بارت من

رواية وش رجعك -42

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -42

قاطعتها ... فأنا أكره الحديث بهذه الأمور : انسي ... مثل ما أنا نسيت ...
اقتربت مني ... وقبلت خدي ... ثم رفعت رأسها : الله يخليك لي ... ولا يحرمني منك ...
وقبل أن أتكلم ... دخل عمار وهو يتبسم : احم احم ...
قلت له : ما تعرف تطق الباب ...
ضحك : والله ما تعودت ...
وضع الطعام أمامنا ... وقال لليلى : اكلييه هاا ... تراه يحب الأكل من يدج ..
ثم غمز لها ... تبسمت هي بإحراج وصرخت عليه أنا : أقول اطلع برى ....
ضحك : هذا جزاي .... أوصي بنت خالي عليييك .. مالت عليك بس !!
==
أما عند أميرة .... فلأوضاع مختلفة ..........
[ أميرة ]
كنت مع نافع ... نفطر في أحد المطاعم ... حينما اتصل لي طارق ... فوضعت هاتفي على الوضع الصامت ... وواصلنا حديثنا ...
وحينما انتهينا ... أوصلني نافع إلى المنزل ... وذهب هو إلى عمله ... وأنا أضع مازن فوق سريره ... سمعت صوت الجرس ... استنتجنت أنه هو ... طـــارق ليس غيره ... فاتجهت للجرس .. وفصلت عنه الكهرباء ....
وأنا في المطبخ .. أقوم بعملي ... سمعت صوت هاتف المنزل ... يرن ... اتجهت للهاتف .. وأجبت : نعم ؟
واذا بي أسمع صوت دعاء : أميرة أنا عند الباب ... افتحي الباب ...
تبسمت بسعادة : لحظة شوي ..
أغلقت الهاتف .. واتجهت للباب .. وأنا سأطير فرحا ... منذ مدة لم تزرني دعاء ... والسبب الآخر .. أن ليس طارق الذي يقف خلف الباب ...
وما إن فتحت لها الباب ... حتى دخلت ... ووجها خال من أي تعابير : دعاء !! شفيج ؟! صاير شي ؟
قالت بضيق : أنا مو بروحي .. البسي على راسج شي ...
سألتها : من معاج ؟!
وقبل أن تتكلم .... دخل خلفها ..... ببدلته الرسمية ... بوجهه الأشبه بفلقة القمر ... لكنه ..... خســف .... وبات .. قبيحــا ... لا أشتهي حتى أن أنظر إليه ......
فقلت بضدمة : طــارق !! ( اللتفت لدعاء ) شجيبه معاج ؟
قالت : أميرة .. ما على راسج شي !!
اوه .. كيف نسيت ... الحقير رؤيته أنستني ذالك .. ركضت إلى الداخل ... وعدت ثانية ... فرأيته واقف بجانب البيت ... وهي تبعد عنه بعض خطوات ..
نظرت إليه ... وهو ابتسم : صباح الخير ...
قلت بضيق : شجيبك ؟
فقال : على ما أضن ... أنا أمس خيرتج بين خيارين ... وعطيتج 24 ساعة تفكرين ... ولما ما رديت علي ... فهمت إنج ما وفقتي .. فأنا اطريت أطبق الخيار الثاني ...
انفعلت : مجنون انت ؟! شنو تبي منا ؟! شنو تبي من دعاء ؟ ( ثم اللتفت لها ) وانتي ؟! شجيبج معاه ؟
قالت بنفس الإنفعال : أنا مجبورة .... مو باختياري ...
لم أفهم ما تقصده .. ورفعت نظري إلي .. فرأيته ما زال محافظا على بسمته : سمعتين ؟! يلله حبيبتي .. روحي بدلي .. وخلينا نطلع نستري لكتكوتنا ثياب وأغراض ... زمان ما دللته ...
صرخت عليه : اطلع من بيتي .. هذا الناقص أطلع معاك ....
فضحك ... ثم قال لدعاء : شرايج دعاء ؟
تجمع الدمع بعينيها .. واللتفت إلي : أميرة .. يلله ... علشان خاطري ...
قلت لها : شنو ؟ خاطرج تروحين معاه !!
قالت : تعالي معانا .... وربي إني ..
قاطعتها : لا تكملين ... لو تنقلب السما على الأرض ما أروح مع هذا !!
رأيت ابتسامته تلاشت .. واقترب نحوي بخطوات غاضبة .... وقف أمامي مباشرة ... تراجعت خطوات ... لكنه أمسكني من كتفي .. وهمس لي : خلاص ... صرت أنا ولا شي ... حشرة مثلا !! ما تشتهين تركبين معاي ؟
حاولت أن أبعده عني .. لكنه كان يضغط على بقوة أكبر .. صرخت عليه : بعد ... انت ما تستحي على وجهك .. أنا متزوجة ... و ..
صفعني ..... أغمضت عيناي من قوة صفعته ... شعرت أن الدم .. لم ينفجر فقط من خدي ... بل ... من قلبي ... من ذاكرتي .. من عقلي ... من كل مكـــان ... لا أكذب عليكم .. إنها المرة الأولى .. التي يمد كفه علي ...
تجمع الدمع بعيني .. وقبل أن أقوم بأية ردة فعل ... رفع يدي من على وجهي .. ونظر لأثر صفعته ... دلكها بخفة : اسف حبيبتي ... لا تقولين جذي مرة ثانية ... انتي تعرفين إن هـ الموضوع يضايقني ويثيرني ...
أبعدت يده .. بل أبعدته كله .. وصرخت عليه والدموع تجري على خداي : برى .... اطلع برى لا اتصل لنافع اللحين يجي يتصرف معاك ... ولا اقولك ... ليش نافع ؟! عادل يتفاهم معاك أحسن ...
اتجه لأحد جلسات الحديقة وجلس : اوكي ... نادي الي تبين .. أنا ابيهم كلهم يعرفون إني أحبج وأبيج ... ومستعد أسوي أي شي علشانج .....
سيفقدني عقلي : انت ما تفهم !! أتكلم بأي لغة أنا ؟ أنا أكرهك ... وحتى لو ما كان نافع بحياتي ... مستحيل أكمل معاك ...
لم يتكلم .. كما أنه لم يحرك ساكننا ... لم يتزحزح من مكانه ....
رفعت نظري لدعاء ... فرأيتها تبكي ... ناديتها : تعالي ...
أتت خلفي .. ودخلنا إلى داخل المنزل ... أخذت هاتفي ... واتصلت إلى عادل ... لكنه لم يجب .... وأنا أضغط زر الإتصال لنافع .. رن هاتفي باسم عادل ... أجبت بانفعال : عادل تعال ... بموت أنا من هـ المجنون !!
قال : شصاير ؟
قلت له : طارق .. جايني الببيت وما ادري شنو يقول !!
قال : نعم ؟؟!! دام طارق بالسالفة ... أنا جاااي ... لا تسوين ولا شي .. لا تخلينه يطلع .. أنا براويج شلون أتصرف معاه ...
قلت له : انزين سرع ....
==
أما أحمد ...
فقد وصلت البحرين بلأمس ... وقبل دقائق ... وصلت إلى منزل منتهى ... وها أنا جالس في حديقة بيتهم ... ولكن .. لست وحدي ...
قال لي عمها : شصار على صاحبك ؟ لقيتوه ...
مر بخاطري كلام بيان .. فقلت بضيق : للحين ... القضية الي رفعناها كل يوم ويأجلونها ... أو يقولون لنا ما في دليل وما كو اثباتات ...
فقال : أنا متأكد إنه مو بالبحرين ... ليش ما تدورنه برى البحرين ..
فقلت : في البحرين وصعب .. شلون برى !! ما ندري بأي منطقة بالضبط ... لو نعرف خبر واحد .. بلد معين .. كان والله أدور في كل شبر من هـ البلد ...
تبسم : الله يرجعه سالم ان شاء الله ....
وهاهي منتهى أتت ... تبسمت لها بعد أن قالت : صباح الخير ..
وأجبت : صباح النور ...
جلست معنا ... واللتفت الي : شلونك ؟
قلت : الحمد لله ... وانتي ؟ شخبارج ؟ وشخبار البيبي ؟
تبسمت : الحمد لله ....
فنهض العم : يلله .. أشوفك على خير .. زورنا ... ولا تقطع ..
قلت له : ان شاء الله ..
ومشى إلى الداخل ... فأدرت وجهي لها : صرتين أحسن ؟
تبسمت : الحمد لله ...
فقلت : شفيج اليوم ؟ مشيرة على الحمد لله ؟
ضحكت : الحمد لله ...
ضحكنا سوية ... ثم سألتني : شخبار بيان ؟
سكت قليلا ثم قلت : ما ادري شقولج !!
فقالت : ما أبيك تقول شي ... بس ...
قلت لها : بس شنو ؟
لا أعلم لما تنظر إلى خلفي ... أدرت وجهي ... فرأيت مازن ... وكــأنه بعث من القبر ......
ثم التفت لها ... فكانت تنظر إليه ... وقد تجمع الدمع بعينيها ... نهضت بصعوبة : مازن ...
تبسم وقد لمحت الدمع بعنيه هو الآخر : سوري ... قطعت عليكم الجو .... لو كنت أدري إن جذي ... ما ..
نهضت أنا وقطعت عليه كلامه : بسك من السلبية .... وخل عنك الظن بالناس ... عن اذنكم ...
فأمسك ذراعي : لحظة ... وين رايح ؟
حررت ذراعي من قبضته .. ونظرت إلى عينيه : مو شغلك ...
فقال : اقعد .. أنا الي بطلع ..
فقلت له : اذا بتطلع ليش جيت من البداية ؟ ( وضعت كفي على كتفه وتبسمت ) قول لها الي جيت علشانه ...
رمقني باستغراب ... فقبلت رأسه ... ومشيت ... فناداني .. اللتفت له : نعم ؟
فقال : يعني شنو ؟!
قلت له : يعني مثل ما اللحين انسحبت وتركتك معاها ... أنا أنسحب من حياتكم ... وأخليكم لبعض ... الله يوفقكم ..
ولم انتظر رده .... لكنني مشيت .... غادرت المنزل ... ركبت سيارتي .... اتجهت للبحر .... ركبت قاربنا أنا ومحمود ... وحركته إلى جهة بعيدة ... أوقفته .. خلعت ملابسي ... وقبل أن أرمي نفسي بالماء .... لأفرغ شحناتي ... لأفرغ مشاعري ... لأنتقم من وجعي ... لأتخلص من بقايا آثارها عني ..... لأسترجع محمود ... لأعشق بيان ....
وما إن استعديت لأرمي نفسي .... مر على ذاكرتي ذكرى ذاك اليوم .... حينما حاولت الانتحـــار ... وأنقذني هو .... الآن ... من سينقذني ؟! الآن من سيرفع جثتي ويلقيها على التراب ؟ الآن من سيضمد جراحاتي ويسكن أنيني ؟
وتردد صوت محمود : لا أحمد ... خل إيمانك بلله قوي ...
فألقيت نفسي ... ولكن ليس وسط المـاء .... وإنمــــا .. وسط القارب ..
أخذت أبكي ... وببكائي هذا ... أودع كــل ذكريات منتهى .. أودع وجهها ... عينيها ... أوجاعها .... أودع حبهـا ....
وأبتدي ... صفحــة جديدة .... بيضاء ... لا يوجــــد بهـــا .. إلا اسم .. تلك الطفلـــة ... المشــاغبة ... المسماة .... بيــــان ....
ولكــن ... قبل أن أذهب لهــا ... قبل أن أكمـــل المسيـــر إليهــا ... سأنفذ شرطهــا ...
[ بيــــان ... انتظريني .... لن آتي ... إلا ومحمود معي ]
==
أعلم أنكم .... متشوقون ... لمعرفة ما يجري الآن .... بين أميرة – طارق – دعاء – عادل ...
ومتشوقون أكثــر ... لترون ما يجري بين منتهــى ومـــازن ...
ولكــن .... لن أكمـــل لكم .... بل .....
دعونــــا نذهب .... لآل يعقوب ^^
\
[ يعقوب ]
كنت جالسا مع أمي أمام التلفاز ... وأنا أفكــر بمــا حدث ... وعلاقتي المتوترة ... مع فطوم .... أما أخي ... فأنا اشفق عليه ... فإنه لم يعشق ... إلا خـــائنة !!
انتبهت لأمي حينما سألتني : وين فطوم ؟ صار لها يومين ما جت !
قلت بضيق : أحسن لها ... تجي هني شنو تسوي !!
فقالت : هذا بيتها ... تجي تقعد معاك ... ولا قبل تجي هني شنو تسوي ؟!
سكت قليلا ثم قلت : يمه بنت اختج ... زعلانة مني ...
فقالت : شنو مسوي فيها ؟ ليش زعلتها ؟
فقلت بضيق : وأنا شنو بسوي فيها يعني ؟! خلها يمه كم يوم ... وبروح لها بعدين ...
فقالت : يعقوب !! خلني بس اسمع انك مضايقها في شي ... يا ويلك ... تراها فطوم ... بنت الغالية ..
تبسمت : وأنا اقدر يعني ؟ ما تشوفيني طول الوقت قاعد هني .... مالي خلق أسوي شي والوضع بينا متوتر ... بس شسوي يمه ؟
قالت : يقولون اضرب على الحديد دام هو ساخن ... روح لها ... وحب راسها ... وراضها ... إلا متى بنفرح فيكم ؟ متى بنشوف عيالكم ؟
تبسمت : قريب ان شاء الله ... خلها بس تدرس هـ الكورس .... أو الي بعده ... وبعدين تظل معانا على طول ...
فقالت : الله يوفقكم يوليدي ....
نهضت وقبلت رأسها : ويحفظج لنا ... عن اذنج .. بروح بنام شوي ... من جيت من الشغل ما نمت ..
فقالت : روح .. الله معاك ...
وما إن فتحت فتحت باب غرفتي .... إلا باب شقة أخي يفتح ... ويخرج منه ثائرا ... ولم أراه إلا قد لكمني في بطني ... صرخت : يا الغبي شفيييييييييك ؟ ذبحتني الله يكسر يدك ....
فقال : يالحقييير ... زوجتي حـــامل ..... حامل منك يـ .....
أغمضت عيناي .... استوعب ما قاله ...... وهمست : شنو ؟!
فأخذ يضربني .... وأنا لا أدافع عن نفسي ... لا لشيء ... وإنما ما زلت تحت تأثير الصدمة ....
وبغدهــا أخذته ... ودززته على الجدار : وانت تصدق كل شي تقوله زوجتك ؟ تأكدت أول ؟! وبعدييين هي تلعب وترمي بفعايلها علي ؟! أنا مالمستهـــا .... متى بتفهم ؟
فجلس مكانه ... ودموعه خرت .... ميثم ... يبكي .... اقتربت منه ... ووقفت أمامه : ميثم !
رفع رأسه وقال منهارا : أنا ما اجيب عيال .... وهي تعرف بهـ الشي ... ومع ذالك تمسكت فيني .... عرفت ليش أنا أحبهـا هـ الكثر ؟ عرفت ليش أنا مستحيل أصدق عنها شي ؟!
جلست بجانبه وقلت : ما تجيب عيال ؟! وشدراك انت ؟
فقال : لما كنا بالكويت ... مهلنــا ... فحللت وطلعت مريض ... ولا يمكن أجيب عيال ..... كنت بطلقها ... بس هي رفضت .... ورضت تكمل حياتها وهي محرومة من الجهال ... ( أمسكني من بلوزتي ) واللحين يالحقير تغريها .. وتخليها تخوني ...
صرخت عليه : انت متى بتفهم ؟! بس تدري ... تعال ...
أمسكت ذراعه .. وجررته خلفي .. صرخ بي : وين ما خذني ؟
أدخلته غرفتي ... وأغلقت الباب .... اتجهت نحو القرآن ... أخذته .... وجلست أمامه ... وضعت كفي على القرآن ... وقلت وعيناي ممتلئتين بالدمع : أقسم لك .... بالقرأن .... بعظمة القرآن ... بكتاب الله ... بكلام الله ... أقسم لك بالي خلقني .. وهو أدرى وأعلم .. وهو الي ما يغفل عن شي ... ومسجل كل شي ..... اني ما خنتك ... ( هطلت دموعي ) ولا يمكن أخونك .... وإنك مهما تسوي فيني ... أظل أحبك .... وأفتخر بأنك أخوي الكبير .... وتاج راسي ..... ( رفعت رأسي إلى السمـاء ) يا ربي انت تشهد على كلامي .... وشهدت لما حاولت تغريني ورفضت أنا .... علشان ما أعصيك .... يا ربي ... فهم أخوي إني مالي ذنب ... وإنها متستاهل حبه ...
وما إن فرغت من قسمي ... حتى انهـــار أكثـــر ...... احتضنته ... وأخـــذ يبكي بأحضاني ... يفرغ سم خيانتها من دمه ... روحــه ... وقلبـــــــــــه .....
[ أعذرك أخي ....... فـ الخيـــانة قاسية .... بشعــــة ..... ]
==
بلســــان حــال دعاء .... سأتكلم .......
قالت أميرة وعادل بنفس الصوت : محمـــود ...
لكنني كنت أعلم .... لذالك ... ارتفعت صوت شهقاتي ....
فأكمل طارق وهو يبتسم : ايوة .... محمود ... محمود خطيب المدام .... اذا تبونه يرجع ... اذا تبون تعرفون مكانه ... اذا تبون الروح تظل بجسمه ... وما تروح اليوم .....
قاطعه عادل : وين هو ؟
فقال طارق : لا تقاطعني ... وخلني أكمل كلامي .....
همست أميرة : شنو نسوي ؟
فنهض واقترب منها : انتي الي تسوين .... أنا أعرفج ... أكثر شي تحبينه في الدنيا أخوانج ... وبتضحين بسعادتج علشانهم ... صح حبيبتي ؟
لم تعقب .... لكن عادل قال : كمل يالحقير ولا تقول لأختي حبيبتي .. حبتك القرادة ان شاء الله ...
اللتفت له ... وقال ساخرا : حبيبتي أميرة .. ( واقترب من خدها وقبلها ) اوكيه جذي ؟
أميرة بكت .... وعادل ... انقض عليه وبدآ في معركة طـــاحنة ..... وأنا وقفت مكتوفة اليدين ... أود أن أصرخ عليهما ... أريد أن أطلب منها أن يتوقفا .. وأطمئن عليه ... فقلبي منذ أن أخبرني عن محمود صباحا .. وهو لم يهدأ ...
فلم أجد نفسي إلا أتصل بأحمد .... الذي يأست بأنه سيجيب ... لكنه أجاب في النهاية : نعم ؟
قلت له وأنا أبكي : أحمد تعال بيت أميرة .... تعال ضروري ...
قال بخوف : شصاير ؟
قلت له : عادل وطــارق ... بيذبحون بعض ... و محم ..
وقبل أن أكمل ... قطع الاتصال ... يبدوا أنه قادم .... جلست على الأرض ... أنظر إلى أميرة التي ذبحت نفسها بالبكاء .. أود النهوض لها وظمها ... لكنني .. مرهقة ... أشعر بمجرد أن ذكر اسم محمود .... انهارت جميع قواي .... محمود ... أين أنت .... تعـــــــــال وارحم قلبي .....
ووصل أحمــــد ..... وفرق بينهما ..... وكرر طـــارق حديثه ..... وكــــانت ردة فعل أحمد ... فاجعة : محمود !
تبسم طارق : ايوة ...
اقترب منه .. وأمسكه من قميصه : بتقول وين هو لو أقطك مركز الشرطة اللحين ... هذا الناقص بعد ..
حاول تحرير نفسه ... لكنه لم يستطع .... وإذا به نافع يأتي : شصاير ؟ ليش متجمعين ؟ وأصواتكم طالعة ؟
فمــا أن رأت أميرة نــافع ... حتى ركضت إليه ... ورمت نفسها بأحضانه ..... أخذت تبكي بصوت مرتفع ... وتشكو له طـــارق ....
وصل ضغط نافع أقصى درجة وقال وهو يصرخ : اسمع !! أنا فتحت لك بيتي ... وتناسيت كل الي سويته بأميرة ... ورضيت ولدك تربيه .... مو علشانك .. أو شفقة لحالك ... لأن انت ما تجوز عليك الشفقة حتى .. أنا سويت كل هذا علشان أميرة .... ولا تضن إني كنت جاهل عن حركاتك الوسحة .... بس لأني واثق في أميرة ... وواثق إنها لا يمكن تطيعك في شي ..... فاللحين ... تنقلع من برى بيتي ... وان ما طلعت بكرامتك ... أتصل للشرطة تقطك برى .....
حرر طارق نفسه من أحمد ... واقترب من نافع وأميرة ... وقال لأميرة : يرضيج الي صار ؟
خبأت وجهها بأحضان نافع : قوله يطلع ....
قال له نافع : اطلع برى ...
فقال : ما بطلع إلا اذا جاوبت على سؤالي ....
حاول عادل إخراجه ... حاول أحمد ... لكن ... لم ينفع ... فقالت بين شهقاتها : يرضيني ... عساهم يسون فيك أكثر .... انت الي قتلت اختي ... اطلع برى ...
رأيت على وجهه ... شبح ابتسامة .... وقال : أنا طـــالع .... بس لو يعلقوني على حبل المشنقة .... محمود ما أقولكم عنه شي .........
خرج طـــارق .. وبخروجه ... خرجت روحي ... واعتلت أبواب السمـــاء .....
==

أمـــا منتهـــى ومـــــازن ....

[ مازن ]
لم أكن أرغب بالمجيء إليها ... ولكن .... لم أحتمل ... لا أستطيع مفارقتها ... هي جزء مني ... لا يمكن استئصاله ... وحينما اقول بأنها قلبي الذي ينبض بالحياة .. لا أبالغ ... لا أكذب ... أنتم لم تشهدوا احتضاري ... أنتم ... لم تجربوا احساسي .. أنا أموت .. أتبخر ... أنتهي .... أنا لا شيء ... بدونها ....
وحينما وصلت ... دخل المنزل ... ووجدتها ... جالسة مع أحمد ... كنت سأتراجع .. سأعود من حيث أتيت ... لكنها رأتني ... وليتها لم تنتبه لقدومي ... فقد انتبه هو الآخر ... وقرر الابتعاد ...
صحيح أنه كاد يغشى علي حينما وجدته معها .. ولكن .. أليس هذا ما أوده ؟ أليس هذا سبب طلاقي لها ؟! أنا أحبهـــا ... وأكررها لكم .. أحبهـــا ... ولأنني أحبها أهديتها الحريـــــــة ....
صحوت من أفكــاري وتأملت بوجهها ... عينيها الحزينتين ... الامعتين بالوجع ... تأسرانني ... ووجها الذي يظاهي الحور العين في حسنه .... يرهق فؤادي ... فلا أستطيع مقاومه تقبيبله ...
اقتربت منها ... وهمست لها : اشتقت لج ... من دونج أنا ميت ....
وكأن بكلمتي هذه ... سمحت لجيوش من الدموع أن تهطل .. وتغسل أشرعة الحزن ... احتضنتها ... وأخذت تبكي ..... وشهقاتها ترتفع شيئا فشيئا ... هطلت دموعي معها ... فلا طاقة لي لسماع صوت بكاءها : حبيبتي .. أنا اسف ... اسف وربي آسف .... سامحيني لأني من عرفتج وأنا السبب بكل دموعج ... حبيبتي لا تصيحين ... تراج تذبحيني ...
رفعت رأسها من أحضاني ... وقالت وهي ما زالت تبكي : ليش سويت جذي ؟ ليش طلقتني ؟ بعد ما تعلقت فيك ؟! بعد ما صرت أبيك ؟
أسمتعم ... منتهى تعترف بأنها تريدني .. أتصدقون : من صدقج منتهى ؟! انتي تبيني ؟
هزت رأسها بإيجاب وقالت وهي تمسح دمعها الذي كلما مسحته زاد في الهطول : ايي ... مازن ما عليك من كل الي كتبته ... تراني والله شققته كله ورميته ... ذاك كان قبل ... لكن اللحين لا ... أنا ... أحبك ...
سيغشى علي مرة أخرى .... أبأذناي خلل ؟! أأنا أحلم ؟! : انتي شنو ؟
بكت أكثر وهي تضع رأسها على صدري : أحبك ....
الآن ... ليست هي التي تحتاج إلى المواساة ... وإنما أنا ... أنا الذي يحتاج إلى من يصفعه ليوقضه من حلمه الجميل .... لا أصدق ... عذرا ... يصعب علي أن ابتسم .... بكيت الآن .... فحبها لي ... لم يكن حتى بأحلامي ... كان شيئا أبعد من ذالك ... أمرا من آلاف المستحيلات تحققه !!
وهي من مسحت دمعي : مازن ... مازن حبيبي شفيك ؟
قلت لها وأنا أحاول السيطرة على نفسي : وشنو يصير فيه الواحد ... لما يشوف معجزة جدام عيونه تتحقق ؟! يعني انتي موافقة علي أرجع لج ؟! تبيني برضاج ؟ تبينا نكمل حياتنا ؟ تحبيني ؟
تبسمت : اي ..
سأرقص ... لالا ... أريـــد أن أحلق عاليا .... وأصرخ بأعلى صوتي ... منتهى تحبني ... منتهى قبلت بي أخيرا ..
مضت دقائق ... وأنا جالس معها ... لحين أن خرج عمها .. وحينما رآني .. انصدم : ولك وجه تجي بعد ؟!
تعلثمت : جيت أرجع منتهى ...
فقال : ومنتهى لعبة عندك .. يوم تطلقها ويوم ترجعها ؟!
ارتبكت : حاشاها .. بس أنا طلقتها لمصلحتها .. وأضنك تعرف يا عمي أي كثر متعلق فيها ..
فقال : مصلحتها ؟! إنت ما تعرف إلا مصلحتك .. اطلع برى بيتي .. وأنا مو راضي ترجعها .. علشان تطلقها مرة ثانية ؟
التفت لمنتهى ... وعيناي بهما نظرة الرجـاء .. فقالت : أنا أبيه .. وأبي أرجع له .. وما تقدر تمنعني ..
فقال : وانتي مالج ولي أمر ؟ مالج أحد يحاسبج ؟ إلا براسج تسوينه ؟! قلت لا يعني لا .... أحمد ميت عليج ويبيج .. وتبين هذا ! الي ما عرف قدرج وقيمتج ...
\
[ منتهى ]
أيريد قتلي هذا العم : عمي !! لما كنت أبي أحمد ... رفضت .. وغصب زوجتني بمازن ... واللحين .. لما أبي أرد لمازن .. تبيني آخذ أحمد ؟!
فقال : لأني أعرف مصلحتج وين ... انتي تمشين ورى قلبج إلا كل يوم يرضى على واحد ..
جرحتني كلمته .. لكنني قلت : انت عارف إني ما كنت أرضى إلا بـ أحمد ... ومازن لو ما يحبني ... وشفت هـ الشي بعيونه ... كان ما حبيته ورضيت فيه .... وثاينا .. أحمد مرتبط .... وحتى لو بحاول أرضى فيه ... أكيييد لا ... أخرب حياة صديقتي علشان إنت تشوف إن لي مصلحة !! حتى لو كنت أحبه ... أدوس على قلبي علشانها ...
فقال : هذا آخر كلامي ... ويلله اطلع برى بيتي ....
أتت أمي وقالت : لا ... خلها ترجع لزوجها .... ( اللتفت لعمي ) أنا طول عمري .... أشوفك ظالمها .. وما تدخلت بشي .. وأقول هذا عمها .. وحتى لو كنت أمها مالي حق .... انت شفتها قبل شلون كانت بتموت لما فرقتها عن أحمد ... واللحين مازن .... مستحيل أرضى أشوف بنتي تروح من يدي ... وأظل ساكته .... ( اللتفت إلي ) روحي يمه لمي أغراضج وروحي بيتج ...
فقال عمي : على آخر عمرنا .... تقطين كلامي وراج ... علشانها !!
فقالت له : خلنا نكون منصفين يا عبد الرحمن ... منتهى ما تهنت بحياتها ... دائما سعادتنها تنبتر والسبب إحنا ... خلنا نعطيها الي تبي لو مرة وحدة !! علشان نعيش وضميرنا مرتاح ...
سكت عمي ... وعيناي دمعتا ... اتجهت لأمي ... وبكيت في حضنها ... ولأول مرة .. أفرغ حزني ... وأبكي عندها ... أول مرة ... أشعر بأنها تحبني ...
فقال عمي لمازن : موافق أنا ... بس يا مازن ... خلك ترجعها مرة ثانية للبيت ... دام أنا حي ... ما بسمح لك تردها ...
فقال مازن : أوعدك إني بحافظ عليها ... وما بأذيها وبضايقها .. ولا بخليها تصيح حتى ...
تبسمت له .. وقلت لعمي : شكرا ...
تبسم : ما ابي شكرا .. أبيج تقولين .. مسموح ..
" مسموح " أحقــا أنا صفحت عن كــل ما قام به .... إنها كلمة صعبة ... تعني ... أنني لم أنتقم لوالدي ... لم أنتقم لجميل ... لم أنتقم لأحمد ... لكني .. أدرت وجهي لمازن .. ورأيته يحثني على أن أقولها ... ليمر شريط ذكرياتي .... منذ أن فارق والدي الحيـــاة ... لحين الآن .... لم أجده طيبا معي .. إلا مرة واحدة .. حينما تخلى عني مازن ... أأسامحه ؟! بحب مازن الوليد بقلبي : مسموح ....
ضمني ... وبكيت بحضنه أيضا ^^
[ الحمـــــد لك ربي ...... حمــدا .. لا حصر له ولا مدى ]
الليلـــة ... مضت ... قاسيــة ... على قلوب الكثيرين ... عدا .. عائلة منتهى ....
فلنذهب .... لأم محمــــود ... الجـــالسة ... على مصلاتهـــا .... في عتمة الليل ... قد رفعت كفيها بالدعــاء .... تناجي ربهــا ... بقلب مسكور ... بصوت حزين ... ودموعها على خديهـــــا ...
يا راد يوسف إلى يعقوب ... اردد علي ولدي ....
كررتها مرارا ... ودعت كثيرا ... توسلت كثيرا ... وأضن أنــا ... أنه محـــال ... أن يردها الله ... ولا يستجيب دعاءهــا ... أفلا يقولون ... أن دعــاء الأمهـــات في حق أولادهن مستجــــاب ؟!
\
أمـــــا دعــــــاء ... فكــانت هي الأخــرى ... جــالسة على مصلاة محمود ... هي الأخــرى .. تبكي بحرقة ... وتشكو لخــالقهــا ... فراق محمود ... الشوق القاتل له ... تشكو نفسها الأمــارة ... تشكو ذنوبهــا السابقة ... وترجوا منه .. أن يغفر لهـا زلاتها ... ويرد لها محمودا .. سالمــا ....
خرت ساجدة لمعبودها ..... سجدت مطولا .. ورفعت رأسها ... مسحت دمعها ... وفتحت قرآن محمود ... قرأت عدة سور ... قبلته .. ووضعته محفوظا مكانه ... وضعت رأسها على المصلاة .. أغمضت عينيها .... وارتحلت إلى عالم الأحلام .........
/
أما بيـــان ... فهي منذ أن أتى أحمد ... فحـــالها .. أصبح أسوء فأسوء .... تتقلب على سريرها .... وعينيها لا تكفان عن ذرف الدمع .... سمعت صوت رنين هاتفها ... فتحته متثاقلة ... لتجد رســالة جديدة ... من شخص ... حبه قديم ... متجدد .. دائم ...
لَـيــسَ بِـيَــدي ..!!
إشـتـقـتُ كَـثـيــراً ..!!
والـفِـراقُ بـَـااتـ ..
يـؤلِـمُـنـــــي ..!!
[ شلونج ؟ وحشتيني ]
مسحت دمعي وأرسلت له :
مـن مـتـى تـسـأل عـلـي ؟! مـن مـتــى صــايــر حـنـون ؟!
شــو الـلــي رد الـذكـريـات!! مـن بـعـد مـا إنـتـهـ .. نـسـيـت !!
صـعـبـهـ .. مـو قـادر أصـدق !! لـيـش دمـعـكـ .. بـالـعـيـون ؟!
كــيـف تـطـلـبـنــي حـنـانــي؟! مـن بـعـد مـا إنـتـهـ .. قـسـيـت !!
كـِنـت أول فــي عـيـونـي عــالـي وغــالـي وتــمــون ..
بــس حــســافــهـ .. مــن عـيونـي طـحـت يــوم إنـي بـكـيـت ..
كــنــت أســأل نــفسـي دايـم شــو الـسـبـب إنـهـ .. يــخــون ..؟؟!
مــا تـصـدق لــو أقـول لـكـ .. إنـي والله مــا دريــت ..
وش تــقــول إنــت و تــردد أي مــحـبـهــ .. وأي شـجـون ؟!
كــنــت أدور لـكـ .. عـــذر واآآحـد ولـكـن مــا لـقــيـت !!
رميت الهاتف بعيدا .. وغطيت وجهي .. وأخذت أبكي .... لكن صوت الهاتف ... عاود الرنين ... وبنغمة الاتصال .. موقنة أنه هو .... لن أنهض ... لن أجيب عليه ... فليذهب لمنتهــى ... علها تنفعه !!
\
أما أحمـــــد ..... فكان جالسا في سيارته أمام منزل طارق ... ينتظر عودته إلى بيته ... وحينما لم يسمع منها ردا ... أغلق هاتفه ... وتنهد بضيق ... تضن أنه يكذب .. تضن بأن خـــان ... أفلا تفهم ؟!
واقتربت سيارة مازن من المنزل ... ومعه منتهى .... أغمض عينيه ... لا يود أن يراهما .. لا يود رؤيتها ... يشعر .... كيف أصف لكم شعوره ؟! صحيح أنه لم يقدم لها المساعدة ... لمقابل .... ولكنه يحتاجها الآن ... يريد أن يطلب منها أن تطلب من مازن .. أن يقنع طــارق ... بأن يخبرهم أين هو .....
ولكـــن ... كل شيء ... لا يسمح لها بقول هذا ..... ولا يجد أمامه .. إلا شيء واحد .... هو أن يضع طــارق ... بين خيارين ... الأول .... أن يعترف بمكان محمود ... وإلا ... حيـــاته !
==
جميعكم ... تسئلون عن محمود .. أليس كذلك ؟!
أتودون معرفة ما يقاسيه الآن ؟!
لن أخبركم .... قبل أن أحدثكم الآن .... عن ما يجري الآن ... مع ميثم ... يعقوب ... و طـــارق ... وأميرة ...
وفي منزل أم يعقوب ..........
خرج ميثم من غرفة أخيه ... وهو ثائر ... مكسور .... ويشعر بأنه تلقى أقوى صفعة في حياته ... فتح باب شقته ..... وقال بهدوء يختلف كليا عن البركان المنصهر بقلبه : لميـــاء ....
لم يسمع جوابا ... فتح باب الغرفة الأخرى ولم ... يجدها ..... طرق باب الحمام : انتي هني ؟
لم يسمع ردا ... كرر سؤاله ثانية .. وحينما لم تجيب ... فتح الباب .... وانصدم مما رأى ..... كانت الدماء .. تملأ المكان ... ووجدها على الأرض ... اقترب منها ... تحسس نبضها ... كان ما زال فيها بعض النبض ... يبدو أنه قد غشي عليها .... حملها ... وخرج من شقته .. من الدار ... أخذها إلى المستشفى ... وقالت له الطبيبة بعد أن فحصوا عليها .. أنها قد أجهضت جنينها ....
لم ينصدم ..... صحيح أنها قتلت روحا ... ولكنها قامت بفعل الأكبر من ذالك ... تركها في المشفى ... وخرج .... ركب سيارته ... يريد أن يذهب إلى أي مكـــان ... يختلي فيه مع أوجـــاعه ... يريـــد أن يذهب لمـــكان ... يعطي دمعه فيه الحرية ......
يريـــد أن يبكي ...... أن يصرخ ...... ولم يجد نفسه إلا قد وقف أمام المقبرة .... ترجل من سيارته .... قصد قبر أبيه ... الذي لم يزره إلا عدة مرات .... مدد جسده على القبر .. وأخذ يبكي ... يتقلب ... يتخيل نفسه في أحضان والده .... والده الذي لم يقصر عليه يومـا بشيء ... لكنه رحــل ... رحــل وتركه وحيـــدا ...
وحـــــزم أمرة .... غدا صباحا ... أول شيء سيقوم بعمله ... هو طـــلاقهـــا ... والرحيــــل عن أرض الوطــن !
==

[ أميرة ]

فتحت عيناي ببطئ ... حينما سمعت صوت رنين هاتفي .... ضغطت زر الرد بدون أن أرى اسم المتصل : همم ..
ولم أسمع شيء ... قلت بهمس : نعم ؟
ووصلني صوت لم أميز صاحبه : أميرة ... بموت ...
حككت عيناي .. وقلت : من ؟
فقال : أميرة ... بقولج شي واحـد قبل ما اموت ... اني احبج و ..
قاطعته : طـــارق !!
فقال : عرفتيني ؟! أنا اسف على كل شي .. كل شي سويته لج ... ومحمود ... في الأردن ..
لم أستوعب ما قاله : في الأردن ؟ شوداه هناك ؟
ولم أسمع منه جواب .. فقلت بخوف : طارق .. طارق ..
قال : مازن أمانة عندج ....
بكيت : طااارق ... طارق رد علي .. الو ...
أفاق نافع .. وأخذ يهدأني : شفيج أميرة ؟ شصاير ؟ ليش تصيحين ؟
قلت له وأنا أبكي : طــارق .. طــارق مات ...
قال لي : شكلج تحلمين .. ( ونهض ) بجيب لج ماي ..
أمسكت ذراعه : ما احلم ... ( أعطيته هاتفي ) توه متصل فيني .. ماله صوت .. اتصل له .. يمكن يرد ..
ضمني : ما عليه أميرة ... هدي انتي اللحين .. وأنا بجرب اتصل فيه .....
مسحت دمعي .. وأنا أراه يضغط على زر الاتصال .. وبعد قليل ... وصله الرد .. اللتفت لي : أكاهو رد ..
تبسمت : صج ؟ كلمه .. قوله مات ؟
رمقني .. ثم أعطاني الهاتف : هاج ..
أخذت الهاتف وقلت بارتباك : ألو .. طارق ..
سمعت صوت رجل .. ولكن لم يكن صوته : في أحد يتكلم ....
رفعت نظري لنافع الذي ينظر إلي ... ثم نكسته إلى الأرض حينما سمعت : انتين تقربين له ؟ لو سمحتين تعالي ومعاج الأهل ... لأنه عطاكم عمره ...
قلت ودموعي هطلت مرة ثانية : جذاااااااب ... عطني طارق أكلمه ...
فقال لي : ما عليه .. تصبري .. أكاهم جو الإسعاف والشرطة ... عند .............
سقط الهاتف من يدي .... وككل مرة .... أشعر بالدوار ... أفقد السيطرة على نفسي ... السواد يملأ عيناي .... وأغيب عن الوعي ........
==
ثلاثة أيام عزاء أخرى مرت ....... وطـــارق يرقد تحت التراب ... فهو لم ينجي من حــادث اصطدامه بجدار مبنى .... و ترحم عليه من ترحم .....
الجميـــع أصابه خيــبة أمــل عنيفة ..... فهــو مــات .. ومعه ســر اختفاء محمـــود ... لكـــنهم لم يكــونوا يعرفوا أنه قــد أفشى بعضا من ذالك الســــر لأميرة قبل موته ... ليتخلص من الاثم ... المعلق برقبته .....
وبعـــــد اسبــوع .... دخلت أميرة .. منزل اخوتها .. ومعها زوجها .. وهي تحمل ابن اختها .....
سلمت على الجميع .. فكلهم جـلسوا بانتظــارهــا .. بعد أن أخبرتهم بقدومــها ...
وعادل من بدأ بالكلام : خير أميرة ؟!
تبسمت : خير ان شاء الله ... ( اللتفت لدعاء ) شخبارج اللحين ؟
تبسمت دعاء بتعب : مثل كل يوم ...
سكتت قليلا ... وقالت لأحمد : أنا أعرف وين محمود ......
عم المكـــان الهدوء ... وعقارب الساعة .. وحدها من تثير الضجيج ....
نهضت دعاء من مكانها ووقفت أمام أميرة : تمزحين ؟!
قالت أميرة وهي تمسك كفيها : لا ... ما أمزح .... أنا أعرف مكان محمود ...
خرت دموع دعاء : ووينه فيه ؟ قومي خذيني له ....
قالت لها : ما اقدر ... لأنه مو بالبحرين ....
قال عادل : شدراج انتي بمكانه ؟
سكتت مرة أخرى ثم قالت : طارق الله يرحمه قبل ما يموت .. قالي ...
تكلم أحمد أخيرا وهو ينهض واقفا : شقالج ؟؟
رفعت نظرها إليه : قالي إنه بالأردن ....
قال الثلاثة بصوت واحد : الأردن ؟!
تبسمت : اييي .. هو هناك ... بس ما قالي اكثر لأنه ... ( همست ) مات ...
خيم الصمت ثانية .. ولكن الآن ... شهقات دعاء ... تشارك عقارب الساعة ضجيجها ....
اتجهت دعاء لأحمد .. وأخذت تهزه : قوم خذني له .. خلني أروح اشوفه ... أحمد والله اذا ما خذيتني له بروح بروحي ..
ضمها أحمد ... وهو مشتت الفكر ... يتسائل ... سبب وجــود محمــود هناك !!
فقال عادل : الأردن كبييرة .. وفي وين بنحصله ؟؟
وحينما استنتج أخيرا قال بصدمة : شركة أبوي .....
ناظره الجمع بعلامة استفهام ... فأبعد دعاء عنه وقال لها : اكيييد وليد له دخل بالموضوع ... محمود ما راح باختياره ... ( رفع نظره لهم ) نسيتوا إن وليد ساكن هناك ؟! نسيتوا إنه يدير شركة أبوي ؟ أخذاه هناك علشان يصير تحت عيونه .... بس ... بس ليش ما اتصل لنا محمود ؟؟ ليش مرة وحدة جذي اختفى ؟ ما قال لنا شي يبين مكانه ؟!!
ما زالت العقول حــائرة ... والأفواه مغلقة ... القلوب وجــلة ... لكن : أنا بروح لأبوي اللحين ..
هذا ما قالته دعاء ... فأمسك ذراعها : لا .... اذا درى إن احنا عرفنا ... محمود بصير بخطر ... ويمكن يغيرون مكانه .... ( قال بصيغة الأمر ) انتوا ما سمعتوا شي .... هـ الموضوع يظل سر بينا .. لين ما نلاقي محمود ... ترى اذا انتشر الخبر ... محمود بروح .. وعمرنا ما بنحصله ...

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات