رواية مذكرات فتاة شات -2
اسمعيني حبيبتي الرجال ليسوا مثلنا
.انه لا يعرفك اصلا حتى يحبك
.من انت بالنسبة له؟
.كم رسالة ارسلتها له وكم رسالة ارسلها لك؟
عشرة عشرون؟
-
.سبعة
.
- بالله عليكي
اتظنين انه يحبك؟
.انه حقا لا يهتم من انت...انه فقط يهتم بغروره المريض
يريدك ان تحبيه ايا كنت
انه لا يفكر بأي شئ قادم او مضى
يفكر باللحظة فقط التي ستسلمي له فيها قلبك
.وبعدها يتلذذ بك كما يشاء
قد يتظاهر بأنه ابتعد عن كل الفتيات سواك
قد يتظاهر بأنه يتعذب لبعدك عنه ولأنه لا يستطيع الوصول اليك
.بكلامه المعسول هذا وقلبك الرهيف سيحصل عنك على ما يشاء ماعليه سوى ان يطلب منك ماهو سئ لكِ ويلبسه ثوب الحب
فترينه كما تريدين ان تريه
.وبعدها لن تستفيدي شيئا... <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>
- (حبيبة)
.انا اعرف انك خائفة علي ولكني لا افهم سر حقدك على الرجال بهذا الشكل
..وكأنهم جميعا ذئاب
.من المستحيل ان يكون كل الرجال بشعون هكذا
.
- اعرف ذلك
لكن صدقيني من يستعمل هذة الطرق الملتوية فهو حقا ذئب
.
- ألم يسبق لك ان وقعتِ في الحب أبدا يا (حبيبة)؟؟؟
أنا مستغربة أنك لا تحسين بما احس به
.
شعرت بتلك النبضة القديمة في قلبي
..وصحى الجرح الذي تمنيته ميتا
هل أحببت؟
ماذا كنت...وماذا اصبحت...كله بسبب الحب
ماذا جنيت...وماذا فقدت
.كله من الحب
.هذا القلب الذي يئن بداخلي بلا هوادة
.هذة المرارة التي تتلذذ بتآكلي من الداخل
سحقا للحب
فقد حنطني
ولم يبقي مني ذرة فرح إلا ودمرها من داخلها
هل أحببت؟؟؟
- نعم أحببت يا (ايمان)
ولن تصدقي إن قلت لك اني ادفع عمري القادم والماضي ثمنا ليعود قلبي خاليا هادئا بريئا كما هو قلبك الآن
انت لا تحسين بمدى الثروة التي بين يديك ولا تصدقين كم يدفع من اجلها ويكافح من اجلها الذئاب
.فطعم القلب الصافي كشربة من نهر الجنة
الأنسان لا يملك سوى قلب واحد يا (ايمان)
وهذا المدعو (بفارس الحب)
لا يستحق قطعا نبضة واحدة من قلبك
- لماذا؟
.ماذا حدث لك من الحب؟
أليس الحب هو اجمل مافي الوجود؟
- الحب اجمل مافي الوجود حين يكون في صورته الصحيحة وحين تعطيه لرجل يستحقه
أما غير ذلك
فهو
طريق مسدود ستدفعين من احشاءك ثمنا للعودة لكل خطوة فيه
ولابد لك ان تخسري شيئا جميلا بداخلك
.
توقفت عن الكتابة لها لأني شعرت بسكاكين الذاكرة تطعن قلبي في اعماقه
وحاولت كثيرا (ايمان) ان تسالني تحاكيني
.وانا لا اجيب
حتى كتبت أخيرا دون أن ادري ما اقول
- (إيمان)
.لقد كنت مخطوبة وفسخت خطبتي منذ خمسة شهور
.
<<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>
خانتني دموعي وظللت ابكي
لم اقرأ كلمات (ايمان) او استفساراتها
.كنت اريد ان انزل هذا الثقل عن كاهلي واحكي لها كل شئ
..مرت حياتي امام عيني
.هذة السنوات
ماذا كنت وماذا اصبحت
.وحبيبي يقف بوجه متجهم يحدق بي...عيناه تلومني
.يحرقني الذنب
اسقط في اغماءه من الذكريات
يتبع
..
حتى هنا ينتهي الفصل الأول
عاوزة ردود اشوف متابعة
شجعووووووني
الفصل الثاني
استلقيت على فراشي واغلقت عيني
..اعادتني (ايمان) بكلامها وشخصها ثلاث سنوات إلى الوراء
ماذا حدث لي فبقيت هكذا
وماذا كنت ساصبح لو سلكت هذا الطريق وليس ذاك
..لما سار كل هذا؟
هل العيب في أم في اهلي
.هل هو والدي؟
.اهو السبب
ذلك الضابط الصارم الحازم الذي لا يرى في النساء سوى التبعية
...صورته المعلقة في الصالون
.وهو يرتدي البذلة العسكرية
يحدق بمن في البيت بعين الرقابة
..حتى من صورته
.ليسير كل شئ في البيت كما رسم له
.توابع...جميعا كنا له توابع
حتى اخواي الوحيدان
(خالد) اخي الكبير الذي قرر أن افضل طريقة للتخلص من سلطة والدي هو ان يكون نسخة منه طبق الأصل
.حتى أصبح مثله يبحث عن توابع
.يصدر الأوامر
.يترقب
.حتى انه اصبح ضابط مثله
..حين تزوج تنفست انا وامي الصعداء
.وتبعه بعدها بسنة واحدة اخي (رمزي)
.فقد تزوج هو الآخر من زميلته بالجامعة
..درس (رمزي) بجامعة في مدينة اخرى مما جعله يعيش خمس سنوات كلية الهندسة بعيدا عن جو هذا البيت الذي يشبه الثكنة
.وحين عاد لم يتحمل
.تزوج سريعا وسافر إلى احدى دول الخليج ليكون له ولأسرته مستقبل افضل
. <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>> اما امي
.فهي برأيي الشخصي كانت افضل شخصية يمكن أن تتزوج والدي
.انسانة بسيطة طيبة القلب لا تريد من الكون سوى ان تكون في بيت بابه مغلق عليها وان تحمل اسم رجل ويكون لها اولاد
اما غير ذلك فلا يهمها في شئ
عاشت لأجل هذا الهدف السطحي
وتوقفت طموحاتها عند هذا الحد
.لم تشاركنا اي من مشاكلنا
.لم تحاول ردعنا عن خطا او توجيهنا لصواب سوى بجملة عابرة
.او جملتها الشهيرة (لو علم والدك لقتلك)
وهذة الجملة كانت كافية لاعدامنا واقفين امامها
..امي كانت بالنسبة لي انسانة هامشية
لوبكيت على صدرها لما سألتني عن السبب
ولو ضللت الطريق لما اعادتني للطريق الصحيح
.لأنها ربما كانت تجهل المبادئ التي ربانا عليها والدنا بالقوة
.ولم تكن تدري الحكمة منها فكانت تكتفي بالصمت او تكرار كلام والدي كالببغاء
..بحكم وظيفة والدي كان يسافر اشهر طويلة بعيدا عن البيت ويعود ايضا اشهر طويلة
.فكان اخواي يعيشان حياة مختلفة بين هذة الفترة وتلك
فترة من الحرية المطلقة
وفترة من السجن مع الأشغال الشاقة
.
اما أنا
طوال هذة السنوات كنت انسانة مهدرة
.بلا شخصية
..اسمع منهم ما يجب ان اسمع
اما ما لا يجب ان اعرف فليس هناك سبيل في الكون ليوصله إلا عقلي
..كان هناك الكثير من الغضب والرغبة في التمرد القابعة بداخلي
.طمستها اغلالي في بيت يحكمني فيه ثلاث رجال
.وليس واحد فقط
.لم أكن اعرف حقا كيف اصبح انثى
اجبرت منذ الصغر على حجاب لم افهم معناه
..كنت اعتبره مجرد قماش يخنقني ولا يسمح لي بعمل التسريحات التي احبها في شعري لأكون مثل زميلاتي اللاتي في سني
وحين كبرت واصبح الحجاب موضة
اشكال والوان وابداعات في رسم قماش الحجاب فوق الرأس
.كان الفرمان التالي وهو ان ارتدي عباءات...وطُرح تصل إلي ما قبل سرتي!!
...كنت امقت ما يجب على ان ارتدي
كنت احس اني وسط زميلاتي دون ان اكون وسطهم
وكأني لست مثلهم
ما يفرحون به لا يمكنني أن افرح به
.الألوان الجميلة المتميزة
.الموضات المختلفة
. <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>الرسومات الرقيقة فوق كل ثوب
.الورود التي يصنعوها على رؤسهم من قماش الطرح
..كل شئ كان يبهرني
ولم يسمح لي إلا فقط بالمشاهدة
.طلاء الأظافر اللامع
.المكياج بمختلف انواعه
لم اشعر اني انثى
.ولأنعدام وجودي في البيت لم يكن بوسعي حتى ان اشعر اني رجل
كانت صديقاتي يظنون اني شديدة التدين في حين اني لم اكن كذلك على الأطلاق...فهو مجرد مظهر اجبرني والدي عليه
ولو اتيحت لي الفرصة لخلعته كاملا
.لم أكن استطيع ان اجد شيئا اتحدث فيه معهن
فكنت صامتة دوما اكتفي بالمشاهدة
زادت انطوائيتي كلما زاد اختلافي عنهم وتشدد اهلي علي
حتى انني نسيت كيف يكون الكلام
حين يوجه لي اي احد اي كلام
تتعثر الكلمات فوق لساني
وافقد صوتي بشكل غريب
.كنت اشعر بنظرة زميلاتي لي وكاني كائن فضائي من كوكب آخر
كنت اتمزق من شفقتهم علي
.وكان هذا كفيلا بقتل أي ثقة في النفس بداخلي
فمن يمكن ان يشعر بوجودي وسط هؤلاء البنات
من الرجل الذي يمكن ان يتطلع لي
وانا بهذا الشكل
مجردة من اي زينة
.لم اكن ابالي كثيرا حين كنت في المرحلة الثانوية
ولكن حين دخلت الكلية بدأت اشعر اني افقد انسانيتي بالوقت
.أن حياتي ليست ملكا لي بل هناك من يرسمها بالنيابة عني ولست ادري لما يجب علي أن انصاع
.حين جاءت لي كلية العلوم في مدينة اخرى وقد كنت آمل الالتحاق بها ففؤجئت أن هذا حلم غير وارد الحدوث لأن الثلاث رجال ببيتي لا يمكن أن يسمحوا لامرأتهم ان تذهب مدينة اخرى
فانتهى كل جهدي ومستقبلي على كلية الشعب كما يسموها...(كلية التجارة)
شعرت بحنق شديد حين دخلت من بوابتها اول مرة
لم اختارها ولم يكن في بالي يوما ان التحق بها
.ولكن من قال انه يمكنني الأختيار
شئ ما بدأ يفور بداخلي شيئا فشيئا حين دخلت عالم الجامعة
الرحلات التي كانت تضم زملائي ويضلون يحكون عنها بعدها باسبوع كل يوم وكل ساعة عن مدى المتعة التي تلقوها فيها
وينظرون إلي بعين الشفقة يقولون..(مؤسف انك لم تكوني معنا ضيعتِ نصف عمرك)
ضيعت نصف عمري...كانت تلك الجملة تؤرقني
اني اضيع عمري
.لم يسمح لي طوال سنين الكلية كاملة ان اذهب لأي رحلة
.ولا الخروج منفردة مع صديقاتي
او زيارة احداهن في بيتها
او الذهاب لأي مكان بعد انتهاء المحاضرات
.لم يكن مسموحا لي بأي شئ آدمي
فكنت كلما اُقترح علي اي شئ تنفر نفسي منه لأني واثقة ان والدي او اخوي لن يقبلا
بدأ برعم قلبي يتفتح
وبدأت عيناي تتطلع إلى الجنس الآخر
الشباب
زملائي
.ولكني لاحظت اني بخلاف جميع زميلاتي
.لا يتطلع أي منهم إلي
.فلم يفكر في أي زميل
ولم يحاول التقرب مني اي زميل
ولم يتطلع لوجهي اي رجل مرتين
.وكلما كنت اسمع عن القصص الغرامية لكل واحدة من زميلاتي كنت اشعر شيئا فشيئا ان هناك خطأ ما في
.كنت اتألم كثيرا حين يعجبني زميل فأجده يعجب بزميلة اخري
وكان الأمر اكثر الما حين تتزين لتقابله
بينما ليس من حقي حتى أن اتزين لكي اثير انتباهه
.وكأني كاملة...عورة يجب اخفاءها لعل احدا لا يحس بوجودها
وكان لأهلي ما ارادوا
فأنا نفسي لم اكن احس بوجودي
. <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>كنت اشعر ان حياتي كلها عبارة عن مشاهدتي لحياة الغير وهي تتقدم بينما انا واقفة في مكاني للمشاهدة فحسب
.كان الغضب يزداد اكثر واكثر بداخلي...كنت أحس اني على وشك الأنفجار في اي لحظة
.لكن (آية)
فقط هي من كانت تقف بجانبي
.
(آية) كانت ابنة لصديقة لوالدتي
.كانت فتاة ممتازة
عاقلة ومتدينة وطيبة القلب وحنونة للغاية
استطاعت ان تجعلني ارتبط بها كثيرا وافتح لها قلبي...كانت تتالم لحالي ولكنها ابدا لم تفشي اسراري
.كانت تحاول دوما مؤازرتي ومساعدتي
.كما انها كانت ترتدي العباءات ايضا
.كانت تخرج معي لتختاار لي على ذوقها
.كانت تحاول دوما ان تخرجني مما انا فيه عن طريق اخباري انها هي ايضا فيه
.ولكنها كانت تعرف الفرق الشاسع بين حرياتها وحرياتي...وبين اهلها واهلي
ولكنها كانت تحاول دوما ان تشابه بيني وبينها
.لم يكن كل هذا يهمني فمنذ عرفتها انطلق لساني معها...فقد كنت ارتاح لها كثيرا...حتى انها كانت الوحيدة التي يتركني اهلي ازورها في بيتها
.وكانت تتركني استعمل حاسوبها فأنا في بيتي لا استطيع الجلوس على الحاسوب اكثر من ساعة واحدة في اليوم بسبب اخوتي
.كما انها علمتني الكثير من برامجه وكيفية التمتع به
.كنت احب (آية ) كثيرا فلقد كانت بالنسبة لي نافذة للهواء في غرفة حياتي الخانقة
.وبقيت علاقتي معها تتوطد اكثر واكثر بعد تخرجي من الكلية
أتذكر تلك اللحظة التي عدت فيها من زفاف اخي الى البيت
حيث سافر والدي لعمله في الصباح التالي
ولم يعد احد من اخوي في البيت
.وبقيت انا وامي فجأة وحدنا
.شعرت بشعور غريب جدا
..شعرت بفيض كبير من الحرية لست ادري ما افعل به
فقد اعتدت على كلمة ممنوع
على ان كل شئ غير مسموح
.اعتدت على الطاعة
.لكن كل زمرات التمرد بداخلي وصلت لأقصى الحدود
.البيت كله صار لي
..وغرفتي والغرف الأخرى
وجهاز الكمبيوتر
.حياتي كلها تغيرت كليا حين تزوج شقيقاي
..فلم تمانع والدتي من زيارة صديقاتي لي في بيتي
.صحيح لم يكن لي آن ذاك اصدقاء سوى (آية)
.ولكن حين جاءتني وجلسنا سويا في غرفتي نتحدث
.كانت من اجمل لحظات حياتي
..اقترحت علي ان انقل جهاز الكمبيوتر إلى غرفتي فلم يعد احد يستعمله غيري
.وهذا ما فعلته بالضبط
. <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>واخذت سلك النت من نافذتي
.اصبح بأمكاني استعمال الجهاز متى شئت وكيفما شئت
وليس هذا فحسب بل اصبح بإمكاني ارتداء ما شئت من الثياب في منزلي
.ووضع ما شئت من المكياج
.عمل كل شئ اريد
.حتى الخروج
لم تكن والدتي تمانع طالما هو في ساعات الشمس وليس ساعات القمر
..وقررت أن اكسر الأغلال
.واصبح (حبيبة) اخري
لم أترك صديقة إلا وسألتها عن كل شئ كان ممنوعا عني من قبل
.في المكياج والألوان والملابس البيتية والداخلية وتسريحات الشعر والأهتمام بالبشرة وغيره وغيره
.وفي خلال شهرين
كنت انثى بمعنى الكلمة
.بمجرد ان استيقظ
.اضع مكياجا كاملا
..كل ملابس البيت التي اشتريتها من جديد كانت تحمل طابع الحرية الذي اصبحت عليه
..اغلقت درج الدولاب الأول على ملابسي القديمة
. <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>وبقيت حتى اكره النظر إلى اللبس الواسع ذو الألوان الباهتة
مشكلتي كانت في ملابس الخروج
ولكن هذة بالذات لم يكن بامكاني تغييرها
كانت حريتي خاصة سرية
.لم يعرف أحد بها
من اسرتي جميعا سوى والدتي
.حتى حين كان يأتي احد لزيارتنا كنت ارجع إلى صورتي القديمة معهم
.واجلس ربع ساعة فقط
واعود إلى غرفتي
لأعيش حريتي كما اريد
..لم تكن لي اي رغبة في البحث عن عمل او الخروج من المنزل لأنني كنت فعلا اقدر معنى هذة الحرية ولا اريد ان افوت لحظة منها
.
اثناء زيارة (آية) لي
..علمتني كل شئ في جهاز الكمبيوتر
كيف استفيد وكيف ابحث على النت عن المعلومات
..الأبحاث
الكتب
لم تعلمني سوى ما هو مفيد لي
..سالتها عن كيفية عمل ايميل
فارتني الطريقة
وقامت بأضافة ايميلي الجيدد لديها
وارسلت ايميلي لجميع الأصدقاء المشتركين
.لكي نتمكن من التواصل
..وكانت تلك بداية التصاقي بالحاسوب طول يومي
.اشتركت لي على الفيس بوك موقع اللاصدقاء الشهير
..وارتني كيف احافظ على خصوصياتي ونهتني على ان اضيف رجل
وخصوصا لو كنت لا اعرفه
.وقامت بدعوة العديد من الأصدقاء ليضيفوني
...(آية) غيرت حياتي
.علمتني كيف اكون اجتماعية
او اجبرتني لست ادري
اعطتني العديد من الكتب
ارسلت لي العديد من اسماء المواقع المفيدة
.ساعدتني في كل شئ
.كانت (آية) لا ترى النت سوى في التواصل مع الأصدقاء الذين يصعب علينا مقابلتهم
..واكتساب اكبر قدر من المعلومات والاستفادة
..وقامت بالأشتراك بايميلي في العديد من المواقع المفيدة
..واخيرا...اشتركت لي في منتدى اسلامي اسمه (منتديات عطا الأسلامية) لكي اعود له في حالة رغبتي بمعرفة اي شئ عن الدين وغيره
.واعطتني اسما مستعارا وهو (مُحبة لله)
كنت سعيدة جدا في البداية
.حيث يمكنني مراسلة صديقاتي
يمكنني ان اكتب ما يعجز لساني عن قوله
.يمكنني ان ارى كيف ابدو لطيفة وصافية
فأكتب فأكون كما اريد ان اكون
..لم يعد التلعثم يزعجني فلا تعلثم في الكتابة
.لم يعد الخجل حاجز
..شعرت فجأة انه يمكنني الحديث مع من اريد كما اريد دون أن اخاف ان يحكم علي او يتطلع إلى ثيابي اللي تبدو في عيني سخيفة اويشعر أحد حين اكلمه اني مختلفة او من عالم اخر
حين تكلمت على النت وبدأت افهم لغة النت من صديقاتي والكلمات ومعناها اصبحت اتكلم مثلهم
.اخيرا وجدت نفسي مثلهم
.كما تمنيت دوما
..ما عدت تلك الفتاة الفضائية
..كما اني حين اشتركت في هذا الموقع الأسلامي
وجدت طريقة اخرى للتعبير عن نفسي لم تكن موجودة لدي من قبل
.ففي ذلك المنتدى كان هناك العديد من الأقسام المختلفة
قسم للموضوعات العامة وقسم للنقاش
.وكان للكل حق ابداء الرأي في قضايا مختلفة
.شعرت بسعادة غامرة وبالحرية تسري في عروقي
دخلت وابديت رأيي في اول موضوع صادفني
كتبت ردي وانتظرت بجانبه
.حتى ارى كيف سيعلق عليه الناس
وللمرة الأولى كان رأيي ذات صوت مسموع
ناقشت معي صاحبة الموضوع رايي
ورد عليه بعده العديد من الأشخاص
.شعرت للحظة اني حققت اكبر حلم لي في حياتي
رأيي كان ذات قيمة
.وتم اعلانه على صفحة من صفحات الأنترنت كما انه تمت مناقشته واستحسانه والرد عليه ايضا
.. <<مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب>>شعرت ان عالم النت هذا هو العالم الذي يجب اان اعيش فيه
فلا احد فيه يقلل مني
بل لا احد يعرفني من الأساس
يمكنني ان اكون شجاعة فيه وذكية ومقنعة وصاحبة رأي
.يمكنني أن اكون فيه كما اشاء
.لم اترك قسما إلا ودخلت فيه
لم اترك موضوعا إلا ورددت عليه
.كان لدينا ايضا قسم لطرح مشكلات الأعضاء الشخصية والعائلية واحيانا العاطفية لكن بشكل رسمي...ومساعدة هؤلاء الأشخاص والرد عليها ونصحهم وتوجيههم للطريق الصحيح
.دخلت هناك وعرضت رأيي في بعض المشكلات فلاقت استحسانا كبيرا
لقد اصبح رأيي مسموعا
ومحبوبا
..فلما يجدر بي ان افعل شئ آخر سوى الدخول لهذا العالم الجميل في يومي كله لأحقق ما اعجز عن تحقيقه في حياتي الشخصية
.
لم تأتي لي الجرأة ابدا على دخول موضوع صاحبه رجل
..كان هناك شئ ما بداخلي يجعلني اشعر أني لن اتمكن من التعامل مع اي رجل سواءا في الواقع او على النت
.ذلك الحاجز بقي في داخلي ولم تتمكن هالة حرية النت من كسره
.ولكني قررت ذات يوم ان انزل موضوع بنفسي في المنتدى
.قمت بكتابة موضوع بطريقتي عن اختلاف لغات العرب
فكل واحد فينا يتحدث لغة مختلفة
ولكننا جميعا واحد
.وهذا يظهر واضحا في هذا المنتدى وتفاعل اعضاءه سويا مع اختلاف جنسياتهم
موضوعي لاقى نجاحا باهرا
.توالت صفحاته
.وقام رجال ونساء من مختلف الدول العربية بتسجيل اعجابهم به
.حتى جاء مشرف القسم العام
..العضو (ديني اولا) وقام بتسجيل اعجابه الشديد بموضوعي
.ووجدت انه ايضا قام بتثبيت موضوعي هذا ليبقى دوما في مقدمة المواضيع
..اول موضوع لي تم تثبيته هذا اكبر مما احلم به
..كدت اجن من السعادة يومها واخبرت صديقتي (آية) بهذا الأنتصار
.ففرحت لأجلي
واستغربت فرحتي الغامرة
.
كنت اشعر في هذة اللحظة ان حياتي بدأت
وانني احقق اشياء كنت احلم دوما بتحقيقها...في الواقع لم يكن مسموحا لي حتى ان احلم بها
.لكن في هذا العالم الوهمي حققتها وحققت اكبر منها بكثير
.كنت اشعر شيئا فشيئا انه لا شئ في واقعي يجذبني لأعيشه فأنا فيه انسانة لا قيمة لها ولا وجود لها ولا احد يلاحظها
..لكن في النت الكل يعرفني الكل يحترمني
.اسمي اصبح الناس يعرفونه
وينتظرونه في مواضيعهم
لم يعد يغريني عالمي بكل مافيه
بل أنني كنت اقضي وقتي بعيدا عن الحاسوب افكر في تلك اللحظة التي سأستعمله فيها لأفعل كذا وكذا وكذا
..لم أكن اعلم ان هذا العالم سيدمرني ويدمر كل ماهو جميل بداخلي
.وكانت تلك البداية
حين وصلتني رسالة خاصة في المنتدى من آخر شخص توقعته ان يراسلني
.المشرف العام (ديني اولا)!!
قلبي كاد ينفجر كالقنبلة حين رأيت تلك الرسالة واسم هذا الرجل تحتها
..وقفت قليلا وانتبهت لنفسي ولما اعيشه في تلك اللحظة التي كانت وقتها تاريخية
فلقد تلقيت اول رسالة من رجل في حياتي
.ترى ماذا يريد
لم استطع ان انتظر اكثر من ذلك فلما مجال للتفكير
ففتحت الرسالة فورا
فتحت الرسالة باصابع مرتعشة
..وقرأت:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي (محبة لله)
لاحظت في الآونة الأخيرة تواجدك المستمر في اقسام المنتدى جميعا بلا استثناء
.ونشاطك الباهر وآراءك التي تستحق الثناء
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك