رواية وش رجعك -3
أشرب شرفة من العصير .. وأنا أنظر إليه .. ربما تستغربون .. أجل .. كلامكم صحيح .. أنا أعشق هذا الرجل .. وستصدمون أكثر .. لو أقول لكم بأنه هو أملي الوحيــد في هذه الحيــاة ..
وقطعت أفكاري .. حينما رأيتهما تتقدمان نحوه .. وهو يلتفت إليهما ويبتسم بإعتذار إلى تلك البيان .. يا ربي .. ماذا تفعل عنده ..
نهضت .. مهلا .. ماذا أفعل أنا ؟ لن أتركها تأخذه مني ..
اتجهت إليهم .. وأنا أبتسم لأحمد .. الذي ابتسم لي .. وأدار بوجهه نحوها وأخذ يقول لها بعض الحديث .. أيعرفانها ؟ يا ربي .. أكرهها ..
وصلت إليهم .. والتفتوا إلي جميعا .. ففتحت عيناها بصدمة : دعـــااء ؟؟
ابتسمت بسخرية لها : لا خيالها ..
التفت إلي أحمد : تعرفينها ؟
بضيق قلت : هذي إلى قلت لك عنها اليــوم ..
==
كادت دموعي أن تتجمهر في عيناي .. ماذا تفعل بجانب أحمد ؟ هلا ابتعدي ياذات الشعر الأشقر ..
التفت لمحمود وقلت بضيق له : محمود .. تأخرنا .. فطوم قالت لخالتي ما بتتأخر ..
التفت نحو أحمد : طيب .. أخليك اللحين .. أشوفك بكرة ان شاء الله .. ما أوصيك ..
ابتسم إليه أحمد : وأنا بعد .. ( والتفت نحونا ) تصبحون على خير ..
بصوت واحد قلنا : تلاقي خير ..
مشينا خلف محمود .. وقلبي وعقلي ينتظران تفسيرا لما حدث .. وأجبرت على النظر إلى الخلف .. لأراه ماسكا كفها ويمشيان !
أعدت بصري إلى الأمام .. ونبضي مطرب .. عيناي تشتعلان حرقة .. طمعا في ذرف بعض الدمع .. وكل شيء في مبعثــر !
ليقطع علي خلوتي صوت محمود : ما قلتي لي إنج تعرفينها ؟
بغضب قلت : وانت شلون تعرفها هـ ..
محمود : لا تسبين .. هذي اخت أحمد ..
هذي اخت احمد ..
هذي اخت أحمد ..
هذه الجملة تكررت بعقلي كثيرا .. لحين استيعابها .. وكأنها بمثابة الثلج البارد .. الذي يوضع على الجرح النيئ فيشقى !
استيقظت من نومي .. نهضت من على سريري .. عملت الشيء الروتيني من استحمام إلى أن ارتديت عدساتي .. وجلست على طرف سريري .. بعد أن تناولت هاتفي ..
مصممة أن أنفذ ما خططت له .. وليحدث ما يحدث ..
ومن أول رنة أجابني : منتهـــى ؟
همست له : مـــازن .. أنا تعبانة ..
سمعت صوته الخائف : تبيني أجيج ؟
هززت رأسي بالنفي وكأنه يراني وقلت : عندي طلب .. اذا تحبني مثل ما تقول بتحققه لي ..
قالها بلهجة كرهت نفسي بعدها : آمري .. تدللي .. عيوني لو بغيتها عطيتج إياها ..
أغمضت جفناي .. مهلا .. أحمد .. هنـــا .. لا تتسرعي ..
أيقضني صوته : منتهى ؟؟
بتصنع قلت : مازن أنا ..
بخوف : انتي شنو ؟
أجبرت نفسي ونطقتها : أح ... أحبــك ..
لم أجد منه جوابا .. وأغلقت هاتفي .. فلا طاقة لي على خداع نفسي أكثر ..
==
أخربش بدفتري .. يعقوب .. يعقوب .. وأنظر نحو الدكتور بملل كبير .. ألتفت يمينا ويسارا .. لتشد انتباهي تلك الفتاة الغريبة الأطوار .. التي قليلا ما تحظر المحاضرات .. كانت شاردة الذهن .. وتلعب بخاتم وضع في ابهامها .. تأملتها .. شكلها .. يجذب الناظر .. ولكني غضضت بصري .. بعد أن لاح لي طيف تلك الصغيرة !
لنسمع صوت " آآآخ " اللتفت الجميع لمصدر الصوت وأنا منهم .. لأجدها تضع رأسها على الطاولة .. وصوت الدكتور الصارخ أجبر الجميع للنظر أماما ..
ناداها مرارا .. لكنها لم تستجب لنداءاته .. ولم ترفع رأسها .. لا أعلم ما الذي دفعني للنهوض .. والمضي إليها : لو سمحتي .. لو سمحتي ..
التفت للدكتور : شكلها موب بوعيها ..
تقدمت إحدى البنات واتجهت نحوها .. رفعت رأسها بصعوبة .. ومثلما توقعت .. كانت فاقدة الوعي !
مدت لي إحداهن بعلبة عطر .. رششت جانب أنف تلك الفتاة .. وكبت عليها احداهن ماءا .. لحين أن أفاقت ..
و انصعقت حينما لم تفتح عينيها .. بل همست : يصير توصلني لسيارتي .. ما أقدر أفتح عيوني ..
استأذنت من الدكتور .. أمسكت حقيبتها .. وكفها .. وقدتها لحينما أشارت ..
وصلنا لسيارتها السوداء .. وطلبت مني أن أستخرج المفتاح من حقيبتها .. بحثت عنه من بين حاجياتها .. وما إن عثرت عليه .. فتحتها بالرموت .. وطلبت منها الدخول .. وقبل أن أغلق الباب : تقدرين تمشين ؟
ابتسمت وهي ما زالت مغمضة عينيها : أي .. مشكور .. تعبتك معاي ..
سألتها بعفوية : شسمج ؟
همست : منتهى ..
ابتسمت لها : تحملي بنفسج منتهى ..
وأغلقت الباب .. كان الفضول ينتابني .. كيف ستقود السيارة ؟ وعينيها مغمضتين !
لم أبتعد .. وانصدمت حينما رأيتها .. تفتح عينيها .. وتقوم بنزع العدسات الاتي يبدو أنهم تحركو من مكانهم .. وفوجئت بلون عينيها !
==
أرخيت رأسي على مقعد السيارة .. وابتسامة عالقة على فمي .. لا أود إزالتها .. كنت فرحة .. فصحيح أن رؤية تلك نغصت علي سعادتي .. لكن هذا لا يعني بأن أبتر سعادتي لأجلها ..
بل .. إنه لا يهمني إن كانت أخته أم لا .. يكفي أنني أحبه .. ولو طلب مني أن أحبها .. لا مانع لدي .. يكفيني أن يكون راضيا عني .. يكفيني أنه لي وحدي ..
تنهدت بارتياح .. فبعد أن رأيتها معه .. انتابتني بعض الشكوك .. وظننت بأنها على علاقة به ..
وقطع علي أفكاري صوت رنين الهاتف .. أخرجته من حقيبتي .. لأفاجئ بالمتصل .. التفت نحو أحمد : منـــى ..
وبسعادة صادقة : هلا منوي ..
أجابتني بهدوء : هلا دعوي ..
بنبرتي تلك : شلونج ؟ مرتاحة ان شاء الله ؟
استشعرت ابتسامتها : اي .. الحمد لله ..
التفت نحو أحمد الذي يود أن يتناول الهاتف مني .. فهمست لها : اهتمي بنفسج .. أحمد يبيج ..
أخذ أحمد الهاتف ورسم على شفتيه بسمة : شخبارها القاطعة ؟ الحمد لله .. كلنا زينين .. ما ناقصنا إلا وجودج .. ههههه .. أمزح ؟ بذمتج ؟ اييي .. في هذي انتي صادقة .. ارتحت منج شوي .. بس تصدقين .. ودي تطفشيني وتتهاوشين وتتذمرين بس ما تروحين عنا .. صدق ما تنعطين وجه .. قلبي وجهج .. سخيييفة .. على الصفحة الأخيرة زين .. فارقي .. بيباي حبيبتي ..
أغلق الهاتف .. ومد ذراعه لي .. وضعته بحقيبتي .. وأنا أنظر نحوه .. كم هو غريب هذا الأحمـــد .. وكم أعجب لتصرفاته .. وطباعه .. و ..
==
ما إن حطت قدمي أرض الدار .. وإذا بي أسمع صوت الهاتف .. وكان المتصل .. ذاك ذي الصوت الذي يسبب لي التشاؤم لا غير !
بهدوء أجبته : السلام عليكم ..
أجابني : وعليكم .. بسرعة تعال الشركة ..
بضيق قلت : شنو بعد ؟
قال لي : أبو وليد طالبك في شي مهم ..
بسخرية قلت : متأكد منصور ؟ تراني ما آمن لكم بعد ذاك اليوم ..
أجابني بسخرية هو الآخر : ليش تخاف ؟
بهمس رددت عليه : تخسى ويخسى الي يفكر يخوفني ..
==
همسة : الهي .. لك الحمد وحـــدك ..
,
.
؟
نهاية الجـزء الثالث ..
السـلام عليكم والرحمة ..
تقرأون في الجزء الرابع :
صرخت بأعلى صوتي وأنا أطرق الباب بعنف : افتحــــــي .. افتحــــي ..
*
" أحذرك تقترب من هـ الحيوان .. ولا راح تلاقي شي ما يعجبك "
*
غمزت لها : نو نو .. أخاف تطيحين ومحد يمسي علييييج ..
*
ضحكت هازئا : لا تقولي حبيتها ..
*
ألقى على نفسه نظرة وصرخ بي : يالخاااااااااين ..
*
زادت نوبة السعال .. لحين أن فقدت القدرة على مسك القارب .. وتهاوى جسدي في الماء البارد ..
*
أخذت أضربه .. أرفسه .. أرغب بأن أتخلص من يديه .. عضضت يده بأسناني .. فصرخ متأوها وركضت خارج المنزل ..
*
تبسمت له : تراني تربيتك يبه .. آمر .. شنو بغيتني فيه ؟
*
اشكر لكم مروركم ..
انتظروني ..
=]
[ 4 ]
لــن أقول
[ آلمت قلبي ]
ولا
[ بدأ الجرح بالنزف ]
لن أنظر إلى عينيك
[ بانكسار ]
ولن أعترف بأن روحي
[ ارتعدت ]
حينما شعرت بوجودك ..
لن .. ولن .. ولن ..
فقط !
سأصرخ بصوت
[ مرتفع ]
ما عدت كما أنا ..
ما عاد قلبي
كما كان ..
وكأن روحي استبدلت
بأخرى ..
نهضت مسرعا إلى الحمام .. فتحت الماء البارد .. ونكست رأسي أسفل الحنفية .. كدت أموت .. وليتها انقطعت أنفاسي من شدة الكحة المتتابعة .. جراء احتسائي للسيجارة تلك !
تناولت المنشفة .. ونشفت بها رأسي ووجهي .. ورميت بجسدي على أرضية الغرفة بالقرب من الحمام .. فلا طاقة لي حتى على النهوض والاسترخاء فوق السرير ..
تنهدت بعمق .. وسالت دموعي بغطرسة كبيرة .. فـ اليوم .. أجــل .. إنه اليــوم المشئوم .. إنه اليوم الذي تعجز كلماتي عن وصفه .. ووصف مدى مقتي له ..
أغمضت عيناي .. ومضيت في نوبة سعال أخرى .. كانت أخف من سابقاتها .. وذرفت بعضا من الدمع الذي لا أمتلك غنى عنه .. ومضيت أجـوب مدن الذكرى .. وليست أي ذكرى .. بل إنها الذكـرى الأبديـــة ..
*
.
مددت كفي لها ..
" ألن تصافحيني "
" ماذا تقصد بذلك "
وبابتسامة قالت : إنني سأعود ..
.
صرخت بأعلى صوتي وأنا أطرق الباب بعنف : افتحــــــي .. افتحــــي ..
افتحـــــــــــي ..
وتلاشى صوتي .. عندما تلاشت أنفاسي ..
.
لكن الاثنين عادا إلي مجددا .. عداها !
*
يبــه .. تعرف عبـد الرحمن الـ ..
" شعرفك فيه "
بنته معاي في امريكا ..
" أحذرك تقترب من هـ الحيوان .. ولا راح تلاقي شي ما يعجبك "
*
ألــو ؟؟
انت عبد الرحمن ؟
.
.
نعــــم ؟
مستحيــــل ؟
شنو يعني خــلاص ؟
" يعني راحت .. وما في أمل ترجع "
*
وليــــد من شنو ربي خلقك ؟ أنا مستحيل أرد .. مستحيل ..
كيفي يا أخي .. ما في مكان في العالم يدرسون فيه غير امريكا ؟
.
.
.
وخر عن طريقي خلني أدخل ..
بابا ما في يرضى ..
قلت لك وخر ..
" خير .. نعم شبغيت "
.
.
.
" اذا خطيت قريب من هـ المكان .. قسم بالله بتموت انت وياها على ايدي .. "
واذا قلت لك انك بتلقاني باجر موجود بنفس المكان ..
.
" بنشـــوف "
*
شنو يعني انتقلو ؟ انت جنيت ؟
تباعد عن وجهي لا أمد يدي عليك ..
مستحيل ينتقلون .. مستحيل تروح وتخليني .. انت ما تفهم ؟
==
أكملت آخر ورقة .. وضعتها في الملف الخاص .. ونهضت والإرهاق مسيطر علي كليا .. تثائبت وأنا أخرج من مكتبي .. فكرت في أن أقصد أبا ياسر .. لكن ليس لدي طاقة لسير نحو مكتبه .. هرولت ناحية المصعد الكهربائي .. وما إن فتح .. حتى طل الوحش أبا وليد بجثته ..
نظر إلي بطرف عينه : على وين ؟
بضيق أجبته : على البيت ..
رمقني بحدة : الساعة 7 اللحين .. الناس توها تداوم وانت تطلع ؟
بنفس الضيق : خله دوامي يصير مثل الناس علشان أطلع معاهم ..
بحدة قال : تفضل مكتبك .. ولا تخليني أغلط عليك جدام الموظفين ..
ابتسمت بسخرية : شلي مانعك ؟
رمقني طويلا .. ثم أزاحني عن دربه وابتعـــد ..
حسننا فعلت به .. المهم عندي أنني أفرغت بعضا من شحنتاي عليه .. كم هو قاس .. ذي القلب الفولاذي .. تصوروا .. اتصل لي في الساعة 10 .. وأجبرني على البقاء لهذا الوقت .. محال أن أبقى حتى الثانية ظهرا .. لو على قطع رقبتي ..
==
مددت يدي تحت الوسادة وهمست : نعم ؟
وصلني صوته : صباح الخير وردتي ..
بصوت بارد برودة الثلج : صباح النور ..
شعرت بأنه مستغرب من صوتي : منتهاي ؟ فيج شي ..
.
منتهاي
منتهاي ..
.
سالت دموعي على وجنتي : لا ..
أجابني : عجل ليش صوتج جذي ؟
لا أستطيع إرغام نفسي على عدم البكاء : مازن .. أنا مشغولة شوي .. اتصل بعدين اوكي ؟
لم أسمع إجابته وهتفت بنفس الهمس : باي ..
أغلقت هاتفي .. وسمحت لدمعي بأخذ مجراه .. كم أثرت في قلبي تلك الكلمة .. لم يقولها إلي أحد بعد ذاك اليوم ..
أخذت أرتجف .. ويهتز جسدي بعنف .. وأنا أبكي .. مهلا .. فبكائي من دون صوت .. فقط الدمع .. وهزات عنيفة .. أشبه بملك الموت وهو يسحب الروح من الجســــد ..
أحبك يا هذا .. يا ساكنا أضلعي ..
==
أقول رنـــا ..
التفت نحوي : اسمعج ..
ابتسمت لها : إلا ليش أمس غايبة ؟
هزت كتفيها : مو لشي .. جذي .. دقت في بالي أغيب ..
غمزت لها : علي هـ الكلام ؟
همست بذعر : اشششش .. انتي ما ينقال لج شي ..
تبسمت لها : يعني الي في بالي صحيح ؟
أومأت بإيجاب : نص نص ..
رميت عليها علبة العصير : مالت علييييج ..
صرخت بي صفاء وهي قادمة من بعيد مع فطوم : شنو تقولون ؟؟ في منو تحشون ؟
ضحكت لها : كنت أقولها عن دعااء الدفشة ..
جلست فطوم بجانبي : اييي صح .. شفناها أمس ..
قالت صفاء : في ويييييين ؟ مع أبوها في سيارته المرسيدس ؟
ضحكت : لا .. مع أخوي ..
فتحت عينيها بصدمة : هااا ؟
ضحكت أنا وفطوم .. وضربنا كفينا ببعضهما البعض : كانت مع أخوها .. وأخوي راح لهم .. طلع أخوي صديق أخوها ..
صفاء : واخوج ليش مصادق هـ الأشكال ؟
التفت إلي فطوم وابتسمت لي فبادلتها الابتسام وقالت : ما تعرفينه أخوها .. فرق السما والأرض وياها ..
قالت رنا بذهول : لهدرجة ؟
تبسمت لهم : ايي .. أحمد أخوها متواضع لدرجة فضيعة .. بس ما ينعرف ليه .. يعني شلون أوضح ؟
أكملت فطوم : يعني كل يوم تشوفينه بحال .. صحيح اني ما أشوفه واجد واجد .. بس كل شي بسرعة فيه ينقلب .. حتى طريقة لبسه ..
صفاء : شوقتوني .. أبي أشوووفه ..
غمزت لها : نونو .. أخاف تطيحين ومحد يمسي علييييج ..
[ رنا : 17 سنة ]
[ صفاء : 17 سنة ]
==
دخلت " السكشن " وعيني لم تتوقفان عن البحث عنها .. وكما توقعت .. لم تحظر .. تنهدت .. وجلست مكاني .. وأنا أتمنى أن تحدث معجزة وتأتي .. لا لا .. لا يذهب بالكم بعيدا .. ليس لأني أعجبت بها أو من هذا القبيل .. وإنما لأني أود أن أطمئن عليها .. وأسألها سؤالا واحدا أشبع به غليل فضــولي !
أجل .. أصبتم .. وهو سر العدسات تلك ! التي تغطي جمال عينيها ..
وقطعت أفكاري ليس بصوت شرح الدكتور الذي لا يكف عن الثرثرة .. وإنما بصوت وصول رسالة ..
فتحت هاتفي .. وألقيت نظرة .. لأرى بأنه مازن .. وكان في الرسالة :
هلا يعقوب .. اذا خلصت الجامعة مرني .. بكلمك في موضوع شاغلني .. لا تنسى ..
أغلقت الهاتف .. ونظرت نحو الساعة المطوقة معصمي .. يا الله بقي الكثير على انتهاء المحاضرة ..
وما إن انتهت بعد طول صبر .. نهضت قاصدا سيارتي لأتجه نحو منزل مازن ..
فرأيته جالسا عند عتبة منزله بانتظاري ..
مرحبـــا ..
تبسم لي : مراحب .. حياك ..
قلت له : عصافير بطني تزقزق .. لو سمحت اركب بسرعة .. أنا جوعان ..
نهض من مكانه .. وفتح الباب الذي بجاني وجلس .. كان ساكتا وشارد الذهن .. فسألته : شفيك يا أخي ؟
رفع عينيه ونظر نحوي وقال بهدوء لم أعده منه : يعقوب .. تذكر البنية الي كلمتك عنها ؟
ضحكت هازئا : لا تقولي حبيتها ..
تبسم : مو هذا موضوعنا .. متغيرة .. صايرة طيبة معاي .. ما ادري شسالفتها ؟
التفت للطريق وبسخرية : وهذا الي شاغلك ؟
بضيق أجابني : لا ..
التفت له : عجل ؟
تنهد : مبين عليها انها مو صاحية ..
ضحكت لحين صرخ علي : لا تفهم خطأ .. مو محنونة .. أقصد ان فيها شي مو طبيعي ..
انتبهت للطريق : مثل شنو ؟
ابتسم لي : ما ادري .. بس قلبي يقول جذي ..
لم ألتفت إليه : والمطلوب مني ؟
رمقني ثم أجاب : حشى .. ما ينقال لك شي .. بدال ما تقولي حل .. تقعد تسألني شنو أبي منك ؟
ابتسمت له : حل لشنو ؟ ليش اللحين انت بمشكلة علشان ندور لها حلول ؟
هز رأسه بإيجاب : وأكبر مشكلة بعد ..
تبسمت ابتسامة واسعة : إلا هي مشكلة الحب ..
ضربني لحين أني شعرت بأني سأفقد السيطرة على السيارة : يا المجنون والله آسف .. هدني بتقتلني وبتموت معاي ..
==
تناولت قطعة سكر : غسان ..
همممم
هززته بعنف : يا غبي .. قوم .. بسك رقاد ..
لمست الشاي الذي كببته له بطرف إصبعي رأيته قد برد فسميت بسم الله .. وكببته عليه ..
نهض مذعورا : ويييش ؟
ضحكت : طالع نفسك ..
ألقى على نفسه نظرة وصرخ بي : يالخاااااااااين ..
ضحكت بعنف : شسوي فيك ؟ جاي تزورني ولا جاي تنام عندي ؟
صرخ ثانية : اللحين شلون أطلع ؟ قوم بسرعة جيب لي ثياب بسبح ..
نهضت : اذا رجعت وشفتك نايم .. يا ويلك ..
وخرجت من المجلس .. وما إن حطت قدمي العتبة الأولى .. حتى رن هاتف الصالة .. تأففت بضيق .. فهي الرابعة ظهرا .. ولا أحد في الصالة .. الجميع نائمون .. اتجهت نحو الهاتف وقلت : ألو ؟
وصلني صوتها : سلام عليكم ..
جلست على المقعد وقلت : وعليكم السلام .. خير ؟ شبغيتين ؟
قالت بفوضوية : امممم .. تصدق نسيت .. ههههه .. أمزح .. ألو ؟
أهذه عفوية أم تصنع ؟ تنهدت : خير ؟
بنفس تلك اللهجة الطفولية قالت : الخير بويهك يا ويه الخير انت .. ادري متحرك في وجهي يوم كنت في بطن أمك فطلعت تشبهني ..
بقرف قلت : نعم ؟ أنا أشبه حضرتج ؟ تبين أغتسل ببييوض ؟
ولم يتغير صوتها بعد : اييي .. علشان اتصييير أبيض .. والله متفشلة منك اختك .. يقولون ليها أخوج .. قالت لا .. ولد جيرانا .. نياهاها ..
ما إن حركت فمي لأنطق بشيء إلا أنها سبقتني وقالت : أدري ما أضحك .. أصلا ما لي مزاج أختلق نكت .. روح لفطوم وقول لها تخلي فونها على الجارج .. مسكر .. وأنا أبيها ضروري ..
قالت ما كنت سأقوله ولكن لا مانع من أكرر الحديث : بايخة حدج .. وسخيفة لين قمة راسج .. فطوم نايمة .. مو فاضية لتفاهاتج .. خليها نايمة .. علشان تقعد وتدرس .. وتجيب نسبة ترفع الراس .. مو مثلج .. الثمانين زين تدقينها ..
حرقت أعصابي .. بل استفزتني بشراسة حينما قالت : موب أحسن من يخلون اسمي في الدور الثاني ؟
أغلقت السماعة في وجهها .. أرجوكم .. لا تلوموني إن كرهتها ..
[ غسان : 22 سنة ]
==
مجنون ؟
التفت له : انت ما تفهم شي ..
قطع حديثي وهو يمد ذراعه لي : يا ولد الناس فكر بعقلك .. يعني اذا رميت نفسك في البحر بتنحل المشكلة ؟ وبترجع ؟
هززت رأسي بجنون يصيبني بمجرد أن يذكرها أحد : ايي ايي .. انت شليك فيني ؟ روح بيتكم .. واترك يدي أحسن لا أرميك معاي ..
صرخ في وجهي : انت عارف مصيرك اذا مت شنو بصير ؟ بتتسمى منتحر .. يعني النار .. فكر بعقلك لو لثواني ..
صرخت في وجهه غاضبا : أنا الي بدخلها لو انت ؟ أنا كيفي .. بايع ومخلص .. اتركني .. تفهم ..
أمسكني من شعري الذي يصل لكتفي .. شعرت بوخزات الألم .. أخذت أصرخ .. وأكح .. وعادت نوبة السعال .. فـ ارتبك محمود .. وترك يدي من دون قصد منه .. أخذت أكح وأكح .. وأنا ممسك بأصابعي القارب .. وشيئا فشيئا .. زادت نوبة السعال .. لحين أن فقدت القدرة على مسك القارب .. وتهاوى جسدي في الماء البارد ..
==
أخذت أضربه .. أرفسه .. أرغب بأن أتخلص من يديه .. عضضت يده بأسناني .. فصرخ متأوها وركضت خارج المنزل .. ودموعي خطت مجراها على خدي .. ركبت سيارتي .. ومشيت مسرعة .. كنت لا أرى شيئا سوى الضباب .. ومن ثم الضباب .. أوقفت السيارة .. ووضعت رأسي على المقود .. وأخذت أبكي بحرقة ..
من جانب آخر .. كان يمشي بسيارته .. يفكر بصديقه الذي لا يستطيع تقديم العون أو النصيحة له .. ليفاجئ بأن السيارات التي أمامه متوقفة .. والجميع يضربون " الهرانة " .. فتحت النافذة وطللت خارجا .. رأيت سيارة في الأمام متوقفة .. والجميع متعطلون بسببها ..
ضاق صدري .. وترجلت لأرى صاحب السيارة " الغبي " .. لأنصعق .. بأنها تلك الفتاة .. أجل فهذه سيارتها .. طرقت النافذة .. طرقتها مرارا لكنها لم تستجب إلي .. حاولت فتح الباب .. ونجحت محاولتي .. لأنه كان مفتوحا ..
لأهمس لها : منتهى .. يصير تباعدين السيارة شوي ؟ الكل متعطل ..
لم تجبني .. بل كنت أسمع صوت شهقاتها .. لأتجرأ وأرفع رأسها .. رأيتها مغمضة عينيها وتبكي .. كم آلمت قلبي ..
قلت لها : طيب انتي انزلي .. أنا بباعد السيارة اوكي ؟
لم تجب .. لكنها أمسكت كفي .. لأفهم من ذلك أنها موافقة .. أوقفتها عند الرصيف .. ركبت سيارتها .. أركنتها جانبا .. واتجهت لها .. لأراها واقفة حيث أرشدتها ..
أمسكت كفها .. وأوصلتها لسيارتها .. طلبت منها الركوب .. لكنها لم تستجب .. بل .. رمت بنفسها في أحضاني .. لترتعد أطرافي .. وكدت أن أصاب بـــ الجنون .. لشدة بكائها ..
==
قبلت رأس أبي : شلونك أبو وليد ؟
تبسم لي : بخير دامني شفتك .. وينك فيه ؟ هـ الكثر أخذتك الأردن عنا ؟ يعني لو ما اتصل فيك وأقول لك أبيك ضروري ما تزورني ؟
تبسمت له : انت أدرى بظروفي يبه ..
ربت على كتفي : الله يوفقك يوليدي .. تدري شنو سر نجاحك ؟ انك تطيع كلامي .. وما تعصي لي أمر .. موب أخوانك .. عاقين .. كل واحد منهم طالع على امه ..
تبسمت له : تراني تربيتك يبه .. آمر .. شنو بغيتني فيه ؟
تبسم بمكر : والله الموضوع خطير شوي .. وما ينقال هني ..
[ وليد : 35 سنة ]
==
أقول عمار ..
التفت لها بضيق شديد : قولي ..
تبسمت لي بمغزى : انت وعدتني بشي .. وللحين ..
قطعت حديثها بنفس الضيق : ما تمل .. وربي ما تمل .. لكني بخليها تلعن الساعة الي تطب فيها بيتنا ..
ضحكت بخفة : اوه .. أشوفك متحمس .. شسالفة ؟
قلت لها : توه قبل كم ساعة متصلة .. قعدت أعايرها انها كسلانة .. عايرتني اني رسبت ونجحت في الدور الثاني ..
ضحكت بصوت عال : هههههههه ... وانقلب السحر على الساحر ..
[ جهاد : 25 سنة ]
==
كنت مسترخية على الأرض .. أشاهد مسلسلا خليجيا .. كنت مندمجة مع أحداث المسلسل .. ليقطع علي هروبي من واقعي .. صوته وهو قادم نحونا .. لم أشأ أن أرفع رأسي .. وبقت عيناي معلقتان بالتلفاز .. وعقلي كله معهما ..
كنت أستمع لما يقولان .. بل ما يتهامسان .. ورغبة اجتاحتني بأن أنهض لغرفتي .. فوجودي بينهم محرج .. ولكن .. سيستفسران السبب .. لينقذني رنين هاتفي ..
فنهضت مسرعة .. أغلقت الباب خلفي .. ارتميت على السرير : هلا ميعاد ..
" اهلين وسهلين فيج "
أجبتها : شلونج ؟
" الحمد لله .. أسأل عنج .. وينج ؟ ما تبينين ؟ "
ابتسمت بهدوء : في بيت اختي أنا .. تعالي لي .. والله ملانة ..
" ليش رديتي تهاوشتي مع أبوج "
قلت بضيق : صار لي شهر اللحين أنا في بيت اختي ..
" بل .. ولا تقولييين .. قلنا مو معاج بنفس الجامعة .. بس ما يصير تقطعيني "
تبسمت بصعوبة : ما عليه .. بتجيين ؟ وربي واجد محتاجتج ..
" طيب .. الساعة 8 وانص بجي .. بس اوصفي لي الطريق "
[ ميعاد : 19 سنة ]
==
" شيلي العدسات من عيونج .. موب زين تصيحين وهم عليج "
تنهدت بضيق .. كيف له علم بأمر العدسات ؟ لم أبدي اهتماما لما يقول .. بل سندت رأسي على المقعد .. وأنا ما زلت مغمضة عيناي ..
" وربي بتعميين "
همست له هذه المرة : مالك دخل فيني ..
ضحك بسخرية : ايي .. مالي دخل فيج .. بس ما أبي هلج يلوموني ويقولون لي عمت بنتنا والسبب انت ..
صرخت عليه : لا تخاف على روحك .. محد بعاتبك .. تقدر تروح ..
قال لي بحدة : منتهى عن العناد .. اذا ما شلتينهم الحين .. باخذج المستشفى شيلونهم لج غصب ..
بهدوء قلت : كيفي .. أنا الي بعمى ولة انت ؟ أنا أبي أعمى .. زين .. ارتحت ..
بحنان كبير : الحين ناس الله حرمهم من نعمة البصر .. ويبون يدفعون كل الي يملكونه على شان يشوفون ولو ساعة .. وناس الله رازقهم النعمة .. فوقها عيون حلوة الكل يتمناها .. يبون هـ النعمة تزول ..
لا أعلم كيف أثر بي كلامه .. ربما هي نبرة صوته الحانية أو ذكره لله .. الذي لم ألجأ إليه ..
فهممت بنزع العدسات من عيني .. وهمست له : طلع من شنطتي العلبة ..
قال لي : عطيني إياهم ..
مددت كفي له بهم .. ليفتح النافذة ويرمي بهم خارجا ..
كنت مغمضة عيناي .. ولكن علمت ما فعل عندما قال لي : والحين افتحي عيونج .. العدسات بح .. راحو ..
صرخت به : على كيفك ترميهم ؟
تحسست ابتسامته : ايي .. ممكن آنسة منهى تفتحين عيونج ؟
ارتبكت قليلا : ليش ؟
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك