رواية صورة للذكرى -7
-9-
مر اسبوع دون ان تسمع سارا شيئا يتعلق بجيمي .. لا تعرف كيف مر ذلك الاسبوع القلق .. لم تنم و هي تفكر به و بعودته المفاجئة و ظهوره في حياتها من جديد... كل ما تخشاه الان هو أن يأخذ أبنائها منها فلقد اخبرها بأنه يريد ان يقابلهما .. و خشيت ان يكون ذلك في القريب العاجل او في اليوم التالي لذلك كانت متوترة طوال الاسبوع و بالها مشغول في التخطيط لطريقة تبعد فيها فيكي و فيكتوريا عن المنزل او عن كل الاماكن التي تشعر بأن جيمس سيكون فيها.. حتى لا ياتي فجاة و يجدهما و يتعرف عليهما فيصبح من الصعب عليها ابعدهما عنه خاصة و ان فيكي يسأل عن والده كثيرا في الاونة الاخيرة .. و هذا امر طبيعي ..
ساورتها الافكار السوداء و تخيلت مرات و مرات بان يدخل عليها و هي تلقي محاضراتها فيحرجها امام الطلبة .. لذلك لم تعطي المحاضرات ما يتوجب عليها ان تفعل فكانت تخرج قبل موعد انتهاء المحاضرة .. و عندما كانت تخرج مع تود تترقب كل حركة من الداخلين و الخارجين في أي مكان و تجلس امام الباب خوفا منها ان يظهر جيمي فجأة كتلك الليلة .. بقيت قلقة و مظطربة و تلفت اعصابها .. و كانت مشحونة بالعصبية و الارهاق من ذلك الاسبوع .. لقد حول حياتها إلى جحيم مرة اخرى و لكن هذه المرة لم يكن هو موجود بل فكرة وجوده في المنطقة التي تسكن بها هي الجحيم بحد ذاته ...
لذلك لم يعد تود يطيق هذا الوضع و في مرة قرر أن يبوح لها بانزعاجه منها و انهما يجب ان يضعا حلا لعلاقتهما التي يصفها هو بالبرود
- " يجب ان تخبريني يا سارا ما بك ؟ منذ تلك الليلة في الفندق .. انت لست على طبيعتك ؟ و كأن هناك شبحا يطاردك .."
تنهدت فإلى متى ستخبأ الامر على تود ؟ .. انها بدأت ترتاح له و لا تنوي ان تخسره فهي ترى فيه الصديق الوفي لا اكثر من ذلك و لا تعتقد بيوم ما بأنها ستقع في حبه .. لذلك لم تقبل أن تقيم معه علاقة يتبادلان فيها مشاعر الحب و المودة و عزمت الامر لان تكون تلك الليلة الاخيرة و الا بذلك ستتعقد الامور و ستظلم الرجل المحترم الذي يحاول ان يساعدها بكل الطرق و لا يفكر ان يضغط عليها و يستحملها رغم تصرفاتها الباردة معه .. لذلك ستخبره و تريح بذلك ضميرها و تريحه فهو له الحق لان يعرف بانها لا تكن له الا مشاعر الصداقة فقلبها ليس ملكا لها .. خاصة بعد ان ظهر جيمي فجاة ليعقد الامور اكثر مما هي عليه
- " اسمعني يا تود .. لك الحق بأن تعرف كل شيء .. انا اسفة لاني كنت غامضة معك في تلك الايام السابقة او باردة معك ..او تصرفاتي كانت غريبة و قد تكون أزعجتك .. ارجوك اعذرني "
- " ماذا تقولين يا سارا ؟؟ "
- " اريد أن اقول لك بأني آسفة لاننا لا يجب أن نمضي بعلاقتنا كرجل و امراة يحبان بعضهما .. انا اسفة .."
- " سارا وضحي كلامك .. لم تعتقدين ذلك ؟"
طأطات برأسهما و أخذت تلعب بالمنديل الذي امامها .. ألا يكفيها توتر و اضطراب و تلف الاعصاب؟؟!
- " لقد اخبرتك من قبل يا تود بأن شبح جيمس مازال يطاردني و لقد اخبرتك باني احببته و اعتقد بأني احبه حتى الان .. ارجوك لا اريد ان اخسر صداقتنا .. فانت صديق وفي .. و احب ان اتحدث معك .. بل ارتاح لك كثيرا .. ساعدتني مرارا و لن اسمح لنفسي بان اجرحك .. انت تستحق من هي احسن مني و لا تعيش في الماضي .."
تنهد فقد شعر بخيبة أمل على الرغم من أنه يعرف بأن هذا سيحصل لكنه مع ذلك رسم ابتسامة
- " اني اتفهم وضعك يا سارا ..لكن يجب ان تعرفي بان ليس هناك من هي احسن منك"
وضعت كفها على يده و قالت بهدوء و قلبها موجوع
- " كل ما اريد ان أفعله الان يا تود هو ان ارد لك الجميل"
- " لا يا سارا ليس هناك جميل او أي شيء بالله عليك .. انا لم افعل شيء ..انا جارك اولا و صديقك ثانيا .. كما لانني احببتك بالفعل و هذا ثالثا .. "
ضغطت على يده و كانها تضغط بذلك على قلبها ..
- " شكرا لك لتفهمك .. لا اريد ان اخسرك كصديق و جار عزيز لذلك رفضت في البداية ان ابدأ بعلاقة معك "
- " نعم .. اعرف .. لا تقلقي سنكون صديقين .. و لن اخذلك ابدا ..اعدك "
اقتربت منه و احتضنته بقوة
- " شكرا يا تود "
- " على الرحب و السعة ..."
بادلها العناق و ابتسم بألم فهذه الجميلة التي أحبها بصدق لن تكون له أبدا مهما حاول فهو يرى في عينيها الشخص الذي تحبه .. و آه كم كره ذلك الشخص الذي عذبها و خرب ما بينهما .. فتذكر تصرفتها في الاسبوع الذي مضى و ابتعد عنها ليردف قائلا :
- " لكن ليس هذا هو سبب تصرفك الغريب طيلة الاسبوع السابق ؟ "
- " اصبت .. "
- " اذن ما هو .؟"
انزلت رأسها و همست
لم يستطيع ان يخفي انزعاجه من ذكر اسم ذلك الشخص .. لكن هذا هو الواقع .. و اذا كان يريد ان يكون صديقها سيسمع بهذا الاسم مرارا و تكرارا ..
- " ما به ؟ "
- " لقد ظهر فجأة في يوم التبرع بالدم .. "
انصدم تود فلقد اعتقد بان جيمي بالخيال و ليس حقيقة لا تزال قائمة
- " ماذا ؟ و هل رآك ؟ "
- " نعم .. لقد تحدثنا .. انه يريد ان يقابل اطفاله .."
- " و هل ستدعينه يفعل ؟ "
علا صوتها فالتفت الناس عليها
- " لا .."
اردفت و هي تخفض صوتها
- " لا لن ادعه يقترب منهما ابدا .. ان ليس له الحق بعد عشر سنوات ان يطالبني بهما"
لاول مرة شعر بان سارا قد تخطيء فهو يراها ملاك بريء ..
- " لكن يا سارا هو والدهما ..."
لم تصدق بان تود يقول ذلك و هو الصديق الوفي الذي اعتقدته .. قاطعته بعصبية
- " انه لم يعد كذلك .. بالنسبة لهما والدهما قد توفي منذ عشر سنوات .. انهما لا يذكرانه بل لا يعرفان عنه شيئا .. لو كان مهتما بهما بصدق لحاول ان يأتي قبل سنوات طويلة .."
- " لا تغضبي يا سارا فأنا ارى بأن له حق بأن يراهما فهو والدهما حتى و ان غاب لفترة .. اعذريني .. فانت من أخذهما و هرب "
- " هرب !!!"
وقفت و هي لا تستحمل أن يقول لها تود هذا الكلام الذي لا تطيق سماعه .. انه يقف مع جيمي الذي لم يراه حتى .. استدارت حتى تخرج لكنه جذبها من يدها
- " حسنا انا آسف .. اجلسي .. انه مجرد رأيي لا عليك .."
لم تنظر إليه بل سحبت جزدانها و قالت بعصبية
- " يجب ان اذهب .. شكرا على الغداء اللذيذ "
لكنه كان مصرا بل ندم على ما قاله لا يحب ان تغادر سارا و هي متضايقة من كلام سخيف قاله
- " سارا .. لا تتضايقي .. قلت لك انه مجرد رأي .. رأي سخيف "
رضخت إلى نبرة صوته فالتفتت تنظر إليه و قالت له بعتاب
- " عندما يكون منك انت لا اراه رأي سخيفا.. فأنا آخذ بكلامك على محمل الجد يا تود .. اريدك ان تقف بجانبي .. فأنا لا اريد ان ادخل والدي او اخي في الموضوع فهما سيقلبان الامر رأسا على عقب و قد يقتلان جيمي اذا تطور الامر "
- " حسنا .. سأكون بجانبك .. و الان اجلسي ارجوك و اكملي طبقك "
جلست مرة اخرى فناولها كاسها لترشف منه قليلا لعل بذلك يطفأ غليلها المشتعل .. كان يرمقها و هو يراها غاضبة .. انها جميلة في كل الاحوال..
- " اخبريني ..هل أتى خلال هذا الاسبوع ؟ "
- " لا .. هذا ما يقلقني و يجعلني مشدودة الاعصاب طوال الوقت .. ا تعتقد بأني يجب ان آخذ الاطفال الى نيوجيرسي حتى تهدا الامور قليلا ؟؟"
- " و ماذا ستقولين لوالدك ؟ "
- " لا اعرف .. لا استطيع ان اكذب عليه فهو يكشف كل شيء بسهولة .. كما انه مريض و لم يعد يتحمل أي شيء كما السابق لذلك اخشى ان اخبره بأمر جيميس .. انه يكرهه و لا يطيق سماع اسمه حتى "
- " اذا ماذا ستفعلين ؟ "
فكرت قليلا لكن ليس هناك شيء يستدعي التفكير فكل شيء معقد و يحتاج إلى تحليل و ليس هناك وقت لذلك .. وضعت يدها على رأسها و قالت بصوت متباك
- " يا الهي كن في عوني فانا لا اعرف ماذا افعل .. "
مد يده عبر الطاولة ليمسك بيديها و يمسح بأصابعه عليها و قال بصوت حنون
- " اهدئي سارا كل الامور ستكون على ما يرام "
- " لم اشعر بأن هناك شيء ما سيحدث.؟؟ .. دائما يصدق شعوري يا تود و هذا ما اخشاه "
- " لا عليك .. سأكون بجانبك لن ادعه يقترب من فيكتوريا و فيكي فاهدأي "
اومات برأسها و اغمضت عينيها فهي تعرف بأن اذا وضع جيمس برأسه شيئا سينفذه مهما كانت الظروف و لن يبالي بأي شيء .. فهو يركل الكرة التي تعترض طريقه ...
-10-
الشمس حارة جدا في وقت الظهيرة على الرغم من برودة الجو في شهر ديسمبر.. خاصة و ان السيارة تسير في معظم الطريق الطويل تحت حرارة الشمس و برودة الجو .. يا له من تناقض ..
- " اللعنة .. "
اوقف السيارة ليترجل منها .. فتح الغطاء على المحرك الذي بدأ يدخن .. سعل عندما دخل الدخان إلى صدره ..
- " تبا لك من سيارة لعينة "
خلع سترته و ربطة عنقه و رفع اكمام قميصه الابيض فاتحا اول ثلاثة ازرار .. بحث عن قنينة ماء بسيارته فلم يجد شيئا .. نظر حوله في المكان .. انه في منتصف الطريق و لا يبدو هناك أثرا للمدينة او لمتجر صغير او حتى لسيارة ..
دار حول السيارة و حاول ان يديرها مجددا لكنها طقطقت و دخنت مرة أخرى .. ضرب المقود بعصبية
- " اللعنة عليك .. انه ليس الوقت المناسب لان تقفي في نصف الطريق "
اخذ هاتفه و حاول ان يفتحه .. لقد فرغ شحن جهازه و انطفأ عندما كان في الطريق من واشنتون إلى منهاتن ..
بقي واقفا على الطريق ينتظر .. لعل القدر ينزل له بشيء يساعده .. بدأ يتصبب عرقا على الرغم من برودة الجو إلا أن الشمس حارقة !!!.. سمع صوت من خلفه .. التفتت و انتظر حتى اقترب الصوت اكثر و اكثر .. كانوا مجموعة صبيان بدراجاتهم يلهون في الطريق .. اوقفهم ملوحا لهم بيده .. حتى اقتربوا منه ..
- " مرحبا .. "
قال و هو يبتسم .. تبادلوا الصبيان النظرات و بادلوه الابتسام و التحية
- " مرحبا .. هل تعطلت سيارتك يا سيدي ؟ "
- " نعم كما ترى ؟ "
نزل الصبي عن دراجته و ألقى بنظرة على المحرك .. اقترب جيمي من ذلك الصبي
- " ماذا هل تعرف كيف تصلح السيارات ؟ "
- " لا "
ضحك جيمي فضحك الصبيان معه و قال آخر يسخر بصديقة
- " لا عليك من فيكي يا سيد أنه فضولي "
انتبه جيمي للاسم ( فيكي ) هل قال (فيكي) استدار لينظر إلى الصبي ..بدا مألوف .. اين رأيته من قبل ... يا الهي !! ضرب قلبه بشده .. انه .. ابني .. نعم هذا صحيح .. فهو له وجهي عندما كنت صغيرا .. يا الهي و كأني أرى صورتي و أنا في التاسعة من عمري .. لكنني قابلته حديثا .. نعم .. في الفندق تلك الليلة .. يا إلهي كان ابني قريبا مني بل ناولني عصير اشربه و لم ادرك بانه فيكتور ابني الصغير .. يا لك من من محتالة يا سارا .. تعرفين كيف تخدعيني .. لكن اتى دوري الان ..
- " هل لي ان اطلب منكم خدمة يا شباب ؟ "
- " بالطبع "
اومأ ذلك الصبي و ابتسم
- " سيارتي عطشة فهل لديكما ماء ؟! "
- " لا لكننا نستطيع ان نحضر لك ماء من المتجر انه ليس ببعيد .."
- " جيد.. لكني احتاج لان يبقى معي اثنان على الاقل حتى ارفع السيارة لاغير العجلة "
صاح فيكي و ابتسم
- " سابقى انا "
فقال صديقة الثاني
- " و انا كذلك لقد ساعدت والدي في تلك المرة بتغير عجلة السيارة "
- " حسنا .. و انتما اذهبا لاحضار قناني للماء .. خذ هذه النقود "
قاد الاثنان الاخرين دراجتهما و انطلقا لاحضار الماء بينما بقي فيكي و صديقه مع جيمي ليساعدانه برفع السيارة ..
اقترب من فيكي و ابتسم له
- " ما اسمك ؟ "
- "انا .. فيكي و هذا تشاد "
- " و انا جيمس .. "
ابتسم فيكي ببراءة ..
- " حسنا يا فيكي هل تناولي حقيبة المعدات "
- " بالطبع "
احضر له الحقيبة فأخرج منها جيمي ماسورة ليثبتها على العجلات حتى يفتح البراغي .. اخذ يدورها .. و قد اصبح وجهه احمرا .. ساعده فيكي و تشاد بأن وقفا على الماسورة و قفزا عليها حتى تنزل و فعلا ذلك اكثر من مرة و هما يضحكان ..
و اخيرا استطاع ان يجذب العجلة ليضع اخرى جديدة و يفعل نفس الشيء بان يدور الماسورة حتى تثبت العجلة الجديدة السليمة و يقف فيكي و تشاد عليها و يقفزان مجددا ..
بعد ان انتهيا .. صاح فيكي
- " ها قد اتوا بقناني الماء "
كان جيمي يراقب ابنه و تصرفاته .. لقد احب هذا الصبي و تذكر كيف كان يلاعبه و هو صغير فكان يضحك حتى تدمع عيناه من السعادة .. ان ضحكته و ابتسامته الصغيرة لم تتغير .. تذكر بان سارا كانت تشعر بالغيرة لانها لا تعرف كيف تجعل فيكي يضحك هكذا كما يفعل جيمس ..
- " تفضل يا سيدي "
اخذ جيمي قنينة الماء و صب قليلا في المحرك .. نظر إلى فيكي و سأله
- " اتعرف كيف تدير محرك السيارة ؟ "
نظر فيكي الى اصدقائة و هو مبتسم
- " نعم اعتقد بأني اعرف "
- "حسنا هيا اذن "
ادار فيكي المحرك لكنه طقطق مرة أخرى و توقف .. فزاد جيمي من كمية الماء ..
- " حاول مرة اخرى يا فيكي "
اداره مرة اخرى و هذه المرة احدثا صوتا عاليا و ثم دار ليعمل .. صفق جيمي و نزل فيكي و هو يبتسم و يضحك مع اصدقائة .. القى عليهم جيمي بالماء و شرب قليلا و جلس معهم على الارض و هم مبتلين يشربون من الماء البارد ..
- " شكرا لكما .. "
- " على الرحب و السعة يا سيدي "
- " انت في الحادية عشر اليس كذلك ؟ "
كان يوجه السؤال الى فيكي
- " نعم .. و سأبلغ الثانية عشر بعد شهر "
تذكر جيمي يوم اتصل عليه ستيف ليخبره بأن سارا في المخاض فأسرع تاركا عمله و وصل بالوقت الاخير و اخبروه بأنه صبي.. كانت سعادته بالغة لا توصف ..
استقام فيكي و تبعه أصدقائه و قال قبل أن يغادر على دراجته
- " حسنا يجب ان نذهب .. فرصة سعيدة يا سيدي "
- " و انا كذلك لقد سعدت بمقابلتكم .. "
عندما هب الصبيان لقيادة دراجتهم اوقفهم جيمي
- " يا شباب .. انتظروا قليلا .."
سأل تشاد
- " ماذا ؟! "
تردد بالسؤال لكنه فكر بأنها فرصة بان يطرحه بدل من ان يبحث مطولا
- -" انني ابحث عن سارا مولر اتعرفان اين تقيم ؟ "
فتح فيكي عينيه باتساع و قال مبتسما ببراءة و هو لا يعرف شيئا
- " نعم إنها والدتي اصطنع جيمي المفاجاة و ابتسم
- " حقا .. يا لها من صدفة "
- " كيف تعرف والدتي يا سيد ؟..آه تذكرت أين رايتك .. انت الرجل الذي تبرع بدمه مرتين "
ضحك جيمي بتوتر فقال كاذبا
- " نعم هذا صحيح ..لكنني هنا لاني اريدها في عمل خاص "
- " هل ذلك من اجل اللجنة التطوعية ؟ "
- " نعم نعم "
ابتسم البريء
- " حسنا سآخذك إلى منزلي .."
- " اصعد اذن إلى السيارة "
اوما فوضع جيمي دراجته في دولاب السيارة و ودع اصدقائه و انطلق مع ابنه في السيارة إلى منزل سارا ..
- " ان لك دراجة رائعة "
- " شكرا لك .. لقد اشتراها لي جدي "
- " حقا ؟ هل مازال جدك يقيم معكما ؟ "
- " لا .. انه في نيوجيرسي .. نحن نزوره بين حين و أخرى .. انه مريض و لا يتسطيع ان يغادر المنزل كثيرا .. "
اذا سيموت من الصدمة اذا عرف بأني ظهرت من جديد و سأستعيد كل ما كان لي في السابق .. قال ذلك في نفسه ..
- " توقف هنا يا جيمس .. هذا هو المنزل "
ركن السيارة و ترجل منها نظر إلى المنزل انه متوسط الحجم و يقع في ضاحية هادئة و راقية .. ابتسم باستهزاء ..
اشار له فيكي بالدخول و هو يفتح الباب
- " تفضل "
تبعه داخلا .. و أخذ يتلفتت ينظر إلى البساطة و الترتيب الذي اعتادت سارا ان تكون .. انه يشعر بآثارها و رائحتها ..
سمع صوتها و هي تؤنب ابنها في المطبخ اقترب قليلا حتى ينصت إلى حديثها ..فلعب صوتها بمشاعرها لعبا ..
- " ألم أخبرك بأن لا تتأخر في العودة يا فيكي ؟ .. سآمر لاخذك غدا بنفسي من المدرسة"
- " لكن يا ماما ..."
- " لقد ضايقتني و جلعتني اقلق كثيرا .. اتصلت بوالد تشاد فاخبرني أنه لم يعد حتى .. اين كنتما ؟ "
- " كنا نقود دراجتنا في الطريق العام و ... "
- " يا الهي يا فيكي لقد نهيتك مرارا عن قيادة دراجتك في ذلك الطريق انه خطرا جدا و تكثر به الشاحنات .. انك تريد ان تقتلني و انا اقلق من اجلك .. "
- " ماما اسمعيني ارجوك ... "
- " لا لن افعل .. انت معاقب .. سآخذ الدراجة منك لاسبوع .."
- " مأ...."
- " ها .. لاسبوعان .. "
اراد ان يتكلم لكنها اسكتته بنظرة غاضبة
- " ستدفعني للقول لثلاثة اسابيع"
- " لا داعي يا سارا .. حتى لاسبوع "
تصلبت بمكانها و كانها تتخيل صوت جيمي .. لم تستدير حتى لا يصبح حقيقة ..
- " كنت اريد ان اخبرك يا ماما لكنك لم تعطيني فرصة .. هذا جيمس .. انه الرجل الذي تبرع بدمه مرتين .. اتذكرينه ؟!!"
كاد ان يغمى عليها و هي تسمع ابنها يعرفها على جيمس .. انها تعرف من هو .. لكن كيف .. لقد .. يا الهي .. يجب ان تتحلي بالقوة حتى لا يستمتع باذلالك و هو يراك تتهاوين ارضا بمجرد ان سمعت صوته .. استدارت لتنظر إليه .. كان شبه مبتلا و قميصه الابيض التصق به و اتسخ بلون اسود و كان شعره ملتصق بجبهته .. لقد بدا مثيرا ... شعرت برغبة ان ترتمي بحضنه و تقبله .. لكنها سرعان ما ابعدت هذه الخاطرة ...نظرت إليه و رأسها مرفوع و سألته بعصبية
- " ماذا تفعل هنا ؟ "
تكلم فيكي نيابة عنه
- " لقد تعطلت سيارته و ساعدناه انا و تشاد و ..."
- " فيكي .. اذهب و اغتسل "
نظرت إلى فيكي بغضب بسرعة ثم اعادت عينيها على الرجل الي كان يوما ما زوجها..
انزل رأسه و جر نفسه خارجا ..
كان جيمي ينظر إليها و هي واقفة في المطبخ بملابس العمل الرسمية بقميص بذلتها و تنورتها القصيرة و الكعب العالي و شعرها البني مرفوع إلى الاعلى و قرطين ناعمين زينا اذنيها و احمر شفاة لماع و ترتدي مريلة طبخ .. رأته و هو يحدق بها و يفصل جسدها بنظراته الفاحصه و ابتسامة ملتوية على شفتيه الامر الذي اغضبها فهي لا تريده ان يراها بهذا المنظر ..
- " لم تجب على سؤالي يا جيمس ماذا تفعل هنا ؟"
اقترب منها بهدوء فتوترت و بللت ريقها
- " لقد اخبرك فيكي .. انه صبي لطيف .. "
- " ماذا تريد ؟ "
- " ببساطة يا سارا انت تعرفين ما اريد و لقد اخبرتك تلك الليلة ؟ "
- " اذن لم لم تاتي في اليوم السابق ام انك لم تجد خطة انسب من هذه ؟"
- " انا لم اخطط لشيء .. انها صدفة ان تتعطل سيارتي و ياتي ابني الذي لم أره منذ سنوات و اصدقائه لمساعدتي "
- " لا اصدقك "
- " لا ينبغي لك لان تصديقيني .."
- " حسنا لقد رأيت ابنك و الان ماذا تريد؟ "
فكر قليلا مخللا اصابعه بشعره المبلل فتذكر بانه يحتاج إلى ماء بارد ليغتسل
- " اول شيء اريد ان استحم "
فتحت عينيها و ضحكت باستهزاء
- " لابد انك جننت "
- " لا .. تستطيعين ان تقولي بان وقوفي في الشمس لساعات طويلة قد جعلني اتصبب عرقا .. احتاج إلى ماء بارد لانتعش .."
- " اذهب من حيث اتيت و ستجد ماء بارد "
اقترب منها اكثر و لمس وجهها ابعدت رأسها حتى لا يلمسها
- " آه يا سارا .. أهكذا تستقبلين ضيوفك ؟ ماذا سيقول فيكي اذا رآك تطردين ضيفا يريد الاستحمام ؟"
- " ابعد يديك الوسختين عني "
- " اذا تركتني استحم لن يكونا وسختين "
انه يعرف جيدا كيف يدير الحديث .. عضت على شفتيها ..
- " حسنا .. لكنك ستغادر فورا "
- " حقا ؟ هل تعتقدين باني قطعت مسافة من واشنتون إلى هنا فقط لاستحم ؟ لا اعتقد بانك ساذجة يا سارا "
- " لقد قابلت فيكي .. ماذا تريد ايضا ؟ "
- " ليس بهذه البساطة يا سارا .. سأستحم اولا ثم نتعشى معا انا و انت و فيكي و فيكتوريا التي لم اقابلها بعد و من ثم سنتحدث انا و انت و نتفق على حل يرضينا نحن الاثنان "
- " ليس هناك أي شيء سيرضيني يا جيمس .. و لن تبقى هنا بل ستغادر .."
- " انا من يقرر ذلك يا سارا و ستسمعين لي "
- " و ان لم افعل ؟ "
- " حسنا اذا سنتحدث من خلال المحاكم و سندع للقضاء ان يأخذ مجراه "
- " انت تعرف بأن كل شيء سيكون من صالحي "
كانت واثقة و في نفس الوقت تخشى ان تجرجر اطفالها بين محكمة و اخرى و تحرمهما من والدهما بعد ان قابلاه ..
- " اذن وكلي محامي يا سارا و ستكتشفين بأن المسألة معقدة و ليس كما تتصورين "
فكرت قليلا قد يكون صادقا .. آه كم تكرهه الان ..
فتح الباب و دخلت فيكتوريا الى المطبخ لتجد رجلا ملتصقا بوالدتها ..
- " امي .."
ابعدته سارا للخلف بقوة و خرجت من المطبخ و اغلقت الباب خلفها ,, استدار جيمي حتى يرى ابنته لكن سارا كانت اسرع بان أغلقت الباب ...
- " هل تود هنا يا امي ؟. "
- " لا .. انه .. رجل تعطلت سيارته و يريد ان يتسحم .. كما اعتقد بانه جائع لذلك قد يتناول العشاء معنا "
- " لم يلتصق بك هكذا "
اظطربت انه من الصعب ان تخفي امرا على فيكتوريا .. تنهدت
- " كنت .. انظف قميصه "
اومات فيكتوريا .. فهل تعتقد سارا بأنها غبية او يخفى عليها شيء..
- " حسنا يا امي .. سيكون من الممتع ان يكون هناك صحبة معنا على العشاء "
- " لا .."
قالتها سارا كردة فعل فهي لا تريد لفيكتوريا ان تبقى معهما على العشاء فقد تتعرف على والدها و تتعقد الامور اكثر
- " اعني .. اذهبي اليوم .. اخرجي مع صديقاتك او مع براد .. نعم براد"
نظرت إلى النافذة لتجد براد لا يزال ينتظر بالخارج
- " انه ينتظرك يا حبيبتي "
جذبت فيكتوريا من يدها و فتحت و قالت إلى براد
- " براد ارجعها في الثانية عشر لا تتأخرا "
قالت ذلك بسرعة حتى لا تعترض فيكتوريا التي بدت مصدومة من تصرفات والدتها الغريبة ..
- " إلى اللقاء .. لا تتأخرا .. استمتعا بوقتكما
دخلت و اغلقت الباب خلفها ثم استندت و اغمضت عينيها ارتياحا .. صرخت عندما فتحتمها لتجد جيمي واقفا امامها
- " يا الهي لقد افزعتني "
اقترب منها كثيرا و كاد ان يلصق جسدها به لكنه ترك مسافة صغيرة.. استطاعت ان تنظر إلى عينيه الزرقاوين و هما تشتعلان غضبا ..
- " اتعتقدين بتصرفك السخيف باني لن استطيع ان اقابل فيكتوريا ؟ اسمعني جيدا يا سارا .. لقد بحثت عنك كثيرا طيلة العشر سنوات الفائتة و الان و قد وجدتك فلن يكون من السهل ان اتركك و ابنائي .. فذلك يتطلب عشر سنوات اخرى .. انا مستعد لها .. دعينا نجلس كراشدين و نتحدث .. و ان لم يعجبك الامر ان يكون وديا .. سنوكل محامين و ندع القضاء ان يتصرف بما يراه مناسب و انت تعرفين اكثر مني كيف سيكون الحكم ..."
كان قلبها يصعد و يهبط و هي تشعر بالخوف .. عندما رأها هكذا ابتعد عنها فهو لا ينوي ان يؤذيها هو يحبها و لطالما فعل و انه مدرك تماما بأنها تحاول ان تحمي ابنائها على الرغم من ان طريقتها غريبة لكنه سيتحمل لانها سارا .. حبيبته و زوجته السابقة
- " و الان اين الحمام ؟؟ "
تركها تدله على الطريق لحجرة الضيوف.. لم تتحدث إليه.. بل لم تنظر إليه حتى.. فتحت الباب و قالت
- " ستجد كل شيء هنا "
عبر عن امتنانه بان احنى رأسه قليلا و طيف ابتسامه عذبة على شفتيه .. وقف ينظر اليها فأشاحت نظرها عن وجهه و نظرت إلى ثيابه المتسخة
- " اترك ملابسك هنا لاغسلهما "
- " سأفعل .. "
استدارت و اغلقت الباب خلفها .. كان قلبها الصغير يضرب بعنف و كانه يريد الهروب من صدرها .. تنهدت بصعوبة .. فها هو زوجها السابق و حبيبها في منزلها .. يا له من قدر عجيب ان يجمع بينهما صدفة بعد فراق دام لسنوات طويلة .. و ها قد اتت المشاكل .. سمعت صوت باب الحمام يقفل .. ففتحت باب الحجرة مرة اخرى حتى تأخذ ثيابه فتغسلهما .. تصلبت رجليها و هي تنظر إليه شبه عاري إلا من المنشفة البيضاء التي لفها على وسطه .. عضت على شفتيها حتى كادت ان تجرحهما ... تقسم بانها رأت نظراته الجريئة الشيطانية و ابتسامة انتصار على شفتيه .. اذن لقد خدعها حتى يرى ردة فعلها عندما تنظر إليه و هو عاري الصدر .. بجسده الرياضي الذي لوحته الشمس فجعلت لونه ذهبي مشرب بالاحمر ...ان اعتقد بانه سيثير مشاعرها الدفينة و يغيرها .. فلقد فعل .. و نجح ..
وقف بثقة امامها ينظر إليها و هي متوتر و كأنه يتسمتع بالمنظر ..اقترب منها فرأت أن الوشم الذي يحمل اسمها بالغة اليابانية الذي رسمه على ساعده قبل سنوات طويلة لا يزال موجودا و محفورا على جلده .. همس و هو يناولها ثيابه المتسخة .. لم تتحرك لكنها احست بوضوح تصاعد دقات قلبها و خشيت بأن يسمعه او يراه ..
- " تفضلي .. "
تطللب منها مجهود لان تمد يدها و تأخذ ثيابه .. و سرت قشعريرة زادت من الامر سوءا عندما تلامست أصابعهما .. أنه محتال مغري ...
اشاحت عنه بسرعة حتى لا تفعل شيئا قد تندم عليه لاحقا .. و قالت دون ان تلتفت إليه
- " سأعلقهما لاحقا على الباب "
أجابها بشفة ملتوية
- " و لم ؟! تستطيعين ان تدخلي و تضعيهما على الفراش .. سيكون ذلك أفضل "
قبل أن تغلق الباب رمقته بنظرة سريعة و قالت بحدة
- " لا .. كما قلت لك سأعلقهما على الباب "
امسك الباب قبل أن تغلقه و اقترب منها حتى شعرت بانفاسه الحاره تضرب وجهها
- " ماذا يا سارا .. هل تخجلين مني ؟ لقد رأيتني هكذا من قبل .. و أكثر من مرة .."
قرب شفتيه ليقبلها لكنها ابتعدت بسرعة فجذبت الباب بقوة و أغلقته بعنف سمعت صوت ضحكاته الامر الذي زاد من غيضها و أسرعت لان تفجر ذلك الغضب بأبنها الصغير ..
دخلت بقوة حجرة فيكي بالطابق العلوي و اقتربت منه
- " مرة اخرى لا تحضر رجلا لا تعرفه إلى المنزل و تدخله إلا بعد أن تستأذني أفهمت؟"
نظر إليها من طرف عينيه اللامعتين و قد أفزعته بهجومها كانت مستشاضة غضبا و تريد أن تنفس عنه في طفلها الصغير ..
- " لكن يا ماما هو اخبرني بانه يبحث عنك .."
- " و إن يكن .. رجل لم تقابله من قبل .. "
شعرت بالذنب لانها تلقي اللوم على ذلك الصبي الصغير الذي لا يعرف شيئا عن الواقع الذي يعيشه حضنته واضعة رأسه المبلل على صدرها
- " فيكي حبيبي انا آسفة لكنني خشيت عليك .. ارجوك لا تعاودها مرة اخرى .. اتصل بي قبل ان تفعل أي شيء "
- " حسنا يا امي .. هل سيبقى جيمس معنا على العشاء "
من الجيد بأنه لم يكن ينظر إلى تعابير وجهها قالت بنبرة منزعجة
- " نعم اعتقد ذلك .. "
ابتعد عن صدرها و هو مبتهج لقد رأت عيناه تبرقان سعادة
- " رائع .."
استغربت سبب سعادته المفاجأة يبدو بأن فيكي احب جيمس .. يا إلهي ستكون كارثة .. المصائب .. تمتمت بشتيمة فتركت الحجرة و اتجهت لغسل ملابس جيمي المتسخة ..
مسكت بالقميص الابيض بين يديها و تذكرت عندما كانت تغسل في احدى المرات الثياب .. كان جيمي على غير عادته لم يكن وقتها ثملا ..دخل حجرة الغسيل و عندما وجدها واقفة تغسل ملابسه بيدها العاريتين حاوط خصرها من الخلف و الصق ظهرها بصدره العريض .. كانت لحظة حالمة لم تحدث لها منذ وقت طويل منذ آخر صفعة تلقتها منه .. فاجأها بحنيته و صوته عندما اخذ يتنشق رائحة شعرها و يمرر انفه برقبتها ..
- " أحبك يا سارا .. احب رائحة الصابون على جلدك .. "
كانت وقتها تحمل الضغينة على تصرفة في الليلة الفائتة و شجارهما الصغير و بمجرد كلماته تلك نست كل شيء و استدارت تواجهه بعينيها الذابلتين .. غضب من نفسه .. حقد على جيمي المتوحش الذي غدا عليه في الاونة الاخير .. مسك وجهها بين يديه و اخذ يمرر ابهامه على آثار الضربات على وجهها الجميل .. قبل كل أثر و كدمة و أغمضت عينيها حتى تحفظ بتلك اللحظة في ألبوم صورها العقلي ..
- " اعدك يا سارا بأن كل شيء سيتغير .. بل سيعود كما كان على السابق و أفضل "
و دون ان تشعر وجدت نفسها تضم قميصه الابيض و تستنشق رائحته التي بالفعل لم تتغير بل هذه رائحة جيمي المعتادة .. ادخلت الرائحة إلى عقلها و جوارحها لتلعب بكيانها .. دمعت عينياها اللتين لم تنضبا بعد من الدموع التي لم تتوقف عن الانهمار ...
وقفت تنتظر الغسيل حتى يتوقف .. كانت تشعر بشيء من السعادة الدفينة في اعماقها و هي تكوي قميصه و كأن الايام السابقة قد عادت من جديد ..
علقت ملابسه على الباب كما قالت له و كانه كان ينتظرها قبل ان تضعه ففتح الباب و هذه المرة كان منظره أكثر سحرا .. شعره مبلل و مسرح للخلف و رائحة الصابون طاغية و جسده مبلل و لامع .. لمحت الوشم الذي يحمل اسمها بدا أكثر بروزا و وضوحا من قبل ساعات .. و حتى تحمي نفسها من نظراته الثاقبة ناولته ثيابة و ذهبت عنه بسرعه إلى المطبخ ..
وصل جسدها إلى المطبخ قبل قلبها و عيناها ..
و بينما كانت تحضر طعام العشاء سمعت صوت فيكي يتحدث إلى شخص ما.. و من عساه يكون غير جيمس .. انها لا تريدهما ان يوطدا علاقتهما ببعضهما البعض فذلك سيصعب الامور و يعقدها اكثر خاصة و انها لن تتنازل عن طفليها لجيمس .. و ما زالت متمسكة برأيها ..
دخل فيكي و تبعه جيمس بقيمصه النظيف و شكله المرتب و شعره المسرح للخلف لقد طال شعره قليلا و نمت لحيته لتضفي لونا اسمرا على وجهه .. ابتسم لها فارتسمت خطوط السنوات بالقرب من عينيه و برزت اسنانه البيضاء لتعكس بريقها لسارا ..
- " تبدو الرائحة شهية .. ماذا اعددت لنا يا سارا ؟! "
آه كم تحب طريقته في نطق أحرف اسمها كانت مظطربة أكثر مما يجب ان تبدو عليه من قوة فهي لا تريده ان يرى كم هي مشتاقة لها و ضعيفة في حضوره .. تجاهلت سؤاله و وضعت طبق المكرونة الايطالية على المائدة و طبق خضروات آخر ..
جلس على المائدة و عيناه لم تفارقاها ابدا كان يتتبع كل خطوة و حركة تفتعلها .. و لتوترها و شعورها بانها مراقبة من قبل احب الناس إليها جعلها توقع زجاجة الشراب على الارض لتتفتت إلى قطع ..
- " تبا "
نسيت وجود ابنها جالسا معهما على الطاولة .. جذبت الممسحة و اخذت تمسح الشراب عن الارض .. انحنى جيمي و التقط الزجاج بيده فجرح أصبعه الذي بدأ ينزف .. لقد طفح الكيل ... إنه يتصرف بغباء على غير عادته .. ام إنها خطة من نوع آخر .. نظرت إليه بغضب و تركت الممسحة من يدها بعصبية
- " كان بامكانك أن تنتظرني التقط الزجاجات بالممسحة .. "
رفع كتفيه بلا اكتراث و هو ينظر إلى الدم النازف من اصبعه
- " أردت المساعدة فحسب .. سيتوقف الان بعد أن اغسله بماء بارد "
فتح المغسلة و وضع أصبعه تحت الماء البارد .. رأت فيكي يخرج علبة الاسعافات الاولية و يناولها والدته
- " ماما ضعي له ضماد ان الدم لن يتوقف هكذا .. اتذكرين عندما أوقعت الكأس تلك المرة و جرحني ؟.."
ابتسم جيمي في مكانه ثم التفتت لتتلقف عينيه نظراتها الفاحصة .. بدا القلق عليها .. ارتاح قليلا .. انها لا تزال كما كانت ..
اقتربت من جيمي و اخرجت من صندوق الاسعافات الاولية ضماد و قالت دون ان تنظر إليه
- " اعطني يدك "
- " انها لك "
قالها بطريقة مثيرة و هو يمد يده لها .. اخذت تمسح جرحه بمطهر .. كانت تحس به يحدق بها لكنها
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك