بارت من

رواية وش رجعك -38

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -38

ابتسمت بسعادة .. فكم هو رائع هذا الشعور .. أن أراه مقهورا مهزوما ههه : زوجهــا .. نـــافع ..
وزالت تلك الإبتسامة .. حينما انقظ علي .. وأخذ يلكمي على وجهي .. أحاول ابعاده عني .. لكن محاولاتي فاشلة .. فبنيته قوية .. وقهره يشجعه أكثر على تسديد لكمات مؤلمة .. صرخت عليه وأنا أتوه : بعد يالحيوان ....
أنا أجهل ما حدث بالضبط .. لكنني أتذكر أن نافع كان يحاول ابعاده عني .. ودعاء ورنا وأميرة .. كانوا يقفون بجانبي ويبكون ...
وأخيرا ... تمكن نافع من إبعاده .. وتشاجر مع نافع لبعض الوقت .. ثم هدأ حينما صرخت عليه أميرة : بس ! بعد عنه .. بتذبحه !
/
[ أميرة ]
حينما وصلنا إلى منزل اخوتي ... كان عادل يقف مع رجل ما .. ضننت في البداية أنه طارق .. فأنا أعرفه من الخلف .. لكنني استبعدت ذالك .. وحينما ترجلنا من السيارة .. لم نسمع إلا صوت صراخ .. أدرنا وجوهنا إلى عادل .. فكان يتشاجر مع ذاك الرجل .. الذي تيقنت من أنه طــارق ...
والآن .. أراه يحاول اخناق نافع .. لا أعلم كيف صرخت عليه .. ولا أعلم لما توقف حينما صرخت عليه .. فقد ترك نافع .. ونهض .. أخذ ينظر لي بنظرات غريبة .. أشبه ... بــ اللوم ..... وجهه لم يكن كـ السابق .. كان شاحبا .. يرتدي ملابس سوداء ... ولا أعلم أيضا .. لما شعرت بنغزات بقلبي .. حينما رأيته يتقدم نحوي ... عيناه كانتا حمراوين .. ارتبكت .. وتراجعت خطوتين إلى الوراء ...
فسمعت صوته الأشبه بصوت الأموات : تزوجتيه ؟
كنت سأبكي .. سأقول له سأتخلى عنه لأجلك .. لكن لا .. لست أنا التي ترمي بحب نافع بقدمها وتدهسه : ايوة ...
تقدم خطوة أخرى : حبيتيه ؟
كنت سأقول له أجل ... ولكن ليس بالقدر الذي أحببتك فيه .. لكن .. محال هذا .. فنافع .. يخشى علي من الهواء أن يخدش قلبي .. وطارق .. قد حطمه وأهانه .. رجعت خطوة أخرى : طبعا احبه .. مو هو زوجي ؟
همس بصوت قطع أوردتي : وأنا ؟؟
قلت له بوجع : انت شنو ؟ تبي أقولك انت من ؟ انت خـــاين .. أناني .. ( خرت دموعي ) انت كسرتني .. قتلتني .. ونافع .. هو الي جبر كل شي كسرته .. نافع أحيى قلبي .. انت حسستني بإني غبية .. ساذجة .. هبلة ... خليتني أشك بالناس .. وما أثق فيهم .. انت ...
قاطعني : بس أنا أحبج ....
هززت رأسي بالنفي : انت ما تحبني .. وعمرك ما حبيتني .. انت تحب نفسك وبس .. الي يحب ما يخون .. وليتك خنتني مع أي أحد .. ( شهقت ) خنتني مع اختي .. حرمتنا من بعض .. بذمتك .. الي سويته يسمونه حب ؟!!
رأيته يمسح دمعة : اوكي ... نسيتيني للي جاي لج علشانه .. لحظة شوي ..
اتجه لسيارته للحظات .. وأتى .. وهو يحمل بين ذراعيه طفلا .. اقترب مني .. وأعطاني الطفل : هاج .. هذي أمانة من اختج ...
رفعت نظري لنافع .. فرأيته ينظر باستغراب وضيق .. فعدت إليه بنظري : شنو هذا ؟
قال : خذييه .. خذييه وأقولج شنو هذا ..
أخذت الطفل .. ونظرت إليه .. فتراءى لي وجه منى .. ثم سألته : ولدها ؟
مسح دمعة أخرى : اييي .. عطتني إياه .. وقالت لي .. مازن خذه لأميرة .. منى ما تأمن على ولدها غيرج انتي .. تبيج انتي تربينه ..
نظرت إليه ثانية .. وقلت له : وليش ما تربيه هي ؟
فضحك : ههههه .. روحي سأليها ... قولي لها ليش ما تربين ولدج ؟ ليش تجيبينه وترمينه ؟ من لولدج ؟ ( ضاع صوته بين شهقاته ) شفتي أم تتخلى عن ولدها مثلها ؟ شفتي أم ترمي ولدها وتروح ؟ قولي لها حرام عليها .. أنا شسوي ؟ هي راحت وانتي رحتي ؟! ومازن ؟! من له ؟ وآنا ؟ أأنا غلطت ... اوكي .. اعترف بذنبي .. بس جذي تجازيني ؟
دمعت عيناي لبكاءه : طارق شفيك ؟ ليش تصيح ؟ وينها منى ؟
مسح دموعه : منى ! انتي ما تدرين وينها فيه ؟ انتي ما شفتينها وهي تحتضر ؟ ما شفتيها وهي توصيني على ولدها ؟ اييي لا انسى .. تراها استسمحت منج .. ما عليه أميرة .. علشان الي كان بينا سامحيها .. وعلشان ...
ماذا يقول ؟! أفقد عقله ؟ : انت شقاعد تخربط ؟ أميرة وينها ؟؟
اللتفت لعادل .. وقال له : قول لأختك اني ما اجذب ... انت تشوفني لابس أسود ولا لا ؟! ( اللتفت لي ) شوفي ثيابي ؟ شوفيني بموت أنا بعد ... ما اقدر أخليها تروح بروحها .. ( جلس على الأرض ووضع رأسه بين ركبتيه ) منى راحت .. منى ماتت ...
شعرت بدوار ... بأن عيناي ما عادتا تتمكان من الإبصار مجددا ... وغير صورتها وهي في أحضان طارق .. لم أرى .. مثل ذاك الشعور تجدد ... وشيئا فشيئا .. لم أعد أستطيع الوقوف .. قدماي لا تحملانني .. ضممت الطفل إلى صدري .. وخر جسدي على الأرض .....
==
مرت أيـــام العزاء .. صعبة .. قاسية على عائلة أحمد .. مميتة إلى قلب طارق وأميرة ... فصحيح أنهم جميعهم قد حقدوا عليها بسبب خيانتها لأميرة .. ولكنهم الآن أيقنوا .. بأن السبب في ذالك من كان ؟! إنه أباهم ... وعلى الرغم من أنها تحتمل وزر عملها وتبعاته .. إلا أنه برحيلها .. لم يجدوا إلا الصفح عنها ... والدعاء لها بالغفران ...
وأميرة ... قد تكفلت بمولودها لتربيته .. تنفيذا لوصيتها .. وبعدما قبل بذالك نافع .. خصوصا أنه رآها قد تأثرت كثيرا بموت منى ..
==
بـــعـــد اسبــــوع .... في الشركـــة ...
[ عمــــار ]
كنت جالسا في كفتريا الشركة ... انتظر استلام طلبي .. وأنا انظر بملل إلى الداخل والخارج .. رأيت نجوى قادمة .. ويبدو أنها لم تنتبه لي .. فقد قصدت الجرسونة ... بدون أن تعيرني نظرة .. ولأنني أشعر بالملل .. لا بد من شيء أشعل به وقتي ^^
أدرت وجهي لها .. فرأيتها تلعب بميدالية معلقة بهاتفها .. كانت شاردة في التفكير على ما يبدو .. ووقفتها وهي ساندة جسدها على الحائط .. وهي تلعب بالميدالية .. تحتاج إلى رسام ماهر لرسمها ... ابتسمت رغما عني .. وأنا أراها تغطي بعض خصلات شعرها المتمردة .. مع أنني استغربت من حركتها هذه .. فدائما أرى شعرها يخرج من تحت شالها .. لكنني فرحت ...
مهلا .. لم فرحت أنا ؟! ربما لأن الله هداها .. فلم أسمع منذ مدة لها صوتا .. ولم أجد أي حركة !
أدارت وجهها إلى الجرسونة .. وسألتها بضيق عن سبب تأخر طلبيتها .. وحينما أجابتها الجرسونة ... تحركت .. وجلست على الطاولة التي بجانبي .. ورفعت نظرها إلي .. وحينما رأتني .. رأيتها منصدمة .. ثم أدارت وجهها الناحية الأخرى .. ومثلت أنها لم تهتم لوجودي ......
نهضت أنا .. حينما وصل طلبي .. أخذته .. وقبل أن أخرج .. اللتفت لها .. فنكست نظرها نحو الطاولة .. تبسمت .. فكما توقعت .. كانت تنظر إلي ....
كنت سأخرج .. لكن قدماي ساقتني إليها .. وحينما رفعت رأسها قلت لها : شلونج ؟
يبدو أنه سيغمى عليها من هول الصدمة : بخير .. ومن صوبك ؟
ابعدت الكرسي : عال العال .. ممكن أقعد ؟
قالت والربكة واضحة على ملامحها : اكييد .. اقصد تقدر ..
كنت سأنفجر ضحكا .. لكنني تداركت الأمر .. وجلست : مشكورة ..
تبسمت : حاضرين ..
رفعت الغطاء الذي على السندويشة .. تناولت قطعة منها .. ومددت لها كفي : تفضلي ..
قالت : عليك بالعافية ... اللحين بيوصل طلبي ..
قلت لها وأنا أحاول أن أكل بشراهة لأضايقها : بكيفج ..
وتعمدت أن أكل وبفمي الطعام : زمان عنج ؟ ويينج هـ الأيام ما تزورينا ؟
تبسمت .. ألم تنقرف بعد ؟! : كنت اجي علشان ليلى .. وليلى من انخطبت ما تداوم ..
أخذت أكح .. ففتحت علبة الميرندا ومدت كفها بالعلبة : اشرب ..
قلت لها : شكرا ..
وتعمدت أن تسقط قطرات على بلوزتي : عندج كلينس ؟
أخذت حقيبتها التي على الكرسي الذي بجانبها .. وأخرجت علبة مناديلها وأعطتني إياها : تفضل ..
سحبت مجموعة من المناديل .. ومسحتها بطريقة مضحكة .. كنت أحاول ضبط ضحكاتي .. فبت أتبسم بغباء ...
في هذا الوقت .. وصل طلبها .. الذي كان سندويشة بيف برجر .. جبس .. وبييبسي ..
قالت لي : تفضل ...
مددت كفي إلى صحن الجبس : اذا ساخن حلو ...
فتحت سندويشتها : ايي .. كل شي ساخن حلو ..
قلت لها : بس الشاي .. اذا بارد أحلى ..
أشعر بالغباء وأنا أقول هذا الكلام .. لكنني لن أتراجع عن هدفي فقالت : غريبة .. أنا من يبرد أرميه ..
فقلت : اسراف ! ( تناولت من صحنها عدة قطع ) هـ المرة اذا برد جيبيه لي .. أفا علييج .. اشربه كله ..
تبسمت : ان شاء الله ...
وأخذت أكل من صحنها ... لحين أن انتهى .. فقلت بغباء أيضا : شكلي خلصته عنج ... أخذتني السوالف وضنتينه مالي ..
ابتسمت ايضا : بالعافية عليك ..
ألم يرتفع ضغطها بعد ؟ ألم تنقرف ؟ : ما لاعت جبدج ؟
فقالت : من شنو ؟
قلت وأنا أضحك : من القعدة معاي ..
قالت : على العكس ..
انفجرت ضحكا : حرام علييج ... صار لي ساعة أحاول أطفشج .. وما طفشتي ! ولا انقرفتي ؟؟
تبسمت : يمكن لو كان غيرك .. أكيييد .. بس انت .. عمره ما بصير هشي ..
توقفت عن الضحك ... وسألتها : ليش ؟
تلاشت ابتسامتها .. وقالت : تسوي نفسك ما تعرف ليش ؟
لم أعرف بما أجيبها .. فنهضت .. أخذت حقيبتها وقبل أن تبتعد قالت : مشكور .. جلستك معاي فرحتني واجد ..
ومشت .. وأنا افكر بكل ما قالته .. نهضت ومشيت خلفها : نجوى ..
لكن المصعد ... كان أسرع ... فقد أغلق أبوابه .. وتركني واقفا حائرا ... ترى ... لو كانت بيان مكانها .. هل سيكون جوابها هكذا ؟ أضنها ستكب " البيبسي " فوق رأسي !
وصلت مكتبي وحينما جلست .. سألني غسان : وينه أكلي ؟ صار لي ساعة انطرك !
اللتفت له : كنت جوعان وكليت مالي ومالك ....
ليقول : لا ؟؟ تروح تشتري لي مرة ثانية ... جوعان يا اخي ارحمني ..
لكنني سألته : غسان يصير أسئلك سؤال وتجاوبني بصراحة ؟
قال : اسأل أشوف .. بس اذا جاوبتك تروح تشتري لي ..
قلت له : وانت ما تحاتي إلا بطنك ؟ بشتري لك .. بس جاوبني ...
ليقول : انزيييييين .. اسأل .. آنا اسمع ..
قلت له : لو مثلا ليلى تاكل ما ادري شلون .. يعني بغباء .. تلعوز روحها .. وتتكلم وهي تاكل و..
انفجر ضحكا : اقول اسكت الله يقرفك .... شجاب هـ الطاري ؟
قلت له : لأنك تحبها بتتغاضى عن هـ الشي ؟ ولا بتبين لها أي كثر منقرف ...
فقال : كاهو قلتها .. اذا حبيتها يصير خير ...
قلت له : ما اقصد ليلى ليلى .. اقصد ليلى ذييك .. الي كنت تحبها و...
دخل الموظف المسؤول : سلام عليكم ...
==
[ غســــان ]
عن أي ليلى يتكلم ؟! أي ليلى هذه ؟ ومنذ متى أحببت أنا أحدا بهذا الاسم ؟ أساسا أنا أكره هذا الاسم بسببكِ يا ليلى .......
رردنا السلام ...
ثم جاء وجلس أمام مكتبي : شلونج حنان ؟ شلونكم شباب ؟ عساكم مرتاحين ...
قالت حنان : الحمد لله ...
ثم قال عمار : مرتاحين ومريحين بعد ... شلونك انت ؟ إلا متكرم ومسوي زيارة ؟! ودية ولا ؟
ضحك : بخير الله يسلمك ... لا عمار .. تقدر تقول نص نص ..
سألته : شلون يعني ؟ خير ان شاء الله ؟
ليقول : والله ما ادري شلون اقول لكم ... بس عندنا دورة تدريبية .. لازم واحد منكم يدرسها .. لأن بما أنكم ثلاثتكم تقومون بنفس المهمة .. لازم تكون عندكم شهادة الدورة ... بس كـ بداية ... بتطبق على واحد منكم ...
سألته حنان : دورة شنو ؟ وفي وين بتكون ؟ بالشركة ؟
قال لها : لا مو بالشركة .. هي دورة لمدة 3 شهور بـمصر ... تقوية للغلتكم الإنجليزية .. بتحضرون كم محاضرة .. وبتدرسون مقرر ... بس في النهاية الفايدة بترجع لكم ...
لتقول حنان : بمصر ؟ و 3 شهور ... أنا اعفوني .. أضن وضعي بتاتا ما يسمح ...
ليقول المسؤول : صحح كلامج .. شرايكم شباب ؟
قال عمار : انا هم بعد ما اقدر ... اذا رحت من لخالتي وعيالها ؟!
فاللتفت لي : ها غسان ؟ نقول تم !
وجهت نظري لعمار .. الذي يشير لي بأن أرفض .. لكن : اوكي .. ما عندي مشكلة ...
فقال عمار : شلون ما عندك مشكلة ؟ وأنا ؟ بتروح أروح معاك ...
ضحك المسؤول : عماروه .. مو توك تقول ما تقدر تروح !
ليقول : بروحي اكيييد ما اقدر .. وهني اظل بروحي بعد ما اقدر .. انا ما اقدر استغني عن رفيجي ...
تبسمت أنا : كلها إلا 3 شهور .. بتمر كأنها 3 أيام !
قال المسؤول : صحيح كلامك ... خلاص عجل .. أنا بخبرهم ... وان شاء لله راح أخبرك بكل التفاصيل المتعلقة بالسفر والإقامة .. ( نهض ) عن اذنكم ....
وحينما غادر .. اللتفت لي عمار : آه يالخاين .. بتروح ها ؟
اقتربت منه وقلت له : ما علينا من هذي .. انت قول لي يال.. ( سكت قليلا ثم قلت ) والله ما انا لاقي سبة تناسبك .. شجاب طاري ليلى ؟
فقال : وأنا شدراني شلون جت في بالي .. جت وخلاص .. يعني حرام بعد تجي في بالي .. ثانيا تراك على ذمة ليلى ليلى .. ترى افتن علييك يا بعد جبدي ...
سيذبحني هذا الغبي : عمااار يا أكبر غبي بهدنيا ... اللحين هي على ذمتي ولا انا الي على ذمتها ؟! ثانيا .. من الي ذكرني بأشياء غبية غيرك ...
فقال : ومن الي قال قلبي للحين مغلق للصيانة ؟! هذي الأشياء الغبية ؟ ها ؟
سكت .. ولم أعرف بما أجيبه .. ثم قلت له وأنا انهض : بروح اشتري لي شي يسد جوعي .. لكن بتشوف اذا شريت لك شي مرة ثانية ....
ضحك ثم قال : تعال .. ما جاوبت على سؤالي .. ترى وربي ما اقولك شالي صار مع ....
لكنني طنشته وغادرت .. أتسائل .. لما وافقت بهذه السهولة ؟ ربما لأن ذكرى ليلى هي السبب في ذالك ... مهلا ... اسمها ليلى ... وليلى الأخرى .... لما القدر يجمعني دائما مع الاتي اسمهن ليلى ... ترى كل " ليلى " تشبه ليلى التي لدي !!!!
وأنا في الطريق ... بالمصعـد ... بالكفتريا ... وفي طريق العودة أيضا ... ذكراها لم يفارقني ... يا للغرابة ... أنا الذي خدعت الكثيرات .. سقطت في شباك احداهن .. وتمكنت من خداعي ...
احمرت عيناي .... وأنا اتذكر كيف في النهاية اعترفت إلي بأنها لا تكن لي في قلبها شيء .. وإنما تتسلى وتضيع وقتها معي ... نتعتني بالغباء ... بالسذاجة ... وضحكتها الرنانة ... ما زال صداها يتردد بذاكرتي ... ما الذي كان يميزها ؟ لا أذكر أنني رأيت صورتها ... لا أذكر أنها حدثتني عن شيء يخصها .. غموضها وتسترها على كل شيء ... صوتها وكلامها المختصر .... كلماتها المعسولة ... كل هذا جذبني إليها ...
لتمر صورة ليلى خطيبتي بعقلي .. وهي تبتسم للطلفة ... تذكرت صوت بكاءها تلك الليلة حينما وجدتها ...... ليطرب قلبي .... بمجرد أن ربط عقلي بينهما .... وأخذت أسترجع كل مالدي عنها .. إنه رقمهـــا ...
لا أعلم ... لما غيرت طريقي .. وقصدت مكتب نجوى .... استأذنت في الدخول .. وجلست أمامها : بسألج سؤال يحتاج صراحة ... وأتمنى منج تجاوبيني ..
قالت : بخصوص عمار ؟
قلت لها : لا لا ... بسألج عن ليلى ...
لتقول : اوكي .. تفضل ؟
فقلت : ليلى كانت شلون قبل ؟! تكلم صح ؟
سكتت قليلا ثم قالت : اضنك تعرف هـ الشي .. وبعدين انت قلتها ... قبل .. اللحين لا ...
فقلت : بس كانت تكلم ؟ ما كانت تـ ..
قاطعتني : ما كانت تطلع مع شباب .. بس تشوفهم بالمجمع أو مطعم .. يعني بمكان عام ...
فسألتها : متأكدة ؟؟
فقالت : ايوة .. غسان ليش تسأل هـ الأسئلة ؟ انت خذيتها وعارف ماضيها فماله داعي تعايرها اللحين علشانه ..
فقلت : فاهمة خطأ انتي .. سؤال أخير بعد ...
فقالت : شنو ؟
فقلت : بقولج رقم .. وقولي لي اذا مر عليج من قبل ..
فقالت : رقم من ؟
فقلت : انتي تذكري وبعدين بقولج ... 39….
فقالت : مو غريب الرقم .. لحظة بشيك تلفوني ...
وحينما أخرجت هاتفها .. عدت عليها الأرقام ... وقالت : ايوة ... هذا رقمها القبلي ...
قلت بحذر : رقم من ؟
فقالت : رقم ليلى قبل ما تغيره ...
تجمدت أطرافي ... فسألتها : شلون كانت تكلم هي ؟
فقالت بعد صمت : تبي اقولك الصراحة ؟
قلت : طبعا ...
فقالت : ليلى كانت غير .. بس لما تعرفت علي .. صارت مثلي .. أنا الي دليتها على هـ الطريق ... بس وربي كنا بس نتسلى ونضيع وقتنا ...
العبارة ذاتها " أتسلى .. واضيع وقتي " : يعني شلون ؟
فقالت : شلون اقولك ؟ يعني مثل ما انتو تلعبون .. احنا بعد ....
أغمضت عيناي بصدمة .. كيف غفلت عن هذا ؟ فـ العقاب ... بمثل الجريمة ... ومثلها خدعت الكثيرات جاءت التي تخدعني : وهي ما كنت تحب ولا واحد من الي كلمتهم ؟
فقالت : كانت تحب ... بس مو من الي كلمتهم .. هي صارت جذي لأن الي تحبه خدعها ..
إنها تقصد عمار : وما عرفتي منو ؟
فقالت : ما رضت تقول لي ... وتقول انه ماضي وانتهى !
متأكد بأنه عمار ... نهضت : اوكي .. مشكورة ..
لتقول : غسان ... بذمتك .. لا تضايقها .. تراها وربي طيبة ... سامحها .. اذا الله يسامح ويقبل التوبة احنا ليش ...
قاطعتها : لأنا بشر ... الله كريم .... ورحمته واسعة ... بس احنا عواطفنا ترفض هـ الشي ... عن اذنج ...
مشيت عنها ... وقصدت سيارتي مباشرة ... أغمضت عيناي .. وصورتها لا تفارق ذاكرتي ... لم ألتق بها بعد تلك الليلة ... لكنني ... مطّر الآن إلى ذالك .............
==

[ بيــــــــــــان ]

منذ نصف ساعة .. ونحن نمشي على الجسر ... وقـــد اتفقنا ... على أن ننهيه ذهابا وايابا .... كنا نتكلم تارة ... ونسكت تارة أخرى .... وهاقد وصلنا إلى منتصف الجسر ... ووقفنا .. ننظر إلى أمواج البحر المتلاطمة بالأسفل ... سألني أحمد : تعبتي ؟ تبين نقعد ؟
قلت له : لا .... الهوا حليو هني .. يساعد الواحد على انه يسوي رياضة ^^
فقال : قبل لما كنا في بيتنا ذاك ... كنت كل يوم من الصبح اللعب رياضة .. اللحين أتملل ...
فقلت له : ليش ؟ شنو الفرق ؟
فضحك : الله يسلمج ما كنت العب رياضة لأني ابي اللعب ... أقعد من الصبح وأطلع علشان العب رياضة .. ما ارد إلا زمان فطرو عني ... وهذا الي ابييه ..
فضحكت عليه : حلاتك والله ! بشتكي عليك ....
قال : اشتكي ....
سألته : ندمت لأنك طلعت من بيت أبوك انت وخواتك أو لا ؟
قال وهو يبتسم : وفي واحد يندم لأنه طلع من السجن ؟ قبل كنا بسجن ... البيت يا بيان ... مو مهم يكون كبير وواسع ... المهم إنك عايش بأمان ... مرتاح .. تحس ان الي حولك يحبونك ... قلوبكم وحدة ... قبل ما كنا نحس بهـ الشي ... بس لما طلعنا .. حسينا بهـ الشي ...
قلت له : يعني ما لوجودك هناك ولا ايجابية ؟ ما في ولا ذكرى حلوة ؟ مهما كان المكان ممل وموحش لكن يظل له شي اذا ذكرته تبتسم ...
فقال : امممم ... ذكرى حلوة صارت هناك .... ما صار شي ! أنا لما كنت بابتدائي ... كان البيت ينبني ... وكنا عايشين في بيت غيره ... كنا نعاني واجد ... وما خلانا نتهنى بطفولتنا ... يبينا 24 ساعة ندرس ... واذا نقصنا كم درجة ... يهزأ المدرسين ... ويخلون لنا العلامة الكاملة ... يعني ليش ندرس اذا في النهاية بصير جذي ؟ ما صار لنا اصدقاء ... بهـ السبب ... انزين احنا شنو ذنبنا ؟ واذا عندنا اصدقاء .. للمصلحة بس ! رحت مرحلة ثانية من حياتي ... وهي الاعدادي .. وفي هـ المرحلة كنت مراهق .... وكنت اشرد من البيت بدون ما يدري ابوي ... واذا درى يضربني بالخيرزانة .... ( ثم ابتسم ) امي الله يرحمها توفت وأنا في ثاني اعدادي ... وصرت مهمل عدل ... ما ادرس ... بس في النهاية درجاتي كاملة .... وفي الاجازة مالت ثالث اعدادي انتقلنا لذاك البيت ... وانتي شفتينه ... بيت قليلة بحقه ... أبوي خل على كل بوابة حارس .. وعنده جيش كلاب .... الواحد مراقب بطلعته وردته ... ولما كنت بتوجيهي .. تعرفت على محمود ...
قلت له : والله ؟ شلون تعرفتوا على بعض ؟
قال : ما اقدر انسى ذاك اليوم .... كان في ثاني يوم أضن من الكورس الثاني ... أذكر في حفل تكريم المتفوقين ... اخوج شاطر بيون ... كان الأول على دفعته .... وكان يقرأ كلمة المتفوقين ... وبعد ما خلص .. رجع مكانه .. إلا كرسيه قعد عليه واحد .. اسمه سلمان ... يا ربي مغرور ! قاله قوم ... بس ذاك ما رضى ... وأنا كنت مو بعيد عنهم وأشوفه ... اخوج هادئ .. لما ما مرضى يقوم ... وقف على جنب ... لفت انتباهي .. ورحت قلت لمدرس الرياضة يجيب له كرسي ... وطبعا أنا اذا اقول شي على طول يتنفذ ( ضحك ) جاب الكرسي المدرس .. وخلاه جنب كرسي .. وقعد أخوج صوبي .. قال لي مشكور ... بس هذا الي قاله ... باين عليه مسالم حده ... وبعد ما كرموه وقعد ... قلته مبروك ... وبارك لي بعد .. سألته عن اسمه .. قال لي محمود ... قلت له ليش ما تدافع عن حقك ؟ قال لي يعني شنو اسوي ؟ اتهاوش معاه على حساب كرسي !
ضحكت وأنا امسح دمعة رغما عني هطلت : فديييت اخوي والله ... وبعدين صرتون اصدقاء ؟
هزز رأسه ورفع ذراعه وأحاط بها كتفي : ايوة ... بس بعدين تفارقنا لما سافرت امريكا ... ما كان ودي اسافر .. بس تعرفين دام أبوي قال شي ما اقدر اقول لا ... وبيني وبينج .. احسن من مقابلته في البيت ... طول فترة دراستي بأمريكا ... كان بينا اتصالات أنا ومحمود .. بس ولا مرة رديت البحرين ... كنت حتى في الصيف ادرس ... وبعد أربع سنوات خلصت .. كان في كل كورس آخذ سبع مواد ... كان يصير ضغط واجد علي ... بس هذا ما كان مهم عندي ... كان خاطري اصير جراح قلب ... بس الله ما كتب ... ما تخصصت بالجراحة ... بس درت طب عام ورديت البحرين ... وما صار جانس أرد أواصل ....
فتبسمت : ومتى ناوي تكمل دراسة ؟
قال : ما ادري .. اذا صارت فرصة ... أنا كنت حاط في بالي لما تنتهي مسؤليتي مع خواتي ... وكاهي أميرة تزوجت ... وعادل وخطب ... ( بحزن قال ) ومنى راحت .... باقي دعاء ..... اذا محمود رجع ... يصير خير ان شاء الله ...
سألته : شلون علاقتك بمنى الله يرحمها كانت ؟
سكت قليلا قم قال : منى الله يرحمها كانت غير عنا كلنا .. كانت الوحيدة المتمردة على ابوي ... احنا ما كنا مع بعض .. كل واحد فينا لحاله بغرفته وماله دخل بالثاني .... ما كأنا اخوان .... وعندنا نقول للغرب ولا نقول مشاكلنا لبعض ... ما عرفتها عدل ... أنا ما عايشتها مدة علشان أعرفها ... لكن ... ما انسى لما ابوي طردها من البيت ذاك اليوم ... وحاولنا فيه يردها ... أو نروح لها وما رضى ... قفل علينا كل البوابات .. و3 ابام ضلينا محبوسين في البيت ... وبعدين راحت لأميرة ... وأميرة فتحت لها بيتها ... أنا مقتنع إن منى تحب أميرة ... ومو بارادتها حبت زوجها .. أو يمكن ما كانت تحبه حتى ... بس اعجبت فيه ... يمكن من كثر الضغط الي صار في البيت صارت تتوهم هـ الشي ... ولما ضلت مع أميرة وشافتها شلون مع زوجها ... وشلون يعاملها ... منى تمنت إن شخص يعاملها بمثل هـ المعاملة .... كل شخص غلط في الي صار ... والضحية كانت أميرة .... طارق المفروض لما شافها تمادت ... ينبه أميرة ويخليها تكملها ... الشخص الزين الي يحب زوجته ويخاف من ربه ... عمره ما ينجرف لوحدة ثانية ... وأبوي ... اللوم الأكبر عليه .... منى لما جت بيتنا كانت في حالة اشبه بهستيرية ... كانت تضحك بروحها .... وتكلم ابوي ما ادري شلون .... وطارق استغل هـ الشي ... طارق ما حب منى .... وما احترم حب منى له ... طارق عاملها بقسوة ... والنتيجة ... انها توفت بعد ولادتها ... واللحين مازن ... شذنبه بكل الي صار ؟ من أول يوم بحياته يعيش يتيم ؟ أمه متوفية وأبوه بعيد عنه ؟
قلت له : بس ان شاء الله أميرة ما تقصر معاه .. تراها طيبة .. وحنونة واجد ... شفتها معاه ... تعامله كأنه ولدها ... ونافع بعد طيب ... وان شاء الله بربونه أحسن تربية ....
فقال لي : ان شاء الله ... وانتي ... ما تكلمتي عن نفسج ؟
ضحكت : شنو أقول ؟
قال : اعجبتي بشخص من قبل ؟
اقشعر بدني من سؤاله .. لم أتوقع أن أسأل هذا السؤال ... وخصوصا منه : ها ؟
تبسم : بيون ترى عادي ... احنا اللحين نسولف ....
قلت له بارتباك : اكيد ... الانسان في حياته يلتقي بناس واجد ... وكل شخص ياخذ عنه فكرة معينه .. بعضهم يحبهم ... وبعضهم يكرهم .. وبعضهم يعجبه فيهم أشباء معينة ...
فقال : وآنا ؟ عجبتج ؟
نظرت إليه للحظات .. أيعرف أنني أحبه ؟ أم ماذا : اممم .. لو ما عجبتني شلون بوافق عليك ؟
فقال : ليش رفضتيني في البداية ؟
فقلت له : المكان الي قلت لي فيه والوقت وكل شي مو مناسب .. ووقتها ما كنت أفكر في هـ الشي نهائيا ..
/
[ أحمـد ]
أحب أن أرى خديها محمرين : وشلون اقتنعتي فيني ؟
فقالت : ما ادري ... يمكن لما كلمتني آخر مرة ... قدرت تقنعني ..
سألتها : ذكرى حلوة لا يمكن تنسينها ...
تبسمت : انا من النوع ... الي انسى بسرعة .. سواءا كانت ذكرى حلوة أو العكس ... بس فيه واااجد ذكريات عمري ما بنساها ...
قلت لها : طيب قولي لي بعضها ؟
قالت : امممم ... ذكريات لما كنت جاهلة ... أنا وفطوم ... كنا دائما حزب ضد ليلى بنت خالي ... مسكينة كنا دائما نسوي فيها مقالب ... وهي لأنها وحيدة امها وابوها ... كانت دلووعة واجد ... فما كنا نحبها ... لأن اي شي تبيه ياخذونه لها ... وذكريات المدرسة ... اذا نطفش المعلمات ... كان الكل يعرفني على اني مزعجة ... ومحمود تعب معاي واجد ... يتفشل اذا يشتكون علي ... ولما تخرجنا ... حفل التخرج رغم ان في النهاية تضايقت بس كان بعد حلو ... ولما سافرت ... صحيح ان الغربة مو حلوة ... وافتقد أمي ومحمود وعلاوي وخواتي وفطوم واجد ... لكن بعد أنا وصفاء تدق علينا حالات نستجن فيها .... ( ثم اتسعت ابتسامتها ) أنا حياتي عكسك تماما ... كلها لحظات حلوة ومضحكة ... صحيح انها ما تخلى من الأيام الي مو حلوة ... مثل لما مات ابوي الله يرحمه وانا صغيرة ... بس أنا ما أنظر إلى كم مرة بكيت ... اشوف كم مرة ضحكت وفرحت ....
تبسمت ... روحها المرحة ... قلبها الطيب ... ابتسامتها التي تأبى أن تفارق مبسمها ... نقاءها ... طفوليتها ... كل هذا يعجبني بها : احسدج بيون ...
تبسمت : حلال عليك ....
قلت لها : انزيين شنو المواقف الي تضايقج ؟ أحس ان مو أي شي يضايقج صح ؟
قالت : غلطان ... رغم اني اجتماعية .. وجريئة ... لكن بنفس الوقت ... واجد أتحسس .. يمكن هذا من كثر ما علاقتي بفطوم قوية ... قدرت تأثر علي .... ورغم اني أتحسس من الناس بسرعة ... إلا اني بنفس الوقت افكر بهـ الشي اقصى شي يوم يومين ... وبعدين خلاص .. انسى ولا كأن شي صار ... مشكلتي اني بسرعة أسامح ... وما احمل على أحد بقلبي ... تعرف ليش ؟
سألتها : ليش ؟
فقالت : لأن محمود .... دائما يقول ... اذا الواحد ... حمل بقلبه على أي شخص ... دعاءه ما يستجاب .. فأنا .. أحاول قد ما اقدر ... أخلي قلبي نضيق ... علشان لما ادعي .. ربي يستجيب لي ...
شكرت ربي لأنها أصبحت لي : انزين ما قلتي لي المواقف الي تضايقج ؟
فقالت : أكثر شي يضايقني ... لما شخص راسمة له صورة معينة في بالي ... وتطلع الصورة عكس ما رسمتها تماما ... ما اقضد الشكل ... اقصد مضمونه ... اذا كانت احسن ... اضايق لأني أسأت فيه الظن ... واذا كانت الصورة حلوة .. وهو ما يستاهلها .. أضايق لأنه شوه هـ الصورة وصعب ترجع مثل ما كانت ....
سألتها : للحين تخافين بيون ؟
سكتت لدقائق ... ثم قالت : أحاول أتغلب على خوفي .. أذكر روحي دائما ان الله معاي ... لكن الخوف يرد يرجع ...
فقلت لها : سامحتينه ؟
تبسمت : أنا ما حملت عليه بقلبي ... بس صرت أخاف منه ... الله يرحمه هو ماله ذنب ... أنا غلطانة لما رحت مكان الي هو فيه ... بس أنا شدراني إن بصير جذي ؟ ( لمعت عينيها بالدمع ) رغم إن الي صار مرت عليه سنوات وااجد ... إلا إنه يلاحقني طول عمري .... بنات خالتي يكرهوني والسبب هو ... حتى عمار ... كان يكرهني لأنه يقول بأني خربت زواج اخته مثل ما تقول ... انحرجت واجد ... والسبب حادث ... كان الله كاتب يصير ...
وقفت أمامها ومسحت دمعها بكفاي : لا تصيحين بيون ... هذا قضاء وقدر ...
فقالت : ليتهم يعرفون هـ الشي ... ساعات يخلوني أشكك بنفسي ... هل فعلا أني الي قتلته ؟
قاطعتها : لا تقولين جذي ... انتي مالج ذنب ..
سكتنا قليلا ... أفكر في كل ما قالته ... فقد عرفت عنها أشياءا كثيرة أجهلها ... كنت أراها مجرد طفلة .. مشاغبة ... تمردت على قلبي ... فقادته ليكتشف ما بمكنونها ... لكنني الآن .. أجدها أكبر من ذالك ... فهي نسخة .... من محمود ... إلا أنها ... تختلف عنه ... بمرحها ... بجرأتها ... بدفاعها عن نفسها ... بـ شكلها ... بما هي بالنسبة لي ... فهو ... أخـــي ... وصديقي .... وهي .... خطيبتي .... ونصفي الآخـــر .... ومن سيعلتي عرش قلبي عمــا قريب ...!
[ مـــازن ]
دخلت شقتنا ... بعدما أوصلت منتهى إلى بيت أهلها ... وجلست على السرير أفكر بما سوف أهديها في يوم مولدها ... الذي سيكون بعد اسبـــــوع ....
خطرت بذهني فكرة .... لما لا أنشر كتاباتها التي تكتبها في دفترها الأبيض ذاك ؟؟ نهضت نحو خزانتها وأنا متحمس لما سأفعله ... فتحت خزانتها ... وأخذت أبحث عن الدفتر ... وأخيرا عثرت عليه ... أخذته ... وجلست أمام مكتبي ... أحدد الصفحات التي سأقوم بنشرها ....
فتحت الصفحــة الأولى ....
وكـــان مكتوبا عليها عدة تواريخ ... بحثت عن جملة توضح ما حدث في هذه التواريخ .. ولكنني لم أجد شيئا ... لكن ... حينما تأملت التاريخ الأخير عرفته ... إنه يوم خطوبة أحمـــد وبيـان .. إنه اليوم الذي ذهبنا فيه أنا وهي إلى البحر ... وقالت بأنه يوم مميز بالنسبة لها ... إذن فهذه التواريخ المميزة بالنسبة لها ...
قلبت الصفحـــة ... وكـــان هناك رسمة ... لوردة حمراء .. وقطرات دم حمراء ... تتساقط من بتلاتها .... وأيضا لا جملة تعريفية توضح ما المقصود ....
وصلت للصفحة الثالثة ... وقرأت المكتوب ....
{ اهــــــداء }
افتتحت دفترا جديدا .... يكون خـــاصا بك وحدك ....
لا أود أن أكتبك في صفحات كتبت فيها غيرك ....
فأنا .... لم أتعلم إلا أن أكتب فيمن أحب ....
إلا أنك علمتني ... أن أكتب في من أكره ....
فهذه الصفحــــات كلها لك ....
كمـــا أجبرتني ... أن أكون لك ....
قلبت الصفحة ... وأنا موقن بأنها تعنيني ... وكان عنوانها ...
{ خير بداية ... أكرهك }
صدقني ... تعبت وأنا أفتش عن عنوان لدفتري ....
والآن ... بعد أن التفيتك ... عثرت بسهولة على العنوان الضائع ...
أتتسائل بما سأسميه ؟
سأسميه " زفرات حقـــــد "
ربما تتسائل أيضا .... من فينا الذي يحقد على الآخر ؟
اعذرني ... فهذا السؤال .... لا أجد له جوابا ...
أخاف أن أقول أنا ..... ويكون ما أكنه لك يسمى أكثر من حقدا ...
وأخشى أن أقول أنت .... فأكون خاطئة ....
فكل ما تفعله ... ليس حقدا ... وإنما ... جب النفس ...
حب التملك ... حب السيطرة ... حب رفض أن يقولك لك أحد ما لا ....
فأجد أن الحقـــد أقرب إليك مني ..........
قلبت الصفحة الأخرى ... وتنفسي بات هائجا في بحر زفراتها ....
{ سحقا لتلك الوجوه ... المتقنعة ألف قناع في الثانية ! }
كم أعجب لك ... كيف تستطيع تمثيل دورين في آن واحد ؟
مهلا ... أجبني ؟ أننت مأجور ؟
كم يدفع لك عمي ... لقاء ما تقوم به لخداعي ؟
ماذا قال ؟! أحبـــكِ ...
وهل مثلك يعرفون الحب أساسا ؟!
سأموت على يديها الليلة .... قلبت الصفحة الأخرى ... وقرأت بدموع القلب ...
{ محاولة }
سأحــــاول ... أن أقلدك في التمثيل ...
أتريد أن أتحداك بأنني سأخذ دور البطولة منك ؟
يا هذا .....
لست وحدك الذي يجيد فن الكذب ...
حتى أنا ...
إن شئت ....
حطمتك بكذبي ....
ونفاقي !
قلبت في الأوراق ... لحين أن وصلت إلى الصفحات الأحيرة ....
{ شفقة }
أجهـــل أنا ... أأشفق عليك ... أم على نفسي ...
أيقنت أنك تحبني ... لكنك لم تيقن بعد ...
أنني أحب غيرك ...
والتي خلفها كان مكتوبا فيها ......
{ ليتني أموت }
ليتك تموت ....
أو ليتني أموت ...
لا يهم من يموت ... فكلانا موته يفي بالغرض ...
إما أموت أنا ... وتذهب في حال سبيلك ...
أو تموت أنت فأذهب لمحبوبي المعذب ....
وقلبت الصفحة ....
{ رجــــــــــــاء }
بلله عليكِ ....
لا تقوليها ...
لا تكملي .....
بما تريدين أن أتوسل لكِ ...
لا تقتلتي ثمرة تصبري ...
أنا أأمل أن أكون له يوما ...
بارتباطكِ به .... ستكملين القصاص في الأمل .....
وأيضا ..............

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات