رواية وش رجعك -32
قال لي وهو يشير بيده : يصير خمس دقايق من وقتج ؟
لم أعقب على ما قاله .. لكنني جلست على المقعد : تفضل ..
رفع كفه ومسح على لحيته بارتباك : والله أنا مو مرتب أفكاري .. بس ..
قلت له وأنا أجبر نفسي على أن ابتسم : تقصد ذاك الموضوع ؟
هز رأسه : ايوة .. أنا أقول اذا تقدرين توضحين لي شوي .. لأن بصارحة دائما أفكر بالكلام الي قلتيه .. ومو لاقي تفسير !
نهضت : ممكن اليوم بعد ما ينتهي الدوام .. أشوفك وأوضح لك ؟
قال مؤيدا : اكيييد .. في وين تبين ؟
قلت له بهدوء : ما ادري .. بكيفك ..
[ نـــــافع ]
لم أصدق أنني أنهيت عملي .. أساسا أنا لم أركز بعمل شيء منذ خرجت هي من المكتب .. جمعت حاجياتي وخرجت من المكتب .. ولم أرها في مكتبها .. فأسرعت نحو المصعد .. لابد أنها تنتظره .. وهناك .. رأيت نجوى .. سلمت عليها وسألتها إن رأت أميرة فقالت بأنها نزلت توا ..
فتح المصعد .. ودخلنا .. وحينما وصل أرصا .. لم أرها .. أسرعت وأنا أمشي نحو مواقف السيارات .. وبحثت بعيني عن سيارتها .. وأخيرا وجدتها .. طرقت باب نافذتها فتبسمت وهي تفتح النافذة : هلا ..
قلت لها : لا تنسين موعدنا ..
ضحكت بخفة : كاني رايحة ..
قلت لها بابتسامة : نطريني .. أخاف تروحين قبلي وتطلبين على كيفج .. بعدين أتوهق أنا بالأكل ..
ضحكت : لا تخاف .. ذوقي حلو ..
قلت بعفوية : أكيييد .. وأنا أقدر أخاف من هـ الناحية ..
ابتسمت وحركت سيارتها .. ولحقتها أنا بسيارتي .. وصلنا المجمع .. وجلسنا حول الطاولة .. وبعد أن طلبنا .. سألتها : اسمعج ..
تبسمت : أنا جوعانة .. باكل غذاي أول ..
رمقتها : حرام عليج تخليني على اعصابي .. يلله أميرة .. تكلمي ..
ضحكت : عناد فيك ما بقول ..
تبسمت وأنا أشيح بوجهي ناحية المكان الذي يعدون فيه الطعام .. وأنا أفكر بما ستقوله لي .. وأنا غارق بأفكاري .. وصل الطعام .. أكلنا بهدوء .. بدون أي حديث .. وتوقفت قبلي .. مسحت فمها بالمنديل .. ثم قالت بهدوء : أول شي .. أنا اسفة على الي صار مني ذاك اليوم .. من زمان وأنا ودي أعتذر .. بس ما اعرف شلون أقولها .. وصدقني كل شي ما كان بإرادتي .. أنا ما كنت أشوفك .. صوتك .. كرر مشهد في بالي موب راضي يروح ..
تبسمت لها : ما يحتاج تتأسفين .. أنا مصدقج .. وأعتذر لج لأني قلت كلامي بدون مقدمات وما مهدت لج الموضوع ..
قالت بنفس الهدوء وهي تكمل كلامها : طلبك .. أجبرني أقولك حقيقة حاولت أتناساها .. لكن .. الشي مو بيدي .. كل شي حولي يذكرني بها .. ما بقول لك للحين أنا متأثرة وأصيح كل ليلة .. الحمد لله أنا اشتغلت علشان أرد البيت تعبانة وعلى طول أنام .. بعدين صارت عندنا مشاكل .. اشغلتني عن التفكير بهـ الشي .. إلا هو .. ( سكتت قليلا .. ثم رفعت نظرها لي وعينيها تتجمع فيهما ألف دمعة ) طلاقي ..
بللت شفتاي بعصير التفاح .. وأنا انتظرها تكمل .. فكلمتها هذه .. كانت بمثابة قطعة القش الأولى حينما تسقط من ظهر محمل بالأثقال .. لتكمل : بتقول مو أول وحدة وآخر وحدة تطلقت .. عارفة هالشي .. ولو كان انتهى الموضوع عند هذا الحد ما عليه .. بس قبل ما أكمل لك .. اسألني .. لشنو تطلقتي ؟ جابرينكم على بعض؟ موب مرتاحة له ؟ ما تعطينه حقوقه ولا العكس .. بقولك لا .. كان ولد صديق أبوي .. كنا مع بعض بالجامعة .. وكانت بينا قصة حب خرافية .. لدرجة أن الكل تكلم عن ملجتنا .. وهي ملجة .. من كثر فرحته ما في شي ما سواه .. عشنا مع بعض خمس سنوات .. بس الله ما رزقني بعيال .. ويوم أنا حملت .. أبوي طرد اختي من البيت .. اختي الي صحيح مو من أمي .. لكن يعلم ربي انها أكثر وحدة من أخواني أعزها .. فتحت لها بيتي .. وعاملتها كأني أمها رغم إن الفرق بينا خمس سنين .. وما ضنيت .. إنها بتخوني .. ( خرت دموعها على خديها بحرقة ) تصور نافع .. خانتني مع زوجي .. تفهم الي أقوله ولا لا ؟
هنـــا .. اقشعر بدني .. تمنيت أن الأرض تنشق وتبلعني .. ولا أرى دموعها هذه .. ولا أسمع أوجاعها التي تخفيها بابتسامة زائفة .. تمنيت أن أذهب لطليقها الحقير .. واختها الأكثر حقارة .. وأعلقهما بالمشنقة .. فقد قتلا قلب حبيبتي ..
فأكملت .. وهي تمسح دمعها بألم : مات جنيني .. وجى لي المستشفى يعتذر .. قلت له طلقني .. وبعد ما أصريت طلقني .. والخاين .. بنفس اليوم .. ملج على اختي .. وسافرو .. لأن أخواني متهددين فيه .. ومن يومها .. انقطعت أخبارهم .. لين ذاك اليوم الي شفت فيه منى بعرس .. وطلع أخو طارق .. ماخذ حبيبة أحمد أخوي .. شفت شلون الحقارة ؟ وشافه بعد عادل .. وأخذ حقي منه .. أحرجه جدام العالم .. صحيح أنا ما أبيه يتأذى والسبب أنا .. بس أبيه يحس .. ويندم .. ويتذكر إني كل يوم أموت .. والمقابل .. سعادته الي ما أصدقها مع أختي .. ( سكتت قليلا ثم أكملت ) لكني ما أنسى ذاك اليوم .. يوم الي كنا واقفين فيه عند باب قصر أبوي .. ننتظره يعطينا خبر عن محمود .. بكل قواية عين .. جاي واقف بسيارته يبي يدخل .. وفتح له البواب الباب .. وتدارك أحمد الموضوع .. ضربه ضرب .. وطالعني بلوم .. يضن بترجى أحمد يفكه ..
يبدو أنها أنهت كلامها .. فدمعها كانت تمسحه .. وأنا انظر لها .. أجهل نظراتي ما كان مسماها .. ولكنها قطعت أفكاري حينما حملت حقيبتها ونهضت : عرفت ليش صار كل الي صار بذاك اليوم ؟ عرفت ليش ما أبي أخدعك وأوافق على طلبك .. نافع .. لا تحكم على الناس من مظاهرها .. ترى كل شخص خلف قناع وجهه شي .. يمكن زين ويمكن لا .. أنا اسفة .. بجد آسفة لأني صدمتك .. بس صدقني .. في ألف وحدة تتمناك .. إنت مو ناقصك شي .. علشان تفكر بوحدة مثلي .. مطلقة .. قلبها مكسور .. وما بيدها شي تقدمه لك ..
مشت عني .. وأنا أدرت وجهي أراها وهي تختفي بين جموع النـــاس .. سألت نفسي في هذا الوقت كل الذي قالته .. هل غير موقفي ؟ هل غير رأيي ؟ أنا أريدها هي .. بكل عيوبها ..
نهضت مسرعا .. وأنا أبحث بناظري عنها .. لم أجدها .. فنزلت بالسلالم مسرعا نحو مواقف السيارات .. رأيتها تغلق باب سيارتها .. فوصلت إليها .. وفتحت الباب بهدوء .. قلت لها : مشيتين وما عطيتيني فرصة أتكلم ؟
تبسمت : شبتقول بعد كل الي سمعته ؟ صدقني ماله داعي ..
قلت لها وأنا أغلق الباب وأفتح الباب الأمامي الذي بجانبها وأدخل وأغلقه : بلا .. اسمعيني للآخر .. وبعدين احكمي ..
تبسمت وهي ترخي رأسها على مقعد السيارة : اسمعك ..
نكست نظري أجمع شتات أفكاري .. ثم رفعت رأسي مجددا إليها .. ورأيتها تبتسم .. شجعتني ابتسامتها .. فرغم كل ما حصل لها إلا أنها تحافظ على الابتسام .. وقلت بصدق : تصدقين أميرة .. إنهم كانو يسموني مكينة شغل .. كثر ما أحب الشغل .. خوفي من أن أفقد وضيفتي وعائلتي مالهم أحد يعيلهم .. خلتني أعشق شغلي وما أفكر في شي ثاني .. ما أمزح إذا قلت لج .. عادي عندي أشتغل طول اليوم .. ومع الأيام .. قل حبي للشغل .. يمكن لأن نولد بقلبي حب لشخص ثاني .. بس تدريجيا صرت أحب الشغل أكثر لأني بشوفها هناك .. ( رفعت بصري لها وأنا ابتسم ) أنا ما اعرف أقول كلام منسق ومقدمات .. بس صدقيني أميرة .. إن الليلة الي شفتج فيها في عيد ميلاد نجوى مو فارقة ذاكرتي أبدا .. من ذاك اليوم بديت أفكر فيج .. بدل ما أفكر في شنو بصير بكرة في الشغل .. بتقولين لي لأنك أول مرة تتكلم مع الجنس الآخر .. بقول لا .. لأني من يوم كنت بالجامعة واللحين معاي بنات واجد .. لكن محد منهم ثار اهتمامي .. وأشعل بقلبي نار .. غيرج ..
سكت انتظرها تعلق على كلامي .. لكنها ما زالت على وضعها السابق فأكملت : أميرة .. أنا لما طلبت منج طلبي ذاك اليوم .. كنت عن جد تعبان .. في الليل ما أنام وأنا أفكر فيج .. والكلام الي بقوله .. وانصدمت لما رفضتيني بذيك الطريقة .. فصار لي مدة ما أحتك فيج أبي أنسى كلامج الي ذبحني .. أميرة يمكن انتي توج طالعة من تجربة قاسية .. ومو مستعدة تدخلين بتجربة ثانية .. وخصوصا إن الفرق شاسع .. ذاك كنتي تحبينه .. والمقابل خانج .. وهو تحبينه ويحبج .. شلون أنا ؟! بس أوعدج يا أميرة .. عهد برقبتني لين أموت .. إذا آذيتج بشي .. إذا جرحت مشاعرج بشي .. إذا ضايقتج .. وقفيني يوم القيامة .. واقتصي مني .. أنا بوعدج بشي مادي .. لأن الحياة فانية .. لكن الله يسمع كلامي .. وشاهد عليه .. فبعد وعدي هذا .. أقدر أعترف لج .. إني أحبج .. وإني انتظرج وقت ما حسيتين نفسج مستعدة لهـ التجربة تقولين لي وأطق باب بيتكم .. وأخطبج ؟!
تبسمت وسط دموعها وقالت لي : انزل ..
ضحكت : أفا .. تطرديني .. هذا وتوه ما صار شي .. مستقبلا شنو بتسوين فيني ؟
ما زالت محافظة على ابتسامتها : نافع والي يعافيك انزل .. احرجتني ..
قلت لها وأنا مستمتع برؤية خديها المتوردين : طيب بنزل .. بس قولي لي .. شنو رايج ؟ موافقة ؟
قالت لي : نافع .. أحرجتني .. انزل اللحين .. ويصير خير ..
قلت لها وأنا أفتح الباب : فديييت حبيبتي والله .. بس لا تتأخرين بالرد .. بعطيج رقمي ودقي علي ..
أخرجت دفتري من جيب ستري .. وكتبت لها رقم هاتفي ووضعت الورقة على الكرسي وغمزت لها : تخلين أحد غيري يرقمج ..
ضحكت بخفة وقالت : سكر الباب وراك ..
أغلقت الباب وأنا ألوح لها .. ثم تحركت مسرعة .. وبقيت واقفا .. ابتسم على ما حدث ..
==
[ عــــادل ]
كنت أقود السيارة قاصدا القاعة التي سيكون بها حفلة خطوبة صفاء .. صديقة الرباعي المرح .. فرنا .. بجانبي أماما .. ودعاء وبيان وفطوم بالخلف .. فقد أصروا على يذهبوا للحفلة معا .. ولأنني أود أن أكون دوما بقرب محبوبتي رنا .. قبلت أن أصطحبهم بنفسي ^^
وأنا أضحك : بسكم والله .. بدعم بكم اذا ما سكتوا ..
ضحكت دعاء : هههههه ما عليج منه بيون .. كملي .. شسوى الأعمى بعدين ؟
وهكذا استمروا .. بيان تخبرهم عن زملاءها في الجامعة .. وهم غارقين بالسخرية .. والضحك .. وكأنهم يتهيأؤن إلى أجواء الفرح بعد أن داهمتهم غيمة الحزن المظلمة لعدة أيام .. بعد جلسة المحكمة التي لم ينتج عنها أي نتيجة !
وأخيرا وصلنا القاعة .. ترجل الثلاثة .. والتفت لرنا مبتسما : اذا تبيني أمركم بسوي لي مسكول ..
هزت رأسها : ان شاء الله .. وين بتروح اللحين ؟
قلت لها : امممم .. خاطري ألعوز بشار بالاتصالات .. شرايج ؟
ضحكت : حرام عليك .. خلهم يستانسون .. تلاقيهم اللحين بالاستيدو ومرتبكين ..
رمقتها : عاد ما دورتي إلا بشار يرتبك ! هذا يوم الملجة صوت ضحكه واصل للمجلس .. ما أقول إلا الله يساعد صفاء عليه ..
فقالت رنا : تراهم لايقين لبعض .. صفاء مثله .. واجد مرحة ..
تبسمت : الله يوفقهم .. احنا بعد لايقين لبعض .. صحيح رنوي ؟
هزت رأسها وقالت : تبي شي حبيبي قبل لا أنزل ؟
قلت لها : اممم .. لا .. بس بعدين ما تخونيني وتروحين بيتكم .. تعالي بيتنا نسولف .. زمان ما قعدنا مع بعض ..
لتقول بصدمة : عادل !
ضحكت : لا مو من زمان .. بس يعني تعرفيني .. بسرعة أشتاق لج ..
تبسمت : ما عليه .. بفكر ..
دنوت منها وقبلت خدها : أحبها القمر ..
لتقول : منهي ؟
تبسمت بحب : الي قبالي ..
خرجت من السيارة وأغلقت الباب .. فتحت النافذة وقلت لها : قري المعوذتين عليج .. أخاف يحسدونج روحي ..
ضحكت : حشى .. ولا العروس ..
تبسمت : أحلى من العروس أكييييد ..
ضحكت وهي تلوح بكفها لي .. وحينما دخلت القاعة .. حركت السيارة ..
==
كانت الأجواء رائعة .. وكيف لا تكون كذالك ؟ والجميع مبتهج .. وهم ينتظرون دخول صفاء .. مع بشار .. وبعد فترة .. أغلقت الأنوار .. ودخلو على صوت زفة لراشد الماجد .. وهما ممسكين بكفي بعضهما البعض .. وصلا المسرح .. اشتغلت الأنوار .. وبدأ الناس يباركون لهم .. ومن اؤلك الناس .. بيان .. فطوم .. دعاء .. رنـــا .. وبعد أن باركوا لها .. اتجهوا لبشار .. وأخذو يوصونه عليها .. ليقول بشار : ان شاء الله والله ما باكلها كيلتوني ..
رمقه بيان : طالع هذا .. على الأقل خل عندك لباقة بالرد بما أنك معرس .. كرر الجملة مرة ثانية برقة ..
ضحك : وانتي ما صدقنا نرتاح منج بهناك جيتي هني ؟ متى بتجوزين عن سوالفج ؟
لتقول له : اذا صرت جدة .. وورثو أحفادي مني كل سوالفي ^^
وتركوه يضحك .. وباركو لصفاء مرة أخرى .. التي لا يطلق عليها اسم عروس .. تنهض .. وتحمل فستانها وتتجول بين الطاولات .. وتضحك مع بشار .. فتلفت الأنظار ليس بأناقتها وجمالها فحسب .. بل بروحها المرحة .. وخجلها الذي يساوي صفر !
خرجوا من القاعة .. وتوزع كل منهم بسيارة .. فرنا ودعاء .. ذهبو مع عادل .. وفطوم .. أتى لها يعقوب .. وبيان .. جاء عمار لاصطحابها للمنزل برفقة علي وعماد ..
كانت تطل من النافذة .. وترى حسن الذي يعبث بجواله وهو ينظر إلى باب القاعة .. تبسمت .. منذ مدة لم تره .. ولم ترفع ضغطه .. أخرجت هاتفها لترسل له مسجا تبارك له خطوبة اخته .. لكنه كان أسرع بإرسال المسج الذي كان فيه " هلا بيان .. شلونج اللحين ؟ من زمان عنج .. توقعت أشوفج بالملجة وما شفتج .. وأنا واقف عند القاعة .. إذا طلعتي سوي لي مسكول بسلم عليج "
اتسعت ابتسامتي .. ليس كما تتصورون بأنني أحببته .. لا .. ولكن لأن نفس اطمأنت بأنني لا أشكل عبئا عليهم .. وكما أذكرهم .. يذكرونني .. ليس حسن وحده .. بل صفاء وبشار أيضا .. اعتبرهم اخوتي الذين يساعدوني على تحمل الغربة عن الوطن والأهــل ..
أرسلت له مسجا .. قلت له فيه بأنني خرجت قبل قليل .. وأنني بخير .. وباركت له خطوبة صفاء .. وأنا أغلق الهاتف .. انتبهت لعماد يسألني : شرايج أم كشة ؟ باجر نطلع طلعة قبل ما تردين الأردن ؟
تبسمت بفرح : اييييييييوة .. بس وين بنروح ؟
قال عمار : ما ادري .. دامها الطلعة على شرفج .. قولي لنا .. وين تبين تروحين ؟
قلت : اممممممم .. خاطري نخيم بالصخير ..
ليقول علي : لا .. شنو نسوي هناك .. بس قاعدين مكانا ..
ليقول عماد : شرايكم ؟ الصبح .. نروح مجمع نفطر .. وبعدين نروح نصلي بمسجد .. وبعدين نشتري غذانا .. ونتغذى بالكورنيش .. ونقعد عند البحر شوي .. وبعدين نروح عذاري نلعب ؟ والليل نتسوق ؟
قال عمار : شرايج بيان ؟
قلت له : اوكي .. عليكم .. بس نبي نروح جماعة .. ويانا فطوم ودعاء وو ..
قاطعني علي : اييي .. شلتج كامل .. بس عجل أنا بعد بعزم ربعي ؟
ليقول عمار : رجاءا علاوي .. شلتك المغازلجية ما نبيهم .. بدل ما بنستانس .. بنتهاوش معاهم ..
ضحك عماد : اوووه .. اسمع العابد الزاهد شنو يقول .. نسينا ما كلينا ؟
رمقهم عمار : يا ربي .. في هـ الزمن الواحد حتى لو يبي يصير زين يخربونه .. انزين كنت .. بس اللحين أنا غير .. يعني لازم نعيد الاسطوانة كل يوم ؟
ضحكت بيان : زيييييين .. تستاهل .. محد قالك كلم نص بنات العالم .. ( قلت لعماد ) تتذكر عماد ذاك اليوم لما ..
قاطعني عماد : بيييييييييان وصمخ ..
قلت : ها .. شنو ؟ مو شي ..
ضحكنا وقال عمار : شنو يتذكر .. لما شنو سويتوا من وراي ؟ انطقوو ..
ضحكنا ثانية وقلت ببراءة : ما سوينا شي ..
/
وجاء الغد .. وكان الذاهبين للرحلة .. " عمار – علي – عماد – يعقوب – عادل – فطوم – بيان – رنا – دعاء - والتوأمتين "
وانقضى النهار .. وهم في عذاري يلعبون .. من لعبة لأخرى .. وأصوات صراخهم تصم الآذان ..
[ عمـــار ]
كنت أضحك على علي وعماد اللذان تبللت ملابسهما بالماء .. حينما أغمضت يدين ناعمتين عيناي .. وحجبتا عنهما الرؤية .. رفعت كفاي أتحسس الكفين .. وأنا أسمع صوت ضحك علي وعماد وتعليقاتهم السخيفة .. سحبت الكفين عن عيناي .. وأدرت الفتاة من ذراعها كي أرى من هي .. لأنصدم .. بأنها تلك التي تلحقني في كل مكان .. وتتصل لي ولا أرد عليها .. إنها نجوى !
أمسكت ذراعينها بقوة وسحبتها بعيدا عنهم .. وهي تصرخ : ألمت يدي .. هدني ..
تركتها وقلت لها غاضبا : نجوى شهـ الحركات ؟ شنو انتي ما تفهمين ؟ ما تحسين ؟ أقولج ما أبي أشوف وجهج مرة ثانية .. أتشائم من أشوفج .. تفهمين يعني شنو أتشائم .. هو غصب أحبج يعني ؟
تجمع الدمع بعينيها : لا مو غصب .. أنا ما جبرتك تحبني .. بس عاملني مثل الناس .. يعني لأني أحبك تجرني كأني بقرة .. على الأقل اعتبرني مثل فطوم ..
قاطعتها : فطوم أشرف منج .. فلا تجيبين طاريها على اللسانج .. اسمعيني نجوى .. أنا لاعت جبدي منج .. خلاص .. حركة ثانية بعد .. وتروحين بداهية .. اففف .. واقفة لي في بلعومي ومو راضية لا تطلعين ولا تنبلعين ..
ومشيت عنها .. رغم أنني أسمع صوت بكاءها .. صحيح أن ضميري أنبني .. ولكن .. هذه لا ينفع معها الطيب .. جعلتني أكره نفسي .. كل مرة تقوم بهذه الحركات .. ما تريد مني ؟! أستفهم إن أخبرتها بأن قلبي ملك لفتاة أخرى ؟! أستفهم أنه ليس ذنبي أن قلبي تعلق بغيرها ؟!
أدرت وجهي لها .. فرأيتها ما زالت واقفة مكانها وتبكي .. مشيت ناحيتها .. وقلت لها بهدوء : نجوى لا تحطين بخاطرج علي .. والله لو كان قلبي فاضي .. كان صدقيني بحبج .. انتي حلوة .. وطيبة .. وحبوبة .. بس أنا مثلج .. انتي تحبين من طرف واحد .. وآنا نفس الشي .. بس الفرق الي بينا .. انج كل مرة تصرحين لي بحبج .. وأنا ما اقدر .. كل شي يمنعني .. نجوى اذا كنتي صج تحبيني بتقدرين مشاعري .. أنا أدري اني ضايقتج واجد بهـ الحركة .. وكل مرة أصدج .. بس ما أبيج تعيشين على أمل جذاب مثل ما آنا أعيش اللحين .. نجوى لا تعبين نفسج معاي .. لأن اذا تبيني ألعب عليج وأمثل إني أحبج ترى عادي .. سويتها من قبل وما أمانع أسويها اللحين إذا هـ الشي يريحج .. بس مشاعر حقيقية أنا آسف .. ما عندي علشان أعطي ..
أخذت تشهق وهي تبتعد عني .. وبقيت واقفا مكانها .. أتذكر ما قلته .. صحيح أنني قسيت بعض الشيء .. ولكن .. هذه الحقيقة .. والحقيقة دوما قاسية على صاحبها ....
/
في جهة أخرى .. كنت توا خارجة من اللعبة .. انتظر خروج فطوم ودعاء .. حينما جرتني فتاة .. وأنا أمشي خلفها أناديها : لحظة .. شكلج غلطانة .. أنا ما اعرفج .. وين بتاخذيني ..
لكنها كانت تبكي .. وأخذتني إلى عمار .. وتبادلا النظرات .. ثم قالت : قول لها .. شنو تنتطر ..
قال لها : نجوى كسري الشر وروحي بطريقج .. قلت لج كل الي عندي .. فماله داعي هـ الجنون ..
لتقول : بلا .. بالنسبة لي له داعي .. ( والتفت إلي ) انتي يالي ما تحسين .. هذا يحبج .. وذابح روحه علشانه .. صدني مئة مرة والسبب انتي .. يا ..
وقطع كلامها صفعة من عمار .. جعلتها تبكي أكثر .. وأنا كـ الخرساء .. أنظر فقط لما يحدث .. لا أجرؤء على النطق .. فكلامها صدمني .. وصفعته لها صدمتني أكثر ..
قال لها وصوته ارتفع : قلت لج بعدي عن طريقي .. انتي شلون تفهمين ؟ تراني أعرفج زين .. وانج كل يوم مع واحد .. ليش لاعبة دور العاشقة معاي ؟ اذا تلعبين .. صدقيني أنا أعرف ألعب أكثر .. واذا انتي صادقة .. افهميها .. خلي عندج كرامة شوي ولا تخلين عيونج بعيوني مرة ثانية .. الحب مو بالغصب ..
ثم رمقني .. ومشى .. وتركني مع هذه المنهارة .. الإثنان كسرا خاطري .. ولكن ماذا أفعل ؟ أشعر وكأنني مذنبة ؟ أيريد أن أفعل له كما يفعل بها ؟ لما قسى عليها بهذه الطريقة ..
ضممتها إلى صدري .. ومسحت على رأسها : خلاص .. سكتي .. مسحي دموعج .. وتعالي بكلمج ..
أبعدت نفسها عني وهي تمسح دمعها : مالي كلام معاج .. كل الي صار لي بسببج .. تفهمييين .. اذا صار فيني شي .. أو سمعتي خبر موتي .. السبب انتي .. وما أسامحج ليوم القيامة ..
قلت لها بضيق : بس أنا شنو سويت لج ؟ أنا مالي ذنب بالي يصير بينكم ؟ أنا ما قلت له سو لها جذي .. بالعكس تراج كاسرة خاطري .. ولو بيدي أسوي لج شي سويته ..
بكت : ما أبي شفقة منج .. وربي أكثر وحدة بالوجود أكرها هي انتي ..
قلت لها بهدوء : كلامج هذا ما بأثر فيني شي .. أساسا أنا ما اعرفج وما تهميني بشي .. وسواءا كرهتيني ولا حبيتيني ما بزيد عمري ولا بيقصر ..
لتقول : انتي من شنو مخلوقة ؟ ليش تلعبين على الحبلين ؟ و..
قاطعتها : لا تقولين كلام ماله داعي .. تراني ساكتة عنج لأن مقدرة موقفج .. وتعالي معاي أكلمج بهدوء أحسن من هالضجة الي صايرة ..
بعد مدة .. قبلت .. واتصلت بفطوم وقلت لها بأنني جالسة على أحد الكراسي مع صديقة جديدة .. وبعد أن أغلقت الهاتف التفت لها وقلت : شنو اسمج ؟
قالت بعد صمت : نجوى ..
قلت لها : وشلون عرفتيني ؟ عمار قالج عني ؟
فقالت : اعرفج من زمان .. بس ما شفتج لأنج كنتي مسافرة .. بس راوتني ليلى صورتج .. واليوم أنا وربعي نلعب .. سمعت وحدة تناديج بيان .. وتذكرت شكلج وعرفتج .. بس سويت روحي ما اعرفج .. لكن لما رحت لعبة ثانية شفت عمار .. كنت بفاجئه .. بس لما صدني .. تضايقت وجيت لج ..
قلت لها : تقصدين ليلى بنت خالي ؟
لتقول : اييي .. ليلى صديقتي .. وانا شفت عمار من فترة وعجبني .. وبعدين حبيته .. وكل مرة أشوفه فيها ما يعطيني وجه .. واللحين قالي انه يحب .. وأنا أدري انهي انتي ..
قلت بضيق : وشنو دراج إنهي أنا ؟ يمكن غير ..
لتقول : بلا .. ليلى قالت لي .. ومرة كان يكلمج بالمجمع .. ولما سكرتين بين عليه أي كثر يحبج وقال إنج وحشتينه .. واللحين شفتين شلون صفعني علشانج ؟
سكت أفكر بكلامها .. لتمسك كفي وتقول : بيان أنا ما بسوي نفسي ما كلمت من قبل .. أنا مو بس أكلم الي يرقموني .. أنا أرقم بعد .. بس يعلم ربي من شفت عمار وأنا ما عدت أهتم لأحد .. لدرجة اني غيرت رقمي .. وما عندي في تلفوني إلا رقمه .. بس هو مو مهتم لي .. بيان أنا ما أعرف الحب .. بس عرفته لما شفت عمار .. كنت أدوره .. وما لقيته إلا معاه .. لكن ليتني ما شفته .. لأن كرهني في الحب تجاهله وصده لي .. بيان اذا تحبينه قولي لي .. قولي له .. والله بطلع من بينكم .. قولي انج تحبينه وريحيني .. خليني أحاول أنساه .. لأن بعرف إنه فرحان معاج .. لكن اللحين وأنا أحس إنه متعذب .. وربي ما أقدر ..
تنهدت بألم : لو على كيفي .. كان ما حبيت غير عمار .. بس أنا ما أقولج ما أحبه .. عمار أخوي .. من قبل وأنا أتهاوش معاه .. بعدين تحول هواشنا لمحبة .. بس هو ما أدري ليش فكر فيني كحبيبة .. اذا قالت لج ليلى .. إن محمود محد .. وكل اعتماد أمي عليه .. عمار أخوي .. ولازم أحبه .. بس مو مثل ما هو يبي .. حاولت أحسس بحب ثاني تجاهه .. وما قدرت ..
رفعت بصرها إلي : انتي تحبين أحد ؟
تبسمت بوجع : قصتنا احنا الثلاثة نفس الشي .. أنا أحب واحد يحب غيري .. والي يحبها تحبه بس أجبروها تتزوج من غيره .. والي يحبني تحبه وحدة .. شفتي شلون ؟ كلنا من طرف واحد .. بس أنا وعمار لا يمكن نتجمع .. لأن ولاد خالتي كلهم أخواني .. لكن في احتمال نجوى انج تجتمعين معاه .. انتي بس حاولي .. إنج اذا شفتيه لا تعطينه وجه .. حاولي تبتعدين عنه .. لا تتصلين له .. تجاهلي مشاعرج .. وصدقيني .. اذا كان في أمل يحبج .. بيشتاق لج وبجيج .. ( أمسكت كفها أنا أيضا ) الله كاتب نصيبنا من أول ما خلنا .. فليش احنا نسعي له ؟ نصبنا بجينا واحنا في البيت .. اذا الله كاتب لج إنه يكون نصيبج .. بجيج .. بس مو انتي الي تروحين له .. لأن الله أعزنا .. وكرمنا إنا نركض وراه .. فهمتين كلامي نجوى ؟
هزت رأسها ودمعها يلمع بعينيها فأكملت : انتي غلطتي من البداية .. وصورتج وانتي على غلط بذهن عمار للحين .. عمار مو قاسي لهدرجة .. بس هو دايما جذي يبين لنا صورة عنه مو صحيحة .. فلا تحطين بخاطرج عليه .. وكل انسان اذا غلط .. يدفع ثمن غلطه .. سواءا بالدنيا ولا الآخرة .. انتي غلطتي صح ؟ اعترفي بذنبج .. توبي .. واستغري ربج .. وتحملي فراقه .. لأن هذا الحل الوحيـــد ..
تبسمت وهي تمسح دمعها : شكرا بيان ..
قلت لها : ولو ..
نهضت : أنا اسفة اذا سببت لج مشكلة بينج وبين عمار ..
تبسمت : لا تخافين .. بحاول أحلها ان شاء الله بس مثل ما قلت لج .. اذا الله رضى عنج .. ادعيه .. وبيستجيب دعائج ..
فقالت : بحاول أنال رضى الله ..
مشت وأنا انظر نحوها .. وحينما نهضت لأعود لهم .. رأيت عمار واقفا أمامي .. يقول : صار لي ساعة أدورج .. يلله بنمشي ..
قلت له وأنا أمشي بجانبه : قلت لفطوم تتصل لي اذا بتمشون ..
ليقول : شوفي تلفونج .. مسكر ..
أخرجته .. وفعلا كان فارغا من البطارية .. لأقول : سوري .. ما فيه جارج ..
ليقول : ما علي .. المهم .. هذي اخر مرة أشوفج مع هـ الأشكال .. أنا ما ابي الناس تتكلم علينا .. سامعة ؟
رمقته : عمار عن الغلط .. شفيها المسكينة ؟ صدقني تراها طيبة بس مو حاصلة أحد يدلها الطريق الصح ..
قاطعني : بيان عن الطيبة الزايدة .. أنا قلت لج كل الي عندي .. ومو مستعد أدخل بنقاش في موضوع منتهي ..
قلت له بضيق : انت ماخذ بخاطرك علي ؟
توقف عن السير ونظر نحوي : هي شقالتج ؟
قلت له : ما عليك شقالت .. أنا سألتك .. جاوبني ..
ليقول وهو يكمل طريقه : لا .. كم مرة لازم أعيدها ؟
قلت له بضيق : أنا اسفة .. جد آسفة ..
ليقول : وانتي كل تتأسفين ؟ ما تعرفين تسكتين .. تراني واصل حدي ..
لأقول : انزين ليش معصب ؟ غلطت ولازم أعتذر ..
ليقول : انتي ما غلطتي .. أنا الغلطان الي تفكيري راح بعيد .. وطعت مشاعري الي المفروض من البداية ما أصدقها ..
قلت بوجع : لا تقول جذي ..
التفت لي : عجل شتبيني أقول ؟ بيان خلنا نسكر الموضوع .. وربي اذا لحقتني مرة ثانية بذبحها .. مالها حق تدخل في شي ما يعنيها ..
قلت : عمار ..
قاطعني : بس بيان .. أنا مصدع لا تصدعين راسي زيادة بالحنة ..
سكت عنه .. وعذرته .. ثم ركبنا السيارة .. وانتهت رحلتنا التي بقى بها الجزء الأهم .. بسبب شيء لم يكن بالحسبــان !
==
بعــــد 10 أيـــام ..
[ أحمــــد ]
كنت أقرأ بملل نتائج تحاليل المريض الذي يجلس على المقعد أمامي .. ثم رفعت له رأسي وتبسمت بمجاملة : الحمد لله .. التحاليل سليمة .. وما فيك إلا العافية ..
ليقول : هذا انتو .. ولا تعرفون شي .. ما ادري شلون نسيمكم دكاترة .. شلون ما فيني شي وكل مرة أحس بدوار .. ونضري ضعيف .. أكيييد فيني السكري بس مو راضي تقول .. طالع عدل ..
قلت له بضيق وبحلم كبير : حجي يمكن يصير عندك هبوط .. بس مو مستمر .. يعني ما أقدر أعطيك أبر أو شي لأنه منتظم .. يمكن وقت الي تقلل تناول السكر وتبذل جهد ..
قاطعني وهو ينهض : لا تختلق أعذار .. أنا الغلطان الي جاي لك .. تدرب علينا .. ما عندك خبرة وو
أغلق الباب وهو يتكلم .. " أفف " كم أكره هذا الصنف من المرضى .. وما أكثرهم .. كأنه الطيبيب وأنا المريض لديه !
تناولت الملف الثاني وناديت اسم المريض : منتهى ..
توقفت للحظات .. انظر لأسم المريض .. انه اسم منتهى ! لا لا .. ربما تشابه بالأسماء .. وأنا أنظر إلى اسم الأب .. سمعت طرقا على الباب .. رفعت رأسي واذا به الباب يفتح .. ويدخل مازن وهو يمسكها من كتفيها ..
ارتبكت .. بل لم أعرف ماذا أفعل ؟ أأطردهما .. لما أتى بها إلى هنا .. أيقهرني أنها باتت الآن له ؟!
أجبرت نفسي على أن ابتسم كـالعادة : هلا مازن .. شفيها ( بضيق ) زوجتك ؟ عسى ما شر ..
أجلسها على الكرسي الذي أمامي .. وبقى واقفا : والله ما ادري .. صار لها مدة كل تعبانة .. وأمس اغمى عليها .. واليوم بعد ..
قلقت عليها .. خصوصا وأنا أرى وجهها مصفرا .. قلت لها : منتهى وين يألمج ؟
رفعت رأسها .. وقالت بصوت يكاد يسمع : جسمي كله يألمني .. أحس دقات قلبي سريعة .. وراسي كل يدور ..
أساسا أنا لا أسمعها ما تقول .. فعيناي تاهتا بوجهها .. تاهتا بعينيها الزرقاوين .. نكست نظري وأنا مرتبك : اوك .. روحي سوي تحاليل دم .. يمكن دمج نازل .. وتحاليل كاملة بعد ..
ليقول مازن : قيس ضغطها يمكن نازل ..
لا أود أن أقترب منها .. وهذا الغبي .. استغفر الله : اوكي .. عطيني يدج .. ( أخرجت جهاز قياس الضغط وضعطت على ذراعها .. وبعد ثوان .. نزعته وقلت ) ضغطج شوي نازل .. انتي روحي سوي تحاليل .. علشان اعرف شنو فيج بالضبط ..
نهضت وساعدها على النهوض .. وقال بعد أن أعطيته الورقة : مشكور أحمد ..
قلت له : هذا واجبنا .. ان شاء الله بحاول تطلع التحاليل اليوم أو باجر .. وبتصل لكم ..
وقبل أن يخرجا .. رأيتها تدور وجهها ناحيتي وتبتسم .. حاولت أن لا ابتسم .. لكنني ابتسمت .. وخرجا .. فسندت رأسي على مقعدي وتنهدت بعمق ..
==
[ يعقوب ]
ميثم لا تفهمني غلط .. بس انت ما تتواجد بالبيت واجد .. من بكون مع أمي ؟ انت كل مرة وسافرت .. ودخلك يسمح لك تطلع برى البيت ..
ليقول غاضبا : بس مو هذا اتفاقنا يعقوب .. اتفاقنا انك تبي لك فوق .. اوك ما تفدر تبنيه أنا ببنيه لك .. بس سالفة اني أطلع من البيت .. شيلها من راسك ..
قلت له بضيق : اذا ببني .. متى بخلص ؟ لمتى بظل خاطب ؟ أبي أستقر يا أخي ..
ليقول : هذا مو موضوعنا .. انت اتخذت قرارك والمفروض تنفذه .. شنو يبي لك ؟ الخريطة ؟ الخريطة جاهزة ؟ وأنا قلت لك .. خذ قرض وبسرعة بتنبي الشقة .. وبعدين تأثيثها سهل .. صحيح انك بتتعب بس بعدين بترتاح .. شقتي صغيرة .. وما بتكفيك إذا حاب تقعد في البيت كم سنة ..
قلت له بيأس : ميثم ..
قال لي بحنان أخوي : اذا ما عندك قول .. ترى احنا أخوان .. وما بينا شي .. الا لي لك .. بس سامحني يا خوي .. أنا صار لي كم سنة بعيد عن أمي .. ما أبي أطلع من البيت وأصير بعد بعيد عنها ..
قلت له : والله أنا مقتنع بكلامك .. بس ما ادري شقولك .. السالفة مو سالفة فلوس ..
ليقول : شنو الي تبي تقوله ؟ قول .. لا تستحي مني ..
ارتبكت .. ماذا أقول له ؟ أأقول له أن زوجتك تنظر إلي وهي على ذمتك ؟! أم أقول له بأنها لا تحفظك في غيبتك ؟ صعب .. صعب عليّ أن أقول له مثل هذا الكلام .. سيأتي يوم من الأيام ويراها على حقيقتها ..
تبسمت له بحرج : لا ما انا مستحي ولا شي .. يلله .. عجل من بكرة بشوف لي مقاول يبني .. وبتوكل على الله ..
تبسم لي : الله يوفقك .. واذا تبي مساعدة أنا حاضر ..
==
في اليوم التالي .. ذهبت نحو المختبر .. أسأل عن نتيجة تحاليل منتهى .. وعندما أعطوني الورقة .. حملتها .. وقصدت غرفتي .. أغلقت الباب .. جلست على مقعدي .. وفتحت الورقة بعد أن سميت باسم الله .. وأنا أقرأ ما كتب بها .. فتحت عيناي بصدمة .. توقف النبض عندي ..
وأيقضني من غفوتي صوت طرق خفيف على الباب .. قلت هامسا : تفضل ..
ليدخل مازن .. وعلى فمه ابتسامة : سلام عليكم ..
قلت له وأنا مازلت تحت تأثير الصدمة : وعليكم السلام ..
ليقول : رحت المختبر أشوف النتيجة .. وقالو لي إنك أخذتها .. بشر ؟
هنا .. أصابني خرس .. ماذا أقول له ؟!
ولا أعلم كيف خرجت هذه الكلمة من أعماق قلبي .. بعد أن تقطعت كل أوردتي : مبروك .. منتهى حامل ....
==
إلهي إن كان قل زادي بالمسير إليك .. فلقد حسن ظني بالتوكل عليك
،
.
؟
نهاية الجزء السادس والعشرون
[ 27 ]
أمــاه
أتسمعين صوت استغاثتي ؟
أتسمعين صوت شهقاتي ؟
أمــــاه مالكِ لا تجيبينني ؟
أفلا تسمعينني ؟!
أمــــاه .. مللت هذه الحيـــاة ..
التي أبدأ أيـــامها بدون الإطلالة على عينيك الجنتين ..
ولا على تقبيل كفيكِ ..
أحبـــكِ أمي .. وأشتاقكِ بقوة ..
[ مـــازن ]
دخلت الغرفة بهدوء .. وأنا أخبأ خلف ظهري باقة ورد .. بحثت عنها بناظري .. ووجدتها مستلقية على السرير .. دنوت منها خلسة .. وقبلت خدها .. ففتحت عينيها وقالت : وصلت ؟
لكنني لم أجب على سؤالها .. بل جلست أمامها .. وأنا أضع باقة الورد بحضنها : شلونج حبيبتي ؟
تبسمت وهي تستبدل استلقاءها بالجلوس .. لكنني أسرعت وساعدتها وقلت : لا تعبين روحج ..
ضحكت .. وما أجمل ضحكتها : ما كو تعب .. ( وهي تداعب الورد بأناملها ) رحت المستشفى ؟
اتسعت ابتسامتي هنا : أيوة .. وأنا أقدر ما اروح ؟
لتقول : شنو نتيجة التحاليل ؟ يحتاج أروح المستشفى مرة ثانية ؟
هززت رأسي بإيجاب : نتايجج عال العال .. من جذي يحتاج كل شهر تروحين المستشفى ..
قالت باستغراب : اذا اوكي ليش أروح ؟
احتضنت كفيها ونظرت إلى عينيها مباشرة : لأن .. يا روح مازن .. تشوفين ولدنا إذا بخير ولا لا ..
سكتت .. تستوعب ما أقوله ثم سألت ووجهها خال من التعابير : ولدنا ؟
احتضنتها وبفرح صادق : اييوة عيوني .. انتي حامل .. ألف مبر ..
قطع علي كلامي وهي تبعدني عنها : شلون يعني ؟
استغربت : منتهى انتي حامل .. يعني بجينا بيبي ..
لتقول وهي تهز رأسها بنفي : لا .. أنا مو حامل .. انت تجذب صح ؟
قلت لها : ليش أجذب ؟ ما تشوفين الفرحة بعيوني ؟ منتهاي أنا من زمان انتظر هـ اليـ.
قاطعتني : جذاب .. ورني النتيجة .. تفهم يعني شنو أنا ما ابي ..
قلت بصدمة : شنو ما تبين ؟
لتقول بقسوة : أنا ما ابي عيال .. من قالك إني أبي أصير أم ؟ ولو كنت بفكر .. أكييد ما ابي منك ..
لا تسألوني عن شعوري الآن لأنني لا أستطيع سؤاله عن حاله .. وقلت بقلب كسير : ليش ؟
لتقول وهي تقطع ببتلات الورد : لأني ما ابي عيالي يعيشون عيشتي .. ما ابي يعيشون بعيدين عني .. ما ابي يحسون بالنقص .. أنا ما حسيت بحنان أمي شلون تبيني أحن عليهم ؟ وبعدين مازن فكر .. احنا مردنا بننفصل .. ليش نجذب على بعض ؟ طول هـ الفترة تحملتك مو علشان تجيني بخبر مثل هذا ..
ترجلت من على السرير وتركتني بصدمة أكبر من تلك .. تركتني لأمواج بحر غاضبة .. ترغمني على الغرق .. منتهى .. من أين أتيتي من هذه القسوة ؟؟ لما تبادلي محبتي بكل هذا ؟ ألا أستحق حتى ابتسامة مجاملة لهذا الخبر ؟!
خر دمعي .. ومسحته بغضب وأنا ألحقها وهي تخرج من الغرفة : وقفي .. قلت لج وقفي ..
أدارت وجهها إلي وقد غسله الدمع: شنو تبي تقول أكثر ؟ انت ما تحس ؟ تغصبني أوافق عليك .. ووافقت علشان أخوي .. ضنيت إنك بتتسلى فيني شهر شهرين وبتشبع غرورك وبتطلقني .. إلا شكلي عجبتك وتبيني أصير أم .. تسوي نفسك ما تعرف إني أحب أحمد ؟ وأحمد يحبني ؟ انت ليش تسوي فينا جذي ؟ ولدك الي في بطني ما ابيه .. اعطه وحدة غيري تتحمله 9 أشهر ..
صفعتها .. ليس ككل مرة أفرغ غضبي عليها .. وإنما كي يكف لسانها عن افراز السم الذي بات ينخر عظامي : جب .. ما ابي أسمع شي .. انتي زوجتي .. ووقت ما مليت منج .. بطلقج .. بس تونا ببداية المشوار .. تضنين يا ماما لما ملجنا بسهولة بتتخلصين مني ؟ انتي ليش ما تتعلمين من أخطائج ؟ ليش ما تتذكرين كل دقيقة انج لي اللحين .. وأحمد بح .. أحمد مو موجود .. واذا خليتكم تشوفون بعض .. مو معناته إني غبي وما ادري انج يا الخاينة للحين تفكرين فيه .. تضنين ما شفتج لما ابتسمتي له ؟ تضنين ما شفته يبلع غصته وهو يقولي خبر حملج ؟ بس احلمي .. احلمي فيه طول عمرج .. ودام أنا موجود .. اضمن لج إن حلمج ما بيتحقق ..
زاد بكاءها : انت ليش تسوي فيني جذي ؟ آنا شسويت لك ؟ شنو ذنبي ؟ لشنو تعاقبني ؟ وشنو ذنب الجاهل الي بجي وأمه لا تحب أبوه ولا تحبه .. إنت من شنو مخلوق ؟ وربي كل ما احاول أتقبلك .. تجبرني أكرهك أكثر وأكثر .. لكن ما اني مستسلمة سمعت .. واذا على الي في بطني .. بطييحه ..
صرخت عليها : لو تطيحينه .. أذبحج .. قسم بالله تموتين على يدي .. واذا سألوني ليش قتلتها بقول لأنها قتلت ولدي .. ( وبصوت أعلى وأنا أشير إلى الغرفة ) انقلعي غرفتج .. روحي عن وجهي ما ابي وجهج ..
لتقول : ما اني رايحة .. ما اني قاعدة معاك أكثر .. ما اقدر أتحملك أكثر ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك