رواية وش رجعك -6
قالت وهي تضحك : مسوية دلتين شاي .. لأن أم محمود ..
قطعت حديثها خالتي أم محمود : ليش تعبتين روحج .. تراني اللحين بخير ..
وأخذتا تتبادلان الحديث .. كنت أبحث بعيني عنهما .. أين فطوم وبيان ؟ لكني لم أجدهما .. نهضت وقصدت محمود وعمار .. وجلست بجانبهم : سلام ..
ردا عليه : وعليكم السلام ..
قال لي عمار : إلا جاي اليوم متأخر ؟
قلت له وأنا أبتسم : بعد صلاة الجمعة وصلت واحد من الربع بعدين جييت ..
قال لي محمود باهتمام : بسألك .. صديقك ذاك .. شنو سمه ..
قلت له : تقصد مازن ؟
قال لي : اييي .. مازن .. أبوه يملك شركة مالت عقارات وهـ السوالف لة ؟
استغربت منه : ايي .. بس مو مالته بروحه .. معاه شريك .. لكن ليش تسأل ؟
أجابني عمار : أمس استقال عن الشغل ..
صدمت : صدق ؟ بس كانت شغلتك مريحة والراتب اوكي ؟
ابتسم لي مهموما : مشاكل واجد صادتني مع رئيس الشركة ..
قلت بحذر : بس مو كأنها شركة أبو أحمد رفيقك ؟
هز رأسه بإيجاب .. فأكملت : تبيني أقول لمازن يكلم أبوه ؟
قال لي : لا .. أنا بروح بأوراقي .. وان شاء الله خير ..
قلت له : عندك بس دبلوم لة ؟
قال لي : اييي ..
ابتسمت : وليش ما تكمل دراستك ؟
==
كنت مع فطوم .. جالستين في المطبخ .. نقطع السلطة .. فكل واحدة من خالاتي .. تأتي بغذائها .. ونجتمع سويا على الغذاء .. أو نشتري الغذاء جاهزا من المطعم ..
كنا نتناقش في بعض الأمور .. نضحك .. ونسخر من بنات خالي المغرورين .. ليدخل عماد .. يبدو أنه أتى ليحدثني بالخطة .. تقدم نحونا .. وابتسمت له : هلا بالغالي ..
ضحك : ما أقدر .. بذوب أنا ..
ضحكنا أنا وفطوم وقلت له : شصار على موضوعنا ؟
قال لي : أنا جاي على شان أقول لج .. جبت لج أكثر من الي توقعتينه .. بس أهم شي ما يعرف إني أنا ساعدتج لا أروح فيها ..
غمزت له : تخااااف ..
قال بسخرية : عاد ما دورتين إلا أخاف منه ؟ بس ما أبي أتمشكل معاه ..
هززت رأسي بتفهم : اوكيه ..
تناول قطعة طماطم .. ورمق فطوم بنظرة .. قالت له : شفيك اطالعني جذي ؟
قال لها : ما شفتيني ها .. وما سمعتين إلا قلته ..
قهقهت : عماااااااار ..
وضع يده على فمها : سكتييي .. فضحتيييينا ..
وضعت الوسادة على وجهي كي لا تصلهم صرخاتي .. كنت أصرخ .. وأصرخ .. وأتمنى من كل قلبي أن يزورني الموت .. كنت منهارة .. فهذا الخبر ربما يكون خبرا مفرحا للبعض .. لكنه خبر مميت بالنسبة لي .. فأنا أعرف عمي أكثر من الآخرين .. وموقنة بأنه سيجبرني على الموافقة .. لكن .. هناك حل .. هناك نقطة ضوء ..
كففت عن الصراخ .. أخذت أشاهق بخفة .. وأمسح دمعي بدون أهمية .. تناولت هاتفي .. ضغطت على رقمه المسجل لدي باسم " الله ياخذه " وضغطت زر الاتصال .. وصلني صوته المليء بالكذب والخداع ..
" هلا حبيبتي .. حيى الله هـ الصوت "
حاولت ضبط أعصابي وبلع كلماته : اهلين .. ( بعد صمت قلت ) حبيـبي ..
لمست السعادة بصوته : واخيرا .. ما بغينا تقولينها يا بعدهم ..
حاولت أن أضحك .. لكن لم أجد إلا الوجع يصفعني : شخبارك ؟
ما زال صوته كالسابق : تمام التمام .. وفي أحد تتصل فيه قلبه وروحه وما يفرح ؟
حاولت أن أجيب .. لكن .. كالعادة أفشــل .. وتفشل محاولاتي ..
قال لي : وانتي قمرتي شلونج ؟ بخير ان شاء الله ؟ مع اني أحس من صوتج ان فيج شي ؟
تبسمت .. لا أعلم سببا لهذه البسمة .. ربما كان طيف ذاك الساكن في الأعماق : كنت مضايقة شوي .. عمي واجد يضايقني ..
أحسست من صوته أنه يشعر بالخوف : شنو مسوي فيج ؟
قلت وأنا أرغم نفسي على التفوه بهذه الأكاذيب : أشياء واجد .. كل شي غصبا علي أسويه .. مازن طلبتك .. والي يرحم والديك ساعدني ..
لحظة صمت مرت .. يبدو أنه يستوعب ما أقوله له .. يبدو أنه لم يتوقع يوما أن أترجاه .. لكن الزمان هكذا .. يوما لك ويوم عليك ..
قال لي : لج عيوني اذا تبين .. انتي اقبلي فيني .. وكل مشاكلج بتنحل ..
الآن .. أنا من التزمت الصمت .. يبدو أنه يجهل بأنه المشكلة الأولي والكبرى التي تعترض طريقي : أنا قابلة فيك .. بس ما أبي ارتبط بمسئولية من الحين .. انت تدري اني لين الحين ما نسيت أحمد .. وآنا أبي أتعرف عليك أكثر .. وأحبك أكثر .. علشان تنسيني أحمد .. لأني فقدت الأمل اني أشوفه ..
شعرت بأن قلبه يتطاير فرحا : تدرين شلون عجل ؟ آنا بكلم عمج .. وبقول له يأجل الملجة لليوم الي تبين ..
تبسمت : بس عندي اقتراح ثاني ..
" شنو هو "
تبسمت بقلق مخافة من الرفض : أسافر ..
==
همسة : إلهي تصاغر عند تعاظم آلائك شكري
,
.
؟
نهاية الجـزء السادس ..
[ 7 ]
صدقيني ..
بماذا أقسم لكِ ؟
أبعينيك التان تأسراني ؟
أم بـ ابتسامتك التي لا تفارق شفتاك الورديتان أبدا ..
أأقسم لكِ بقرص الشمس ؟
أم ببدر الليل ؟
الذي يشهد .. بأنني أحبك ..
صدقيني ..
أحبكٍ ..
بعد ما انتهينا من تناول الغذاء .. جلسنا نتبادل الأحاديث .. كان الجو رائعا .. فكلنا مجتمعون .. حتى أن خالي " أبو لؤي " موجود .. فهو كثير الانشغال .. ولا يأتي إلا نادرا .. ولكن كان ينقصنا خالي الآخر .. ( محمد ) لأنه ذهب لبيت زوجته في السعودية ..
كنا جالسين في زاوية أنا ومحمود وعمار .. ومعنا لؤي وابنه في حجره .. لم أخبركم فهو متزوج .. وهو الولد الوحيد لخالي ..
كنت أداعبه .. وأنا أنظر نحو فطوم وبيان .. اللتان لم تتركان عماد .. كان يتوسطهم .. وهم يتهامسون في صمت .. ولم أكن أنا وحدي من لفت انتباهي اجتماعهم .. لأن علي لم يكن معهم .. بل كان جالسا مع خالاتي وهذا أيضا أثار استغرابي .. ولكن .. علمت سبب جلوسه .. حينما جاء لنا وهو يضحك ..
سألته : وشفيك ؟ مو من عوايدك تقعد مع الحريم ؟
تأفف وقال : كانو يسوون لي محاضرة ..
تبسمت : عن شنو هـ المرة ؟
قال لي : أمي اشتكت عند جدتي إني أدور البحرين بسيكلي .. وطبعا .. حصلت سب مع غزل .. مع لبية محترمة ..
ضحكت عليه : انزين ليش ما تدور مع عماد بالسيارة ؟
تبسم لي : وهم راضيين يشترون له سيارة ؟ بعد ما دعم بذيك .. أبوه قاله ما بياخذ له وحدة إلا إذا دخل الجامعة .. وانت أدرى فيه .. لو تنقلب السما على الأرض عماد ما بيدخل الجامعة ..
تبسمت : عجل ما بحصل سيارة ..
غمز لي : بلا .. أمه وعدته إذا نجح في المعهد بتاخذ له ..
ضحكت بخفة على خالتي .. فهي ترجو نجاححه فقط .. لتشتري له ما يرد .. أما هو .. فلا يكترث لاهتمامهم !
==
وضعت الموميري في حقيبتي وتبسمت له بامتنان : مشكور .. عساني أرقص في عرسك ..
ضحك وغمز لي : أفا عليج .. برقص معاج .. ما يصير أخلي عروسي ترقص بروحها ..
ضربته بخفة ووجهي ملأه الاحمرار : حدك سخيييف ..
ضحك بصوت عال .. وقال لنا : طالعو عمار .. شوي ويجي يصفعنا ..
التفتنا له أنا وفطوم .. وفعلا .. كان الغضب واضح على ملامحه .. ولكن لم يكن وحده .. فحتى ( ليلي ) ابنة خالي كانت تكن نفس تلك النضرات ..
التفت لفطوم : شرايج نسوي كيك ؟
تبسمت : ايوة .. قومي ..
نهض عماد : عجل أنا بقوم عنكم .. تامرون على شي حبايبي ؟
تبسمنا : سلامتك ..
قمنا واتجهنا للمطبخ .. جهزنا كل المقادير .. وقمنا بصنع الكعك ..
فطوم : يم يم .. شكله بيطلع طعمه حلو ..
قلت لها : شرايج ما نعطيهم اياه .. ناكله في الليل ..
تبسمت ابتسامة واسعة : ايي صح .. اليوم بنام هني .. لأن عودو بروحها ..
قلت بسعادة لم تقل عن سعادتها : ايييوة .. أحسن شي سواه خالي إنه أخذ له وحدة سعودية ..
ضحكنا معا .. أخرجت فطوم صينية الكعك من الفرن .. قمت بتقطيعها .. وفطوم تبحث عن الصحون .. ليدخل عمار ..
التفت له وهو داخل .. لكني تجاهلته .. وقمت بإتمام عملي .. لحين .. وقف بجانبي وقال : عطيني قطعة .. شكلها حلو ..
تبسمت بشيطانية .. حان وقت الانتقام .. حان الوقت الذي أجازيه على أفعاله .. تبسمت وأنا أمثل المحبة : تامر أمر .. لو تبيها كلها ما تغلى عليك ..
بدا وكأنه استغرب ردي .. مد يده ينتظر أن أعطيه ما وعدته .. وأنا مددت كفي بقطعة الكعك .. استغرب تأخري في إعطاءه إياها .. فسألني : بيان ؟
تبسمت .. ورميتها على الأرض .. أخذت الصحن ورفعت كفي الآخر أعمل له ( باي ) : بيباي .. طعمها على الأرض .. أحلى .. يا مستر عمار ..
==
كنت مصدوما .. بل مفجوعا .. ماذا فعلت بي ؟ أهانتني ؟ بطريقة لم أتصورها أبدا .. لم أنتبه لوجود فطوم .. لكني انتبهت لضحكاتها وهي تخرج من المطبخ .. لم أتوقع أنها ستقوم بهذا العمل ..
أخذت قطعة الكعك من على الأرض .. سأحرجها أماهم جميعهم .. وضعتها في فمي وأنا أبتسم لها : أحلى قطعة قطعتي .. ( وغمزت لها ) تسلم يدج بيان ..
قال يعقوب : وشمعنى يعني ؟ الي عندك طعمها غير ؟
رمقتها فرأيتها تبتسم وتقول ليعقوب : ايي .. لأن عمار مميز بكل شي .. قطعته مميزة .. تدري شلون ؟
كنت أود التفوه بحرف .. فكل الأنظار اتجهت نحوي .. فهموا كلامها شيئا آخر .. لكنها سبقتني وقالت : لأنها مرمية على الأرض ..
ضحك الجميع .. وقال عماد ليغيظني : كل شخص ياكل الي يناسبه ..
لم أجب عليه .. لا لأني لا استطيع الرد .. بل لأني ما زلت مصدوما .. محرجا .. فقد ( فشلتني ) وبقوة !
==
اتصلت بيعقوب : ألو يعقوب ؟ ويييينك ؟ الحق علييي ..
قال بخوف : شنو صاير ؟
قلت له : وييينك فيه ؟
قال لي : في بيت جدتي ..
قلت له : بمرك اللحين ..
أغلق هاتفي .. واتجهت له .. كنت قلقا .. لا أشعر بأي شي .. فكلماتها تترد في ذهني .. تريد السفر .. تريد السفر .. وأنا ؟ لا أستطيع البعد عنها ..
ضربت ( بريك ) وترجلت من السيارة .. لم أفكر بالاتصال به .. فقلبي مشغول .. وعقلي مشغول هو الآخر ..
طرقت الباب .. وخرج لي .. ارتميت في أحضانه .. أبحث عن بعض من الهدوء .. فأنا اشعر بضجيج دقات قلبي .. وضجيج تنفسي ..
قال لي وهو يحاول معرفة ما جرى : مازن صل على النبي .. وتعال اركب السيارة وقولي شنو صار ..
لم أجبه .. بل جلست بالمقعد الخلفي .. وجلس بجانبي .. وانتظر أن أتكلم ..
قلت له بذعر : خطبتها .. وعمها وافق .. هي بعد موافقة .. لكنها ما تبي اللحين نسوي الملجة .. تبي تنسى حبيبها أول ..
قال لي مستغربا : الحين منعفس حالك على حساب هذا الشي ؟ اهم شي هي موافقة .. واذا تحبها بنتطرها لو ليوم القيامة ..
قلت له : مو هذا الي شاغلني .. طلبت مني طلب غريب .. تبي تسافر ..
يبدو أنه استغرب الطلب : تسافر؟ ليش ؟ ووين ؟
هززت كتفي بحيرة : ما أدري .. ما قدرت اسألها .. على طول سكرت تلفوني ..
قال لي : يمكن ما تبيك .. بس عمها جابرها .. فتبي تسافر .. تهرب من هـ الواقع ..
لم يعلم بأنه نبهني لأمر لم أفكر به .. لم يعلم بأنه أضرها وهو من قرر مساعدتها .. وأنا أجهل الأمر !
قلت له : صحيح .. وأنا ما أتوقع منتهى تستلم بهـ السهولة .. أكيييد انها خدعتني ..
قال لي بدهشة : منتهى ؟
تبسمت : اييي .. اسمها منتهى ..
قال لي وهو يبعد بعض الأفكار عن ذهنه : وانت لأنك تحبها ما انتبهت لهذا الشي .. مازن .. إذا ما تبيك خلها في حالها ..
قلت له غاضبا : انت شفت شنو صار فيني بس لأنها فكرت تسافر .. يعقوب .. افهم .. منتهى لي .. ومستحيل اتركها لو شنو صار ..
==
أما أنا .. فكنت في المستشفى .. أقوم بعملي .. فقد أخذت يوم الخميس اجازة .. فلا بد لي أن أعوض اليوم .. كنت أكشف على هذا .. أكتب وصفة الدواء لذاك .. وأنا مجهد من العمل .. يبدو أن الجميع يمرضون في يوم الجمعة ؟ المشفى مزدحم !
طلبت كوبا من الشاي .. وقررت أخذ راحة لعشر دقائق بعدها سأكمل .. فلا طاقة لي ..
ليطرق أحدهم الغرفة .. قلت : تفضل ..
كنت أشرب كوب الشاي .. وما إن رأيته .. توقف مجرى الهواء .. فأخذت أكح بقوة ..
رأيته يبتسم باستهزاء : ليش شايف .. ديناصور ؟
تبسمت بسخرية : لا .. غورلا ..
جلس على المقعد أمامي : ما ضحك ..
ما زلت محافضا على ابتسامتي : ما قلت لك اضحك ..
قال لي بعد أن رمقني : شخبارك صاحبك ؟ صحى ولة فارقنا ؟
قلت بثقة : الحمد لله .. بخير .. ويسلم عليك .. وبما أني دكتور .. وتقريبا أعرف أقدر من بفارقنا قبل ..
قال بعصبية : يومك قبل يومي ان شاء الله .. يا عاشف المسيحية ..
تلاشت ابتسامتي : وليش كل المسلمين مسلمين ؟ لا يكون اسلامك يقول الي سويته أمس بمحمود صح ؟ بس تدري .. مشكور .. سويت له خدمة بالمجان .. تراه من زمان يبي الفكة من أبوي .. بس أنا الي مصبره .. وان شاء الله بحصل له شغل أحسن وأريح من شركتكم ..
متأكدا أنه يستشيط غضبا .. نهض .. وفتح الباب ليخرج .. لكنه دار ناحيتي وقال : وصله رسالتي .. قوله اني وراه وراه .. لو راح المريخ .. إلا اذا استسمح من أبوي جدام كل الخلق .. لا أوديه ورى الشمس ..
ضحكت : هههههههه .. ضحكتني .. روح لمترك خلها تعرضك على طبيب نفسي .. شكلك فيك مرض .. أممممم شيسمونه .. اختلال عقلي .. تراك واجد شايف نفسك على الفاضي ..
يبدو أنه يود أن يقطعني اربا اربا .. صرخ بي : جب ..
قلت له وأنا أبتسم : بتطلع .. يا الوسخ ولة أنادي السكيورتي يقطك برى ؟
==
حل المساء .. والجميع قامو بتوديع بعضهم .. لأنهم سيخرجون .. عداي أنا وفطوم .. الجالستين نرتدي الأحذية ذات العجلات .. التي اشترتهم لنا جدتي بعد أن سمعتنا نتحدث بأن خاطرنا التزلج بهم ..
قلت لأمي : ماما .. تحملي بروحج .. ولا تنسين الحبوب ..
تبسمت إلي : وانتي لا تجنين أمي ..
ضحكت عليها : تخافين عليها ؟
تبسمت : مثل ما تخافين علي ..
تبسمت وأنا أرتدي الحذاء الآخر : فطووم .. من بظل معانا اليوم ؟
قالت : علاوي وعماد ..
قلت : أحسن .. ذيك المرة .. يعقوب كان معانا .. وما خذنا راحتنا ..
تبسمت : وش عليييج منه ؟ بييت جدته ..
قلت وأنا أغمز لها : وانتي كل يوم واحد ؟
أغمضت وفتحت عينيها بطريقة مضحكة : شسوي .. أجنن .. ويجننوني ..
ضحكنا معا .. وبدأنا بالعب .. كانت فطوم أفضل مني .. فقد كانت تتزحلق بمهارة .. صرخت عليها وأنا أمسك الجدار : فطوووم .. لا تقهريييني ..
ضحكت : تبيني أعلمج ..
قلت لها : لاااا .. سكتي عني ..
تركت مسك الجدار .. وقررت المجازفة .. لكنني فقدت السيطرة على نفسي .. لأن العجلات قامت بالحركة بسرعة .. وأنا أصرخ : فطووووووووووووووووم .. بموووووووووووووت ..
رأيت الباب أمامي .. سأتكسر .. لن أستطيييع المشي ثانية .. هذا ما لاح في ذهني .. صرخت بهلع : فطووووووم ..
قالت لي : وقفي .. لا تتحركييين .. ارمي روحج .. جودي الأرض ..
لكنني لا أسمع شي .. فقد رأيت الباب يفتح .. وكل الذي استطعت فعله .. أن أغمض عيناي .. وليحدث ما يحدث ..
==
استغربت من محمود .. فقد اعتذر لي نيابة عن بيان .. وقال لي بأن لا أحط بخاطري عليها .. لأنها لم تقصد شيئا .. لم يعلم مالذي فعلته لها .. ولا يعلم بأنها تتعمد قول كل حرف وكل كلمة .. ولكن في نفس الوقت .. شعرت بالخجل من نفسي .. هو لم يرتكب ذنبا .. واعتذر إلي لأنه يشعر بالحرج .. وأنا قمت بما قمت به .. ولم أعتذر .. بل .. لم أشعر بالذنب حتى ..
قمت بفتح الباب .. وأنا متضايق .. لا أود البقاء معها .. لكن أمي طلبت ذلك .. فمحمود لا يستطيع البقاء لأن والدته ستبقى وحدها .. ويعقوب .. غادرنا عصرا .. قلت لأمي أن علي وعماد هنا .. لكنها تقول بأنهم ما زالو أطفالا .. ولا يستطيعون عمل شيء .. إن حصل مكروها لجدتي ..
فتحت الباب .. لأنصدم .. ببيان تأتي مسرعة نحوي .. أي جهة الباب .. وشعرها يتطاير .. وهي تصرخ .. مغمضة عينيها ..
لا أعلم ما حدث بالتفصيل .. لا أستطيع الوصف بدقة .. فقط .. كل الذي أذكره .. أنني في الحظة الأخيرة .. فتحت لها ذراعي .. وارتمت بأحظاني .. سقطت على الأرض .. وسقطت علي ..
أنا الآخر أغمضت عيناي .. من الصدمة .. فتحت عيناي .. رأيتها ما زالت في أحضاني .. لا أسمع لها صوت .. بل أشعر بأن بلوزتي اتسخت ببعض قطرات الماء .. اتسخت بدموعها ..
ابتسمت لا اراديا .. وأنا أراها تدفن رأسها في صدري .. لا أرى منها إلا شعرها المتطاير .. وشالها مرمي على الأرض بجانبها .. أحسست بأنها خجلة من أن ترفع رأسها .. أحسست بأشياء كثيرة .. بمشاعر كثيرة .. بكل شي .. لا أعلم كيف تجرأت .. ورفعت رأسها .. وأنا أشعر بالخوف .. عليها ..
" بيان .. انتي بخير ؟ "
وكأنني حينما رفعت رأسها .. أعطيتها الفرصة للنهوض التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر .. رأيتها تركض .. بسرعة .. وأنا أبتسم .. وأنظر نحو شالها الأصفر .. الذي نسيته ..
لتقترب مني فطوم وهي تضحك : هههههههههههههههه .. فلم .. فلم ..
ضحكت أنا الآخر : سكتييي عني .. تتعاونين علي معاها .. الي يكلمج ..
قالت وهي تغمز لي : لا تغير الموضوع .. روح شوف وجهك في المنظرة ..
تركتني وغادرت .. ما به وجهي ؟ نهضت قاصدا الصالة لأرى وجهي على المنظرة الكبيرة .. لكنني عدت أدراجي .. أخذت شالها .. وعدت لأواصل طريقي .. لا أعلم .. ما سبب الابتسامة التي لا تريد أن تقارق شفتاي .. ولا أعلم .. ما سبب رفعي لذاك الشال .. وشمي إيـــاه ..
==
" شنو قررت "
ابتسمت : احتمال كبير أروح شركة [ ........ ] بكرة .. وأودي أوراقي .. وأشوف إذا يقبلوني ولة لا ..
قال لي : أول شي استفسر عن مالكها .. أهم شي ما يكون مثل أبوي .. وتتورط معاه ..
ضحكت : لا تخاف .. تراه أبو صديق يعقوب .. بس يقول عنده شريك ..
لمست ابتسامته : وشلون الشغل هناك ؟
قلت له : مثل تخصصي .. مالت بناء وهـ السوالف .. تصدق .. خاطري أرسم خريطة لمكان .. وأشوف الي رسمته جدام عيني حقيقة ..
قال لي مؤيدا : شرايك تفتح لك مكتب ؟ هندسة وهـ السوالف ؟
قلت له : أنا ما عندي خبرة .. ما عندي خيار إلا أني أشتغل .. وأكتسب خبرة .. وبعدين أفكر ..
قال لي : بس في خيار ثاني .. وهو تكمل دراستك ..
قلت له : انت تعرف بلأوضاع .. يعقوب يقول لي مثل كلامك .. بس ما أقدر ..
قال لي : ماديتك ما تسمح ؟
قلت له : مو بس على جذي .. ما بقدر أشتغل وأدرس .. أنا افكر ... اذا قبلوني واشتغلت .. وحسيت ان الرجال اوكي .. أطلب منه إن يعطيني نص دوام .. أشتغل .. وأدرس بالليل .. أهم شي أنام العصر .. لأني بتعب ..
قال لي : وللحين ما تعالجت ؟
قلت بضيق : ما عندي وقت .. أبوي الله يرحمه ... راح .. وضيعني ..
قال لي : الله يرحمه .. اسمع .. شهر 6 .. أنا عندي إجازة .. مو على كيفك .. حتى لو توظفت .. تاخذ اجازة .. ونسافر ..
قلت بنفس الضيق : ما أبي أكلف عليك ..
قال بحدة : محمود .. إذا سمعت منك هـ الكلام والله بزعل .. يعني تبي لين ما يتمكن منك المرض ؟ من لهم أمك وخواتك ؟
قلت وأكاد أختنق من الوجع : تصدقني أحمد .. أحس يومي قريب .. بس مع ذلك .. أتفائل ..
قاطعني وهو يصرخ : ما في أحد بيقتلني غيرك .. أنا دكتور .. وعندي خبرة أحسن منك .. تراه المرض ما يقتل .. بس اليأس هو الي يقتل ..
ابتسمت : ومن قالك إني يائس ؟ انت أكثر واحد تعرف أي كثر عندي أمل بالله ..
==
دفنت رأسي عند جدتي وأخذت تبكي .. قامت تهدأني .. تريد أن تنام .. لكنها مجبرة على اسكاتي .. لا أعلم ما بي .. فأنا محرجة وبشدة .. كيف سأضع عيناي في عيناه ؟ ليتني لم ألبس ذاك الحذاء .. التفت لقدماي وسط بكائي .. ورأيته ما زال يغطي رجلاي .. ابتعدت عن أحضان جدتي .. خلعته بضيق .. ورميته على الباب .. حينما طلت فطوم .. وهي تضحك .. أشحت بوجهي عنها .. وزادت نوبة بكائي ..
سألت جدتي : وش فيها ؟
قالت فطوم وهي تحاول أن تتوقف عن الضحك : طاحت عودو .. هههههههههههه ..
قالت جدتي وهي تدلك قدماي : ما عليه .. انتي الي قلتين تبين .. لو أدري انج ما تعرفين تمشين به ما شريت لج ..
قلت وأنا أبكي : سكتيييها .. شوفيها شلون تضحك علي ..
زادت فطوم نوبة ضحكها .. لحين صرخت بها جدتي : فطووم .. عيب علييج تضحكيين عليها .. ترى بصير فيج مثل ما صار لها .. ( والتفت إلي ) بس يبنيتي .. قومي اشربي ماي ..
عبست : خلها تجيب لي ماي .. ما أقدر أقوم ..
قالت فطوم : ما تقدرين تقومين .. ولة متفشلة يشوفج ؟
قلت لها : ما تشوفين ما علي شيلة ..
تذكرت : اييي صح .. وبعد ؟
رميتها بعلبة ( الكلينيس ) والتقطتها وهي تطلع : عناد فيييج .. ما بجيب لج ماي .. واذا تبين .. قومي ..
رأيت أن جدتي ستغفو .. قبلت رأسها .. وأغلقت النور .. وقفت جانب الباب .. نكست رأسي .. لابد أن أعود إلى البيت .. سأطلب من عماد أن يوصلني بسيارة ذاك المتعجرف ..
فتحت خزانة حرامات الصلاة .. تناولت واحدا .. لففته علي .. وخرجت من الغرفة .. أغلق الباب .. ولم أجد إلا علي وعماد أمام التلفاز .. اقتربت منهم .. وقلت لعماد : عماااد ..
التفت إلي .. خدق بعيناي المحمرتين : شنوف فيج ؟ تصيحين ؟
هززت رأسي بإيجاب : اييي طحت .. زييين ما تكسرت .. يصير توصلني البيت ؟
التفت نحو التلفاز وقال : اوكي .. بحملج على ظهري ..
رماه علي بالرموت : عمااااااااااااادو .. هييي .. كم مرة قلت لك لا تقول جذي لأختي ..
ضحك عماد والتفت إلي .. أيقن أني على وشك البكاء فقال لي : انزييين .. روحي لعمار .. إذا رضى آخذ سيارته .. بوصلح ..
يعني أنه لا يوجد أمل .. جلست على الكنبة .. لتقبل فطوم من المطبخ وبيدها كوبين من الشاي .. وتواصل ضحكها ..
==
ضممت نفسي لنفسي أكثر .. وأنا أسمع صراخه : منتهى .. تشلون تجرأتي ولعبتي معاي ؟
قلت له بخوف : من قالك اني ألعب ؟ يعني انت شنو تبي بالضبط ؟ لا الطيب ينفع معاك ولة الشر ؟ يا اخي خلني في حالي .. وربي مليييت من هـ الحياة ..
صرخ بي ثانية : أخلييج في حالج ؟ ههههه .. انسي حبيبتي هذا الشي .. أنا دخلتج في بالي .. ومستحيل أطلعج .. لو على موتي ..
قلت له بحقد : وربي خاطري أقتلك ..
ضحك باستفزاز : ليش ؟ السالفة وراثة ؟
سكت هنا .. ماذا أقول .. كل الذي قمت بفعله .. أنني بكيت .. بكيت .. ولم أعد أسمع صوتا غير صوت شهقاتي المتلاحقة .. ليزيد الحقد الذي بقلبي على ذاك الرجل أكثر .. وأكره صوت هذا أكثر وأكثر .. مللت من كل شيء .. لا شيء يدفعني لمواصلة الحياة .. لا هدف أعيش من أجله ..
هدأت شهقاتي .. وتوقفت عيناي عن ذرف الدمع .. ولم يبقى إلا ضجيج نبض القلب .. وكعادتي .. كنت أرتجف .. وينتفض جسدي بطريقته المعهودة .. حاولت أن يهدأ .. لكنني أعلم أنني مطربة .. وحين أطرب .. تحدث هذه الاهتزازات ..
مسحت دمعي وأنا أغمض عيناي .. وأستمع لصوته النشاز : هدأتي ؟
لم أجبه .. فأكمل : منتهاي انتي بخير ؟ أنا آسف ..
عاد وقالها لي .. همست له والدمع تجمع في عيناي مرة أخرى : والي يسلمك .. لا تقولي منتهاي .. تذكرني بأحمد ..
أحسست بأنه غاضب .. لكنني أريد أن أهدأ .. أريد أن تتوقف رجفة يداي .. لا طاقة لي على غضبه : مازن ..
قال لي بحنان كبير : امري ..
همست له وقلبي يتقطع من الوجع : أنا موافقة عليك .. بس ..
قال لي : بس شنو ؟
قلت بنفس الهمس : بس مو اللحين .. وقت ما أحس اني مستعدة ..
قال لي : متى ؟
قلت له وأنا أحاول تمالك نفسي : ما ادري .. شهر .. خمسة ..
أحسست أنه غير راضٍ .. لكنه قال : انا موافق .. بس عندي شرط ..
وأنا ابتسم بسخرية : شنو شرطك ؟
قال لي : لازم يكون أحد شاهد على كلامج .. وشرطي .. تروحين لعمج اللحين وتقولين له الكلام الي قلتيه لي ..
ما زلت محافظة على ابتسامتي : طيب .. تراها ما تفرق معي ..
==
جلسنا أمام التلفاز .. من فلم لآخر .. لحين سمعنا أذان الفجر .. نهضت أنا وبيان .. توظأنا .. صلينا .. وقرأنا القراءن .. ثم حاولنا النوم .. لكن .. كانت جدتي تصلي في الغرفة .. والنور يضيء الغرفة ..
همست لبيان : بيييونة ..
قالت وهي مغمضة عينيها : هممم ..
قلت لها : عمار من بعد ما طحتين عليه اختفى ..
قالت وهي ما زالت مغمضة عينيها : همممم ..
ضربتها بخفة : قومي ندور عليه ..
قالت لي : هممم ..
يبدو أنها نائمة .. نهضت من على فراشي .. وقصدت المجلس .. فقد كان علي وعماد نائمين في الصالة .. طرقت الباب .. وطللت برأسي .. فرأيته يكلم احداهن .. تبسمت بشمئزاز .. وجلست انتظره يقطع المكالمة .. لكنه يبدو أنه لم ينتبه إلي .. أخذت أجوب ببصري المكان .. واستغربت وجود شال بيان الأصفر .. على احد الكنبات .. سحبته .. وخرجت من المجلس .. والدهشة تتملكني ..
==
أشرقت الشمس .. بعد أن طلع الصباح .. لم أحدثكم عن أخبارها .. هلمو معي لنرى كيف حالها العاشقة الأنانية ..
كنت أعد الفطور .. وأنا في قمة سعادتي .. فأختي منذ الأمس هي في المستشفى .. فقد تعبت .. وأخذها طارق إلى المشفى وقال له الطبيب .. الجنين ليس على ما يرام ..
وأنا وحدي في المنزل .. مع ..
انتبهت له وهم ينزل من على الدرج .. وعينيه موجهتين نحوي .. تبسمت له .. ووضعت كوبي الحليب على الطاولة .. وجلست .. جاء .. وجلس أمامي : شخبارها منوي اليوم ؟
نكست رأسي بخجل : بخير .. تسأل عنك ..
انتبهت لبتسامته : الله يسلمج .. ( أخذ ينظر للأطباق التي أعددتها ) انتي الي مسوية الفطور ؟
هززت رأسي بإيجاب : ايوة .. ما عجبك ؟
اتسعت ابتسامته وهو يتناول قطعة بيض مع جبن وخبز : شكله مشهي ..
تبسمت : بالعافية ..
==
استغربت وجود اسمها في السجل .. بأنها اتصلت بي بلأمس .. ضغطت زر الاتصال .. وكانت الساعة .. العاشرة صباحا ..
بعد مدة من الرنين أجابتني : يعقوب ؟
تبسمت : صباح الخير ..
قالت لي : صباح النور .. خير ؟
قلت لها : اتصلتي فيني ؟
قالت : أي .. امس .. كنت بس بسلم عليك ..
تبسمت : الله يسلمج .. ما قلتي .. شخبارج ؟ تعودتي تعيشين بدون عدسات ؟
وصلني صوت ضحكاتها : لا تخاف .. ترى عندي واجد في البيت .. ويوم الخميس رحت شريت لي بعد وحدة جديدة ..
ضاق صدري : يعني مصرة تعمين ؟
قالت لي : الظروف جذي ..
قلت لها : تتوقعين أحمد يرضاها لج تعمين علشانه ؟
قالت لي بحزن : ومن قالك اني أبي أعمى علشان أحمد ؟ أني بعمى .. علشان ما اشوف وجه عمي ومرته ..
استغربت : انتي مو عايشة مع امج وأبوج ؟
قالت لي : مع أمي وعمي ..
تبسمت : بس ..
قالت لي : بتقولي ليش قلت عمي ومرته ؟ لأني أكرهم اثنينهم .. كل الي يصير لي بسببهم .. وودي أعيش .. بس علشان أشوف اليوم الي يموتون فيه ..
لم أستطع أن أتكلم .. يبدو أن وراءها الكثير : تبيني أمرج ؟
قالت : براحتك ..
قلت لها : أنا فاضي .. شرايج تجين تتغذين معاي في مطعم .. وتفهميني الي يصير ؟
قالت : عيوني تحرقني .. زايدة اليوم .. ما اقدر أمشي سيارة ..
قلت لها : صايحة وعليج العدسات ؟
قالت لي : من أمس الليل .. لين الصبح وأنا اصيح .. يعني لو تشوفني اليوم .. تنصدم ..
ضحكت : أخاف أخاف منج ..
ضحكت : يمكن ..
قلت لها : عادي أجيج عند بيتكم ؟
قالت لي : عادي ..
قلت لها : وعمج ؟
قالت لي : اذا شافك .. بخليك في باله .. ويبي يباعدك عني .. وبقول لي وهو معصب انتي كل يوم مع واحد ..
استغربت .. أيعقل هذا ؟ : ما فهمت ؟
قالت لي بضيق : اهو عنده عادي .. لأنه ماله شغل فيني .. على قوله ما يردني إلا ديني .. وأنا ما أخاف من أحد .. وبعدين .. هو ما يهمه .. إلا يهمه أخذ الي يبيه .. وما أرد البيت ..
انصدمت .. كنت سأستفسرها لكنها قالت : يعقوب لا تاخذ فكرة عني مو زينة .. تراه يقصد إن أحمد أول وبعدين ذاك الحقير ولد شريكه .. واذا شافك ..
تفهمت ذلك وتبسمت : أنا كنت مستغرب .. لأن احنا عندنا لو أشوف اختي مع واحد .. أقتله وأقتلها معاه ..
قالت لي : يمكن انت استغربت لما عرفت ان بيان صديقتي .. تراها صديقتي الوحيدة .. واعتبرها اختي مثلك .. تدري ليش ؟ يمكن يزيد استغرابك لو أقول لك .. ان بنات واجد .. كانو معاي .. عن يازعم صديقاتي .. بس يعرفون اني مسيحية .. يتباعدون عني .. ويتقززون مني .. إلا بيان .. يمكن من جذي أنا أحبها واجد .. أضنك ما تعرف هذا الشي .. بس أقولك الحين .. علشان اذا تبي تنهي علاقتك فيني .. عادي ..
==
طرقت باب الغرفة وأنا أتثاءب .. وبعد مدة طويلة من الطرق .. لم يفتح أحد .. ذهبت لجدتي في المطبخ : اماي العودة روحي قعدي بيان .. صار لي ساعة أطق الباب ..
قالت جدتي وهي تقطع السلطة : خلهم نايمين .. ما نامو إلا بعد الصلاة ..
قلت لها وأنا أتثاءب مرة أخرى : أنا بعد .. وبموت فيني نوم .. بس يعقوب متصل .. وقال لي أقول شي لبيان ضروري ..
قالت لي وهي تغسل يديها : انزييين ..
مشيت خلفها .. وبعد عشر دقائق تقريبا .. طلعت لي بيان وهي تتثائب : هممم ..
قلت لها وأنا أنظر لوجها المضحك بسبب آثار النوم : روحي غسلي وجهج .. خرعتيني ..
قالت لي وهي تجلس بجانب باب الغرفة : قولي بسرعة شنو تبي .. أبي أنام ..
تبسمت وأنا أرى عينيها مغمضتين .. ذكرتني بما قبل سنين .. أيام طفولتنا .. كنا ننام جميعا هنا .. ويأتي جدي رحمه الله .. يكب علينا ماءا بارد .. ليوقضنا للصلاة .. اوه .. لم أصلي صلاة الظهر بعد : صليتين ؟
قالت لي بعصبية : يعني انت مقعدني من النوم علشان تسألني هـ السؤال ؟ يعني انت صليت ؟
تبسمت بحرج : لا .. بس يعقوب اتصل .. ويبيج ..
فتحت عينيها على وسعهما : يعقوب ؟
لأقول :ايي .. قال لي .. يبيج في شي ضروري .. واتصلي فيه ..
قالت لي : ما اعرف رقمه ..
مددت لها كفي بهاتفي وأنا اضغط زر الاتصال ..
وذهبت لأتوضأ وأعود لأرها تنط بطريقة مضحكة : يا ربي يعقوب .. مو فشيلة ؟
تبسمت .. وأنا أشعر ببعض القهر في قلبي أجهل سببه حينما قالت : اوكيه .. مع السلامة .. انتبه لنفسك
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك