رواية وش رجعك -4
صرخت به : على كيفك ترميهم ؟
تحسست ابتسامته : ايي .. ممكن آنسة منهى تفتحين عيونج ؟
ارتبكت قليلا : ليش ؟
ضحك بخفة : أبي أصور معاهم .. يعني لين متى بتظلين مسكرة عيونج ؟ لا تخافين .. تراني شفتهم من قبل ..
متى ؟ أيعقل بلأمس ؟ : لا تقول أمس ..
أجابني : ايي .. يلله سرعي .. أبي أطمئن اذا تقدرين تمشين ولة لا .. مشغول أنا .. موب فاضي ..
التفت نحو النافذة : روح .. محد جبرك تظل ..
ارتجفت أضلعي عندما قال : بس قلبي أجبرني .. يعني بذمتج أشوف انسان محتاج للمساعدة وما أساعده ؟
قلت له : ايي .. اذا هـ الانسان ما طلب منك ..
" أنا بسكت عنج .. الكلام معاج ضايع "
سكت عنه .. وشيئا فشيئا .. فتحت عيناي .. لكني لم ألتفت إليه .. لا أستطيع ان أضع عيناي في عيناه ..
فقال : وين بيتكم ..
قلت له : توكل على الله .. ما أبي أروح بيتنا ..
" وين بتروحين وانتي بهـ الحال ؟ "
قلت له : عند صديقتي ..
" اوكي .. وين بيت صديقتج باخذج لها "
قلت بضيق : ما أدلي .. ما رحت بيتهم من قبل ..
" انزين .. اتصلي فيها شوفي وين "
قلت له : عطني تلفوني ..
==
منذ متى وأنا أحبس هذا الدمع ؟
منذ متى وأنا أتصنع الابتسامة ؟
كم مللت دور الإنسانة ’’ ألا مبالية ’’
التي لا يؤثر بها همهمات الآخرين .. و ..
" نغزاتهم " !
أتصفح كتاب الأدر ... وعيني تارة على هـذا السطر وتارة على ذاك .. فحقيقة أقولها لكم .. هذه المرة ضايقني كلامه كثيرا .. مللت وأنا أمثل دور بأنني لست مهتمة .. دائما يقارنون بيننا .. دائما يطلبون مني أن أتعلم منها وأقتدي بها .. فأنا لا أحسدها .. ولا أكن لها في قلبي إلا المحبة والخير .. لكن ماذا أفعل ؟
غطيت وجهي بالكتاب .. سأضع حدا لما يحدث .. إنه الفصل الأخير لي في المدرسة .. وامتحانات منتصف الفصل على الأبواب .. سأجد .. وسأعلم ذاك المغرور درسا لن ينساه ..
لا بأس من أن أقلل زياراتي لفطوم .. لا بأس في أن أستخدم عقلي في التفكير لخطط أجعله يخشى بأن يرفع عيناه حينما يراني .. سنرى يا عمار .. من سينتصر أخيــرا ..
رفعت الكتاب عن وجهي حينما سمعت صوت هاتفي .. نهضت للبحث عنه .. وجدته على التسريحة ..
وكانت منتهى : هلا والله ..
وصلني صوتها البارد : هلا بيان .. مشغولة ؟
ارتسمت ابتسامة على فمي : اممم .. عن يازعم فاتحة الكتاب براجع ..
قالت بتردد : أقدر أمرج اللحين ؟
أجبتها : امممم .. ما أدري ..
قالت بضيق : أنا تعبانة .. تدرين إن ..
قطعت حديثها : اوكي .. متى بتجيين ؟؟
التمست الفرح بصوتها : الحين .. وين بيتكم ؟
ألقيت نضرة على الساعة .. إنها الرابعة والنصف : عند .....
وضعت فمي على فمه .. وقمت بتنفس اصطناعي له .. وقلبي يخفق بشدة خوفا عليه .. وكلها دقائق .. وفتح عيناه بإعياء شديد ..
تبسمت له : الحمد لله على السلامة ..
همس لي : محمود ..
بنفس الابتسامة : تدلل يا روح محمود ..
رأيت ابتسامة رسمها توا على ثغره : ما يناسبك رومانسي ..
ضحكت بخفة : مالت عليك .. يلله بلا دلع زايد .. قوم خلنا نرد البيت .. يبي لك تسبح .. فشلتنا بهـ الثياب المبللة ..
ضحك : ما فيني أقوم .. شرايك تحملني ؟
قلت له : اذا تبي يجيني الدسك ما عليه .. انت بش شعرك فيه كيلوين .. وهـ الجثة الي عليك ..
ضربني بخفة : قول ما شاء الله .. بدل ما أموت غرق بموت من عيونك ..
تبسمت له : أحمد .. الي سويته خطأ صح ؟
حدق بي طويلا ثم قال : أي .. بس وقتها ما كنت بوعي .. وربي ما أدري شنو صار فيني ..
ونهض بصعوبة .. وأنا أنظر إليه .. خلع بلوزته .. وابتسم نحوي .. بعد أن مد ذراعه لي : يلله قوم ..
أمسكت ذراعه وقلت له : ما بتقولي شنو السالفة ؟ أنا موب فاهم شي ..
قال بهدوء قاتل : مرت سنتين .. وعمري ما تكلمت عن هـ الموضوع لأحد .. واذا أقول .. أقول بعض الأشياء .. وكل الي قلته كان لك .. ( لمحت بعض الدمع في عينيه ) صحيح اني أعرف ناس واجد .. بس أرتاح لشخص واحد .. هو انت محمود ..
نكس رأسه .. موقن أنا أنه على وشك البكاء .. رغبت بأن أقوم بردة فعل .. لكن .. لا أعرف ما أقوم به في هذه الأمور !
ليحطم الصمت : تعال نقعد على الطراد .. وبقول لك كل شي ..
==
همسة : الهي .. لأي الأمور لك أشكي .. ولما منها أضج وأبكي
,
.
؟
نهاية الجـزء الرابع ..
[ 5 ]
لا شيء في قلبي يشتهي مفرد
الإنسانية ..
لاشيء في مكنوني يرغب بلإفصاح عن الإعصار الذي
بداخله ..
لا شيء حاصل في
الوجــدان ..
لا شيء .. لا شيء .. لا شيء ..
عدى .. حــزني الجلاد ..
وابتسامتي الضحية ..
أنت لاشيء
بنسبة لي ..
قلت لها بصدمة : هذا البيت ؟
هزت كتفيها : ما أدري .. أول مرة أشوفه ..
بهدوء : اسمها بيان صديقتج ؟
هزت رأسها بإيجاب : ايي ..
ابتسمت : ايي .. اتصلي فيها خلها تطلع ..
كانت تضغط على زر الاتصال وأنا أنظر إلى باب الدار .. إذن بيان صديقة منتهى .. شتان بينهما ! تلك شعلة من النشاط والحيوية .. وهذه شعلة منطفئة !
لتطل علينا بهيئتها المعتادة .. ورأيت علامات الدهشة على ملامحها حينما رأتني .. لأن الأخرى .. أي منتهى .. منكسة رأسها .. خجلة من لون عينيها !
فتحت النافذة : هلا بياان ..
قالت لي بصدمة : يعقوب .. شتسوي مع صديقتي ؟
ابتسمت لها : دخلي السيارة وبعدين بتعرفين ..
وما إن دخلت .. التفت لمنتهى : منتهى .. تقدرين تمشي ؟ أقدر أروح ؟
رفعت رأسها بهدوء : لا ما تقدر .. تشتري لي عدسات مثل ما رميت عدساتي ..
ابتسمت ثانية : جربي تعيشين بدونهم .. واذا ما قدرتين قولي لي وباخذ اوكي ..
قالت بيان بفوضوية : فهموني يا جماعة شسالفة ؟
==
امممم .. شلون عرفتها ؟ ( ابتسمت ) كنت طالع من الجامعة .. أدور من شارع لشارع بسيارتي .. ضايق صدري .. لأن الي كان معاي بالشقة طلع واحد خمار وعنده سوالف وسخة .. وكان لازم أدور لي على شقة ثانية بس من كثر ما خلقي ضايق ما لي نية أدور .. وكنت محتار شلون أرد الشقة .. كنت أمشي سرعة .. إلا أشوف كائن حي طالع لي في وجه السيارة .. ضربت بريك قوي .. ونزلت من السيارة .. شفتها طاحت على الأرض .. وشعرها مغطي حتى وجها ..
*
.
صار فيج شي ؟
رفعت رأسها .. وناظرتني بعصبية : انت ما تشوف ؟ أرواح الناس لعبة بيدك ؟
ابتسمت لها .. كانت طفلة مراهقة : آسف .. ما كان قصدي أخرعج .. بس انتي الي طلعتي بطريقي ..
بعناد قالت : الطريق مو طريقك .. وين أسمك ؟ ما أشوفه مكتوب على اللوحة ..
جعلتني أضحك وبشدة : انتي من وين ؟ شكلج عربي على اوربي ..
احمرت وجنتاها ونهضت بصعوبة : مو شغلك ..
بدى لي أن رجلها تألمها : تعورج رجولج ؟ آخذج المستشفى ؟
صرخت في وجهي : مو شغلك ..
*
بعد هذا الموقت الي صار .. تشجعت اني أدور لي على شقة ثانية .. وفعلا حصلت .. وبنفس الشارع الي لقيتها فيه .. وكان جنب شقتي حديقة .. كنت أتردد عليها على طول .. ولقيتها هناك .. قاعدة في زاوية بروحها .. وتقرأ مجلة .. رحت لها .. وحاولت أعتذر لها .. لكنها صرخت في وجهي .. وأجبرتني أبتعد ..
==
كنت واقفا خلفهم .. ساندا جسدي على السيارة .. أمام البحر .. وأستمع لما تقوله لبيان .. بفضول كبير .. فقبل هذا .. رفضت النزول من السيارة إلا أن تغطي عينيها .. فأعطيتها نظارتي الشمسية تدبر بها أمورها بعض الوقت ..
أما من جانب منتهى .. فرفعت خصلة من شعرها المتطاير .. ووضعتها خلف أذنها : وكأن الصدف تجمعنا مع بعض .. يمكن عشر مرات شفته في الحديقة الي كل يوم أزورها .. وكل يوم أطلع وأنا مهاوشته .. لكنه ما يمل .. ويجي لي يتحجج فيني .. انتي من وين ؟ وشنو اسمج ؟ وفي مرة من المرات .. كنت كعادتي قاعدة أقرأ .. إلا حسيت بأحد يحضني من الخلف .. ارتبكت .. ولفيت راسي لورا أشوف من ..
*
.
هييي أنت .. بعد عني ..
كان رجلا يبدو على ملامحه الشدة .. وأنه ليس في وعيه أصلا .. أخذ يتمتم ببعض الكلمات بلغته التي لا أجيدها تماما .. أخذت أصرخ .. ولأن الوقت كان عصرا .. لم يكن هناك إلا الأطفال .. فلم أجد من يبعدني عنه ..
بعد عني .. تعالوووا بعدوووه عني .. يالحقييير ..
لأسمع صوتا من خلفي .. صوتا مر على مسمعي من قبل : ابعد عنها ..
وضربة هنا وهناك في جسد ذلك الرجل .. ألقته على الأرض ..
التفت إليه .. كان هو .. أجل .. ذاك العربي الذي يضايقني .. لتملأ عيناي بالدموع .. وأخذت أبكي بحرقة .. جلس بجانبي .. وأخذ يواسيني .. وبعد عدة لحظات ..
" ما قلتي لي شنو اسمج "
ابتسمت له : منتهى ..
قال لي : حلو اسمج .. وأنا اسمي أحمد ..
ضحكت بخفة : انت بعد اسمك حلو .. ( نهضت ) مشكور أحمد ..
==
صرنا نتقابل كل يوم في الحديقة .. وعرفت انها تدرس في مدرسة داخلية .. يعني بس في الاجازة ترد لأهلها .. وعرفت إن أبوها توفى .. وعمها وأمها أجبروها على الدراسة بأمريكا .. كنت أواسيها .. وأشجعها .. كنت أرشدها وأنصحها .. كانت صغيرة .. حوالي عمرها 15 سنة .. أي .. فبسهولة كسبتها .. وصارت تثق فيني ثقة عمياء .. كانت تناديني مرة بابا .. ومرة بأني أخوها .. كنت ذاك الوقت فرحان .. إلا طاير من الفرح .. لأنه شعور حلو لما تعرف إنك شي مهم ومميز لشخص ما ..
ومرت السنوات .. وصارت في آخر سنة في المدرسة .. كانت تقولي إنها بتدرس مثلي طب .. آنا أدرس ماجستير .. وهي تدرس من البداية .. علشان نصير مع بعض .. كانت تعتبرني السند لها في كل شي .. فأبعدت عن بالي فكرة إني أسافر وأخليها .. وقبلت باقتراحها ..
لحين سيطرت على كل ذرة في عقلي وقلبي .. منتهى ملكتني .. لحين صارت بمثابة الهوا الي أتنفسه .. منتهى بدون ما تقصد خلتني أهلك .. وأهلك في بحر .. لا .. في محيط حبها ..
=
حبيته .. وعشقته بجنون .. وكنت أضن إنه يعتبرني أخته أو بنته مثل ما أنا اقول له .. ما حبيت أبرز مشاعري ناحيته .. علشان لا أخسره .. لأنه الشخص الوحيد الي خلاني أحس بأن الحياة لها طعم حلو ولها جانب مشرق بعد ما مات أبوي الله يرحمه ..
وآخر يوم في المدرسة .. طلعت معاه للجبال .. لأني من مدة كنت أقوله ودي أتسلق جبل .. فحقق لي رغبتي .. وكانت مفاجئة اني خلصت المدرسة هي الجبال .. فرحت واجد .. وكانت أحلى أيام عمري .. وكان هذا اليوم الي اعترف لي فيه أنه يحبني .. وسألني إذا أرضى أكون زوجته .. بيخطبني أول ما نرد البحرين ..
وقتها ما عرفت شنو أرد .. صدمتين في نفس الوقت .. كل الي سويته إني ضليت اصييح .. وهو يمسح دموعي مستغرب .. وقال لي أنه آسف واذا ما أبيه ما عنده مشكلة .. وأنسى انه قال هـ الشي .. لكني قلت له إني أبادله نفس الشعور .. وإني موافقة ..
==
لما قالت لي انها بعد تحبني .. لما قالت لي أنها موافقة .. حسيت إني خلاص .. ملكت الدنيا وما فيها .. حسيت إن الدنيا ما تكفي السعادة الي أحملها بقلبي .. وعشنا مع بعض سبوع .. كل واحد فينا يعرف مشاعر الثاني اتجاهه .. وهـ السبوع .. كانت نهايته .. اليوم الي تطلع فيه نتيجتها .. اليوم الي اتصل لها عمها .. وقال لها تجي له الشقة .. إنه موجود .. ( امتلأت عيناي بالدموع ) ما ودعتني .. ما سلمت علي .. ما قالت لي أحبك .. كل الي قالته إنها بترجع .. وراحت شقتها .. ومن ذاك اليوم ما شفتها ..
==
دخلت الشقة .. ولقيت عمي واقف معصب .. سألني وين كنت فيه .. قلت له مع أحمد ماخذني للمدرسة أجيب شهادتي .. ولأنه يعرف بأني أعرف أحمد ما حقق معاي واجد .. سألني عن نسبتي .. وكانت 97 .. ما ظهرت منه أي ردة فعل .. قلت له بفرح أني أبي أدرس طب .. قال لي اوك .. بس مو هني .. في البحرين .. تلاشت فرحتي .. أصريت اني بدرس هني ولة ما أبي أرد البحرين .. لكنه قال لي إن ما عنده ميزانية .. وانه حجز لي تذكرة .. واليوم احنا رادين البحرين ..
ومثل ما أجبرني أدرس بأمريكا .. أجبرني إني أرد البحرين .. ما رضيت اني أطيع كلامه .. وطلعت من الشقة أركض .. بروح لأحمد .. كنت أصيح .. وأحس إنه وراي يلحقني يبي يردني .. كنت أركض وأركض .. وصلت للشارع الرئيسي .. الي بس أخطره .. ما يبقى شي وأوصل لأحمد ..
كان فيه سيارات واجد .. وقفت انتظر لين الشارع يفضى .. لكن .. كان وراي .. خفت ياخذني عن أحمد .. وركضت في الشارع .. وما حسيت .. إلا بشي يصدمني .. واوتعيت وآنا في المستشفى بعد 4 أشهر كنت في غيبوبة ..
كان كل شي فيني ما يتحرك .. كنت عاجزة حتى اني أرفع يدي وأمسك كاس الماي .. كنت شبه ميتة .. وما كنت بأمريكا .. كنت في بلد ثاني .. كنت بألمانيا ..
ثمانية شهور قضيتها في ألمانيا .. لين ما تحسنت .. وصرت أقدر أتحرك .. أقدر أتكلم .. لكن .. ما كنت أحس بالحياة .. لأن أحمد ما كان معاي ..
==
من مكان لين مكان .. ما خليت أحد ما سألته عنها .. لين وصلت لرقم عمها .. كلمته .. وقال لي بأنها عاجزة .. قلت له اني أبيها حتى لو فيها بلاوي الدنيا كلها .. قال لي القدر ما كتبها لك .. ورفض هـ الشي .. رديت البحرين .. وسحبت كل أوراقي من أمريكا .. دام منتهى مو هناك أنا شنو أسوي ؟ وبصعوبة .. لقيت عنوان بيتهم .. رحت .. وحاولت أدخل .. لكنهم منعوني .. ولقيت عمها الحقير .. وما رضى يدخلني .. رديت يوم ثاني .. لكني ما لقيت أحد في البيت .. لأنهم انتقلو لبيت ثاني ..
==
ضممته إلي .. كان يبكي .. وأنا أطبطب على ظهره .. لا أستطيع فعل شيء لمواساته .. ولو كنت أعلم لمنتهى عنوانا لأرشدته إليها .. وينتهي عذابه ..
لأقول له : كل شي في صلاح وحكمة .. يمكن هذا كفارة عن ذنوبك .. واذا كان في شوفتها خير .. راح تلقاها صدقني ..
ابتسم بضيق وهو يمسح دمعه : مشتاق لها .. وربي إن الشوق مقطع قلبي ..
التزمت الصمت وتركته يكمل : خاطري بس أشوفها لو من بعيد .. خاطري بس أسمع صوتها .. خاطري بس تلتقي عيوني بعيونها .. ما أدري هي شلون الحين عايشة ؟ ما أدري شنو تسوي بهذا اليوم ؟ أنا متأكد إن حالها موب أحسن من حالي .. بس كل الي أقدر أقوله .. الله يوفقها .. ويمسح على قلبها .. واذا الله مو كاتبني لها .. يرزقها إلي أحسن مني ..
ابتسمت : أفهم من كلامك إنك قررت تنساها ؟
هز رأسه نافيا : موب أنساها .. أصلا هذا الشي مستحيل يصير .. وحتى لو كنت على وشك اني أنساها .. بذكر روحي فيها غصب .. أنا أقصد إن أبدأ حياة جديدة .. أبي أعيش مثل الناس .. أبي أتنفس .. أبي أفرح .. أبي أضحك .. ما أبي أعيش مجرد انسان تلعب فيه الذكريات .. وعايش على أمل كاذب ..
==
أغلقت باب سيارتها .. وسندت رأسي على المقعد .. أغمضت عيناي .. لا أرغب بسماع صوت بكائها .. لا طاقة لي على رؤية دمعها .. كم أتمنى أن تجد مرادها .. كم أتمنى أن تلتقي به وينتهي انتظارها ..
تنهدت بعمق .. وكلي تصميم بأن أقدم لها المساعدة ..
دخلتا السيارة .. وجلستا في المقعد الخلفي .. ألقيت عليهما نضرة .. كانت تضع رأسها على كتف بيان .. تنظر في الفراغ .. وقد خلعت النظارة ..
ابتسمت .. مالي أنا ومال عينيها ؟ أراقبهما وكأني المسئول عن سلامتهما .. أجل .. لكي تستطيع أن ترى فارسها الراحل ..
همست لبيان : آخذها بيتكم ؟
هزت كتفيها بحيرة : ما أدري .. شكلها تعبانة ..
حركت السيارة .. وطول الطريق .. كنت ألقي عليها نظرة من المنضرة .. فأراها تنظر نحو الفراغ .. أوصلت بيان لمنزلها .. وسألتها عن طريق منزلهم : منتهى ..
لم تجبني .. كررت مناداتها لحين أجابت : نعم ..
ابتسمت لها : وين بيتكم بوصلج ؟
قالت لي : مشكور .. واجد تعبتك معاي .. أقدر أروح البيت بروحي ..
لم أشأ ازعاجها .. أركنت السيارة جانب الطريق .. وترجلت منها .. وما إن جلست في مقعد السائق ناديتها .. وحينما أجابتني قلت لها : عطيني تلفونج بكتب لج رقمي ..
تبسمت : ما يحتاج ..
قلت بإقتناع : يحتاج .. اذا احتجتي شي أنا موجود .. وما بردج إلا لسانج ..
==
تفضلي .. حياج ..
قالت لي بعد أن قبلتني : شلونج ؟
ابتسمت لها : بخير ..
وبعد أن أدخلتها غرفتي : دقايق بس .. بجيب العشا ..
أجابتني ضاحكة : لا تجيبين شي .. مسوية رجييم ..
ضحكت : للحين انتي والرجيم ؟ ما تأدبتي ؟
قالت لي : لين الحين .. ورضا كل يوم والثاني هاوشني بسج من الرجيم ..
ابتسمت لها : ان شاء الله مرتاحة معاه ؟
قالت بسعادة : واااجد .. مدللني .. وما أتمنى شي إلا وعطاني إياه .. صحيح إن مرت 3 أشهر من خطوبتنا .. لكن أحسه واجد يحبني ..
جلست بجانبها : الله يخليه لج ..
مدت ذراعها خلف ظهري : يلله آنا أسمعج .. قولي سالفتج من طق طق لين السلام عليكم ..
تبسمت بضيق : السالفة وما فيها إن أبوي يبيني أتزوج واحد من ربعه .. ما رضيت .. قلب علي الدنيا وطردني من البيت .. وجييت أعيش عند أميرة ..
بدا القهر واضحا على ملامحها : يا ربي .. متى بكف عنكم شره ؟
ابتسمت بذبول : الوقت الي بياخذ فيه الله روحه ..
==
نادتني والدتي للعشاء .. نهضت مكرهة .. فالضيق مسيطر عليّ .. كنت موقنة أن خلفها شيء تخفيه عني .. لكني لم أتصور أن تكون قصة حب طاهرة انتهت بهذا الشكل !
جلست على المقعد .. ننتظر قدوم محمود للجلوس على طاولة الطعام .. وتفكيري مازال غارقا بها .. فمنتهى قد تعرفت عليها في أحد غرف الدردشة التي كنت أزورها بعض الأحيان .. منذ عدة أشهر .. إلتقيتها عدة مرات في أماكن عامة .. وانصدمت اليوم حينما قالت أنها ستأتي إلي منزلنا ..
منتهى في منتهى الطيبة .. أشعر بأنها على نياتها .. نظرتها سوداوية للحياة .. حاولت مرارا أن أفهمها .. وأفهم سبب هذا التشاؤم .. لكني لم أعثر على سبب مناسب .. لتعترف لي اليوم بكل شيء .. من دون أن أطلب منها .. كم أحبها .. وأتمنى لها الخير .. بل كل الخير ..
ليطل علي ويصرخ بي : قومي البسي لج شي .. عماد عند الباب ينطر ..
نهضت مسرعة لغرفتي لأخذ شالا أغطي به شعري .. وابتسامة شقت طريقها على ثغري .. عماد هو أخ فطوم .. أي أخ ذاك المغرور عمار .. أكبر مني بسنة .. لكنه حبوب وطيب القلب .. أحبه كما أحب علاوي ..
جلسنا على مائدة الطعام بعد أن حظر محمود .. والانزعاج واضح على ملامحه .. سأحقق معه بعد العشاء !
أخذت أطعم مروة .. وكانت زهور عند محمود يطعمها .. وكلنا جميعا غارقين في الضحك .. فحين يجتمع عماد وعلي .. يتغير الحـــال ..
ضحكت : حرام عليييك .. بغيييت أغص ..
محمود وهو يحاول أن يكتم ضحكته : وربي اذا ما سكتون المرة الجاية عماد وعلي أكلكم برى في الحوش ..
علي ببلاهة : ياااي .. نتخيل روحنا في حديقة .. تحت الأشجار على العشب الأخضر ..
وأكمل عماد : احنا سبشل علاوي لازم نكون في مكان كيووت ..
قالت أمي : عماد وعلي .. بسكم لة .. خلونا ناكل مثل الناس ..
علي : وشلون ياكلون الناس يمه ؟
أخذ محمود كوب الماء : بتسكت ولة هذا في وجهك ..
ضحكا معا وقال علي : جرب ارمه ..
أكمل عماد : على شان تراويه نجوم العصر هههههههه ..
[ عماد : 18 سنة ]
==
شقلتين ؟
قلت بهدوء : إلي سمعتيه .. أحبه ..
بنفس الهدوء ولكن بصدمة : مجنونة انتين ؟ تحبين زوج اختج ؟
وضعت رأسي فوق رجليها : اييي .. من جذي أنا واجد مضايقة ..
صرخت بي : وبكل برود تقولينها ؟ يعني جزاها انها فتحت لج بابها .. تردين عليها الاحسان بهـ الطريقة ؟
بضيق قلت وأنا أغمض عيناي : يعني أنا شنو ذنبي إني حبيته ؟ أنا الي قلت لقلبي حبه ..
بهدوء قالت : ومن قالج إن هذا يسمونه حب ؟
رفعت رأسي ودموعي متجمهرة في عيناي : يسمونه أو ما يسمونه .. يكفي إني أحس بأن قلبي يبيه .. تقهمييين .. قلبي ينبض بأسمه .. قلبي يبي قربه .. أنا ما ودي .. ما ودي أخون اختي .. بس شسوي ؟ أموت من هـ الوجع ؟
قالت لي : اييي .. موتي .. موتي وانتي مظلومة .. لا تموتين وانتي ظالمة .. يعني تبين تخربين بيت اختج ؟ اختج حامل .. شذنبه الجاهل يعيش مع أمه أو أبوه بسبب حبج ؟ على الأقل اذا متين بعيش 3 .. لكن اذا استمريتين .. بموتون هـ الثلاثة ..
==
عمــــاد ..
التفت لها وأنا ابتسم : آمري .. تدللي ..
ضحكت بخفة : عن السخافة ..
فتحت عيناي ممثلا الصدمة : أفا .. ما هقيتها منج .. تجرحين شعوري وقلبي ..
ضربتني بخفة : بتعقل ولة ما بقول لك شنو أفكر فيه ؟
اعتدلت في جلستي: وشنو تفكر فيه أميرة قلبي ؟
صرخت : عمـــــــــــــــاد ..
ضحكت : انزييين .. شنو تفكر فيه السبالة ؟
ضحكت : بسكت عنك .. اسمع .. الله يسلمك أنا أفكر في خطة ..
ابتسمت لها : خطة ؟ شنو الخطة ؟
همست لي : احلف ما تقول لأحد ..
أغمضت عيناي وفتحتهما : والي خلق هـ العيون ما بقول لأحد ..
ضحكت : مالت عليييك .. الخطة هي إن عمار واااجد مصخها .. سكت عنه واجد .. وكل يوم والثاني زاد في سخافته .. والمطلوب منك .. ان تجيب لي معلومات واجد عنه .. شنو يدخل من مواقع .. من عنده على المسن .. من يكلم في التلفون .. شهاداته .. كل شي ..
ابتسمت لها .. صحيح كلامها .. عمار زادها حبتين : عدل كلامج .. يبي له تأدييب .. وما طلبتي شي بيونتي .. بكرة ويييش ؟
بعد تفكير قالت : الخميييس ..
قلت لها : وعادة خواتي يجمعون .. بستغل الفرصة .. وبعبث بأغراضه ..
ابتسمت لي بسعادة : اعتمد عليك ..
هززت رأسي بإيجاب : اعتمدي .. يوم الجمعة إذا شفتج في بيت جدتي .. بقول لج لشنو وصلت ..
==
استيقظت بذعر .. كم السعاة الآن ؟ ألقيت نظرة على الساعة الجدارية .. لأفاجئ بأنها 10 صباحا .. ياه .. كيف لم أستيقظ ؟
وبعد أن سبحت .. خرجت لأرتدي ملابسي .. فسمعت صوت هاتفي ينبئني بوصول مسج .. اتجهت له .. وكان من دعاء ..
هلا .. اذا تقدر تمرني المدرسة .. متمللة .. بقايا الحصص ما عندي شي أسويييه ..
أغلقت هاتفي .. وأخذت أكمل ارتداء ملابسي .. تعطرت .. مشطت شعري .. أخذت مفاتيحي وهاتفي .. ونزلت للفطور ..
جلست على طاولة الطعام .. منذ مدة لم أكل عليها .. ربما شهر .. فمزاجي دائما متعكر ولا يسمح لي بالصبر على أوامر والدي وسذاجة نسائه ..
وما إن مددت كفي لتناول الجبن .. حتى طلت أنيسة ..
هلا أحمد .. هلا بوليدي .. اليوم ما رحت الشغل ..
ابتسمت لها : اهلين بيج .. راحت علي نومة وما وتعيت ..
تبسمت لي وهي تجلس بجانبي : ما عليه .. أهم شي ارتحت وانت نايم .. الشغل يتعوض .. لكن الصحة ما تتعوض ..
اكتفيت بهز رأسي ومواصلة فطوري .. لتطل الأخرتان .. وصوتهما وصل قبلهما ..
تأففت وقلت لأنيسة : والي يسلمج سكتيهم ..
لم تجبني بل صرخت بهما : وبعدين وياكم ؟ الحين هذي المرة كم أهددكم فيها إني بقول لأبو وليد ؟
جلست سعاد وهي تتلمس وجهها الذي تضع عليه أحد الكريمات : سكتي يالعيوز .. مو فالحة إلا في الهذرة ..
ألقيت عليها نظرة حادة .. فباشرت بالإعتذار : ما كان قصدي .. لا تاخذين بخاطرج ..
قالت أنيسة بغرور : أنا ما برد عليج .. لأن تفكيرج وعقلج موب بمستواي ..
تبسمت .. كان ودي أن أضحك .. بل ضحكت فعلا ..
==
أخذت دفتري وكتبت لها : كسرت خاطري .. تصدقين ودي أساعدها بأي طريقة ..
لتكتب لي : ايي .. مسكينة الله يساعدها .. انزين ما قلتي لي شنو كان يسوي يعقوب معاها ؟
ابتسمت وألقيت عليها نظرة فضحكت وكتبت : هييي لا يروح بالج مني مناك ..
كتبت لها : لا تخافين خبز ايدي .. عارفتج .. هو معاها في نفس السكشن .. وساعدها مرة .. وشافها في الطريق معطلة الشارع .. بعد سيارتها .. وقالت له تبي تجي لي ..
لتكتب لي : أهاا .. حلوة لكن قصة حبهم .. خلااص أنا بدرس في امريكا يمكن واحد يجبني ..
ضحكت وكتبت لها : الحين عندج في البحرين اثنين .. واحد يموت على ترابج والثاني تموتين عليه .. وبعد تبين واحد ثالث ؟
ضحكت وقرصت يدي : لا .. أبي ..
شتسوون ؟
رفعت رأسي أنظر نحو المعلمة .. يا ربي كيف سأتخلص الآن منها ؟
قلت لها : نكتب ..
ألقت نظرة على الدفتر : أهم شي ما تقولين انكم تكتبون الدرس ؟
ابتسمت ابتسامة واسعة : تقريبا ..
مدت يدها لتأخذ الدفتر لكنني أمسكته فصرخت علي : عطيني إياه ..
ابتسمت بعناد : ليش ؟
صرخت ثانية : بيان لا تستفزيني .. عطيني الدفتر وانتي ساكته ..
ضحكت بخفة : الحين من الي يستفز الثاني ؟ من الي يراقب الثاني بكل صغيرة وكبيرة ؟
لم تجبني بل سحبت الدفتر بقوة ونظرت نحو حديثنا وقالت : كسرت خاطري .. تصدقين ودي أساعدها بأي طريقة .. ايي .. مسكينة الله يساعدها .. انزين ما قلتي لي شنو كان يسوي يعقوب معاها ؟ هييي لا يروح بالج مني مناك .. لا تخافين خبز ايدي .. عارفتج .. هو معاها في نفس السكشن .. وساعدها مرة .. وشافها في الطريق معطلة الشارع .. بعد سيارتها .. وقالت له تبي تجي لي .. أهاا .. حلوة لكن قصة حبهم ..
لم أدعها تكمل .. بل سحبت الدفتر من يدها وبضيق قلت : لهني وبس ..
نظرت نحوي والقهر يتطاير من عينيها : بدلي مكانج بسرعة ..
ابتسمت لها : وين تبيني أروح ؟
أشرت نحو طاولة في زاوية الصف : هناك ..
ببراءة قلت لها : تبيني أظل بروحي ؟ سجن انفرادي هو ؟
تبسمت وقالت : اييي .. بسرعة بدون نقاش روحي ..
هززت رأسي .. أخذت كتبي وابتسمت لفطوم .. وجلست حيث طلبت مني الجلوس ..
وبدأت بشرح قليلا .. وأنا أنظر نحو النافذة .. لتصرخ : بياااان .. وبعدين معاج ؟
تأففت بصوت واضح : لا حول الله .. خير ؟
تقدمت نحوي : السبورة في الدريشة ولة جدام ؟
ابتسمت : ورى ..
صرخت مرة أخرى : أنا واجد متحملتج .. وواجد صابرة عليج .. المفروض ما أقعدج هني .. أطلعج برى الصف .. انتي ما تستاهلين أحد يتعب أعصابه معاج ..
ما زلت مبتسمة : أدري اني ما أستاهل .. ليش أحد قالج العكس ؟
صرخت : ترااج واجد قليلة أدب .. وآنا أقول ليش أهل فاطمة متصلين يبوني أغير مكان بنتهم ؟ طلع ضاق صدرهم منج ومن لسانج ..
ابتسمت .. ولكن هذه المرة بهدوء قاتل .. التفت نحو فطوم .. فرأيت الدمع متجمع بعينيها .. ماذا عساني أقول ؟
التفت نحو النافذة .. وذهبت هي من وجهي وواصلت شرح الدرس .. لكنني موقنة .. أن كل من في الصيف أعينهم عليّ .. حاولت أن أكتم وجعي .. حاولت أن أمثل أني لست مهتمة .. ولكن .. كادت دموعي أن تلطخ خداي .. فنهضت .. وتجمهرت أعينهم علي .. مشيت نحو الباب .. وأعينهم ما زالت معلقة بي .. وبصوت يكاد يسمع : بروح الحمام ..
قالت لي : ارجعي مكانج ..
أمطرت عليها نظرة احتقار : أنا ما طلبت الاذن منج علشان تقولين أي ولة لا .. أنا بس أخبرج اني بروح الجمام .. وأغلقت الباب خلفي .. وخرجت ..
==
دخلت المدرسة .. وهذه أول مرة أدخل فيها مدرسة دعاء .. جلت ببصري المكان .. أين يكون الإشراف ؟ مشيت أماما .. لأجد طالبة جالسة على المقاعد القريبة مني ..
فرفعت يدي أعبث في شعري مرتبكا وقلت بهدوء : لو سمحتي اختي ؟
رأيتها تلتفت نحوي .. وتغطي شعرها الأسود بشالها الأسود أيضا وتهمس : خير ؟
ابتسمت لها حينما عرفتها : بيان ؟
ابتسمت ولكن ليست تلك الابتسامة التي أجدها لاصقة على ثغرها دوما : أحمد ؟
قلت لها : ايي .. جاي لدعاء .. بس ما أدري وين الاقي الاشراف ..
مدت ذراعها نحو أحد الغرف في المبنى المقابل للمقعد الذي تجلس عليه : هني .. لف يمين ومش سيدة أول باب هو الاشراف ..
ابتسمت لها : مشكورة .. بس انتي ليش مو في الصف ؟
نظرت في الفراغ وقالت بلهجة مرحة : تهاوشت مع المعلمة وطلعت من الصف ..
ما زالت ابتسامتي كما هي : بس بفوتج الشرح ..
هزت كتفيتها بعدم اهتمام : عاادي .. أصلا شرحها وعدمه واحد .. وبعدين هي ما تبيني بحصتها .. كل يوم والثاني تختلق مشكلة علشان تهاوشني ..
باهتمام قلت : تبين أكلمها ؟
قالت لي : الكلام معاها ضايع .. ماله داعي ..
قلت لها : لا .. لازم تاخذين حقج .. تعالي معاي ..
لتقول : بكيفك .. بس أنا ما بروح .. اذا تبي تقدم لي مساعدة ..
قاطعتها : قولي الي تبين ..
ابتسمت لي : حاول تطلعني .. مضايقة مالي خلق أرجع الصف ..
هززت رأسي بتفهم وقصدت غرفة الإشراف ..
==
كنت أخربش بدفتري .. حينما دخلت احداهن الفصل .. ونادت باسمي .. ابتسمت بسعادة .. يبدو أن أحمد قد جاء ليأخذني .. وبينما كنت أجمع حاجياتي .. استغربت دخول بيان المفاجئ .. وذهابها لطاولتها التي بجانب فطوم .. جمعت دفاترها .. ووضعهم في حقيبتها .. همست في اذن فطوم .. ثم همت بالخروج .. لكن صوت المعلمة استوقفها : بيان ! لا يكون حاسبة الضف فندق تطلعين وتدخلين على كيفج ؟
تبسمت بيان بطريقة أثارت غضب المعلمة وقالت بنفس ذاك الهمس : أضن عطيتج ورقة من عند المشرفة .. ينتظروني .. خليت الصف لج ..
لم تتفوه المعلمة بأي حرف .. وخرجت بعدها .. والذهول يسيطر علي .. كانت أمامي .. فناديتها : بيان ..
التفت إلي مبتسمة : برد معاج ..
استغربت في البداية لكنها اكملت : شافني أحمد مضايقة .. وكلم المشرفة .. ورضت توصلوني البيت ..
لا أعلم سبب ابتسامتي .. بيان هذه لا أدانيها .. لكنها اليوم كسرت فيّ أشياء أجهلها : حياج .. بس بسألج ..
ما زالت مبتسمة : تفضلي ..
قلت لها : ما تخافين على درجاتج ؟
ضحكت : قصدج على الي صار اليوم والي يصير كل يوم بحصتها ؟
هززت رأسي بإيجاب وصدمتني حينما هزت كتفيها بحيرة : ما ادري .. أعرف اني ساعات أمصخها .. بس الله يدري إنها ظالمتني .. وتدور أي زلة على شان تحاسبني عليها .. ( و بابتسامة تخفي خلفها
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك