بارت من

رواية وش رجعك -40

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -40

فقلت : ما ادري ... اقولج صاير هـ الفترة أفكر ما ادري شلون ... حتى بيان تقولي ليش بتاخذهم .. ما ادري شلون أقولج .. بس أستانس لما
قاطعتني : فهمت عليك .. تبي تغثني .. وتستانس لما تشوفني ما يهمني هـ الشي .. لأن الي يهمني إنك معاي ...
لم أستغرب جرأتها ... لكن هذا الي كنت أود قوله ولم أستطع : تقريبا ...
فنهضت .. قلت لها : على وين ؟ بعدنا ما تكلمنا ؟
تبسمت : عمار ... صحيح آنا أحبك ... بس ما أبيك تشفق علي .. والي صار .. إنك تشفق علي وبتشبع غرورك بنفس الوقت ...
قلت لها : نجوى فهمتيني خطأ ...
قالت : إلا صح ... بس انت للحين مو فاهم نفسك ومشاعرك ... رجاءا عمار ... اذا حسيت إنك فعلا تبيني ... ومقتنع من هـ الشي .. وباستطاعتك تحارب الكل علشاني .. وما تخجل وانت تقول لي أحبك ... وقتها تدليني ... وأنا ما بقولك لا ....
مشت ... فناديتها : زعلانة ؟
تبسمت : انتظرك ........
غادرت ... وأنا مازلت أحدق ببقاياها هنا ... اللتفت لصغيرتين .. فلم أجدهما ... يبدو أنهما نهضتا لتلعبان .. وأنا لم أنتبه لذالك ... نهضت للبحث عنهما ... وجلست انتظرهما لحين أن تنتهيان من اللعب ... وقلبي يدق بعنف .. أما عقلي ... يأبى التفكير إلا بما قالته قبل قليـــــــــــــل .....
==
[ يعقـــــوب ]
دخلت المنزل ... وأنا مرهق .. بعد ساعات متواصلة من العمل ... فاليوم كان هناك نقصا في العمال .. واطررت للبقاء ... قصدت المطبخ ... وشربت كوب ماء بارد ... وحينما دخلت غرفتي ... كان المكان غارقا بالظلام والبرودة ... كنت سأفتح الضوء ... لكنني رأيت فطوم نائمة على سريري .. غريب ... لم تخبرني بأنها ستأتي ! فقد قلت لها بأنني سأكون بالعمل .....
أغلقت الباب ... ودخلت الحمام .... استحممت بماء بارد لأنتعش ... ثم ارتديت ملابس خفيفة ... ومددت جسدي على السرير ... اللتفت لفطوم ... فرأيتها تغطي نفسها بالـ " اللحاف " استغربت ذالك ... لكنني لفرط التعب .. أدرت وجهي الجهة الأخرى ... وغططت في النوم ......
فتحت عيناي ... على صوت المنبه ... فركت عيناي .. ونهضت بصعوبة ... لا أشعر بأنني اكتفيت من النوم .... قصدت الحمام ... توظأت ... وحينما انتهيت من الصلاة ... ذهبت لفطوم لإيقاضها : فطوم .. فطوم حبيبتي قومي صلي ... الأذان أذن ...
رفعت اللحاف عنها ... وانصدمت حينما رأيتها ! لم تكن ..... لم تكن فطوم ...... بل كانت ... كانت .....
أبعدت شعرها عن وجهها ... وأنا أتمنى أن أجد وجه فطوم ... لكنني لم أرى إلا وجهها .... أغمضت عيناي ... أحاول استيعاب ما أرى ... وفتحتهما ثانية ... لابد وأنني أتخيلها ... لكن لا ... كانت هي ... نائمة بهدوء ... ببجامة حمراء اللون ... أكذب إن قلت أنها تغطي منها شيئا ... وشعرها ...
أدرت وجهي ... وأنا استغفر ربي .... ما هذا ؟! أوصلت بها الحقارة .... أن تنام بجانبي ؟ وأنا الغبي ؟ لما لم أنتبه لها ؟! استغفرك يا رب ....
أيقضتها وأنا مشمئز من نفسي : لميااااء ... يا الوسخة قوووومي ...
فتحت عينيها ... وحينما رأتني ... تبسمت : حبيبي جيت ؟ صار لي مدة انتظرك .. سوري ... غفيت شو...
صفعتها : اقووول انقلعي برى غرفتي ....
انهلت عليها ضربا ... وهي تضحك ... وترمي بنفسها علي ... الحقيقة .. أنني خفت منها ... خفت على نفسي منها ... وقفت للحظات أجمع أنفاسي ... فاقتربت مني ... وأخذت تتلمس بكفها وجهي .. وترفعه لأراها : حبيبي هدي شوي ... أنا ما ابي منك شي ... أبي ليلة وحدة بس ... تفهمني ؟
حاولت ابعاد عيناي عنها ... لكنها ارتمت بأحضاني .... وعطرها ... علق بأنفاسي ... شعرت بأن لا خطوة تفصل بيني وبين الضياع ... رميتها بعيدا عني ... لكنها لم تعد ... أخذت ترقص .... وتحاول اغرائي ...
اقتربت منها ... وأمسكت ذراعها .. رفعت نظرها إلي وهي تبتسم : رضيت ؟
لكنني صفعتها ... وأمسكت كفها ... فتحت الباب لأرميها للخارج ... لكنني انصدمت ... حينما رأيت أخي واقفا خلف الباب ... وحينما رآنا معا ....... انصدم هو الآخـــــــــــــر .............
==
[ بيـــــــان ]
تبسمت : يا عمار الي فهمته من كلامك إنك بديت تحبها ....
قال : بس أنا ما احس إنه حب ؟
قالت : والله ما ادري فيك ... بس بسألك ... هي دائما على بالك ؟
هز رأسه .. فأكملت : وطول الوقت تفكر فيها ؟
قال : اي ...
تبسمت : تتمنى تلتقيها صدفة ؟
ضحك : ايوة ...
فقلت : تغار عليها ؟
سكت قليلا ثم قال : للحين ما جربت .....
فقلت له : اسمعني .... باجر .... راقبها من بعيد ... وشوف شنو تسوي ... وشوفها تختلط مع رجال واجد أو لا ... واذا حسيت انك مضايق .. انها مثلا ضحكت مع واحد منهم أو جذي ... يعني انت تغار عليها ..
فقال : واذا طلع اني عادي ...
قلت له : روح لها ... واعتذر لها ... ولا تعلقها فيك زيادة ...
سكت قليلا ثم قال : بس أنا ما اعرفها ... ابي أسولف معاها ... ابي اعرفها .. فاهمتني بيان ؟
قلت له : وهي عطتك هـ الفرصة ... لكن انت الله يهديك ... ما ادري شلون تفكر ... ليش خذيتهم معاك ؟
قلت : ما ادري .... كان خاطري اشوفها طفشانة ....
قلت : والله ما ينعرف لك ....
رن هاتفي بنغمة مسج ... فتحته وأنا أقول لعمار : فكر زين ..... الحب مو بيدك ... مو انت تقول تبي تحب هذا وتحبه ... لا تستجعل بقرارك ...
تركته يفكر بما قلته .... وأنا قرأ الرسالة التي كان فيها :
سلام عليكم ... آسف إن الوقت متأخر .. بس مطّر أخبرج .. إذا تقدرين أشوفج باجر الصبح في أي مكان تبينه ... عندي موضوع مهم لازم نتكلم فيه قبل ما تسافرين .... أخوج .. مازن ...
استغربت ... مازن ماذا يريد مني ؟ وما هو الموضوع الذي يربطني به ؟ غريبــة !
أرسلت له : هلا مازن ... بس ممكن تخبرني عن شنو ؟ لأني ما اذكر ان يجمعنا شي ....
ليرسل لي : بلا ... فكري زين ... وراح تلاقين .... شقررتين ؟
أرسلت له : اوكي .... على الساعة 10 في .........
وضعت رأسي على الوسادة ... وأنا أفكر بالشي الذي يجمعنـــا أنا ومــــازن ... وبعد دقائق ... عرفت ... أيعقل ؟! أنه يقصد أجمـــــد ومنتهـــــــى ؟!!
[ يعقوب ]
كــــان يضربني ... وأنا لا أتمكن حتى الدفــــــاع عن نفسي ... أمسكت ذراعاه .. وقلت بهدوء : المشكلة ما تنحل جذي يا خوك ... مثل ما انت منصدم آنا بعد ...
صرخ علي : لا تقول أخوي ... ماكو أخو يطعن أخوه بظهره ... عندك فطوووم ... ليش تخوني مع زوجتي ليش ؟
أفقدني صوابي : انت شفيك ؟ ما تفهم ؟ من حلاتها زوجتك علشان أطالعها ؟ وثانيا انت قلتها ... عندي فطووم .. بشنو تبيني أحلف لك إن زوجتك هـي الوسخة إلي جاية لي الغرفة ونايمة على سريري ... أنا راجع من الشغل تعبان وما انتبهت لها ... ولما دريت كاني جرجرتها لبرى .....
قال : لا تغلط على زوجتي ... زوجتي أشرف منك يـالـ ....
رميته على الجدار : حدك عااااااد .... اذا أنا جذاب ... اسأل أمي ... اسأل فطوم ... وخلى يقولون لك عن طهارة زوجتك المصوووون ....
قالت أمي وهي تبكي : بسكم ... تتهاوشون علشان حرمة ؟ طلقها وريحنا منها ... من شفناها والمشاكل ملاحقتنا ....
صرخ هيثم : وانتي معاه ؟ تدافعين عن ولدج ؟ وآنا ؟ اللحين صرت غلطان ! بس صادقين ... آنا غلطان لأني وثقت فيكم وخليييت زوجتي معاكم .... وأنا بعييييييد .. لكن وربي بتندم يـ ..... أنا تخوني ....
صرخت عليه : أقووول الحقها .... الي ما يحترم أمه عمره ما يحترم أحد ... مالت عليييك بس ... تراك مثلها ...
اللتفت لي : بتبلع اللسانك لا أقصه لك ... وربي اذا ما سكت .. المحاكم بيييينا ....
صرخت أمي : بس انت وياه .... تبون تفضحونا جدام العالم .... وين أودي وجهي من الناس ... اسمعني يميثم ... تاخذ زوجتك اللحين وتطلعون من البيت .... وانت يا ييعقوب ... هـ السبوع أبي زواجك يتم .... سامعين !
قلت بصدمة : شنو زواجي ؟ أنا ما بسوي شي بدون رضا فطوم .... عاد أنا الي أخلف وعدي علشان هـ الخمة ....
قال ميثم : الخمة انت وزوجتك .... لو كان فيها خير ما تركتك تدور على غيرها .....
ذهبت له والغضب وصل لآخر مراحله ... إلا فطوم : هيي انت ... احترم نفسك ... تراااااك تعديييت حدودك وآنا ساكت عنك .... كلمة وحدة بس اللحين وأذبحك ساااامع ...
ضحك : خوفتني ... أقول اسكت يا خروفها .....
قلت بقهر : ادخل غرفتك ... الله يحرقكم اثنيكم ان شاء الله .....
صفعتني أمي : لا تدعي على أخوك ... والله تغربلت بكم أنا ...
رفعت كفي .. أتحسس مكان صفعتها ... قلت بصدمة : تصفعيني علشانه ؟
بكت : يا خسارة تربيتي فيكم ... يا خسارة ...
ودخلت غرفتها ... ودخل ميثم شقته مع تلك الوقحة ... وبقيت واقفا مكاني ... أتحسس وجهي .... هطلت دمعة ... ودمعة أخرى ... مسحت دموعي وأنا ادخل إلى غرفتي ..... أحاول أن أقوي نفسي .... تأملت بالغرفة ... رائحتها تملأ المكان ... لما لم أشعر بوجودها أول ما دخلت ؟ سحبت الشراشف ... رميتها في الحمام ... سأتخلص من كل شيء ... كــــــــل شيء ... أشعر بأنني سأتقيء .... أشعر بأن المرض داهمني ... أشعر بضعف .... فقد احتجت لقوة كثير لصدها ..... ستندم .... سيندم ...... سأحطم الدنيـــــــــا على رأسيهما ........
==
[ بيــــــــــــان ]
احتسيت شربة من الشاي ... ثم قلت له : اسمعك ...
مد ذراعه لي بكتاب : قريه ...
قلت له : عن شنو ؟ وليش ؟
تبسم بضيق : اخذيه وبتعرفين ...
أخذت الدفتر ... وقرأت اسمه " زفرات حقــد "
رفعرت رأسي وقلت : بل ! هذا من كاتبه ؟
نكست نظري للكتاب حينما لم أسمع منه جوابا ... وصعقت حينما قرات اسم منتهى ...
سألته : منتهى كاتبته ؟
هز رأسه بالإيجاب ... أخذت أقلب الصفحــــات ... وأقرأ بعـــض الذي كتبته ... احمرت غيناي .... وحاولت حبس دموعي .... فما حاله وهو يقرأ ما كتبته ... ما حال قلبه ؟
رفعت بصري إليه : معقولة ؟
تبسم بسخرية : وأكثر بعد ... هذا ولا شي ....
تنهدت : والمطلوب مني ؟
أخذ الكتاب من بين يدي ... وفتح لي صفحة ... كان فيهـــا ...
[ أحبـــــــك ]
سأغير الروتين ... وسأكتب أحبك ...
وحاولت جاهدا ...
أن أقولها لك ....
لكنها تأبى ....
وتنجرف لغيـــــرك ...
فلا عليك أيتها الكلمة اليتيمة ...
يوما مـــا ... سأبوح بكِ لمن تشائين ...
يوما ما .... سيقولها لكِ من ترغبين ...
انصدمت .... بل اقشعر بدني ... قلبت الصفحة ... وكان فيها ...
[ بدون عنــــوان ]
لا أجــــــد لك عنونا ...
فأنت كنت كل شيء ...
وما زلت كل شيء ...
وستظل كل شيء ... بالنسبة لي ...
أنا لا أحبك يا أحمــــد
أنا لا أعشقك يا أحمـــد ..
أنا لا أهواك ....
بل ... أتنفس هواك ...
ألا تجدني أختنق ؟
ألا تجد رئتاي تشكوان ؟
فمنذ أن رحلت عني ...
وأنــــا في طريقي إلى الموت ......
فلا اؤكسجين حولي ......
كي أتنفسه !
يا اؤكسجين الحياة أنت ....
\
بعــــد يومين ....
كنت جالسة بملل في فناء دار بيت جدتي ... انتظر قدوم فطوم ... فقد تأخرت بالحضور الليلة ... ولا تجيب على هاتفها ... وبينما أنـــــا أفكـــر بمـــا قــــاله لي مازن .... انتبهت لأحد يناديني ... أدرت وجهي لحيث مصدر الصوت .... فكانت ضياء من تناديني ... اشتغربت ذالك ... ماذا تريد مني ... تجاهلتها ... لكنها حينما كررت مناداتي أجبتها : خير ؟
تقدمت نحوي وكان الخوف باديا على وجهها : ما شفتي مريوم ؟ ما ادري وينها !
قلت بملل : لا ... يمكن بالمجلس ...
قالت : رحت المجلس ... مالقيتها ...
فقلت لها : دورتيها بكل مكان ؟
قالت : اييي ...
سكت قليلا .. ثم نهضت : لحظة بشوفها لج برى .....
فتحت باب الطريق ... وجبت ببصري الشارع ... فرأيت أحمد واقفا أمام سيارته ويتكلم بالهاتف ... وحينما انتبه لي أشار لي بيده ...
خرجت لأذهب له .... لكنني قبل أن أصل له ... وجدت الصغيرة تمشي في الشارع ... فغيرت مسيري لأذهب لها ... وأنا أمشي ناحيتها ... سمعت أحمد يناديني : بيــــــــان .. انتبهي سيارة ...
أدرت وجهي للسيارة ... فرأيتها قريبة منا ... احتضنت مريم ... وركضت بها لنهاية الشارع .... وأنا أحاول الإسراع ... سمعت صوت أحمد قريبا منا : بكلمج حبيبتي بوقت ثاني .. باي ...
عندهــــا ... ولد الشك بقلبي ... اللتفت له ... وعيناي تجمع بهما الدمع ... ولم انتبه ... إلا والسيارة دفعتني إلى الرصيــــف ......
لا أعلم كم من الوقت مضى ... لكنني مازلت أتذكر بكاء مريم وهي في حضن والدتها حينما فتحت عيناي ... كان رأسي على صدر أحمـــد ... ورأيت الخوف بعينيه .... كنت سأبكي ... فذراعي تؤلمني ... لكنني حينما تذكرت ما سمعته قبل قليل .... رفعت رأسي ... ونهضت بصعوبة ... أمسك ذراعي فسحبتها .. فقال : تألمج ؟
قلت بهدوء : لا ....
ومشينا إلى داخل المنزل .... وضياء لم تكف عن شكري لأنني أنقذت ابنتها ... لكنني لم أجبها بشيء .. أساسا أنا لست معهم إلا بجسدي ... فروحي دهستها السيارة ... بل ... دهستها كلمات أحمـــد ...
جلست في الصالة مع الجميع .. وأراهم يكلمونني .. فأبتسم لهم .. أود أن أجيبهم ... لكنني لم أسمع ما قالوه ... فتفكيري كله انحصر على مـــا قـــاله لي مـــــازن !
بعــــد ساعة ربمـــا ... اتصل لي أحمد ... أجبته بضيق : نعم ؟
قال لي : انتظرج بالسيارة ...
لا أود الذهاب معه : ما عليه بقعد شوي معاهم وبرجع مع أمي ..
فقال : اوكي ... بس تعالي شوي ..
نهضت مكرهة ... ووقفت أمامه ... وذراعي تؤلمني أكثر ... سألني : شخبارج ؟ صرتين أحسن ؟
قلت له : الحمد لله ... أنا ما صادني شي أصلا !
فقال : أنا بعيوني شايف السيارة دعمت ذراعج ... عطيني اياه ...
قلت له بضيق : انزين ما يألمني ... ماله داعي ...
سكت قليلا ... ثم أمسك ذراعي .. فتأوهت : أحمد والي يرحم والديك مالي خلق !
رفع عينيه إلي : فيج شي ؟ أحسج مو طبيعية ...
سأبكي : ما فيني شي ... ممكن أدخل ؟
سكت ثانية ثم قال : ممكن بس ....
قطع كلامه صوت رنين هاتفه ... أخرجه من جيبه .. وحينما رأى اسم المتصل ... قال لي : اذا يألمج لا تخبين علي ... أخاف صار لج شي ...
لا أحتاج لخوفك هذا : ان شاء الله ... عن اذنك ...
وقبل أن أذهب ... دنى مني .. وطبع قبلة على خدي ... كانت عيناه غريبتان ... بدا وكأنه يعتذر ... فعدت أدراجي إلى المنزل ... ولم يغفل سمعي ... حينما قال : هلا منتهى ... سوري بس ......
دخلت المنزل ... وأغلقت الباب بقوة ... مسحت دمعة رعما عني هطلت ... واتصلت بفطوم ... لكن هاتفها مغلق ....
==
[ بيـــــــــان ]
أغلقت حقيبتي ... وأنا أمسح دمعي .... وقفت أمام المرآة أرتدي شالي .... تناولت حقيبة يدي ... وجررت الحقيبة الأخرى ... أغلقت الباب ... وخرجت لأمي : ماما .. أنا ماشية ....
قالت لي : خلينا نوصلج للمطار .... ما يصير تروحين ج...
قاطعتها : ما عليه ماما .... كفاية أنا متأخرة على الطائرة .. وأنا كل يوم والثاني مسافرة ... اذا برد ... أبيكم كلكم تنتظروني بالمطار ...
احتضنتني أمي : بتوحشيني .... البيت من دونج مظلم يبيان ... تحملي بحالج ... وكلي زين ووو ..
قبلت رأسها : تامرين أمر ماما ... وانتي بعد ... انتبهي لنفسج ... واشربي دواج ... وسلمي على فطوم ... وقولي لها اني زعلانة منها ....
تبسمت أمي وهي تمسح دمعها : ان شاء الله يبنيتي ... هذج اختج .. تزعلين عليها ؟
قلت بضيق : انتي قولي لها ... وهي بتعرف ....
قبلت الصغيرتين .. ثم اللتفت لها وأنا أحاول التكتم على شهقاتي ودموعي : ادعي لي ....
قالت : أمنتج الله ورسوله ياروح امج ... الله يردج لي سالمة ...
ركبت السيارة ... ثم اللتفت لعلي : شتنطر ؟ تحرك ؟
رمقتني قليلا ... ثم حرك السيارة ... قلت له : علاوي اللحين انت رجال البيت ... والليسن وأخذته ... السيارة وعندك ... لا تقصر على أمي وخواتي بشي ... أعتمد عليك ؟
تبسم : اعتمدي ...
قلت له : الله يخليني وأشوفك معرس ..
ضحك : بعد ما اشوف ولدج الكبير معرس ...
رمقته : اختك الكبيرة أنا ... لا تطيح الميانة وياي ...
قال : عدااال يالكبيييرة ... ما اقدر أنا ...
أدرت وجهي للنافذة ... ومسحت دمعا كثيرا ما يعصي أوامري ... وحينما رأيت المطار ... تنهدت براحة ... وصلنا ... جر حقيبتي ... وأنهينا الإجراءات ... ضممته ... ودعته ... ودخلت إلى الداخل ... أدرت وجهي للوراء أبحث عن عمار ... لكن .. يبدو أن عمـــار هذه المرة لم يأتي كما في كل مرة .....
\
والشيء ... الذي لا تعرفه ... أنه كــــان واقفا ينظر إليها وهي تختفي بين النــــــاس ... وهو مستغرب ... سفرهـــا غير عادي ... فبالأمس قررت السفر ... واليوم صبـــــــــاحا غادرت ....... أود أن أكلمها .... لكنني موقن بأنها لن تقول شيئـــــــــا ..........
/
[ أحمــــــد ]
خرجت من سيارتي ... واللتفت لعمار الذي سيدخل المنزل : ناد لي بيان ..
رمقتني قليلا ... ثم قال : ليش ما دريت ؟
قلت له : شنو ؟
قال : بيـــــان سافرت ...
قلت بصدمة : سافرت ؟؟ متى ؟ وشلون ما عندي خبر ؟
رمقني ثانية : يا ويلك لو أعرف إن صار لها شي .. ترى نهايتك على يدي ....
دخل المنزل ... وأغلق الباب ... وتركني واقفا مكاني تتلاعب بي الحيرة ....
عدت أدراجي .. وأغلقت السيارة ... فتحت هاتفي ... وقرأت الرســالة ثانية !
==
فكم أتوب ... وكم أعـــــــود ... أما آن لي أن أستحي من ربي ؟!
؟
،.
نهــــــــاية الجــــــــزء الثلاثون ...

[ 31 ]
أحبك ....
بدم القلب ... كتبتها ...
[ احترت كثيرا ... بمن أفتتح الجزء الأخير ... ولكنني توصلت أخيرا ... مثلما افتتحت الجزء الأول بمنتهى .... سأختمه بها ^^ ]
فنلذهب لمنتهى .... ولنستمع لهـــــــــــا ...
كنت جالسة أمام حوض السباحة كعادتي ... أضع قدماي في الماء ... حينما اتصل بي أحمد ... أجبته بهدوء : صباح الخير ...
وصلني صوته : صباح النور ... شلونج اليوم ؟
تنهدت بضيق .. وما عساه يكون حـــالي بنظركم : الحمد لله ... اليوم أحسن ...
سكت قليلا ثم قال : منتهى ... سافرت بيان ....
قلت بنفس الضيق : مو كنت بتروح معاها ؟!
فقال : ما ادري شلون سافرت ... كل شي صار بسرعة ... احنا كنا متفقين بعد يومين رحلتنا ... كنت حاط في بالي أشياء واااجد مخطط لها ... كنت أبي اعوضها عن غياب محمود ولو ليوم واحد .. بس ما صحيت اليوم ... إلا على نغمة مسج ... فتحتها وكانت منها ... رحت بيتهم ... إلا عمار يقولي إنها سافرت ... وهو بنفسه شاك في أمرها ... منتهى تتوقعين شنو فيها ؟!
أبعدت الهاتف عن أذني للحظة ... استنشقت كمية من الهواء تكفيني : يمكن سمعتك تكلمني وتضايقت ؟ اتصل فيها وحاول تشرح لها ...
فقال : اتصلت فيها ما ترد ... شكلها مسكرة تلفونها ...
فقلت : حاول مرة ثانية ... واذا ما ردت سافر لها ... وراضها .. ترى ما في أغلى من بيان ...
سكت لبعض الوقت ثم قال : ضايقتج صح ؟!
قلت بسرعة : لا ... وأنا اقد أضايق منك ؟
فقال : منتهاي ... لا تخلين بخاطرج شي ... مازن ترى وربي سواا الي سواه لأنه يحبج ....
تجمع الدمع بعيناي بمجرد أن ذكر اسمه : سكر هـ السيرة ... لا تغثني من صباح الله خير ...
فقال : اوكي .. بس تحملي بحالج ... وأنا بمهل شوي وبتصل اطمن عليج ... اذا صار لج شي لا تستحين ... دقي علي اوكي ؟
تنهدت : ان شاء الله ...
أغلقت هاتفي ... ومسحت دمعي الذي هطل رغمـــا عني ... وبينما أنا أبحر ببحر أفكاري ... سمعت صوتا خلفى يناديني .. اللتفت .. فكان عمي ... لم أجبه ... فجلس بجواري وقال : شلونج اليوم ؟
قلت له وأنا لم ألتفت إليه : الحمد لله ...
أخذت أحرك قدماي بالماء ... فقال : انا اسف حبيبتي ... وربي ما ادري شلون اكفر عن غلطتي ... مازن يحبج .. ولو ما كان يحبج ما عطيتج اياه ...
أدرت وجهي له ودموعي هطلت ثانية : يحبني ؟ والي يحب يسوي بحبيبه جذي ؟ ( مسحت دمعي وقلت بضعف ) ليش جذي ؟ ليش كلما أتعلق بشخص وأحبه يروح عني ؟! أبوي أول شي ... قتلته وخليتني أعيش بدونه ضايعة ... بعدييين أحمد ... وجميل ... ودخلت مازن غصب بحياتي ... ولما ملت له ... وحسيت نفسي شوي شوي قاعدة انسى أحمد .... يطلقني ؟! يطلقني وفي بطني ولده ؟!
ضمني إليه ... وأخذت أبكي بصوت مرتفع ... وأنا أتمنى .. من كل قلبي ... أن تقيض روحي ... وتنتهي سنين غذاباتي ... مللت أنـــا من هذه الحيـــاة ... مللت من رحيل أحبتي ... مللت من تركهم إياي وتخليهم عني ... بت أمقت الجميع .. بت لا أثق بدوام شيء أحبه ... فصدماتي .. الواحدة تلو الأخرى ... أثبتت لي ... أن السعادة ... أمر مستحيــــــــل !
\
بمكــــان آخـــر ... في منزل آخــــر .. نجـــد مـــازن .... قــد أغلق الباب عليه ... لليوم الثالث ... منذ أن حرر منتهى ... فباتت .. ليس ذاك السكن ... الذي يكمن فيه ... ولم تعـــد ذرات الهواء .... التي يتنفسهـــا ....
فتح علبة سجارة جديدة ... بعدما نفذت التي قبلها ... أشعلها .. وأخذ يسلي نفسه باستنشاق مخلفاتها .... تأتيه نوبة سعال تستمر لدقائق ... لكن هذه النوبة ... سرعان ما تتوقف ... ويعـــود لعمية انتحـــاره ... أو موتـــه البطيء ... فهو مقتنع تمـــاما ... أن لا حيــــاة من دون منتهـــى .... وهو لم يطلقها ... إلا ليصحح خطأه ويتركها تختــــار طريقها بنفسهـــا ... حررها لأنه يحبهـــا ... لأنه وجدها تكره سجنه ... ولأن قلبها أبى واستكبر ... ولم يخضع لروحه التي توسلت لها بشتى الوســـائل ....
انتهت السجــارة ... فأخرج أخرى ... وفعل كما فعل سابقا .... تكررت نوبة السعـــال ... لكنها كانت أطول من التي قبلها ... دهس سجارته ... ودخل الحمام ... ليغسل وجهه ... ويطرد ذكــرى ذاك اليوم ... عن مخيلته ....
.
.
تبسمت : وشنو هديتي ؟!
تلاشى الفرح من قاموسه ... أساسا منذ اليوم الذي اتخذ فيه قراره ... وهو لم يعـــد يرى أطياف للفرح : توقعي ؟!
قالت : امممممم .. هـ الظرف أكيييد فيه تذكرة سفر ...
صمت قليلا .. يفكــر بما قالته ... نعم ... صدقت ... فهي رحلة سفر ... لكن هذا السفر .... أبدي ... قطعي ... لا تراجع فيه ... ولا نهـــاية له : ايوة .. مثل ما توقعتين ...
فقالت : ولوين ؟ اممممممم أكيييد للهملايا ؟!
وأخذت تضحك ... والصدمة مخرسة عقله وجوارحه ... الهملايا ... كيف نسيت أنها تعشق تسلق الجبال ... لما لا ألبي لها رغبتها ثم أصدمها بالحقيقة ... لا لا .... سيكون فراقهــا أصعب : لا ... لمكان ما تتوقعينه ...
فقالت : عطني الظرف ... حمستني ...
وقبل أن يعطيها الظرف قال : ترانا ما بنسافر مع بعض ... انتي بمكان ... وأنا بمكان ....
فقالت بضيق : ليش ؟!
سكت قليلا ... إلى أين هو سيرحل ؟! إلى الجحيم ... إلى القبـــر ... فالحياة من دونها ... أشبه بذالك ... وهناك .... لا يمكن أن يكونا معا ... مد كفه بالظرف لها ... واتجه نحو النافذة ... لا يود أن يرى سعادتها بخلاصها من قيده ....
لكنه .... لو اللتفت ... لو أدار وجهه لبرهة .... لرأى فرحتهــــا تحولت إلى خيبة أمل ... لوجد أن روحها اختضرت للمرة المليون ... لكنه أدار وجهه ناحيتها ... بعــد فوات الأوان ... بعــد أن رأى دموعها غسلت خديها : ليش ؟!
ظن أنها دموع الفرح ... دموع النصر .. فقال بسخرية أيضا : علشان تروحين لأحمد ... مو انتي تبينه ؟! مو انتي تكرهيني لأني خذيتج منه ؟ مو انتي تحلمين من زمان إنه يكون مكاني ....
وما زالت هي تحت تأثير الصدمة : وولدك ؟
ظنهـــا ... تريد الخلاص من طفلها الذي بأحشاءها ... في سبيل أحمد : هـ الكثر مستعجلة ؟! لا تخافين ... ما باقي عليج شي وتولدينه ... وصبري كم شهر العدة وبعدين بتكونين له ....
أغمضت عينيها .... تستوعب ما تسمع : من صجك ؟!
توقع أنها من فرط السعادة .... صعب عليها تصديق ما قاله : لا حبيبتي ... صدقي ... هذي أغلى هدية بالنسبة لج .. ولأني أحبج ... أعطيتج إياها ...
صفعته ..... لا تستغربوا .... فمنتهى الهادئة .... حينما تثور .... تقوم بأكثر من هذا .... وضع كفه على خده ... يتحسس موضع الألم ... فرغم أنه لم يشعر بألم بخده ... إلا أن قلبه .... هشمته بصفعتها .... بعدما ... أرهقته بتمردها وعصيانها ...... لم ينفعل .... لم يصرخ ... لم يرد عليها تلك الصفعة .... إلا أنه همس : لمي أغراضج ... وردي بيت هلج ...
وخرج من الغرفة ... بل خرج من المنزل كله ... ولو كان بمقدوره أن يخرج من هذا الكوكب ... من هذه الحياة ... لفعل .... ولم يدري عنها ... ولا عن وجعها ... ولا عن بذرة مولودها .... الذي انهـــاه ... قبل أن تعترف فيه هي حتــــى !!
أمــــا هي ..... فرمت نفسها على السرير .... أخذت تبكي ... وتشهق بكل ما لديها من قوة ... أخذت ترمي بكل شيء ... تكسر كلما ما يقع عليه بصرهـــا ...
وانقضت ساعة ... وهي هائجة ... وحينمـــا ارهقت ... وآتعبها جنينها .... جلست تهدأ قليلا ... وتمسح دمعها الذي كان هو سببا كما كل مرة ... في هطوله .... وبعــد ساعات ... جمعت حاجياتها .... وانتبهت لدفترهـــا ... قطعته صفحة صفحــة ... لكنها انتبهت ... لكتـــاب أسفله ... تناولته ... وكان اسمه " زفرات حقــد " ... تجمع الدمع بعينيها ثانية ... وفتحت الصفحة الأولى ... لتقرأ ... اهداءا ... منه لهـــــا ...
{ اهــداء }
اعذريني ....
لأنني أحببتك ...
و اعذريني ...
لأنني حرمتكٍ ممن تحبين ..
اعذريني ...
لأن كل منـــاي كـــان هو قلبك ...
واعذريني ...
لأن عشقكِ أعماني ... فلم أعــد أبصر منى قلبك ...
اعذريني ...
لأنني لم أهديكِ شيئا غير الأوجــاع ..
واعذريني ..
لأنني لأنني وجدت في الوجـــع أنتِ ...
فغاب عن ذهني ...
أنكِ منهــل للفرح ... عنــد غيري ...
أغلقت الكتاب ... ورمته في حقيبتها وهي تحاول أن تجمع شتات نفسها ... وترحـــــل !
==
الأوضـــاع انقلبت رأســـا على عقب ... وانعدم الهدوء الذي يسود البيت عادة ...
في منزل يعقوب .... جلست الأم تبكي : وينك يا بو ميثم تشوف عيالك شلون ما لي كلمة عليهم ولا يحترموني ... وينك تشوف تعبنا وشقانا وتربيتنا لهم ماله نتيجة ... قلت لي بيكبرون وبتعمدين عليهم ... وينك تشوفهم يتهاوشون ما كأنهم أخوان وو ...
ضمتها فطوم وهي تبكي : خلاص خالة لا تصيحين ... قومي معاي البيت ...
مسحت دموعها بشالها : ما اني طالعة من بيتي ... خلهم هم الي يطلعون .... ( وصرخت عليهم ) بس .... ما كفاكم ؟ صار لكم كم يوم على هـ المنوال ؟ سكت عنكم قلت بينسون السالفة وبيعلقون ... شكلكم ما بتعقلون إلا اذا طردتكم من بيتي ....
صرخ ميثم على أمه : أنا ما انا طالع من البيت ... خله هو الي يطلع ....
فرد عليه يعقوب : اسكت ولا ترفع صوتك على امك ....
قال له : انت تسكتني ؟
ارتفع صوت يعقوب : واصفعك بعد .... ثقالة دمك .. وحرمتك الي ما تنبلع ... هذا الناقص بعد ... ترفع صوتك على امي .... تضن بسكت لك ؟ اشوف كلمها بأدب احسن لك ....
وقبل أن يجيب ميثم ... نهضت الأم ... وفرقت بينهم ... وقالت : اثنيكم برى .... ما ابي اشوفكم ... وأنا غضبانة عليكم ليوم الدين ... وإياني وياكم اشوفكم راديين البيت ...
قال ميثم : البيت مو بيتج بروحج ... مثل مالج لنا ... ولا هذي من ألاعيبج انتي وولدج علشان تطلعوني من البيت وتستانسون على كيفكم مثل ما سويتوا بباقي حلال ابوي ؟
فتحت الأم عينيها بصدمة : هذي آخرتها ؟! قول انا حرامية وخذينا حقك بعد ؟!
قال : ايييي .. حرااامية ... حرامية ... شفتوني مو بالبحرين .. وسويتوا الي يعجبكم ...
تكلم يعقوب لكن أمه أسكتته وهي من أجابت : وليش ما جيت لما سمعت ان ابوك مات ؟ ليش ما جيت على الأقل ثلاثة ايام الفاحة ورديت ؟ الغرب وصلونا ؟ وانت ما كأن لك أهل وعايلة ؟ ما كأن أبوك الميت ؟!
قال : اترك دراستي وشغلي علشان اجي اوقف بالفاتحة يسلمون علي الرايح والجاي ؟ يمه ! الحزن بالقلب ... مو بالحضور ... ولو جيت ؟! شنو بسوي مثلا ؟ بترجع لأبوي الروح ؟ وبيرد من قبره ؟!
أخرست صدمة الأم بولدها لسانها ... ولم تجد ما تقوله ... أهذا بكرها ؟! أهذا ولدها الذي باعت الغالي والرخيص في سبيل تحقيق رغبته بالإلتحاق بالجامعة التي يحب بالكويت ؟ أهذا ولدها الذي احترق فؤادها لسنوات ... وهي تنتظر عودته ... وحينما عاد .... شعرت بأنها تمتلك الدنيا وما فيها ... ولم تعد بحاجة لشيء غير بقاءه بإحضانها ؟ أهذا سندها ومعيلها ؟!
شعرت بدوار برأسها ... وأسرعت لها فطوم لتسندها .. أجلستها على المقعد ... وركضت نحو غرفة خالتها لتأتي لها بإبرة السكر ودموعها على خديها ....
جلس يعقوب أمام أمه يحاول مواساتها ... لكنها طلبت منه الإبتعاد .... أعطتها فطوم ابرتها .... وبعد أن غرزتها بجسدها .. ساعدتها لذهاب لغرفتها ... وبعد أن أغلقت الباب سألها يعقوب متلهف : شخبارها ؟
رمقته بألم .. وغيرت مسار نظرها إلى ميثم ... الذي رسم الخوف على ملامحه بدقة ... وزوجته تقف أمام باب غرفتها .. تنظر إلى ما يحدث بسخرية ....
كـــانت تود أن تصرخ بهم ... أن تعنفهم ... انهم ... لا يعرفون قيمة أمهم : اذا صار لخالتي شي ... وربي .. بقول للكل .. انكم السبب ... أنا ما شفت ناس ما يحبون أمهم مثلكم ... تعرفون خالتي مريضة بالسكر ... والمفروض ما تنفعل وتحتاج راحة ... تتهاوشون جدامها ؟ يعني ما تعرفون تحلون مشاكلكم بهدوء ؟ ( اللتفت ليعقوب فنكس رأسه ) يعني ما تعرف تصير أحسن منه ؟ يعني ما في طريقة ترد فيها اعتبارك وإنك مالك ذنب بالي صار غير هذي ؟ ( اللتفت لميثم ) وانت يا ولد خالتي .... أبدا ما توقعتك جذي ... وللحين مو مصدقة كل الي قلته ... أمك تبوقك ؟ لو أخوك قلنا ما عليه ... بس في أحد أغلى عند الأم من ضناها ؟! خالتي الي طول ما انت مسافر تنتظر ردتك متلهفة ... تجازيها جذي ؟ ما عاتبك على ولا شي ... ولا سألتك ليش ما كنت تزورها لو في السنة مرة .... ما شكت لك قلة اتصالاتك ... علشان ما تضايقك ... وشنو جزاها ؟! نكران ! جحود ! وزيادة عن هذا ... تتهمها انها خذت حلالك ؟ كلنا نعرف إن زوج خالتي الله يرحمه من قبل ما يموت كتب البيت باسمها .... ( ثم أدارت وجهها ناحية لمياء ) عجبج الي صار ؟ استانستي اللحين ؟! سويتي الي تبينه ؟ فككتي عايلة كانت قلوبهم كلها على بعض ؟ بس بسألج ... شنو استفدتي ؟! ميثم ما يملك شي علشان يعطيج ... والي تبينه من يعقوب من زمان ... عمرج ما بتحصلينه وأضن الي صار قبل كم يوم يأكد كلامي ... ولا خالتي ... إلى تعتبرج مثل بنتها ... تقول غريبة وما عندها أهل هني عاملوها كانها وحدة منكم وفيكم ... جذي تجازينها ؟!
سكتت ... والصمت عم المكان ... مسحت دموعها .. وقالت : أنا ما بتكلم أزيد .... بس بقولكم شي ... اذا تبون خالتي تبقى لكم ... اذا تبونها تعيش وتشوف عيالكم .... لا تعيدون المهزلة الي مسوينها من كم يوم .... بس خلاص ... احنا تمللنا .... وخلى واحد منكم ... يكسر عناده ويطلع من البيت ... اذا كنتو تشوفون نفسكم مو قادرين تتحملون بعض ... أما اذا كنتون تبون أمكم .. وتبون تقعدون عندها ... وكل واحد يبي يخدمها ولو تطلب عيونه ارخصها له ... تنازلوا شوي ... كل واحد فيكم يقعد مع حاله ويشوف نفسه في شنو غلط ... حاسبو نفسكم اللحين ... أحسن بعد ما تحاسبونها لما ما ينفع الحساب ! واذا استمر الوضع جذي ... بكلم جدتي ... وخيلاني ... وبقولهم غصب .. يطلعونكم من البيت .... اثنينكم ....
==
[ طـــارق ]
وقفت أمام الباب ... انتظرها تأتي وتفتحه لي ... بعــد دقائق أتت : مسامحة تأخرت .. بس كنت أدور المفتاح ...
تأملت وجهها الذي حينما أراه .. أنسى نفسي ... أنسى همومي : صبـــاح الخير ...

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات