رواية وش رجعك -19
ارتفعت أصواتهم ضحكا علي .. شعرت بالاحراج .. يا الله .. كم أنا غبي : مسامحة .. بس سرحت شوي ..
تبس أباها إلي : أقولك تفضل الصالة مع عماد علشان تشوفها ..
نهضت بعجل : شكرا ..
ضحك الجميع .. لا أعلم السبب .. لكن ليس هذا ما يهمني .. مشيت خلف عماد الذي لم يتركني وشأني بتعليقاته .. لحين أن وصلت الصالة .. ورأيتها جالسة .. منكسة رأسها .. ترتدي بدلة وردية .. وشال بلون الفراولة .. يغطي رأسهـا ..
دنوت منها .. وهمست : السلام عليكم ..
==
[ فطـــوم ]
رفعت رأسي بصعوبة .. وبهمس أجبته : وعليكم السلام ..
جلس بالمقعد الذي جانبي .. ياه .. ألا يفهم هذا أنني أكاد أن أموت حرجا ؟ انتبهت حينما خرج عماد وهو يضحك ..
وقال لي يعقوب : الحمد لله على السلامة ..
تبسمت له : الله يسلمك ..
ليقول : شلونج ؟ شخبارج ؟
ما زلت محافظة على ابتسامتي : الحمد لله .. ( وبعد صمت ) شلونك ؟
قال لي بنبرة صوته الهادئة : بخير دامج قبالي ..
نظرت إليه بخجل : دوم ان شاء الله ..
اتسعت ابتسامته : ان شاء الله دوم انتي معاي ..
نكست رأسي بإحراج .. سأموت اليوم .. على يديه ..
قال هامسا : فطوومة ..
قلت له وأنا لم أرفع رأسي بعد : نعم ..
ليقول بذات الهمس : اشتقت لج ..
سأبكي .. أجل سأبكي حرجـــا .. كم أحب هذا الجريء : اشتاقت لك العافية ..
فقال : وانتي ؟
رفعت رأسي إليه : شنو أنا ؟
غمز لي : اشتقتي ؟
حمرت وجنتاي .. فأكمل : اشتقتي لي فطومة ؟
ولكي أتخلص من نظراته التي لا تتركني أتنفس بحرية .. هززت رأسي بإيجاب .. ليقول : قوليها فطوم ..
همست بارتباك : ايوة ..
ضحك بخفة : فديت الي تستحي .. حبيبتي رفعي راسج ..
لم أجبه .. ولم أرفع رأسي .. كي لا تلتق عيناي العطشتان بعيناه .. أخشى الذوبان .. ليرفع رأسي : طالعيني .. طالعي عيوني فطومتي ..
وكأن كل شيء لا أرغب به .. يجبرني قلبي وساكن هذا القلب على فعله .. نظرت في عينيه .. فهمس لي : عندي لج سؤال واحد بس ..
همست : شنو ؟
تبسم ابتسامته العذبة : تحبيني ؟
أغمضت عيناي .. سأبكي .. محــال أن أتفوه بحرف وأنا مقيدة بنظراته ..
احتضن كفاي وقال مازحا : ترى اذا ما جاوبتيني أفهم من كلامج انج ما تبيني .. وباخذ أبوي وبمشي ..
رفعت رأسي إليه لا اراديا .. لأراه يضحك بخفة .. ثم ابتسم : فطومة تحب عاشق روحها ولا لا ؟
أطلت الصمت .. وأنا انظر إلى عينيه السوداوين .. إلى لمعانهما الجميل وبخجل : ايي ..
ضغط على كفاي أكثر : شنو أي ؟ ما تحبه ؟
هززت رأسي بالنفس : لا ..
ضحك علي : جاوبيني فطوم ..
تبسمت .. ثم همست له : تحبه ..
أطــال النظـر إلى عيناي .. وأطلت التأمل في عينيه .. شعرت باهتزاز الروح .. شعرت أن قلبي ما عاد جالسا مكانه .. نكست رأسي .. بخجل وفرح .. ودموعي قد تجمهرت ما بين الأهداب .. نهضت بسرعة .. ليقف معي : وين ؟
قلت له : بروح ..
ليقول : بس للحين ما سألتيني ولا سؤال .. وأنا للحين ما شبعت منج ..
ضحكت بإحراج : ما عندي أسئلة ..
تبسم لي : تدرين فطوم ؟ بعقد مع بيان اتفاق .. تعلمج جرأة شوي .. أموت فيج أنا .. أموت في حياج وخجلج .. بس نقصيه حبة ..
تبسمت : اوكي .. ( رفعت رأسي اليه ) ممكن تترك يدي ..
ليقول : ممكن .. بس أول شي .. ( رفعهما بالقرب من فمه .. قبلهما .. وهمس ) أعشقج فطومة ..
[ بيــــان ]
كنت جالسة على سرير فطوم .. أقرأ قصة بوليسية .. وأنا انتظر عودتها .. وبينما أنا مندمجة مع الأحداث .. فتح الباب .. ودخلت الغرفة .. وهي تبتسم .. أغلقت الكتاب .. ووضعته على السرير : شصار فطوم ؟
ركضت إلي .. ضمتني .. وارتفع صوتها بالبكاء .. استغربت بكاءها .. ضننت أنه حدث شيء لا سمح الله : فطووم ؟ شصار ؟ ليش تصيحين ؟
لتقول وهي تبكي : أحبه .. أحبه بيييون ..
تبسمت بسعادة : والله ؟ حلفي ..
رفعت رأسها وضحكت وهي تمسح الدمع : وربي .. أموت فيه ..
ضحكت : يعني نقول مبروك ..
تبسمت بخجل : قولي ..
قبلت خديها : ألف مليييون مبروووك .. منج العيال ومنه المال ..
ضربتني : هيييييييي .. استحي ..
ضحكت بصوت مرتفع : ولا يخلص هـ المستحى ؟ قولي لي بسرعة شنو قالج وشنو قلتي له ..
توردت خديها .. ورفعت كفيها إلي : باسني ..
ضحكت وأنا أصفق : اوووه .. ما أقدر على الرومانسية ..
ضربتني مرة أخرى : بياااااااااانو .. اذا ما سكتي والله ما اقولج شنو صار ..
لأقول وأنا أضحك : أتحدااااااااج .. وهذا وجهي من الليلة لين ليلة الملجة وانتي بتتكلمين عن الليلة ..
رمتني بالوسادة : مالت عليييييييج ..
وبعد نصف ساعة .. دخلت جهاد الغرفة .. توقفت عن الضحك .. الليلة سأبيت عند فطوم .. ولسوء حظي .. ستنام جهاد هنا الليلة .. يعني أن لا مفر من رؤيتها .. لتقول : سلام عليكم ..
قلت لها : عليكم السلام ..
جلست على كرسي الكمبيوتر .. وقالت إلي : الحمد على السلامة ..
أدرت وجهي عنها وقلت من دون نفس : الله يسلمج ..
وأخذت الرواية .. ومثلت أنني أقرأ .. لحين أن سمعتها تناديني : نعم ؟
لتقول : زعلانة ؟
رمقتها : من شنو ؟ وعلى شنو ؟
لتقول : على الي صار .. أنا ما اعرف شلون أعتذر لج ..
تبسمت بسخرية : ما صار شي .. وبعدين ماله داعي تتأسفين .. لأني ما أذكر ان حصل شي يستحق ..
قاطعتني : انتي فاهمتني ..
ما زلت مبتسمة : بس انتي مو فاهمتني .. أنا أقصد الي تقصدينه .. عادي .. مو مهم ..
نهضت من على الكرسي .. وجلست بجانبي : ليش تبين تحسسيني بالذنب ؟
رفعت رأسي إليها : جهـاد رجاءا .. لا تفتحين صفحات قديمة .. كل شي صار وانتهى .. خـلاص .. ماله داعي ..
عدت ببصري إلى الكتاب .. وأنا أسمعها تحدثني تبرر وتبحث لها عن أعذار .. يا الله .. حقـا انني احاول النسيان .. بأي حق تذكرني ما أود نسيانه : جهـاد .. أنا مسامحتج .. بس والي يرحم والديج سكري الموضوع ..
قلت هذا وأنا لم أنظر إليها .. لكنها حينما قبلت رأسي .. رفعت عيناي لها .. ورأيتها تبتسم .. وفي عينيها الدمع .. تبسمت لها .. لا أحب أن يعتذر لي أحدهم .. كما لا أحب أن أعتذر لأحد ما .. قبلتها أنا الأخرى : مهما صار .. نظل بنات خالة ..
قالت لي : مشكورة بيون .. ريحتي قلبي .. اللحين أحس بطعم فرح خطبة فطووم ..
ضحكت بخفة .. وقالت فطوم : نعم ؟ يعني انتي قبل مو فرحانة لي ؟
ضحكنا معا وقالت : ويبي لها شك ؟ معقولة آخر العنقود ما افرح لها وأنا قريب بشوفها عروس ؟
==
[ عـادل ]
كنت كعادتي أزور البناية التي تسكن فيها .. انتظر عودتها .. اشتقت لها .. وما إن أوقفت السيارة .. حتى رأيت النور مضاء في الشقة .. تبسمت بسعادة .. وتجدد الأمل بداخلي .. ترجلت بسرعة .. اعتلوت الدرجات .. وما إن باشرت بطرق الجرس .. حتى سمعت صوتها تدعوني للدخـــول ..
/
[ رنــــا ]
ربما ستسألوني كيف قضيت تلك الأيــام ؟ قضيتها في منزل عمي .. حبيسة .. لم يسمحوا لي بزيارة والدي .. فوالدي لا يرغب برؤيتي .. قضيتها .. تحت وقع نظرات اللوم من الجميع .. قضيتها بكاءا رثـاءا على أعوام شيدت فيها حب ذاك الفتى .. الذي أجبروه على البعد عني .. وأجبروني .. على أن أكون لغيـــره .. إلى ذاك الإنسان .. الذي أكرهه بكل معنى الكلمة .. ألا يكفي أنه هو سبب كل ما أعانيه ؟
واليوم .. رأف لحـالي سجـاني .. وأشفق علي .. أخذني إلى هنـا لأجمع ملابس لي وبعض الحاجيات .. خرج قبل خمس دقائق .. وقال بأنه سيشتري لوالدتي ما طلبته .. وسيعود بسرعة .. أقفل علي الشقة .. وخـرج .. لكنه .. يجهـل .. بأني لدي مفتــــاح آخــر ..
كنت أجمـع ملابسي .. وأضعها بالحقيبة وأنا في منتهى الضيق .. شيء مؤلم ما أمر به .. بل أنه أكثــر من ذلك .. زفرت بضيق حينما سمعت صوت الجرس .. أيتظاهر بأنه لم يقفل الباب .. اتجهت نحو الباب وقلت : ادخل .. المفتاح مو عندي ..
لكـــن .. لم يصلني صوته الذي أبغضه .. بل .. وصلني صوت أحـــن لصاحبه .. صوت ذاك الذي استوطن روحي .. وأثــار فيّ العصيـــــان والتمــرد لغيــره ..
سالت دموعي على خداي وهمست له : عـــادل ؟
ليقول : حبيبتي ؟ فتحي الباب .. مشتااااق لج ..
قلت له وأنا أبكي : الحقير قافل علي الباب .. لكـن .. لكـن لحـظة .. صبر حبيبي .. دقيقة وجـاية ..
ركضت نحو غرفتي .. فتحت خزانة ملابسي .. أخرجت الصندوق الخشبي الذي أحتفظ فيه بلأشياء المهمة .. نثرت ما فيه على السرير .. تناولت المفتاح .. وهرولت ناحية الباب .. فتحته بسرعة .. وأنا أمسح الدمع الذي لطخ وجنتاي ..
\
أدرت وجهي إليها .. والتقت عيناي الظمئتين بعينيها .. احتضنت كفاي كفيها .. وهمست لها : وحشتيني ..
شهقت .. وقالت : وآنا اكثر ..
لأقول : حبيبتي لا تصيحين .. ما اقدر أشوفج دموعج ..
حاولت تحرير كفها مني لتمسح الدمع .. لكنني ضغطت عليهما أكثر .. ورفعت كفي الأخرى ومسحت دمعها : خلاص حبيبتي .. آنا معاج اللحين .. ولا يمكن أتركج ..
أبعدت كفي وقالت بصوت حزين وهي تجلس بجانب الباب : تعبانة عادل ..
جلست بجانبها : وأنا مثلج وأكثر .. بس لازم نصبر ونتحمل ..
لتقول وهي تسند رأسها على الجدار : لمتى ؟ ( التفت إلي ) أول ما بيصحى أبوي بزوجوني إيـاه ..
وكأن صخرة كبيرة رميت على رأسي : مستحيل تكونين له .. عيوني ما راح يصير شي انتي ما تبينه ..
لتقول : شلون ؟ أبوي مستحيل يسمع كلامي .. وأمي موب راضية عني وتبي ترتاح مني ..
لأقطع حديثها : شرايج نهرب ؟ ونروح المحكمة ؟ ونكتب عقدنا هناك ؟
/
[ رنـــا ]
أدرت وجهي إليه .. وعلامة تعجب كبيرة على وجهي .. أهرب ؟ أيعقل أن أصـل لهذه المرحـلة من الجنون ؟ أأشتري سعادتي بسخط والدي .. قلت له بسرعة : لا لا .. مستحيل أسوي هـ الشي ..
تبسم لي وما إن حرك فاه ليتحدث .. حتى جـاء الآخـر .. وعلامات الغضب بادية على ملامحه .. نهض عادل .. وبقيت بمكاني .. لا أقوى على النهوض ..
==
[ جميـل ]
متأكد أنا أنني قفلت عليها الباب .. الحقيـــرة الصغيـرة .. ضننتها كفت عن الجنون .. وأيقنت أن علاقتهما عقيمة .. كيف تخوننا مجددا ؟ كيف تحدثه من دون أي خوف ولا استحياء .. حاولت ضبط أعصابي : رنـا .. يلله روحي السيارة ..
لم تجبني .. بل أجابني ذاك الذئب : رنا ما بتروح معاك ..
قهقت ساخرا : ومن انت علشان تقرر وين تروح ومع من ؟
ليقول : ماله داعي أعرفك بنفسي مرة ثانية .. وماله داعي أقولك من أنا بالنسبة لها .. أنا خطبتها منكم .. وما فيني شي ينعاب .. وأهم شي موافقتها .. يعني الشرع يقول بهـ الحالة .. يصير يعقد علينا القاضي ..
قاطعته وأنا أهمس باستحقار : والشرع يا بابا ما قالك إن ما يجوز تقعد مع وحدة موب حلال عليك بروحكم ؟
لم يتكلم لأكمل وصوتي ارتفع : الشرع ما علمك إن كل الي تقوله لها حرام في حرام .. ( التفت لها وأنا أصرخ ) أنا موب قايل لج .. إن الشي الي تسوينه عيب وحرام ؟ حبيتيه ما قلنا شي .. لعب عليج بكم كلمة وما قدرتي تتحكمين بمشاعرج .. بس تسمحين له يتسلى فيج ليش ؟
ليصرخ ذاك : احترم نفسك .. ولا تسوي فيها عالم دين .. أنا أحبها .. ما اتسلى فيها .. وأبيها زوجة لي .. بس انتو الي مو راضين .. وواقفين في وجهنا .. لو كنت أتسلى فيها مثل ما تقول .. كان تركتها لما شفتها متورطة معاكم ..
قاطعته : ما تركتها لأنك ما لقيت الي تبيه منها .. وانت عارف شنو الي أقصده ..
سحبني من بلوزتي : ثمن كلامك أحسن لك .. ونظف تفكيرك الخايس الي مثلك .. هذي بنت عمك .. ما تستحي تقول عنها هـ الكلام ؟
أبعدت يداه عني : اذا كان كلامي خطأ .. قولي شنو تبي منها ؟ يعني بتفهمني تركت بنات الحمايل الي بمستواك .. وجيت لوحدة أبوها متأجر بيت أبوك ؟ تدري ليش ؟ تضن إن أهلها اذا ما ملكو الفلوس .. ما بيقدرون يدافعون عنها .. وبيحمونها منك ومن أمثالك ..
/
[ رنـــا ]
صرخت عليهما وأنا منهارة كليا : بس .. بس .. ( نهضت من مكاني والتفت لعادل ) أنا ما ابيك .. انسى الي بينا .. أنا ما احبك .. كنت أمثل علشان آخذ فلوس أبوك .. كنت أبي انتقم لأبوي .. وما ضنيت إن كل هذا بصير .. فماله داعي أكمل التمثيل .. تحملت واجد .. وما استفدت شي بالنهاية ..
نظر إلي بصدمة .. ليس وحده .. بل جميل أيضا كان مندهشا من ما أقول .. لأقول له : يلله جميل .. خلنا نطلع من هني ..
وما إن حركت قدماي قاصدة الدرج .. حتى وقف أمامي .. وقال بألم : تجذبين صح ؟ تعبتي من الي قاله جميل وقلتي هـ الكلام علشان ..
قاطعته وأنا أكثر ألما : لا .. ما اجذب .. هذي الحقيقة .. أنا اسفة .. لأني اكتشفت انك انسان ما تستاهل الي سويته فيك ..
مشيت عنه .. وتركته غارقا في الصدمة .. مشيت عنه .. وحفلة زلزال راقص بدأت .. ونجمة الحفل .. لم تكن إلا تلك الروح .. التي تعلقت بذالك المعشوق ..
==
[ أحمد ]
وأخيرا رضيت علي ..
التفت لي وهو يبتسم : لو ما حسيت إنك ندمان على الي سويته .. وما بترد لهـ الشي مرة ثانية .. ما سامحتك ..
ابتسمت له : الله يخليك لي .. وربي ما راح ألاقي أحـد في هـ الدنيا يحبني كثرك ..
قال وهو ما زال مبتسم : ويخليك .. قولي .. طلعت النتائج ؟
قلت له : بعد سبوع .. وان شاء الله صحيت وما فيك إلا العافية ..
ضحك بخفة : الله يسمع منك .. انزين .. مافي أخبار جديدة ؟
لأقول : عن من ؟
نهض وجلس بجانب الشاطئ : عنك .. عن قلبك .. والي تفكر فيه ..
ضحكت ساخرا .. ومشيت ناحيته : الجديد إن قلبي ميت .. وما بعيش .. إلا إذا لقى مناه ..
رمى حجرة بالبحر : اذا في صلاح تجتمع معاها مرة ثانية .. راح تلقاها ..
جلست بجواره : ادع لي ..
تبسم : الله يوفقك ..
/
[ محمـود ]
التفت له حينما سألني : شفيك ؟ أحسك مو على بعضك ؟ في قلبك شي تبي تقوله ؟
أدرت وجهي للبحر ثانية وأنا ابتسم : شقول ؟ ولو بقول شي تتوقع عن شنو ؟
ضحك : والله ما ادري عنك .. أهلك فيهم شي ؟ ناقصهم شي ؟
وضعت رأسي على كتفه .. أغمضت جفناي .. والتزمت الصمت .. ليقول : لا .. اليوم انت رايح فيها .. قولي شلي تفكر فيه ؟
تبسمت بضيق : ما ادري .. أحس روحي تايه .. تعبان .. متضايق .. أشياء واجد شاغلة بالي ..
التفت لي : لا يكون تحب ؟
رفعت رأسي وضحكت وأنا أطرد تلك الصورة من ذاكرتي : أي حب وأي خرابيط ؟
ليقول : لا .. أنا غاسل يدي منك .. شكلك مو ناوي تدخل تجربة عاطفية ..
ضحكت ساخرا : أقول .. لا تخربني ..
ضحك .. وخلع ملابسه ورمى نفسه بلبحر .. وبقيت أنظر إليه .. وهو يسبح .. وتفكيري كله اتجه إليها .. لا أعلم .. إن كان الذي فعلته خطأ أم صواب .. موقن أنه لا يحق لي فعل ما فعلته .. لكن .. لم أشأ أن ينظــر إليها أحـــد غيــري ..
ماذا ؟ ما هذا الكلام ؟ وماذا تعني لي هي ؟
استعفـــر الله .. استغفــر الله ..
نهضت من مكاني .. ورميت نفسي في البحر .. على برودة المياه .. تخفف الحرارة التي بداخلي ..
==
[ مازن ]
مضــى اسبــــوع .. واليوم .. بل بعد ساعة ربما .. سيأتي والديها .. وطول هذا الاسبوع .. لم أرها مطلقها .. طول تلك الفترة تحبس نفسها في غرفتها .. ألهذا القدر تكرهني ؟ ولا تحتمل الجلوس معي لبعض ساعات ؟
رميت صورتها على الأرض .. ونهضت قاصدا غرفتها .. سأضع حدا لها .. سأعلمها كيف تحترمني وتضع لي ألف حسـاب .. ولى ذاك الزمن .. الذي أركض فيه خلفها .. سأجعلها هي التي تركض خلفي ..
طرقت باب غرفتها بعنف : منتهى بحسب للعشرة .. وربي اذا ما فتحتي الباب بنفسج بكسره ..
وصلني صوتها ولكن .. صوت ضعيف : ما بفتح .. وأعلى ما في خيلك اركبه ..
أثارت البركان الذي أحاول إخماده .. صرخت بالخدم .. أتوني بالمعدات .. وبدأت بفتح الباب .. وكلها دقائق .. والباب مفتوح أمامي .. صرخت عليها : والباب ونفتح .. افهمي ان أي شي أبيه .. أسويه .. ومو انتي الي بتحطمين هـ القاعدة بعنادج ..
خرجت من غرفتها .. كان وجهها شاحبا .. لكنها ما تزال تحتفظ بتمردها : شنو استفدت اللحين لما فتحته ؟ أمطرت الدنيا ذهب مثلا ؟ بتقول قهرتني ؟ لا حبيبي .. ما انقهرت .. ولا هزيت شي فيني ..
أفقدتني كل الصبر .. مشيت ناحيتها : انتي شفيج ؟ تبيني أراويج وجهي الثاني ؟ كل شي ما نفع معاج .. شكلج ناوية تجربين شلون بدمرج غضبي ..
ضحكت : ايوة .. أبي أجرب .. شنو بتسوي يعني ؟ بتطقني ؟ عادي .. عمي ما يقصر ..
قاطعتها وأنا أنظر إليها بغضب : تبين تعرفين شنو بصير لج ؟ شلون بدفعج ثمن اهاناتج وغرورج ؟
سكتت .. يبدو أنها فهمت أنني فقدت كل ذرات الصبر .. لأكمل وأنا أصرخ : تبين تعرفين من مازن ؟ وشلون يجازي مازن الي يلعب معاه ؟
لم تتكلم .. فأكملت : وينه لسانج ؟ وينه صوتج ؟ علميييني وييين راح ؟
أخذت أمشي ناحيتها وهي ترجع للخلف .. كنت غاضبا حينها .. لا .. بل كنت في أوج غضبي .. وصلت ناحية الجدار .. لا تستطيع التحرك خطوة أخرى .. اقتربت منها .. وأمطرتها بنظرات ثائرة .. أرغب بأن أخيفها .. وهذا .. ليس سوى البداية فقط ..
لأنها يبدو لم تتأثر بكلامي .. وصرخت : بعــد عني .. بعـــد عني يالحقير ..
لم أنظر لشيء غير عينيها اللتان أصبحتا سكنا للدموع .. رفعت يدي بهدوء .. وهي حركت بؤبؤي عينيها إلى حيثما تتجـه ذراعي .. وضعتها على رأسها .. فرغم أنني غضب منها .. رغم كل ما تفعله لي .. أظل أحبها .. ولا أستطيع تأذيتها ..
أبعدت يدي وصرخت : بعـد عني .. لا يكون حاسبني ضعيفة وبتطلع عضلاتك علي ؟ أنا أعرف أدافع عن نفسي ..
ضحكت منقهرا من نفسي .. من هذا القلب الغبي الذي تعلق بأكثر الخلق كراهية له .. ضحكت وأنا أسمع صرخاتها .. ألا تكف هذه عن العبث معي : وشلون الحلوة بتدافع عن نفسها ؟
لم أعي إلا وهي تصفعني .. أتتسائلون ما ستكون ردة فعلي : لا تتمسخر .. وتضني وحدة سهلة بسهولة بتعطيك الي تبيه ..
ضحكت ثانية .. وأنا أود أن أبكي .. أبكي على حـالي .. لأنني أيقنت أن اللين لا ينفع معها .. فرفعت يدي هذه المرة صفعتها ثم .. أمسكت شعرها .. همست بألم وغضب ووجع : يألمج ؟ ( شددته أكثر ) تحسين إن شعرج بيتقطع ؟
صرخت : آآآي .. ترك شعري يالنذل .. يـ ..
ضربت رأسها بالجدار : جب .. سكتي .. ما ابي أسمع ولا كلمة ..
لم تجب .. لكن دموعها التي انهمرت كـ السيل على وجنتيها .. أجابتني بأنها تتوجـع .. بأن ما فعلته بها آلمها وبشـدة .. ولم يكــن أقل من ما أشعـر به ....
مضت ســاعة من زمن .. وأنا تركتها تنتحب كما تريد .. مقيدة بناظري .. لم أبتعد عنها شبر واحد .. منعتها من الجلوس .. فلتتكسر عظامها .. فليقتلها الألم .. وتريحني ..
/
[ منتهـى ]
كنت أبكي .. ولكن من دون صوت .. والشعور بالعجـز .. بالفقــد .. بالوحــدة .. كبل أي أمل بالنجـاة من بين يديه .. أغمضت عيناي .. ورفعت كفي أدلك بهما رأسي الذي يدور .. وشعري الذي تقطع بسببه .. ولم أفتح عيناي إلا حينما سمعت صوت والدتي وعمي .. يبدو أنهما عادا من سفرهما .. عادا .. ليكملا ما بدأ به ذالك الجــلاد ..
قالت أمي وهي تتقدم نحوي : شفيها منتهى ؟ شصاير لها ؟
ليقول مازن وهو ما زال غضبانا : لا تتقربين منها .. خلها تتأدب .. بنتكم واااجد مدلعة .. ويبي لها تتعلم الاحترام ..
قالت أمي : شسويت لها ؟ خلني أشوف بنيتي ...
لأقول أنا بصعوبة : تباعدي عني .. أنا مو بنتج .. لو كنت بنتج .. كان حنيتي علي وما تركتيني بروحي مع هـ الوحش ..
ليصرخ : سكتيي .. قايل لج ما ابي اسمع صوتج .. ( التفت لأبي ) عمي لو سمحت ممكن تطلعون برى .. وتخلوني أعلمها شلون تحترمكم وتحترمني ..
أمي كانت تبكي .. أضنها دموعا مزيفة .. فقلبها أصغر من أن تستوعب أن ابنتها تتألم .. أما عمي القاتل .. فكان غارقا في الصمت .. ولم أسمع بعدها إلا صوت خطواته تقترب مني .. طلب من جلادي الابتعاد .. وجلس بجانبي .. رفعت ناظري له .. فرأيته يبتسم : شرايج منتهى ؟
رمقته بإحتقار : في شنو ؟ فيك ولا فيه ؟ تراكم اثنينكم وجهين لعملة واحدة .. ناس واطية و ..
صفعني على الجهة الأخرى .. لم أبكي .. بل ضحكت : ما قلت لك ؟ انكم مثل بعض .. بس تدري .. لا لا .. ( ارتفعت صوت ضحكاتي ) صفعته كانت أقوى .. لأن يدك المسكينة تعبت كثر ما تضرب وتقتل .. ويبي لها شوية تدليك .. واللحين جى الدور له .. صدقني تعبت .. روح ارتاح .. خله يكمل الي بديت فيه ..
رمقني بغضب : يكمل شنو يـ ..
قاطعته : يكمل علي .. أول شي أبوي .. بعدين أخوي .. وما بقيت إلا أنا .. ناوي تتخلص مني علشان تتهنى بحـلال أبوي كله .. لأني أقاسمك فيه ....
أحـاط بكفه رقبتي : السانج هذا يبي له قص .. ( ضحكت أنا فضغط على رقبتي أكثر .. لحين أن شعرت بلاختناق ) ليش ساكته ؟ تحسين روحج بتفارق ؟ انتي متى بتفهمين إنج لو ما أنا لميتج كان انتي بالقبر معاهم من زمان ..
أحاول أن أبعد كفه عن رقبتي : لا تتمن علي .. كل هـ الخير الي ان عايش فيه من عند أبوي .. وصدقني بالقبر معاهم أحسن من مقابلة وجهك الـ ..
ضغط أكثر .. وارتفع صوت سعالي .. أغمضت عيناي بضعف .. تمنيت أن يزورني الموت الآن .. ويكون جرم قتلي معلقا برقبته إلى قيام الساعة .. لكنه لم يدعني أكمل ما أتمناه .. لأنه رماني على الأرض .. ولأنني كنت على وشك الاختناق .. طرق رأسي بلأرض .. وصرخت : آآي ..
كانت حينها أنفاسي تتلاشى .. فــالوجــع الذي أصابني أكبر من أن أحتمله .. وما إن رأيت الدم .. حتى أغمضت عيناي .. وســـافرت إلى عــالم آخـــــــــــــــــــر .........
==
يا ربِ .. بك عرفتك وأنت دللتني عليك .. ودعوتني إليك .. ولولا أنت لم أدرِ ما أنت ..
,
.
؟
نهاية الجـزء الثــامن عشـر ..
مســـاء الخير\صباح الخير
شلونكم ؟؟
اتمنى ان البارت عجبكم ..
تقرؤون في الجزء الجاي ..
[ 19 ]
جلست جانبها .. وضعت رأسها في حجري .. ودموعي بدأت بالسيل : منتهى .. منتهى قعدي .. منتهى شفييج ؟ شسوى فيييج الحقير ؟ منتهى .....
\
اممممم .. ما بكمل ..
انتظروني بالبارت الجاي ..
ولا تنسونا من الدعاء ..
أشوفكم على خير ..
اختكم ..
[ 19 ]
يــا فـــارسي ..
الذي حملتني فوق فرسك الأبيض ..
وجبت بي مدن الأحـــــلام ..
يـــا فـــارسي ..
الذي انتـــظرت لقياه شمسنـــا ..
وشــاركني الغيـــم السفــر لعوالم الخيـــال ..
وأنـــا أرســم .. وألـــون تفـــاصيـــل اللقــــاء المرتجــى ..
يـــا فـــارسي ..
صحيح أن البـــعـــد طـــال ..
لكن الأمـــل بالبارئ ما زال كبيـــرا ..
بأن ألتقيك واقعـــا لا حــلمــا ..
اليـــوم .. أو غـــدا ..
[ بيـــان ]
اعتليت عتبات السلم .. وأنا أنظر إلى ذلك الرجـل الواقف عند بداية السلم وهو ينظر بغضب .. نزل أربع عتبات .. ثم سألني : من انتي ؟
لا أكذب عليكم إن قلت أنني خفت عندما رأيته يحدق بي .. نظراته مخيفة : بيان .. صديقة منتهى ..
رمقني قليلا ثم قال : وشنو تسوين هني ؟
ابتلعت ريقي .. نبرته مرعبة : متصلة فيني من أمس أجي أزورها .. بس ما كان عندي مجال .. فجيت اليوم ..
لم يسألني شيء آخر فأكملت : مسامحة إذا أزعجتكم .. بس أنا اتصلت فيها وما ردت علي .. فعلى طول ركبت ..
نزل عدة عتبات .. ووصل لنهاية الدرج .. حركت قدماي لمواصلة طريقي .. لكنه استوقفني حينما قال : ما انصحج تروحين لها .. بس ..
التفت له : شنو ؟
هز رأسه بالنفي ومشى : ولا شي ..
راقبته لحين أن غاب عن نظري .. أكملت طريقي بإتجاه غرفتها وأنا مستغربة من هذا الشخص .. من يكون ؟ أيعقل ؟!
وصلت إلى دارها .. طرقت الباب بهدوء .. واستغربت أن المزلاج مكسور .. أعوذ بلله .. لابد أن يكون مازن ! لما يفعل كل هذا ؟ والديها مسافرين .. واستفرد بها .. مؤكــد ..
فتحت الباب بذعر .. ولم أبحث عنها مطولا .. لأنني رأيتها .. بجانب الجدار .. مرمية على الأرض .. على وجهها ..
اقتربت منها .. وأنا أهمس : منتهى ..
لم تجبني .. وصلت ناحيتها .. ورأيت دما بجانب وجها .. اطرب نبضي .. أهي ميتة ؟ أقتلها ذالك اللعين ؟!
جلست جانبها .. وضعت رأسها في حجري .. ودموعي بدأت بالسيل : منتهى .. منتهى قعدي .. منتهى شفييج ؟ شسوى فيييج الحقير ؟ منتهى .....
غاب صوتي .. وارتفع صوت بكائي .. ضممتها إلي .. لم أتخيل يوما أن تموت .. قبل رؤية أحمــدهـــا .. هززتها : منتهى .. منتهى صحي .. صدقيني طلع .. قومي .. كاهو محمود تحت ينطرنا .. جهزي أغراضج وتعالي عيشي عندنا .. منتهى بغلاة أحمد قومي ..
ذكرت أن محمود موجودا بجانب البيت .. صرخت على الخادمات .. وبعد مدة أتت احداهن .. طلبت منها مساعدتي على حملها للأسفل .. وبعد مدة من الرفض .. قبلت .. حملتها .. ومشيت خلفها كـ المجنونة .. وأنا لم أستوعب بعد .. أن صديقتي .. ارتفعت روحهـا الحـالمة إلى السمـــــــاء ..
==
[ أحمـد ]
كنت مكتئبا .. وقلبي يدق بسرعة جنونية .. لا أعلم ما سبب هذا الوجـع .. الذي داهمني فجأة .. صليت على محمد وآله .. وذهبت نحو قسم الطوارئ .. فأحـد معارفي جيء به قبل قليل .. وما إن انتهيت من زيارته .. حتى قصدت خارج المشفى .. فقد انتهى عملي وسأعود إلى البيت .. لكنه اتصل بي المسؤول .. وأخبرني أن الذي سيكون مكاني .. لم يأتي بعد .. وطلب مني البقاء لحين قدومه .. تأففت .. ألا يكفي أنني أشعر بالضيق من دون أية أسباب ؟
حركت قدماي قاصدا غرفتي .. لكن شدني رؤية تلك الفتاة .. وهي تقاد إلى قسم الطوارئ .. على سرير أبيض متحرك .. ورجـل وفتاة يركضون خلف ذلك السرير ..
مهــلا .. أليس هذا محمود ؟ أوليست هذه بيــان ؟
لا أعلـــم لما اطرب قلبي أكثــر .. قادتني قدماي نحوهم .. والدمـع بدأ بالتجمع بعيناي .. فهذه الفتــاة الملقاة على السرير .. رغم أن وجها غير ظاهر .. إلا أنها تذكــرني بــ منتهـى ..
وصلت إليهم .. وسمعت بكاء بيــان .. وذِكـر محمود .. ارتجف قلبي أكثر وأكثر .. قلت لهم بخوف : شنو صاير ؟ من هذي الي جايبينها ؟
التفتا إلي .. زاد نحيبها .. ونهض نحوي محمود : أحمـد تكفى .. ادخل وشوف شنو صار لها .. بيان تقول ماتت .. بس أنا حسيت لها نبض ..
ارتبكت : لا ان شاء الله للحين عايشة .. بس .. من هذي ؟
قال محمود بعجل : صديقة بيان ..
هززت رأسي بإيجاب .. وتبسمت مطمئنا : ان شاء الله ما فيها إلا الخير .. انت روح هدي اختك .. وأنا بشوفها ..
طرقت الباب .. فتحته .. خطوت الخطوة الأولى داخل هذه الغرفة .. لم يلتفت لي أي من الممرضات .. ولا الطبيبة التي كانت تعالج تلك الفتاة .. مشيت خطوة ثانية .. وثــالثة .. وأنا أشعر برجـفة .. نظرت إليهــا .. نظرت إلى وجها الملطخ بالدم .. والمحمر من الكدمات .. تأملت بوجهها السماوي .. وعينيها المغمضتين .. اللتان لم تشهدا في هذه الدنيا إلا على الأســى ..
اقتربت منها .. ودمعي بدأ بالجــريـــان على خداي .. اقتربت منها .. وأنا أكتم غصة أخفيتها لمدة عامين وعدة أشهر .. اقتربت منها .. وأنا لا أنظـر لأحد سواها .. ولا أرجــوا إلا أن تفتح عينيها .. وتبتسم لي ..
لم أتوقع .. أن يكــــون هذا اللقاء .. الذي سيجمـع بيننا .. لم أتصـــور .. أن أراها يوما .. بيــــن الحيــــاة والمــوت .. وأنا .. أنظــر إليهـا .. مكبل اليدين .. لا أستطــيع عمل شيء ..
وصلت إلى رأسها .. دنوت منها .. طبعت قبلة باردة على رأسها المغطى بالشاش الأبيض .. ورفعت رأسي إلى الطبيبة : شلونها ؟
قالت لي : نجت بأعجوبة .. راسها واجد نزف .. بس قدرنا نوقف النزيف .. تعرضت للضرب .. وعندها سوء تغذية .. سكرها وضغطها نازل .. وفقدت دم كثير .. هذا كله .. أدى إلى الإغمـاء ..
لأقول وأنا أمسح دمعي : يعني هي بخير ؟ متى بتصحى ؟
تبسمت : احنا بنجناها لين ما نخيط الجرح .. وهذا تأثير البنج .. في حدود الساعتين .. بتصحى ..
ابتسمت بسعادة : يعني بتفتح عيونها ؟
ضحكت بخفة : اكييد .. ما قلت لي .. من تكون ؟
ألقيت عليها نظرة خاطفة .. ثم اللتفت للطبية : حبيبتي ..
ابتسمت : الله يخليها لك .. بس انتبه عليها .. شنو سبب الي صار لها ؟
ارتبكت : والله ما ادري .. أنا انصدمت لما شفتها ..
لتقول : أهلها برى .. اذا صحت .. بطلب منها ترفع شكوى عليهم .. في وين احنا قاعدين علشان يضربونها بهـ الوحشية ؟
قلت لها : هايلين مو أهلها .. واذا على الشكوى .. إذا هي ما رضت ترفع .. أنا بقنعها .. ضروري ينسجنون هايلين الي ما يخافون ربهم ..
==
[ بيــان ]
توقفت عن البكــاء .. حينما خرج أحمد مسرعا من الغرفة .. السعادة بادية على وجهه .. وابتسامة يصعب إزاحتها ملتصقة بفمه .. ظم محمود .. وأخـذ يبكي ويضحك في آن واحد .. وكنت أنا كـ البلهاء .. لم أفهم ما يقولانه ؟!
فمحمود قال : توقعت إنها هي .. وكنت بكلمها عنك اليوم .. بس صار الي صار ..
رد عليه أحمد : ما اني مصدق اني شفتها .. محمود أنا في حلم ولا بواقع ؟
ضحك محود ثم قال : بواقع .. انت صبرت .. والله جازاك على صبرك .. شلونها هي اللحين ؟ بخير ؟
مسح دمعه وقال : بخير .. تتوقع انها أول ما بتصحى بتعرفني ؟ بترجع لي مثل قبل ؟ للحين تحبني ؟
ابتسم له : ان شاء الله .. انت بس هدي روحك اللحين ..
نهضت وأتيت نحوهم : شسالفة ؟ عن شنو تتكلمون ؟ منتهى شخبارها ؟ حية ولا ميتة ؟
التفت لي أحمد وهو مازال مبتسما : منتهى بخير .. شوي وتصحى .. بيان قولي من وين تعرفينها ؟ ومن متى ؟ وشلون صرتوا أصحاب ؟ في وين ساكنة ؟ ومن هـ الحقير الي مد يده عليها ؟ و ..
قاطعته : الحمد لله .. بس ليش تسأل كل هـ الأسئلة ؟ يعني لأنها مضروبة بتسوون معاي تحقيق ؟
ضحك بخفة : لا .. هي ما قالت لج عن واحــد اسمه أحمـد ؟
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك