رواية حب غير متوقع -6
-" و هل هذه طريقة اخرى لتسأليني ان كان لدي صديقة يا الكسندرا ؟"
ثم ابتسم بطريقة مثيرة لانه اكتشف ما تقصده و ذكر جينيفير بسؤالها عن زوجته .. ابتسمت جنيفير باضطراب .. و قالت الكسندرا بإحراج
-" لا لم اق..."
قاطعها
-" لا بأس كنت امزح معك لكن ساجاوب عن تساؤلاتكما وقت ما شئتما .. نعم انا لي صديقة لكني ليس بيننا علاقة حب كما تعتقدا .. و بصراحة كنت ارى امي بالحلم "
-" اها فهمت"
بدات الكسندرا مهتمة .. انفعلت جين بداخلها فهذا يعني بأن لديها فرصة مع هذا الشاب الساحر و لن تضيعها .. ابتعدت عنه حتى لا ينظر من خلال عينيها إلى الفكرة التي طرأت برأسها
-" حسنا جونيور نشكرك على استضافتنا و على العشاء اللذيذ الذي اعددته بنفسك الذي تعلمته من جدك الصيني الاصل .. لكننا يجب أن نذهب .. و انت يجب أن تنام "
قهقه و قال لهما
-" لا شكر على واجب و سنجتمع في مرات اخرى و اخرى .. "
تذكر الصندوقين و قال لهما
" آه شكر على الهدية .. سأفتحها الان اذا لم تمانعا "
" بالطبع لا "
قالت الكسندرا و هي تساعدها في فتح الصندوق الذي احضرته .. أخرج منه لوحة لتعليق
" إنها رائعة شكرا لك الكسندرا .. لقد أحبتت البطاقة "
" على الرحب و السعة.ز هيا افتح علبة جين "
اخذت الصندوق الثاني ليفتحه لا شعوريا رفع عينيه إلى جين و ابتسم لها .. يبدو عليه بان أحب هدية جين أكثر فهي عبارة عن زجاجة مدورة كبيرة و يوجد بداخلها منظر لمدينة نيويورك بمبانيها و التايم سكوير و الامباير ستيت و برج الحرية .. أخذ يقلبها رأسا على عقب فتنغمر المدينة بالثلج ..
" أحبها .. شكرا لك جينيفير "
أومأت برأسها و هي تبتسم له .. وضع الزجاجة على طاولة التلفاز و وضع اللوحة بالقرب منها ليعلقها لاحقا ..
فتحت الكسندرا الباب و قالت لجونيور
-" حسنا جونيور عزيزي ..يجب أن نذهب "
اكملت جنيفير عنها و قالت
-" لقد استمتعتنا .. شكرا لك "
وقف امامهما و قال بامتنان
" و أنا كذلك أشكر لكما تلبتكما لدعوتي و للهديتين "
استدارت الكسندرا و نزلت درجتين و توقفت عندما أحست بأن جين لا تزال واقفة .. راتها تبادل جونيرو النظرات و الابتسامات .. تركتهما حتى قالت جين بخجل و قبل أن تستدير لتتبع الكسندرا
- " إلى اللقاء "
رفع يديه ملوحا
" إلى اللقاء "
اقتربته منه قبلته جين على خده ثم استدارت بسرعة و نزلت الدرجات ... وقف على الباب و اخذ يبتسم و يتحسس مكان القبلة .. و فجأة قفزت فيرونيكا في تفكيره و تذكر تقبيله لتلك الفتاة التي سحرتة بجمالها و رشاقتها و ذكاءها و خلقها و كل شيء فيها فهو يحبها و مغرم بها.. لم يفكر بفيرو بينما فتاة أخرى هي من قامت بتقبيله .. تلك التي تبدو و انها مهتمة به .. يشعر بأنه يجب أن ينسى فيرو و يمضي بحياته .. فلم يكتب لهما أن يعيشا قصة حب لانهما متعاديان و هذا سيكون صعب جدا لهما ..
-6-
جلست فيرو تتصفح كتابها لكنها لا تدري ماذاكانت تقرا فبالها لم يكن مع الكتاب لان بالها في نيويورك مع شاب اسر قلبها و كبله بسلاسل و قيود و القى بالمفتاح في البحر ..
-" بمن تفكرين ؟ حتما ليس بالكتاب الذي بين يديك "
قالت جولي و هي ترى صديقتها و عينيتها مسمرتين على منطقة أخرى غير الكتاب الذي بيدها .. أجابتها دون إنكار
-" اني افكر بجونيور.. الم يتصل ؟! الم يقل لك جاك شيئا عنه؟! مر إسبوعان و لم أعرف عنه شيئا .. "
قالت جولي و هي لا تريد أن تجعل صديقتها تشعر بالخيبة لكنها مظطرة لان تقول الحقيقة
-" لا ابدا لم يقل لي جاك شيئا .. انا اسفة يا عزيزتي "
انزلت عينيها على الكتاب محاولة ان تنسى ولعها و شوقها له .. فغيرت الموضوع
-" لا عليك قولي لي كيف هي علاقتك بجاك اني ارى تطور ملحوظ؟"
ابتسمت جولي و قالت بعفوية و بمرحها المعتاد
-" انه رجل رائع رائع واعتقد باني وقعت في حبه "
سعدت فيرو لسماعها ذلك
-" جيد ان جاك لطيف جدا "
أضافت جولي
-" و وسيم ايضا "
قالت ضاحكة.. اردفت
-" سيأخذني غدا الى العشاء ثم الى شقته "
غمزت لفيرو التي فهمت قصدها .. فأومات برأسها
-" اه جيد اتمنى لك كل الحظ "
-" شكرا "
خرجت جولي مودعة صديقتها و تركت فيرو تغرق في بحر افكارها .. و حسرتها على الحب الذي لم يكتمل ..
مر على وجود جونيور في نيويورك شهران تعرف على المدينة جيدا و تعرف على اصدقاء جدد و بدأ بتجهيز نفسه للفصل الجديد الذي سيكون اول خطوة لتحقيق طموحه حمل كتبه الثقيلة و خرج متجها سيرا الى الجامعة التي تبعد عن سكنه عشرة دقائق أي مسافة شارعين تقريبا وقف عند مقهى قريب من الجامعة و اشترى ثلاث اكواب من القهوه و عند مدخل الجامعة رأى الكسندرا و جنيفير وقافتان مع بعض الاصدقاء .. اقترب منهما مقدم لهما القهوه الدافئة لتنشطهم قليلا فدائما ما يكون اول اسبوع من الدراسة متعب لان المرء تعود السهر في الصيف لكثرة الاحتفالات و التجمعات الشبابية و ما غيرها من متعة الصيف ..
اخذت جين القهوه و ابتسمت لجونيور بامتنان لانقاذها من النعاس الذي سيطر عليها
-" اه جنير لقد انقذتني و ستكمل معروفك اذا حملتني و وضعتني على الكرسي في قاعة المحاضرات "
-" و انا من سيحملني اذا حملتك ؟"
و غمز لها بعينيه فضحكت له
-" هيا لندخل "
ثم دفعها بلطف يحثها على التحرك
جلسوا في القاعة التي تكتظ بالطلبة و الطالبات المزعجين و كأنهم ناموا بالامس مبكرا فهو لا يعرف سبب نشاطهم و حركتهم الزائدة التي يبدو هو بيعدا كل البعد عن تلك الحيوية و يبدو بان يريد أن يعود إلى شقته ليعود للنوم ..علق جونيور معترض و يده على خده و قد تطرفت عيناه
-" يا الهي هل سكان نيويورك دائما بهذا النشاط ؟!"
اجابته الكسندرا ضاحكة
-" لا فقط في اول النهار ثم ستنتهي هذه الطاقة مع انتهاء الوقود "
" بالطبع لان هذه الطاقة تأتي من القهوة التي بيدينا "
قالت جين معلقة و هي تضحك .. ابتسم جونيور و قال و هو ينظر إلى ما تبقى من قهوته
-" لكني لا ارى أي مفعول لها انني اتخيل سريري و غرفتي و بيجامتي ارييييييد ان انااااااام "
ما ان دخل الاستاذ حتى سكت الجميع تقريبا ..وضع حقيبته على الطاولة و اخرج اوراق منها و قام بتوزيعها على الحاضرين ..
-" هذه الاوراق مهمة جدا انها تشرح لكم قوانين المادة و الجامعة و طريقة رصد الدرجات و ما الى ذلك من محتوى المقرر الرجاء الاطلاع عليها .. و الاستفسار عن أي شيء تتوقفون عنده .."
طالع جونيور الاوراق التي بين يديه و هو لا يشعر برغبة في قراءتها لذلك وضعها جانبا .. فقال الاستاذ بعد أن أجاب على بعض الاسألة المتعلقة بالاوراق
" و الان سنبدأ المحاضرة الاولى كي لا نضيع وقت فهذه المادة كثيفة تحتاج الى وقت لنفهمها فارجوا منكم التعاون اذا اردتم النجاح في مادتي لنبدأ.. اسمي دكتور توماس وليامسون ...و سأقوم بتدريسكم علم الانثروبولوجيا .."
تثاؤب جونيور ثم نظر الي صديقتيه الناعستين و ابتسم.. من الجيد أن يكون معهما في مادة مشتركة بجميع الطلبة بمختلف تخصاصتهم ..
و في لوس انجلوس بدأ اليوم الدراسي للفتيات بنشاط تام فهذا اول يوم تذهب فيه جولي و آلي الي جامعة في امريكا فهما اعتدتا الدراسة في لندن موطنهما
-" يا الهي انه شعور جميل لكن الجامعة هنا لا تختلف كثيرا عن الثانوية هناك "
قالت آلي بمرح
-" حقا, اين هم الشباب ؟"
اخذت جولي تلتفت تبحث عنهم او بالاخص تبحث عن جاك صديقها الحميم فبعد مرور شهرين من وجودها في لوس انجلوس توطدت العلاقة فيما بينهم بشكل جيد كما ان آلي اغرمت باليكس ايضا و بدأت علاقتهما تنضج يوم عن يوم بينما فيرو التي تفتقد جونيور قررت ان تحاول ان تعيش و تنسى المها لفراقه .. لذلك فتحت المجال لمارك ان يدعوها للعشاء بين حين و اخرى و يخرج معها كلما سمحت الظروف لكن كما يقول المثل " القلب يعشق مرة واحدة "
-" مرحبا يا حلوتي "
التفت جولي على الشخص الذي التصق بها فابتسمت له
-" مرحبا يا وسيم "
-" كيف الحال هل نمت جيدا بالامس ام كنت تفكرين بي طوال الوقت ؟"
-" لا لم اكن افكر بك ايها المغرور "
-" اشك في ذلك "
اخذها بين يديه و قبلها
قالت فيرو و هي تجذب آلي
-" هيا لنذهب لقد تأخرنا نراكم يا شباب في المحاضرة التالية الى اللقاء "
-"الى اللقاء يا جميلات "
قال جاك و هو يراهن يبتعدن
شهران دراسة مرا بخير و تعب قليل و اقترب فصل الخريف و امتحانات منتصف الفصل ..
-" اين جونيور لم اره اليوم " قالت الكسندرا
-" لقد اتصلت به لكنه لم يجيب هل تعتقدين انه نائم و نسي ان يستيقظ " قالت جين
-" لا بد من ذلك "
-" لنذهب و نرى "
اتجهتا إلى شقة جونوير .. اخذ جرس الباب يرن و يرن و يرن و بدأ القلق يتسلل إليهن
-" اين هو بدأت أخشى عليه "
قالت جين و الاضطراب يكسو ملامحها – كانت الكسندرا بدورها قلقة لكنها بدت أكثر شجاعة تطمأن صديقتها
" لا لا تقلقي لابد انه يستحم او ..."
بعد خمسة عشر دقيقة تقريبا فتح جونيور الباب و كان يبدو بحالة يرثى لها فوجهه احمر و انفه احمر و عيناه تدمعان و بالكاد يفتحهما شعره مبعثر ويلبس شورت و جاكيت .. ترك الباب مفتوح لتدخلا رمت جين بنفسها عليه تضمه ..
-" يا الهي لقد انشغل بالي عليك اين كنت ؟ ماذا يجري؟ لم لا ترد على الهاتف او جرس الباب ؟ يا الهي هل انت بخير تبدو ..."
قالت الكسندرا مهدئه و هي تسحبها بعيدا عنه فهو لا يبدو عليه الطاقة ليتجاوب معها و مع تساؤلاتها
-" اهدئي يا جينيفير ان جونيور مريض و كفي عن هذه الاسألة "
استلقى على الكنبة و وضع يده على رأسه
-" اه ان رأسي سينفجر لم انم بالامس .. اسف يا جين لقد كنت نائم عندما طرقتما الباب لذلك لم اجيب على اتصالك ايضا"
-" لا بأس اتريد بعض المهدئات تبدو بحالة سيئة "
وافقها
-" سيئة جدا "
تلحف بالغطاء و وضع رأسه على الوسادة لكنها استقام من جديد
-" اسف تفضلوا "
جلست جين بالقرب منه وضعت يديها على جيبنه الساخن.. شهقت و قالت
-" يا الهي انت حار جدا "
قهقه و علق بشقاوة
" شكرا لك "
ثم اغمض عينيه و لا يزال يبتسم
-" يا سخيف انت مريض جدا و تمزح ايضا "
-" الم تذهب للطبيب؟"
قالت الكسندرا
-" لا لا داعي صديقيني هذا بسبب تغير الجو سآخذ بعض المسكنات و اخلد للنوم و سأصبح بعد ان استيقظ عل خير ما يكون "
-" لا اعتقد ذلك ان حرارتك مرتفعة جدا يبدو انك مصاب بالحمى ..جونيور ارجوك دعنا نأخذك للمستشفى "
قالت جنيفير و هي مازالت تضع يديها على رأس فاخذ جونيور يديها ووضعها بين يديه
-"جيني يا عزيزتي شكرا على اهتمامك بي لكن لا تقلقي فانا استطيع ان اهتم بنفسي اذا ازدادت حالتي سوءا سأذهب بنفسي و الان ارجوكما اذهبا الى الجامعة كي لاتتاخرا على المحاضرة الاولى و انا سأنام "
وقفت الكسندرا و جذبت جين
-" كما تريد جونيور هيا جين "
وقفت جين و نظرت إلى ذلك الرجل القوي و قد خارت قواه
-" لكننا سنأتي لنطمئن عليك بعد ان تنتهي المحاضرات "
أوما برأسه و عينيه مغمضتين
-" حسنا جدا شكرا على اهتمامكما "
-" اعتن بنفسك "
قالت الكسندرا.. فاجابها بهدوء
-" سأفعل الى اللقاء "
بعد الانتهاء من المحاضرات الطويلة و المملة ذهبت الفتاتان لشراء حساء دافيء لجونيور المريض لعله يعود إلى طبيعته بعد تناوله الحساء الدافيء .. طرقا على الباب لكن لا احد يجيب
-" يا الهي انه يحب ان يفعل ذلك لم لا يرد ؟ايريد ان يوقف قلبي؟ "
قالت جين بعصبية فهي لم تتوقف عن التفكير به طوال الوقت و سرحت عن المحاضرات ..
-" اعتقد بانه نائم لنحاول مرة اخرى "
ظلت تطرق على الباب لمدة عشرة دقائق فساورهم الشك
-" لا اعتقد بانه لا يسمع رنين الهاتف و دقات الباب "
قالت جين بإنزعاج.. فقالت لها الكسندرا بفكرة
-" لنادي حارس البناية ليفتح لنا الباب هيا "
و بعد دقئق فتح الحارس الباب فركضت جين الى غرفة جونيور فلم تجده ذهبت الى غرفة الجلوس و المطبخ و اخيرا وجدته على ارض الحمام منبطح صرخت بأعلى صوتها و اقد أصابها الهلع
-" النجدة"
سمعت الكسندرا صراخ جين فركضت هي و الحارس إلى الحمام .. وضعت يدها على فمها و هي ترى جونيور على الارض و جين فوق رأسه ..قالت الكسندرا إلى الحارس
-" هيا لنحمله و نأخذه الى المستشفى "
حمله حارس الى سيارة الكسندرا و أخذوه الى اقرب مستشفى وضعوه على الفراش و ادخلوه غرفة الفحص و بعد نصف ساعة خرج الدكتور
-" ما به يا دكتور هل هو بخير ؟"
سألت الكسندرا
-" نعم هو بخير لكنه يعاني من حمى شديدة و اعتقد انه لم يأكل شيئا فمعدته فارغة "
سألته جين بقلق
-" و الى متى سيظل هنا؟"
-" تقريبا ثلاثة ايام الى ان ننتهي من فحصه وعمل أشعة للدماغ و للجسم لنتأكد من صحته "
-" شكرا دكتور "
في لوس انجلوس
دخل الاب ليو منزعجا بعد عودته من العمل
-" ما بك يا ليو تبدو مستاء "
سالت مليسي و هي تربت على كتفه.. قال بنبرة منزعجة و قد بدا عليه التعب
-" انا قلق على جونيور "
التفت اليه فيرو ما أن سمعت اسمع جونيور تركت ما بيدها من اوراق وقالت له
-" ما به جونيور؟"
-" لا اعلم انا قلق لقد اتصلت عليه اكثر من مرة لكنه لم يجيب على هاتف الشقة و لا المحمول احس بان مكروها اصابه "
حضنته مليسي و ابتسمت له تبعث فيه الطمأنينية و قالت له بصوت هاديء
-" لا يا حبيبي يمكن انه لم يسمع او انه كان يستحم او نسي هاتفه و خرج من المنزل مع اصدقائة "
-" لا .. لا .. جونيور حريص على هذه الاشياء و اذا لم اتصل انا هو سيفعل .. فدائما يتصل علي في العمل .. انا جدا قلق و لن ارتاح الا اذا ذهبت و اطمأنت عليه"
سألته باستغراب
-" هل ستذهب إلى نيويورك ؟! "
اومأت و هو يعيد طرح تلك الفكرة برأسه
" نعم .. سأذهب "
" متى يا حبيبي ؟!"
-" الان سأتصل على سام حت يحجز لي تذكرة في اسرع وقت .. اسف يا عزيزتي "
تضايقت لكنها فكرت بأن هذا ابنه و هو لم يره منذ ستة أسهر تقريبا .. يجب أن تآزره فقالت له
-" حسنا يا عزيزي ..سأرتب حقيبتك "
و بعد ساعات طارت الطائرة متجة الى نيويورك و بمجرد وصول الاب اسرع لختم جواز سفره و خرج مسرعا و استقل تاكسي و ذهب الى شقة ابنه الذي ارسل له العنوان على البريد الاكتروني من بل .. دفع للسائق و خرج من السيارة مهرولا على الدرج دق الباب اكثر من مرة .. و اتصل ليسمع صوت الهاتف من خلف الباب .. جن جنونه .. و أصابه الهلع عندها نزل ليسأل الحارس الذي قال له بان ابنه في المستشفى و قال له ما حدث بالتفصيل فاسرع ليو و ذهب الى المستشفى و بعد دقائق كان يقف عند باب الغرفة التي ينام فيها جونيور و الاجهزة مثبته عليه من كل جهة وقف ينظر اليه و هو يلهث من التعب ثم سأل الفتاتان اللتين وقفتا بالقرب من فراشه...
-" كيف حاله ؟"
سأل جين و الكسندرا و هو يدخل و يضع يديه على رأس ابنه و يمسح على شعره
-" انه بخير انه فقط يعاني من حمى شديدة "
اجابت الكسندرا و هي مستغربة من الرجل الذي دخل فجأة
-"اه الحمد لله لقد جن جنوني عليه كنت اعرف بان مكروها اصابه "
جلس بالكرسي بالقرب منه و اخذ ينظر اليه ثم استوعب وجود الفتاتان الغريبتان
-" انا اسف لم اعرفكما على نفسي انا ليو غارسيس ديلفالي والد جونيور و لقد وصلت للتو من لوس انجلوس فقد احسست بان مكروه اصاب ابني فاسرعت بالمجيء و من انتما ؟"
-" انا جنيفير و هذه الكسندرا لقد تعرفنا على ابنك من اول يوم في الطائرة و اصبحنا اصدقاء "
-" اهلا و سهلا تشرفت بمعرفتكما "
مد يده يصافحهما
-" و نحن ايضا "
-" ماذا جرى له؟ ان جونيور قوي البنية و لم يصل في المرض لان ينام في المستشفى من قبل الا عندما انكسرت ساقة و هو في الثانوية و انكسرت يده مره ايضا انه احمق و شقي لكنه قوي .. و لم يستسلم للمرض .ز حتى أنه يرفض الذهاب إلى الطبيب "
ابتسمت جينفير لسماعها شيء عن حياة جونيور الغامضة فهو لا يحب ان يتكلم كثيرا عن حياته الشخصية و له اسبابه الخاصة
-" لا اعلم ماذا جرى له يا سيدي فقد كانا معا بالامس نتعشى و نلعب الورق .. كا بكل قواه البدنية و العقلية "
-" سأذهب لاتكلم مع الدكتور لأسأل عن حالته عن اذنكم "
قبل ان يخرج فتح جونيور عينيه ثم اغلقهما ثم فتحهما فجأة و كانه رأى شبح امامه و حاول أن يستقيم بجلسته لكن ليو دفعه للخلف و هو يبتسم
" لا تتحرك "
-" ابي ؟!"
قال بصوت خافت و مدهوش
-" اه يا جونيور لقد اشتقت لك يا بني ماذا جرى لك؟"
اقترب منه و اخذ يربت على رأسه و يمسح عليه
-" ابي اين انا ؟ "
و اخذ يتلتفت في الحجرة .. رأى الكسندرا و جين فسألهما
-" لم اشعر بالبرد و دوار "
-" انت في المستشفى لقد اغمي عليك و احضرتك جين و الكسندرا الى هنا "
التفتت ليو إلى الفتاتين و ابتسم لها بامتنان لاهتمامهما بابنه .. لكن جونيور بدا غير طبيعي و ساله
-" و كيف عرفت انت ؟ و متى اتيت ؟ و كم يوم اغمي علي ؟"
رفع نفسه و جلس على الفراش مسند ظهره على الوسادة
-" لقد اتصلت عليك مرارا لكنك لم تجب على أي من اتصالاتي ..شعرت بوجود شيء خاطيء و ان مكروه اصابك فقررت ان اتي الى هنا ..حجز لي سام اول طائرة تقلع اليوم و اتيت "
-" شكرا ابي لوجودك فانا مشتاق لك و اريد ان اريك كل شيء "
نسي جونيور بان في المستشفى و بدا هزيلا و متعبا
-" و انا يضا مشتاق لك ياعزيزي "
طرأت فيرو على باله فسأل والده
-" كيف حال الشباب ؟ و فيرو و جولي وآلي "
-" الجميع بخير و يسألون عنك و قال لي جاك بانه سيأتي و اليكس لزيارتك قريبا "
-" خبر جيد .فأنا متشوق لرؤيتهما "
ظلا يتحدثان عن الستة الاشهر الفائتة و المستجداتت .. اخبره عن علاقة جاك و جولي و كذلك اليكس و آلي .ز فأخبره بأن جاك قال له عن كل شيء إلا عن علاقة فيرو بمارك الامر الذي جعله يستاء و يتضايق لكنه ظل ساكتا دون ان يعلق على امر فيرو فهي لم تخصه .. و لم يحدث بينهما شيء غير قبلتين و هذا لا يعني شيء كما يبدو بالنسبة لفيرو .. كان يتدثان عن كل شيء حتى دخلت الممرضة تقاطعهما و تخبرها بان وقت الزيارة انتهى
-" انا اسف يا بني يجب ان اذهب هلا اعطيتني مفتاح شقتك "
-" بالطبع انه هناك فوق الجاكيت اذهب و ارتاح يا ابي و ساكون بخير "
-" سأفعل الى اللقاء في الغد "
استدار ليو ليخرج لكن يد جونيور أوقفته التفتت لينظر إلى عينيه و ليته لم يفعل ليرى هذا الانكسار و الضعف .. شعر بانه يائس و ليس بيده شيء يفعله من أجل أبنه و لو استطاع أن يمنحه صحته و بدنه لفعل ..قال بنبرة آلمت قلب والده أكثر من نظراته
- " أبي .. شكرا لك "
اختنق صوت ليوم و لم يتسطيع أن يجيب ابنه .. أحس بغصه كادت أن تنفجر لكنه تحلى
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك