بارت من

رواية مذكرات فتاة شات -24

رواية مذكرات فتاة شات - غرام

رواية مذكرات فتاة شات -24

لم استطع ان انظر الى اسلام
لم اتحمل ذلك
الصمت جعلني اختنق شيئا فشيئا
.والشهقات تتجمع في حلقي
.فقال اسلام:
- حبيبة
.هل ما قاله مجدي حصل بالفعل؟
.قولي اي شئ
.
-
.
- هل ما يقوله صحيح؟
..
-
.
- اجيبي!!
- اسلام ارجوك
.ارجوك انسى كل هذا
.هذا كان من الماضي
كل شئ انتهى الآن
.لا وجود لأي شئ من هذا في الحاضر...وخصوصا بعد ان قابلتك
.
-
..انسى؟
..
- اجل
.يجب ان ننسى
انت لا تعلم ما الذي مررت به قبل ان اقابلك
.انت لا تعلم شئ عني...لا تعلم عن ظروفي وكيف كان وضعي
...حين قابلتك تغيرت كل حياتي
.غيرت فيّ كل شئ سئ
.لقد اصبحت انسانة اخرى
.
- اي ظروف؟
.هل
تستعملين النت وتكلمين الرجال...وتحبينهم وتكونين علاقات عن طريقه
.ودخلت موقع زواج ايضا؟
كـــ
كيف...كيف حصل كل هذا؟
.
- اسلام ارجوك
ارجوك افهمني
لقد كنت اشعر بالوحدة
.لقد كنت اشعر اني ساظل وحيدة ما تبقى من عمري
.لقد كنت صغيرة وساذجة ووحيدة في هذة الدنيا لا افهم ما هو الصحيح وماهو الخطأ
.
- لماذا فعلت هذا؟
.كيف فعلت هذا؟
.
- لقد كنت بحاجة ان اكون مثل بقية الناس
مثل بقية البنات
لقد كنت اريد للعالم ان يحس بوجودي...لا
كنت اريد ان احس انا بوجودي واهميتي
كنت يائسة
محتاجة للحب
.كنت اريد ان اشعر اني انسانة مرغوبة وطبيعية


- ما الذي تقولينه
هل جننت
..وكيف تظنين ان رجلا على النت قد يكون يخدعك او يتلاعب بك
يمكن ان يشعرك انك مرغوبة
.حتى لو كنت تكلمين الرجال بالشات
.كيف يصل بك الأمر للدخول لموقع زواج
.هل تظنين ان رجلا يمكن ان يتزوج فتاة من موقع زواج؟
.لست افهم شيئا
...
بقيت ابكي وانا لست ادري ماذا اقول
لست ادري كيف ادافع عن نفسي
لست ادري كيف ازيح هذة العاصفة عن كاهلي...كنت اتمزق حية...وانا اسمع صوت اسلام وهو يعلو ويعلو
.وتسارع انفاسه
..ثم قال:
- تكلمين رجالا على النت
لقد ظننت انك فتاة طيبة بريئة
...لم يسبق ان دخل قلبها انسان
.ان حقيقتك مختلفة تماما عما ظننتك
.
- لا يا اسلام ارجوك لا تقول هذا الكلام
...لقد كنت بحاجة الى ان ارتبط
ولم استطع ان افهم متى سيحصل هذا
لقد كنت محبوسة ووحيدة ويائسة...كنت اظن اني لن احصل ابدا على حبيب...
- لما لم تنتظريني
..لمالم تؤمني بوجودي
..لما اعطيتي قلبك لأخرين لا يستحقون
ماذا استفدتِ؟
.
- لم اكن اعلم اني ان انتظرت سأحظى بك
.لو كنت اعلم هذا لأنتظرت قرونا دون ان اشعر باي ملل
.كنت اشعر بالغضب على كل الرجال
لما عليهم ان يفعلوا ما يريدون
ويحبون ما يريدون من الفتيات
ويتزوجون في النهاية فتاة لم يسبق لها ان احبت من قبل
كنت اشعر ان هذا غير عادل
.من يرد شئ لنفسه فعليه ان يفعله مع غيره
..كنت واثقة اني مهما فعلت فأني حين ارتبط لن يكون الذي ارتبط به افضل حالا مني
مثلما يريد ان يكون الأول في قلبي كنت اريده ان يكون كذلك ايضا
.ولكن لا رجل يهتم بهذا


- وماذا عني؟
لما ظننت ان كل الرجال واحد
.انا لم احب سواك
.ولم افكر بسواك
..ولم اشتق لسواك
.وفي النهاية
هذا هو جزائي؟...ألا تجرحني اي انسانة كما جرحتني؟...
- ارجوك يا اسلام
.ارجوك لا تقتلني
.انا اموت بما فيه الكفاية
.انا لم اقصد جرحك ولن اقصده ابدا
.ولو كنت اعرف ان كل هذا سيحصل ماكنت فعلت
.ارجوك
.ارجوك سامحني على كل ما حصل


اعطاني اسلام ظهره وانا ابكي...لم يتحمل توسلي
.كنت اشعر بتلك الحرب داخل صدره
وكنت ادعو بيني وبين نفسي ان يسامحني
وان ينتهي هذا الكابوس
.لكنه التفت لي فجأة...وشدني اليه من ذراعي وقال :
- كم رجلا كلمتي؟
ماذا كنت تقولين لهم؟
..هل كنت تعطينهم هذة الصورة ام صور اخرى؟
تكلمي


فأنهرت باكية وظللت اصرخ
.فشعر بما قال
.وتغيرت ملامحه الى الندم
.وتركني
واعطاني ظهره من جديد
فقلت باكية.:
- اسلام
.بالله عليك
لا تفعل ذلك
انسى كل شئ
.انا احبك
بل اني اعشقك
..لم ارد من الدنيا كلها سواك
لقد اخطأت...وانا اعترف بخطأي
..ونادمة عليه
..ارجوك سامحني


- هل تظنين ان الأمر سهل علي؟
.هل تظنين اني اريد ان يحصل هذا
.كيف تظنين اننا سنستمر بعد كل هذا
.حبيبة
.هذا الأمر اكبر مما تتخيلي
..ارجوكِ ارحلي
عودي الى بيتك
.ساكلمك حين اهدأ
...
- لا
.لن اتركك قبل ان يطمئن قلبي
.انا لا استطيع الحياة بدونك يا اسلام
..ستكون هذة الضربة القاضية
.لن اتحملها
انا احبك
بالله عليك انا احبك
..
- حبيبة
.وحدك تعلمين كم
كم احببتك


- لما تتحدث بصيغة الماضي؟
ارجوك
.ارجوك لا تفعل هذا


- دعيني وحدي يا حبيبة
دعيني وشأني
ارحلي
اتوسل اليك ارحلي
.
نظرت اليه والدموع تغرق وجهي
.ثم خرجت
خرجت من عنده وقلبي يعتصر ألما
.شعرت انها
ولا ادري لماذا
.انها المرة الأخيرة التي ساكون فيها معه
..كنت اركض في الشارع وانا ابكي
والناس تتطلع الي ولا اهتم
.بل اني اريد للعالم ان يعرف كم انا محطمة
كم انا مدمرة
اريد ان يراني الجميع وانا هكذا
.بدون اسلام
.اريد ان تسافر الريح بدموعي
بعيدا عني
اريد ان اهرب
اهرب من نفسي
من دنيتي...من المي
مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب
..اركض لعلي اسبقه فيرحل عني
.اركض وانا لا اهتم لوجهتي
.فقد ضعت للأبد
.وكل املي الآن
ان يهدأ اسلام...ويسامحني
.اريد ان اكلمه...ولو مرة اخيرة
اريد ان اخبره كم اعشقه
.اريد ان اتوسل اليه الا يعذب قلبي
..اريد ان امحو كل شئ يمكن ان يفرق بيننا
حتى لو كان نفسي ذاتها
.
مرت عدة ايام
.واسلام منقطع فيها عني
..وانا
.اتعذب في كل ثانية بعد وكأني اتعذب في سجن
.يشوون فيه قلوب السجناء
.ويقتلعون ارواحهم
.ربما كانت هذة الأيام اصعب ايام عمري كله...بقيت فيها ادعي كالهذيان
كل لحظة
.ان يعود اسلام لي
..باي طريقة
..بقيت ادعو ان ينتهي هذا الكابوس والا نفترق
كنت على استعداد لفعل اي شئ ولأكون اي شئ فقط ولا يتركني اسلام
..كنت كل ثانية اقول (يارب لا تبعد اسلام عني
لا تفرقه عني)...هكذا باستمرار كل ثانية
. مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب
..لم استطع ان اعيش
لم استطع ان اكلم احدا
لم استطع ان اكل
لم استطع ان انام...عذاب مستمر
لا نهاية له...ارسل رسائل لموبايل اسلام
.اقول له فيها ان يكلمني
واني احبه
حتى جاءت تلك الليلة
.بعد منتصف الليل
اتصل بي اسلام
فالتقطت الهاتف كما يلتقط الغريق انفاسه اخيرا
..سمعت صوت اسلام...كان صوته رهيبا
.وكانه قادم من مكان سحيق
.كان يبدو عليه الألم الشديد والحزن
تألمت لأني السبب...ولاني فعلت به كل هذا
اول كلمة قلتها له باكية:
- اشتقت لك كثيرا يا حبيبي


- حبيبة
..انا اسف اني لم اتصل بك في الايام الماضية
فقط لم استطع
.كنت افكر في كل ما حصل
لم اتوقف لحظة عن التفكير
كانت هذة الأيام صعبة جدا


- انت لا تدري كم تعذبت يا اسلام في هذة الايام...لقد كانت جحيما


- وانا كذلك
.سبب عذابي
انك حبي الأول يا حبيبة
.ولك ان تحسي ما معنى ان تكوني اول من يدخل قلبي
.لقد كنتِ بداخلي...كل شئ جميل
رسمت لك صورة مختلفة كثيرا
لم اكن اعرف بكل هذا
بل اني
اني حتى لم اكن اريد ان اعلم
.كنت اقول لنفسي ليته لم يخبرني
.لأني يا حبيبة...
- لا
لا لا
.لا ارجوك
لا تقلها
لا تفترق عني
بالله عليك
- ان لن استطيع ان استمر يا حبيبة معك
لن استطيع صدقيني
لأمر ليس بيدي
لا يمكن ان
ان اثق بك بعد ذلك
..سيظل الشك يؤرقني
سيظل يدمر هذا الأمر حياتنا سويا


- لا
ارجوك لا
.لا تقل هذا الكلام...ارجوك يا اسلام...سأفعل اي شئ
اي شئ تريده
فقط لا تتركني...
- ليس هناك شئ يا حبيبة...لقد انتهى الامر
لو كان هناك شئ يمكننا فعله لفعلته انا ولم انتظر
.سآتي غدا لأعيد لك اشياءك وحقك
..
- انا احبك يا اسلام
احبك
ماذا تقول...اي حق هذا الذي ستعيده الي...لا اريد منك شئ...لقد اعطيتك قلبي
لقد اعطيتك روحي
كيف ستعيدهم الي؟


- وهل تظنين
اني ساستطيع ان استعيد قلبي وروحي؟
..هل تظنين اني افعل هذا بارادتي
.انا لن اتحمل
ليس هذا ما اردت ان تكون عليه زوجتي
.ليس هذا ماكنتِ عليه في نظري
.لقد مثلتي علي شخصية غير حقيقتك
- معك حق انا نفسي لم اعد اعرف نفسي
..لكني لم اجد نفسي الا حين اصبحت لك
.ساموت لو تركتني
- كفى يا حبيبة...لا تجعليني اقول كلام قد يجرحك
فقط انسيني...واستمري بحياتك
واتمنى ان يكون طريقك هذة المرة هو الصواب
انا اسف فلن اكون قادر على اسعادك مجددا
...الوادع يا حبيبة


اغلق اسلام الخط
وسط بكائي وحسرتي وصراخي...ظللت اتطلع للهاتف وانا ابكي ولا اصدق ما اسمع
..لم اتخيل في يوم من الأيام ان اسلام سينفصل عني
...شعرت بدوار شديد...شعرت بختناق غير عادي
ثم رايت السواد يلفني
ولم اشعر بنفسي...سقطت مغشيا علي
.


جاء اسلام في اليوم التالي للقاء والدي
اعاد اليه كل شئ يخصني
.دخل بيتنا وهو لا يرتدي خاتم خطوبتنا
.لم يخبر اسلام اهلي عن السبب الحقيقي لأنفصالنا
اخبرهم اننا غير مناسبين لبعضنا
.واننا غير متفقين...وانه اتفق معي على انهاء ما بيننا...تعرض للكثير من اللوم من اهلي
والمهانة
.ولكنه بقي صامتا
لم يدافع عن نفسه
ولم ينطق
.تركهم يفعلون ما يشاءون
ثم نهض واستأذن
.خرجت من غرفتي وناديته بألم
.فالتفت لي...ونظر الي نظرة اخيرة
...لست ادري كيف كانت
كأنه يتطلع لأنسانة اخرى غير حبيبته
.لم يكن في هذة النظرة اي حب
لم يكن فيها سوى الخزي والحسرة
...فتح الباب وخرج
خرج من حياتي للأبد
خرج اخر امل لي بالكون
راحت بسمتي
راح فرحي بلا عودة
.. مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب
..خُنقت روحي...واغتيل حبي
.وبقيت وحدي
في اللا شئ
.في اللا انا
.في مكان ما بين الحياة والموت
اعاني
.اتعذب عذاب لا مثيل له
..لم يفهم اهلي ما حصل
سوى انه شجار بيننا ادى الى انفصال
.ولم يكلمني طبعا احد من اهله من جديد
..بقيت محبوسة في غرفتي...وطبعا نسيت العمل الذي كنت ساذهب اليه وراح مني...فقد كنت قد فقدت اعز ما لدي ما عاد يؤلمني فقدان اي شئ آخر
.ظللت اتطلع لرسائل اسلام لي على الهاتف...اتطلع لصورنا معا
.اتذكر ذكريات حبنا الجميلة التي كانت من لحم ودم...وليست وهما على النت
.كنت امر بهذة الأمور وانا في اللا وعي
.ابكي بلا وعي
..لا افرق بين صبح او ليل...لا احس باحد
حتى أن آية كانت تزورني وتجلس بجواري واحيانا كانت تهتم بي لأني كنت في حالة مزرية
. مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب
..ولم اشعر ماذا كانت تقول لي
.فقط كنت اراها ضبابية
.اخبرتني بعد ان افقت من حالتي اني كنت ابكي في حضنها واطلب اليها ان تتصل باسلام وتخبره اني احبه واني اريده حالا
..كنت اموت بمعنى الكلمة...لم ارد ان اعيش
.لم ارد ان استمر
لم اجد فائدة من الأستمرار...فماذا يمكن ان اخسر بعد كل ما خسرت
كيف يمكن ان تضربني الحياة اكثر مما ضربتني
.وماذا سيؤلمني بعد المي هذا...لا شئ
.فلأمت
فلا فائدة من الحياة
..لا حياة بدون اسلام فقد كان اخر طوق للنجاه

مرت ايام لا اعلم كم عددها
.لا ادري كم حبست نفسي...وكم مرت ايام لم انم
وكم مرت ايام لم اكل غذائي الوحيد هو البكاء
.وكم عدد المرات التي زارتني فيها آية
..وماذا فعلت انا تحديدا في هذة الأيام
لا ادري كم استغرقني لأفيق من هول الصدمة
.ولم ادري ماذا يمكن ان افعل بنفسي
.بقيت هكذا
.لا اتحدث
اكل القليل
.انام واصحو
لاعيد نفس الأشياء
.لكن جاءت لي انتكاسة لحالتي
حين جاء عيد ميلادي
..كان من المفترض ان اقضي هذا العيد مع اسلام
لقد وعدني ان يجعله اجمل عيد ميلاد يمر علي
.. مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب
..وها قد جاء...وعدت لما كنت عليه...وحيدة كليا
في اهم يوم لي
..ليس هنا اسلام ليخبرني انه يحبني
وانه سيكون معي ما تبقى من عمري في كل عيد ميلاد
يا الهي...كيف يمكنني ان اتحمل كل هذا الألم
كيف يمكنني ان اصمد
كيف يمكنني ان اعيش
..وماذا بقي ليستحق ان اعيش...ولما حدث لي كل هذا
هل كنت استحق ما حصل لي؟
...
مرت اشهر وانا على نفس الحالة
وجدت فعلا انه لا امل
فاسلام لن يعود
وغصب عني صار من الماضي
وغصب عني بقيت كما انا في حالة من اليأس والتوهان
.ولم يعد بإمكاني التراجع
.وجدت نفسي اعود للنت من جديد
..ماذا سيردعني الآن
فلقد كتب علي هذا
اخبرت صديقاتي اني فسخت خطبتي
.وغابت آية عن حياتي فلقد سافرت مع زوجها
..ولكنها بقيت تراسلني دوما على النت
.. مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب
..ووجدت عملا فذهبت اليه كالأنسان الآلي...ولم اشعر بشئ اطلاقا او باي نجاح
...وبقيت اتحدث كما كنت على النت
فقد اصبحت كذلك شئت ام ابيت
.كنت محطمة فعدت للحديث مع الرجال من جديد
..وعدت للمشاركة بمنتدى اهل الشاطئ
..حتى ارسلت لي العضوة سمراء
..حتى قابلتك يا ايمان
.وحكيت لك كل هذا لتعلمي...اي عالم انت مقحمة بيه نفسك
.انقذي نفسك فأنا لم اتمكن من انقاذ نفسي
.
الفصل القادم هو الفصل الأخير بإذن الله
اتمنى ان اعرف رأيكم
جزاكم الله كل خير

الفصل السابع عشر

اغلقت عيني ثم فتحتها...كان شريط حياتي كله قد مر
وشعرت بكل الألم من جديد
..ليتني انسى
.ليتنى اشفى
.ولكن كيف
هذة السنوات مرت
.لست ادري حقا كيف ولكنها مرت


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات