رواية سلاسل من خيوط العنكبوت -9
ما تردده .. وهي ما تبي تنساه تبي تتعرف على صاحبته وتضمها .. يا ترى .. كانوا يتخانقون وهم صغار .. كانوا .. ما يتفقون .. ولا كانوا مع بعض ما يفترقون .. كيف شكل أمها .. طويله أو قصيرة .. جميلة وبيضاء مثل جودي الي ماتت والله ما قدر لها تشوفها ولا تعرفها ...
.. أمها وش تحب تاكل .. وش تشرب .. وش تلبس ..عصبية .. طيبه وهادية .. حنونة وقلبها يشع بالحب والحنان مثل مو دايم تتخيلها .. وحضنها دافيء ووممكن تتخبأ داخله .. طول عمرها .. وتنسى داخله .. البرد الي سكنها وسكن طفولتها وذكرياتها
أبوها .. متشوقة تسمع عن أبوها الي مات .. وانحرمت من حضنه .. ودفء وجوده .. كان يحملها .. كان يحبها .. كان يحبها أكثر أو كان يحب لما أكثر .. كانت تلعب في حضنه وما تحب تفارقه .. كانت متعلقة بوجوده وسماع صوته ..
كلها أسئلة كانت تدور .. في راسها .. تحس معها بالسعادة وهي تسألها لنفسها .. وتتخيل أجوبتها .
سلمى : ليش متغير .. لا تقول أني .. كنت أحلم .. وأني يتيمة ومقطوعة من شجرة وما عندي أحد
ملامحه تأكد الي في بالها
قال .. ومع أنه ما يبغى يتكلم ولا يقول شيء : لا .. عندك أهل .. بس
سلمى : بس ايش أختك لما .. وصلني خبر .. أنها ماتت .. قبل شهر وشوية
حست أن الأرض تتحرك تحت رجولها .. والنيا تدور قدام عيونها .. وفجأة كل شيء قدامها اتحول لظلام لسواد حالك لدوامة من الظلام .. ما لها نهاية
....
صرخ فيصل .. وهو يشوفها تطيح على الأرض قدامه : سلمى .. سلمى
حملها بين ذراعيه وحطها على السرير
قال وصوته يرتجف من الخوف عليها سلمى .. سلمى
.....
بدت تصحى ...
. عيونها انملت دموع ..
فيصل : سلمى لا تبكي ترى دموعك هذي تطعني في قلبي مثل السكاكين
سلمى وهي تصارع الألم الي تحسه في داخلها .. قبل ما تصارع الألم الي حاسة أنه يقطع أحشاءها قالت وصوتها تعبان .. يجاهد عشان يطلع
.. كنت أبيها لك .. مفاجأة .. كنت بقول لك اليوم فيصل .. أنا حا...مل
انقطع صوتها ..
.. . . ..
عم السكوت المكان .مو مصدق الي سمعها تقوله رفعها بين ذراعيه وناظر السرير .. الي مليان بالدم
ركض وهو شايلها بين ذراعيه .. و .. جسمه يبرد ويرتعش من الخوف خوف عليها وعلى الجنين الي في بطنها ما راح يتحمل أنه يفقد طفله مرة ثانية ...
منار بخوف وهي تناظرها بين ذراعيه مغمى عليها : فيصل وش فيها سلمى
أمها ناظرت الدم الي مالي ملابسها وفهمت على طول
خرج وتركهم وما جاوب على أي سؤال من أسئلتهم .. لأنه مو سامع أي شيء ولا شايف شيء قدامه
منار : وش فيها سلمى
أم فيصل : الله يستر وما تفقد جنينها هالمرة بعد
منار بصدمة وخوف : هي حامل
أم فيصل : يارب يا كريم .. احفظها واحفظ الي في بطنها .. أنت عالم بحالهم ...وعالم ألي كانوا فيه والي راح يكونون فيه إذا فقدوا هالطفل .
نزلت سمر وهي مو دارية عن شيء
منار : سمر سلمى في المستشفى .
سمر مو مستوعبة الي يتقال لها .. قبل شوي كانت .. تحكي لها وتكلمها وتقول لها .. كيف أنها طايرة من الفرحة أنها بتلقى أهلها ويكون عندها أم وأخت وأهل
حست بألم في قلبها .. وهي تسمعها وتشوفها كيف فرحانة أن لها أخت كأنها ما كانت في يوم أختها .. ولا كأنها .. تعتبرها .. دنيتها مثل ما كانت تقول لها .. وكانت تقول لها أنها تعوضها عن مليون أخت من أمها وأبوها
بس .. ضحكت على نفسها وهي تشوف فرحتها كانت غبية وصدقتها نست أن كل انسان يحتاج لأهل وعزوة .. يوقفون جنبه .. وعمر الي مو من لحمك ودمك .. يمكن يكون أخ .. أو في معزة الأخ .. الي من الأم والأب ..
سكتت وما حبت تخرب عليها فرحتها كتمت آآآهتها في قلبها وما قالت لها شيء وخرجت وهي تستهزيء من نفسها ومن غباها
سمر بصدمة : متى قبل نص ساعة كنت معها .. وش حصل لها
أم فيصل : قبل شوي ركض بها فيصل على الطبيب كانت حامل .. وهي تنزف ما أدري وش حصل
سمر عارفة أختها كيف تحب فيصل وكيف متمنية يكون عندها طفل منه .. وحتى لو مسوية نفسها مو زعلانة على طفلها الأول الي فقدته .. فهي تكذب .. لأنها شايفة حزنها وشوقها لطفل يربطها بفيصل .. في كل نظرة من نظراتها
يا رب احفظ طفلها ولا تكسر قلبها على فقدانه يا رب يا رب يا رب .
طلع الدرجة .. درجة .. درجة .. وهو يترنح في مشيه .. ومو قادر يحافظ على توازنه بسبب كل الي شربه من خمر .. في السهرة الي كان فيها مع الشلة الفاسدة
مو عارف ولا فاهم وش يسوي .. حط المفتاح في فتحة الباب ما قدر يدخله .. المرة الأولى .. الثانية الثالثة مل وطفش ورمى المفتاح على الأرض .. وصار يدق الباب بكل قوته
....
قامت من نومها مفزوعة من صوت الدق وركضت .. للباب وميتة من الرعب والخوف
,,.. قالت بصوت متردد وخايف ...: ميــــ .. مين في الباب
سعد بصراخ .. افتحي .. يا بنت الكلب ..
فتحت وهي تسمع صوته
دخل وقفل الباب وراه ..مسكها من يدها وضغط عليها بقوة ...وقال : وين رايحة يا حلوة ..
ريماس بخوف وهي تشوف حالة السكر الي وصل لها : فكني .. اتركني .. تكفى
سعد : ليش .. ما تحبيني
ريماس وهي تقاوم قربه منها وتحاول تبعد عنه : سعد .. ابعد عني .. يا حيوان
قال ورائحته تفوح خمور ممزوجة برائحة العطور النسائية : عرضت عليك الزواج .. ليش رفضتيني يا بنت العز عشاني ما أملك شيء
كانت بتوافق عليه .. فبعد كل الي سواه معها .. ما تحس أنها تكرهه مثل ما كنت تحسب نفسها .. يمكن لأنها تشوف فيه طيبة مختفية وراء نظراته القاسية وحزن واقف وراء الستار في الكواليس .. يحركه ويتحكم في كل خطواته .. بس وش هو ما تدري والأهم الشعور بالندم الي تحسه في نبرات صوته وفي تعامله معها الي مهما يحاول يخليه بارد وجاف بس ما يقدر يخفي أنه ندمان .. بس أكيد أنه مو حب .. بس ما تدري ليش تتمنى أنه يكون حب .. ليش مو قادرة تحافظ على كرامتها الي دنسها بقذارته ..
بس بعد حاله الي شايفته عليه الحين .. مستحيل ترضى .. قبل ثلاث ساعات كان يقول لها أبي أتزوجك والحين جاي وشكله كان مع واحدة ..
ريماس : لا مستحيل .. أهنتني مرة والحين .. تبي تهيني مرة ثانية .. أنا مستحيل أتزوج حقير وحيوان مثلك أفضل أكون غرقانة في العار الي أنا فيه ولا أطيح في غلطة ثانية
سعد .. شدها من شعرها بقوة ورماها على الأرض وقال : لأني ما أملك الي عند أبوك من فلوس ومال .. في البداية سويتي أنك حبيتيني .. لأني الولد الغني الي يركب أحدث سيارة .. لأنك ظنيتيني من نفس نوع برجك العاجي .. وقبلتي في حتى بالحرام .. لكن الحين لأنك عرفتي حقيقتي ومين أنا .. ما تبيني .. حتى لو كان في الحلال
ريماس .. عمرها ما فكرت أنها تناظر مستواه ولا عمرها حتى سألت عن أسم أبوه لكن لازم تصحى من حلمها هي ما حبته هو فعلا .. هي حبت الحلم الي رسمته في خيالها عن .. الحب والحنان .. بعيد عن سلطان أبوها وجبروته .. بعيد عن البيت الي قدام الناس قصر من ألماس .. عبارة عن باقة من الأشواك في حلة من باقة من الأزهار .. والي كانوا يشوفونه ألماس ما عرفوا أنه عبارة عن زجاج هش .. في أي وقت راح ينهار
هي حبت .. طوق النجاة .. الي راح ينتشلها من دوامة أبوها القاسي اتمنت تعيش الحب الي عاشته .. غرام مع زياد .. متناسية أن الدنيا مثل ما فيها الطيب فيها الشرير .. ومثل ما فيها الحمل الوديع فيها الذئب المفترس
كمل كلامه ودموعه مثل السيل على وجهه : أنا .. شرير وذيب مفترس نهش لحمك .. بس ما فكرتي ليش أنا كذا .. يا .. هه .. يا بنت .. عمي .. أخو أبوي .. ليش دفنت ضميري .. مين الي دفنه وشهد مراسم تشييعه .. أبوك .. أبوك يا بنت العز والدلال ..
مو قادرة تصدق .. لا .. في الأساس مو قادرة تستوعب .. وش يقصد .. مو فاهمة شيء .. أبوها .. بنت عمه .. أخ أبوه .. أكيد يتكلم أشياء ما يفهمها عشان سكران
سعد : ليش .. ليش .. ما وقع عليك إلا الإختيار عشان تكونين بنته .. كيف وحش مثله .. يكون عنده مثل هالنسمة الرقيقة .. أنا السبب في الي حصل لك أنا الي علمت أبوك عشان يشوف القهر ويحس به .. يشرب من نفس كأس القهر الي أنا شربت منه .. مرات ومرات ومرات .. ولحد الحين أنا أشرب منه
ما فهمت شيء ..
استغلت فرصة الإنهيار الي جاه وهربت لغرفتها وقفلت الباب عليها وجلست على الأرض تبكي .. هي الي سببت لنفسها الذل .. كانت تحسب أنها بتهرب من حضن كله شوك لحضن كله ورود .بس الحقيقة مختلفة .. هي .. بس اتحركت من الظلام لمكان أكثر ظلمة ومن البرد لمكان أشد برودة ومن الضياع .. لضياع أشد وأكبر وأقوى ...
...
أشعة الشمس .. لامست ملامحه القاسية المطعمة بالوسامة .. ذئب مفترس .. تنبهر بشكله .. وتحب تعرفه وتداعبه .. بس أنيابه حادة ومخالبه قاطعة ..
قام .. لقى نفسه نايم على الأرض .. حاول يتذكر وش حصل .. الأشياء مختلطة داخل راسه .. بس ما يكون قال أو سوى شيء يندم عليه ...
ناداها ريماس .. ريماس ..
قام من الأرض
دق باب غرفتها ...
ارتجفت مثل نسمة بحر في وسط الشتاء ما نامت .. ما قدرت تنام .. خايفة .. يكسر الباب ويجيها .. مو .. متحملة تعيش .. مثل ذيك اللحظة مرة ثانية
سعد : افتحي .. ليش حابسة نفسك .. لا أكون آذيتك .. والله مو قادر أذكر أي شيء ..
ما فتحت الباب لحد ما تأكدت أنه في وعيه
ريماس : اليوم راح أريحك مني ..
سعد : وين بتروحين .. ما عندك أحد
ريماس : في عمري ما كان عندي أحد .. وهذي أنا .. أتنفس
سعد ( أنتي ما عندك أحد .. كيف وأنت عشتي بين أم وأب وأخوات ما جربتي وحدتي ) : أتمنى أنه يكون عندي ربع الي عندك .. على الأقل حضن دافيء ألقاه إذا احتجت .. له
ريماس : مو كل شيء يلمع ذهب
سعد ( كيف في ناس .. جاحدين مو مقدرين النعمة الي هم فيها ) : على كل .. عرضي قائم إذا بغيتي تقبلي تتزوجيني أنا جاهز ..
ريماس .. ظلت تفكر الليل كله .. ما راح تقدر تعيش كل حياتها كذا .. كانت تبي تروح وتشوف أي مكان في الشارع يتاويها .. بس ..: موافقة ..
مو مصدق أنها موافقة : اليوم بروح عند أبوك .. وما اظن أنه بيرفض ..
ريماس .. اتذكرت ..( بنت عمي )وش يقصد : أمس قلت لي أني بنت عمك .. وش كان قصدك .. وبعد قلت لي أن أبوي وأبوك .. أخوان
سعد .. استفاد من قدرته الفائقة على الكذب والإنكار : ما أذكر .. أصلا مستحيل يكون في علاقة تربطنا
ريماس : لا أنا متأكدة .. أنت قلت كذا
سعد : يمكن أقصد ريماس .. غيرك .. أكيد اختلطت علي الأمور لأني كنت سكران
صدقته .. لأن أصلا ما في شيء يمنعها ما تصدقه أكيد كان سكران ومو عارف وش يقول .....
******** ********.
خرج الدكتور
فيصل : أرجوك .. هي بخير وطفلي بخير صح
الدكتور : لا .. لا تخاف .. هي بخير .. والطفل بعد بخير .. الحمدلله قدرنا نوقف النزيف ..
فيصل : أقدر أشوفها
الدكتور : تقدر بس هي الحين تحت تأثير المخدر ..
راح الدكتور وهو دخل
نايمة على السرير .. من دون .. أي حركة .. شعرها الأسود متناثر على .. يمينها ويسارها .. وبعض من الخصلات .. متناثرة على وجهها الدائري .. الي واضح عليه التعب .. جلس على الكرسي الي على يمينها مسك يدها باسها بشفايفه .. بنعومة .. وهو يحمد ربه ..
بدت تصحى .. تحاول تتذكر .. أصابعها تتحرك .. وش حصل .. وين هي .. ناظرت فيصل وكل الي حصل .. يشق طريقه الى ذاكرتها
قالت بخوف .. و .. رجاء
طفلي راح ....
فيصل وهو يشد قبضة أصابعه على يدها .. بحنان .. و .. عطف .. و .. حب ...
.. الله ستر .. الحمدلله الجنين بخير
قالت وعيونها غرقانة بالدموع : الحمدلله .. ما فقدته .. لو خسرته كان راح أخسر روحي معه
فيصل : الحمدلله .. أنتي بخير والبطل محمد بخير
سلمى ابتسمت بالرغم من ألمها : اخترت له الإسم بعد ..
فيصل : عندك اعتراض .. الأول لازم يسميه أبوه
سلمى : كيف عرفت أنه ولد ..
فيصل : احساسي .. وإحساسي ما يخيب
سلمى : الله يحفظ لي محمد وأبو محمد
فيصل : ويحفظ أم محمد
بعد كل الي حصل .. البسمة قدرت توصل لقلبها وتشع من عيونها
فيصل : اسمعي من اليوم .. ما أبي حركة .. لو عرفت أنك قمتي من السرير .. راح أزعل منك .. وزعلي صعب
سلمى كيف .. سمحت للغربة تتملكها وفيصل جنبها .. هو لها .. حبيب وزوج .. أم وأب .. والأخ والأخت .. معه مستحيل تحس بالغربة .. مستحيل تحس معه بالخوف .. بالعكس .. كل شيء فيه .. يشعرها بالدفء والأمان ..
.. ..
اليوم الثاني
منار : راح اصير عمه .. مو مصدقة .. والله وناسة
سمر مو قادرة تنطقها .. كانت تظن أنها راح تكون خالة عيال سلمى .. بس الظاهر العكس
سلمى : سمر وين راح لسانك الطويل ..
سمر : الحمدلله على سلامتك ..
أم منار : الحمدلله .. أنتي بخير .. وحفيدي بخير .. من اليوم ما أبي واحدة تزعجها .. سامعتني يا منار وأنتي يا سمر .. أبي حفيدي يطلع سليم.. والأهم ما تجلسين مع أي واحدة من البنتين .. منار وسمر
منار : ليش يا ماما
أم منار : خايفة تتوحم على واحدة فيكم ويجي .. حفيدي مجنون .. أو فيه شيء
منار : هو يطول يجي مثلي .. بس معك حق تخافين يطلع مثل سمر .. في حالة مثل هذي لازم .. تحضرون له طبيب نفسي من بدري ..
سمر : ههه .. بااايخة ..
منار : سمورتي .. تعالي ننزل الكافتريا .. نشرب شيء تحت
سمر طفشت من ريحة المستشفيات .. لأن كل شيء في المستشفى يذكرها بمرضها .. : يله
خرجوا من الغرفة
منار : سوسو .. ملاحظة أنك زعلانة .. وش فيك
سمر : لاا بس ما أحب المستشفيات .. ومليت من كثر ما دخلتها في حياتي
منار : ليش كان عندكم أحد مريض
سمر : ايوة .. أنا .. كان معي القلب ..
منار ما كانت تعرف أنها كانت مريضة : والحين .. أنتـ
سمر : لا .. الحين الحمدلله .. سويت عمليه وبفضل الله العمليه نجحت .. وهذي أنا قدامك .. كله بفضل رب العالمين ومن ثم فضل فيصل أخوك
منار باستغراب : فيصل ..
سمر : حنا ناس على قدنا وفقارى ما نملك شيء .. يدوب بس على قد أكلنا وشربنا .. وأخوك اتعطف علي ودفع تكاليف العملية ..
منار : طيب كيف .. اتعرف عليكم ..
سمر .. سكتت وغيرت الموضوع : تعالي .. ننزل بالسلالم ما أحب الأصانصير
منار : على الأقل .. رياضة وتمشية
سمر وعلى شفايفها ابتسامة .. في بالها شيء لها زمان ما سوته : شايفة الي أنا شايفته
منار وهي تناظر السلم الطويل ومنحدر شوي وما فيه أحد غيرهم : ولا شيء ..
سمر : هذا الي أقصده .. ما في أحد غيرنا على الدرج .. لي زمان ما ركضت .. تعالي نتسابق لحد الدرج الثاني
منار : مجنونة .. مستحيل .. أكيد راح اطيح مو شايفة كيف الدرج يخوف
سمر وهي تتذكر وعد منار لها بطلبين تنفذهم يوم راحت معها لخلود .. الطلب الأول سوته لها والحين .. باقي الثاني .. الأول خلتها تنظف غرفتها لمدة اسبوع وجاء دورها تنفذ الأخير : متذكرة وعدك لي .. باقي لي في ذمتك طلب واحد
منار اتورطت وش خلاها توعدها .. : لا مستحيل ..
سمر : وعد الحر دين عليه يا ماما .. يله بسرعة قبل ما أحد يجي يطلع أو ينزل .. بس عند الدرج الثاني ونجي راجعين ..
منار : طيب موافقة .. بس لو فزت .. لازم تنفذين لي طلب
سمر المهم تتسلى ما يهمها شيء : موافقة
كل واحدة وقفت عند بداية الدرج .. وعدوا .. 1 2 .. 3
ركضوا .. بسرعة
إلا وشوي وواحد قدامهم على الدرج لابس ثوب أبيض .. ومعه دكتور لابس البالطو الأبيض
سمر كانت سابقة منار الي ما قدرت تركض بسبب انحدار السلم
.. صدمت راسها براس الرجال الي لابس الثوب .. هو ما اهتز من وقفته وهو يناظرها .. التوت رجلها وصدمت بركبتها حافة الدرج
منار ركضت لها والدكتور يحاول يقومها
منار : سمر .. أنتي بخير ..
سمر .. تبكي وتشهق .. شكلها لوت رجلها وطاحت بركبتها على حافة الدرج
عمار : الحين .. أنتوا بنات ولا جن .. في أحد يركض في هالمكان
يزيد : هذي نهاية اللقافة .. تقدرين تمشين يا بنت
منار : أنت .. يزيد .. صح
يزيد يناظرها بدون أي اهتمام : نعم
عمار وهو يحاول يساعدها تمشي : تقدرين تمشين
هزت راسها بالنفي وهي مو قادرة تتحمل الألم .. وغطوتها كلها صارت مليانة دموع .. تستاهل .. هي الي جابت هذا لنفسها
يزيد : وين أهلكم يا بنات ..
منار : كنا نزور .. واحدة قريبتنا في المستشفى ..
سمر ناظرت يزيد هذي المرة الثانية تطيح في مشكلة بسببه .. المرة الأولة بتغرق في الموية والمرة الثانية تكسر رجلها ..فكوني .. ابعد عني :أصلا كله بسببك .. أنت .. ..
يزيد : لااا .. تراكضين مثل المجنونة وتقولين بسببي
سمر : أنت المجنون مو أنا .. هذي المرة الثانية تتسبب لي بمصيبة .. لو ما ظهرت قدامي ما كان طحت
يزيد .. ماعرفها بسبب غطوتها : بنات مين أنتوا
منار : بنات الجاسم
يزيد : قرايب فيصل الجاسم
منار : أنا أخته
يزيد وهو يتذكر .. هذي هي سمر الي معها : هههه ..
عمار : تسمحين لي أمسك يدك .. عشان أوصلك يكشفون على رجلك
سمر : لاا .. شكرا .. بظل هنا
عمار : بكيفك .. يله يزيد .. وراي شغل
منار : طيب .. بتتركونها هنا ..
يزيد : سمعتيها قالت ما تبي مساعدة ..
منار مسكت يدها وحطتها فوق رقبتها .. وحاولت تقومها
سمر حاولت تضغط على رجلها وتمشي بس ما قدرت .. ورجعت جلست تبكي
عمار يبي يخوفها : أحسن لك خلينا نساعدك يمكن يكون كسر .. لو اتأخرنا وما سوينا له الجبس يمكن تخرب الرجل وما تمشين عليها مرة ثانية أو على أسوء حال .. ممكن تنقطع
سمر زاد بكاها ..
عمار .. : اتسندي علي ..
مسكت في يده وأناملها ترتجف .. ومنار مسكتها من يدها الثانية ..
..
..
جلست على سرير الكشف ..
عمار : ارفعي عباتك شوي .. عشان اكشف على رجلك
ناظرت لمنار الي هزت راسها .. ايوة
رفعت عباتها والتنورة الي لابستها .. جسمها يرتجف .. وبااارد
عمار : لا الحمدلله مو كسر .. التواء بسيط .. بس بيحتاج ربط بالشاش عشان ترجع الرجل لحالتها.. خليني اشوف الجرح الي في ركبتك لو سمحتي
سمر : لاا
عمار : بنادي الممرضة تشوف الجرح وتعقمه إذا عندك مشكلة
خرج وتركهم عشان ينادي الممرضة
يزيد الي كان واقف برة الباب ينتظره : كيف رجلها .. لا يكون كسر
عمار : قلت لي .. من وين تعرفها يا أخ ..
يزيد مسوي نفسه غشيم : ومين قال أني أعرفها
عمار : ما كنت أدري أنك حق هالسوالف ..
يزيد : لا تظلم البنت .. مو حقت الحركات الي في بالك .. هذول بنات الجاسم رفيقات خلود أختي .. بس
عمار : بس .. الحين تفسر نظراتك لها بكلمة .. بس
يزيد : لا مو بس .. بس ممكن تصير .. زوجة ولد عمك
عمار : مبرووك ومتى كنت تبي تعلمني
يزيد : الحين أنا أصلا ما تقدمت لها أختي نجلاء عرضت الموضوع وأنا وافقت .. بس مع الظروف الي كنا فيها مو من اللايق .. أتقدم لها وبعدين ما أدري إذا البنت بتوافق أو بترفض
عمار : لازم توافق مو بكيفها .. أصلا تكون مجنونة لو رفضتك
يزيد : انشاءالله ..
عمار : اثقل .. عيب تراك رجال
نادى الممرضة تروح تكشف عليها ..
دخلت الممرضة ..
منار : لازم أرجع .. أكيد الحين يدورون علينا مرة اتأخرنا
سمر : طيب اتصلي عليهم عشان لا يقلقون
منار : حظي النحس نسيت جوالي في البيت ما جبته معي .. لازم أروح بينجنون لو اتأخرنا زيادة .. عشرة دقايق أقول لهم وأرجع
...
أم فيصل : وينك يا منار فيصل راح لكم الكافتريا عشان يناديكم .. بعدين وينها سمر
منار : طاحت على السلم ولوت رجلها والدكتور بيربطه لها الحين .. لازم أرجع لها تركتها لوحدها
سلمى : بسم الله عليها أختي كيف طاحت
منار بارتباك وهي تبتسم : اتعثرت في مشيها وطاحت .. يله بااي .. قولي لفيصل حنا في الدور الثالث .. نتظره لأنها ما تقدر تمشي
خرجت قبل ما يكثرون عليها الأسئلة
******** ********
أحمد بصدمة وبدون تصديق : ماتت .. تمزحزن أكيد
أبو أحمد : اهدى يا ولدي .. هذا حكم رب العلمين
كيف يطلب منه يهدى .. يكذب عليه يقول له لما .. ماتت ويقول له يهدأ .. : لا تكذب علي يا يبه .. رميتوها في مستشفى مجانين وما تبون تقولون لي صح .. هي ما ماتت .. هذي بس تمثيلية سخيفة من تأليفك وتأليف عمي صح .. هي حية ..
أبو أحمد : ما أكذب عليك يا ولدي .. هي انتحرت وما قدروا يسعفونها
أحمد لحد الحين مو قادر يصدق ..
خرج وصك الباب بكل قوته .. وركب السيارة وانطلق بأقصى سرعة عنده
.أم أحمد : قلت لك انتظر شوي بعده قول له .. والله حرام ..
أبو أحمد : قال بدور عنها ولو سأل عنها كان قالوا أنها ماتت .. وأحسن يعرف منا .. ما يعرف من الشارع
.. .
نجد وعيونها العسلية تلمع في الظلام : نعم وش تبين
مجد فتحت النور
ناظرتها مو مصدقة حالتها .. هذي أكيد مو أختها نجد الي تعرفها .. مو متعودة على أختها يكون قلبها حجر كذا لها شهرين حتى عيالها ما سألت عنهم ولا فكرت تشوفهم وتسمع صوتهم .. وين نجد الحنونة .. الي ما يقدر يعرفها أحد الا ويغرق في بحر حبها وحنانها .. وين اختفت
مجد : نجد اصحي تراك زودتيها .. هذا مو اسم حب هذا جنون ..
نجد : اطلعي برة .. انقلعي .. اطلعي برة
مجد بتحدي : لا ما راح اطلع راح تسمعيني غصب عنك .. نورة أخت أبو سلطان اتصلت عشان يحددون وقت للملكة
نجد : قولي خلاص ما في زواج ما في شيء .. قولوا ماتت وخلاص
مجد بعصبية وصوتها أقرب للصراخ : مجنونة تبين تدفنين نفسك وشبابك .. عشان واحد ما يستاهلك مو حرام عليك
مجد مو عارفة شيء هي انقتلت من ذاك اليوم الي ضاع فيه شرفها واندفنت تحت التراب في يوم زواجه من لخالد ..
نجد وهي تبكي : اطلعي برة .. اطلعي برة
دفتها لبرة وقفلت الباب بالمفتاح وارتمت على الأرض تبكي
مجد مستحيل تترك أختها كذا .. راح تموت وهي واقفة تتفرج عليها ..
دخلت غرفتها .. أخذت جوالها من على الطاولة الي على يمين سريرها فتشت عن اسمه .. في قائمة الأسماء .. لقته ضغطت على زر الأتصال
عطاها جرس .. 1 .. 24.. 5 .....
رد عليها
خالد : من معي
مجد بعصبية وكره وهي تتذكر منظر أختها الي كأنها قدامها : أختي راح تضيع مني بسببك
خالد : مين أنتي ومين أختك
مجد :ليش ما تبي تفهم أنها بعد تحبك .. وما تقدر تتخلى عن حبك .. مع أنك واحد نذل وما تستحقها
خالد بعصبية : لا تغلطين معي .. وبعدين في الأساس من أنتي
مجد : نجد راح تنجن وكله بسببك وبسبب قساوتك .. والرجولة الي تزعمها .. هي تحبك ليش ما تحاول تسمعها .. وتفهمها ..
خالد بعصبية واحتقار وألم : لو حبتني في يوم ما كان سوت الي سوته
مجد : هي ما سوت شيء ولو كان في يوم أذنبت .. فذنبها الوحيد أنها حبت واحد مثلك
خالد بهدوء .. يحاول قد ما يمكن يضبط أعصابه : أنتي موفاهمة شيء ..
مجد : لاا .. فاهمة .. نجد قالت لي الحقيقة الي أنت رافض تسمعها .. خمس سنوات .. على الأقل حاول تسمعها ..
خالد : أكيد ابتكرت لها كذبة وتبيني أصدقها
مجد : وليش تكذب أنت طلقتها وخلاص .. وكلها شوي وتصير زوجة واحد من أهم التجار في السوق .. لو ما تحبك .. ما كان الحين تبي ترفض الي متقدم لها عشان بعدها مو متخيلة نفسها مع واحد غيرك
خالد وآلاف المشاعر والتساؤلات تتصادم داخله: لا تحاولين
مجد : فكر
قفلت الخط وجلست لو هو بعده يحبها راح يتصل عليها
قدرت تتحلى بالشجاعة وتتصل على خالد وتقول له الحقيقة بس مستحيل تقدر ترفع جوالها وتتصل على عمار وتعلمه .. كيف هي .. ما تقدر تعيش من دونه وكيف هي تفكر فيه أربع وعشرين ساعة من دون توقف
.. بس .. أحيانا .. يكون الدفاع عن الآخرين أسهل من الدفاع عن أنفسنا .
..
دخلت أم أحمد غرفة بنتها نجد
.. نجد غيري ملابسك .. نورة أخت أبو سلطان تحت تبي تشوفك وتسلم عليك وتبي تفاتحك في موضوع الملكة ...
نجد : خلاص ما فيه ملكة ولا زواج
أم أحمد بصدمه : كيف يعني .. أنتي مجنونة الناس عطيناهم كلمة ما يصير نرجع فيها .. وبعد كل الي صار لنا صبروا وما غيروا رايهم
نجد : قلت لك يا يمه خلاص .. ما أبي زواج ما أبي شيء ما أبي شيء
أم أحمد : مو على كيفك .. البسي وحطي لك شيء على وجهك وانزلي .. ولا والله أنادي أبوك يسحبك من شعرك لتحت .. فاهمة .. أنتي عارفة زواجك هذا مهم لشغل أبوك قبل ما يكون عشانك وعشان ترفعين راسك قدام الناس وقدام أم خالد وعيالها .. وتناظرينهم عينك في عينهم أن الله عوضك بدل خالد الي أحسن منه
نجد : ما في أصلا حد في كل هالدنيا أحسن من خالد
بنتها تقطع قلبها .. ليش لحد الحين تحبه وتتمناه بس لازم تكون قاسية لمصلحتها .. يمكن لو اتزوجت وراحت بعيد عن هالبيت تتحسن نفسيتها عشان كذا مستحيل تخليها تضيع فرصة هالزوج من يدها
أم أحمد : نجد .. انزلي انتظرك تحت
.مستحيل تتزوج هذا الي يسمونه أبو سلطان عجوز ما يسوى ظفر من اظفار خالد .. تعيش على ذكرى خالد .. ولا تعيش مع واحد ثاني كل يوم وهي تناظره تقارنه بخالد وتتعذب أكثر ..
.
بس بالغصب راح يخلونها تتزوجه .. القرار مو بيدها هي أصلا ما لها حكم على نفسها .. الحكم بيد أبوها ..
بس
.. في شيء واحد ممكن تسويه ..
هي خسرت كل شيء
ما بقى لها شيء
خسرت ..
حبيبها ..
زوجها
عيالها
نفسها
عمرها
.. خلاص ما بقى شيء تخسره ....
& ,,,
غير ..
.الروح الي تنبض في داخلها ...
.. والي صارت بدون معنى ....
فتحت الدرج الصغير الي تحط فيه حبوبها .
طلعت كل الي في الدرج .. حبوب الصداع حبوب منومة ..حبوب لتهدئة الأعصاب كلها قدامها بألوانها .. الوردي الفاتح .. والأبيض .. والأصفر
فكتها من أقراصها حبة حبة
ناظرتها وهي تحملها في يدها والدموع في عيونها ..
بس هذا الي راح يريحها .
.. بلعت الحبة .. الأولى ..
طعمها مر
ما همها .. لونها .. أو شكلها أو نوعها
..
....
...
...
...
دخلت مجد : وش تسوين يا مجنونة
أخذت الحبوب .. من يدها ورمتها على الأرض
بس .. كان فات الأوان
حست .. بألم .. مو قادرة تتحمله ...
..مرت أيامها قدام عيونها .
سألت نفسها سؤال واحد قبل ما تفارق عيونها .. الدنيا
ربها بيغفر لها الي سوته ...
.. غمضت عيونها . وسط صرخات مجد وصياحها والحالة الهستيرية الي وصلت لها ..
×*×
مو عارف وين يروح الكلام الي قالته مجد ما يقدر يسوي .. نفسه كأنه ما سمعه .
وقف .. سيارته على مساحة من الرمال تحت قمر كامل يسطع في السماء
. معقول تحبه
.لاااااااااااااااااااااااااااا
مو معقول
هي أصلا ما حبته في يوم
. عشان تكون بعدها تحبه
بس
الكلام الي قالته مجد .. هي وش راح تستفيد من كذبتها .. هي راح تتزوج وخلاص
اترسمت فجأة الإبتسامة على وجهه وهو يتذكر .
نجد .عيونها العسلية شعرها الكستنائي ابتسامتها
اتذكر .....
.كان أكبر منها بـــ 13 سنة ..
يوم كان في سن المراهقة وطيش الشباب كان يناظرها باستغراب ويحس أن جده ظلمه ودمر حياته ربطه .. بطفلة صغيرة عمرها ثلاث سنوات
كان مو قادر يتخيل أنه ممكن هالصغيرة في يوم تكون زوجته .
كانت تكبر قدام عيونه ..
..زهرة تتفتح ببراءة ونعومة ..بجمال ورقة عطرها عبارة عن حب وحنان .
..
كانت ما تفهم معنى الزواج .. بس كانت لازقة فيه أربع وعشرين ساعة حتى أنه كان ينزعج من وجودها معه بسبب ضحك أصحابه عليه بسببها ومضايقة أمه له الي كانت تحب تحرجه وتمازحه بها .. هو كان يعصب ويخرج من البيت .. لأنه كان يناظرها كطفلة لا أكثر ولا أقل طفلة قيدت حريته وحياته
بس من دون ما يشعر ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك