رواية سلاسل من خيوط العنكبوت -10
وجودها معه بسبب ضحك أصحابه عليه بسببها ومضايقة أمه له الي كانت تحب تحرجه وتمازحه بها .. هو كان يعصب ويخرج من البيت .. لأنه كان يناظرها كطفلة لا أكثر ولا أقل طفلة قيدت حريته وحياته
بس من دون ما يشعر ..
العبء الي كان .. ساكنه
.اتحول .. كيف ومتى لحب كبير لدرجة أنه صار ما يقدر يصبح الصبح لو ما شافها ولا يقدر يروح الجامعة من غير ما يسمعها ويشوفها تودعه من فوق بلكونة غرفتها ولا يقدر ينام من دون ما يسمعها تقول له تصبح على خير
اتذكر مرة
كان عمرها .تسع سنوات
وهو كان عمره 22
كان جالس في الحديقة مع صديقه عبدالرحمن ..
فجأة جات .. وفي يدها صحن في كيك
طبعا هو يكره وجودها يوم يكونون أصحابه معه لأنه ما يخلص من تعليقاتهم البايخة عليه
عطته الكيك بكل براءة الأطفال .. الزواج في نظرها لعبة مو شيء ثاني ..
قالت له بكل سخف وبراءة .. ( مو أنت زوجي .. سويت الكيكة هذي وأبيك تاكلها )
أخذ منها الصحن ورماه على الأرض وطردها بكل قسوة
فعلا .. نجح في إبعادها لأنها ظلت اسبوع ما تكلمه وتخاف من وجوده وكل ما تشوفه في مكان تهرب منه
بطريقة .. ما يعرفها .. حس أنه يفتقد .. إزعاجها له .. ما لقى نفسه إلا وهو قدام محل ألعاب اشترى لها لعبة عروسة لابسة فستان زواج
.. ما يقدر يوصف فرحتها بالعروسة
سألته إذا فستان العروسة عاجبه ولا لا ..
قال لها أنه حلو وعاجبه
قالت له وملامحها تشع طفولة : أنا يوم زواجي راح ألبس نفس هذا الفستان لأنه .. يعجبك
كبرت
فقدت جرأتها .. الي كانت تتكلم بها .. معه
كانت خجولة .. وخدودها تصير حمر كل ما تشوفه .
.ولا مرة شافها فيها .. ما كانت تبتسم له ..
بس مرة سألها .. حاول .. يتأكد .. هي تحمل له نفس مشاعره .. ولا بس مغصوبة عليه استغرب وهو يشوف عيونها انملت دموع وهربت من قدامه .. ما قدر يفسر الي شافه في عيونها .. هل هو
رفض أو قبول
شيء كان يقول له أنها تبغاه .. وشيء ثاني كان يقول له أنها ما تبيه ولا تحبه ....
كان يبي يعطيها حرية الإختيار بعيد .. عن حكم أهله وإجحافهم
يبي .. يعرف أنها اختارته برضاها ومن نفسها مو مجبورة عليه بس يوم بلغه أنها حاولت الإنتحار .. قبل الزواج بأسبوع انصدم ..
دمه صار يغلي في عروقه كيف بعد كل هذا ما تبغاه
بس بعدها بأيام .. استجمع أفكاره .. وقال لنفسه أن الي سوته يمكن خايفة تتزوج .. لأنها بعد صغيرة ما كملت 18 سنة يمكن تبي تكمل دراستها أعطاها كل التبريرات وفكر في أي شيء .. غير أنها ممكن تكون رافضته .. هو
.. لأن هالشيء راح يجرح كرامته .. ويدمره ....
انتظر اللحظة .. الي تكون فيها له
اللحظة الي يشوف .. نفسه في عيونها .....
اللحظة .الي تصير له .. بس .. له
اللحظة الي تحضن عيونها .. عيونه
اللحظة الي انتظرها..كثير
حاول يطرد ذكرى ذاك اليوم من راسه حاول يشوف لها عذر .. تبرير .. بس ما قدر ما لقى أصلا .. فكر أنه يحاول ينسى يبدأ صفحة جديدة .. ما قدر
.. ما .. اتعود يسامح وخاصة الي يخونه .. وبالأخص الي يخون .. حبه وثقته ....
انمحت ابتسامته .. اتحولت .. لجمود .. وركود .. في ملامحه
..
على مين يقدر يكذب على نفسه .. هو يحبها .. يتمناها .. بس كرامته .. ما تسمح له
..دق تلفونه
قطع عليه السكون الي عايشه في وسط تلال الرمال الي حوله ....
رقم مجد
رد صوتها يقول أنه في شيء
مجد والدموع مغطيه وجهها : حسبي الله عليك أختي ضاعت بسببك
خالد بخوف ولهفة وعصبية : نجد .. وش حصل .. قولي لي
مجد : رفضت تسمعها .. أخذت منها عيالها الي تعتبرهم الذكرى الوحيدة منك لو سمعتها كان عرفت أنها ضحية وحش ما رحمها ورحم طفولتها وصغر سنها .. وحش اغتصب منها الشيء الوحيد الي اتمنته في حياتها اغتصب شرفها والحلم الي عاشته من طفولتها أنها تكون زوجتك
خالد وهو يحاول يستوعب كلامها : نجد فيها شيء
مجد : نجد في المستشفى .. حاولت تنتحر بسببك ..
طاح جواله منه
ركب سيارته وساقها مثل الأعمى الي ما يشوف قدامه مو عارف وين يروح .. نسى حتى يسألها عن اسم المستشفى
ضائع أسير مو عارف .. وين اتجاهه .. مو عارف وين يروح مو عارف .. شيء .. مو قادر يتذكر شيء .. غير ظلمه ومعاملته السيئة لها ..
.ماتت .. وضاعت فرصته أنه يحصل على غفرانها ....
معقول لما تكون .. ماتت لا مستحيل
سمع صوت الآذان .يؤذن لصلاة العشاء
الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدا رسول الله
أشهد أن محمدا رسول الله
حي على الصلاة
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الفلاح
..الله أكبر .الله أكبر.
.. لا إلـــــــــــــه إلا الــــــلــــــــه ..
وقف سيارته الي من قبل المغرب .. يلف بها في الشوارع وكأنه ممكن يلاقيها تمشي في الشارع تدور عنه مثل ما هو يدور عنها
.اتوضأ .
.يبي يرتاح .يغسل العذاب الي في صدره الوضوء يمكن يفيده .. يخفف عنه والصلاة في المسجد .. يمكن تنسيه كل همومه وأحزانه وتأنيب الضمير الي عايش فيه
دخل المسجد .. رفع يدينه
قال بصوت كله تعب .. الــــلــــه أكــــــــبـــر
صلى ركعتين ....
دعا ربه يغفر له العذاب الي سببه لها .
عيونه غرقت بالدموع
شافه واحد .. وشاف حالته الشبيهة بحاله .ودموع الأسى الي ينزفها من عيونه
جلس جنبه ..
وش فيك يا أخ
أحمد ما اهتم بوجوده
كرر كلامه .. وش فيك يا أخ ....
لاحظ أنه مو مهتم به .. قال عشان يشجعه يتكلم معه .تعرف كم لي ما دخلت مسجد عشرة سنوات
بدء ينتبه له .. قال مو مصدق : .. عشرة سنوات
قال الشاب الي جنبه : عشرة سنوات عايش في عذاب لحد هذي اللحظة الي داست فيها رجلي هذا المكان العطر .. الطاهر
أحمد : متمني ألقى الراحة هنا ..
قال له الشاب : وأنا متمني الله يقبل توبتي تتوقع الله ممكن يقبلها
أحمد وهو نفسه يسأل نفسه هذا السؤال : الله يقبل توبة العبد الصادق أبواب التوبة مفتوحة لكل عباده
قال وهو يمسح دموعه بطرف غترته : يااا رب .. اقبل مني يا غفور يا رحيم يا تواب يا حكيم
أحمد : اللهم آمين .. يارب تقبل مني واتقبل منه .. يا عالم بخفايا النفوس .. وعالم صدقها ويقينها وتوحيدها وتعلقها بك يا أرحم الراحمين
..قال له : ما أظن أنك ارتكبت الجرائم الي أنا ارتكبتها ..
أحمد : بس أنا الي ارتكبت في حقها الجريمة ماتت وذنبها معلق قي رقبتي وعيونها الحزينة بعدها تطاردني .. ماتت وما قدرت أخليها تسامحني
قال وحاس بنفس ألم أحمد : أما أنا الي ارتكبت بحقهم الجرائم عايشين وما أظنهم في يوم راح يسامحوني
أحمد مو في موقف يأهله أو يعطيه حق في أنه ينصح أو يخفف عن أحد همومه .. هو يحتاج لأحد يخفف عنه ولو شويه من همومه
. ارتفع صوت الإمام يقيم الصلاة .بكلمات من نور يطرب لها قلب كل مسلم في الوجود وتتغلغل بداخل وجدانه وتسكنها ..
الله أكبر . الله أكبر.
أشهد أن لا إلا إلا الله ..
أشهد أن محمدا رسول الله .
حيى على الصلاة حي على الفلاح
قد قامت الصلاة .قد قامت الصلاة
الله أكبر .الله أكبر
لا إله إلا الله ...
******** ******
الجزء الثاني
{2} ×*×*×*×*×*
فيصل وهو محوط ظهرها بذراعه وبيده الثانية ماسك يدها : اجلسي
سلمى : آآآف .. مليت منك
فيصل : أفااااا تملين مني
سلمى : ما قصدت .. بس والله مو قادرة اتحمل خوفك الزايد .. حتى يوم تخرج .. أمك ومنار ما يقصرون فيني .. مليت من القعدة
فيصل : مو على كيفك .. بعد يجي ولي العهد .. بعدها أنتي بالطقاق
سلمى : طييييييييب .. يعني تبي تبيعني وأنا الي انخدعت وكنت احسبك خايف علي
فيصل وهو يبتسم : أبيع عمري ولا أبيعك يا قلبي
سلمى : سلامة عمرك
أخذ كاس الحليب الي كان على الطاولة جنبه : اشربي
سلمى أخذته واتجرعت منه شويه لأنها ما تحب الحليب
فيصل : اشربيه
سلمى : لا .. ما أبي
فيصل : لا بتشربينه .. أنا ما أحب العناد
سلمى : طيب بس نصه
فيصل : كله يعني كله .. ما أبي عناد .. سمعتي الدكتور قال لازم تاكلين وتشربين زين لأن معك فقر دم وممكن يؤثر على صحتك ..
سلمى غمضت عيونها وشربته بسرعة ما تبي تحس بطعمه ..
فيصل : شاطرة بنوتي الحلوة
سلمى : بروح اطل على سمر ممكن .. والله حرام رجلها أكيد توجعها
فيصل وهو يتنهد : وتحسبين بعد نظراتك هذي بقدر أقول لك .. لاا ..
سلمى .. خرجت وهي مو مصدقة أنها ارتاحت منه بس ما كملت فرحتها لاقتها أم فيصل
أم فيصل : وين رايحة يا بنتي ..
سلمى : بروح لسمر امكن تكون محتاجة شيء
أم فيصل : ارجعي يا بنتي الحركة مو لصالحك .. ارجعي ارتاحي
طفشت هي من السرير ومن قعدته : بروح أشوفها وبرجع .. تكفين يا يمه
أم فيصل وهي مو مقتنعة : روحي يا بنتي
....
دخلت غرفة سمر الي كانت جالسه على السرير قدام اللابتوب
سلمى : كيفك يا عمري
سمر : مو بخير .. غرفانه من عمري بسبب هالرجل والعكازة الي ما أقدر اتحرك بدونها
سلمى : تستاهلين في أحد يراكض في المستشفيات ..
سمر : الحين أنتي جاية تخففين عني أو ترفعين ضغطي أكثر مما هو مرفوع ..
سلمى : أنا أقول لك الحقيقة
سمر : كله بسبب ذاك الزفت الي ظهر قدامي كأنه جني
سلمى : هذا وش فيه عليك .. مرة بتغرقين بسببه والمرة الثانية بتنكسر رجلك بسببه .. أكيد بينك وبينه ثأر أو شيء
سمر : هذا الحمار أخ نجلاء بنت الرازي زوجة عم فيصل ..
سلمى .. : الرازي
سمر : ايوة .. وش فيك اتغيرتي
سلمى : هذول أهلي ..
سمر : عيال الرازي .. نفسهم ما غيرهم ..
سلمى : ايوة أولاد أعمامي ..
سمر : حظك .. الحين عيلة الرازي .. عيلتك والله حظك ..
سلمى : ما صاروا يهموني .. الي يهموني فيها ماتوا
سمر .. مو عارفة وش تقول لها .. ما في شيء يعوض فقد الأهل .. حتى هي حاسة أنها مو قادرة تكمل هنا .. بعيد عن أمها .. حتى لو قاسية فهي أمها ..
سلمى : تصبحين على خير .. بروح أنام تامريني على شيء
سمر : وأنتي من أهله
رجعت لغرفتها وفي شيء في بالها
قالت بصوت متردد شوي وخايف : فيصل ..
فيصل : عيون فيصل
سلمى : بروح أزور أمي بكرة
فيصل : قلت لك بنروح بس أول ارتاحي شوي اليوم خرجتي من المستشفى ..
سلمى : لا تزعل يا حبيبي .. بس والله ما أقدر اصبر وأنا اتخيلها وحيدة ومريضة وفاقدة أقرب الناس لها أكيد ما قدرت تتحمل صدمه فقد بنتها الثالثة عشان كذا انشلت
فيصل : خلاص بكرة ونجيبها تعيش معنا
سلمى ما كانت قادرة تطلب منه أنها تجيب أمها هنا بس هو فهم الي في قلبها من دون ما تقوله حتى .ارتمت في حضنه وضمته بقوة
فيصل وهو يستهبل : خلاص بمووت خنقتيني
فكته وتركته : آسفة ما قصدت ..
فيصل .. ضمها هو هالمرة .. : لو كنت أعرف أنك بتفرحين كذا كان من أول يوم عرفت فيه جبتها معي
مو عارفة كيف بتشكره .. حبها مو شيء كافي تقدمه له .جمايله مغرقتها .: فيصل .. أحبك
فيصل : وأنا أموت عليك بس نامي الحين وارتاحي وبكرة بنروح في واحدة ممرضة راح تجي تراعيها .
.. .
قلبها .. ينتفض داخل صدرها وجسمها صار أبرد من الثلج .. وأخيرا راح تشوف أمها .. ما اتوقعت تشوفها في موقف مثل هذا بس هذا قدر .. رب العالمين ..
الدكتورة خلتهم ينتظرون في غرفة للزيارات وراحت تجيبها لهم
فيصل : لا تتوتري التوتر مو زين عشانك ..
سلمى ويدينها ترتجف .. : ما أقدر .. أحس أن قلبي بيخرج من بين ضلوعي ..خايفة وفي نفس الوقت فرحانة
فيصل .. حتى هو فرحان لفرحتها وفرحان أنه قادر يشوف الإبتسامة تشع من عيونها
دخلت الدكتورة وهي تدفع كرسي نقال عليه مرأة .. في سن الأربعين .. شعرها أحمر مربوط بربطة حواجبها مثل لون شعرها .. عيونها خضر .. متوسطة الحجم مو واسعة ولا صغيرة لونها أبيض ممزوج مع حمرة .مو طويلة .. طولها متوسط نحيفة شوي ملامحها جميلة بوجه عام لا .. كلمة جميلة ما توصفها
ناظرتها بتمعن هذي الي قدامها الحين أمها
.كل شيء شافته في حياتها مر قدامها مثل رياح باردة .. تعصف بها وبمشاعرها .
مشت لها بخطوات خايفة مترددة .
جلست على ركبها قدامها ودموعها مثل السيل على وجهها .
مررت يدها بحب على خصلات شعرها النحاسية .
.. وقالت بصوت فيه حشرجة من البكاء يمه .. أنا .ليان
ناظرتها بتمعن .هذي .. لما لا هذي مو لما .. هي تقدر تفرق بين .. لما وليان غريزة الأمومة في داخلها .. تخليها تفرق بينهم
عادتها مرة ثانية : يمة .. أنا ليان .. ما عرفتيني ..
عيونها فاضت بالدموع تبي تصرخ .. تنادي باسمها الي انحرمت من نطقه سنوات وسنوات .. تبي تنادي باسمها بس الصوت ضاع واختفى
كانت تفكر فيها طول السنوات الي راحت 18 سنة ما قدرت تنسيها بنتها الي ضاعت وانحرمت منها كانت تفكر في لما وجودي بس كانت تفكر في ليان الضعف
.لأنهم انحرموا من أمهم وأبوهم .. بس على الأقل .. كانوا وسط أهلهم .. تحت سقف يظلهم وناس ما ظنت أنهم ممكن يأذونهم حتى مهما كانوا قاسيين .. راح يحافظون على بناتها لما وجودي
. بس ليان
وين عايشة .. مع مين عايشة كيف عايشة ميتة ولا حية
شبعانة ولا جيعانة .
.بردانة أو دفيانة ..
مرضانة أو سليمة ..
متمنية .. تقدر تنطق اسمها
حاولت .. بكلمات مو مفهومة آآآم .آآآم آآآم
ما قدرت .. تتكلم مو قادرة
سلمى بخوف : دكتورة فيها شيء .. شوفيها يمكن مريضة أو تعبانة
الدكتورة : ما فيها شيء بس تحاول تتكلم معك ومو قادرة ..
سلمى : طيب هي وش فيها ليش حالتها كذا
الدكتورة : جابوها عندنا هنا لأن الظاهر ما لها أحد .. قالوا أن في واحد فاعل خير جابها المستشفى واختفى ويوم وصلت على المستشفى كان ضغط دمها مرتفع ويبدو أن اسعافها اتأخر .. اصابت بالجلطة
فيصل : طيب مافيه سبيل لعلاجها .. هنا .. برة ..
الدكتورة : هنا يتوفر لها العلاج السفر مو ضروري .. ممكن ترجع لحالتها إذا لقت العناية والإهتمام
ناظرت ساعتها الدكتورة وخرجت .. تركتهم ..
سلمى وهي تمسح دموع أمها : يمه بتروحين معنا .. وش رايك .. أكيد ما تبين تظلين هنا لوحدك .. صح .. هذا زوجي فيصل
فيصل وهو يناظر أم ليان بامتنان .. : أنا شاكر لك يا يمه إنك جبتي لها الدنيا هالوردة الي عطرت حياتي بشذاها ما راح أقدر أشكرك ..
حست الحين أنها ارتاحت .. بنتها لقت الي يحبها ويهتم فيها .. ما ضاعت مثل ما كانت مفكرة ..
فيصل : بروح أوقع على أوراق خروجها وبجي الحين .. تكونون جاهزين .. بترككم لوحدكم ..
خرج فيصل وراح لمكتب الإستقبال يشوف اجراءات الخروج
مسكت يد أمها وحطتها على بطنها وقالت : يمه .. راح تصيرين جدة بعد سبعة شهور ونص
قدرت تحرك اصبعين من اصابع يدها من الفرحة الي دخلت لصدرها
سلمى : يمه .. حركتي اصابعك يا يمه .. يعني راح تصيرين بخير يعني في أمل
دوعها نزلت على وجهها .. هذي المرة دموع الفرح بنتها الي كانت أكثر واحدة قلقانة عليها .. بخير وسعيدة وبعد كم شهر راح تصير أم .. الله ما خيب دعاها وحفظها لها
عوضها عن فقد بناتها ..الله عوضها ببنتها وحفيدها الي جاي
.. الحمدلله يارب .. الحمد لك يا رب العباد .. الحمد لله .....
سلمى : أبي ارتمي في حضنك يا يمه وأقول لك كل الي حصل لي في حياتي .. وأعرفك على أختي سمر الي ربيت معها
دخل .. فيصل .. : يله .. تكملون في البيت الممرضة تنتظر في البيت وكل شيء جاهز مو ناقصنا إلا يمه
ناظرته أم ليان بامتنان .. حافظ على بنتها وحماها .. ومن عيون بنتها الي تلمع وهي تناظره أكيد هي تحبه .. هي مقعدة على كرسي ولها سنوات ما شافت بنتها ولا ضمتها في حضنها .. بس الأم هي الأم بمشاعرها وأحاسيسها .. الي تقدر تميز بنتها .. وأحاسيسها من عيونها .. من دون ما تتكلم بكلمة واحدة ...
وفيصل الي واقف قدامها .. وفر لبنتها الحب والحنان الي عوضها عن أمها وأبوها .. الي بسبب حكم رب العالمين انحرمت منهم ومن حنانهم وحبهم ..
******** ***********
مجد بخوف وفرحة لأن أختها نجت وقدروا يسعفونها : ما يستاهل تسوين كذا عشانه .. ليش يا نجد ..
نجد .. بين دموعها وألمها : خفت أموت وادخل النار بس ما فكرت في شيء غير أني ارتاح .. ابعد بعيد عن هالدنيا
مجد : طيب ما تفكرين فينا .. أنا وأمك وأبوك وعيالك وأخوك .. انسينا كلنا .. بس وش ذنبهم عيالك يعيشون محرومين من الأم مثل ما انحرموا من الأب
نجد تنزف دموع الندم قبل ما تكون دموع الألم .. عقلها كان مشلول ما فكرت : ما قدرت أفكر
مجد : قلت لك مليون مرة انسيه حرام عليك .. هذا مو حب هذي عبودية .. ما يستاهل ولا دمعة من دموعك ما يستاهل حبك .. ما يستاهلك ..
نجد : أحبه .. ما أقدر حاولت بس أنا كنت زوجته قبل ما ينكتب اسمي مع اسمه في شهادة الزواج ..
.....
يبي يشوفها .. يبي يعتذر لها يبي يسمعها تقول له .. مسامحتك .. مع أن هالشيء مستحيل
وقف عند باب غرفتها في المستشفى
صوتها .. الي عمره ما نساه كلامها الي يسمعه يتردد في جدران مسامعه
.. ..
نجد : ما قدرت اتحمل .. وأنا اسمع أمه تقول أنه بيتزوج أنتي مو فاهمتني يا مجد
مجد : لا فاهمة .. بس هذا الي تحبينه ما يحس .. لو كان صدق يحبك .. كان حاول يسمع منك كان حبه بيدفعه يوقف جنبك .. اصحي من حلمك خالد عمره ما حبك ..
نجد : بس أنا حبيته وعمري ما كنت لغيره لا بقلبي ولا بعقلي ولا بجسدي
مجد مو مصدقة بعدها تحبه .. هذي ما تحس : أنتي ما عندك كرامة .. مجنونة
فتح الباب ودخل
انصدمت وهي تشوفه واقف قدامها بشحمه ولحمه .. خالد ما غيره
خالد وصوته كله ندم ..حرم نفسه من حبها كل هالسنوات بعناده
قال بصوت مليان ندم خوف ألم كره لنفسه واستحقار لها .رجاء وأمل في السماح : آآآآآآسف .. سامحيني
مجد : اطلع برة .. وش تبي منها بعد كل الي سويته فيها .. اطلع برة
خالد : عارف أني استحق كل كلمة سيئة منك .. بس خلوني اشرح موقفي ..
مجد : أنت سمعتها زمان عشان تسمعك هي الحين
نجد : اتركيه يتكلم .. بعطيه الحق الي ما عطاني اياه .. بسمعه ..
خالد جلس على ركبه بالقرب من سريرها : سامحيني يا نجد حسيت بالضعف .. حسيت أن كرامتي انجرحت حسيت أن حبي لك كان وهم .. من نسيج عنكبوت قيدت به نفسي .. حسيت أني عشت خدعة
نجد : أنا عمري ما خنتك .. والله كان غصب عني والله اتمنيت الموت .. عشان ما أشوف النظرة الي تناظرني بها في كل لحظة خفت أموت في عينك مثل ما مت أنا في عين نفسي
مجد .. خرجت وتركتهم لازم تعطيهم فرصة أخيرة يتفاهمون
كملت كلامها والدموع خانقة .. صوتها : ركبت معاه .. عشان أروح أشوفك في المستشفى .. مو عارف كيف خفت عليك يوم عرفت أنك سويت حادث .. ما فكرت .. ركبت معاه .. ركبت مع السواق .. بس .. بدل ما يوديني أشوفك
حط سبابته على شفايفها الصغيرة سكتها .. مو لازم تكمل .. ما يبي يتخيل وش حصل .. ما يبي يخليها تعيش ذكرى ذاك اليوم وهي تحكي له .. يكفي الي حصل له ولها بسببه
خالد : عشت قهر وحسرة .. وعذاب ما قدرت أعيش من دونك .. من دون بسمتك من دون حبك .. ما قدرت أعيش من دونك .. حاولت بس ما قدرت بس لو سامحتيني
نجد : أنا عمري ما حقدت عليك عشان أسامحك كان كل يوم .. حبك وغلاك في قلبي يزيد عمري ما كرهتك .. الشيء الوحيد الي كرهته .. كرهك لي .. اتعذبت وأنا أشوف الشك في عيونك وأنت تناظر سامي وسارة
خالد : آسف .. بس والله .. بعوضك عن كل شيء وبعوضهم بس سامحيني
نجد : مسامحتك .. حتى من دون ما تقولها
خالد بابتسامة : يعني موافقة ترجعين لحبيبك وزوجك مثل ما كنتي تقولين وأنتي صغيرة
هزت راسها .. موافقة ما تقدر تخلي قلبها يقسى عليه .. هو نقطة ضعفها الوحيدة في الدنيا .. لأنها .. تحبه
******** ***********
دق تلفون أبو خالد وقطع عليه تفكيره الي كان متعلق بالأوراق الي في يده
..غير التلفون ملامحه وخرج بسرعة
أم خالد : وين رايح
أبو خالد : مستعجل عندي شغل مهم
أم خالد استغربت منه قبل شوي كان هاديء ورايق وقال لها أنه يبي كاس عصير والحين ملامحه متغيرة أربعة وعشرين درجه كأن في شيء مخبيه عنها هي حاسة بكذا لها شهرين بس مو عارفة وش هالشيء ...
نزلت سجود ومعها خلود الي كانوا يسولفون ويضحكون
سجود : وش فيك يا ماما .. مو على طبيعتك
أم خالد وهي تجلس .. : لا ولا شيء خارجين
سجود : ايوة يا ماما بنروح لنجلاء .. أبي أبارك لها المولود ما رحت لها معكم ذاك اليوم .
أم خالد : روحي بس ارجعي قبل ما يرجعون أخوانك مو رايقة لهم
خلود : يله يا خالتي .. مع السلامة تامرينا على شيء
أم خالد : لا .. الله يحفظكم
لبسوا عباياتهم وراحوا مع السواق
.. .. .. .. .. .. ...,,,’’’,,,,’’’
نجلاء بابتسامة وفرحة واضحة عليها .. في صوتها .. وملامحها .. وفي كل حركة من حركاتها : الله يبارك فيك .. انشاء الله أشوف عيالكم
خلود وهي حاملة مازن الصغير بين ذراعيها .. تلاعبه .. وتناظر ملامحه الصغيرة : يا ختي عليك .. تزنن .. تزنن ..والله نفسي آكله
سجود وهي خايفة تحمله .. مرة صغير خايفة يطيح منها أو ترميه بس تناظره وتضحك له من بعيد : مازن .. اسمه يجنن وهو بعد يجنن
نجلاء : كيف أخبارك يا سجود .. ما في أحد متقدم لك .. نبي نفرح فيك
سجود .. ما تدري بس ما في أحد عاجبها أو تتخيل نفسها زوجته أمس كانت أمها تكلمها في موضوع حسان .. صديق أخوها عمار في المستشفى كل ما ترفضه يرجع ويتقدم لها .. وقبل شهر اتقدم لها واحد ولد صديق أبوها في السوق .. ضابط في الشرطة .. بس هي ما تبي ولا واحد وحاسة أن ما في أحد يستاهلها في كل هالدنيا
بس في نفس الوقت تراجع نفسها كل البنات الي تعرفهم انخطبوا .. ومنهم الي اتزوجت أو راح تتزوج .. أو بعد سنه ملكتها أو الي في حياتها واحد وتحبه مثل خلود الي ما تحلم إلا بأحمد وطارت من الفرحة أن لما ماتت كأنها ما كانت تعرفها في يوم أو كأن الدم الي في عروقهم مو واحد
سجود : لا .. منتظرة نصيبي ..
سمعوا صوت جرس البيت ..
خلود : منتظرة أحد يا أختي ..
نجلاء : ايوة منار وزوجة أخوها .. سلمى ..
سجود : اسمع الناس يقولون أن زوجة فيصل الجاسم .. ملكة جمال .. صدق الي يقولونه ..
نجلاء : ما اتعرفت عليها ولا شفتها .. بس من كلام أم فيصل ومنار عنها .. هي حلوة وقبل ما تكون حلوة أخلاقها أحلى لأنهم مرة يحبونها ومتعلقين فيها وفي أختها سمر عشان كذا فكرت أخطبها ليزيد .. الي يقدرون يخلون آل .. الجاسم يحبونهم بهالسرعة ويرضون عنهم أكيد مو بنات عاديات أو هينات ..
سجود بغرور واعتزاز : أكيد مو أحلى مني
خلود : لا تخافين في كل هالدنيا ما اظن في واحدة بجمالك .. طبعا .. غيري ..
دخلت منار .. مجلس الضيوف ..
ووراها .. سلمى ..
قاموا البنات ..
سجود وخلود .. كل واحدة .. شوي وبيغمى عليها من الصدمة ..
سجود : لــ .. مـــا .. لما
نجلاء حتى هي مو مصدقة : لما
خلود بخوف : يمه .. يمه .. لما
منار : مين لما هذي سلمى ..
خلود : بسم الله علي .. مرة تشبهها بس
سلمى : امكن مشبهيني على واحدة تعرفونها .. أنا سلمى ..
خلود وهي تناظرها وتناظر أناقتها وشعرها الأسود الي واصل لآخر ظهرها : مستحيل هذي .. لما .. حتى ما في مقارنه بينهم ..
سجود وعيونها مليانة غيره من الجمال الي شايفته قدامها .. حتى الوصف الي سمعته من بعض البنات ما يعطيها حقها .. كأنها مو من هنا .. بس فيها شبه كبير من لما .. بس في نفس الوقت ما فيه مقارنه بينهم لما .. عمرها ما حطت مكياج .. بس نفس العيون .. نفس الخشم .. نفس الفم .. المختلف بس اللبس .. والأناقة والنعومة الطاغية على البنت الي واقفة قدامها ..
سجود سلمت عليها بطرف اصابعها وابتسمت لها ابتسامة خالية من المشاعر وجلست ..
نجلاء : ما شاء الله تبارك الله .. سلمى .. كل الكلام الي سمعته عنك ما وصفك ..
سلمى : شكرا لك .. مبرووك البيبي .. هذي هدية بسيطة له
نجلاء أخذتها منها وحطتها على الصوفا بجانبها وشكرتها : شكرا .. ليش تعبتي نفسك
سلمى : العفو .. هذا ولا شيء .. ممكن أحمل الصغير شوية ..
خلود قامت وحطته بين ذراعي سلمى الي حملته بحب وحنان
نجلاء : شكلك راح تكونين أم حنونة .. شوفيه كيف ارتاح في حضنك ..
منار : هي حامل ..
سلمى ناظرتها .. بتأنيب ..
نجلاء : مبروووك ..
خلود : مبرووك ..
سجود ناظرتها بغيرة وحسد .. حلوة .. ومتزوجة من واحد من أغنى أغنياء الرياض .. وراح تصير قريب أم مو ناقصها شيء في دنيتها ..
منار : أكيد عمي حامد طاير من الفرح
نجلاء وهي تتذكر حامد الي صار يقعد مع مازن أكثر مما يقعد معها .. كانت زمان حاسة أنها ظالمته وهي رابطته بها وهي ما تقدر تجيب له عيال .. بس بعد شافت فرحته بمازن اتأكدت أنها كانت ظالمته ..
نجلاء : مو مصدق أن عنده ولد .. تعرفين أنه يزعل مني إذا ناديته باسمه ما قلت له يا أبو مازن
خلود وهي تناظر سلمى وحاسة في داخلها بنوع من الغيرة والحسد : شكلك تحبين الأطفال ..
سلمى : أحبهم مو كلمة توصف شعوري ..
خلود : غريبة .. أختك سمر ما تشبهك .. سبحان الله خلق وفرق .. أنتي في السماء وهي في سابع أرض
سلمى انزعجت من كلامها وحست أنها ما تحب سمر من لهجتها
نجلاء : خلود ما تقصد شيء
سلمى : لا .. ولا يهمك .. بس سمر شويه مختلفة .. ما تحب المظاهر .. تحب تكون نفسها من دون مضايقات ومظاهر كذابة
نجلاء : في مثل هذا الزمن ما في من نوعها كثير
منار حست حتى هي أنها اتضايقت من خلود وما لامت سمر أنها ما حبتهم .. : سمر ما في أحد يقدر يشوفها وما يحبها .. المظاهر مو كل شيء ..
سجود : غريبة .. بنت مثلك اتربت على العز وفي قصر تقول مثل هالكلام أنتوا يا عايلة الجاسم غريبين وما في من نوعكم كثير ولا ما كان اتزوج ولدكم من عايلة مو معروفة .. مريم مرة كانت مناسبة له .. ليش طلقها
حست سلمى بالضيق وهي تتخيل كيف أختها كانت عايشه مع واحدة مثل هالبنت في بيت واحد .. مو معقول كيف كانت متحملتها هي الي ما لها نص ساعة عرفتها حست أنها مو طايقتها
منار : مو كل شيء في الدنيا فلوس .. الفلوس ما تشتري الذوق والإحساس
نجلاء ناظرتهم .. عشان يسكتون .. لأنهم فعلا زودوها ..
سجود : بنت مين أنتي .. امكن بنت أحد نعرفه ..
سلمى كانت تبي تفجر قنبلتها وتقول لها أنها بنت عمها بس .. غيرت رأيها : ما أعتقد .. مستحيل يكون بينا معرفة ..
سجود والغيرة تلعب بمشاعرها : معك حق .. مو من نفس الثوب عشان نعرف بعض ..
سلمى : صدقتي
نجلاء : خلود .. خذوا الصغير وودوه لغرفته .. فوق
فهموا أنها تطردهم بالبارد .. أخذوا الصغير وطلعوا ..
نجلاء : آسفة خلود وسجود .. مزعوجات شوي ..
سلمى بابتسامة خفيفة تخفي ضيقها : لا .. ما عليك ..
منار ما كانت عارفة أنهم بها الخسة وقلة الذوق .. فعلا المظاهر مو كل شيء .. : ليش أختك مو مثلك يا نجلاء .. كنت أحسبها حبوبة ودمها خفيف مثلك بس اصدمت فيها ..
نجلاء ( كله بسبب الي ما تنسمى سجود هي الي تلعب بتفكيرها ) : لا .. بس اليوم زعلانة شوي مو على طبيعتها
منار : حتى لو زعلانة ما في سبب يخليها تعامل الناس بقلة احترام ..
نجلاء : لا تزعلون امسحوها في وجهي ..
سلمى : ما يصح .. وبعدين ما قالوا شيء أصلا عشان نزعل ..
نجلاء ( ما شاء الله أدب وأخلاق فعلا ما تقرب للما ولا بأدنى صلة .. هذيك وين وهذي وين .. )
دخلت الخدامة وجابت لهم .. الضيافة ..
ظلوا ساعة ورجعوا لبيتهم
نجلاء طلعت لخلود وسجود وهي معصبة منهم : الحين وش الي قلتوه للبنات تحت مو عيب عليكم ..
سجود : وش قلنا .. الحقيقة وبعدين وين الجمال والأناقة الي الناس يتكلمون بها .. الحين أنا قلت بشوف حورية .. بس عادية الي نافخ ريشها و الناس يعطونها أكبر من وزنها أنها زوجة فيصل الجاسم ..
خلود : فعلا .. ما فيها شيء مميز غير شعرها والمكياج الي صابغة به وجهها كأنها مهرج في السيرك
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك