رواية صورة للذكرى -3
ضربت فيكتوريا على المائدة غير مصدقة كلام والدتها
- " امي بالله عليك لم يمر عليك اسبوعان "
- " اعرف ذلك .. لا تقلقي .. انه مجرد عمل مكتب أي انني لن اتحرك كثيرا من مكاني "
- " اتمنى ان اصدقك .. "
- " صدقي ذلك .. اذا اردتني ان اتشافى بسرعة يجب ان اكون سعيدة .. و العمل في اللجنة يجعلني اشعر بقمة السعادة .. فابتهجي من اجلي "
- " فيكتوريا .. لا تكدري صفو امي .. هيا ابتهجي .. فماما عادت الى العمل .. ياهوووووو "
كان بصوته شيء من السخرية لكنه مع ذلك جعلها تبتسم و تقبلة بقوة
- " لا تعترض .. فلم اقبلك امام اصدقائك "
- " لا بأس ... ساسامحك هذه المرة "
التفتت الى فيكتوريا و هي تلكزها
- " هيا اريني ابتسامتك "
ابتسمت بتثاقل لكن سارا اقتربت منها تدغدغها حتى تضحك و تبتسم
- " نعم هذه الابتسامة الصادقة "
تناولوا وجبة غداء لذيذة جدا و باهضة الثمن لكن الامر يستحق ذلك بالنسبة لسارا ..
بعد عودتهم الى المنزل من السوق و دفع ثمن اخر للمشتريات التي حملوها الى المنزل ,
ركنت سيارتها في المرآب و صدمت عندما وجدت تود واقفا و بيده باقة زهور ينتظرها على الكرسي في الشرفة وضعت يدها على فمها فلقد نسيت موعدها مع تود تورد خداها عندما اقتربت منه ..
- " يا إلهي تود أنا آسفة جدا "
- " لا عليك "
- " هل أنت هنا منذ مدة ؟ "
- " لا.. عشرة دقائق "
- " أنا جدا آسفة "
- " هل غيرت رأيك ؟ "
- " لا .."
نظرت إلى ثيابها العملية التي لا تليق بسهرة في الخارج مع رجل تخرج معه لأول مرة
- " لكنني .. "\
فهم بانها تريد أن تغير ثيابها إلى أخرى أكثر أناقة ..
- " لا بأس سأنتظرك .. "
ركضت ناحية الباب و فتحته
- " تفضل .. لن أتأخر .. دقائق و سأكون جاهزة "
صعدت حجرتها و جذبت فيكتوريا معها
- " ساعديني .. ماذا ارتدي ؟"
- " هل ستخرجين مع تود ؟ لا أصدق بانك قبلت دعوته "
- " لقد أصر علي "
- " أنه وسيم .. لا أعرف لم لم تقبلي دعوته من قبل "
- " لا أعرف .. هيا الان كفي عن الثرثة .. ما رأيك بهذا الفستان ؟ "
كان فستان أبيض بلا أكمام و قصير جدا
- " قصير جدا .."
سحبت آخر ..
- " و هذا ؟ "
- " لا يليق بأول موعد "
- " ماذا عن الازرق هذا ؟ "
- " نعم هذا .. مناسب جدا "
- " جيد .. "
ارتدت فستان أزرق يصل إلى ركبيتها و له كم قصير جدا و ياقة مفتوحة إلى الصدر .. وضعت على خصرها حزام أسود عريض يبرز نحافتها أسدلت شعرها البني و زينته برباط أسود و قرطين بلون الفستان و مكياج خفيف أكمل زينتها
نزلت الدرج و حذاءها العالي محدث جلبة و تصفيق لجمالها ... وقف تود منبهرا بمنظرها الخلاب اقترب منها رافعا باقة الزهور التي يحملها
- " تبدين ساحرة كالعادة "
- " شكرا لك "
- " هلا اسرعنا بالذهاب "
- " بالطبع "
تعلقت بذراعة اليمنى و سار بها الى حيث السيارة فتح لها الباب و ودع ابنائها بغمزه من عينيه قبل ان تصعد الى السيارة التفتت على فيكتوريا و صاحت لتسمعها
- " انتبهي لنفسك و لأخوك .. لا تتأخرا في النوم "
- " حسنا .. استمتعي بوقتك "
ترجلا من السيارة بعد أن فتح لهما رجل الاستقبال .. سار معها إلى حيث طاولتهم التي حجزها عبر الهاتف .. و في خلال دقائق كانت الاطباق أمامهم مستمتعين بتذوقها و بالجو الرائع تحت ضوء الشموع و الموسيقى الهادئة لعازفة الكمان , تبادلا العديد من الاحاديث التي تسر بها النفوس و كان هو دبلوماسي لأقصى درجة الحدود فلم يسألها عن علاقاتها السابقة و أي شيء قد يوتر الجو بينهما هذا ما جعلها ترتاح و تستمع بهذه الامسية الظرفية .. كما أنها اكتشفت تود من نواحي جديدة و بالفعل صدق بأن ما أطلق عليه كان مجرد إشاعات فهو رجل محترم جدا و مشاكس بعض الشيء و له إسلوب منطقي و جاذب .. بعد الانتهاء عاد بها الى المنزل و كان الوقت متأخر جدا أراد أن ينزل معها حتى الباب لكنها استوقفته ليبقى داخل السيارة دون أن يتكبد عناء النزول .. اقترب ليطبع قبلة على خدها جعلتها تبستم
- " شكرا لك تود لقد استمتعت كثيرا "
- " و أنا كذلك .. أتمنى أن أكون قد غيرت نظرتك بالنسبة لي "
- " ليست هناك نظرة سلبية مني تجاهك فأنت جار رائع و وسيم أيضا "
- " إذا هل ستقبيلن الخروج معي في المرة القادمة "
- " لا أجد ضير من ذلك "
- " رائع .. ما رأيك بيوم الأحد ؟! "
- " لا أمانع .."
- " حسنا إذا .. على الموعد "
- " الى اللقاء .. اعتني بنفسك "
- " و أنت كذلك .. عمتي مساءا"
دخلت المنزل و أغلقت الابواب و النوافذ و كذلك الانوار ثم صعدت الى حجرتها تستعد للنوم بدورها بعد أن تأكدت بأن فيكتوريا و فيكي نائمان , لكنها بدل من ان تندس تحت الاغطية الوثيرة كعادتها طرأ شيء برأسها أتى وجه هنري و هو طالب صغير .. ثم تذكرته مع جيمي و هم في الثانوية .. الامر الذي جعلها تصعد الدرج الى العلية و تتجه الى احد الصناديق الذي كتب عليها ( ثانوية نيوجيرسي) فتحت الصندوق و بدات بإفراغه .. اخرجت كتابها السنوي و فتحته و اخذت تقلب صفاحته لتجد صور مؤلمة جدا دمعت عينيها لرؤية صديقاتها كريستين و دورثي و بياتريس و الكثر منهن الاتي قضت معهن اروع اللحظات .. كما رأت صور لديفيد .. و هنري .. و جيمي
اسندت ظهرها على الحائط و بدأت تتذكر كل لحظة قضتها في الثانوية تذكرت عندما اكتشف والدها بانها تقوم بإعطاء دروس خصوصية لجيمي كيف انه ثار و فقد اعصابه و امرها بالابتعاد عنه لكنها لم تطعه فهي متعلقة به و تعشقة منذ سنوات و لا يستطيع احد ان يبعدها عنه .. لكن عندما أحس جيمي بأن الذي قام به أصبح أكثر جيدة و قد يؤدي إلى مشاكل هو في غنى عنها مع والدها قال لها في تلك الليلة
- " سارا لا احتاج الى الدروس الخصوصية بعد اليوم "
- " ارجوك يا جيمي لا تهتم لكلام والدي .."
- " لكني بالفعل لا احتاج لها "
- " لا تقلق سأحاول ان افهمه بان لاشيء يجري بيننا فهذه هي الحقيقة "
و كانه تلقى صفعة منها فصاح بها متسائلا
- " حقا ؟!! "
لم تنسى نظرة الحزن في عينيه و الالم عندما اخبرته بأن لا شيء يجري بينهما .. وقف بشموخ و كبرياء و قرر الذهاب محمل بالجراح فهي تعتقد بعد مرور شهر يدرسان و يمرحان مع بعضهما البعض بأن لاشيء يجري بينهما .. جذبت يده و هي تنظر اليه يبتعد عنها فتوقفه
- " الى اين يا جيمي ؟"
- " اخبرتك باني لا احتاج الى دروسك .. بل انني لم احتاج لها ابدا .. "
كان بصوته شيء من العصبية جعلها ترتاب من كلامه
- " ماذا تعني ؟! "
- " اعني بأنني لم احتاج يوما الى دروسك الخصوصية .. لقد فشلت بالامتحان لانني لم اكترث لانجح .. و ان اردت فعلا ان انجح لكنت الاول .. انت تعرفين بانني الافضل و لقد اخبرتيني بذلك بنفسك"
كانت لا تزال مستغربة من هجومه عليها فجأة و هي التي قضت معه أجمل ثلاثين يوما ..
- " اذا لم فعلت كل هذا ؟ "
- " لانك ... انها الطريقة الوحيدة التي استطيع ..."
سكت لبرهة و اخذ نفسا عميقا و اعلنها و هو يجذبها إليه
- "التي بها استطيع التقرب منك "
- " لكنك كنت تستطيع ان تتكلم معي اذا اتيت و بدات بحديثك بتحية"
- " كيف و انت تعتقدين بأن أي شيء اقوم به هو انتقام .. الا تذكرين ؟ "
تحشرج صوتها في حنجرتها و اغروقت عيناها بالدموع
- " و انت كنت تفعل الشيء نفسه ... انت تكرهني .. انا اعرف ذلك .. "
وضع يده على رأسه غير مصدق كلامها فلقد اخبرها بانه يريد التقرب منها و هي تتهمه بانه يكرهها
- " الا تسمعين ما اقوله لك يا سارا ؟! "
- " انت لا تقول شيئا "
غطت وجهها بيديها و بدأت تبكي جذب يديها و اجبرها للنظر اليه
- " اسمعي سأقول هذا و لن اكرره و ان اردت تصديقي فافعلي و ان لم تفعلي فاسترك المكان و اذهب "
- " اذهب .. اتركني "
كانت تحاول ان تبعده عنها و هي تبكي و تدفعه للخلف لكنه نهرها بصوته
- " ليس قبل ان تسمعي ماذا اريد ان اقوله لك "
- " لا اريد ان اسمع شيئا اتركني .."
- " بل ستسمعين لي..سارا .. توقفي عن هذا الهراء .."
صدمها صوته فهو لم يكن حازما معها كاليوم لذلك رضخت له و توقفت عن البكاء لكنها لم تنظر اليه مسك وجهها بهدوء و تكلم بصوت رقيق
- " سارا انظري الي .. انظري الي "
في البداية لم تفعل لكن صوته الجاد الحازم جعلها تنظر الى اجمل عينين راتهما في حياتها
- " انا لا احتاج الى دروس خصوصية .. بل لم احتاج لها ابدا .. لاني احب مادة الرياضيات بل هي الشيء الوحيد الذي اجيده دون ان ادرس .. و الكل يعرف ذلك .. لقد اصطنعت فشلي فيها لانني اريدك ان تكوني مدرستي الخاصة و بذلك اقترب منك .. اريد ان اقترب منك .. فأنا .. انا ..انا يا سارا .. احبك .. نعم .. و منذ زمن طويل ..طويل جدا .. منذ ان كنا اطفالا .. كل هذا الشجار بيننا كان طريقتي الغريبة لاعبر لك عن حبي .. على الرغم من انها فشلت .. لكنني احبك و لطالما فعلت و لا انوي ابدا.. بل لم اشعر برغبة للانتقام كما تزعمين .. "
كلامه جعلها تنظر اليه و كأن ماء بارد قد القي عليها .. دمعت عينياها مجددا و هي تذكر كل كلمة قالها .. لقد قالها .. انا احبك .. انه يحبني .. و كررها أكثر من مرة .. انه يحبني ..
- " جيمي .."
ابتسم فهو يحب أن تنطق بأسمه بطريقتها التي تدغدغه
- " نعم يا حبيبتي "
لم تعتاد عليه يعسلها بكلامه فأنزلت رأسها خجلا و كانت منزعجة من شيء فقالت له
- " لم تريد ان توقف الدروس ؟"
- " لانني لا احتاج لها .. اخبرتك بذلك "
- " اعرف .. لكنك بذلك تقول بانك لا تحتاج لي "
ضمها إليه و قبل رأسها
- " بل احتاج لك .. انا احبك يا سارا احبك .. ارجوك افهميني "
- " اذا دعنا نكمل الدروس حتى و ان كنت لا تحتاج لها .. فبذلك سنكون مع بعض "
- " لكن لا اريد ان افتعل مشاكل بينك و والدك .. انا اعرف بأن والدك لا يحبذ وجودي بالقرب منك و كذلك والدي اذا عرف بذلك "
- " ارجوك اترك هذا الامر لي سأعالجه بنفسي "
- " حسنا سنتقابل لكن دون الدروس الخصوصية "
- " سنفعل .."
رفع ذقنها بإبهامه و هو يبتسم و اخيرا ارتاح ..
- " و الان ماذا ؟ ألا تريد أن تخبريني بشيء .. "
أنزلت رأسها خجلا مرة أخرى و عضت على شفتيها
- " سأخبرك باني احبك ايضا و لطالما فعلت "
تعلقت برقبته و قبلته بشغف و ببراءة الحب بينهما حملها بين يديه و بادلها حرارة القبلات .. لن تنسى ذلك اليوم ابدا فهو اليوم الذي اعترف لها بحبه و بصدق مشاعره ..
تطورت علاقتهما أكثر و أكثر و توطدت مع الأيام و كانا يتقابلان في السر حتى لا يكتشف والديهما الأمر فيبعدانهما عن بعض و ذلك كله بسبب خلاف العائلتين منذ سنوات دون ان يعرفا هما سبب ذلك الخلاف و غير مكترثين لان أن يعرفا .. و مع ذلك تركا لعلاقتهما ان تنمو و تتقدم مع الأيام و الأسابيع و الأشهر.. كانا حبيبين أكثر من روميو و جوليت بل هما روميو و جوليت ..
شعر الجنرال ادوارد ان ابنته تتسلل في الليل و انها لم تطعه .. فكان دائما ا يتحقق من صحة اقوالها عندما يسألها عن سبب تأخرها او المكان الذي ستذهب اليه و من هم اصدقائها الذين سترافقهم و من تلك الاسألة التي تزهق النفس .. حتى اتى ذلك اليوم الذي اكتشفهما في احدى الحدائق يتبادلان القبلات و كان ذلك بعد مرور عام على مقابلتهما لبعضهما خلسة و بالسر دون علم احد الا بعض الاصدقاء المقربين جدا .. تذكرت بأن والدها انزعج كثيرا و جر سارا بعنف من يدها مصطحبا اياها الى السيارة و بعدها انطلق تاركا جيمي واقفا بمكانه محتار ماذا يفعل؟! بل الاكثر من ذلك كان مستاء جدا لتصرف والدها بتلك العدوانية تجاهه و كأن الحب اصبح جريمة بشعة يعاقب عليها القانون ..
-6-
عاد ادراجه الى المنزل مغتاظا و كأنه يحمل كل هموم العالم و لا يعلم بانه في هذا اليوم سيفعل سيحمل هموما كبيرة على كاهله .. توقف مستغربا عندما وجد سيارات الشرطة بأضواءها الحمراء تركن امام منزله دخل و هو مرتاب بل مرتعب فلا احد بالمنزل الا هو ووالدته ..
التفتت اليه المحقق ما ان دخل المنزل .. حاول ان يبحث من بين الوجوه على وجه مألوف يعرفه و بالفعل وجده .. انه والده .. لكن ماذا يفعل هنا ؟
- " ابي .. ماذا يحدث هنا ؟ "
- " اجلس بني "
- " ابي .. يفترض ان تكون في واشنتون .. ماذا تفعل هنا ؟ "
- " جيمي ..."
- " اخبرني هل من خطب ؟؟ "
- " لن اتكلم .. اجلس "
تصلبت رجلاه لكنه مع ذلك جلس متوترا يطقطق بأصابع يديه و ينقل نظراته بين وجوه الشرطة و المحقيقن و بالاخص وجه والده الذي طغى على ملامحه الحزن بل انه رأى شبح دموع في عيني والده للمرة الاولى
- " الان هل ستخبرني بما يجري هنا ؟ أكاد اجن "
اقترب المحقق منه و ربت على كتفه بحنية يفترض بأنها تجعله يهديء لكنه عوضا عن ذلك وقف بعصبية و كأن الريبة و الخوف اعمى بصيرته فلقد احس بشيء مزعج .. لم الشرطة هنا ؟ و والده عاد من مهمة و يفترض ان يكون في واشنتون ... و اين والدته ؟!!! زاد جنونه .. و بدأ يدفع الشرطي عنه .. اقترب من والده و ضغط على كتفه و هو يصرخ بوجهه
- " هل امي بخير ؟ اخبرني بان امي بخير .. اين هي ؟ اين امي ؟ "
ابتعد عن والده و هو يركض يبحث في ارجاء المنزل عن والدته
- " امي .. امي.. اين انت .. امي .. اخبروني اين امي ... اين هي .. تكلم .. ابي .. تكلم "
كان يصرخ كالمجنون حتى اقترب مجموعة الشرطة منه و اوقفوه حتى يهدأ لكنه كان يحاول الافلات من يدهم يريد ان يركض و يصرخ .. لقد احس بذلك خاصة عندما اقترب والده و هو يبكي و انها لاول مرة يرى والده بتلك الحال اذا فمؤكد بان الامر يتعلق بوالدته
- " لقد تعرضت لحادث سيارة ... و ..فارقت الحياة .. "
رفع يده على رأسه يتحسس وجوده فهل هو كابوس مزعج ام ماذا ؟ هل ما يقوله والده هو مسرحية او مقلب مدبر ؟ لا لا يعقل ان يرى والدته هذا الصباح و يخرج من المنزل ثم يعود ليجدها قد فارقت الحياة .. انه لم يودعها .. لم يقبلها .. لم يخبرها بأنه يحبها و بانها المراة الاولى في حياته .. لم يخبرها بأنه احب سارا .. حب الطفولة .. و انه يريدها ان تسانده كما تفعل دائما .. اراد ان يضمها الى صدره و يقبلها بقوة ..
- " لم اودعها .. انا .. لم ... أودعها هذا الصباح "
كان ماثيو بروكس يبكي بحرقة و هو يرى ابنه الوحيد مأخود بأثر الصدمة و انه بدأ يهذي كان يتمتم بكلمات غير مفهومة .. ابتعد عنه فهو يحتاج الان الى من يواسيه لا لشخص يقف امامه يبكي .. بهدوء غير طبيعي مشى بطريقة جعلت المحقق و والده ينظران اليه ليشاهدا على ما يقوم به .. ترك المنزل و مشى بعيدا .. لحق به والده
- " جيمي .. توقف .."
لكنه لم يتوقف بل سار بعيدا .. لا يعرف الى اين يذهب .. ترك رجليه تقودانه .. حتى توقف عند نافذة حجرتها .. لم يعرف هل يدق الجرس ام الباب ام يصرخ .. وقف ساكتا تحت ضوء القمر متسمرا امام نافذة حجرتها بقلب مفجوع .. انه مستغرب من عينيه التي خانته .. تمنى دمعة ان تنزل لتطفيء الغليل الذي اشتعل بداخله .. كالتمثال وقف متحجر بقلب متكسر دون دموع .. حتى فتح ضوء الحجرة و من ثم الباب امامه ليجد الجنرال واقفا امامه بهيبته يصرخ بوجهه
- " بروكس ... اذهب الى منزلك "
لكنه لم ينبس ببنت شفة .. بل انه لم يرمش حتى ..
- " انا آمرك بالذهاب .. هيا ابتعد "
كالصنم .. انسان بلا روح مما زاد من غضب الجنرال
- " هل تتحداني يا بروكس .. انا اقول لك ابتعد و عد ادراجك .. الى منزلك هيا .. "
نزل الدرج و وقف بالقرب منه ينظر اليه لكنه جيمي لم يبادله حتى النظرات كان مسمرا ينظر الى مكان ما خلف الجنرال .. نزلت سارا عندما سمعت صياح والدها و كذلك فعلت والدتها و اخيها ستيف ...
- " ابي .. جيمي .. ما الذي يجري هنا ؟ "
اقتربت من جيمي الذي حرك رأسه و اخيرا ناحيتها دون أي ملامح تعكس مشاعره
- " سارا ... الى حجرتك "
نهرها الجنرال .. لكنه ابتعدت عن والدها و اقتربت من جيمي
- " ابي .. ارجوك "
- " سارا .. لن اعيد كلامي "
- " انظر اليه .. انه ليس على ما يرام .. جيمي هل انت بخير ؟ "
هز رأسه نفيا و احس بنبض قلبه يعود له من جديد .. يا الهي ان صوتها يفعل العجائب .. يعيد الحياة الى الأموات
- " لا تتحدثي اليه يا سارا و ادخلي المنزل .. كارلا خذيها الى الداخل "
حاولت ان تجرها كارلا إلى الداخل لكنه جذبت يدها و صاحت
- " لا لن اذهب .."
اقتربت اكثر من جيمي و ضمته بقوة الى صدرها .. تدارك الامر بعد فترة و بالكاد رفع يده ليحاوط جسدها الدافيء في هذه الليلة الباردة
- " جيمي حبيبي انت لست بخير .. اخبرني يا حبي ماذا بك ؟ تكلم ارجوك "
تمتم بكلمة واحدة سمعها الجميع..
- " امي .. "
اراد ان يبعدهما والدها عن بعض لكنه عندما سمع نبرة الالم الذي تكسر القلب من صوته توقف ليسمع الى هذا الصبي المتوجع
- " ما بها امك يا عزيزي؟"
- " لم اودعها هذا الصباح "
شعرت بالقلق و الاضطراب مسكت وجهه بيديها امام مرأى والديها و اخيها
- " جيمي .. "
- " لقد .. شرطة .. يبكي .. انه يبكي .. و انا .. لم اخبرها بانني احبها..امي.. "
وضعت يدها على فمها تكبح صرخة تكاد تخرج منها لكنها تمالكت نفسها من اجله و ضمته بكل ما تملك من قوة كانها بذلك تعطيه من قوتها حتى يتماسك و لا يتهاوى بالسقوط لكنه بالفعل سقط ارضا لان رجليه لم تتعد تتحملان الهم الذي يحمله ساعدته على الجلوس و هي متعلقة بجسدة قبلته كانها تبث فيه الروح .. و اخيرا استطاع ان يبكي .. بكى .. كطفل صغير .. طفل خائف تائه يلقى برأسه على صدر امراة يبحث فيها دفء والدته .. تكسر قلبها ألما على حال حبيبيها و لم تستطع ان تمسك دمعة سقطت على رقبته .. كانت تهدأه و تمسح على رأسه .. بدأ بالهذيان فكان يكرر كلماته السابقة .. تركهما والدها فقط هذه المرة ..فالصبي ليس على طبيعته و لقد فقد امه للتو لا يمكن ان يكون بتلك القسوة .. كما ان زوجته بدأت بنوبة بكاء من نوع آخر فلقد كانت دورثي صديقة عزيزة لها على الرغم من خلاف العائلتين الا انها كنت لها مشاعر صادقة و في هذا اليوم تنتهي حياتها .. و ابنها الوحيد يبكي بحرقة على صدر ابنتها ...
كان صباح بارد و جاف كقلب جيمي و ممطرا كعينيه التي لم تتوقف عن البكاء .. تفطر قلب سارا حزنا على حبيبها الذي فقد والدته مؤخرا .. وقف بأحزانه بالقرب من والده و الكاهن الذي وقف يتلو صلاة على جثة دورثي بروكس .. كان الجنرال و زوجته من بين الحضور لكنهما أخذا مكانا منعزلا حتى لا يراهما ماثيو بروكس فينشب قتال بينهما ..
بعد الدفان و في المأتم وقف الاثنان رجال بروكس يستقبلون المعزين.. و وقفت سارا بجانبه طوال الوقت بعد أن اخذت إذنا من والدها الذي رفض الامر في البداية لكنه رضى به بعد أن رأى حال جيمي المأساوية ..
اقتربت من جيمي بعد انتهاء المأتم الذي يجلس في الحديقة و بيدها طبق صغير به شطيرة تبدو شهية
- " جيمي.. أنت لم تأكل منذ الصباح "
- " لا اريد "
- " لكن يجب ان تأكل .."
- " سارا .. ارجوك .. قلت لك لا اريد "
- " قضمة واحدة من أجلي "
نظر الى عينيها فابتسمت له و مدت الشطيرة تجاهه أخذها منها بلا نفس لكنها ترجته و هو لا يحب ان يكسر بها .. تناول قضمة و ثانية و ثالثة حتى انهى الشطيرة كلها .. شعرت سارا بأنها سعيدة لأول مرة منذ خبر وفاة والدة جيمي .. فها هو جيمي يعود للحياة مجددا
- " هل انت راضية الآن ؟ "
- " انا دوما راضية يا حبيبي ما دمت معي"
شيء ما جعله ينسى حزنه و يقترب منها ليقبل شفتيها التي بدت أشهى من الشطيرة التي تناولها طار بتفكيره بعيدا عن الجنازات و الدفان و المأتم و والدته و الجنرال و كل شيء في حياته إلا هذه اللحظة ... فهي بالقرب منه و لا يريد أن يخسرها هي أفضل شيء حدث في حياته و وجدها بالقرب منه تشد من عزمه و تسند ظهره هو أسعد شيء بالنسبة له ..
توقف عن تقبيلها بعد أن أحس بأن هناك من يراقبهما رفع رأسه و وقف ينظر الى الجهة المقابلة لحديقتهما من بين الأشجار فوجد شخص يركض و يختفي عن الأنظار .. جذبت يده
- " جيمي ما بك ؟ "
- " كان هناك شخص ما يراقبنا "
قالها مسارا ناحية الاشجار.. فنظرت بتلك الناحية حيث اشار
- " أين ؟؟ لا أرى شيئا "
- " ركض مبتعدا بعد أن رأيته "
- " لا علينا منه "
أخذت وجهه بيديها و أكملت تقبيله لم يتفاعل معها فلقد كان تفكيره المرتاب بالشخص الذي يراقبهما ؟ ماذا كان يفعل ؟ و ماذا أراد ؟ بل من هو ؟!
حاولت أن تؤثر فيه فقبلت رقبته و نجح الأمر تأثر بجاذبيتها و بقبلتها التي أثلجت الدم في جسده فسارت قشعريرة لها شعور جميل .. فحملها بين يديه و دخل بها المنزل بهدوء حتى لا يستيقظ والده كانت تشعر بشيء من الخوف عندما أدخلها إلى حجرته و أوصد الباب خلفه.. وضعاه على الفراش و أخذ ينظر إليها كأنه مغترب ينظر إلى دياره بعد طول الغياب .. أنهل عليها بقبلات عذبتها فأطلقت أهه جعلته يستثير فحلق معها إلى عالم النسيان عالم لا يوجد به إلا الحب و الغرام ...
خرجت من حجرته حاملة حذاءها بيدها و مشت على أطراف أصابعها حتى لا يستيقظ ..
طبعت قبلة رطبة على جبينه و من ثم وقفت تنظر إليه كانها تودعه الى الابد فهي لا تريد فراقه تريد أن تكون تحت الاغطية معه تلتصق بجسده و تتدفأ بحبه.. كان الوقت متأخرا جدا و قد بدا لها كطفل بريء نائم خشيت أن توقظه , و ما أن أصبحت في الخارج حتى لبست حذاءها ذو الكعب العالي و ركضت في هذا المساء المظلم .. فتحت باب منزلها بهدوء و خلعت حذاءها مجددا حتى لا توقظ والدها صعدت الدرج و ما ان فتحت باب حجرتها حتى صرخت بهلع
- " أبي !!!!"
- " أين كنت ؟ "
وضعت يدها على قلبها تتحس ضرباته القوية
- " لقد أفزعتني "
لم يأبه لخوفها بل قال بجفاء و عصبية
- " سألتك يا سار أين كنت ؟ "
- " كنت .. عند جيمي "
- " لم تأخرت؟ "
- " أبي .. أريد أن أنام "
- " ألم تفكري بالعودة مبكرا حتى تنامي "
لم تتكلم بل بقيت ساكتة تعلق معطفها و ترتب ثيابها على الفراش تلهي نفسها من أثر والدها المرعب عليها لكن صوته علا بعصبية
- " ألم أنهيك عن مقابلته .. لقد رضيت بذلك اليوم فقط من أجل المأتم .. و بعد اليوم لن أسمح لك بمقابلته "
- " لكن يا أبي لا تستطيع أن تمنعني "
- " بل سأفعل .. بكل ما أتيت من قوة "
تباكى صوتها و هي تنظر اليه
- " لم تفعل هذا ؟ ألأا تريد سعادتي "
لانت ملامحه قليلا و هدأ صوته
- " بل أريدك يا حلوتي أن تكوني سعيدة لكن ليس مع بروكس "
- " و لم ليس بروكس .. أنه من أحب "
- " هذا ليس حبا "
- " بل أحبه يا أبي و أريد أن اكون معه .. انه يحتاج إلي الان .. ارجوك يا ابي "
- " سارا أنا والدك و أعرف مصلحتك جيدا .. لن تقابليه مجددا إلا على جثتي أفهمت "
- " اذن أنت من كان يراقبنا اليوم .. لم فعلت هذا ؟ ألا تثق بي ؟ "
- " كل ما أفعله هو حمايتك يا عزيزتي .. أنت ابنتي و لا اريد أن يصيبك مكروه "
- " لم تدخل شجار العائلتين بنا "
- " لأنك من العائلة .. كما أن جيمس ليس الفتى المناسب لك "
- " أنا اعرف ما هو المناسب لي و ليس انت "
صرخ بوجهها فلقد نفذ صبره من هذا النقاش
- " سارا .. انتهى نقاشي معك .."
خرج من غرفتها صافقا الباب خلفها و كأنه صفعها على وجهها فسقطت على الفراش تبكي لا تعرف ماذا تفعل فهي بين نارين نار الحب و نار والدها ..
عاد جيمي إلى المدرسة بعد غياب ثلاثة أيام استقبله زملاؤه و مدرسوه بصدر رحب و ساعدوه بما فاته من دروس .. لم يجد سارا اليوم تنتظره و لم يجدها في مقعدها في الفصل لا يعرف سبب غيابها اليوم .. سأل كريستين صديقتها عنها فأجابته بأنها لا تعرف فقرر بعد انتهاء المدرسة أن يذهب ليطمأن عليها فلقد تركته بالامس في الفراش وحده دون سابق انذار بعد أن وهبت نفسها له لأول مرة ..
طرق الباب مرة و ثانية ففتح على مصارعيه
- " جيمي ماذا تفعل هنا ؟"
- " أهلا ستيف .. هل سارا هنا ؟"
- " نعم انها هنا لكنك لا تستطيع مقابلتها "
- " و لم ؟! "
- " انها أوامر الجنرال "
- " لا أصدق ما يفعله والدك "
- " جيمي عد من حيث أتيت لا نريد شجار آخر "
سمع جيمي صوت ينادي ستيف من الخلف
- " من في الباب يا ستيف "
- " لا احد .. انه رجل تائه "
ثم نظر إلى جيمي و قال له برجاء
- " هيا يا جيمي ابتعد "
حاول ان يغلق الباب لكن جيمي مد يده و قال
- " حسنا اخبرني هل هي بخير ؟ "
- " ستكون على ما يرام "
ابتعد جيمي و هو يعرف بانه لن يرى سارا بعد اليوم لكنه أصر على أن يقابلها رغم أنف الجميع فهو يحبها ولا ينوي أن يفارقها لا يريد أن يودع امرأة أخرى أحبها سيفعل المستحيل حتى لو أدى ذلك بحياته ...
عاد إلى البيت الذي كرهه بعد وفاة والدته خاويا لا روح فيه .. دخل المنزل ليجد والده ينتظره في غرفة الجلوس و في عينيه شرر .. أشار له بالدخول و الاقتراب منه ثم ألقى قنبلته بوجهه
- " كيف تجرؤ .."
ساورته الشكوك فتجهم وجهه
- " أجرؤ على ماذا ؟ عن ماذا تتحدث ؟ "
- " لا تلعب دور الغبي البريء .. كيف تجرؤ على وضع رأسي بالتراب .."
- " أبي ..عن ماذا تتحدث أنا لا لم أفعل شيئا يغضبك ."
- " حقا ؟!! و ماذا عن الفتاة التي تقابلها ؟ "
الآن عرف ما يقصده والده لكنه أراد أن يسترسل معه في الحديث حتى يبين لوالده نواياه الصادقة تجاه سارا
- " تقصد سارا .."
- " أرى أنك واع لما تقوم به من تصرفات مشينة .. و أنا الغبي .. لانشغالي في الاعمال و السفر لم انتبه إلى أن الفتاة التي تقابلها هي ابنة مولر ذلك الرجل الحقير ..و لا اعلم لم والدتك خبأت عني ذلك ؟":
- " لأنها لا تعلم شيئا عن علاقتي بسارا .. "
- " بالطبع فأنت عديم المسؤولية .."
- " لا علاقة للمسؤولية بذلك فأنا أحب سارا "
- " أكثر من حبك و إخلاصك لعائلتك حتى أنك تجرأت بتسويد وجهي و تعرضي لشتائم مولر ذلك السافل و تهديداته.. لقد جعلته يقترب منا و يدخل منزلنا و معه رجاله الاغبياء .. كيف ترضى بذلك "
تغير وجه جيمي و اكتسحت ملامحه الغضب فذلك المتعجرف تعدى على والده و عليه مرة أخرى ..
- " انا لم أعلم بما حصل صدقني "
- " ابتعد عن هذه الفتاة "
- " لا لن أفعل "
صرخ بوجهه الذي صار أحمرا بفعل الغضب
- " جيمس أنا لا أطلب منك بل آمرك "
انفعل جيمي بما فيه الكفاية فصرخ قائلا
- " كفى أوامر .. أنت آخر شخص أتلقى منه الأوامر و اعذرني على أسلوبي لكنك لا تعرف عني شيء .. بل لا تدري عني أنت غائب طوال الاشهر و السنوات و لا أراك إلا لثوان لا اعرفك إلا بالاسم و الجينات التي أحملها .. فلا تستطيع ان تقول لي ماذا أفعل و ما يتوجب علي القيام به لأن هذه حياتي .. و سارا لن اتركها .. و سأقابلها و أخرج معها رغم أنف الجميع "
ربط لسان والده أمام هذه الحجار التي ألقاها عليه ابنه الوحيد لا يعرف لم شعر بأنه يود أن ينقض عليه و يقتله بقبضتيه
- " أنت لا تعرف شيئا .. لكن مع هذا أبقى والدك و أنت ابني الوحيد و أريد مصلحتك .."
- " ارجوك اترك مصلحتي لي أنا اعتني بها "
- " أنت مازلت شابا يافعا لا تعي شيئا بهذه الحياة .. و خاصة اقترابك من عائلة مولر "
- " لا تدخل مشاكل العائلتين بنا انا وسارا .. نحن مختلفون عنكم "
- " كيف تستطيع أن تبني علاقة معها و هي ابنة مولر"
- " لا أرى بذلك أية مشكلة "
- " البنت كأبيها أنها تحمل صفاته "
لقد طفح به الكيل فصرخ بوجهه عاليا يكفيه ما تلقاه اليوم من تصرف ستيف القاسي معه
- " سارا تختلف عنه كما اختلف أنا عنك .. و الان اتركني و شأني و عد إلى واشنتون و اتركني لأهنأ بحياتي "
- " لا لن تفعل ليس من دوني .. و توقف عن الصراخ و تذكر بأن والدك هو من يقف أمامك"
لجم غضبه و سار مبتعدا عن والده و هو يصفق باب حجرته كان يريد أن يتصرف أن يقوم بشيء فهو متعلق بسارا و يحبها و يعشقها كما تفعل هي .. أراد أن يكلمها ليضعا حل للعراقيل التي تعترض طريقهما و التي ستحول حياتهما إلى جحيم ...
مر يومان .. ف إسبوع و هو يحاول أن يصل إلى سارا أو أن يتحدث معها لكن كل شيء وقف بطريقه حتى أنه ظن بأنها قد توافق والدها و لاتريد رؤيته مجددا ساورته الشكوك و عميت عيناه عن الحقيقة و نسي سارا التي أحبها و أعتقد بأنها إنسانة أخرى أو انها خدعته أو قد تكون اكتشفت بأنها لا تحبه و انه لا جدوى من شجار عائلتيهما على شيء ليس له وجود .. حبهما ليس له وجود أو أنها ضعفت أمام والدها و استسلمت ... يا للهول .. كرهها لعدم محاولتها الوصول إليه و انقطاعها عن الدراسة لاسبوع .. هذه الظنون جعلته يكن حقدا و كرها أكثر لعائلة مولر و يشعر بالسلبية تجاه سارا رغم مشاعره اتجاهها ... افلا يكفيه ما تعرض له من خسارة .. قرر ترك الامور حتى تهدأ فعلى الرغم من الضغوطات التي يتعرض لها من قبل والده بان يترك سارا و بانها كأبيها لا تصلح لك و أريدك ان تأتي معي إلى واشنتون فلدي أعمال هناك و بعد أن تهدأ الامور تستطيع أن تعود متى شئت .. خضع للأمر و قرر ترك نيوجيرسي و الذهاب مع والده الى واشنتون و محاولة نسيان سارا التي كما يبدو قد نسيته ..
جنت سارا عندما سمعت خبر مغادرة جيمي دون توديعها أو حتى مكالمتها خاصة بعد الحب الذي تطور خلال سنة و نصف انتهى بأحلى ليلة قضياها معا و ترك فيها روحه بداخلها و غادر دون سابق إنذار .. كانت مدركة بأنه حاول مرارا الاتصال بها لكنها كانت حبيسة حجرتها للفعل المشين الذي اعتقد والدها بأنها قامت به مع جيمي تلك الليلة لذلك قرر بأن تغادر إلى منهاتن حتى لا تلطخ سمعة العائلة و يقول الناس بان ابنة مولر ارتكبت خطأ فادحا مع عدو العائلة و هو ابن بروكس..
و ما أن انتهت الثانوية و حفلة التخرج الذي خلت من الطعم لعدم وجود جيمس فيها يقف بالقرب منها و يضحك و يستمتع مع أصدقائة بثوب التخرج الأزرق الذي أرتداه جميع أصداقئه و بما في ذلك سارا رغم كل الابتاسمات و الضحكات و التبريكات في هذه اليوم إلأ أنها لم تحس بمتعته و كانت كئيبة أكثر عندما شعرت بمكان جيمي الخاوي .. و مع ذلك كرمته الثانوية بوضع صورا له في الكتاب السنوي لأنه كان من الطلاب المتميزين و ذو الشعبية الذين تركوا أثرا واضحا في المدرسه ..فتح والدها عنها القيود فقط من أجل ان تتخرج من الثانوية و تودع صديقاتها بالدموع و بعد ذلك تغادر على أول طائرة إلى منهاتن حتى تكمل دراستها الجامعية مع أخيها ستيف الذي سيكون الرقيب عليها هناك ...
و بعد مرور ثمانية أشهر على مغادرتها نيوجيرسي و هجر جيمي لها وضعت سارا طفلتهما الأولى و اسمتها فيكتوريا الاسم الذي انتقته هي و جيمي في ذات يوم عندما كانا يسبحان معا في البركة أيام التسلل و المقابلة سرا .. أخبرها بأنه يوما ما سيتزوجها و سينجبان أربعة أطفال ثلاث بنات و صبي ..كانت بين ذراعيه و هو يهمس لها بعذوبة
- " سنتزوج يوم ما و سيكون لنا ثلاث بنات و صبي "
ضحكت و قد اعجبتها الفكرة الغريبة .. إن ما تعرفه هو أن الرجال بالعادة يفضلون ان يكون لديهم صبيان أكثر من البنات ,,,لكن جيمي ليس ككل الرجال .. هذا ما اعتقدته هي ..
- " لم ثلاث بنات و صبي ؟"
كان واثقا من نفسه و هو يجيبها ببساطة
- " لأني أريدهن أن يشبهونك فالتفتت في كل جانب لأرى وجهك .."
كعادته يلعب بمشاعرها المرهفة و بذلك تنصاع له و لقبلاته اللذيذة .. ابعدته عنها و هي مبتسمة فتساؤلاتها لم تنتهي
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك