختك؟"
ماذا ؟
أختك
ابتسمت منال بارتباك
" عذرا قد تكونين أخطأت العنوان "
قالت
" لا لم أخطأ فجدتك هي من اتصلت بنا"
ردت عليها
" لكن ليس لدي أخوات ؟"
قالت المرأة و هي تحاول أن تكتسب ثقة منال
" هذا ما تظنينه أنت لكن في الحقيقة لديك إخوة و أخوات "
و قفت منال بارتباك
فهذا مستحيل
" كيف فأمي لم تنجب غيري ؟"
و قفت المدعية أختها لتمسك بيدها بحنان
" أجل ذالك صحيح ...فأبي كان قد تزوج أمي قبل و الدتك بسنوات "
مالذي تقوله هذه
كيف ذالك
عقلها يرفض التصديق
هي حتما مخطأة
ابتسمت منال
" عزيزتي قد تكونين مخطأة "
أجلستها أختها
" لا لست مخطأة بل أنا أختك و الآخرون يتلهفون لرؤيتك "
ثم تابعت
" ماذا ألست سعيدة بوجود عائلة لك "
عائلة
لي
عائلتي هي
مروان و الجدة
حين رأت صمتها
" معك حق أن تصدمي استمعي إلي و ستفهمين "
تابعت
" إن جدتك هي من طلبت صمتنا و أن نتركك معها دون أن نراك"
قالت منال و قد بدا قلبها يضرب بقوة
" و لم تفعل ذالك ؟"
ردت عليها و هي تضم يديها
" لا أدري...لكننا ألححنا على أن تبقي معنا فلم تقابلنا إلا بالرفض عندها أقنعتنا أمي بتنفيذ ما تتطلب"
" إذا لم أتيت لرؤيتي اليوم"
سألت منال بحيرة
أجابتها بحذر
" لأن جدتك طلبت منا ذالك " ثم أضافت بحذر أشد و كأنها تخشى من ردت فعلها
" و كذالك طلبت أن نأخذك معنا "
ماذا
" عفوا ماذا تقصدين "
كانت كلمات منال حائرة
فهي لا تفهم شيئا
أجابتها
" أن نأخذك لتعيشي معنا"
لم تستطع منال إستيعاب كلماتها
" آسفة لكنني لم أفهم ... عيش معكم ...كيف؟"
و ضحت لها و هي تحاول أن تبتسم بحماس
" تأتين للعيش معنا للأبد"
للأبد؟
جدتي طلبت ذالك؟
فراغ
ظلام
لم ترا منال شيئا
لم تسمع شيئا
أو تحس بأي شيء
(الجزء السادس .......و حان الفراق)
جلس مروان على مائدة العشاء التي كانت لا تضم غير الجدة
سأل و هو ينظر تجاه مكان منال الخالي
" أين منال؟"
قالت الجدة و هي تصب تركيزها على ملء الصحن أمامها
" لا أعلم "
هم مروان بالنهوض
" إلى أين ؟"
استوقفته الجدة
نظر إليها متعجبا
" سأرى منال إن كانت تريد أن تتعشى !"
قالت و هي تشير بأن يعود إلى مكانه
" أكيد بأنها قد تعشت مبكرا و نامت "
عاد مروان إلى مكانه و هو يقول بشيء من القلق
" آمل ذالك ..فمنذ أن عدنا من المستشفى لم أرها "
قالت العجوز تبرر تغيب منال
" لابد أنها كانت تدرس "
التوت شفتيه بابتسامة دافئة و هو يتخيلها
يعلم مبلغ إصرار هذه الفتاة لتحصل على ما تريد
تمنى من الله أن لا يضيع جهودها و يوفقها
تناول طعامه و هو يتبادل أطراف الحديث مع الجدة بارتياح
كان يتحدثان في مختلف المواضيع و تخلل ذالك السؤال عن الأصحاب و الأصدقاء
أحس مروان بأنه لم يعش هذه الراحة منذ فترة طويلة
كم هو مسرور لأنه عاد ليستقر هنا
بعد أن تأكد بأن جدته تناولت دوائها و خلدت للنوم
دخل إلى غرفته
لتستقبله تلك اللوحة التي تقبع قرب نافذتها
ابتسم و كأنها ألقت عليه التحية
فيرد عليها
لم تكن قد اكتملت بعد
إلا أن الشيء اللافت فيها
هو رسما لعينين تحس بأنها يشع من بعيد فارضا وجوده
و يجبر أي شخص إلى الالتفات و النظر إليهما
مرر يده في شعره و هو يتنهد
"يبدو أنني لن أستطيع أبدا إجادة رسمهما فعينيك عزيزتي لغز يحيرني"
ألقى بنفسه على السرير
ليمد ذراعية على طولهما
و يتنهد محدقا بالسقف
آه
يا إلا هي سئمت الانتظار
إلا متى سأظل في حرب مع قلبي
فأنا لا أقدر حتى منع نفسي من النظر إلى عينيك شوقا
من الهمس باسمك حبا
ألا تنطقين
فأهدم كل الجدران
و أتجاوز كل الحدود
فقط لأصل أليك
أضمك لصدري
فتخترقين ضلوعي
لتستقري في سويداء قلبي
تخمدين كل البراكين
و تهدئن كل الأعاصير
آه يا حبيبتي الصغيرة
نظرة من عينيك تفقدني العقل
و بسمة من شفتيك
تشدني بشوق
فأن لي الانتظار
أنتي تعذبينني
لكن لن أكترث
ما دامت أنت سيدة هذا العذاب
***********************************************
في صبيحة اليوم التالي استيقظ مروان مبكرا راغبا بأن يستغل آخر يوم إجازة له
" صباح الخير "
ألقى التحية على جدته التي كانت تجلس في الحديقة تحتسي قهوة الصباح
" صباح النور يا بني "
قبلها على جبينها و الدفء يفيض من عينيه
" كيف أصبحت جدتي؟ "
سألها ذالك و هو يجلس قربها
قالت بشيء من عدم الارتياح
" بخير "
سألها وقد لاحظ ذالك
" ما الأمر جدتي هل تعانين من شيء ؟"
ردت عليه و هي ترمقه بعتب
" ألا تلاحظ بأنك أصبحت تناديني جدتي ؟"
قال باسما و هو يفهم ما تلمح إليه
" أو لست جدتي ؟"
و ضعت فنجانها
" بلا إلا أنني أفضل بأن تناديني أمي كما كنت "
طوقها بذراعه مقهقها
" حاضر يا أغلى أم " أردف "يبدو أن منال أثرت علي بذالك "
ثم جال ببصره في أرجاء المكان ليقول بعدها
" ألازالت نائمة ؟"
الجدة لم تجب بل تجاهلت سؤاله بأن تناولت قطعة من الخبز
إلا أن مروان تابع سؤاله عنها
" هذا غريب ألم تنم مبكرا البارحة "
فكر هذه ليست عادتها فهي من المفروض أن تفيق مبكرا لدراسة
" أمي هل رأيتها اليوم؟ "
هنا و ضعت الجدة ما بيديها و هي تقول بشيء من الحدة
" لا تسأل عنها فهي ليست هنا "
ابتسم ليقول
" ليست هنا إلى أين ذهبت فاليوم إجازة ؟"
أجابته
" لقد رحلت دون عودة "
ماذا !
رحلت !
" إلى أين ؟"
قال مصدوما
أجابته و هي تتأهب لردة فعله
" إلى بيت إخوتها؟! "
قال يبتسم بارتباك
" جدتي أي إخوة؟ "
قالت بهدوء جدي
" جاءت البارحة أختها و أخذتها "
جدتي يبدو أن الكبر أثر عليك
فكر بذالك
فمستحيل أن يكون لمنال إخوة
" أرجوك جدتي كفى مزاحا "
قال بهدوء
" بني إن لمنال إخوة صدقني والبارحة ذهبت معهم "
أرجوك جدتي مالذي تقولينه
حتى لو كان ما تقولين صحيح مستحيل أن ترحل منال عنا
قال غير مصدقا ما تقوله
" سأذهب لأراها "
أمسكت بيده
لتقول بجدية
" بني استمع لما أقول "
يبدو أن الأمر جدي
صمت ليصغي
" إن لمنال عائلة كانت تنتظرها منذ زمن و الآن ذهبت إلى حيث يجب أن تكون "
" هراء "
صرخ واقفا
" ما هذا الكلام الذي تقولينه جدتي؟ "
أجفلت كانت تتوقع ردت فعل كهذه
" مستحيل أن تتركنا منال "
ثم التفت لينادي منال
" بني صدقني لقد رحلت "
نظر إلى جدته بغضب رافضا الإصغاء إليها
" أرجوك أن تصمتي "
و اتجه إلى حيث غرفتها يضرب الأرض بقدميه
الآن سأثبت لك بأنك مخطأة
فتح الباب على مصراعيه
إلا أن الغرفة كانت خالية
تأمل السرير المرتب
لا يمكن بان تكون قد رحلت
ثم جال ببصره في أرجاء الغرفة و كأنه يبحث عن منال في كل جزء فيها
استدار ينظر إلى الممر
و من ثم غرفة الجلوس
توقف مفكرا
و قلبه يعصف بشدة
الصمت يعم المكان
لقد كانت البارحة هنا كيف لها أن تذهب
فجأة خطر على باله شيء
لقد سأل الجدة عنها البارحة
إذا لقد كانت تعلم بالأمر
اتجه بسرعة نحو ها
قال و هو يتمالك أعصابة مؤكدا و ليس سائلا
" كنت تعلمين "
قالت العجوز و هي لا تزال جالسة مكانها
" بني أرجوك إهدأ و اسمـ"
قاطعها بحدة
" كنت تعلمين "
أطرقت رأسها بخضوع
كأنه هو الذي يكبرها و هي طفلة أمامه
" لم لم تقولي لي أي شيء؟"
كان يستنكر بيأس
لم يصدق ذالك
هذه مؤامرة
كيف لهم أن يأخذوا منال هكذا
" بني هي اختارت حياتها “
صعق
كلماتها هذه اصطدمت بقوة بدماغه
بل صدمته
أيعقل ذالك
مستحيل أن تفعل منال ذالك
أرجوك جدتي كفى مزاحا
بقي لحظة يعيد الجملة عله أخطأ في سماعها
أخير تكلم
" جدتي أتعين ما تقولين ؟"
قالها بذهول غير مصدق
هنا تمالكت الجدة نفسها و عادت إلى طبيعتها لتقول بحدة
" مروان اجلس دعني أشرح لك الأمر "
أي أمر تشرحين جدتي
منال اختارت الرحيل ؟
ليس هناك أي مجال لذالك
أنا أعرفها مستحيل أن ترحل هكذا
أصلا هي تخشى أن تذهب من دوني
و صل صوته الطفولي الباكي إلى مسامعه
" لم رحلت عني "
كانت غاضبة منه
فقد أضاعها مرة
قال يهدئها
" أنا آسف, لا تبكي منال فلقد و جدتك الآن "
إلا أن الصغيرة ازداد بكائها
ضمها إليه كما يفعل عادة لتهدأ
" لقد خفت كثيرا "
مسح على شعرها
" لا تبكي , أعدك بأن لا أتركك مرة أخرى "
نظرت إليه و هي تمسح دموعها
" حقا؟ "
أومأ مؤكدا
" نعم , أعدك "
كان يبتسم لها مطمئنا
أمسك بيدها
" عديني أنت أيضا بأن لا تتركي يدي أبدا"
أحكمت الصغيرة قبضتها و هي تهز رأسها مجيبة
" أعدك... لن أتركها أبدا "
كان و عدا أبديا
شدت بقبضتها على السرير المستلقية عليه
كأنها تبحث عن يده في قبضتها تنكر ما وعت عليه
ضلت مغمضة عينيها عله يكون كابوسا
" هل استيقظت ؟"
و صلها صوت إلى مسامعها فأغمضت عينيها بشدة
فهي لا تريد أن تستيقظ رافضة الواقع
يد غطت على قبضتها المرتجفة
" لا بأس عليك منال "
فتحت عينيها ببطء آملة بأن يستقبلها سقف غرفتها
إلا أن ما استقبلها هو سقف مرتفع مصبوغ بأرقى الأنواع
استدارت بوهن إلى صاحب اليد
كانت المدعوة أختها هي من تجلس بقربها
" كيف تشعرن الآن "
عادت لتغمض عينيها
كيف تشعر ؟
سالت دموعها حارة لتشق طريقها فتحرق و جنتيها
لم فعلت ذالك جدتي ؟
كان كل ما خطر في بالها هو ذالك
" أتشعرين بشيء ما ؟"
ألم
حرقة
صدمة
خيانة
نكران
هل هناك مزيد
ابتسمت أختها لتلطف الجو
" لا تخافي منال أنت بين عائلتك"
آه
ابتسمت لتسخر من نفسها هذه المرة
فأنا في بيت إخوتي
" منال أهلا بك بيننا "
قالت أختها التي حتى الآن لا تعرف اسمها
كيف أن يكون لها إخوة فجأة
حقا إنه أمر لا تملك أي شعور تجاهه
" لم أعرفك بنفسي اسمي ندى "
ضمت يدها بين كفيها
" أكبر بنت هنا و متزوجة "
لم ترد بأي شيء فهي لا تقوى على التفكير بأي شيء
قالت لمنال برجاء
" منال أرجوك لقد انتهى الأمر و أصبحت هنا الآن حاولي أن تتأقلمي معنا "
انتهى الأمر
نعم انتهت حياتي تلك
فجدتي تخلت عني فجأة من دون أي سبب
رمتني على عائلة لم تعترف بها قط
ما معنى ذالك
هل أصبحت أنا من ضمن هذه القائمة
أخيرا تكلمت بهمس
" هلا تركتني و حدي "
ما كان منها إلا أن انسحبت بهدوء من الغرفة مقدرة مشاعرها
ضمت ركبتيها إلى صدرها لترخي رأسها بإعياء عليهما
ما الذي يحدث يا ترى
ما كل هذا ؟
لم يحدث ذالك الآن ؟
من أين ظهروا بعد كل هذه السنوات ؟
جدتي ما الذي فعلت كي تبعديني هكذا
في ما أغضبتك
طوال عمري و أنا مطيعة لك
لم أرسلتهم بعد أن أخفيتهم
من قال بأنني أحتاج أليهم
أنت و مروان عائلتي
كنت سعيدة معكم
كيف طاوعك قلبك على إبعادي هكذا
كنت أظن بأنك تحبينني كما أحبك
مالذي فعلت
مروان أوافقتها الرأي ؟
ألم تعدني بأنك لن تتركني أبتعد عنك
ألم تفعل ذالك
كيف هنت عليك
أتعود كي لا أكون
أ لا تعلم بأني من دونك لا حياة لي
آه يا قلبي المسكين
لقد نبذوك
أمكتوب علي بأن لا أعيش سعيدة يوم
أيتها السعادة
هل أنا عدوة لك كي تحاربيني هكذا
لقد سلبت الروح من جسدي
فلم أراني أتنفس الآن
ألم أمت بعد
أمي
أرجوك خذيني معك
فقلب يئن ألما
و جراحي تنزف
فلا حياة لي من بعده
أبعدوني عنه
هو روحي
فكيف لجسد أن يعيش من دون روح
************************************************
كيف اخترت الرحيل
ألم تعيديني بأن لا تبتعدي عني
فكيف ترحلين
كنا روحان في جسد
كبرت على حبك
و حبك نما بداخلي
نعم كنا طفلين
لكن الحب لا يعرف الأعمار
لا يترك لنا أي خيار
فأدمنت عينيك
و على ألحان ضحكتك شدوت حبي لك
لا زلت لا أفهم
فعلت كل شيء لأجلك
كيف ترحلين ؟
**********************************
ألم يتزايد و أحزان تسود
ذكريات تتجدد و شوق يعود
أيام تتوالى و مشاعر تتضارب
حب
شوق
حزن
غضب
حتى تعتاد على ما أنت عليه
و تصبح الحياة مجرد تعود على وضع أنت لم تختره
تستسلم لكل شيء
تاركا الأحداث هي التي تقودك
لا أنت الذي تقودها
ترسم ابتسامة هنا و ترسل ضحكة هناك
فقط لترضي من هم حولك
أما قلبك فدس عليه
أصمته
أكتم أنفاسة
اجعله يأن بصمت
***************************************
رمى مروان الجريدة على طاولة مكتبه
لمسك بالقلم ويرسم دائرة حول اسم منال
على لائحة الخريجين
" ها قد تخرجت و حياتك تسير على خير ما يرام "
قال ذالك ساخرا وهو يدور بكرسيه
__________________
--------------------------------------------------------------------------------
(الجزء السابع......... جفا؟)
رمى مروان الجريدة على طاولة مكتبه
ليمسك بالقلم ويرسم دائرة حول اسم منال
على لائحة الخريجين
" ها قد تخرجت و حياتك تسير على خير ما يرام "
قال ذالك ساخرا وهو يدور بكرسيه
تنهد و هو ينظر إلى الساعة المعلقة على الحائط ليتأكد من انتهاء مناوبته
جمع بعض الأغراض ليرتبها في الملفات ليخرج بعد أن ألقى بعض الأوامر
و حال صعوده السيارة أخرج هاتفه ليتصل بصديقه
" السلام عليكم "
جائه صوت خالد
" و عليكم السلام "
رد بملل
و كأنه يحادث صديقه رغما عنه
" كيف حالك ؟"
أجابه خالد و هو لا يخفي الاستغراب في صوته
" بخير و الحمد لله و كيف أنت ؟"
قال و هو يدير محرك السيارة
" الحمد لله, هل نستطيع أن نلتقي الليلة ؟"
صمت خالد لبرهة يفكر في الأمر
" نعم و لكن ما بك ؟"
رد عليه مروان ينهي المكالمة
" لا شيء فقط متعب, للتو أنهيت مناوبتي إذا أراك الليلة "
" حسنا إلى اللقاء"
ألقى بهاتفه باهمال على المقعد بجواره
إنه مؤخرا أصبح كثير اللقاء بخالد دون غيره
فهو لا يطيق التعامل مع أي أحد
كثير الغضب
و قليل الصبر
باختصار يشتعل بسرعة !
كما أنه أصبح لا يطيق البقاء في المنزل
يأتي إليه فقط للنوم
, وكثيرا ما يتناول الوجبات في الخارج
دخل المنزل
ليرى جدته تجلس في الحديقة كعادتها تستمتع بوقت الأصيل
برفقة صديقة منال تلك
ريم على ما يعتقد
ألقى التحية
لتطرق ريم رأسها باستحياء
انحنى ليقبل جدته على رأسها
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك