رواية سلاسل من خيوط العنكبوت -16
سلمى : الساعة 11 .. والغداء الساعة واحدة نص ..
رفع سماعة التليفون وكلم المطبخ .. وقال للخدامة تجيب كاس عصير برتقال وكاس حليب لسلمى وأي شيء تاكله بس يكون مفيد
سلمى : أنا مو جوعانة ..
فيصل : بتاكلين ولو كان بالغصب
سلمى : قبل شوي أفطرت .. ما أبي شيء
دقت الخدامة الباب .. فتح الباب وأخذ منها الصينية وحطها قدامها وقفل الباب بالمفتاح وحطه في جيبه عشان لا تهرب منه كعادتها ..
حط الصينية قدامها ..: كلي
سلمى : قلت لك ما أبي ..
فيصل : طيب لو قلت لك عشان خاطري ..
سلمى : لا تمسكني من اليد الي توجعني .. تعرفني عشان خاطرك ارمي نفسي في البحر
فيصل : لا بحر ولا نهر .. أبيك عايشة ولا لو رميتي نفسك في البحر أنا وش يحصل لي .. أموت يعني ..
سلمى : بعد الشر عنك .. راح أشرب كاس العصير .. عشان خاطرك ..
فيصل ومسوي نفسه زعلان : يعني خاطري ما يساوي عندك إلا كاس عصير .. وأنا الي كنت أحسبك راح تخلصين كل الي في الصينية عشان خاطري ..
سلمى : لا تزعل نفسك حبيبي .. يوم ثاني .. بس مو الحين لأني شبعانة .. وكاس العصير هذا بالغصب راح أشربه ..
شربت كاس العصير
مسك يدها وباسها : سلمى .. تحبيني ..
سلمى والدم اندفع لخدودها .. : ما تمل يعني .. كل يوم تسألني هالسؤال ..
فيصل : ما أمل ولو ظليت أسمعك تقولين أحبك كل ثانية في اليوم ما راح أمل ..
سلمى : احبك وأموت عليك ..
فيصل : خلاص عشان هالحب خلصي كاس الحليب .. أشوف حبي يستاهل كاس الحليب ولا لا ..
سلمى : خلاص بطني مليانة وتعرفني ما اطيق الحليب عشان كذا دخلت علي بحركات العيال البايخة هذي ..
فيصل : اشربيه ..
سلمى : لا ..
فيصل : اشربيه ..
سلمى بعناد : لااا ..
فيصل : عارفتني ما أحب كلمة لا .. وأكره سماعها ..
سلمى : لا .. لا .. لا .. وش راح تسوي ..
فيصل وعيونه كلها خبث : تبين تعرفين ..
قرب منها وشدها من خصرها .. لصدره .. : لحد الحين تبين تعرفين وش راح أسوي .. ولا تشربين كاس الحليب وتاكلين السلطة والساندويش ..
سلمى وهي حابسة نفسها وحاسة بدقات قلبه .. : خلاص .. خلاص .. بس فكني ..
تركها وهو يبتسم برضا وهي شربت كاس الحليب وحاقدة عليه ..
فيصل : لا تناظريني كذا .. راح تاكليني بنظراتك .. كاس حليب هذا ولا علبة كاملة .. وعلم يوصلك ويتعداك كل يوم من هذي الطريقة .. شغلي راح اشتغله من البيت .. وكل يوم في الفطور والغداء والعشاء هالطريقة ..
حست ببطنها توجعها وبترجع .. ركضت على طول للحمام .. وقفلت الباب ..
خرجت ..
فيصل بخوف وهو يلف خصرها بذراعه .. : تعبانة .. أوديك الطبيب ..
أبعدته عنها ونامت على السرير ..
فيصل : زعلانة ..
نامت وغمضت عيونها وطنشته ..
فيصل : آسف .. بس كله لمصلحتك ..
قرب منها وحط يده على بطنها .. : يعني أجرمت لأني أحب محمد وأم محمد ..
أبعدت يده عنها ولفت للجهة الثانية وعطته ظهرها ..
فيصل بعصبية: آآآف .. تراني مليت منك .. كل مرة تزعلين من غير سبب .. ارتفع ضغطي وأنا كل يوم أحاول أراضيك ..
غطت راسها بالمخدة وصارت تبكي
خرج وتركها ودق لأمه باب غرفتها .. يبي حد يسمعه .. لأنه صدق مل .. كل يوم تزعل لأقل كلمة يقولها ..
أم فيصل : متخانق مع سلمى .. أكيد مزعلها ولدي وأعرفك ..
فيصل : الحين يا يمه أنا ولدك ولا هي .. نفسي أإعرف ليش دايم توقفين معها ..
أم فيصل : جاوبتك .. لأنك ولدي وأعرفك ..
فيصل : أنا أذنبت لأني خايف على صحتها وعلى صحة ولدي الي في بطنها .. الدكتور قال أن عندها فقر دم ويمكن يؤثر على صحتها في الولادة .. يمكن يعرضها للخطر .. وهي مو راضية تاكل أو تشرب الحليب كل ما أطلب منها تشربه تدلع علي وتقول تكرهه ما تحبه ولا خليتها تشربه بالغصب ترجع وتزعل وتقلبه لي عزى ودموع .. لو أدري أن الحمل كذا .. ما اتمنيت في حياتي اصير اب..
أم فيصل : كلكم يالرجال كذا .. تبون كل شيء جاهز وعلى كيفكم وتنسون أن الحرمة إنسانة تحس وتشعر تبكي وتضحك .. ولأنكم لا تعرفون الحمل ولا الولادة ولا تعرفون صعوبتها ما تقدرون ولا تتفهمون ..
فيصل : من قال يا يمه أنا مو مقدر شيء .. عارف أنه مافيه أعظم من الأم .. بس حتى أنا يا يمة إنسان وخلاص راح أموت من القهر ..
أم فيصل : سلمى يا حليلها صغيرة بعدها وهذا أول حمل لها .. أكيد بكون الحمل صعب عليها ولو أنت طفشان منها هي طفشانة وقرفانة من نفسها أكثر منك .. الدكتور ما قال لك أن الحرمة أيام الحمل تكون حساسة زيادة عن اللزوم وعصبية زيادة .. روح راضي زوجتك مو زين لها ولا لصحتها .. حسسها أنك تحبها مو أنك طفشان وكارهها .. سايسها يا ولدي الي تقول عليه قول لها حاضر .. حاضر وبس .. ولا تزعلها وخليها بمزاجها لا تغصب عليها شيء ..
حب على راس أمه وعلى يدها .. وراح لغرفته.. لقاها نايمة على السرير .. نام جنبها مقابل لها ..
فيصل : عارف أنك مو نايمة ..
سلمى : وش تبي . ما قلت أنك طفشت مني .. خلاص روح شوف لك شيء يونسك ..
فيصل : آسف .. تعرفين أن مافي شيء يونسني في الدنيا غيرك
سلمى : ايوة .. مرة واضح .. بدلالة الي قلته قبل شوي .
فيصل : ما أعرفك حقودة..
سلمى : أنا مو زعلانة .. روح شوف شغلك واتركني نايمة ..
فيصل : خلاص نامي .. وأنا بنام معك هنا .. ما عندي شغل غيرك
لفت على الجهة الثانية واتغطة بالمفرش ..
فيصل : قولي لي أسوي أي شيء يرضيك وأنا مستعد له ..
سلمى : تبي تعرف وش يرضيني ..
فيصل : أكيد .. عيوني لك لو طلبتيها ..
سلمى : تطلع برة وتتركني أنام ..
فيصل اتذكر كلام أمه .. قالت له لا يزعلها .. : خلاص طالع ..
قام وتركها ..
سلمى : شفت .. ما صدقت قلت لك اطلع .. مو مصدق تخلص مني
فيصل : يعني تبيني اظل معك ..
سلمى : لا ..
فيصل : بكيفك ..
سلمى : شفت .. ما تصدق .. تخرج ..
فيصل وهو ماسك أعصابه ما ينفجر .. أخذ المخدة ورماها بها وخرج ..
فيصل وهو يمشي في الممر : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
لاقته منار .. ناظرته كأنها تناظر مجنون .. : ليش تتكلم مع نفسك ..
فيصل : لا تقولين انجنيت .. تراني مو ناقصك .. لو فتحتي فمك بحرف بطلع كل حرتي فيك ..
منار بعدت عنه .. يوم وصلت عند الدرج نادته : فيصل .. تراك انجنيت .. مجنووووووووووووووووووووون
ونزلت تراكض وهي تضحك ..
فيصل كان يبي يلحقها بس أصلا مو رايق لثقالة دمها جاته فكرة .. كيف يخليها تفرح وتغير جو .. هدية صغيرة كان مخبيها لها لحد ولادتها يبي يعطيها لها مفاجأة بس شكله راح يشتري هدية جديدة
دخل لها الغرفة .. لقاها جالسة على الصوفا ..
فيصل : ما قلتي تبين تنامين ..
سلمى : فيصل .. حبيبي ..
فيصل : سمعيني ..
سلمى : ليش بغني لك أغنية ..
فيصل : يوم تقولين لي حبيبي عندي أحلى من أي أغنية ..
سلمى : آسفة .. ما قصدت أزعلك .. ما أدري ليش أعصب من غير سبب وعارفة أنك ما تستاهل أعصب عليك .. والله آسفة
قرب منها وجلس على الأرض مقابل لها .. مسك يدها بحنان .. : أنا ما أزعل من حياتي وعمري عشان كذا أنا مسوي لك مفاجأة .. اليوم راح نخرج نغير جو ونتغدى برة وش رأيك .. عندي لك مكان أنا متأكد أنه راح يعجبك ..
سلمى : ما لي خلق للطلعة اليوم ..
فيصل : مكان مرة راح تحبينه ..
سلمى : ما لي خلق .. لو لك مزاج في الروحة روح وحدك .. أنا ما أبي ..
فيصل : يرضيك أروح لوحدي من غيرك وأكون لوحدي .. تكفين وتراها كلمة تهز رجال وأكيد تهد الحريم .. تروحين معي .. عشان خاطري ..
سلمى : كم مرة قلت لك لا تمسكني من يدي الي توجعني .. خلاص موافقة .. بروح معك
فيصل : خلاص .. روحي جهزي شنطتك .. بنظل هناك أسبوع اسبوعين ..
سلمى : ليش وين تبي توديني ..
فيصل : ما راح أحرق المفاجأة .. كل شيء في وقته حلو ..
******** ******** ******
******** **
يوم ملكة .. أحمد وسجود
سجود لبست فستان باللون الأحمر .. بدون أكمام .. ضيق مبين كل قطعة من تقاطيع جسمها .. وحطت مكياج باللون الأحمر مبرز بياض وجهها ولون عيونها .. وخلت شعرها منسدل على كتوفها مع أن الكل قالوا لها تسوي تسريحة بس شعرها الكستنائي تعرفه يسحر ويجنن أعقل العاقلين ..
ناظرت نفسها بإعجاب وكبرياء في المراية .. كل شيء لازم يكون مثالي وممتاز هذا يومها ولازم تفرح فيه ما راح تسمح لأي شيء ينقص فرحتها .. راح تبعد عنها أي شيء ممكن يعكر مزاجها ..
ناظرت المراية بإعجاب وانبهار ..
في الأيام الي راحت عودت نفسها تحب أحمد .. دققت النظر في شكله وملامحه .. كل ما يدخل البيت تناظره من شباك غرفتها من دون ما يشوفها عودت نفسها على الإحساس بحبه وبوجوده .. عودت نفسها تكون زجه له تبي تنسى كل الي عرفتهم وكانت تكلمهم .. جابت شريحة جديدة وجوال جديد .. كل شيء عاشته زمان تبي تنساه تبي تكون زوجة وأم .. طيش الشباب وأيام المراهقة راح عليها الزمن لازم تتعود على الحياة الجديدة الي راح تعيشها بس ما تقدر تنسى أن أحمد كان في يوم زوج لأكثر إنسانة كرهتها في حياتها .. ما تقدر تبعد لما عن فكرها كل ما تتخيل نفسها مع أحمد لما ما كانت في جمالها ولا بأنوثتها وزيادة على كذا أصلا هي ماتت وخلاص بس مع كذا تتضايق من التفكير بها .. تحس أنها أدنى من لما .. كيف تاخذ فضلتها ما تدري مهما حاولت تنسى تفشل وما تقدر
دخلت أم سجود وأم أحمد ..
أم سجود وهي تمسح الدموع الي في عيونها عشان ما يخرب مكياجها .. كيف ما تبكي وهذي بنتها الوحيدة وأصغر عيالها آخر العنقود .. سجود الحلوة الدلوعة كبرت وصارت عروس .. : مبرووك يا بنتي .. مبرووك .. الله يحفظك ويوفقك ويسعدك مع زوجك ..
أم أحمد : مبرووك حبيبتي .. الله يسعدك ويسعد أحمد معك ..
سجود بفرحة واضحة في عيونها وكل تصرفاتها زادت رقتها رقة وجمالها سحر .. : الله يبارك فيكم ماما خذيني في حضنك يا ماما ..
أمها حضنتها بقوة وبحب وحنان : يارب أشوف عيالك يارب ..
سجود : آمين .. الله يحفظك لي يا ماما وما يحرمني منك ..
أم أحمد : اتركي البنت .. نروح نشوف المعازيم ما يصح أم العريس وأم العروس ما يستقبلون الضيوف
سجود : خالتي أم أحمد .. وين مجد ونجد ليش ماجو يباركون لي
أم أحمد وعارفة بناتها مو راضيات عن الزواج وخاصة مجد الي قالبة الدنيا مناحة بسبب الزواج على الأقل نجد عاقلة ومتفهمة بس مجد الله يعين عمار عليها ويهديها .. : مشغولات مع الضيوف ..
دخلت نجد الي كأنها أخت سجود الكبيرة لبست فستان أبيض لماع بدون أكمام أو حمالات ثابت عند الصدر وعليه شريطة سوداء نهاية الخصر موضحة جمال خصرها وجمال جسمها .. ورافعة شعرها ذيل حصلن ومطلع خصلتين نازلة على جانبين وجهها ..
جات وسلمت على سجود وباركت لها ...
سجود بدون نفس وحاسة بغيره لأن هذا يومها وماتبي تشوف واحدة أحلى منها أو حتى تشبهها ومتمنية أن سلمى ما تجي لأنها ما تبي الأنظار تننشال من عليها وتروح لواحدة ثانية : الله يبارك فيك ..
نجد : الله يسعدك مع أحمد نشاء الله .. يله الزفة بتبدأ ..
سجود ناظرت نفسها تطمن أن كل شيء فيها تمام لآخر مرة ..
.
جلست على الكرسي على نهاية أنغام الزفة الي كانت بصوت أليسا
خلود جات الحفلة وناوية تسويها لها مفاجأة متفقة مع البنات على هدية يقدمونها لها بمناسبية ملكتها ..
.. علا طق الطقاقات
طلعت خلود وباستها
سجود بفرحة ما تنوصف .. : عرفت أنك ما راح تتركيني في يوم مثل هذا .. أختي ما تتركني ..
خلود : مبروك .. يا عمري .. مبرووك
سجود : تقولينها من قلبك .. مو شايلة علي في قلبك ..
خلود : من كل جزء في قلبي .. أنا ما أزعل من أختي .. مبروك عليك أحمد الله يسعدك معه .. يله يا بنات ..
طلعوا البنات المنصة وكل واحدة ربطت شيلتها حول خصرها وصارت ترقص على أنغام الطق .. ويتمايلون بشعورهم والحريم يناظرونهم بإعجاب وكل واحدة تنقي لولدها أو لأخوها ..
قامت أم سجود ونقطتهم بالفلوس .. وتزغرد
انتهى رقص البنات .. وبدل الطق الخليجي علا في القصر الدق المصري الأصيل وقفت خلود وحدها هالمرة .. تحقيق لوعدها لسجود .. وعدتها من زمان أنها راح ترقص مصري في عرسها وبالمقابل ترقص لها هي بعد في عرسها بأحمد .. لكن شوفو ا الدنيا هي الي رقصت في عرس سجود على أحمد ..
صديقاتها يصفرون ويصفقون كأنهم يشجعون في ملعب كورة ..
وأم يزيد وأم خالد يزغردون وينقطونها بالفلوس وهي ترقص ولا أجدع رقاصة مثل ما يقولون أخوانا المصريين ..
مجد : شوفي الخبلة خلود مسويه خلاص مافي أحد يعرف يرقص مثلها ..
نجد : وأنتي ليش غيرانة .. اطلعي فوق وارقصي هي مو أحسن منك في شيء ..
مجد : تعرفيني استحي ما أقدر قدام الناس ..
نجد : خلاص قفلي وناظري بس وادعي لأخوك الله يعدي عليه الموضوع على خير .. والله يكسر الخاطر .. شفتي كيف كان حاله الصبح والله يقطع القلب .. شوي والدموع بتنزل من عينه لو مو حابسها بالغصب
مجد : الله ينتقم منك يا أبو خالد .. ذليت أخوي وقهرته ..
نجد : استغفري ربك هذا عمك .. وأبو زوجك ..
مجد : لا تذكريني ..
نجد : لا تقولين .. اتخانقتي مع عمار مرة ثانية ..
مجد : واحد ما ينطاق وينرفز .. تعالي نروح بعيد من هنا واحكي لك ..
نجد : تعالي .. أصلا أنا ما أحب الحفلات ولا الإزعاج الي فيها ..
دخلوا غرفة بعيدة شوي عن القاعة
نجد قفلت الباب .. : احكي لي وش سوى لك ..
مجد : اتخيلي .. يبيني أعيش في بيتهم الكبير .. اتخيلي بس ..
نجد : وش فيها يعني .. البيت فاضي ما فيه أحد .. طلال مسافر والي عرفته أن زياد راح يرجع كندا .. وأنا وخالد في بيت لحالنا وسجود راح تسكن مع أمي في البيت ..
مجد : أمي طيبة وتحب سجود .. بس أم خالد ما تحبني وتكرهني وما تطيقني ..
نجد : يا غبية .. راح يختلف الموضوع مدام بنتهم في بيتنا .. يعني واحدة بواحدة ..
مجد : لا وانتي الصادقة واحدة بثنتين ..
نجد : أحسن لك .. راح تكونين قريبة من أمي أنا الحين من نقلت للبيت أكثر من أسبوع بموت من الطفش .. خالد برة طول اليوم في شغله .. وأنا مع جدران البيت وازعاج سامي وسارة .. وهم شوي مونسيني بإزعاجهم خلي أنتي وراح تكونين عروس من دون عيال من دون ونيس ..
مجد : لا .. ما أبي ..
نجد : خلاص كلمي عمار .. اتوصلي معه لحل ..
مجد : مصمم ومقرر .. قال ايش .. هو ما يرجع إلا الساعة 12 ليل من المستشفى يخاف يتركني لوحدي في البيت ..
نجد : معه حق .. الرجال ما يرجع إلا بعد نص الليل .. تبين تظلين في بيت طويل عريض لوحدك .. ما تخافين .. يوم واحد بس وتترجينه تعيشين مع أهله ..
مجد : ما أبي .. من قال له يصير أصلا دكتور ..
نجد : حسبي الله عليك .. راح تجنيني .. راح تجيبين لي الضغط والسكر .. الله يعينك يا عمار يا ولد عمي الله يعينك على ما بتلاك به ربي ..
مجد : ليش هو يطول يلقى واحدة مثلي ..
نجد : صادقة ما راح يلقى واحدة بقلة عقل وعدم صبر مثلك لو لف الدنيا كلها .. ما في غير مجد واحدة ..
مجد : أنا الغلطانة الي قلت احكي لأختي حبيبتي .. كلكم تظلموني ما في أحد يوقف معي .. كلكم ضدي كلكم ما تحبوني .. لا أنتي ولا أمي ولا أحمد .. وأبوي أصلامن زمان ما يحبني ..
نجد : كلنا ما نحبك .. بس عمار يموت عليك ..
مجد : لا .. وكيف عرفتي ..
نجد : لو ما يحبك .. ما في شيء يخليه يصبر على قلة عقلك ..
مجد بعصبية : عن الغلط .. أنا عقلي يوزنك ويوزن عشرين مثلك ..
نجد : ليش أنا وزني مثل حبة السكر .. أروح أناظر خلود ورقصها يكون أحسن من شوفتك ..
خرجت وتركتها في الغرفة أخذت جوالها ودقت على عمار .. الرنة الأولى .. الثانية .. سكر الخط في وجهها ..
مجد : حاضر يا عمار تقفل الخط في وجهي .. حاضر .. والله لأوريك ..
خرجت وكملت الحفلة ..
دخلت سجود الغرفة الي محضرينها لها عشان تجلس فيها مع أحمد .. غرفة كبيرة وواسعة .. كل شيء فيها باللون الأحمر والوردي .. السيراميك .. السجاد .. الورد .. الطاولة .. الكراسي .
جلست .. سمعت صوت الباب انفتح
نزلت عيونها الأرض .. فعلا مستحية وخايفة مو تظاهر ..
دخل بثوبه الأبيض وبشته الأبيض مطرز بالذهبي .. ناظرها قبل ما يتحرك أي خطوة من عند الباب اتذكرها وهي صغيرة .. ما كان يحبها ولا كانت تحبه ولا يطيقها ولا تطيقه .. بنت مدلعة ورافعة خشمها .. من يومها صغيرة ..
يذكرها بشعرها الكستنائي وعيونها العسلية .. نسخة مكبرة من سارة .. ونسخة قريبة من مجد أخته ..
قرب منها وجلس مقابل لها ..
صمت صمت صمت صمت صمت ..
ملت وتبي تخرج .. نفسها تسمع صوته من قريب .. نفسها يقول شيء يدفيها بدل البرد الي حاسة فيه والسكون الي يرعبها كأنها في بيت أشباح ..
حلوة .. لا حلوة قليلة عليها .. بس ليش حاس أن لما معه وما تبيه يناظرها أو يكلمها
اتعوذ من الشيطان .. لما ماتت .. وبعدين البنت مسكينة ما تستاهل تبدأ حياتها بهالطريقة .. ما تستاهل تنظلم وينظلم جمالها مع واحد مو معها مع واحدة ثانية ..
كسر حاجز الصمت الرهيب الي كاسي المكان ..
قال بهدوء ويحاول يكون طبيعي .. : ارفعي عيونك عن الأرض .. ما مليتي وأنتي تناظرينها .. ولا أنا ما أستاهل تناظريني ..
ابتسمت وهي تسمع صوته
ابتسم لبسمتها .. هو ظلم لما وذنبها معلق في رقبته ما يبي يظلم سجود ويحمل ذنبها يكفي عليه واحدة .. : قالوا لك أنك أحلى .. وأنتي مبتسمة ..
ناظرته والفرحة طايرة بقلبها فوق السما ..
أحمد : الحمدلله أكرمتيني بشوف عيونك .. وصوتك ما تبين تسمعيني له ناديني باسمي ..
سجود وهي تناظر الأرض : أحــــ ــــمــــدــ
أحمد : عيون أحمد ..
حس بالذنب .. لما راحت وهو يبي يبدأ حياة جديدة بعد ما دمر حياتها .. عيونها .. الكره الي كان ساكنهم له .. الحزن الي يجسد كل نظرة من نظراتها .. الإبتسامة الي ما ارتسمت على فمها طول ما هو يعرفها ...كانت تكره حتى تظل معه في مكان واحد .. المكان الي هو فيه تهرب هي منه ..
اتذكرها .. كان يحب يلعب بأعصابها .. ويحب شعرها الأسود الي حرم عليها تقصه وتتشبه بالأولاد .. اتمنى يبدأ معها صفحة جديدة .. بس كانت تمنعه بتصرفاتها بنظراتها باحتقارها له بتقليلها من شأنه .. كرامته ما كانت تسمح له يروح يعتذر منها ويتأسف لها ويحاول يبدأ معها صفحة جديدة وهي أصلا مو معتبرته رجال ..
مهما يحاول كانت تنرفزه .. مهما حاول يكبت في النهاية تطلعه من طوره وتخليه يتهور ويمد يده عليها .. عندها جرأة وقوة احتمال ما شافها عند أقوى الرجال ..
كانت تسحره وتأثر فيه .. بجمالها وعيونها وقوتها وحتى عصبيتها ونشفان راسها وعنادها .. كانت تكرهه عليه وتمنع نفسها عنه بس كان هو يزيد في حبها بدال يكرهها يحبها يوم تعانده ويوم تتنرفز وخشمها ووجهها يصيروا حمر وهي زعلانة
.. لكن ما عرف كذا .. وما عرف أنه خلاص اتعلق فيها وما عرف حقيقة مشاعره إلا بعد ما فقدها .. وقتل كل شيء زين ممكن يكون بينهم لو ما اتزوجها بذيك الطريقة ولو ما عاملها المعاملة السيئة .. ضيعها بيده هو السبب ..
سجود .. ناظرته وشايفة كيف شارد ومو معها .. أكيد يفكر في لما .. أكيد يفكر فيها ..
قامت وهي ماسكة دمعتها ما تنزل وتذلها أكثر قدامه .. ألله يسامح أبوها أذلها وخلاها ما تسوى ..
أحمد قام ومسكها من ذراعها ..: وين رايحة ..
سجود : خليك مع الي تفكر فيها .. أنا عندي كرامة يا أحمد .. ما أقبل على نفسي الي تسويه والي تفكر فيه ..
أحمد : سجود ..
ما تدري ليش قلبها ارتجف يوم ناداها باسمها ..
أحمد : سجود .. خليك معي شوي .. خليني أحبك .. أمانة عليك .. لا تتركيني .. والله أبي أحبك ..
سجود قالت باستنكار : تبي تحبني .. يعني مثل ما توقعت .. تفكر في لما وتحبها ومو قادر تنساها ..
أحمد : لما ماتت .. بس أنتي موجودة .. أنتي موجودة عشان تخليني أحبك وما أشوف حد غيرك .. أبيك زوجة وأم لعيالي .. حبيبة وأم وأخت وصديقة ..صدقيني ما أبي اظلمك معي ..
سجود ما قدرت تتمالك دموعها أكثر .. مو قادرة تصدق أنه يحب لما .. حاسة بالعذاب الي في عيونه والتناقض الي في صوته .. والتردد في مشاعره .. معقولة هي سجود بنت الرازي مو قادرة تملي عينه وتسكن قلبه مو قادر ينسى واحدة متشردة مو معروف لها أصل واحدة قريبة أنها تكون رجال أكثر من بنت ..
لهالدرجة هي ما تسوى .. لهالدرجة هي ولا شيء ..
أحمد : سجود .. آسف .. ما أبي أبدأ حياتي على كذب .. أنا ما نسيت لما .. بس أنتي تقدرين تنسيني لها .. متأكد أنك تقدرين ..
سجود : ولو ما قدرت .. لو ما قدرت تنساها .. أموت بحسرتي أنا .. كله بسبب بابا .. هو الي ذلني وقلل من قيمتي رضا لي الذل والهوان .. رضاه لي وأنا بنته ...أنا أكرهك وأكره بابا .. ما أحبكم .. ما أبي أعرفكم .. كلكم ما تحبوني .. أنت ما تحبني تحب لما وبابا ما يحبني يحب نفسه ويحب الفلوس .. كل شيء عنده له قيمة حتى بنته لها قيمة وتسعيرة ..
أحمد : أبوك يحبك .. والي صار صار والحين أنتي زوجتي رضيتي ولا رفضتي .. ما ينفع نقاوم ونقول لا .. لازم نعترف بالأمر الواقع ونكمل حياتنا .. راح اتصل عليك اليوم ..
مسك راسها وباسه .. حس أنه يبي ياخذها بحضنه يهديها ما يدري ليش يحس أنه يخون لما ..
سجود : توعدني أنك ما تفكر في لما وأنت معي .. تنجرح كرامتي وأنا أحس أنك معها مو معي ..
ناظرها وعينه في عينها وحاس أنه ما راح يقدر يوفي بالوعد بس .. : أوعدك ..
سجود ابتسمت برضا وبدلع شوية قالت : خلاص .. كذا راضية .. وأنا أوعدك أخليك تنساها وكأنها ما كانت في يوم ..
أحمد ابتسم لها وهو عارف مية بالمية أنها ما راح تشيل لما من قلبه ..
******** ******** *****
جلست نجد على الكرسي قدام المراية .. وطلعت الحلق الي كانت لابسته وحاولت تفك العقد الي حول رقبتها ..
قام خالد من على الصوفا باتجاهها ووقف وراها ..
فك لها العقد .. وفك شعرها نثره على رقبتها وخلاه يتناثر على كتوفها مكمل طريقه لنص ظهرها ..
مسك يدها وسحبها وجلس على السرير ..
خالد : تعرفين أن هذا الفستان زايدك جمال اليوم ..
نجد .. سحبت يدها من بين أصابعه ومسوية نفسها بريئة ومسكينة ومو عارفة وش يبي ..
خالد : اليوم هدوء .. مو مرتاحة من ازعاج العيال .. أحسن شيء أنهم مع أمك في البيت ..
نجد .. : بالعكس .. مرة مشتاقة لهم بس أمي أصرت تخليهم معها .. اتوحشت عليهم وهم ما لهم أسبوع من يوم بعدوا عنها ..
خالد : أحسن . خليهم معها .. طفشت منهم .. كل يوم ناشبين في حلقي .. وينامون معنا في الغرفة ..
نجد : وش أسوي .. اتعودوا أنهم ينامون في حضني من زمان ..
خالد : لازم يغيرون هالعادة .. أنا أغار .. ما أبي أحد ينام في حضنك غيري ..
نجد .. تبي تتهرب منه بأي طريقة .. حمدت ربها أن سارة وسامي ينامون معهم وما يتركونها لحالها معه .. مشتاقة له بس خايفة .. التجربة الي عاشتها زمان .. مازالت داخل صدرها .. الجريمة الي ارتكبت في حقها وكراهيته لها والنظرة الي كست عيونه يوم عرف أنها مو بنت .. خلتها تخاف .. تخاف تخلي أحد يلمسها .. ما تقدر تنسى اللحظة الي فقدت فيها نفسها حتى ولو مر على الحادث مليون سنة .. وما تقدر تنسى ردة فعل خالد حتى لو قال لها مليون مرة أنه مسامحها وأنه يحبها ويبي يبدأ معها صفحة جديدة ..
خالد : تعالي اجلسي جنبي ..
نجد فتحت دولابها وأخذت لها شيء تلبسه قميص نوم وردي يوصل لحد ركبتها ..
دخلت الحمام غيرت ملابسها وطلعت ..
نجد : بروح أسوي لنفسي كوب قهوة ينشطني شوي أسوي لك معي ..
خالد وهو يناظرها باعجاب وحب .. : تعالي جنبي هنا وأنا بعرف أنشطك .. بس تعالي ..
نجد طنشته وفتحت الباب ونزلت قبل ما يمسكها
دخلت المطبخ .. حطت الماء في الغلاية على النار .. حطت عليه القهوة التركية السوداء ودواء القهوة .. هيل وزنجبيل وجلست على الكرسي الي حول طاولة المطبخ ..
ما تقدر تنسى .. ما تقدر ..
ما تقدر تنسى أنها هدمت فرحته في ذاك اليوم .. ما تقدر تنسى أنها جرحت كرامته وهدمت رجولته .. ما تقدر تنسى أنه رحمها وما مد يده عليها حتى بلمسة خفيفة .. ما تقدر تنسى أنه سترها وخلاها تعيش رافعة راسها قدام أهلها وقدام أهله .. ولكن منزلة راسها في الأرض قدامه ..
ما تقدر تنسى أنها تحبه .. تعشقة .. تموت عليه ..
ما تقدر تنسى وجه الي سرق برائتها .. وحطم حبها وطفولتها .. ما تقدر تنسى لحظة الألم الي عاشتها .. ما تقدر تنسى .. ما تقدر تنسى لحظة الدمار والخوف والعار الي عاشتها .. ما تقدر تنسى الموت الي شافته في عيونه واتمنته كل لحظة من حياتها .. ما تقدر تنسى حزن عيالها على فراق الأب الموجود والمو موجود .. ما تقدر تنسى الشك الي سكن نظراته وهو يناظرهم ..
هي السبب في كل الي حصل .. ما يهم شعورها ولا يهم الي حست فيه .. كل الي يهمها العذاب الي حس فيه خالد .. الألم والعار والشك .. كل هذا هي السبب فيه ..
كل شيء انسرق منها .. حتى أنها فقدت حقها في أنها تكون زوجة طبيعية .. فقدت حقها أنها تحب خالد وتعطيه الي يتمناه .. فقدت كل شيء تحبه .. فقدت كل شيء ممكن تمنحه ..
دخل خالد المطبخ ..
مسحت دموعها وهي تشوفه ..
سكت شوي .. : ليش تبكين .. مو قادرة تسامحيني يا نجد .. أنا ما أجبرك على شيء ما تبينه .. ما أقدر .. أبيك بس ما أبي أجبرك .. سألتك إذا كنتي مسامحتني .. اعتذرت لك بدل المرة مليون لو شايفة أن كل هذا ما يخليك تسامحيني .. تقدرين تروحين وتشوفين حياتك بعيد عني ..
نجد : لــ..ا ..
خالد : لا تخافي على العيال .. ما راح يفتقدون الأب حتى لو ما كنا في بيت واحد .. لا تضحين بنفسك عشانهم ..
نجد : لا تتسرع .. أنا أحبك والله أحبك ..
سكتت شوي تتنفس لأنها مو قادرة تتكلم بسبب الدموع والعبرة الي خانقتها ..
خالد .. شدها لحضنه .. : طيب ليش .. ليش تبعديني عنك ..
نجد وهي تحاول تهدي نفسها عشان تتكلم : خايفة .. خايفة ..
خالد باستعجاب : خايفة .. من مين .. مني أنا يا نجد ..
هزت راسها بالإيجاب .. : خايفة منك .. خايفة عليك .. خايفة من نفسي .. مو قادرة أنسى صورته مو قادرة أنساها .. الحزن الي سكن عيونك مو قادرة أنساه .. الشك الي سكن قلبك .. حاسة بالذنب حاسة أني خربت حياتك ..
خالد ضمها بقوة أكبر .. : ما راح أجبرك .. أبيك تحسين بالأمان .. ما راح ألمسك بدون استعدادك أو موافقتك .. والحين انسي .. أنا معك ما أحد يقدر يأذيك .. ما أبيك تضيعين مني بعد ما لقيتك ..
اجلسي الحين .. أسوي لك عصير بدال القهوة الي تبين تسوينها ..
نجد : خلي عنك حبيبي .. بسويه أنا .. روح نام أنت أكيد تعبان ..
خالد : شايفتني ما عندي دم .. أروح أنام واترك حبيتي تعبانة .. ولا خايفة أحط لك الملح بدال السكر في العصير وتبين تطرديني بالبارد ..
ابتسمت غصب عنها رسم البسمة على شفايفها حتى وهي في أسوء حالاتها ..
خالد : ايوة كذا .. شكلك مرة مو حلو وأنتي تبكين ..
نجد : ما راح أبكي .. طول ما أنت ما تزعلني ..
خالد :معقوله أنا ازعل حبيبتي
مد لها كاس العصير ..
اتناولته منه .. وشربت منه شوية .. : روح نام ..
خالد : خلصي كاس العصير وخلينا نطلع .. لا تخافين .. عند كلمتي ووعدي ..
شربت كاس العصير .. وهم طالعين على الدرج .. حملها بين ذراعيه ..
نجد : اتركني نزلني .. وعدتني ما تسوي شيء ..
خالد : وأنا عند كلمتي .. حرام يعني أشيلك ..
نجد : راح ترميني .. راح اطيح اتركني ..
خالد : لا تخافين معك رجال ..
دخل بها الغرفة وحطاها على السرير .. قفل النور ورقد بجنبها على السرير والتزم بوعده ..
هذي المرة الثالثة يتصل عليها لو يتصل مليون مرة ما راح ترد عليه ..
أم أحمد : ردي على الجوال يا بنتي ..
مجد : هذي رفيقتي .. ما عندها موضوع وما أبي أرد عليها ..
سكرت الخط وحطت الجوال على الصامت ..
أم أحمد : الحين ارتحت وتطمنت على ولدي .. أخذ الي تستاهله وتعرف قيمته ..
مجد : هههه .. مين .. سجود ..
أم أحمد : هم وانزاح .. ما حسيت بفرحة وهو يتزوج لما حسيت بهم ثقيل على ظهري وقلق وخوف على ولدي .. اله عوضه خير بدال لما والي في بطنها ..
مجد : لما كانت عصبية ما تطيق أحد بس قلبها أبيض .. ولو ما كانت تحترم أحد لأن ما أحد أصلا حبها أو عاملها بحب أو احترام..كلكم كنتوا تكرهونها وما تعتبرونها واحدة من العايلة .. اتحملتكم كثير .. لو أنا بدالها كان ذبحت نفسي وارتحت .. حتى لو ما تبين كانت رقيقة وحساسة .. ما كانت تحب تبكي قدام الناس .. كنت أشوفها تتخبى ورى شجرة في الحديقة وتبكي .. كانت قدامكم البنت الجريئة الي ما تحس .. قليلة الأدب الي ما تحترم أحد .. وكل واحد منكم اعتبرها دخيلة وكنتوا تمنعونا نتكلم معها أو نصادقها .. أذكر عمي أبو خالد كان يناديها قدامكم ويقول لها يا بنت الحرام وما كان أحد يسأله ويقول له الحرام الي أنت تقوله والي أنت تسويه .. كلكم وقفتوا ساكتين ولا كأن الي ينبض داخل صدوركم قلب ولا كأن عندكم عيال وتخافون عليهم وتحبونهم مثل ما أهل لما يحبونها ويخافون عليها .. كل الي همكم نصيبها في ورثة أبوها .. وهذا الي كان قاهر عمي أبو خالد الي ما يهمه غير الفلوس يبيع عمره وحياته وضميره عشان الفلوس ..
أم أحمد : يعني البنت صايعة وضايعة بسببنا تبين تحطين السبب علينا أنها بنت مو معروف لها أصل والخيانة تجري في دمها ولا معروف إذا كانت بنت عمك ولا لا ..
أحمد : لا يا يمه .. لا تغلطين غلط عمي .. استغفري يا يمه .. مجد صادقة .. حنا السبب في كل الي حصل لها كلنا اذنبنا في حقها .. المفروض نطلب منها السماح .. وعمي حسابه عند ربه .. جدي يوم مات خلاها أمانة في رقبته ووصاه عليها .. ولو كان يحس أنها مو حفيدته ما كان حبها وخاف عليها من الي راح يصير عليها منكم .. كنت حاضر في غرفته وهو يموت وشفت الدموع في عينه وهو يوصي أبوي وعمي عليها وعلى جودي ..
مجد : اللله يسامحهم بس .. عذبوا البنتين في حياتهم القصيرة الي عاشوها .. واحدة ما اتعدت ثمانية سنوات والثانية بعدها ما كملت عشرين سنه .. ولا قلب واحد منهم اهتز واتحرك من مكانه .. أبوي وعمي لكن للأسف أقول الرحمة انعدمت من قلوبهم ..
أحمد : كافي يا مجد .. حتى أنا أذنبت معها ذنب ما يغتفر .. بس لو ترجع دقيقة واطلب منها السماح .. اطلب منها تسامحني ..
مجد : استغفر ربك يا أخوي ..الله كتب وقدر .. كل الي تملكه أنك تدعي لها بالرحمة والمغفرة .. صلي ركعتين وادعي لها .. روح مكة سوي لها عمرة ..
أم أحمد : ريح ضميرك يا ولدي .. قبل ما تبدأ حياة جديدة .. أختك معها حق .. سافر وروح مكة سوي لك عمرة لها .. ادعي رب العالمين يسامحك ويغفر لك .. ويغفر لها ويدخلها الجنة ..
أحمد وفي عيونه رجاء وهو يناظر أمه : ممكن تسامحني لو سويت كذا ..
أم أحمد : ربك غفور رحيم ..
مجد : روح الحين اتوضأ وصلي ركعتين .. واستغفر ربك ..
طلع أحمد لغرفته وسوى مثل ما قالت له مجد وناوي فعلا يروح العمرة ..
أم أحمد : البنت ما أدري وش سوت لولدي .. متعلق فيها ومو قادر ينساها .. ظنيت أن اليوم بعد ما شاف سجود أكيد غير رأيه ونسى لما ..
مجد : والله حظها لما .. الحين أنا لو مت راح يظل عمار يتذكرني كذا والدموع شوي وتنزل من عينه وهو يتذكرني ..
أم أحمد ضربتها على ظهرها : بعد الشر عنك .. انجنيتي .. تموتين عشان تعرفين رجال يحبك ولا لا ..
مجد : عارفة الإجابة من غير ما أموت .. عمار ما يحبني ولا يطيقني .. لو مت جاته من عند الله .. بيروح العمرة عشان يحمد ربه أنه فكه مني
أم أحمد عطتها ضربة ثانية على ظهرها : هذا من عمايلك ومن كلامك السم الي ترمينه من دون ما تشغلين عقلك صدق أبوك وهو يقول أنك قليلة عقل ..
مجد : لو قليلة عقل .. هذي وراثة .. مو جايبته من برة .. من العايلة يا أمي يا أبوي .. مو ذنبي ..
عطتها ضربة ثالثة على ظهرها : قاصدتني أنا وأبوك .. حاضر أروح أصحيه وشوفي وش راح يسوي فيك ..
مجد : ما قصدت شيء .. تنتظريني يا يمه على الواحدة كأنك نفسك أنضرب وأتهزأ وخلاص ..
ناظرت جوالها .. لحد الحين يتصل .. هذا رايق وما عنده دم
ركضت لغرفتها وقفلت الباب وردت عليه .. : نعممم ..
عمار : هذا الإتصال الخامس ليش ما تردين ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك