رواية وش رجعك -16
قال لي : ههههههه اليوم عزمناهم على الفطور .. تعرف ان جناح لنا وجناح لهم بنفس الطابق .. عزمناهم على جناحنا .. وسوينا الفطور بنفسنا .. شاي بارد وفيه في كل كوب خمس قطع سكر .. هههههههههه وبسكويت مفتوح من يومين وذابل .. هههههههههه أبوي تفشل مرة .. هو ما كان يبي يجي .. بس العروس قالت له تبي تتذوق طباخنا ..
ضحكت : ههههههه غربل الله بليسكم .. شنو صار بعدين ؟
ليقول : هههههههههه عاد أميرة تفننت وسوت بيض .. مفرغة فيه المملحة كامل .. العروس تذوقت البيض وكان تكح .. ههههههههه خاف الوالد عليها وقال جيبو ماي .. قلنا له الماي خلص .. خلها تشرب الشاي .. شربته وزادت كحتها مرة حالي .. ههههههههههه وبعدها قام طرش دعاء لجناحه تجيب ماي .. ودعوي راحت تعفس بالجناح .. وبعد مدة جت بالماي .. هههههه
تبسمت : امبييييه .. راحت عليكم .. شنو بسوي فيكم أبوي ؟
فقال : أول ما طلعو .. رجع لنا .. وتوعدنا .. قال لنا بيحبسنا بالجناح يومين .. اللحين احنا محبوسين .. بس دعاء قالت بتتصل للعروس .. هههههههههه وبتخليها تتوسط لنا هههه
ما إن أنهيت المكالمة .. حتى التفت لمحمود الشارد الذاهن وهو يتأمل الشارع من النافذة .. كنت سأتكلم وأقص عليه ما يجري .. لكن .. لم أود أن أقطع عليه خلوته .. و أدرت بصري إلى النافذة .. مضى اسبوع على مكوثنا هنا .. اسبوع هادئ .. خـال من أي عواصف .. ترى .. هل سيستمر هذا الهدوء ؟ أم سأدفع الثمن غاليا هذه المرة ؟!
[ بيـــان ]
كنت أمسك كف فطوم .. وأمشي ببطء على الجليـــد .. وأراهم جميعهم .. عمار .. علي .. عماد .. وغسان أيضا .. يتسابقون .. وكل واحد منهم يضهر مهاراته للآخر .. تبسمت على أشكالهم .. وعلى مظهري المضحك أنا وفطوم .. لأقول لها : تركي يدي ..
فقالت : ليش ؟
قلت لها : انتي اللحين تزلجي .. وأنا بسوي مثلج ..
قالت لي وهي تبتسم : بس أخاف عليج تطيحين ( وغمزت ) تذكرين ذاك اليوم ؟
صرخت عليها بإحراج : ولا تنسيييين ..
ضحكت : اذا نسيت أنا .. بعض الناس ما بينسون ..
سحبت يدي : وليييي عني .. ما ابيييج ..
ضحكت : ههههههههههه .. تبين منو عجل ؟ أناديييه ينتبه لج ؟
صرخت عليها : يالسخــيفة ..
ضحكت وهي تستعرض بعض الحركات : بكييفج .. بروح لهم وبتزلج معاهم .. وبخليج بروحج .. تدربين ..
وقفت بجانب الجدار : أحســــن .. فكة منج ..
مشت عني وهي تضحك .. حقــا انها نجحت بإثارة أعصابي .. مشيت بجانب الجدار .. كنت أمشي ببطء .. وأفكاري أخذتني إلى ذالك اليوم .. لا أعلـم لما حينما أنفرد مع نفسي .. تكرر ذكرى ذاك اليوم .. ألا أستطيع النسيان لحين عودتي ؟ مهلا .. إنه لم يفعل أي شيء مما قالته .. فقد مضى اسبوع .. وهو ما يزال عمـار الذي أعرفه .. أيعقل أنها كاذبة ؟ وغرضها من ما قالته استفزازي ؟
معنى هذا أنني تسرعت بالحكم عليه .. أنني أسأت الضن فيه .. أنني الخاطئة هذه المرة ..
جلست على الأرض الباردة .. وأنا ألوم نفسي .. ماذا فعلت ؟ لقـــد أرسلت له رســـالة على بريده .. إن قرأهــا .. لن أستطيع أن أضع عيني في عينيه مجــددا .. يا الله .. ماذا أفعل ؟!
==
[ عمــار ]
وصل محمود وأحمد منذ سـاعة .. وكنا كلنا نتسابق .. ونضحك على حركات علي وعماد .. حينما أقول كلنا أقصد أننا جميعا .. لكن تنقصها هي .. التي رفضت أن يساعدها أحدنا .. وقالت بأنها تخـاف السقوط .. لا أعلـم لما أراها تنظر نحوي اليوم باستمرار .. وبنظراتها شيء مختلف لم يسبق لي أن رأيته بعينيها ..
ضحكت على نفسي .. يبدو أنني لكثـرة ما أفكـر بها .. أصبحت أتخيل أشياءا ليس لها وجـود .. لتحتد نظراتي .. وتتجه لها .. وهي تتمشى بقرب ذاك الجدار .. فقد اتجـه لها أحمـد .. وها هو يحادثها .. وهي تضحك .. يبدو أنه يطلب منها المحــاولة .. لما تطيعه ؟ لما تسمــع ما يقول ؟
فهاهي تتزلج ببطء في الوســط .. وليس على الأطراف كما تفعل منذ قدومنا .. أفٍ لك أيها الـ أحمـد ..
رفعت بصري عنها .. سأتجاهلها .. سأمنع قلبي عن التفكيــر بها .. كفــى جنونا .. كفــى خيـالا .. فبيــــان .. حــلم مستحيــل .. نحن مختــلفــان .. في كل شيء .. الحــواجــز بيننــا كثيــرة .. لما أعذب هذا القلب .. بــ .. حبهـا !
==
ولــت الشمس .. وحط الظلام رحــاله على الأرض .. أصحابنا جالسين حـول النــار .. وهم يتنـاولون الشـواء .. فالشمس ما إن تغيب .. يغيب الدفء .. ويكون مكانه بردا .. تقشعر له الأبــدان ..
كان الجميع يتسامرون .. يضحكون .. ويستمعون إلى عزف غسان المميز على العود .. ليقطع استماعهم .. صوت رنين هاتف بيان ..
أخرجت الهاتف من حقيبتها .. ورأت اسم المتصل " يعقوب " تبسمت .. تعرف كل حركاته .. ضغطت زر الرد ونادت فطوم : فطووم .. رنـــا متصلة .. تعالي ..
نهضت الاثنتان .. وابتعدتا عن المجموعة قليلا .. أجابت بيان : هلا رنـوي .. شلونج ؟
قال لها وهو يضحك : رنا بعييينج .. شخبارج بيوونة ؟
ضحكت : مالت عليييج .. وأنا الي بسوي لج خدمة بالمجــان ..
قال بسعادة : حلفي .. فطووومة معاااج ؟ عطيييني اياها سريع ..
زادت ضحكاتها : اول شي قولي لي .. الماما شخبارها ؟
قال لها : بخيييييير .. وربي طول الوقت بيت جدتي .. وكل شي تبيه أسويييه .. عطيني فطووم ..
قالت بسعادة : سلمي عليها واااجد .. وحبي مروي وزهور عني ..
فقال : انزيييين .. ذليييتييينا ..
ضحكت .. ومدت الهاتف لفطوم : أوقـــات سعيييدة ..
استغربت : ليش تكلميها جذي ؟ يعني ما قلتي لها شخبارج ؟ شنو تبي من هدية ؟
ضحكت بصوت عال : كلميها وبتعرفين ليش ...
==
[ فطـــوم ]
وضعت الهاتف بجانب أذني وقلت : هلا رنووي .. وحشتييني ..
لكنه وصلها صوت رجولي : اهليين حبيبتي .. انتي أكثر يلغلا ..
رفعت نضري لبيان التي جلست مكانها وهي تضحك .. إنه صوته .. الكريهة .. خدعتني .. بارتباك قلت : هلا ..
ليقول : شلونج فطومة ؟
أجابت : بخير .. شلونك ؟
قال : بخيير دامج بخييير ..
التزمت الصمت .. لا أعرف ما أقول .. لكنه سبقني وقال : فطووم ..
قلت له : نعم ؟
فقال : انتي زعلانة لأني كلمتج ؟
قلت بسرعة : لا .. ( وبهمس ) بس ..
ليقول : بس شنو ؟
تبسمت بخجل : ما ادري ..
فقال لي : انا بعد ما ادري شنو اقول لج .. من يوم سافرتي وأنا محتار .. أتصل فيج ولا لا ؟ صح ولا غلط ؟ لكن أنا كلمت أمي اني أبيج .. وأمي كلمت أمج .. وأمج قالت اذا رديتي من السفر نجي نسوي الخطبة الرسمية ..
أغمضت عيناي .. أشعر بأن وجنتاي تحترقان خجلا .. أشعر بوجوده أمامي .. أستذكر عيناه المحتضنتان عيناي .. وهو يعترف لي بحبه ..
ليكمل : أنا مشتاق لج .. مشتاق لج وااجد .. تسمحين أتصل فيج هـ الفترة ؟ على الأقل مرة بالسبوع .. موب متعود اني ما ألتقي فيج ..
همست له : اوكي ..
فقال بسعادة : أفهم انج راضية اتصل فيج ؟
تبسمت بخجل : اي ..
قال لي : طيب اللحين بسكر .. انتبهي لنفسج .. ولا تقعدين بمكان بروحج .. أخاف يخطفونج .. وبعدين ما يصير عندي فطومة ..
ضحكت بخفة : ان شاء الله ..
فقال : تصبحين على خير ..
همست له : تلاقي خير ..
أغلقت الهاتف .. ضممته إلي .. ضحكت على جنوني هذا .. ومشيت ناحيتهم .. وأشعر بأن جميعهم يسمعون صوت دقات قلبي .. لقوتهـــــا ..
==
[ رنــــا ]
سمعت صوت طرق خفيف على باب داري .. نهضت .. وفتحته .. لأتفاجأ بأنه الطــارق .. أغلقت الباب بسرعة .. لكنه كان أسرع عندما وضع يده على المزلاج .. وفتحه بسهولة ..
قلت له : شنــو تبي ؟ تلفوني وعندك ..
قاطعني وهو يتعمد النظر إلى عيناي تحديدا : هـ المرة .. جــاي أقولج .. ان أبوج .. بكلمج .. وبقولج .. إن واحـــد متقدم لج .. ما تقولين له بفكر .. ولا تسألينه من يكون .. على طـــول تقولين موافقة .. سـامعة ..
فتحت عيناي على وسعهما .. ماذا يقول : جنيييت انت ؟ تبي أي واحد من الشارع يجي أقط روحي عليه ؟
همس بحدة : الي يسمعج .. ما يقول انج بايعة ومخلصة .. ( ارتفع صوته قليلا ) حبيبتي .. احمدي ربج .. ان أحد طق الباب .. غيرج .. الي مثلج .. يحمدون ربهم .. إن أحــد راغب فيهم وهم كــلهم عيوب ..
كنت سأصرخ في وجهه .. لكنه وضع كفه على فمي .. وهمس : سكتي .. تراج مو بروحج هني .. ولا تبين الكل يدري عن فضايحج .. لعلمج .. إن فكرتي مجرد تفكير ترفضين .. أو تعتذرين بأشياء تافهة .. الي أعرفه عن بلاويج .. بوصل لأبوج .. ويقولون .. اعذر من أنذر ..
أبعد يده عني .. وأنا ما زلت أحدق به بغير تصديق .. ألهذه الدرجة أنا سقطت من عينيه ؟ ألهذه الدرجة يعتبرني عـارا قـــد لوث سمعة العائلة ؟ كل ما في الأمـر أنني استسلمت للحب حينما غزى قلبي .. حب طــاهر .. حــب عذري .. لكن هذا الحب .. تلوث .. بكلامــه !
==
[ عمــار ]
وصلنا توا إلى الفندق .. كنت أتأكد من دخول فطوم وبيان إلى غرفتهما لأدخل لغرفتنا .. وما إن أدرت ظهري قاصدا غرفتنا .. حتى سمعت صوتها يناديني .. أدرت وجهي لها : نعم ؟
اقتربت مني .. ونكست رأسها .. يبدو أنها تود قول شيء ما .. لا أعلم لما طرأ بخاطري أنها ستقول لي أحبك .. كم أنا غبي .. تبسمت على ما مر بذهني وقلت لها : تبين تقولين شي ؟
رفعت رأسها إلي : ايي .. عادي بكرة الصبح .. تقعد قبل بساعة .. أنتظرك تحت بـ المطعم .. أبي أقولك شي مهم .. و ..
قاطعتها باهتمام : وشنو ؟
تبسمت : وعلى انفراد ..
قلت لها بفضول : ما يصير هـ الشي ينقال اللحين ؟
هزت رأسها بالنفي : لا ...
تبسمت : اوكي .. اللحين روحي نامي ..
تبسمت هي الأخرى : طيب .. هبي دريمز ..
همست لها : يو تو ..
راقبتها لحين أن دخلت غرفتها .. وأغلقت الباب .. أطبقت جفناي .. وأنـــا أفكــر بالشيء المهم الذي تـود قولــه لي ..
==
[ رنــــا ]
" جميــــل ؟ "
تبسم والدي : ايوة يبه .. جميل متقدم لج .. شرايج يبه ؟
قلت بصدمة : ليش متقدم لي ؟
ضحك والدي : ليش ؟ يبيج تكونين زوجته ..
قلت بتعلثم : بس هو للحين صغير .. أقصد هو .. من وين بيصرف علي ..
استمر بضحكه : هو ما قال يبيج .. إلا انه مستعد لهـ الأمور .. وبعدين ما بصير إلا خطوبة .. لين ما يكمل دراسته ..
قلت له وقلبي ينتفض : أنا للحين صغيرة .. وو وما افكر بالزواج وهـ السوالف ..
تبسم والدي وهو يمسح على شعري : اسمعيني يبه .. أنا موب دايم لج .. تشوفيني دائما مريض .. وفي أي لحظة بيرتفع علي السكر أو الضغط وبموت ..
قاطعته : الله يخليك لنا ان شاء الله ..
قال وهو ما زال مبتسم : أبيج تفكرين .. تراج ما بتلقين أحسن منه .. جميل رجـال وما ينعاب ..
قلت له وأنا أهز رأسي : ان شاء الله يبه .. بفكــر ..
خرج والدي .. بعد أن قبل رأسي .. لأرمي بجسدي المرهق على سريري .. وأجهش بالبكــــاء .. لما يتقدم لخطبتي ؟ لما يريد تعذيبي ؟ أكـــل هذا ثمن محبتي لعــــادل ؟
أيـــنك عني ؟ أينك لتراني محتارة لا أعلـــم ما أختـــار .. أأختـــارك أنت .. وانتــظاري الطويــل لحين تفي بوعدك .. أم القبول به .. والاستســـلام لسجنه .. وخضـــوعي لأوامره ..
==
[ بيـــان ]
منذ أن صليت صلاة الصبح .. وأنا لم أنم .. أساسا أنني ليلة الأمس لم تغفو عيني إلا بــعد عناء كبير ..
نهضت من على سريري عند السادسة صباحا .. تحممت .. ارتديت بلوزة مخططة بالأصفر والبرتقالي .. تصل إلى ركبتي .. وجينيس أســود .. شــال أصفر .. وحـذاء أصفــر ..
لم أحدد عيني بالكحل كما أفعل دوما .. فالحمد لله أنني تذكرت أنني لم أتعطر .. رششت رشة عطر خفيفة .. خرجت من الغرفة بهدوء .. وضغطت على زر المصعـــد بهدوء أيضا ..
/
[ عمـار ]
خرجت من الغرفة عند السابعة صباحا .. وصلت المطعم .. بحثت عنها .. فرأيتها تجلس بسكون في الزاوية .. وتحتسي كوب شاي .. قادتني قدماي لها .. وقفت خلفها وما إن همست لها : صبــاح الخير ..
رفعت رأسها لي .. وتبسمت بارتباك : صباح النور ..
جلست أمامها .. رسمت بسمة على فمي : أسمـــعج ..
فقالت : ما تبي تشرب شي ؟
قلت لها : على حسابج ؟
ضحكت : ايي ..
فقلت : اممممم .. قهــوة ..
قالت : قهوة من الصبح ؟
ضحكت : أساسا أنا ما نمت من البارح .. أفكر بالي تقولينه .. خبرج ولد خالتج فضولي ..
ضحكت بخفة : سوري ..
تبسمت لها : لا عــادي ..
\
[ بيــان ]
جـاء النادل له بكوب القهوة .. وما إن شرب منه شربة .. حتى جاء النادل مرة أخرى وهو يمد ذراعه بـ لاب توب .. تناولته منه .. وشكرته .. فتحته تحت أنظار عمار المستغربة .. وضعته أمامه .. وقلت له : افتح ايميلك ..
قال لي باستغراب : شـ السالفة ؟
تبسمت له : توقعت انك ما قريت الرسـالة .. ( وبعد صمت ) قبل ما تجي قلت لنادل يعطيني لاب توب وفيه نت .. وجابه لي ..
سألني : طيب ليش ؟ وأي رسـالة ؟
قلت له : افتح ايميلك .. راح تلقى رسالة من شخص ما تعرفه .. ما عندك اياه على المسن .. اقراها .. واذا خلصت قراءتها .. تعال لي نادني .. ( نهضت ) أنا برى ..
أمسك كفي : لحــظة .. شلون تطلعين برى بروحج ؟ قعدي معاي .. لين ما اخلص .. بقراها بصوت عالي ..
تبسمت له بإحراج وأنا أسحب يدي : لا تخاف .. انتظرك عند الباب ..
/
[ عمار ]
فتحت " الهوتمل " رأيت الكثير من الرسائل .. ضغطت على الصفحة الثانية .. ورأيت رسالة على ما يبدو أنها من فتاة .. ارتجفت يدي وأنا أضغط عليها .. شعرت أنها تخص بيان .. سميت اسم الله بداخلي .. وبدأت أقرأ الأسطـــر .. وأنا في حـــالة من الذهول ..
لم تكن إلا عشرة سطور تقريبا .. مكتوبة باللون الأسود القاتم .. وبهمس بدأت القراءة ..
في البداية ما أدري شنو أكتب لك .. أقول لك صباح الخير .. ولا على طول ادخل بالموضوع .. أنا " أتحـداك " الي تكلمك بالجـات .. تذكرتني ؟ عموما ما أبي أطول عليك .. أكيد عرفتني لأني الوحيـدة الي بالجات الي أعرفك عنك كل شي .. ومتأكدة انك ما تعرف من أكون .. ولا بيخرط على بالك اني أنا ..
أبي أقولك من أكون بس مترددة .. تصدق عمــار .. كنت بلعب معاك نفس اللعبة الي بتلعبها معي .. كنت أبي أبين لك اني أحبك .. أبيك تتعلق فيني .. وبعدين بصدك .. وبقول لك اني ألعب عليك .. بقولك من أكون وبيبين لك يا كثر كرهي لك .. لكن .. من ذاك اليوم .. الي قلت لك فيه اني سامحتك .. فعلا .. أنا سامحتك .. وقررت اني أنسحب بهدوء .. بس ليش عمـار تخليني أحمل بقلبي عليك مرة ثانية وبعد ما طاح الحطب بينا ترجعه ؟
أنا بقوم اللحين .. ما أدري شنو كتبت لك فوق .. بس ما ودي أقرأ .. تأكد عمـار .. انك ما بتهزني .. فرجـاءا .. لا تعب حالك وتمثل لأني أدري بكل نواياك .. ترى الي يحبونك ما قصرو .. خبروني بكل شي ..
سفرة سعيدة .. بيـــان ..
قرأتها ثانية وثـــالثة .. لم أفهم شيئا .. سوى أن " أتحـداك " هي ذاتها " بيـــان " أطبقت جفناي .. نكست رأسي بضيق كبير .. ماذا تقول هذه ؟ ماذا تريــد أن توصل لي ؟
نهضت من على المقعد .. بعد أن أغلقت الاب توب .. وحملته إلى النادل .. خرجت من المطعم .. ورأيتها واقفة عند باب الفندق .. لم تنبته لوجودي .. قلت لها بعتاب : بيـان ..
==
[ بيـــان ]
أدرت وجهي إليه .. والدمع قد غشى بصري .. همست له : قريتها ؟
وقف أمامي : ليش ؟
تبسمت بصعوبة : نتمشى ؟
لم يجبني .. لكنه تقدمني .. ومشى بخطوات هادئة أمامي .. مشيت خلفه .. ولم تتوقف عيناي عن سكب المزيد من الدموع .. رفعت كمي .. ومسحت دموعي .. قال لي وهو يمشي أمامي : أسمعج ..
قلت له بصوت مهزوز : تذكر اليوم الي تأخر فيه محمود عن الردة وأمي مرضت ؟ قبلها كانت المعلمة حارجتني جدام الكل لما قلت لها انكم تبون تباعدون فطوم عني .. عرفت وقتها انك تدخل هـ الجات .. وأنا كنت أدخله من زمان .. دخلته باسم أتحداك .. كنت أدور طريقة أضايقك فيها وأخليك تحس بشعوري ذاك الوقت .. لكنك ما اكتفيت .. ويوم الي تركتني فيه بالشارع بروحي .. أنا عرفت اللحين انك كنت مضايق بسبب عادل .. بس المفروض انك تتمالك أعصابك وما تطلع حرتك فيني ..
سكت قليلا .. أجمع أنفاسي .. لأكمل .. لكنه قال : للحين ما عطيتيني سبب مقنع ؟
قلت له بألم : هذا كله في كفة .. والي صار بكفة ثانية .. عمار أنا يوم الي قلت لك سامحتك .. فعلا سامحتك .. صحيح اني جبريت معاك وأي شي تسويه لي أرده لك .. لكن ما جذبت .. ونسيت كل شي صار .. بس يوم ليلة سفرنا .. يوم كنا في بيت جدتي .. كنت قاعدة انطر فطوم على المراجحين .. لما جت لي ضياء ..
هذه المرة سكت لأنه دار ناحيتي .. وبانت على ملامحه الصدمة : ضياء ؟ شقالت لج ؟
مشيت بعض خطوات .. وجلست على الرصيف : الي قالته مستحيل أنساه ..
تقدم مني .. وجلس بجانبي : عــن حسين ؟
رفعت بصري إليه .. قلت له بوجع : لو كان عن حسين بس .. ما عليه قابلة .. مات والله يرحمه .. لكنها قالت لي انك أقنعت بيتكم بان فطوم تسافر معانا .. علشان تجي وياها .. و ..
نكست بصري .. ومسحت الدمع الذي لطخ وجهي .. فقال : وشنو ؟
همست له : تخليني أحبك وبعدها تقول لي انك تلعب علي علشان تنتقم لها مني ..
لم أرى منه جوابا .. رفعت بصري إليه .. ورأيت عيناه تلمعان .. قلت له بحزن : ما ادري ليش صدقتها .. يمكن لأني استغربت انك مهتم تسافر معانا .. بس اكتشفت اني خطآنة ..
قال لي : وشلون اكتشفتي ؟
قلت له : لأن .. لأنك أكبر من هذا كله ..
==
[ عمـار ]
نهضت من مكاني .. مذهول مما تقوله .. أيعقل أن جهاد أخبرت ضياء بما قلته لها وافتعلت ضياء هذا الكلام لتحول بيني وبين بيان ؟
همست لها : وانتي ليش تقولين هـ الكلام ؟
رأيتها تقف .. وتتقدم نحوي : علشان اعتذر لك .. واقولك انها بتكون المرة الأخيرة الي أسوء الضن فيك ..
تبسمت بوجع : بس أنا ما اقبل اعتذارج ..
نكست رأسها : اهم شي اني اعترفت بذنبي .. وطلبت السماح .. ما اقدر أجبرك على شي ما تبيه ..
مشيت عائدة أدراجها .. لكنني أوقفتها : وما عرفتي ليش أصريت اني أسافر معاج ؟
لم تجبني .. مشيت ناحيتها لحين أن أصبحت خلفها : ضنيت ان الي بقلبي ما بقدر اعترف فيه بيوم .. لأني متأكد انج ما بتسمعين .. ولا بتستجيبين .. بس دامج محتارة .. وودج تعرفين ليش .. علشان يتأكد عقلج .. وقلبج .. اني لا يمكن أخدعج بيوم .. صحيح أذيتج .. بس مو هذا معناته اني نذل .. والعب بشعور ناس قريبين مني ..
لم تتكلم .. خطوت لحين أصبحت أمامها : اضنج فهمتي قصدي .. وعرفتين اني ما اقدر اكون بمكان وانتي بمكان ثاني .. عرفتين ان الي اجبرني على السفر هو قلبي الي يشتاق لج بوجودج .. فما بالج بالشوق اذا كنتي بعيدة عنه ؟
رفعت عينيها إلي .. رأيتها تذرف الدمع .. لم أجــد لذلك الدمع تفسيرا .. أسببه السعادة ؟ أم الحـــزن !
قلت لها بتعب : ودي أقولها لج .. ودي أفرغ لج بكل الي بصدري .. بس لأني فاهمج عدل .. وعارف بلي بقلبج .. ما اقدر .. لأني أعرف اذا قلتها .. راح تكون يتيمة .. وما بتبادليني إياها ..
شهقت .. وأنا رفعت كفي لأمسح دمعة متمردة .. قالت برجفة : أنا اسفة عمـار ..
تبسمت بعذاب : لا تتأسفين .. انتي مالج ذنب ..
قالت بنفس تلك النبرة : لا تصيح .. لا تخليني أكره نفسي زيادة ..
ضحكت بخفة .. وأنا أمسح دمعا آخر : يعورج قلبج اذا شفتي دموعي ؟ تحسين بعذابي ؟
قاطعتني : ما يحتاج هـ الدموع علشان أحس فيك .. وقلبي ألمني من شفت نظرة الحزن بعيونك ..
تبسمت لها : انتي ما تعرفيها .. هذي مو نظرة حزن .. هذي نظرة ثانية .. بس مختلطة بحزن ..
مشيت عنها .. أغمضت عيناي بتعب .. وأنا انصت لوقع خطاها على الأرض خلفي .. قلت بنفس التعب : أنا ما بقول انج تحبين .. بس بقول انج معجبة أو تفكرين بشخص صحيح ؟
لم تجبني فأكملت : ما ادري اذا يحق لي أقولج هـ الكلام أولا .. بس كوني أراقب تصرفاتج .. نظراتج .. ابتساماتج .. أحسج تميلين ( بوجع ) لأحمـد .. أنا ما اقولج حبيني .. ولا لا تحبينه .. أنا أقولج نصيحة .. سواءا كان أحمد الي تتمنينه أو غيره .. لا تعتبرينه المستقبل .. وتضيعين مستقبلج انتظار ان هـ الحب يثمر بنتيجة .. اعتبريه حلم جميل .. احتمال يوم من الأيام يتحول لواقع .. ولا راح يستمر حلم جميل بعد .. بس الله ما كتب يتحقق ..
==
[ منتهـى ]
مضى اسبـوع آخـر .. مر رائع على البعض .. وحزين على الآخر .. فلنذهب إلى من على أرض الوطن .. إلى تلك المعذبة .. الحبيسة دارها منذ اسبوعين .. ولا أحــــد يعلم بأمرها ..
أتـــراك أحببتني يوما ؟!
أتراك تتذكرني كما أتذكرك أنا ؟
فكلما نظرت إلى نفسي في المرآة ..
كلما أزلت هتين العدستين اللعينتين عن عيني ..
رأيتك فيهما .. مراهقا رجلا ..
وعلى فمك ابتسامة التحدي ..
التي لا تفارق شفتيك اطلاقا ..
أخي ..
ياه .. ما أعذبها من كلمة ..
أتراك ميت حقا ؟
أتراك الآن تحت التراب ؟!
أتسمـع مناجاتي هذه ؟
أتدرك حقيقة مشاعري إليك ؟
أتشعر بقلبي الحزين ؟
أم بروحي المعذبة التي لم تنل الوصل بعد ؟
أخي ..
اشتقت إليك ..
رغم أنني موقنة أنك لم تشتق إلي ..
أحتاجك بعنف ..
لتخلصني من بطش عمي .. الذي تعتبره والدك ..
فانظر من نافذة عيني إلى ما يفعله بي ..
وما يرتكبه من آثام بحقي ..
أخي ..
أتعلم ؟ أنه ما إن رأى لون البحر ..
شعر بقوة الموج ..
فارتجف حزنا .. لمعت عيناه وجعا ..
لا أعرف من أين له الشعور ؟
فأنا أخبرت بأن الحيوانات لا قلب لها ..
وهو .. أحدهــا .. فلما يحــزن لفقدك ؟
أخي ..
أحبك جــــدا ..
أغلقت دفترها .. ونهضت بارهاق لترتمي على سريرها النــاعم .. أغمضت عينيها .. غطت جسدها .. لحين أن شعرت بالسكون بعد هذه الفضفة .. واستسلمت للنـــــوم ..
/
[ أم منتهـى ]
الذي لا تعرفه هذه الفتاة .. أن ذويها كانو يستعدون للسفر .. فنسو أمرها .. وككل سنة يسافرون فيها .. ترفض أن تكون معهم .. وتبقى لوحدها بالمنزل ..
طرقت والدتها الباب .. استمرت بالطرق حتى الساعة .. سيتأخرون على الطائرة .. هذا ما قاله العم الأب .. تبسمت الوالدة بوجـــع على ما آلت إليه العلاقة بينها وبين ابنتها .. اخرجت ورقة من حقيبتها .. كتبت عليها ملاحظة بسيطة .. ألصقتها على باب غرقة ابنتها .. وولت مغادرة لقضاء شهر في طبيعة ماليزيا .. متجاهلين عتاب الضميـــر .. والشعـــور بالذنب ..
==
[ رنـــا ]
دخلت إلى غرفتي .. أغلقت الباب بالقفل مرتين .. أسندت جسدي على الباب مخافة من أن يدخل .. أخرجت من تحت ستري هاتف والدتي .. وضربت رقم هاتفه الذي حفضته عن ظهر قلب ..
وانقطع الرنين .. لم ألق جوابا منه .. اتصلت ثانية .. ورابعة .. لحين أن وصلني صوته المليء بالنوم : ألو ؟
تبسمت بألم .. وارتمت دمعة شوق إلى هذه النبرة على خدي : صباح الخير عادل ..
/
[ عـادل ]
كنت مستغرقا في النوم .. حينما رن هاتفي .. تجاهلت رنينه .. لكــن .. لكثــرة الرنين .. ضغطت زر الرد .. وأنا بخاطري أن أصفع المتصل على كل هذا الاصــرار .. لكن حينما وصلني صوتها الهادىء .. الذي يبعث السكينة إلى النفس .. نهضت من على السرير بسرعة .. وهمست لها : حبيبتي رنا ؟
قالت لي : شلونك عادل ؟
قلت بغير تصديق : بخييير .. بخييير من سمعت صوتج .. متأكدة انج رنا ؟ ذاك المجنون شسوى لج ؟ أتصل دائما التلفون مغلق ؟ رنا انتي بخير ؟
\
[ رنـــا ]
حينما سمعت كل هذا الكم من الأسئلة .. رغما عني ضحكت : بخير حبيبي .. بخير ..
ليقول : لا تجذبين علي .. صوتج وااضح .. فيج شي صحيح ؟ قولي لي .. شسوى لج ؟
قلت له بألم : هزأني .. ما خلى كلام ما قاله لي .. عادل وينك ؟ تصور .. أخــذ تلفوني .. وزيادة عن ذلك .. مو مصدق اني ما اعرف غيرك .. يقول لي اني اجذب .. وان عندي الف واحد .. و ..
/
[ عـادل ]
اسألوني .. ما هو مقدار العذاب الذي أشعر به .. اسألوني .. عن شعوري هذه اللحظـة .. وأنا أشعر بأن كل ما يحدث لها .. سببه طيشي .. وتهوري .. همست لها بحزن : أنا اسف حياتي .. تأكدي اني بخليه يدفع الثمن .. وغلاتج عندي .. لو ما آنا منجن أدور على هـ الحمار طـارق هني .. كان رديت اليوم البحرين وعلمته شلون يتعدى عليج ..
قالت لي بألم : حبيبي أنا مو كلمتك علشان جذي .. أنا في مشكلة .. أنا خايفة انا نفترق ..
قلت لها باندفاع : شنو نفترق ؟ بتخلينه يأثر عليج وتطاوعينه وتنسيني ؟
لتقول : لا .. انت مو فاهم شي .. جميل خطبني من أبوي .. ويبوني اليوم أرد عليهم .. هو مهددني اذا ما قبلت فيه بقول كل شي لأبوي ..
جلست على الأرض .. أغمضت عيناي .. والشعور بأن لا قدرة لي على الشهيق والزفير .. أثارت أعصابي أكثر : رنا .. حاولي تضيعين الوقت شوي .. جاينج .. علشان أأكد لذاك الحقير .. ولج .. اني متأكد من شعوري ناحيتج .. اني أبيج .. رنا .. ان شاء الله اليوم أو بكرة انا بالبحرين ..
\
[ رنـــا ]
أغلقت الهاتف .. وضعت رأسي بين ركبتي .. وغرقت في البكـــاء ..
رغـــم أنني أنتظر عودته .. وأرى فيها الفـــرج .. إلا أنني أشعــر بأن لحـــظة شنقي اقتربت .. تــرى هـل أعـــدم .. أم سيعفى عنـــي ؟!
رحمـــــــــــاك ربــــــــي ..
==
[ حسيـــن ]
قلت لها بتأنيب : المفروض انج ما تقولين لها .. انتي تعرفين انها ما تحب بنت خالتج ..
قالت بحزن : بس أنا ما أخبي عنها شي .. وبعدين هي بنفسها عرفت ان ودي أقول لها كلام بس ما أبي أقوله .. وسألتني .. حاولت أنكر في البداية بس بعدين قلت ..
تبسم لها : بس تقدرين تصلحين الأمور اللحين .. هو شنو قالج ؟
قالت لي : طرش لي مسج .. وقالي لي انه فقد ثقته فينا .. أنا ما أعرف شنو قالت ضياء لبيان .. بس ضياء لما دخلت البيت مرة ثانية كانت مرة مضايقة ومعصبة .. أما بيان فعادي .. ما كأن صاير شي ..
قلت لها : تتوقعين بيان قالت له عن الي صار وهو عصب وطرش لج هـ المسج ؟
قالت : ما ادري .. بس شلون بتقول له ؟ بيان ما تنقل كلام .. وأتوقع انها ما اهتمت أصلا ..
قلت : ما يصير ما تهتم .. يمكن هي تبين العكس بس من داخلها مضايقة .. اسمعيني .. اتصلي في اخوج .. وقولي له كل الي صار بينج وبين ضياء .. واذا ضياء راحت لبيان وكلمتها .. انتي مالج ذنب ..
قالت : بلا .. كل الذنب ذنبي .. أنا المفروض ما أقولها .. لأنه سر بيني وبينه .. ولأني أعرف انها تكره بيان ..
قلت : عموما .. الي صار صار .. اذا تبين تكفرين عن خطأج .. اتصلي فيه وكلميه .. وعاتبي اختج .. خلها تخف عليهم شوي .. علشان ما يصير لها شي بسبب ظلمها لبيان ..
قالت بحزن : أنا ألومها وما ألومها بنفس الوقت .. هي مجروحة .. لأن حسين الله يرحمه من مات .. أمك وأبوك والناس الي يعرفون .. كلهم صارو يناظرونها ما ادري شلون وكأنها السبب في موته ..
تبسمت لها وأنا أضمها لي : الله يرحمه .. بس اللحين الكل نسى .. المفروض هي بعد تنسى .. واذا تبين .. أنا بكلم عيسى أخوي يكلمها ويفهمها ان هذا شي طبيعي بالبداية من حرقة قلب الوالدين على ولدهم ..
تبسمت : مشكور حبيبي ما تقصر .. الله يحرمني منك ..
قبلت رأسها .. وأنا أتذكر حسين .. هو أكبر اخوتي .. كان الأفضل بنظري والأقرب إلي .. لكنه في تلك الفترة الي صار فيها عرس أخي عيسى وضياء .. كان قد مر على فقده لزوجته سنة كاملة .. ومنذ ذاك الوقت وهو لا يكف عن الشرب .. وقد أقفل عليه والديّ المخزن كي لا يحرجهم أمام الضيوف .. لكن الأقدار شائت أن تدخل تلك الفتاة إليه .. ويراها .. لا أعلم بالضبط ما حدث له .. لكنه حينما خرج للبحث عنها .. رأيت في عينيه أملا مقتــول .. ربما وجـد فيهـا ما يدفعه للاستمرار في الحيــاة .. لكــن الموت .. كان أقرب إليه .. ومات بعد أن رمى نفسه من النافذة بعد أن أقفل عليه باب المخزن ..
رحمك الله أخي " حسيـــن " .. ربما ستتسائلون .. كيف أننا نحمل نفس الاسم .. لأنه في ذاك الوقت كانو سيبدلون اسم بشار إلى حسين .. لكنه رفض ذلك .. واقترحت عليهم أن أكون بدلا منه .. غير والديّ اسمي .. وأسموني اسمه .. كي لا ينســـوه .. ويترحموه كل ما رأوني ..
لكـــن .. هناك من له الأحقية في امتلاك هـذا المسمى .. وهو " حســـن " ابن عمي .. وكأنه النسخة الحيـــة له .. نفس الشكل .. نفس الصفـــات .. نفس النــظرات .. نفس الصـــوت .. والاختـــلاف بينهما ضئيل جـــدا ..
==
[ أحمـــد ]
كنت حينها أشرب عصير البرتقال .. وأنا أفكر في بيـان وعمـار .. اللذان لا يتبادلان إلا الابتسامة منذ اسبوع .. ففي الاسبوع الأول .. بدو لي كأخوين .. مشاغبين .. لا يكفو عن الشجـار .. أما الاسبوع الماضي .. وكأن الحرب الباردة تجري بينهما .. عتــاب ربمــا .. تفسير نظرات عمـار .. وبيـــان .. الاعتــذار ..
التفت لمحمود .. رأيته يضحك مع غسان .. واخيه الأكبر الذي أتى اليوم صباحا " نـافع " .. حينما أتأمل في محمود .. وفي صفات محمود .. في أفعــال محمود .. أتسائل .. كيف رُبِـيّ هذا المحمـود ؟! حقا انه اسم على مسمى .. هنيئا لوالدته به .. هنيئا لي بأنني ضفرت على صديق مثله ..
صحيح أنني الأكبر سنـا .. لكنه الأكـبر .. أخلاقا .. تحمـلا .. وعـقلا .. حينما أستشيره في أمر ما .. سرعـان ما يعثر لي على حل .. وكأنه قابع في أعماقي .. يراقب ما أفكر به .. وما ينال اعجابي ..
رفعت بصري من على محمود .. وانتقلت إلى فطوم .. تلك الفتاة التي تعجبني بهدوئها .. بخجلها .. تختلف كليا عن بيان .. فتلك مشاغبة .. فوضوية .. جريئة .. أشعر بأن كلاهما مكملة للأخرى .. فـ الهدوء .. والخجل .. والجرأة .. صفات صعب أن تجتمع معا في آن واحــــد .. وأنا أقول بأن هتين الفتاتين .. روحين بجســد واحــدة .. لا فرق الله بينهما ..
" احم " لا تنظروا نحوي هكذا .. ما بالكم ؟ أنا أعشق تحليل الناس الذي يحيطون بي .. أحب أن أغوص بأرواحهم .. أن أقرأهم وكأنهم سطــور بكتـــاب مشوق ..
ليقطع عليّ تحليلي .. اتصـال عـادل .. استأذنتهم .. وأجبت عليه ..
==
[ عـــادل ]
اهلييين بالقاطع .. يوم كامل ما اتصلت .. غريبة ؟
قلت له وأنا أخرج من مكتب الحجز : برد البحرين بكرة .. ما لقيت لي حجز لليوم .. وبطرش لك أميرة ودعاء ..
قال باستغراب : ليش ؟ ما صار لكم شي ؟ وبعدين ليش بترد البحرين ؟
قلت له بضيق : بتروح مني رنـا .. ولد عمها الحقير يحسبني ألعب عليها وخطبها .. ومهددنها اذا ما وافقت بقول لأبوها كل شي ..
قال لي بصدمة : واللحين ؟ وش ناوي عليه ؟
قلت له : بروح أكلم أبوها .. بخطبها منه ..
ليقول : ما يصير تخطب وحدة مخطوبة ..
صرخت عليه بانفعال : رنا لي .. وباخذها .. وبعدين من هو علشان يوقف بطريقي .. أول شي بأدبه ما يتقرب منن شي يخصني .. بعدين بكلم أبوها ..
قال لي بتحذير : عادل .. لا تتهور .. تهورك وصلك لهـ الطريق .. أخاف توصل لطريق مسدود ..
قلت له : لا .. ما بصير إلا الخيـــر .. لا تخــاف .. بس أهم شي خواتك يكونون عندك ..
ليقول : والوالد ؟ بكمل شهر العسل مع عروسه ؟
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك