رواية وش رجعك -17
قال لي بتحذير : عادل .. لا تتهور .. تهورك وصلك لهـ الطريق .. أخاف توصل لطريق مسدود ..
قلت له : لا .. ما بصير إلا الخيـــر .. لا تخــاف .. بس أهم شي خواتك يكونون عندك ..
ليقول : والوالد ؟ بكمل شهر العسل مع عروسه ؟
قلت له وأنا أقهقه : لأن عليه حـظ يكسر الصخر .. اذا ردو البحرين بنتفرغ ليهم .. تصدق .. شكلها من تحت لتحت .. تسوي روحها طيبة وما ادري شنو .. أحسها طمعانة بفلوس أبوي ..
ضحك : عليها بـ العافية .. ان شاء الله لين ما تفلسه ..
قلت : وبعدين بالله انت بتصرف علينا ؟
ليقول : بتشتغل بعد ما تكمل دراستك وبتصرف على روحك ..
قلت له : أتخيل روحي حامل كاميراتي وأصور .. أحس الصحافة ما تنفع معاي .. ما ادري ليش قاص على روحي فيها ..
ضحك ثانية : التمثيل يناسبك أحسنا .. لأني ما شفت صحفي خليجي .. السلاسل على صدره .. والاساور بيده ..
رغما عني ضحكت : يحمدون ربهم اني عاطيهم وجـه .. المهم .. بكرة الصبح انتظرهم بالمطـار .. لأن بكونون بروحهم .. انتبه لهم ..
قال لي : لا تشيل هم .. انت روح وخلص أمورك .. إلا ما قلت لي .. شخبار الزفت طـارق ؟
قلت له بضيق : كأنه ابرة في قش .. وين ألاقيه أنا ؟ رحت سألت عنه في فنادق واااجد .. ما لقيته .. ورحت عمارات .. بس بعد ما شفته .. لكن وين بروح منــا ؟ مردنا يوم من الأيــام نلاقيه .. ونلعن خيـــره ..
[ بيـــان ]
أن ألتفت لأحمـد .. هذا شيء محـــرم علي .. أن أكلـمه .. أو ابتسم له .. هذا يعني الموت لا محــال .. فمنذ ذلك اليوم .. وأنا زاد تعلقي بهذا الوهـــم .. وزاد الوجـــع بهذه الروح التي بين جنبي .. عمـار من دون لا يعلم .. قتلني من الداخل بما قاله .. أشعرني بأني لا شيء .. فإن يعشقني أحدهم .. وأنا لا أستطيع مبادلته هذا الشعور .. أن يعترف لي هذا الشخص بما يكنه لي .. وهو متيقن بأني لن أستجيب لنداءات قلبه .. ماذا يعني ؟ يعني أنني عديمة احساس .. يعني أنني مجردة من الشعـور .. أن لا قلب لي .. كل هذا أنــــا ..
أخبروني ما أفعــل .. لا أستطيع أن أحبه .. ليس لأنه عمــار تحديدا .. وإنما لأنه كـ محمود .. كـ يعقوب .. كـ عماد .. اخوة لي .. أعتمد عليهم .. أثق بهم .. لم أتوقع يوما ما أن ينظر لي أحدهم على أنني لست أختا له .. بل يحمل بقلبه لي مشاعر أكثــر ..
وخصوصا " عمـــار " ربما لأن اخوته شيء مختــلف .. لا أعلــم كيف أصفها .. لكنها مختــلفة ..
أطرق على الطاولة الكبيرة .. باصابعي .. وأنا أشعر برغبة كبيرة في البكــاء .. فعمــار .. أيقضني لنقطة أتجاهلها .. وهي أحمــد .. لم أتوقع يوما أنه سينتبه أنني أستلطفه .. ربما هذه المفردة الصحيحة التي توصف بها مشاعري ناحية أحمـد .. لكنه نعتني بأني معجبة به .. أميــل ناحيته .. أي .. بدايـــة حب ..
حتى وإن استطعت أن أتجاهله سابقا .. عيني عمــار المؤنبتين .. تدفعاني للتفكير به .. لمراقبته من دون قصد .. ومراقبة أفعــالي .. كي لا أخطأ بشيء عفــــوي ..
عمــار .. ليتك لم تدفعني لهذا الجنـــون .. ليتك لم تخبرني بحقيقة مستحيلة ..
==
[ دعـاء ]
كنا جالسين نحن الثلاثة على طاولة في أحد المطاعم نتناول العشاء .. وهو يقص علينا حكايته مع رنـا .. انصدمت فعلا .. من هذه التصرفات التي قام بها عادل .. وردود فعل رنـا .. لم أتوقع يوما أنها تحمل بقلبها مشاعر لأخي .. لم تخبرني .. لم تظهر ذلك مطلقا ..
وفجأة .. اطفأت الأنـوار .. وأشعـلو الشمـوع .. وارتفع صوت أحـد الأغاني الأجنبية .. ونهض الجميـع للرقص .. تبسمت .. والتفت لأميرة التي تنظر إليهم وتضحك .. وكأنها تحاول التظاهر بالنسيـان .. وإلى عـادل .. الذي بدأ جسده يهتز مع الألحــان .. لأنهض .. وبدأت بهز جسدي .. أخذت أرقص بهدوء .. وأنا أنظر إلى أميرة المستغربة من تصرفي .. وعــادل الذي نهض .. وبدأ بالرقص معي .. واكتفت أميرة بالضحك وتصويرنــــا ..
/
[ عــادل ]
كنت أضحك .. وأنا أنزف من الداخل .. الذي يراني .. يقول بأن الموسيقى الصاخبـة .. وصوت المغنية النـاعم الفرح .. قـــد جــاء بوقته .. لكنني كنت أفرغ قهــري .. شعـــوري بالضيــاع .. حـــزني .. خوفي من الفقـــدان .. بالرقص .. ربما لم يكن هذا سببا مقنعا .. لكنني أغمضت جفنــاي .. وزادت سرعتي .. وصورة تلك الفتاة .. المسماة رنا .. أراها ماثلة أمامي .. أراها تبتسم .. تضحك لي .. وتمـــد يداها .. احتياجا لمجيئي ..
انتظريني رنـــا ..
==
الهي ما أضنك تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك ..
,
.
؟
نهاية الجـزء السادس عشـر ..
صباح الخير ..
شلونكم ؟!
أتمنى إن 3 الباتات اعجبتكم..
تقرؤون بـ الجزء السابع عشـر ..
.
*
.
قال لي بهدوء : يبنيتي البسي حجابج .. ولد عمج يبي يكلمج ..
~
فقالت بعدما ذرفت دمعة أخرى : أسامحك ؟ تراك جيت متأخر ..
~
هززت كتفي بحيرة : الله يستـــر ..
~
لم ترفع رأسها .. دنوت منها .. وقلت بصوت أرفع : لو سمحتي اختي .. ضايعة عن أهلج ؟
~
مسكت ذراعه بقوة : بدفنك وانت حي ..
~
وضعت رأسه فوق قدماي .. وأنا أحاول التحكم بمجرى الدمع .. ليقول لي : دلكي راسي .. أحسه بينفجر ..
~
تبسمت بيأس .. ونطقت بتثاقل : أنـا مـــوافـــقـة ..
~
وصلني صوت انسان شبه ميت : الحق علي .. بموت ..
~
.. قلت لها : دعــاء .. دعــاء وقفي مهزلة ..
.
*
.
=)
اتمني اشوف ردود ..
[ 17 ]
كنت طفلة ..
حينما سألني أحدهم ..
ماذا يعني الفــراق ؟!
تبسمت بشقاوة .. وأجبته :
" حينما يقول لك الشخص الذي ستفارقه وداعــا "
تبسمت على هذه الذكرى ..
وسألت نفسي ..
ما هو الفراق ؟!
سكت لبرهة .. وقلت :
" حينما تمشي للأمام ..
ولا تستطيع النظر للخلف ..
حيث الشخص الذي أحببت ..
واقف ينتظرك أن تلتفت له "
[ دعــــاء ]
حطت بنا الطائرة في مطار برلين توا .. ترجلنا وقمنا بكافة الاجراءات .. ومشينا نبحث عن أحمد الذي ينتظرنا هنا .. ليأخذنا معه .. كنت حزينة بعض الشيء .. رغم أنني أشعر بالفرح .. فحزني يعود إلى قلقي على عادل الذي عاد إلى البلاد .. وهل سيظفر بها أم لا .. والسبب الآخر .. هو أننا تركنا والدي وزوجته لوحديهما .. وهذا يسبب السعادة لكليهما ..
أما فرحي .. فسببه أنني سأتواجد مع مجموعة كبيرة .. بيان .. فطوم .. ومحمود أيضا .. فالسفر .. يكون رائعا حينما يتواجد الكثير من الاشخاص .. ^^
هزتني أميرة : دعوووي .. مو هذا أحمـد ؟
أدرت بصري لحيثما أشارت .. ورأيته واقفا يلوح لنا مع صاحب دربه " محمود " تبسمت بسعادة .. وهرولنا إليه ..
ضمته أميرة .. وجــاء دوري .. اختبأت بأحضانه .. فهـو الأقرب إلي .. هو سندي .. هو أبي .. هو سبب السعـادة بقلوبنا جميعا .. أنا .. وأميرة وعـــادل ..
وبعد أن مسحت دمعي .. رفعت نضري إلى ذاك الذي يسلم على أميرة وهو مبتسم .. قال لي : الحمد لله على السلامة ..
تبسمت له : الله يسلمك ..
ليقول أحمد : يلله اللحين عندكم ساعتين تنامون .. ترانا اليوم بنروح البحر ..
لتقول أميرة : حرام عليك .. ساعتين ؟ أنا عيوني بروحها تسكر ..
ضحك أحمد : انزين .. ثلاث ساعات ..
ليقول محمود : اليوم يرتاحون .. بنأجل الطلعة لين بكرة ..
قالت أميرة : ايي .. جذي حلو ..
لحين أن ركبنا سيارة الأجرة والثلاثة يتحدثون .. وأميرة .. تحكي لهم ما فعلنا بوالدي وزوجته .. أما أنا فالتزمت الصمت .. لا لشيء .. وإنما اكتفيت لسماع صوته الذي يسبب لي السكينة والضجيج .. في آن واحــــد ..
==
[ منتهـى ]
رشتت بعض العطر .. واتجهت نحو سريري .. تناولت هاتفي .. فتحت قفل الباب .. خرجت من الغرفة .. أقفلتها ثانية .. وأنا انتزع المفتاح .. رأيت ورقة صفراء .. لصقت على باب الغرفة .. سحبتها .. وقرأت ..
" حبيبتي منتهى .. انتبهي لحالج .. كلي زين .. ولا تروحين مكان بعيد بروحج ..
طقيت عليج الباب علشان أودعج .. بس ما رديتين .. احنا رايحين ماليزيا ..
اذا اتصلت فيج ردي علي ..
امج .. "
ضغطت على الورقة بكامل قوتي .. كرفستها .. ورميتها على الأرض .. أخذت المفتاج .. وضعته في جيب بنطالي .. وذهبت للمطبخ ..
أتناول الغذاء .. وأنا أشاهد فلم كوميدي .. أكلت معلقتين .. ونهضت بشبع .. اتجهت للحديقة .. جلست بجانب المسبح .. وضعت قدماي في الماء البارد .. ودموعي التي حبستها .. خرت على وجنتاي بضعف ..
مسحتها بقهر .. أخذت جوالي .. واتصلت على بيان ..
==
[ عـادل ]
انتهيت من صلاتي .. وألقيت جسدي على السرير بارهاق شديد .. أغمضت عيناي .. لم أكن أود أنا أنام .. أريــد تعجيل الذهاب لها .. لكن النوم باغتني .. وسافرت إلى عــالم الأحــلام ..
استبقضت فزعـا .. نهضت على عجل .. رفعت نظري نحو الساعة الجدارية .. رأيتها معطلة .. انتهت بطاريتها .. بحثت عن هاتفي لم أجده .. فاشغلت كمبيوتري المحمول .. لأرى الساعة كم الآن .. متناسيا أن خزانتي مليئة بالساعات ..
اتجهت لنافذة .. رأيت الليل قد حـل .. والظلمة تملئ المكـان .. اتجهت نحو كمبيوتري المحمول .. فرأيت الساعة تشير إلى التاسعة مساءا .. ضربت جبيني بقهر .. كيف تغفو عيناي .. وأستلذ بالنوم .. وهي فؤادها في قلق دائم .. وعينيها لا يزورهما النوم أبــدا ..
اتجهت صوب الحمام .. توضأت .. صليت المغرب والعشاء .. رفعت كفي بالدعــاء .. بدلت ملابسي .. حملت مفاتيحي .. بحثت عن هاتفي مجددا .. ورأيته في بنطالي الذي بسلة الملابس .. أخذته بضيق .. أغلقت النور .. وخرجت من الغرفة على عجل ..
ما إن حطت قدماي أرض الصالة حتى استقبلتني أمي وزوجات أبي .. وبدأو باستجوابي .. أجبتهم باختصار .. سألوني عن سبب عودتي .. فقلت لهم بأن الفتاة التي أحبهما خطبت .. تأسفو لحالي .. وتمنو لي التوفيق ..
خرجت من الدار .. شغلت سيارتي .. وكلي أمل .. بأن يجبــر كل ما كســـر .. وتعـــود فتاتي إلي .. إلي وحــدي ..
==
[ رنــا ]
ليش يبنيتي ما انتي موافقة عليه ؟ قلتين تبين سبوع تفكرين .. وبدل السبوع تسعة أيام .. الرجـال ينطر وهو ضامن انج من نصيبه .. ما اعرف اقوله انج رافضة ..
قلت لوالدي وأنا أحاول عدم الانفجار بالبكاء : انا استخرت .. وما ارتحت .. بابا الله يخليك .. لا تجبرني على شي ما ابيه ..
تبسم والدي : أنا اشوف مصلحتج مع ولد عمج .. وانه فرصة المفروض ما تضيعينها .. لكن هذا الشي راجـع لج .. وأنا رايح لهم اللحين .. ومخبرنهم برايج ..
تبسمت له باختناق : مشكور .. الله يخليك لنا ..
قبلت رأسه .. ونهض إلى المجلس .. جاءتني والدتي تأنبني .. وأنا التزمت الصمت .. لم أستطع الرد عليها .. لأن لا طاقة لي على عمل شيء .. فكل تفكيري مع المسافر الذي انتظر عودته الذي سيخلصني مما سيحـــدث الآن !
دخلت إلى غرفتي .. وأغلقت الباب مرتين .. حينما سمعت صوت والدي ارتفع .. سندت جسدي على الباب كما أفعل حينما أشعر بالخوف .. سال الدمع على خداي .. وأنا أصغي .. لخطوات والدي التي تدنو من الباب .. صوت أنفاسه المطربة .. ودقات قلبه التي لا تصدق ما سمـع ربما ..
طرق الباب .. ليس بهدوء .. ولا قوة .. باعتدال .. ومع كل طرقة .. يزداد معدل النبض لدي .. ويقل الأوكسجين .. نهضت من مكاني .. مسحت دمعي .. وفتحت الباب : خير بابا ؟
قال لي بهدوء : يبنيتي البسي حجابج .. ولد عمج يبي يكلمج ..
قلت له بسرعة : تكفى .. ما ابي اكلمه ..
تبسم لي : ليش خايفة ؟ أنا سألته شنو يبي منج .. وقال شي مصيري .. ( وبتردد ) يبنيتي صاير شي مع ولد عمج ؟
تغير لون وجهي .. ثقل سمعي ولساني .. لم أستطع الاجابة .. فقال ثانية وهو يربت على كتفي : الانسان اذا واثق من نفسه .. ما يهمه شي .. واذا مقتنع من رايه .. ويحس انه هو الصح .. ما يخلي أي أحـد يأثر عليه .. أو يسبب له قلق ..
تبسمت له بصعوبة : اوكي .. دقايق وأكون عندك ..
أغلقت الباب .. أخذت شالي الأسود .. ارتديته بصمت .. خرجت من الغرفة .. واسم الله لم يغادر قلبي ولساني ..
طرقت باب المجلس .. فتحته بهدوء .. ورأيت عمي جالس بجانب والدي .. وذاك واقف أمام النافذة .. همست برجفة : السلام عليكم ..
تبسم عمي : وعليكم السلام .. هلا يبنيتي .. شلونج ؟
اتجهت نحوه .. قبلت رأسه باحترام : بخير عمي .. شلونك ؟ وشلون أم العيال ؟
قال : كلنا بخير .. ( قال بتأنيب ) ليش يبنيتي رافضة القرب منا ؟
" خـارج النص " تصوروا انكم مكانها اللحين .. شنو راح يكون ردكم ؟!
يسألني أنا ؟ ألا يعلم أنني من أن طلب يدي ابنه المعتوه وأنا أخجل أن أضع عيناي في عيني عمي .. كيف يريد أن أجيبه على سؤاله هذا ؟
قلت بارتباك وخوف وخجل وكل شيء : الله يخليك عمي .. انتو الخير والبركة .. بس أنا سويت خيرة وما ارتحت ..
تبسم عمي : الخيرة في ما اختاره الله .. ( التفت لوالدي ) يلله عجل أنا بقوم ..
قال له والدي : وين توى الناس ؟
ليقول : ام جميل تنطرنا على العشا .. ( التفت لجميل ) انا في السيارة انطرك ..
قطع صيام الصمت وقال : اوكي يبه ..
[ جميـل ]
أدرت وجهي إليها .. حينما خرج والدي وعمي .. رأيتها منكسة رأسها .. وتنظر نحو صينية الشاي والقهوة .. قلت لها بقهر مكبوت .. وحـزن دفيــن .. قلب حطمته خيانتها .. وعين .. لم تبصر أحدا من النساء غيرها : شلونها الي ما تسمع الكلام ؟
وصلني صوتها الهامس : مو بخير .. وهي معاك بنفس المكان ..
ضحكت بقوة الضيق الذي تحتفظ به أضلعي : وطلع لها بنت العم الخاينة صوت ..
قالت لي بنفس الهمس : ما يهمني كلامك .. خاينة ولا لا .. أهم شي اني واثقة من روحي .. اني ما سويت شي خطأ ..
مشيت نحوها .. تقهرني قوتها .. فأنا أعشق الضعف .. الدموع : ودامج يا الواثقة واثقة من نفسج هـ الكثر .. وتحسين انج ما سويتي شي خطأ .. ما تمانعين صح أقول لعمي شلون شفتج واقفة تطلين من الدريشة مع ذاك الحقير ..
سكتت لبرهة .. ثم قالت : يعني أجرمت لأني حبيت رغم عني ؟ صرت مرتبكة جريمة بس لأني ما قدرت اتحكم بمشاعري وحبيته ؟
أخبروها بأنها تقتلني .. أخبروها بأنها تقطع أنفاسي : مو عيب الواحد يحب .. بس العيب .. انج تكلمين واحد غريب .. ويطلطل عليج واحد غريب من الدرايش .. انتي مو برضاج حبيتيه .. بس برضاج عطيتيه رقمج .. برضاج سمحتي له يعرف عنج كل شي .. برضاج خليتيه يشوفج ..
قاطعتني ودمعها فضح ضعفها : لا تحكم على الشي وانت ما تدري شنو الموضوع .. من قالك ان كل شي صار برضاي ؟ ( أدارت وجهها إلي وتبسمت بألم ) دامك تدري اني وحدة خاينة .. ولعبت بثقة أهلها ليش تخطبني ؟
تبسمت بوجع : اعترفي انج خطآنة .. ما احد ضربج على يدج .. وقال لج عطيه رقمج .. وسالفة ليش خطبتج ؟ هذي مالج شغل فيها ..
قالت لي بعجز : اييي .. أنا غلطانة .. أنا غبية وساذجة ..
تبسمت بانتصار : وخاينة بعـد .. قوليها ..
جلست على الكنبة .. وغطت وجهها بكفيها : بس جميل .. حرام عليك .. ليش تسوي فيني جذي ..
قهقهت بألم : لأنج تستاهلين .. واللحين بما انج اعترفتي بذنبج .. بعطيج فرصة ثانية .. تروحين لأبوج .. وتقولين له انج موافقة على جميل .. وغبية لانج رفضتينه ..
رفعت رأسها .. وهي تمسح دمعها الخائن : تحــلم .. مستحيل أروح وأقول له هـ الكلام ..
قلت لها بعذاب : اوكي .. لا تقولين .. بس لا تعاتبيني اذا قلت لأبوج .. وصار فيه شي ..
صرخت علي : مجنون انت .. شنو تبي فيني ؟ شلون ترضى تاخذ وحدة تكلم ألف واحد مثل ما تقول ؟
تبسمت : كيفي .. هذا الشي راجع لي .. آنا مسامحج هـ المرة على هـ الكلمة .. بس لا تعيديها .. ولا تغلطي على شخص بخليج تعيشين عمرج كله ندمانة ..
صرخت ثانية : اطلع برى بيتنا .. ما نبيييك .. ما ابي أشوف وجهك ..
ضحكت بوجع : اوكي .. أنا عطيتج فرصة .. ومشيت معاج بالهدوء .. شكله الطيب ما ينفع معاج .. فعلشان جذي .. لازم أمشي للخطوة الثانية ..
كنت سأخرج .. كي لا أتهور وأأذيهـا .. لكن عمي سبق ذلك .. دخل المجلس .. ورآها تبكي .. ورآني واقفا عندها .. قال بتساؤل : شصاير ؟
رفعت رأسها وركضت
نحو والدها : بابا تكفى .. ما ابييه ..
قال الوالد مذعورا وهو يضمها إليه : خلاص حبيبتي .. ما تبينه ما تبينه .. ليش هـ الدموع ؟
خبأت رأسها بين أحضانه .. وارتفع صوت نحيبها .. مشيت لأنسحب .. لكنه أمسك ذراعي : جميل ! شقايل لها ؟ ليش تصيح بنت عمك ؟
تنهدت بضيق : اسألها .. وتجاوبك ..
ليقول : الزواج قسمة ونصيب .. وفي ألف وحدة تتمناك .. ماليه داعي هـ السوات ..
تبسمت بألم .. أداري أوجاعي .. أداري فؤادي الذي ينزف .. أداري دموعي التي على وشك الانهمـار .. أداري الذكريات التي توالت على ذاكرتي الآن .. وكأن ما يحدث لي من وجـع ليس كافيا ..
كنت أسمعه يهزأني .. معه حق .. يخاف على ابنته .. لا يحتمل رأية دموع ابنته .. فهي ابنته .. سقاها من دم روحه .. رباها في حجره .. أما أنا .. فمن أكون أنـا .. ليسمح لي بأن أكون سببا لتعاستها ؟
الشعور بالحرمـــان أحرق فؤادي .. الشعور بالفقد عذب كياني .. الشعور بالضيــاع هشم روحي .. لأدافع عن نفسي .. أدافع عن حبي .. أدافع عن أحلام نسجتها لتسليني عن المـاضي .. وأفرغت كل ما بالقلب : تدري ليش أنا مصر أبيها ؟ تدري ليش هي تصيح اللحين ؟ تدري ليش هي مو موافقة علي ؟ كل هذا .. لأن بنتك المصون يا عمي .. خانت ثقتكم .. متعرفة لها على واحد من كم سنة .. وتكلمه .. وتشوفه ويشوفها .. باعت سمعتها وسمعتكم بالرخيص .. ونست ان عندها أهل يغارون عليها .. و يخافون عليها من نسمة الهوا .. ما خافت من كلام الناس .. ما خافت من الله .. وأنا جييت .. تقدمت لها علشان استر عليها .. جذي جزاي ؟ هذا جزاي يا عمي ؟
توقفت عن الكلام .. حينما داهمني كف قوي .. جراءه نزف فمي .. رفعت ذراعي .. ومسحت بكمي الدم .. وقال برجفة : عييب عليك تقول هـ الكلام ..
تردد صدى الأوجــاع .. لن يصدقني .. ومن أنا ليصدق ما يقول ؟ من أنا ليثق بكلامي ؟ همست له بوجع : مشكور .. عيب علي اني أقول هـ الكلام .. كلامك صحيح .. بس مو عيب على بنتكم الي سوته ..
مشيت خارجا من المجلس .. ألقيت عليها نظرة معذبة .. كانت تشهق بالبكاء .. كانت تبكي بكل قدرتها على البكاء .. خرجت من المجلس .. وما إن قمت بفتح الباب .. حتى سمعت صرختها : بابا ..
==
[ عـادل ]
طرقت باب الشقة .. وأنا أسلي نفسي بذكر الله الذي بت قريبا منه هذه الفترة .. وأنا منكس رأسي .. رأيت طفلا في العاشرة من عمره يفتح لي الباب .. عيناه حمراوان .. ويبدو أنه أجهد نفسه بالبكاء .. انتفض قلبي على تلك الفتاة .. لكنني تبسمت : مساء الخير ..
قال لي بهدوء : خير شبغيت ؟ طلعنا من بيتكم .. شتبي لاحقنا لين هني ؟
تبسمت بألم ربما .. لا أحد يحمل ذكرى طيبة عنا .. رفعت كفي .. وعبثت بشعره : جاي لأبوك .. لا تخاف حبيبي .. تراني جاي ..
قاطعني : شنو تبي منه ؟
تبسمت .. ودنونت منه .. همست باذنه : اقولك وما تقول لأحد ..
قال بحماس : قول ..
لأقول : جاي أخطب اختك رنا لي ..
رمقني باستغراب : انت ؟ تخطب اختي ؟ ليش ..
تبسمت : لأني أبيها .. شرايك فيني ؟
قال لي بعد صمت : ما تناسبها .. اختي طيبة .. لكن باين عليك شرير ..
ضحكت بخفة : شرير ؟ شنو الدليل ؟
تبسم بشقاوة : لأن أبوك شرير .. وهذا الشبل من ذاك الأسد ..
تلاشت ابتسامتي .. قلت له بهدوء : طيب ممكن أدخل ؟
قال لي : لا ..
قلت له : ليش ؟
قال بحزن : لأن أبوي قبل نص ساعة .. طاح علينا .. وخذاه جميل وعمي المستشفى ..
وما إن حركت شفتاي للحديث .. حتى سمعت صوتها مع بحة حزن قوية : طلال .. من عند الباب ..
أدار وجهه ناحيتها خلف الباب : هذا واحد يبي أبوي جاي يخطبج ..
بجنون .. فتحت الباب .. تحت استغراب طلال .. رأيتها تقف مذهولة .. هادئة .. قـد خط الحزن تقاسيمه واضحة على وجهها الملائكي .. همست لها : شلونج ؟
ذرفت دمعة وبذات الهمس : وينك ؟ ليش توك جاي ؟
قلت لها بوجـع : سامحيني ..
فقالت بعدما ذرفت دمعة أخرى : أسامحك ؟ تراك جيت متأخر ..
[ طلال : 10 سنوات ]
أن تشرق الشمس بعد ليلة مظلمة .. حزينة .. مرت على البعض بصعوبة الانتظار .. مرت .. بدون أن تغفو عين .. القلوب وجـلة .. والأكف مرفوعة للباري .. بتعجيل الفــرج .. وتخليص ذاك المريض الملقى على فراشه الأبيض .. ليس له من ذنب .. سوى أنه مصاب بأمراض العصـر .. الضغط والسكر .. والسبب .. هو الهموم المتراكمة .. من أين سيأتي بقوت عياله ؟ أين سيسكنهم ؟ من سيعيلهم إن قبض الله روحه .. وكأنه نسي .. أو تناسى .. أن له رب .. قادر .. معطي .. كريم .. رؤوف .. رحيم .. أرحم عليهم منه ..
مضى الوقت بطيئا .. هادئا .. ولم تتخله أي عواصف .. سوى .. تبادل نظرات الاتهام .. الذنب .. والندم !
لن أحدثكم عن ما سيجري الآن عليهم .. وسأنتقل للمسافرين .. سأعطيكم جرعـة فرح .. فتتابع الأحــزان .. يؤدي إلى الهـــلاك !
/
فلأبدأ بغسان .. وأخيه نافع .. الذين اطمأنت قلوبهم .. فقد نجحت العملية .. وعـاد النور إلى عيني عمهم الضرير .. وبعد خمسة أيام .. سيعودون إلى الوطــن ..
أما محمود .. فهو يواضب على شرب الأقراص .. صحيح أنها ترهقه .. وتشعره بالفتور .. لكن دام أنها سببا للعلاج .. فسيرضى بتناولها ..
وهاهم .. جميعهم [ أحمد – أميرة – دعاء – محمود – بيان - علي – عمار – عماد – فطوم – نافع – غسان ] وصلو إلى الشاطئ .. ليتسابق علي وعماد في من سيبقى أطول وقت تحت الماء .. استعد الفتيان للسباحة .. وجلست الفتيات .. على رمال الشاطئ .. تحت أشعة الشمس المعتدلة الحــرارة ..
مضى الوقت سريعا .. وجـاء وقت الغذاء .. تناولو طعامهم .. واستلقو على رمال الشاطئ ..
استأذنتهم أميرة .. حينما ناداها أحمد .. وذهبا يتمشيان ..
فلنستمع لما يقولان ..
قال أحمد وهو يضع ذراعه على كتفها : مرتاحة ؟
تبسمت أميرة : واجد .. عادل ودعاء .. ما خلوني أفكر فيه أبدا .. ما اقولك اني نسيته .. ونسيت الي سواه فيني .. لكن لما تغير الروتين .. والمكان .. خلاني ألهي عن التفكير فيه ..
قبلها بخدها بحب : الله يحرسج .. الحمد لله ان سفرج عطى نتيجة ..
فقالت له : تصدق أحمد .. أحس إن زواج أبوي هـ المرة زين .. على الأقل نتسلى ..
ليضحك : حلوة هاي .. نتسلى .. ( وببتسامة ) قولي لي .. برى جرحج ؟
وجهت نظرها إلى البحر .. وقالت بهدوء : اتمنـى ..
ليقول : أعرف اني مقصر بحقج ما انتقمت لج منه للحين .. بس شسوي ؟ عادل قلب الدنيا يدوره في ايطاليا وما لقاه .. وصارت سالفته مع رنا واطر يرد ..
فقالت : لا تحسس روحك انك مقصر .. أنا ما ابيكم تسوون له شي .. الله هو الي بياخـذ حقي منه ..
احتضنها : تكلمي أميرتي .. قولي لي كل الي بقلبج ..
جلسا أمام البحر .. وضعت رأسها فوق صدره .. قصت عليه ما حدث تلك الليلة .. روت له ما جرى بالتفصيل .. وكأن ما حدث ليس قبل شهر وأكثر ربما .. وإنما البارحة .. ضمها إليه .. جفف دمعها .. شعر بأن نار الإنتقام لقلبها المجروح ستحرقه .. إن لم يلفظ ذاك الخـائن أنفاسه الأخيـــره على يديه ..
==
[ بيــان ]
كنا نبني قصرا بالرمل .. حينما سألتنا دعاء : تتوقعون رنا تحب ؟
رفعنا رؤسنا إليها وقالت فطوم : شلي طرى على بالج هـ السؤال ؟
نفضت يديها عن الرمل .. وأخرجت من جيبها ربطة شعر صغيرة برتقالية اللون من جيب بنطالها : امممم .. ما ادري .. بس جذي ..
قلت لها : ما يصير بس جذي .. قولي لنا .. شلي خلاج تسألين هـ السؤال ؟
رفعت شعرها البني وقالت : أنا متأكدة انكم تعرفون شنو بقلبها .. وأكيد تقول لكم شنو يصير لها دامكم ربع من زمان .. ويمكن تقولون ان ما يحق لي أعرف بلي يصير لكم لأني توني منضمة لمجموعتكم .. بس ..
قاطعتها فطوم : لا تقولين جذي .. لو كنا ما نبيج كان قلنا لج .. وما رحبنا فيج بينا .. بس هذي الأمور .. الواحد قبل ما يتكلم فيها .. لازم يستأذن من صاحب الموضوع .. صح ولا احنا خطآنين ؟
تبسمت : صحيح كلامكم .. أفهم من كلامكم .. انها تحب .. تحب عادل صحيح ؟
تبادلنا النظرات أنا وفطوم .. وقلت لها : شلون عرفتي ؟
قالت وهي تبتسم : يعني ما بتوافق على ولد عمها ؟
قلت لها باستغراب : أي ولد عم ؟
قالت بثقة : شكلكم ما تدرون .. ولد عمها درى انها تكلم عادل .. وخطبها وقال لها اذا ما وافقت بقول لأبوها ..
لتقول فطوم : من جذي أخوج رد البحرين ؟
هزت رأسها .. لأقول أنا : عادل الي قال لج ؟
قالت : ايييوة ..
لأقول : متأكدة انه يحبها ؟
تبسمت : ايييوة .. إلا يموت عليها .. يا رب تكون من نصيبه ..
أخرجت هاتفي من حقيبتي .. واتصلت لها .. ليصلني الصوت : الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به ..
وقالت دعاء : أخذ تلفونها ..
لتقول فطوم : تتوقعين شنو يصير لها ؟
هززت كتفي بحيرة : الله يستـــر ..
نهضت دعاء : شرايكم نروح نشتري لنا شي بارد ..
قالت فطوم : مالي نفس ..
لأقول : قومي خلينا نبرد على قلبنا .. أنا خايفة عليها ..
مشينا نحن الثلاثة .. ووصلنا إلى المتجر الصغير .. أخذنا ثلاثة أكواب من عصير البرتقال – الليمون – الرمان ..
لأرى مسدسات الماء .. تبسمت بسعادة .. اشتريت ثلاثة ..
قالت لي فطوم وهي تضحك : لا تقولين نلعب بهايلين ؟
قلت لها : شطورة .. تفهمين ..
أخذت دعاء المسدس : يلله تعالو نشحنهم ماي ..
ركضنا نحو البحر .. ملأنا المسدسات بالماء .. وقمنا نلعب مع بعضنا .. لحين رأينا الشباب مقبلين نحونا .. إلتفت لعماد وعلي .. وبدأت أرشهما بالماء .. لحين أن وصلنا لمحمود .. عمــار الذي رأيته يبتسم .. والجميــع !
[ عمـار ]
ستقولون سخيف .. أبله .. مجنون ! انعتوني بما تريدون .. صحيح أنها حركة تافهة .. لكنها تعني لي الكثير .. تبسمت بشقاوة .. حينما رشتني بالماء .. ركضت نحو المتجر الصغير .. واشتريت لنا .. وبدأت الحرب .. ولأن عددنا أكثر .. نحن أربعة .. وهم ثلاثة .. فغسان ونافع رفضا المشاركة .. وانتصرنا ..
كانت تضحك معي .. تتعمد أن ترشني أنا .. تتعمد اغاضتي .. واثارة سخطي .. تريد أن تنسيني مشاعري الجديدة .. وتفهمني بأنها كانت وما تزال وستبقى اختا لي ..
لا يهم من تكون .. المهم عندي .. أن نكون معا ..
/
[ نــــافع ]
حــل المســاء .. ونحن ما زلنا في الشاطئ .. بعض منا يرغب بالعودة .. والبعض الآخر يريد البقاء .. عملنا تصويت .. وصوت واحد غلب الطرف الآخر .. وكانت النتيجة .. البقــــــاء ..
كان كل منا يقوم بشيء مختلف عن الآخر .. وأنا كنت أسير جانبئ الشاطئ .. أفكـر أن نعجل العودة .. فلم أعتد على السفر .. ولا على النزهات .. فأنا أعشق عملي .. وأحـــن إليه .. تسألوني من يكون أنا .. أنا نافع .. موظف في شركة اتصالات .. أعيش فراغا كبيرا .. لا أهتم إلا بيومي .. كيف سأقضيه .. وما الذي اغتنمته منه .. في السادسة والعشرين .. عازب ..
جلست على الرمال .. أرمي بعض الحجارة في جوف البحر .. لأسمع صوت من جانبي .. التفت لذاك الصوت .. فرأيتها فتاة ترتدي حجابا .. تجلس قريبا مني أو قل أنا أجلس بالقرب منها .. وتفصل بيننا خطوات ربما .. يبدو أنها لم تنتبه لوجودي .. فهي لم تلتفت إلي .. وإنما ضلت على ما هي عليه .. ترمي حصاها في البحر .. متجاهلة الدموع التي تلطخ وجنتيها ..
لا أجد سببا يدفعها لمثل هذا .. نهضت من مكاني .. وقفت بجوارها .. ربما تكون ضائعة .. ربما لم تعثر على اهلها وهي خائفة الآن .. سألتها بهدوء : لو سمحتي اختي ..
لم ترفع رأسها .. دنوت منها .. وقلت بصوت أرفع : لو سمحتي اختي .. ضايعة عن أهلج ؟
رفعت رأسها لي .. ورأيت ملامحها قد كستها الصدمة .. رمقتني بغضب : انت ؟ تطنز حضرتك ..
تبسمت باستغراب : ليش أطنز .. أبي أساعدج أنا ..
صرخت وهي تمسح دمعها : ما ابي مساعدة من احد .. تباعد عني ..
قلت بذهول : انزين ليش تصارخين ؟ قلت ضايعة ومو لاقية أهلها .. ما كان قصدي شي ثاني ..
نهضت من مكانها ونفضت ثيابها من التراب : حدك سخيف ..
ومشت عني .. وأنا أراقبها .. لماذا تعاملني هكذا ؟ لم أفعل شيئا .. فقط ! كنت أود تقديم العــون ..
[ نافع : 26 سنة ]
==
انقضى يوم بأكمله .. ولم أذكرهم بشيء .. أضنكم تتسائلون عن ما يجري هناك ..
حل صباح جديد .. ويوم جديد .. بعد أن انقضت ليلة أخرى .. من الترقب والانتــظار .. والشيء الجديد في هذا الصباح .. أن كل العائلة علمت بمرض العم أبو طلال ورنـــا .. لكنهم لم يعلمو السبب .. عدا الأم التي لم تكف عن تأنيب ابنتها .. وتوجيد الشتائم لها .. وضربها حتى .. أعذرها أنا .. وهي ترى زوجها .. أب عيالها .. ملقى على فراش الموت .. والأجهزة تحيطه من كل صوب .. لم يفق بعد من غيبوبته .. والأطباء لا يأملون خيرا ..
والآخرين الذين يعلمون .. هم جميل .. ووالده .. الذان لم يتكلما في ما حصل أبدا .. وكأنما ما حدث لأبا طلال يكفيهم !
أما أنا .. فخرجت من المنزل باكرا .. ركبت سيارتي .. وتوجهت للمستشفى .. فمنذ أن علمت بما حدث وعيناي لم تغفوان أبدا .. الشعور بالذنب .. تأنيب الضمير .. كم وكم قلت لو .. ولو .. وليتها لو هذه تقوم بتغير الواقع !
وصلت المستشفى .. رأيت عم رنا جالس بعد مقعدين من أم رنا .. وجميل واقف أمام الغرفة .. أما رنـــا .. فلم أجدها بينهم .. اتجهت نحو الغرفة .. وأنا اسمي باسم الله .. قلت لجميل : سلام عليكم ..
انتبه لوجودي .. رمقني بحدة .. وقال بين أسنانه : صدق انك حقير .. وما تحس على دمك .. جاي تخلص عليه يالكلب ؟
تبسمت بوجع : ما راح أرد عليك .. معذور .. بس لا تقط كل شي علي .. انت لو ما عقليتك الغبية .. كان كل شي بخير .. ليش تخبره وهو مريض ؟
قال لي بغضب : اقول انقلع عن وجهي ورد من المكان الي جيت منه .. ويكون لعلمك اذا صار لعمي شي .. نجوم الظهر .. بتشوفها على يدي .. ســامع ..
قلت له هامسا : لا تهددني .. ولا ترفع صوتك علي .. تراك واجد تغلط وأنا ساكت عنك ..
قال لي وهو يضحك : شنو بتسوي يعني ؟ بتضربني ؟ بتذبحني ؟ ولا بتأذي حبيبة القلب ؟
مسكت ذراعه بقوة : بدفنك وانت حي ..
عدت أدراجي .. وذهبت لتلك الأم المفجوعة .. سلمت عليها .. وجلست بجانبها : آنا اسف على كل شي
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك