بارت من

رواية صورة للذكرى -4

رواية صورة للذكرى - غرام

رواية صورة للذكرى -4

كعادته يلعب بمشاعرها المرهفة و بذلك تنصاع له و لقبلاته اللذيذة .. ابعدته عنها و هي مبتسمة فتساؤلاتها لم تنتهي
- " و لم تريد صبي اذن ؟"
نقر أنفها بهدوء ثم قبل أرنبة انفها الصغيرة
- " حتى يحمل اسمي .. يا أنانية "
- " و ماذا ستسميهم؟"
- " فيكتوريا و فيكتور و فاليري و فينيسا"
فتحت عينيها على اتساع و قالت ضاحكة
- " يا إلهي لقد اخترت الاسماء .. "
- " و لم لا ؟ ألا يعجبك اختياري؟ "
- " بالطبع .. "
- " و لم هذه الاسماء بالتحديد ؟ "
- " لأن فيكتوري هو انتصار حبنا على كل شيء "
أنه رائع بكل ما فيه حتى بنظراته التي يرمقها به أنها تستطيع أن ترى الحب في عينيه دون ان ينطق بها و الان كيف يتركها وحدها للقدر يتصرف بها هو و والدها يلعبان بها .. حاولت ان تتحرى اخباره من أي شخص تقابله لكن لم يجدي ذلك نفعا .. أرادت أن تخبره بأنها انجبت منه فتاة جميلة لها روحه الرائعة و طلته البهية التي ترفع بها قلبها و يقرصها الألم كلما تذكرته ..

-7-
و مع إنتهاء صفحات الكتاب السنوي المليئة بالذكريات البريئة و السعيدة التي امامها ..يبقى الحزن طاغيا لأيام ولت و تود ان تعود بالزمان لمجرد أن تغير أفكار و مباديء والدها التقليدية و ان تمحي الخلافات العائلية و تعيش بهناء و صفاء مع من تحب ...
حتى مع عودتها لحجرتها و محاولتها للنوم لم تكتفي سارا بتذكر تلك الأشياء بل أرادت ترتيب ذكرياتها لعلها تجد بذلك راحة البال التي افتقدتها منذ سنوات الهجران و القهر و الفترات العديدة من الانقطاع عن جيمي أثرت بها نفسيا و صحيا حتى لدرجة بانها لم تستطع تربية أبنتها و متابعة دراستها فقررت أن تتخلى عن أحد الشيئين و كعادة والدها يحشر نفسه بكل الامور التي تتعلق في سارا لذلك لم يدعها تتخلى عن دراستها و أخبرها بأنه سيأخذ فيكتوريا و سيعتني بها ريثما تحصل على الشهادة الجامعية أي بخلال سنتين .. وافقت على شرط بأن تزور ابنتها كل عطلة إسبوعية و قد تأخذها في أوقات عندما تكون الدراسة خفيفة .. وافقها والدها املا بأن تنسى ابنته جيمي من خلال اجتهادها و انشغالها بالدراسة و تربية ابنته التي أراد والدها يوما ما أن تجهضها لكنها أبت فهي بضعة من حبيبها و توأم روحها و ستحمل اسمه ما حييت و هي فيكتوريا بروكس ...
عاد ستيف إلى نيوجيرسي بعد أن أنهى الجامعة و عمل هناك مستشارا قانونيا تاركا بذلك أخته في شقة صغيرة حتى تعتمد على نفسها.. في باديء الامر أراد والديها ان يقيما معها حتى تنهي السنتين بسلام لكنها رفضت على أساس بأنها نضجت و لم يعد جيمي في بالها إطلاقا ..صدقها والدها لكنه كان يرسل بين فترة و أخرى شخصا يطمأن عليها ... و في أحد الأيام اتصلت سارا بكريستين صديقة الطفولة التي لم تقابلها منذ سنتين تقريبا قضتهما في منهاتن أخبرتها الأخرى بأنها تدرس العلوم السياسية في جامعة واشنتون العاصمة و تبدلا أطراف الحديث الذي لا تزال تذكره حرفا بحرف
- " لا تعرفين كم اشتقت إليك يا سارا "
- " و انا كذلك .. اخبريني كيف حالك ؟ و لم غادرت بهذه السرعة؟؟ للأسف بانه لم يتسنى لي وقت للتحدث معك أو لزيارتك لكني سأفعل في عطلة الاسبوع فما رأيك ؟"
- " يا إلهي هذا رائع لا أصدق "
- " فهل لك أن تقليني من المطار ؟ سأبقى معك ليومين ثم اعود مرة اخرى الى واشنتون "
- " بالطبع سأفعل .. لا أصدق باننا سنرى بعضنا فهناك الكثير الذي أود إخبارك به "
- " و أنا كذلك .. أحمل لك أخبارا ستسعدك "
- " لا أطيق الانتظار "
- " حسنا أطلت عليك .. أراك يوم الجمعة في التاسعة لا تنسيني "
- " لن أفعل "
تعانقتا بقوة عندما استقبلتها سارا في مطار منهاتن و تبادلتا بعض النكات على تغير أشكالهما خلال السنتين فسارا بدت اكثر نحافة من قبل و شعرها الطويل قد قص ليصل إلى أسفل أذنيها بينما العكس لكريستين فقد أصبحت بدينة بعض الشيء و شعرها الأشقر قد غدا طويلا يلامس كتفيها الممتلئين , علقت بأنها تقضي أوقاتا كثيرة في السهرات الجامعية مع العديد من الشبان و أنها قد تعرفت على شخصا يبادلها قصة حب رائعة .. تأثرت سارا بحكاية صديقتها و تذكرت قصة حبها التي فشلت مع جيمي ..
- " بالحديث عن جيمي يا سارا ألا تعرفين أخباره ؟ "
أنزلت سارا رأسها حزنا و ركزت على الطريق الذي تقوده إلى شقتها الصغيرة في قلب منهاتن و هي قريبة جدا من الجامعة التي ترتادها
- " سارا ..أين ذهبت بتفكيرك ؟ لم تجيبي على سؤالي "
انتبهت لكلام صديقتها و أبعدت عن رأسها هلاوس جيمي
- " آسفة .. كنت أركز على الطريق .. أنظري هذه هي البناية التي أسكن فيها "
ركنت سيارتها في موقف مخصص لها .. دعت صديقتها للدخول التي أبدت إعجابا بالمفروشات و الأثاث البسيط
- " إنها صغيرة و دافئة .. أحببت طريقة تأثيثها "
- " شكرا .. إنه ذوق ستيف "
- " آه ستيف .. كيف حاله ؟ "
- " لقد تخرج و يعمل الآن مستشار قانوني في إحدى مكاتب المحاماة "
سارت نحو المطبخ فتبعتها كريستين و قالت عندما رات سارا تخرج طبق من الفرن
- " ياه كيف تعرفين بأنني جائعة ؟ "
- " حقا انت جائعة ؟ "
- " بل سأموت جوعا .. يبدو شهيا.. ما هو ؟ "
- " اجلسي .. إنه فطيرة دجاج علمتي إياها والدتي "
قضمت منه قطعة و بان على تعابير وجهها بأنها استطعمته فأخذت قطعة اخرى و ثانية حتى انهت الطبق كله بمساعدة سارا .. و في أثناء جلوسها و حواراتهما حول كل الأمور تحدثت كريستين كثيرا عن حياتها خلال السنتين و المستجدات و علاقاتها مع الشاب الجديد الذي تعرفت عليه مؤخرا و أخبرتها بأنها أصبحت تأكل كثيرا و الان هي تتبع حمية لانها لا تود أن تخسر شابها و وافقتها سارا على ذلك .. أدركت كريستين بانها تحدثت كثيرا عن نفسها و أتى دور سارا .. أخبرتها سارا بسبب مغادرتها نيوجيرسي بتلك السرعة و كان ذلك امرا من والدها حتى تضع طفلتها هناك بيعدا عن كلام المعادين .. صدمت كريستين عندما علمت بأن سارا اما و الذي صدمها اكثر عندما عرفت بأن والد الطفلة هو جيميس بروكس .. بالطبع و من عساه يكون ..
- " لن تصدقي إذا بما سأخبرك به "
ساورها الشك و الارتياب عندما تلفظت كريستين
- " ماذا ؟ "
- " لقد قابلت جيمي قبل إسبوع "
فتحت عينها على اتساعهما و بدأ قلبها بالخفقان المتسارع
- " أين ؟ "
- " في واشنتون.. "
عقد لسانها فهي لم تعد تعي السؤال التالي الذي تود قوله , فهمت كريستين سبب اضطرابها فتكلمت
- " لقد قابلته في أحدى المقاهي لم يكن بمفرده بل كان معه رجل كبير بالسن يبدو انه والده .. توتر و اضطرب و كانه رأى شبحا أمامه لكنه تبعني عندما رآني ابتعد "
- " لم ؟! "
- " أوقفني ليلقي التحية علي و من ثم سألني عنك "
- " هل فعل ؟ "
وضعت يدها على قلبها حتى يكف عن ضرباته المتسارعة و هي تترقب جوابها
- " و لم لا يفعل يا سارا ؟ جيمي متيم بك و هو لا يعرف شيئا بأمر وجود طفلته .. اخبرني بأنه يود التحدث معي فخرجت معه في اليوم التالي .. تحدثنا سوية و أفهمني بأنه يريد الاتصال بك و كان يحاول ان يصل إليك بشتى الطرق لكنه لم يستطيع ..أنه لم ييأس يا سارا .. أخبرني بانه عاد إلى نيو جيرسي و أراد التحدث مع والدك و ستيف لكنهما لم يعطياه المجال بل طرداه من المنزل "
- " يا الهي لا أصدق ما تقولين .. متى حدث ذلك ؟ "
- " قال قبل سنة تقريبا .. لكنه توقف عن ذلك عندما انشغل بأعماله "
- " أعمال ؟ "
- " نعم فهو يدير شركة والده بينما الآخر مشغول في الكونغرس ..انتي تعرفين "
انقبض قلبها و هي تسمع اخبار حبيبها .. فاسترسلت بالاسألة تريد ان تعرف المزيد و المزيد ..
- " ألم يكمل دراسته ؟"
- " لا .."
تضايقت ..
- "يا إلهي .. لم ؟! انه عبقري .."
- " لم يخبرني بالتفاصيل كان مشغول جدا "
- و ماذا أيضا ؟ ألم يخبرك عن سبب مغادرته المفاجئة ؟"
كانت تريد ان تعرف كل شيء عنه و لا تعرف لم لم تنطق كريستن بذلك و تخبرها عنه منذ الصباح عندما اقلتها من المطار
- " قال بأن هناك ظروف و ضغوطات لم يخبرني بالتحديد لكنه أراد أن يطمأن عليك "
- " هل أخبرته بأنني في منهاتن ؟ "
- " نعم .. و يود ان يقابلك ليفسر لك الأمور بنفسه "
شعرت بدوار و هي تسمع آخر كلمة قالتها لا تصدق بأن الأمل يعود لها من جديد ستقابله و أخيرا و لكن كيف و والدها يحاصرها من كل جانب و يضع عليها نظام مراقبة مشدد
- " كيف سأقابله و والدي يراقب كل تحركاتي؟ "
- اسمعي يا سارا .. بصراحة لقد أتيت إلى هنا لأساعدكما .. أقسم لك بأن نبرة الحزن و الحسرة التي يتكلم بها جيمي عنك جعلتني أريد أن أساعده فلذلك أنا هنا "
- " حقا ؟ "
- " نعم يا يارا .. جيمي اختلف عما كان عليه بالسابق لقد غدا رجلا ناضجا و هو في التاسعة عسر من عمره .. انه يحبك كثيرا و لقد لمست ذلك من خلال عينيه و صوته الحزين "
دمعت عينا سارا و هي تسمع هذه الكلمات الرائعة التي تشقعر لها الابدان .. جيمي يا حبيبي ها انا اعود إليك و الفضل كله يعود إلى كريستين .. احتضنتها بقوة و قالت بصوت مجروح و بنفس الوقت سعيد
- "أحبك يا كريستين أنت صديقة رائعة "
- " هذا واجبي .. أعرف بأنك ستكونين بجانبي يوم ما عندما أحتاج لك "
- " صدقي باني سأفعل ... لكن ماذا الآن كيف نتصرف ؟"
اقتربت كريستين منها يتهامسان و كأن هناك شخصا ثالث معهما يستمع إليهما
- " اسمعيني جيدا ..هناك طائرة تغادر غدا إلى واشنتون "
أغمضت عينيها تحاول أن تشعر بوجودها على الارض فكل الابواب تفتح أمامها بعد أن خذلتها..
- " و سأبقى أنا هنا في مناهتن و أكون سارا بينما تذهبين و تعودين بسرعة .. سأغطي عنك و أحول لك مكالمات والدك المزعجة "
ضمتها بقوة و قبلت جبينها و هي تبكي
- " أحبك يا كريستين .. و أحبه "
- " أعرف ذلك .. و الآن استعدي لتغادري غدا "
كانت واقفة منبهرة تنظر إلى المبنى الضخم أمامها بلونه الرمادي و بنوافذه العملاقة التي تعكس منظر المباني المرتفعة أمامها انه مكان مهيب بالنسبة لها فهذا هو العنوان التي أعطتها إياه كريستين صديقتها فكرت لحظة رات المدينة إن كان ما تفعله هو الشيء الصحيح خاصة بعد أن ألقت نظرة على لباسها العملي فعندما رأت سيدات الاعمال بتنانيرهن القصيرة و المعاطف الباهضة الثمن و بالكعب العالي المرتفع الذي يظهر قوامهن الممشوق ترددت فهي ترتدي بنطال فضفاض و حذاء رياضي و بلوزة بيضاء قصيرة جدا و أي حركة تقوم بها تظهر بها بطنها و سرتها .. بينما شعرها القصير يتطاير مع الهواء .. ترددت قبل الدخول و كادت أن تتراجع للخلف و تعود ادراجها من حيث أتت أو على الأقل تعود لتغير ثيابها العملية المريحة لأن النظرات الان تلتفت عليها و بالاخص رجل الامن الذي اقترب منها و سألها
- " هل من خدمة ؟ "
ابتسمت له بتوتر تحاول ان تفكر بشيء تقول لذلك الرجل الضخم الذي لا يختلف عن ضخامة المبنى
- " نعم .. أريد أن أقابل .. أعني ... هل يعمل .."
- " آنستي .. من تريدين أن تقابلي؟ "
- " جيمس بروكس "
- " السيد بروكس ؟!"
شعرت برغبة في الضحك فذلك الفتى الذي تعشقة أصبح شخصية مهمة يلقب بالسيد و هو يعمل في هذا المبنى الضخم .. لقد رات العديد من المباني الشاهقة الارتفاع لكنها لم تفكر في يوم من الايام أن يكون لها علاقة بشيء من هذا القبيل و بالاخص لم تفكر بأن هذا اليوم سيكون قريبا
- " نعم "
- " هل لديك موعد ؟!"
- " لا "
- " حسنا خذي المصعد إلى الطابق الاخير و من ثم اتجهي إلى موظفة الاستقبال فهي ستساعدك "
- " أشكرك"
- " على الرحب و السعة "
مشت بخطوات مترددة و ضغطت على مفتاح المصعد و ما أن فتح حتى صدمت لعدد الطوابق فضغطت على آخر طابق و أرتفع بها المصعد بسرعة .. شعرت بدوار فهي لديها فوبيا (رهاب) الارتفاعات لكن الخوف من مقابلة جيمي أرعبتها أكثر من فكرة الارتفاعات و بأنها خمسة و عشرين طابق مرتفعة عن الارض .. فتح باب المصعد فخطت خارجا و اتجهت إلى موظفة الاستقبال التي ابتسمت لها و وضعت سماعة الهاتف عن أذنها
- " مرحبا .. كيف أخدمك ؟ "
- " أود أن أقابل السيد بروكس اذا سمحت "
- " السيد بروكس ليس هنا .. لكنه سيصل قريبا اذا لم تمانعي بانتظاره "
- " لا بأس سأنتظره "
- " تفضلي "
أشارت لها بالجلوس حيث المقاعد الموجودة في الردهة الداخلية و من بعدها يوجد باب ضخم يختلف عن الابواب الاخرى أنزلت حقيبتها عن كتفها و أخذت تنظر في المكان التي هي به فركت يدها بأصابعها كانت متوترة أكثر مما ظنت فالموقف يبدو لها مهيب أكثر من أنه مبهج
- " هل أحضر لك شيئا لتشربي ؟ "
- " لا .. شكرا "
كانت تنظر إلى الباب الذي يفصل القاعة التي تجلس فيها و الاستقبال حتى أتى رجل طويل يرتدي بذلة رسمية و يتبعه ثلاثة رجال خلفه ببذلهم أيضا وقف يتحدث معهم ثم أرشدهم إلى حيث القاعة التي تجلس هي فيها دخل و دخل عطره قبله لتتوقف بهذه اللحظة دقات قلبه من المنظر الذي رآه.. فتصلبت رجلاه.. و وقف يحدق فيها .. غير مصدق .. وقفت هي بارتباك و عضت على شفتيها كانت ترتجف و شعرت بأن حرارة غريبة اكتسحت جسدها.. فتح فمه لكنه أغلقه بضع مرات كان الرجال الثلاث خلفه واقفين ينتظرون حركة منه ليرشدهم الى الدخول لكنه بدل من ذلك دخل و تجاهل الواقفين خلفه و اقترب منها و كل خطوة يخطي باتجاهها تزيد من ضربات قلبها.. حتى تكلم أخيرا بصوت هاديء جدا و مدهش
- " أهلا "
شعرت بالخجل من نظراته هي غير مصدقة بأن الواقف أمامها هو جيمي
- " أهلا "
هذا كل ما استطاعا ان ينطقا به ( اهلا ) بعد سنتين من الفراق ؟!
وقف ينظر إليها مستمتعا بمنظرها أمامه .. كان شارد الذهن يتذكر صورتها قبل سنتين لكن احد الرجال الثلاث اقترب من جيمي و همس بإذنه ليوقظه من سرحانه .. فالتفتت جيمي نحوه و قد استوعب وجودهم معه
- " آه طبعا طبعا .. أنا أسف .. تفضلوا "
فتح لهم الباب الكبير و أشار لهم بالدخول ثم ااستدار مرة أخرى الى سارا التي وقفت تحدق به و بمنظره الذي اختلف كليا خلال السنتين فغدا ذلك الفتى رجل بكل معنى الكلمة كما قالت كريستين ببذلته و عرض منكبيه و شعره الذي قص بطريقة مختلفة ليصبح أوسم و أجمل من ذي قبل
- " سارا .. "
قبل أن تفتح فمها اقترب منها و عبطها بقوة بين ذراعيه بقوة كادت أن تكسر ضلوعها قربها من صدره و أخذ يتنفس من خلال شعرها و يستنشق رائحة عطره أغمض عينيه مستمتعا بهذه اللحظة كما فعلت هي ..و أخيرا ذاب التوتر و الخوف بعناقه و القرب منه قبلت رقبته فسرت قشعريرة بجسده جعلته ينتفض و يبتعد عنها .. أخذ يدها و قبلها ثم نظر الى عينيها مطولا
- " كيف؟! "
لم تخرج الكلمات من فمه بل من عينيه لعبت بخصلات شعرها الذي طال كثيرا بالنسبة له و قالت مبتسمة ..
- " كريستين .."
وضع يده على رأسه مخللا أصابعه بين شعره بطريقة مثيرة لطالما عشقتها و قال و هو يضحك
- " آه بالطبع كريستين .. لقد نسيت .. مر على حديثنا شهر تقريبا "
ابتسمت له هذا كل ما استطاعت أن تفعله بالوقت الحاضر ..
- " لا علينا من ذلك .. سارا .. اذهبي إلى شقتي و سأوافيك خلال ساعة .."
ارادت أن تمتنع لكنه وضع سبابته على شفتها ممررا إياه بين شفتيها و كأن بلمسته هذا اشتعل بدنها بأكمله .. تركها واقفة و النار تلهب بجسدها و اتجه إلى موظفة الاستقبال
- " اريدك أن ترسلي الآنسة إلى شقتي "
- " لك ما أردت سيدي "
عاد إلى حيث تقف سارا و تكلم بهدوئه المعتاد
- " سيأخذك السائق إلى شقتي .. خذي راحتك .. و سأكون عندك قريبا ريثما انتهي من ضيوفي "
- " لا تزعج نفسك يا .. جيمي"
شعر بأنه يريد أن ينهلها بقبلاته ما أن نطقت بلقبه الذي لم يسمعه مطولا فكل ما سمعه خلال السنتين هو ( جيمس) أو (سيد بروكس )
- " سارا هناك الكثير لأن نتحدث عنه .."
أومأت برأسها فاقترب و طبع قبلة حانية على شفتيها .. أرادت ان تتعلق برقبته و تذهب معه بعالم جميل عاشته معه من قبل سنتين ..
سارت مع موظفة الاستقبال لكنها بكل خطوتين تبتعد عن جيمي تحس بأن قلبها يخرج من صدرها استدارت تنظر لتجده واقفا في مكانه يحدق فيها و هي تبتعد و ما أن وقفت في المصعد نظرت إليه و كأنها تراه لآخر مرة اخبرها بنظرته بأنها لا تزال ملكه و له ...
وقف السائق أمام البناية الكبيرة التي توجد بها شقة جيمي ثم نزل و فاتحا الباب و مشيرا لسارا بالدخول و بعد أن دخلت أغلق الباب خلفها بعد ان وضع حقيبتها الصغيرة .. سارت في الردهة الضيقة حتى غرفة الجلوس الواسعة بأثاثها الابيض و الاسود البسيط لكنه ينم عن ذوق رجالي أنيق و كذلك الارضية البيضاء الواسعة كانت غرفة الجلوس عبارة عن دائرة مرتفعة أكثر من مستوى الارض تحيطها نوافذ تبدأ من السطح و تنتهي إلى الارض مشكلة قوس يعكس منظر المدينة بمابينها الشاهقة و المرتفعة .. من غرفة الجلوس سارت حتى المطبخ الكبير الذي يطلع على غرفة الطعام بشباك مفتوح .. كانت اللوحات المعلقة رائعة بكل معنى الكلمة فهى ضخمة و لها ألوان تتدرج من الاحمر حتى الازرق و الاصفر .. عادت إلى غرفة الجلوس مرة أخرى لتجد درج زجاجي أضىف على الشقة ديكورا خلاب في احدى الزوايا يشير إلى نصف طابق صعدته بهدوء لتجد غرفة زجاجية فتحت الباب فوجدت فراش واسع.. اذن هذه هي غرفة نوم جيمي بدت كبيرة و تطلع على غرفة الجلوس من جهة و من النفذة تطلع على الحديقة الخارجية للمبنى الراقي .. انها شقة خياليه و تبدو باهظة الثمن لوجودها في هذا المبنى المرتفع الذي له مطلع ساحر .. وضعت حقيبتها على فراش جيمي و أخرجت منها ثيابها ثم دخلت إلى الحمام لتاخذ شاور سريع ...حتى تستعد لان تقابل جيمي بأجمل طلة لها ..
كانت تنمنم بأغنام لأغنية معروفة و هي تفرك رأسها في هذا الحمام الذي يشبه حمامات الفنادق ذي الخمسة نجوم أحست بيد تحيط خصرها و كادت أن تصرخ لولا صوته المثير يحدثها
- " لابد بانني احلم .. سارا مولر في منزلي .. و تستحم بحمامي .. "
اسندت جسدها العاري على صدره لتكتشف بأنه دخل تحت الدش ببذلته الرسمية التي تبللت فاستدارت تنظر إلى عينيه الجميلتين
- " أنت لا تحلم .. بل أنت في حلمي أنا "
- " لا أصدق "
- " و كيف لي أن أقنعك و أجعلك تصدق بانها الحقيقة .. "
قال بطريقة ساحرة و مثيرة ..
- " قبليني "
قربت شفتيها منه فأخذها بشوق و راح يقبلها بنهم و شغف مكبوت طوال سنتين ليست بقليلة كانت تقبله و هي تفتح أزرة قميصه و تلقيه على الارض و تقترب لتلصق جسدها المبلل بصدره العاري حتى يتفاعلا تحت الماء المتساقط عليهما بدا كثيرا لدرجة جعلتها تغيب عن العالم بين أحضانه حملها بين ذراعيه خارج الشاور و ألقاها على فراشه و انضب فوقها ليعبر لها عن اشتياقه و عشقه لها جسديا ...
بقيت بين يديه لساعات طويلة غاص وجهه بشعرها الحريري ذو رائحة الخوخ الشهي همس في أذنها
- " آه يا سارا كم اشتقت لك يا حلوتي "
- " و أنا كذلك يا جيمي "
- " أحب أن تنطقي باسمي بطريقتك اللطيفة .. لقد اشتقت لاسمي أيضا .. فهنا غالبا ما ينادوني بجيمس او بروكس أو .."
تحمست لهذا الحديث الذي أضحكها اليوم صباحا فاستدارت لتواجهه
- " نعم رأيت ذلك هذا الصباح .. لا أعرف لم شعرت برغبة في الضحك "
- " و لم تضحكين ؟!"
- " لا أعرف ؟ ربما لأن .. أعني لم اسمع احدا يناديك بتلك الطريقة من قبل .. عندما أخبرتني كريستين بانك تدير شركة والدك لم يخطر ببالي أن الامر سيكون جديا إلى هذا الحد "
- "آه حقا ؟.. ماذا اعتقدتي إذا يا آنسة مولر ؟ "
ضحكت بصوت منخفض فاقترب و طبع قبلة صغيرة على شفتيها
- " لقد تغيرت يا حلوتي ؟ "
- " كيف ؟ للأفضل أم للأسوأ ؟ "
- " لطالما كنت جميلة و مختلفة عن الباقيات "
- " الباقيات ؟ "
سألته و قد شعرت بالخوف مما سيقوله .. هل قابل غيرها خلال السنتين ؟ و لم لا يفعل ؟ هو رجل و شاب و ووسيم
- " لا لا .. لا تفهي ذلك بتلك الطريقة .. ليس هذا ما أعني يا حبي .. أعني الباقيات النساء بمجملهن "
تنهدت بارتياح لكنها دفعته عنها قليلا
- " هل أنت متأكد ؟ "
- " بكل تأكيد .. صدقيني يا سارا بانني لم أقابل امرأة بعدك إلا اللاتي يعملن معي "
- " و هل هن جذابات ؟ "
- " ليس مثل جاذبيتك .. انت لست من هذا العالم"
ضربته بخفة على صدره و هي تضحك
- " يا لك من منافق معسول اللسان .. "
- "منافق ؟! "
- " نعم .. لقد رأيت بعضهن .. لكن لا عليك لست هنا كي أحاكمك على ماذا فعلت خلال السنتين .. "
- " سنتين مرت و كأنها عشرون سنة لا تعرفين كم تعذبت خلالها لقد بحثت عنك في نيوجيرسي و عندما أغلقت الابواب بوجهي عرض علي أبي فكرة المغادرة حتى تهدأ الامور لقد طاوعته ظنا بانك لا تريدين مقابلتي .. او لا تريدين اية علاقة بي ..لا اعرف يا سارا امور كثيرة اتت في بالي .. لا علينا من ذلك الان لن نفتح باب الآلام و المواجع ..المهم هو انك هنا و بين يدي و لن ادعك تغيبين عني بعد ذلك .."
- "لكن يا جيمي يجب ان تعرف ماذا حل بي .. من المستحيل ان تظن باني لا اريدك .. بل انت الوحيد الذي ممكن أن اخسر من اجله العالم .. لقد حبسني والدي في حجرتي حتى يوم التخرج المشؤوم .. كنت أبكي طوال اليوم و لا آكل فخشي أن يفقدني "
- " لم ذهبت إلى منهاتن ؟ "
لقد اتى وقت قول الحقيقة جلست و أسندت رأسها على ظهر الفراش فرفع رأسها و جلس بالقرب منها أنزلت رأسها و هي قلقة بل خائفة من قول الحقيقة له أمسك يدها و قبلها برقة ثم نظر إلى عينيها
- " ما بك يا حلوتي ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟ "
أومات برأسها دون أن تنظر إلى عينيه .. لكنه رفع وجهها برفق
- " سارا ؟! انظري إلي ؟ .. ما بك ؟ "
اضطرب صوتها في حنجرتها
- " يجب ان تعرف يا جيمي بأني آسفة كل الأسف و أني حاولت بشتى الطرق لأن أبحث عنك .. لن تصدق بأنه وضع رجال يراقباني في كل مكان و كأني سجينة .. و أي شيء أقوم به يكون لديه علم به .. حتى الآن .. أنا خائفة يا جيمي خائفة جدا "
- " من من ؟!"
- " لقد هربت من المنزل و بقيت كريستين هناك .. سأرجع غدا .. حتى لا أنكشف "
صدم من كلامها .. هل من المعقول ان يسجن رجل ابنته بسبب رجل احبته و لا تزال ...
- " ماذا ؟! "
- " نعم .. هو لا يريدك أن تقترب مني .. أنه يعرف بانك ستاتي يوم ما لذلك بقي يراقبني "
شعر بالعصبية ازاء تصرفاته الغريبة
- " لا أعرف ماذا يحمل ضدي "
- " اسمك و والدك و ..."
هز يدها و نظر إليها بارتياب
- " و ماذا ؟ "
أنزلت بصرها مرة أخرى و هذه المرة تكلمت بشجاعة مهزوزة
- " السبب .. جيمي أبي جعلني اغادر إلى منهاتن حتى يخفي على الناس حملي "
- " حملك ؟!!! "
- " نعم .. "
- " أتعنين ؟!!!"
- " نعم .. جيمي أنت أب لطفلة جميلة "
اتسعت حدقة عيناه و رفع يديه على رأسه و بقي ساكتا لفترة طويلة .. انتابها الهلع بدا غاضبا جدا فقالت حتى تخفف من تلك العصبية
- " صدقني لم يكن بيدي شيء أفعله أرجوك افهم "
اشاح ببصره عنها و قال متهجما
- " أعرف ذلك .. لكن ليس لوالدك الحق بان يخفي علي أمر كذلك "
- " نعم لذلك اخذني إلى منهاتن , وضعت هناك و بقيت سنة معها قبل الالتحاق بالجامعة و بعد ذلك اخذها معه إلى نيوجيرسي و أزورها كل عطلة أسبوعية و في المناسبات و بعض الاحيان تبقى معي لاسبوع "
- " لا أصدق لا أصدق "
كان الغضب يتطاير من عينيه فوقف على رجليه و ارتدى بنطاله القصير و خرج من الغرفة و عندما تأخر في العودة جذبت الملاءة و لفت بها جسدها و خرجت تبحث عنه فوجدته جالسا على البار في غرفة الجلوس و رأسه بين يد و في اليد الاخرى كأس.. اقتربت منه و لمست ظهره العاري و طبعت قبلة على رقبته .. همست في أذنه و هي تقبل رقبته
- " الآن وجدتك يا جيمي "
و كأن كلمتها و قبلاتها خففت عنه فاستدار و ضمها إليه بقوة
- " لن اتركك مجددا يا سارا.. ابقي معي هنا "
ابتعدت عنه .. مسحت على شعره
- " يجب أن أعود حتى لا يكتشف أبي الامر .. يجب أن نكون أذكى منه "
- " دعيه يكتشف الشيء الذي لا يستطيع ان يفعل ازاءه شيئا ... لا يستطيع ان يبعدني عنك و عن ابنتي بعد اليوم .. هناك رابط يجمعنا يا سارا "
- " لا جيمي .. انتظر حتى نضع خطة مناسبة "
- " لا شيء أنسب من أن نذهب معا إلى نيوجيرسي و ناخذ ابنتنا و نعيش معا "
- " أعرف ذلك لكنه .. ارجوك جيمي لا اريد أن اخسرك مجددا"
- " سارا سيرضى والدك بالواقع .. استطيع ان اعيلكما "
- " صدقني أعرف .. لكن هناك طريقة أفضل .. ارجوك تفهم .. انا في منهاتن ادرس هناك "
- " تستطيعين أن تحولي دراستك إلى هنا و نعيش معا "
- " حسنا لدي فكرة أفضل .. نذهب خلال العطلة الاسبوعية إلى نيوجيرسي و نتكلم مع والدي .. دعنا الآن نستمتع معا "
سكت قليلا ليفكر بعدها ابتسم لها فشعرت بأن الامور بدات تتحسن لهما فتعلقت برقبته و قبلته طويلا بادلها العناق ثم ابعد شفتيه بهدوء و نظر اليها
- " كيف تبدو ؟ "
- " من ؟! فيكتوريا ؟"
ما أن سمع الاسم حتى ابتهج و برقت عيناها
- " اسميتها فيكتوريا ؟! "
اومأت برأسها بسعادة
- " نعم كما أردت أنت .. لها عينيك "
- " اذا هي جميلة لانها تشبهك .. لا اصدق يا سارا بأن اصبح لدينا طفلة .. اتمنى أن أراها و احملها بين ذراعي "
- " جيمي .. تعال معي هذا الاسبوع إلى منهاتن "
- " تقولين بأن والدك وضع رجال لمراقبتك "
- " نعم هذا صحيح .. سأخبره بأنني أقضي معظم الوقت بالجامعة و بهذا أقابلك و نستطيع ان نخرج و أريك منهاتن انها رائعة .. و في العطلة نذهب إلى نيوجيرسي و نواجه والدي .. ماذا قلت ؟ "
- " بالطبع سأوافقك .. هل أرفض أن ابقى معك اسبوع لوحدنا ؟ "
- " أحبك .. أحبك .. أحبك "
- " أعشقك .. أعشقك .. "
حملها بين ذراعيه و سار بها إلى الحجرة و قال و هو متيم بعينيها
- " من سمح لك بمغادرة الفراش ؟ "
أجابته بمكر
- " لأنك غادرته غاضبا "
اخذ شفتيها بقبلة و قال بصوت آمر..
- " غير مسموح "
- " أمرك سيد بروكس .. "
ضحكت : " يجب ان اعتاد على الامر"
فتحت عينيها باليوم الثاني و هي تشعر بنشاط تام استدارت ناحية جيمي لكنها لم تجده و بدل منه وجدت ورقة كتب عليها ( ذهبت إلى العمل كي أنهي بعض الامور ..سأكون عندك بعد ساعتين سنغادر معا اليوم إلى منهاتن في الرابعة مساءا.. احبك"
أخذت الورقة و دارت بالحجرة و هي ترقص بسعادة ..
كانت ممسكة بالورقة التي كتبها لها قبل سنوات طويلة بيدها الان و كما هي لم تتعوج أو تخترب بل احتفظت بها كما احتفظت بباقي ذكرياتها بالصندوق و حفضتهم في قلبها قبل أي شيء ..
تناولت صورة تحمل فيها أجمل انواع السعادة لها.. أخذت هذه الصورة و هما متجهان إلى منهاتن على متن الطائرة.. كانت الصورة لهما يضحكان من قلبيهما و صورة أخرى يقبلها و صور ثالثة وضع يده على عدسة الكاميرا فلم تلتقط إلا أصابعه و طرف عينيه الزرقاء ..
حملت صور أخرى له متخفي بثياب امراة كانت صورته مضحكة جدا ارتدى فستان كبيرا و حذاء رياضي و وضع على رأسه شعر مستعار أشقر و ارتدى نظارات كبيرة أخفى بها عينيه و لم تنسى سارا أن تضع له أحمر الشفاة و تجعله يحمل حقيبة يد صغيرة .. تخفى بهذا المنظر المضحك كل يوم خلال الاسبوع تقريبا حتى لا ينتبه عليه الرجال الذين يراقبونها على الرغم من أنهم شكوا بالامر إلا أنهم لم يعلقوا أو يخبروا الجنرال بذلك .. مر الاسبوع بسرعة كبيرة أخذته إلى جامعتها و قضى معظم الوقت معها بالشقة و الذهاب إلى السينما و المسرحيات في برودواي و الاستمتاع في مقاهي نيويورك الساهرة ة بالاضافة إلى الرحلات إلى سينترال بارك و رحلات على متن الزوارق .. استمتعا إلى أن اتى الوقت الذي استعدا به نفسيا لمقابلة الجنرال المتسلط قاد جيمي معظم الطريق إلى نيوجيرسي و اتصلت سارا لتخبر والدها بأنها قادمة إلى المنزل لتقضي معهم يومان..
ركن السيارة بالخارج .. اخذ يد سارا و تكلم بهدوء عندما رأى الخوف يتسلل إلى عينيها
- " سيكون كل شيء على ما يرام .. أعدك "
- " اتمنى ذلك "
- " أهدئي يا حبي "
- " انا بخير .. هيا "
خطا إلى حيث الباب فتحته سارا و صاحت بهم
- " أبي .. أمي .. فيكتوريا عزيزتي .. أين انتم "
سمعت صوت والدها ينده عليها من غرفة الجلوس
- " هنا.. تعالي "
ما ان دخلت غرفة الجلوس حتى ركضت فيكتوريا باتجاه والدتها و هي تناديها : ماما .. ماما
حملتها بين ذراعيها و قبلتها
- " أهلا حلوتي .. يا حبي اشتقت لك "
استدارت إلى الخلف لتنظر إلى جيمي الذي اقترب لاشعوريا و أخذت ابنته بين يديه و أخذ يقبلها وقف ستيف و الجنرال مدهشين و أراد ان يقترب ليأخذ فيكتوريا من يده لكن سارا منعته
- " توقف يا أبي .. بالله عليك انها ابنته "
- " ماذا يفعل هنا ؟ "
سأل و الغضب يتطاير من عينيه التي توسعت حدقتها .. و ما أن سمع جيمي نبرة صوته اجابه بحدة
- " ماذا تعتقد أني أفعل هنا يا حضرة الجنرال ؟ "
- " اخرج من منزلي حالا "
أراد ان يضربه لكن السيدة مولر جذبته إلى الخلف و تكلمت بصوت هاديء
- " توقف يا ادوارد .. ارجوك لا تنفعل لسلامة قلبك "
- " كيف لي أن لا انفعل يا كارلا انظري انظري إلى ابنتك من احضرت ؟ "
تكلمت سارا لتستعطف والدها الغاضب
- " أبي أنه جيمي والد فيكتوريا حبيبي الذي حرمتني منه "
- " لا أصدق ما اسمع يا كارلا .. ستقتلني هذه البنت "
جذبته كارلا إلى غرفة الجلوس
- " ادخل .. اجلس يا ادوارد ارجوك "
سمع الجنرال ستيف يتحدث إلى جيمي و سارا
- " ماذا فعلت يا سارا لابد انك جننتي بإحضار جيمي إلى هنا "
- " ستيف من حق جيمي أن يتعرف على ابنته "
- " لكن انت تعرفين بان والدي مريض ستقتلينه يا سارا "
تكلم جيمي إلى ستيف و ابنته بين يده تلعب بخصلات شعره
- " اسمع يا ستيف أنا هنا لأتفاهم مع والدك ليس إلا..لا اريد أن نتشاجر ..بل نتحدث معا و يسمع كلانا الاخر .. "
- " أعرف ذلك يا جيمي لكن والدي ليس بخير "
دخلت سارا إلى حيث والدها جالس و جلست على ركبتيها تنظر إليه
- " ابي ارجوك دعنا نتحدث معك قليلا "
لم ينظر إليها و لم ينطق بكلمة .. دخل جيمي و ستيف فوقف الجنرال ليغادر الغرفة لكن سارا مسكت يده حتى يقف
- " أرجوك يا ابي اسمعني .. أنا و جيمي نحب بعضنا ..اتمنى ان تتفهم ذلك .. لقد ذهبت لمقابلته قبل اسبوع في واشنتون "
و كأنها ألقت قنبلة فتاكة عليه فسقط والدها أرضا و غاب عن الوعي ...
كانت الأجهزة مثبتة على صدر الجنرال و صوت جهاز الذي يقيس نبضات القلب يسير بانتظام و يصدر صوتا كل ثانية بقي الجميع واقفين في الخارج حتى وقت متأخر من الليل اقترب جيمي من سارا التي كانت تبكي بحرقة على ما سببته لوالدها
- " لم أعرف بانه سيأخذ الأمر هكذا .. لو عرفت يا جيمي لانتظرت "
- " سارا حبيبتي هذه ليس خطأك .. والدك يجب أن يعرف عاجلا أم آجلا "
- " لكن .."
- " توقفي عن لوم نفسك .. هو حتى لم يسمع ما أردت قوله .. سيكون على مايرام "
- " اتمنى ذلك يا جيمي اتمنى و إلا لن أسامح نفسي اذا أصابه مكروه "

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات