بارت من

رواية وش رجعك -26

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -26

قلت لها بحنان : لا تخافين .. الله بيحفظج .. وبعدين انتي ما عليج منه .. هو بحاله وانتي بحالج .. حاولي تتجنبينه .. وحتى لو شفتينه .. لا تنفعلين وتصيحين .. سوي نفسج عادية .. ومو مهتمة .. يوم يومين .. بعدين بتتعودين وبتنسين .. وبصير شكله عادي بالنسبة لج .. وما بتضايقين ..
سكتت ولم تجب فأكملت : عمره الهروب ما جاب نتيجة .. انتي هربتي من هني علشان تنسين أحمد .. وكاه جى وراج .. وصدقيني .. إذا رديتين .. اكيد بجي اليوم الي بتلتقين بهذا مرة ثانية .. ما راح تتخلصين من خوفج إذا ما واجهتين الخوف بشجاعة ..
فردت بعد ثوان : شكرا عمار ..
تبسمت بصدق : العفوو .. كل يوم تعالي ..
فقالت : اخلييك .. بروح لمحمود .. سلم على أمي وااجد .. وعلى خالتي وفطوم وكلهم ..
قلت لها : الله يسلمج .. تحملي بحالج .. وطمنيني ..
فأجابت : ان شاء الله ..
حينما أغلقت السماعة .. همست بضعف : وحشتيني ..
سمعت صوتا خلفي : تخسي تاخذك مني ..
التفت خلفي أبحث عن مصدر الصوت .. فكانت تلك الوقحة .. أثارت غضبي واشمئزازي .. مشيت ناحيتها نظرت نحو عينيها مباشرة .. شعرت بارتباكها .. أمطرت عليها نظرة استحقار وشفقة .. وخرجت قاصدا السيارة وأنا اتصل لغسان الذي اختفى ..
==
[ صفـــاء ]
فتحت باب الشقة عندما سمعت قرع الجرس .. وخمنت أنها هي التي خلف الباب .. وفعلا كانت هي .. تركت الباب مفتوحا .. وسارعت الدخول إلى غرفتي .. لتتبعني .. وتفتح الباب .. قالت بهدوء : زعلانة مني صفوي ؟
قلت لها بذات الهدوء : شتتوقعين يعني ؟
أتت وجلست على السرير : أنا اسفة .. بس لو كنتي تدرين شفيني كان عذرتيني ..
أجبتها : وشلون حبابة بعرف ؟ دامني صديقتج عن يازعم .. وما كلفتي نفسج تفهميني شلي يصير ..
تنهدت : رغم إن الشي يضايقني وما احب أقوله .. وما قلته لكم لأنه شي ماضي .. وزمان صار .. وما راح أستفيد إني أعيد المواجع .. لكن علشان ما تتحسيين مني .. وتضنين إني أخلي حواجز بيني وبينج .. احنا صديقات .. ومن اليوم بنصير خوات .. بنظل 4 سنوات مع بعض .. ولازم كل وحدة فينا تتحمل الثانية وتعذرها ..
قلت لها : صحيح كلامج .. انا ما اجبرج تقولين شي .. دامج موب حابة تقولين لا تقولين ..
لتقول : أبيج توعديني أخوج ما يوصله خبر ..
لأقول : يعني مثل ما توقعت السالفة فيها أخويي .. أوعدج .. بس قولي لي ..
تبسمت .. ثم تلاشت بسمتها .. وقصت علي حادثا .. ندمت لأنني أصريت عليها إخباري إيـــاه ..
مضت عشر دقائق من الصمت .. كل منا غارقة بدوامة أفكارها .. فأنا أحلل ما قالته .. مستغربة من هذه الصدف .. وهي .. ربما تعود مراجعة حساباتها .. والعزم على نسيان ماضٍ في طريقه للعودة ..
تحادثنا بعض الوقت .. وذهبت كل واحدة منا لتأخذ قسطا من النوم .. راجين المولى .. أنا يمر الغد على خير ...
==
جـــاء نهار اليوم التـــالي .. ولا شيء جديد .. فلم يفق جاسم من سباته .. في هذه الأثنـــاء .. في منزل يعقوب .. دخل عمار والغضب باد على ملامحه .. سلم على خالته .. واستأذنها .. قصد غرفة يعقوب .. طرق الباب .. أيقضه يضيق وأفرغ عليه نيران غضبه : قوله يرجع بمنتهى أحسن له .. أخوها بموت .. يمكن اذا حس بوجودها ترد فيه الروح .. مو حالة هذي ..
غسل يعقوب وجهه والتفت لعمار : انزين ليش تصارخ ؟ أنا ما ادري بشي .. وبعدين أنا مالي ذنب ..
فقال عمار : مو صديقك .. مو المفروض تنصحه .. البنية وبيقتلها ما عليه .. أخوها شذنبه ؟ كفاية ما ترقع بحياته .. من شي لشي ..
ليقطع عليه كلامه يعقوب : بعد شسوي اذا ما يسمع كلامي .. تضن اني راضي على الي يسويه .. أقوله لا تسوي جذي .. موب زين .. الله ما يرضى .. ما يطاوع ..
فتح الباب عمار ليخرج : عموما أنا جييت أقولك علشان توقفه عند حده .. ووصل له هـ العبارة .. يقوله عادل .. اذا مات جاسم .. خله يتأكد إن عمره راح يكون قصير .. سلام ..
تناول يعقوب الهاتف بضيق .. ماذا يفعل ؟ لما يعاقب بجريرة صديقه .. مهلا .. أليس بالصديق يعرف المرأ .. أما كان عليه اختيار صديق جدير بحمل هذا اللقب ؟!
وبعد مدة من الرنين .. وصله صوت مازن المرهق : هلا يعقوب ..
فصرخ عليه يعقوب : يالمجنون أخوها طلع من السجن ودرى إنك أخذتها وكاه في المستشفى .. انتحر .. تعرف يعني شنو انتحر ؟!
فقال مازن بصدمة : شنو ؟! وليش انتحر ؟
عاود الصراخ عليه : وليش ان شاء الله ؟ فرحان بزواج اخته .. مـــازن .. بسك لعب بالنار .. أخوها بين الحياة والموت .. ارجع إياها يمكن يحس أخوها بوجودها ويصحى ..
فأجابه مازن : تلعب علي ؟ تضني بهـ السهولة بصدق ؟
ثار غضب يعقوب : وليش ان شاء الله بلعب عليك ؟ وليش بضيع وقتي وبتصل فيك من صباح الله خير .. حبيبي .. تراك ما تهمني .. يعقوب الأولي الطيب الي يسكت عن الغلط راح .. أنا ما ابي الناس تلومني بوفاته والسبب انت ..
أغلق يعقوب هاتفه .. ورماه على الجدار من قهره .. يشعر بالمهانة .. فرغم أنه أخلص له .. وصبر على تحمل أخطاءه الكثيرة والكبيرة .. رغم عدم استجابته لمناصحته .. إلا أن محبته تظل عالقة في قلبه .. ترى .. لما الذين نخلص لهم .. ونثق بهم ثقة عمياء .. يشككون في اخلاصنا .. ويضنون بثقتنا السوء .. لماذا يا ترى يخونون الوعد .. وينكثون العهــد ؟! الأننا أحببناهم بصدق .. أم لأننا أفرطنا في تجاهل أخطائهم .. فتمادو في الطعن هذه المرة ؟!
[ فطوم ]
قال لي : اليوم بجي ميثم ومرته من الكويت .. وبيستقرون في بيتنا .. تبين نروح بيتنا نتغذى ونسلم وعليهم مرة وحدة ولا آخذج بيتكم ؟
قلت له وأنا ابتسم : بروح بيتكم .. خاطري أشوف مرته .. كل أسمع عنها بس ما شفتها ..
ضحك بخفة : تصدقين حتى أنا .. بس حتى اسمها ما عرفه !
قلت له : واختك ؟ خلاص .. بتعيش بالكويت ؟
هز رأسه : اييي .. زوجها قال لها بكيفج هناك ولا اهني .. بس هي تقول تبي تجرب تعييش هناك .. وكل سبوع سبوعين بتجي تزورنا .. وأمي فاتحة مناحة .. بعد سبوع بتنتقل هناك ..
وصلنا إلى بيت خالتي .. قبلت رأسها .. واتجهت لغرفة يعقوب .. بدلت ملابسي .. وخرجت لنتغذى سويا .. وهناك رأيت زوجة ميثم جالسة بجانبه .. استغربت عندما رأيتها لا تغطي رأسها بشيء .. قلت ربما لأن يعقوب لم يأتي بعد .. سلمت عليها .. وجلست بجانب عهود .. ليأتي يعقوب .. ويجلس بالجهة الأخرى بجانبي .. وبدا الذهول عليه هو الآخر !
انتهينا من تناول الطعام .. وأنا كلما رفعت نظري إليها أراها تنظر نحونا أنا ويعقوب .. ذهبت للمطبخ أساعد عهود بغسيل الأواني .. وهناك سألتها : بسألج .. مرت ميثم شسمها ؟
قالت : لمياء ..
قلت لها : انزين ليش ما تغطي شعرها عن يعقوب ؟
قالت وهي تبتسم : ميثم عنده عادي .. هي تلبس شال بس ما تغطي شعرها كله ..
هززت رأسي بتفهم ولم أتكلم .. لتقول لي : تغارين ؟
ضحكت بحرج : مو سالفة غيرة .. بس انا استغربت ..
قالت لي : بيت عمي عاداتهم جذي .. وهي اقنعت ميثم ورضى بكلامها ..
قلت لها : يعني انتي بعد هناك بتسوين مثلها ؟
ضحكت : لا .. عبدالله غير .. يغار علي .. وما يبيني حتى أقعد مع أخوانه ..
تبسمت : الغيرة الزايدة بعد ما تنفع !
لتقول : أنا ما اضايق من غيرته .. بالعكس .. أستانس ..
تبسمت : الله يوفقكم ..
[ لمياء : 24 سنة ]
==

[ بيان ]

وضعت كوب الميرندا على الطاولة وقلت لصفاء : من باجر بنبدأ دراسة .. أحس واجد من وقت !
قالت لي : اييي .. المفروض السبوع الأول بس يداورن بنا في الجامعة ..
قلت لها : جدولي واجد زحمة .. من ثمان لين ثلاث وأنا ادرس .. تصدقين .. للحين ما بدينا وأنا متمللة .. أشك اني بنسحب من أول كورس ..
ضحكت : اييي واضح عليج .. بس ما يصيير جذي .. جدي على روحج ..
قلت لها : ان شاء الله .. ( نظرت إلى الساعة ) كأن تأخرو ؟
وما أتممت جملتي إلا حسن وبشار قادمان نحونا ..
سلما .. فرددنا السلام .. ونهضنا عائدين إلى الشقة .. وأنا أمسك بكف صفاء .. التي تبتسم لي ..
كنت أمشي وأنا أحاول حفظ الطريق .. فمنذ الغد سأحاول العودة لوحدي .. فأوقاتي تختلف عن صفاء .. ولكي أتجنب التفكير بالذي يسير أمامي شغلت نفسي بالتفكير بما سأشتريه لأختاي ^^
==
في مثل هذا الوقت .. دخلت أميرة شقة أخاها .. وأغلقت الباب .. سلمت على دعاء التي تشاهد فلما .. ثم اتجهت للمطبخ .. تضع الطعام الذي اشترته في الصحون .. كي يوقضوا عادل الذي أتى توا من المستشفى ..
وما إن انتهت .. حتى أيقضته .. وسمعوا صوت الجرس .. صرخ عليهم عادل أن يفتحوا الباب .. دام أنه يغسل وجهه .. واتجهت دعاء بتثاقل نحو الباب .. فتحته وهي تقول : ميـــن ..
لم تكمل جملتها .. لأن كل مفردات اللغة ابتلعها الخوف .. وهمست : بابا ..
رمقها بسخرية .. ودخل الشقة .. مشى ورأى أميرة تتناول السلطة .. رمقها بسخرية أيضا .. وجلس بجبروته فوق المقعد .. ينتظر خروج عادل ..
خرج عادل من الحمام وهو يصرخ : من جاي ؟
نشف وجهه وهو ينتظر سماع رد .. لكن ما من جواب .. وما إن رفع الفوطة عن وجهه .. حتى رأى أباه .. ابتلع ريقه .. وقال بهدوء : هلا يبه ..
قال أبو وليد : شفيكم جذي خايفين ؟ يلله تعالوا تغذو .. أنا جوعان ..
أتى الثلاثة نحو طاولة الطعام .. وجلسوا من دون أن يقولوا شيئا .. وزعت أميرة الطعام في صحونهم .. وتناولوا الطعام بهدوء .. وهم بين الحين والآخر ينظرون لأباهم ..
وأخيـــرا .. وضعت ملعقته فوق الصحن .. ليتوقفوا عن التمثيل أنهم يأكلون .. أنزلوا معالقهم .. ونهض الجميع لغسل يديده ..
أخذ يفتح الأبواب .. ويرمق الشقة بسخرية وهو يضحك : أحد عاقل يخلي كل العز في بيتي .. ويجي يقعد بهـ القوطي ؟
لم يتكلم أحد منهم فأكمل وصوته قد ارتفع : لما أسكت عنكم .. مو معناته إني ما أدري بشنو تسوون من وراي .. أنا .. أدري بكل صغيرة وكبيرة بحياتكم .. أدري وين تروحون ووين تجون .. وبشنو تفكرون حتى .. لما أحمد يتمرد علي ويكسر كلمتي .. وأنا ما أخلي لتصرفاته حد .. أبي أختبركم تتشجعون وتتمردون .. ولا تفكرون بعقلانية وتقولون إن أبوي مو ساذج لهدرجة بيتغاضى عن أخطائنا .. أنا طول ذيك الفترة ساكت وعاطنكم فرصة تصححون أخطائكم لكن .. ولا واحد فيكم شغل مخه عدل وحسبها صح ..
جلس بجانب التلفاز .. ووضع رجله اليمنى على الأخرى .. وقال بهدوء : عادل ..
مشى متثاقلا جهة والده : نعم ..
قال له : اقعد ..
جلس بجانبه .. ليقول الأب : موب ناوي تعتذر ؟
ليقول عادل : أنا ما خطأت علشان أعتذر .. المفروض انت تعتذر لنا .. انت مقصر بحقنا .. بتقول أعطيكم فلوس ..
قاطعه : مو هذا موضوعنا .. انت قلت انك ما خطأت صح ؟
سكت قليلا ثم قال : ايي .. أنا ما غلطت .. وكل واحد بشوف اخوه ميت والسبب أبوه .. بسوي أكثر من الي بسويه ..
ليقول أبو وليد : والأب الي يشوف ولده يتصرف معاه هـ التصرف شنو تبي يسوي لولده ؟ يمسح عليه ؟ انت مالك حق تسوي أي شي بخصوص أحمد .. هو كبير .. وعنده اللسان ويقدر يتكلم .. ( سكت قليلا ثم قال ) أنا ما بحاسبك على الي صار ذاك اليوم .. أنا جاي أوقفك عند حدك .. لا تفتح لنا دار ترعي فيها المساكين والمحتالين .. ( وبانفعال ) أنا احذرك .. تطلق الخمة الي ماخذنها أحسن لك .. أنا مو مستعد أحد يطالبني بعد موتك بنفقة وهرار .. أنا ما اصرف ثروتي على هـ الأشكال ..
قال عادل بنفس الانفعال : وأنا ما جبرتك وقلت لك اصرف عليهم .. رنا زوجتي .. وأنا الي أقرر لمتى أخليها على ذمتي ومتى أطلقها ..
ليترفع صوته : وتقولها بكل وقاحة .. شكلك ما تعلمت من الي صار لأخوك .. اسمع .. أنا لما أأمرك بشي .. تقول ان شاء الله وتنفذ كلامي بدون أي اعتراض .. ولما أقولك طلقها .. تقول تامر يبه .. لأن إذا ماوصلتني ورقة انك طلقتها .. يا أخوها الميت .. بموته أكثر بيديني .. أو أنا الي بخليها تخلعك ..
نهض عادل من مكانه غاضبا : أعلى ما بخيلك اركبه .. أنا طلاق ما انا مطلق ..
اشتد غضب الأب واتجه لفريسته الثانية أميرة : وانتي ! سالفتح انتي واختج على كل اللسان .. واللحين فاضحتنا تشتغلين بشركة .. وين أودي وجهي من الناس ؟! يقولون محتاجة .. مقصر عليها بشي أنا علشان تمد يدها إلى الناس ..
قالت بهدوء : أنا ما مديت يدي للناس .. أنا اشتغل شغلة محترمة .. وبتعبي أحصل معاشي .. لين متى يبه بنعتمد عليك ؟ لازم ..
قاطعها وهو يصرخ : وعلموج ترادديني ؟ لازم شنو ؟ تأمنون مستقبلكم مثلا ؟ والفلوس الي أجمعها ؟ لمن ؟ باخذها معاي بالقبر ؟ ما بتصيير لكم ؟
قالت له دعاء : بتصير لمرتك الجديدة وولي العهد الجديد ..
رمقها بغضب : انتي بعد طلع اللسانج يـالــ .... تراج انتي أكثر وحدة مسودة وجهي .. تضنين ما دريت عنج ذاك اليوم لما تجين البيت مع محمود ؟ قلو السواق علشان يوصلج ؟
شعرت بالوجع .. فقد ذكرها بتلك الليلة التي فقدت الأمل بنسيانها : حبيب ويبي يوصل حبيبته .. ما فيها شي ..
انصدم الثلاثة مما قالته .. بل لمعت الدموع بعينيها حينما صفعها أباها : انتي ما تستحين ؟ لا يكون بتعيدين لنا سالفة منى ؟ ذيك تاخذ زوج اختها وانتي بتاخذين واحد من الشارع ؟ صج اني ما عرفت أربيكم زين .. وكلكم ماعندكم ذوق .. بس ما الومكم .. دام أخوكم كان حاط عيونه على المسيحية .. ما استغرب عيالي يناسبون عيال الشوارع ..
بكت دعاء : محمود مو ولد شوارع .. محمود ولد ناس ومحترم ومربى .. أنا بنت الشوارع .. أنا الي ما لقيت أحد يربيني ..
صرخ ثانية : جب .. لو كان مربى ما خلى عيونه على فلوسج .. تضنينه يبيج حبا فيج ؟ شفيج غير عن الناس ؟ حلاتج مثلا ؟ ومن وين يا حسرة ؟ من امج القبيحة ؟
قاطعته وهي تبكي : لا تغلط على امي وعلى محمود .. انا ما اسمح لـ ..
قاطعها : تسمحين ولة ما تسمحين .. ما طلبت الإذن منج .. ويلله جدامي على البيت .. طلعة من البيت ماكوا .. وأنا ما اقصدج انتي بس ( التفت لأميرة ) انتي بعد .. شغل ماكو .. اذا احترمتوا نفسكم .. وعرفتوا شلون تقولون ان شاء الله .. وقتها أفكر أخليكم تشوفون الشمس ..
قال عادل : دام أنا موجود مستحيل أخليك تسوي فيهم الي تبي .. خواتي بيبقون معاي .. والي يبونه بصير .. انت ما يحق لك تدخل بخصوصياتنا .. وروح لشركاتك .. أخاف أجي أحد يبوقك وانت ما تدري ..
سحبه من بلوزته : تدري شنو خاطري ؟ أشوفك وانت تبجي بعد كم يوم ..
خرج من الشقة .. وقبل أن يغلق الباب قال : مو بس هو .. كلكم .. بتبجون دم بدل الدموع .. حطوا في بالكم شي واحد .. إني ما راح أخليكم في حالكم .. بعذبكم .. وما برتاح إلا لما أشوفكم داخلين بيتي .. تبون تبوسون رجولي علشان أسامحكم .. بطردكم برى .. وبقول لكم جيتوا متأخرين ..
ليقول عادل : عجل ما بترتاح طول عمرك .. لأن لا يمكن يصير هـ الشي .. لو متنا من الجــوع ..
[ ســـارة – زوجة أبو وليد الجديدة ]
تمسح رأسه بمنديل : حبيبي لا تكدر خاطرك .. هايلين جهال .. أمهاتهم هم الي يخلونهم يسوون كل هذا ..
قال لها بانفعال : عجل أنا يراددوني ؟ آنا الي من يدخل نفسي البيت يوقفون احترام يرفعون صوتهم علي ؟ منى وعذرناها لأنها مو عاقلة .. وأنا متأكد إنها اللحين بمصح عقلي .. أما هايلين .. أنا بشنو قصرت عليهم علشان يتمردون علي ؟! هذا جزاي ؟
ربتت على كفه : لا تفكر فيهم .. هايلين ناكرين نعمة .. الله يخلي لك وليد وولدي يبردون خاطرك ..
تبسم لها بمحبة : شلونه ولدي ؟ متى بيطلع ؟
قالت له بحياء كاذب : امممم بعد ( تناولت يده وأخذت تعد باصبعه ) واحد .. اثنين .. ثلاثة ..
ضحك بخفة : فديتج .. قولي لي كم وخلصيني ؟
بهمس قالت : ستة شهور ..
تبسم لها : باقي واجد .. تراني واجد مشتاق له .. ما يصير يطلع قبل ..
قالت له ببتسامة مصطنعة : ما يصير حبيبي .. قولي .. شنو بتكون هدية ولادته ؟
قال لها : الي تامر عليه أمه ..
تبسمت بحقد : حبيبي .. أنا لقيت فكرة أخلي فيها ولادك يخضعون لك بسرعة ..
قال لها باهتمام : شنو ؟
لتقول : تقول لأمهاتهم إذا ما مشو عيالهم سيدة بتطلقهم وبتحرمهم من شوفتهم ..
==
تمشي بالمطـــار بهدوء يختلف كليا عن الضجيج الذي بقلبها .. رفعت بصرها لمازن حينما قال لها بأنهم قد أعلنوا توا نداء رحلتهم .. طوق بكفه كفها .. ومشيا معا نحو الطـــائرة ..
جلست بالمقعد الذي قرب النافذة .. حلقت الطـــائرة .. وهي ما تزال تنظر إلى النافذة .. كي لا يرى مازن عينيها الممتلئتين من الدمع ..
فكلما تشعر بقرب لقاءها بأخيها .. يزداد خوفها .. لا تود أن تفقده .. إن فقدته ستموت ..
كانت تدعو له بسريرتها .. تدعوا نجاته وتسهيل معيشتها مع مازن .. وهي غارقة بأفكارها .. غفت عينيها .. ولم تستيقظ إلا على قبلة مازن ..
فتحت عينيها بضيق .. تناولت حقيبة يدها .. ومشت خلفه .. وهاهما قد انتهيا من كل اجراءات المطار .. مشوا .. وإذا بها ترى رجل وامرأة بانتظارهم .. رجـــل نسخة ثانية من مازن .. ليس الشبه .. وإنما رسمة العينين .. حدة نظرهما .. رسمة الأنف .. طبق عرض الكتفين .. نفس طريقة اللباس التي بها الكثير من المغالاة ..
عانق الرجل .. وصافح المرأة .. ثم عرفهما على منتهى .. وعرفها عليهما .. فكان الرجل أخـاه طــارق .. والمرأة زوجته .. منــى ..
فكانت تمشي مع منى التي تعرفت عليها توا .. شعرت من ابتسامتها البائسة .. أنها تعاني مع طـارق .. يبدوا أن طارق مثل مازن .. حاد الطباع أيضا !
وأوصلوهما إلى قصر كبير .. كان منزلهما .. وهذه المرة الأولى التي تراه .. المكان الذي ستسكن فيه .. وسيظم معاناتها مع مازن .. وربما ستموت هنا .. لكثرة الاختنــــاق !
سلمت على أبوي مازن .. بدو طيبين .. عكس أبنائهم ! وأوصلها مازن إلى جناحهم لتقول له بضيق : مازن متى بتاخذني المستشفى لأخوي ؟
قال لها بضيق أيضا : صبري باجر الصبح اللحين الساعة 12 .. وما بخلونج تدخلين ..
جلست على السرير بعد أن أدمعت عينيها .. ولم تتفوه بحرف ..
جلس بجانبها : منتهاي .. اللحين ليش تصيحين ؟ أنا ما قلت ما بوديج ؟ حتى لو رحنا ما بنستفيد شي .. برجعونا ..
مسحت دمعها : انزين اوكي .. أنا بروح أسبح ..
مشت عنه .. وهو رمى بجسده على السرير .. تنهد بعنف .. عله تأنيب الضمير ينتهي بهذه التنهيدة !
==
وطل صبـــاح آخـــر .. لكنني لن أتحدث عن هذا اليوم .. فلا شيء جديد .. فكل بقي على حاله .. أبو وليد ما زال يدرس ما قيل له جيدا قبل التنفيذ .. ومنتهى لم تذهب لزيارة أخيها فأم مازن قامت بوليمة زواج ابنهـــــا !
وفي اليوم التـــــالي .. يوم الثلثاء .. عند الساعة العاشرة صباحا .. لبست ملابس خاصة .. دخلت الغرفة .. بخطوات متعثرة .. فكلما خطت خطوة جديدة .. قرأت سورة أخرى من القرآن .. ودعت دعاءا آخر .. دموعها على خديها .. وأنفاسها غير منظمة .. وصلت نحو سريره .. أخذت تنظر إلى جسده الممد .. إلى وجهه الأبيض .. المغطى أنفه بجهاز اوكسجين .. تنظر إلى عينيه المغمضتين .. إلى الأسلاك التي تحيطه من كل جانب .. إلى روحه المعلقة بين السماء والأرض ..
لم تمسك كفه .. لم ترمي برأسها على صدره .. بل .. وقفت مكانها .. متصنمة .. تبحر في ملامحه التي يكسوها الجمود ..
/
[ مـــازن ]
لو سمحتي ..
اللتفتت له الممرضة وهي تبتسم : نعم ؟
سألها : بس قبل شوي دخلت زوجتي لأخوها في غرفة العناية المركزة .. وللحين ما طلعت .. ومو خاليني أدخل .. يصير تنادينها ؟
هزت رأسها بإيجاب : اوكيه .. شنو اسمه المريض ؟
قال : جاسم .. لا .. جميل .. المهم انه الي منتحر ..
قالت له باستغراب : شنو اسمه اللحين ؟ الاسم الثلاثي ..
ليقول : هو له اسمين .. جاسم وجميل .. المهم انتي روحي شوفي بنية واقفة عند أي سرير ناديها ..
مشت عنه من دون أن تجييب وبعد دقائق أتت : ما في أي زائر بغرفة العناية المركزة .. شكلها طلعت زوجتك ..
قال بحيرة : بس أنا واقف عند الباب .. ما شفتها وهي طالعة ..
بضيق قالت : وآنا شدراني ؟ عن اذنك ..
تنهد بضيق .. وخرج من المشفى نحو السيارة .. ولم يجدها هناك أيضا .. أين هي ؟! فلا هاتف عندها لأتصل لها .. أين ذهبت ؟
دخل المشفى ثانية .. وأخذ يسأل عنها .. ولكنهم سخروا منه .. فقد ضنوا بأنه يبحث عن طفلة لا عن امرأة !
ضاق صدره .. ركب سيارته .. ووضع رأسه فوق المقود .. لا بد أنها استغلت الفرصة .. وهربت .. إلى أين ؟ هي لا تعرف أحدا غير بيان وأحمد ..! مهــلا .. ألم أراها يوما مع يعقوب ..
واتصـــل بيعقوب ..
[ يعقوب ]
كنت ذاهبا مع فطوم إلى السوق .. نشتري بعض ما ينقص البيت من مواد غذائية .. حينما رن هاتفي .. والمتصل مازن ..
جعلت هاتفي صامتا .. وواصلنا التسوق .. وقلت لفطوم : تدرين من متصل ؟
قالت : من ؟
قلت لها : مازن .. انا ابي اعرف شلون له وجه يتصل ..
فقالت : يمكن شي ضروري .. رد عليه ..
قلت لها بدهشة : ارد عليه ؟ خلاص أنا تبريت من صداقته ..
ضحكت بخفة : يعقووب .. لهدرجة حاقد عليه ..
قلت لها : اكيييد .. انتي لو شفتي شلون أخوج يطالعني .. كأني أنا الي سويت كل الي سواه مو هو ..
فقالت : وانت شعليك من عمار .. ترى الغلط مو بس غلط مازن .. انت مشترك معاه .. المفروض بما أنك صديقه ترشده .. وتنصحه .. حتى لو ما رضى .. في الأخير انت تعرف معزتك عنده .. اكيد يوم من الأيام بتأثر عليه .. بس اذا تركته جذي .. يمكن يزيد ..
قلت لها : هذا ما يتأثر .. والي براسه يسويه ..
لتسألني : يقولون كل صديقين .. لازم بينهم شي جذبهم لبعض .. يعني صفات مشتركة أو من هـ القبيل .. بس انا ما اشوف بينكم شي .. شلون صرتوا اصدقاء ؟ وشلون تعرفتوا على بعض ..
تبسمت على تلك الذكرى وأنا أضع علبة الجبن في السلة : من عشر سنوات .. لما كنت في اعدادي .. صار معاي في مدرسة .. ما كنا بنفس الصف .. بس كان صفه جنب صفنا .. ومعروف عنه انه مغرور بما أنه من عائلة غنية واحنا لا .. ما كان يمشي مع أحد .. كان يقعد بروحه .. مو لان محد يبي يقعد معاه .. لأنه ما يبي ينزل نفسه لمستوانا مثل ما يقول .. ما كان أحد يحبه .. بس كنا نتجنب نتهاوش معاه .. لأن بنية جسمه قوية .. وبفلوس أبوه يقدر يفصلنا عن المدرسة ..
قالت لي : وبعدين ؟ شلون صرتوا اصدقاء ؟
ضحك بخفة : مرة كان عندنا مباراة كرة قدم .. هو مشارك .. وأنا مشارك .. وأنا بالفريق الي ضده .. تصوري .. حتى بالمباراة عنصرية .. يخزر في الربع ويتباعدون عنه ويخلونه يسحل هدف .. ولما خلص الشوط الأول .. جمعت فريقنا .. وقلت لهم اذا خسرنا بعاقبهم .. لأني قائد الفريق .. واذا فزنا .. غذاهم على حسابي .. وحذرتهم ان يعطونه الكرة .. وفعلا .. مشو مثل ما ابي .. وأخذت الكره .. وسجلت هدف في مرماهم .. انقهر هو .. لأن هم هدفين واحنا واحد .. بقى عشر دقايق .. وصار يضيع الوقت .. ويستعرض علينا مهاراته بالكرة .. إلا أجي وأخذ الكرة .. وأرميها لواحد ثاني من فريقنا .. ولما سجلنا هدف .. وتعادلنا .. عاد هو جته حالة نفسيه .. أول مرة يلعب مباراة ويتعادل .. عادة كل يفوز .. ومستغرب شلون تجرأت وأخذت الكرة .. بس تباعدو الأساتذة .. جى لي وسحبني من بلوزتي .. صفعني صفعة على خدي شقولج .. أحس حتى اسناني تكسرت ..
ضحكت : وي على افادي .. وبعدين ؟
ضحكت : لكن ما سكت عنه .. رفسته في بطنه .. وهو منصدم تفلت عليه وشردت .. هو ما يدري أنا بأي صف .. وما قدر يلحقني لأنه بطنه وجعه .. يوم ثاني .. استدعاني المشرف .. وهزأني .. وكأني أنا الي بديت .. عموما .. فصلوني سبوع .. ورديت المدرسة .. وأنا مصمم أنتقم لروحي .. وصرنا أنا وهو أعداء .. طول فترة لما كنا بالاعدادية من هوشة لهوشة .. وأنا كل يوم والثاني فصلوني .. الله يسلمج مدرستنا ما كان فيها تفاهم ..
قالت : انزيين كمل ..
قلت لها : اللحين بندفع الحساب .. وبكمل لج بالسيارة ..
==
[ منــــى ]
كنا نتغذى في أحد المطاعم أنا وطـارق .. حينما دخل عادل .. ومعه فتاة .. ابتلعت ريقي وأنا انظر له .. فإن رآني سأتلفظ أنفاسي على يده ..
أدرت وجهي لطارق وقلت : طــارق .. عادل هني ..
التفت له وقال بغضب : وبعدين معاج ؟ احنا ما نخلص من هـ السالفة ؟ محسستني كأني حرامي .. بايقج وخايفة لا أهلج يدرون ..
قلت له بضيق : انزين ليش عصبت ؟ انت ما تعرف عادل .. اذا شافني بفشلنا جدام خلق الله ..
قال لي : وانتي ليش يهمج كلام الناس ؟ سويتي شي حرام ؟ مع زوجج قاعدة مو مع أحد ثاني ..
خرست لساتي رغما عني .. فالجدال معه لا يصل إلى نتيجة .. استغرب أنا كيف أحببته .. لم أره مع أميره .. فارس أحلامي .. التي حاول أبي قتلها ؟ كم أخطأت التقدير .. فطــارق من قتلها ..
وأنا في قمة انشغالي بأفكاري .. سمعت رنين هاتف طارق .. أجاب .. وصوته قد على .. فرفعت رأسي له وسمعته يقول : شنو تقول ؟ شلون اختفت ؟ يالذكي وين بتروح ؟ أكيييد بيت أبوها لة .. روح اسأل عنها هناك .. شنو تستحي ؟ لو كان عمها مسوي لها قيمة ما باعها لك .. اوكي .. أنا بخلص غذاي .. وجاي لك ..
التفت لي : منتهى الفاضية محد .. أنا استغرب شلون صابر عليها .. هذي يبي لها شناق ..
لم أرد عليه .. وإنما دعوت لها .. نسيت التفكير بعادل .. وأكملت غذائي .. وحينما رفعت رأسي لطارق .. رأيته ينظر إلى شيء خلفي .. أدرت وجهي بعفوية إلى ما ينظر .. وتجمدت أطرافي .. حينما رأيت عادلا .. يبتسم بسخرية وهو يقف خلفي !
==
الهي .. اغسل روحي بمـاء رحمتك ..
.
،
؟
نهاية الجزء الثالث والعشرون

[ 24 ]

يا هذا ..!
لا تنخــدع .. فأنا .. لست سوى ..
اكـــذوبة حب ..
يحتظر !
يا هذا ..!
ابتعــــد .. وارحـــل عني بعيـــدا ..
حيث .. لا يراك القلب ..
ويصدق هذه الأساطير ..
وينتظر ..!

[ عـــادل ]
لم أقبل أن تذهب لزيارة جاسم قبل أن تتناول شيئا من الطعام .. وأتيت بها إلى هنا رغم عدم رضاها .. وأنا أحاول معها أن تتناول الطعام .. سمعت صوتا ليس غريبا عليّ .. أخذت أبحث عن مصدر الصوت .. التفت يمينا وشمالا .. وسقطت عيناي على قريبنا الخــائن .. وهو يتحدث بصوت مرتفع .. لم أنتبه للتي تجلس أمامه .. لأنني عندما رأيته انشل تفكيري .. ونهضت كصقر بعد عنـــاء كبير عثـر على فريسته .. وقفت أمامه .. ولم ينتبه لوجودي .. لكنه عندما أنهى كلامه .. انتبه لي .. وأخرست نظراتي لسانه .. لم أحرك ساكنا بعد .. انتظر أختي الخائنة .. تدير وجهها إلي .. انتظر سمـاع صوت دقات قلبها الخائفة .. انتظر رؤية عينيها المليئتين بالرعب ..
والتفتت لي .. ابتسمت لها ابتسامة ساخرة .. ثم تقدمت نحوهما .. قلت بغضب مكبوت وأنا اتعمد تحقريهما : وأنا اقول ليش البحرين منورة ؟ طلع المعاريس شرفو بعد ما خلص شهر العسل ..
لم يتكلما .. وهدوءهما أثارني أكثر .. فقلت لطارق : ها طــارق .. ان شاء الله منى عجبتك ؟ منهي لعبت بها أكثر ؟ منهي جذبت عليها أكثر ؟ ومنهي الي نخدعت بأكذوبة حبك أكثر ؟
نهض وهو يوجه كلامه لمنى : يلله منى .. مشينا ..
نهضت منى .. فدززته وأجلسته على كرسيه : ناوي تهرب ؟ تضن مثل ذيك المرة .. بتروح وبتختفي وما بحصلك ؟ صحيح انك كنت شاطر .. وقدرت تخبي روحك عنا مثل الفار .. لكن هـ المرة .. ما راح تقدر ..
نهض ثانية وقال بحدة : اسمــع .. أنا ما ابي أأذيك .. خلنا في حالنا أحسن لك ..
ضحكت بقهر : تأذيني ؟ شنو بتسوي مثلا ؟ مثلا بصير لي مثل ما صار لأحمد ؟ ههههه لا حبيبي .. منتهى ما عندها اخت وأحبها بتاخذها .. ولا ..
قاطعني : بس عندها أخو .. واللحين يحتضر .. لو لا الأجهزة الي عليه كان مات .. وأرجع وأذكرك إن الي معاك اللحين ذاك يحبها ..
لم أعد أملك ذرة صبر .. فارتفع صوتي : وبترجعه للحياة علشان ياخذها ؟ عادي .. دام هي راضية أنا ما أتضايق .. يا نسيبي .. لا تسوي روحك فهيم وتقدر تضرني بطرف .. مثل ما انت لعبتها صح بخواتي .. أنا بعد أعرف ألعب فيك ..
قال لي : انت شتبي بضبط ؟
قلت له : والله حاليا .. أبي أشوف وجهك صاير كبر النملة من الفشيلة .. أبي أبرد جزء بسيط من حرتي ..
تكتف : وشلون بابا بتقدر تسوي الي تباه ؟
تبسمت بسخرية : بالطريقة الي أشوفها مناسبة .. تبي تشوف ؟
هز رأسه ساخرا .. فالتفت للناس الذي ينظرون نحونا مستغربين .. وقلت بصوت عال : شفتوا هذا .. هذا طـارق ولد الــ.... .. ولد تاجر وولد ناس .. تشوفونه .. ( درت حوله وقلت بصوت أعلى ) تشوفونه .. ريحته حلوة من العطر .. لكن بالأصل .. خـــايس .. واحد ماعنده لا ذمة ولا ضمير .. واحد خـاين باع زوجته إلا هي اختي علشان تدرون من ؟ ( التفت لمنى التي كانت تبكي .. فأشرت لها ) علشان هذي .. عشان اختها .. ( قلت بقهر وتأثر ) كل واحد فيكم فكر بنزواته ونسيتوها .. نسيتوا انكم أكثر اثنين تحبهم .. بعتوا وفائها واخلاصها .. بعتوا طيبتها والثقة الي عطتكم اياها ..
كان سيمشي .. لكنني أمسكته من ذراعه وهمست له : للحين ما كملت كلامي .. والي شفته اللحين بس البداية .. كل يوم من تقعد من الصبح .. لين ما تنام .. تذكر .. إنك تورطت مع عيال أبو وليد .. مع أكثر ناس محترفين بالانتقام .. مع ناس ما تسامح .. ( تركته ) روح .. وتذكر كلامي زين ..
==

[ مـــازن ]

سالت دموعي على وجهي من شدة الضغط النفسي الذي أتعرض له الآن .. وجلست على عتبة منزل يعقوب كما كنت أفعل سابقا .. جلست والذكريات تخنقني .. تذكرت كيف كنت .. وماذا صنع مني يعقوب .. تذكرت كيف نشأت صداقتنا .. كيف جـاء والده إلي وطلب مني أن أكفي شري عنه .. اعتذر نيابه عنه .. رغم أنني المخطأ .. لم أعتذر .. لكن .. ولدت الرحمة بقلبي عندما رأية شيبته .. فصحيح أنني لم أعتذر .. لكن كلمة الاعتذار كانت على طرف شفتي .. قصدت صفه .. ناديته فلم يأتي إلي .. وقفت عند طاولته ومددت له كفي .. كم أجهل سبب قيامي بهذا العمل .. توقعت أنه لن يصافحني .. لكنه صافحني .. وابتسم لي .. فبادلته الابتسام .. ومنذ ذالك الوقت .. ونحن معــا .. صحيح أننا لا نشترك في شيء .. حياتنا مختلفة .. مبادئنا مختلفة .. أفكارنا مختلفة .. وآخرتنا أضنها ستكون مختلفة أيضا ..
صحيح أنه يعاني من تصرفاتي وطيشي .. ينصحني فأرفض نصيحته .. أهجره وحين أحتاج له أعود صاغرا .. لأنني لم أشعر بمعنى الصداقة إلا معه .. فهو رفيق دربي .. هو بئر أسراري .. هو مرشدي ومعيني .. هو أخي .. الذي يتحمل أخطائي ..
على صوت السيارة القادمة .. رفعت رأسي .. ومسحت دمعي .. انتظرته يترجل ويأتي مسرعا ككل مرة .. يضمني ويسألني سبب انكساري .. لكنه لم يفعل .. فقد ترجل ضاحكا .. ومع خطيبته .. فتح صندوق السيارة .. أنزل الأغراض .. وتساعدا في حملها ..
كم أغبطه .. فخطيبته تحبه .. تبادله مشاعره .. قبلت به برضاها .. ولم تكن مجبرة على الارتباط به ..
وصلا ناحية الباب .. ودخلت هي .. وبقى واقفا أمامي : خير ؟
رفعت رأسي له .. والوجع يرهقني : ما بتحضني ؟ وبتقول لي شصار لك ؟
أنزل الأكياس على الأرض بجانبه وقال : هذاك الأول .. واضن إن ما في شي يبقى مثل ما كان ..
نهضت ووقفت أمامه : أفهم من كلامك انك حاط بخاطرك علي ..
ضحك : بس حاط بخاطري ؟ هذا الي قدرت تستنتجه ؟
نكست رأسي وقلت بضعف : شتبيني أقول ؟ تبي تذلني ؟ معاك حق في كل الي تسويه .. لكن في النهاية سامحني .. تعرف إني ما عندي أحد غيرك ..
قال ساخرا : أسامحك ؟ على شنو أسامحك ؟ اخطائك أنا ما أقدر أعدها .. على أي واحد منهم تبي السماح ؟
قلت بنفس اللهجة : على كل شي ..
سكت قليلا .. ثم جمع حاجياته وهم بدخول المنزل .. فناديته : يعقوب .. تكفى لا تخليني ..
لم يدر وجهه ناحيتي .. ولم يتكلم فأكملت : أنا واثق إن قلبك انجرح واجد مني .. لكن .. شسوي .. ساعدني .. أبي اتغير .. تعبت من روحي .. تعبت من حياتي .. أبي أكون مثلك ..
/
[ يعقوب ]
لم ألتفت له .. لأن عيناي تجمع بهما الدمع .. فلا طــاقة لي على صده .. لم ألتفت له .. لأنني لم أعتد على أن لا أصفح عن أحد يطلب سماحي .. لم أعتد على القسوة في الحديث مع أي كــان .. كيف وهو صاحبي ..
التفت له .. وأنا ابتسم .. تلك الابتسامة التي ارتسمت على مبسمي قبل سنين .. تركت أكياسي على الأرض .. واحتضنته .. ولم أتوقع .. أنه مكسور هذه المرة لهذه الدرجة .. فقد بكى كطفل صغير في أحضاني .. تركته يفرغ عما بمكنونه .. ثم سألته ونحن نجلس عند عتبه البيت : شصار لك مع منتهى ؟
قال لي : اختفت ..
لم أفهم ما يعني : شلون يعني اختفت ؟
قص علي ما حدث فقلت له : وين بتروح يعني ؟ هي ما تعرف أحد .. رحت بيت عمها جربت ؟
فقال : اييي .. سألتهم عنها وقالو ما جت ..
قلت له : انزين تبيني أجرب اتصل لبيت خالتي يمكن راحت هناك ؟
قال لي : اييي .. جرب تتصل ..
==
[ رنـــا ]
كنا صامتين طوال الطريق إلى المشفى .. فأنا مصدومة مما قام به في المطعم .. لم أتوقع أنه يحمل بقلبه لهذه الدرجة .. صدق في كل حرف قاله .. فهو بارع بالانتقام ..
حينما توقفت السيارة في مواقف السيارت .. ترجلنا .. ومشينا بهدوء نحو الغرفة التي يوجد بها جميل .. ورأينا تجمعا للمرضات عند الغرفة .. فسألت أبي : شصاير ؟ صحى جميل يعني ؟
فقال بضيق : لا .. الممرضة دخلت بتبدل له المغذي .. إلا شافت أحد معاه على السرير .. وطلعت اخته نايمة معاه .. عاد مسوين لها سالفة ..
التفت لعادل : شكلهم رجعو .. روح شوفها ..
قال بضيق : ما ابي اشوفها .. كفاية قلبي معورني عليهم .. روحي لها انتي ..
لم أعقب على ما قاله .. وحينما أردت الدخول .. رأيتها تخرج .. وهي ترتب شالها الأبيض .. ناديتها

يتبع ,,,,,


👇👇👇
تعليقات