رواية قيود الحب -5
صوته كان خشنا ومضطربا ومد يده ليجذب وسائد الصوفا القريبه ويضعها تحت راسها بارتياح فوق الوسائد حتى احست بالتوتر والرجفه بعد ان احست بثقل يديه على جسدها ثم همس
-ليس لديك اي فكره كم اريدك
ودون اي خجل استجابت ايفا معه ومدت ذراعيها تطوق كتفيه واصابعها لتعبث بشعره واخذت انفاسها تتسارع..وعاد الى الهمس
-هذا حلم...انه حلم يتحقق!
في تلك اللحظات بدا لها ان لاشئ في الدنيا يمكن له ان يفرقهما..وهي لن تسمح لهذا ان يحصل ابدا!
وتابع همسه-كنت دائما اعرف انك ستكونين لي يوما ما في النهايه حتى في تلك الايام عندما كنا صغيرين
الكلمات كانت كالرصاصه اخترقت دماغها واجبرتها على التوقف حيث هي وان تدوس على المكابح وفي لحظه
انتقلت الى زمن مختلف ومكان مختلف بعيدا عن الفه ودفء هذا المكان لتعود الى بروده وعدائيه طفولتها وحاولت ان تخفي هذا الرد فعل ان تبعده عنها
ان تدفع عنها الرعده التي اخذت تنتشر فوق بشرتها وبارتجاف بسيط تعلقت به وجهها مضغوط بقوه صدره...لم يعد الامر يهم فهي رغم كل شئ تريده...ولن تنكر هذا!
ولكنه احس بما جرى لها فشد عليها اكثر وتابع كلامه
-لاتقلقي..انا لا اجبرك على الاندفاع معي في اي شئ...لقد رغبت لمده طويله طويله واستطيع الانتظار قليلا
ولايجب ان نكون في عجله من امرنا
وقبل وجهها ثم ارجع شعرها الى الوراء مداعبا
-مجرد كوني معك هنا وهكذا هو اكثر من كفايه لي كبدايه ولدينا الكثير من الوقت لما تبقى
وبقيت ايفا ساكنه مستلقيه وجهها في صدره وفي تلك اللحظات لم تكن قادره على فهم طاحونه المشاعر التى كانت تمزقها...الخيبه المريره..الصدمه..الذعر
وشعور بالارتباك والالم المخيف الذي كان اكثر مما تستطيع تحمله تقريبا
في تلك اللحظه عادت لكراهيته ومقته ومع ذلك الرغبه فيه والتي لاتزال تمزقها بشراسه ذراعاه حولها بدتا تهديدا لها وحمايه في نفس الوقت
و كادت ان تصيح منتحبه!ماذا يحدث لي؟دنياها كلها ودفعه واحده بدت وكانها تنهار من حولها...!
وبطريقه ما تمكنت ايفا من تمضيه ما تبقى من الامسيه و لم تكن تحاول ولو على مستوى معين ليله صعبه عليها وبدا تشارلز وكانه لم يلاحظ انها تتصرف بشكل غريب ربما استنتج انها كانت
تتاسف على تلك اللحظات من الرغبه التي امضياها قرب المدفاه؟
ولكن الحقيقه كانت مختلفه...فقدت زجرت نفسها بقسوه لانها تصرفت دون حياء معه وحاولت ان تندم ولكن ماحدث كان العكس..فلم تحس بالحياء ابدا.
وكانت كلما تذكرت تلامس بشرتها ببشرته تحس قشعريره تمر في جسدها كما حاولت ان تجمد الدفء السهل الذي احست به نحوه وكافحت كي لا تتجاوب مع حديثه واكثر من
اي شئ ان لا تضحك لفكاهاته ولكن محاولاتها منيت بالفشل
..وهما يحضران العشاء ويتفرجا على التلفزيون شعرت بالغرابه تتلاشى من مشاعرها فمن السهل العيش معه بدى ذلك وكانه طبيعي واي شئ مختلف قد يتطلب جهدا كبيرا ومع ذلك فقد حاولت
ان تقصر مده اقامتها هنا...فقالت عند العشاء
-الا يجب ان نعود هذه الليله؟فالغد هو يوم الاثنين...وعلينا العوده للعمل
-لاتقلقي لن احتج عليك اذا تاخرتي في الواقع لن احتج اذا تغيبت طوال قبل الشهر..من السلامه اكثر السفر نهارا الطقس مثلج والطرقات سيئه ثم علينا اعاده ادوات التزلج الى حيث
استاجرناها...كان يجب ان نعيدها بعد ظهر اليوم لو فكرنا الامر ولكن كان لدينا اشياء اخرى نفكر بها
واحمر وجه ايفا احمرار تذكر السعاده واحمرت مره اخرى عندما قبلها قبل النوم ليس بسبب الارتباك فالارتباك ذهب عنها لحظه احست بشفتيه فقد احمرت ألسنه اللهيب التي تصاعدت في
داخلها...لقد كان صادقا في وعده بان يتمهل كل شئ...ماكانت كلماته؟
( لدينا الوقت الكافي لكل هذا)
وبعد لحظه كانت تغلق باب غرفتها وتشعر بالامتنان العميق لكبحه جماح رغباته..واحست بكل الارتباك والتشويش يعود اليها فعندما كانت معه كان الامر سهلا...بين ذراعيه لم يكن
هناك مشكلة ولكن لحظه ان ابتعدت لحظه لم يعد معها لم يعد دماغها يستطيع تحمل ضغط المشاعر داخله
ومع ذلك لم تستطيع ان تجد جوابا على السؤال الذي يدور في ذهنها
(ماذا يحدث لي؟ماذا يحدث لي؟)
صباح اليوم التالي استيقظا معا بعد السابعه وخرجا عند الثامنه والنصف..
ولراحه ايفا لم يتبادلا سوى بضع كلمات خلال هذه الفتره تبادلا الحمام ثم فطار سريع ثم خرجا ليركب كل منهما سيارته
وبدى تشارلز مرتاحا وودودا كما كان بالامس ولكن ايفا كانت تزداد ارتباكا..فجاه لم تعد تعرف كيف تتجاوب معه ابتسامته كانت تبعث القلق فيها وعندما يلمسها حتى دوون
قصد تشعر كان بشرتها تحترق..على ان ابتعد عنه..على ان ابقى وحدي...احتاج لوقت كي افكر...واعيد النظر في مشاعري..والا..فسوف انفجر
وهما يغادران الشاليه توقف للحظه وقال
-ساسير امامك وابق ورائي مباشره واطلقي الزمور اذا احسسست باي مشكل
ثم اصبحت تعابير وجهه اكثر جديه وهو يضيف
-سنتناول العشاء معا الليله...كان يمكن ان نتغدى كذلك ولكنني مشغول جدا...اظنان لدينا الكثير لنتحدث عنه..فهزت ايفا راسها بغموض فالعشاء لا يزال على موعده وقت طويل وبين
الان وذلك الوقت...ربما تمكنت من لملمه شتات نفسها
رحله العوده كانت سهله مع ان الطريق في بعض اجزاءه كان منزلقا كالزجاج وبقيت ايفا سيارتها ملتصقه تقريبا باللاندروفر الكبير. متمنية عند كل مره يغيب امامها في منعطف ان
يكون قد اختفى من حياتها الى الابد...ومع ذلك عندما كان يختفي لفتره قصيره كانت تحس بالذعر حتى كاد تحس بقلبها وقد توقف ميتا في صدرها
وتحفر فكره ما في داخل عقلها من دونه ساضيع! من دونه لن استطيع الحياه بكل بساطه!ثم عندما تعود لرؤيته ثانيه يتملكها الخجل والارتياح وتتمسك بالمقود متنهده باضطراب...ويعود
السؤال يطفوا من جديد
( ماذا يحدث لي؟ ماذا يحدث لي؟)
وما ان وصلا الى ضواحي بيتها حتى اوقف السياره ونزل منها
-هنا سنفترق...اراك في المكتب.. وتذكري ان لا تشغلي نفسك وقت العشاء
ومره اخرى اجابت ايفا باحناءه راس مبهمه ثم لوحت له بيدها وتجاوزته متجهة بسرعه نحو بيتها واحست ايفا بالراحه عندما لم تجد احدا في المنزل
ايلين...التي اتصلت بها ايفا في وقت مبكر تعلمها بوصولها ...تركت لها مذكره في المطبخ تقول انها خرجت للتسوق
واسرعت الى الطابق العلوي لتستحم وتغير ملابسها لكل حياتها كانت ايلين موضع ثقتها ولكن حتى ايلين لن تستطسع ان تفضي اليها بعذاب قلبها فكيف لها ان تفضي بشئ لا تستطيع هي ان
تفهمه؟
وشعرت بان هذا العذاب قد بدا يخف تدريجيا لابتعادها الان عن تشارلز..وحل مكانه نوع من الخدر واللامبالاه وهي تغير ملابسها احست و كأنها تتحرك كالروبوت دون
تفكيربالمره...فهي لا تجرؤ ان تفكر
وكانت الساعه قد تجاوزت الحاديه عشر والنصف عندما توجهت نحو المكتب وتفكيرها قد امتلا بشكل الي بامور العمل...معرفتها بان امامها يوم مليء بالعمل كان بمثابه البلسم
لتفكيرها المشتت العمل هو كل ما تستطيع اشغال نفسها به في الوقت الحاضر ولكن ما ان استدارت لتدخل موقف سيارات الشركه حتى أحست بان كل تفكيرها بالعمل قد خرج من
راسها وتوقفت...وقد تجمد قلبها وحدقت بخيبه امل باللاندروفر الملطخ بالوحل المتوقف بعيدا عن الانظار في الزاوية
التقطته عيناها للحال بالرغم منن موقفة المخفي انها سياره تشارلز تلك التي استاجرها وكانت معه وهاهو جالس في المقعد الامامي منها غير شاعر بالمره بوجودها محنى الراس وذراعاه ملتفان حول
فتاه حمراء الشعر...فتاة تعرفها إنها سيلفيا اشتون...موظفه
سابقه في الشركة
واحست بالم حاد يزحف اليها ليملأ كل زاويه في جسدها..وارتفعت الى عينيها دموع الصدمه والخجل وفي تلك اللحظه..وبذهاب كل الخدر عن ذهنها وكنفحه رحمه اصبح كل
تفكيرها صافيا فمن تراه الان هو تشارلز ايربى الحقيقي..تشارلز الذي يخفي وراء واجهته المزيفه كل ذلك الضلال والخداع والكذب...هذا هو تشارلز الحقيقي تشارلز الذي يشغل الناس
والذي لا يهتم البته بكم سيسبب للناس من ألم
وفوق كل شئ كان قلبها يقول لها انه تشارلز الذي تعرفه هكذا دائما تشارلز الذي يكرهها....وعدوها الى الابد
وتمكنت من ان توقف السيارة .وتتجه نحو المكتب..وساقاها رخوتان كالمطاط وقلبها يعصف...ولكنها هكذا قد فهمت كل شئ اعتذاره الفجائي في الشاليه وما تبعه اصبح له معنى
لقد كان يربطها بحبائله يستغل سذاجتها ماكان يفعله وبكل بساطه ان يسلى نفسه
ولعنت نفسها بغضب وهي تجلس وراء طاولتها تحاول التركيز على الملفات الاراقم التي امامها كان يجب عليها ان تعرف لقد حذرتها ماغي من هذه الفتاة ولكنها لم تنتبه للتحذير
وابتسمت لنفسها بقلق في تلك المرحله لم يكن الامر يهم ففي ذلك الوقت لم يكن شئ ابعد عن ذهنها من الحب!
وتملمت في كرسيها..ربما يكون و تلك الفتاه قد اختلفا لسبب ولم ترافقه في رحله تزلجه...ومها كان السبب وجد نفسه وحيدا محروما من الرفقه وخاصه الانثوية ..الى
ان..اه..اه...الى ان اتت هي..في الوقت الملائم
وارتجفت ايفا..لهذا السبب قدم لها اعتذاره المزيف...في سبيل سحرها لان تقبل قضاء نهايه الاسبوع معه الم يقل لها يوما انه يكره ان يبقى دون إمرأة ؟وايه امراه افضل من لا شيء ؟
واحست برغبه في القئ ..كم من السهل خداعها ! و كم اقتربت من نقطه السماح له بمشاركتها الفراش ووضعت راسها بين يديها وقد ارعبتها ذكرى كم كانت بائسه في رغبتها
به
امامها خياران الان اما ان ترفض التحدث معه توضح انها لا تريد ان يكون لها اي علاقه معه...او ان تكون جسوره وتواجهه لتقول له رايها فيه ومن بين الخيارين كانت تفضل الاخير
وحتى الواحده على كل لم يظهر لابد انه ذهب الى مكان ما مع تلك الفتاة .. سيلفيا اشتون ولم تغادر ايفا طاولتها...فهي لم تستطيع ان تاكل..وجلست متربصه كالنمرة وباب مكتبها نصف
مفتوح تنتظر ظهوره ومستعده للوثوب
ثم...وبعد الرابعه بقليل سمعت وقع خطوات في الممر خطوات ثابته عرفتها للفور وبعد لحظه مر تشارلز اما الباب وانتظرت الى ان سمعت باب مكتبه يقفل
فوقفت متجهه بخطوات سريعه في الممر ثم طرقت بابه مرتين ودون ان تنظر دفعت الباب ودخلت
-هل لي بكلمه معك؟
كانت سماعه الهاتف في يده وكان يطلب رقما...فحدق بها مقطبا ثم قال بخشونه
-هل لك ان تعودي فيما بعد؟اتمانعين؟
واحست بالامتنان لهذا التصرف غير المرحب فقد قوى من عزيمتها واضاف استمتاعا لذيذا لمهمتها
-اجل...اخشى انني امانع
واغلقت الباب خلفها..وبكل تصميم خطت نحوه خطوه اخرى واضافت
-مارايد قوله..اريد قوله الآن
فقطب وتنهد ووضع السماعه من يده
-فهمت..اذن...ماهو هذا الشئ الضروري العاجل الذي تريدين قوله لي؟
كاف فيه شئ غير ودي...جو من الانشغال المسبق بالرغم من الابتسامه التي لا مست شفتيه بشكل سريع...لابد انه نسي كل شئ مر بينهما بالامس وكانه لم يعن له شيئا مجرد طريقه
التمضيه الوقت وشدت على قبضتيها من الألم والغضب...انه بكل بساطه استغلها ليتسلى مره اخرى وقال ببرود
-حول هذا المساء..اخشى انني لن اكون حره لاذهب معك للعشاء
-وهل جد عليك شيء ؟
ولك يكن ينظر اليها بل تركزت عيناه على الهاتف
-لا..لم يجد شيء
وازدادت قبضاتها ضغطا حتى احست باظافرها تكاد تغرز في راحه يدها
-لقد غيرت رايي..وتخليت عن الفكره..اضف الى ذلك انني واثقه ان لديك اشياء اخرى افضل
ماكان يجب عليها ان تقول هذا...فقد بدت لهجتها ضعيفه ومليئه بالمشاكسه ولكنه لم يعترض بل قال بكل بساطه
-مره اخرىاذن؟ربما في الغد؟
لهجته العاديه المستسلمة أغضبتها وبجهد ابتلعت مشاعرها المضطريه
-لا..ليس في الغد..وفي الواقع ليس ابدا
وارضت نفسها عندما اضطرته الى رفع نظره اليها...وتابعت
-في الحقيقه لسنا بحاجة لان نجامل بعضنا هكذا لمجرد اننا تبادلنا بضعه قبلات قرب الموقد انها لا تعني شيئا لاي منا..والان بعد انقضاء نهايه الاسبوع اقترح ان نعود الى طبيعتنا فانت لا تحبني ولا انا
احبك..وارى منا لايرغب في احتمال العشاء مع الاخر فلا فائده من الخداع
وابتسمت له ابتسامه ساخره فمال الى الخلف في كرسيه
-قطعا لا فكلانا كبير على مثل هذه الامور ومع ذلك فقد فاجاتني لم اشعر ابدا انك كنت تلعبين فقط
وبمحاوله لمنع الدماء من التصاعدالى وجهها غرزت اظافرها في راحه يدها بقوه...لو انها صحيح كانت تلعب...قادره ان تفعل هذا واجبرت ابتسامه لتظهر على فمها
-كلانا كان يلعب ..وانت من بدات اللعبه اولا...ذلك الاعتذار...عندما قلت انك لا تصدق قصه بيتر عني .. انت لم تعني هذا اليس كذلك؟
وصدمها وهي تنتظر رده انها لا تستطيع لومه لو انه صدق قصه بيتر فبعد حدث يوم امس والذي تدعى انه مجرد لعبه لماذا لا يصدق بانها تصرفت بشكل شائن مع شقيقه في سبيل ان تغويه؟لذا كانت
مذهوله عندما اجاب
-في الواقع كنت اعني ما اقوله ولماذا اقول هذا ان لم اكن اعنيه؟
هل يمكن لها ان تصدقه؟وضاقت عيناها وهي تقول له
-وهل لاتزال تصدق كلامي؟
-ولماذا اغير رايي؟فانا لست معتاد على تغيير رايي بسهوله
-وفي هذه الحاله لازلت تصدق ان بيتر كان يلاحقني ويهاجمني جنسيا وان هذا هو سبب ارتكابي للاخطاء؟هل هذا ما تصدقه؟
-لماذا تشكين بي؟لماذ تشعرين بحاجه للمطالبه بهذه التاكيدات؟
وكادت ان تنفجر بالضحك
-اتساءل؟..لا تغير الموضوع اجب على اسئلتي فقط..لو سمحت
-لقد قلت لك ..ليس من عادتي تغيير رايي كل خمس دقائق
-وهذا يعني انك مصدق لكل ما قلته لك ؟
-يبدو لي هكذا
-ما قلته لك حول بيتر؟
-ما قلتيه حول بيتر
-اذن لايمكن لك ان تصدق بعد الان انني لست كفؤه في عملي؟ ولا تصدق انني استاهل ان اطرد من الشركه؟
فجأة اخذت تهذي لم تكن تتوقع مثل هذا الرد فعل وبدت وكانها قد فقدت التركيز على غضبها وقالت وهي تمد قبضات يديها الى الامام
-وهل تعترف ان شقيقك كاذب ؟
ولم يتغيير التعبير فوق وجه تشارلز وبقيت تلك النظره البارده البعيده على عينيه السوداوين تصاعد لهجته وحدها فضحكت تزيد قله صبره وقال لها
-انا اسحب كل الاتهامات بعدم الكفاءه...ولا ارى حاجه لان تتنازلي عن مركزك؟
-وماذا عن اخيك؟هل سينجو بكذباته التي قالها عني؟اهذا ما سيحدث؟هل سينجو دون عقاب؟
-انوي ان اتحدث اليه بالموضوع
-تتحدث اليه؟هذا رائع!كان على ان اعرف ان هذا كل ما سيحدث بيتر سيحصل على شده اذن من اخيه الاكبر وسيستمر كل شئ كما كان سابقا!هكذا اذا. لقد طفح
الكيل.. أنا مستقيله لقد اكتفيت منك ومن اخيك ومن الشركة كلها1واذا كانت هذه طريقه اداره الشركه فلا اريد اي دور فيها بعد الان تستطيع الحصول على حصتي إشتريها أليس
هذا ما تريد؟
وكانت الراحه التي احست بها عظيمه فها قد تخلصت اخيرا من القيود وحطمتها تلك القيود التي جعلتها سجينه لزمن طويل
لقد اصبحت حره اخيرا...حره لان تتخلص من اثار طفولتها ..حره للابد..من تشارلز ايربى
الحب والالم
ولم يكن الامربسيطا وسهلا كما تصورت لانها فى اللحظه التى رمت باستقالتها فى وجه تشارلز فى جهد يائس للتخلص من احقاد الماضى فهمت ايفا بوضوح مرعب ماهى طبيعة تلك الاحقاد
الحقيقيه.
انها لم تكن مقيده اليه بالشركه ولا فى الماضى بشراكة والدها مع والده فهذه لم تكن الروابط التى سمحت لنفوذه بان يبقى راسخا دون شفقه يفسد عليها حياتها فالروابط ....
الاحقاد....التى ربطتها به والتى لاتزال رغم كل شىء كانت من طبيعة مختلفه تماما .
واجتاحها رعب انها تحب تشارلز ايربى وكانت تحبه فى كل لحظه من لحظات حياتها.ومع ذلك فهى ليست قادرة على تقبل الامر ربما مرة من المرات احبته مره عندما كانت صغيرة جدا
لتعرف الافضل ولكن لابد انها تجاوزت تلك المرحله ؟ولم تحبه لسنوات وبالتاكيد لاتحبه الان؟بالتاكيد هى تكرهه بكل ذرة من كيانها.
وركبت السيارة وقادتها مبتعده واخذ الظلام يشتد من حولها دون ان تعرف الى اين هى ذتهبه تتبع اشارات المرور بشكل عشوائى.وتدفقت الدموع فوق وجهها هل كانت حقا تحب تشارلز
ايربى؟هل ان جنون الطفوله هذا لم يمت حقا؟
لاعجب ان عقلها الباطن كان يكبح تلك العواطف الخطرة ويحولها الى شىء لم تستطع السيطره عليه اى الكراهيه
لابد ان ايلين تتساءل الان قلقه اين ذهبت ونظرت الى ساعتها انها حوالى الثامنه الافضل ان تعود لتعرف ايلين انها بخير فاكتشفت ان الوقود نفذ منها وكان عليها ان تسير ميلين الى اقرب محطه وقود ثم
تستعير وعاء تملئه بالوقود وتسير عائده واحست بالبرد والارهاق واخيرا ملئت الخزان ثم عادت الى منزلها لتكتشف انها قد ذهبت فى اتجاه اخر وانتعى بها الامر فى بلده اخرى واتصلت بايلين من
محطة وقود لتقول لها انها ستكون فى المنزل خلال ساعتين ثم عادت لتنطلق نحو منزلها من جديد وبمشاعر مختلطه تابعت سيرها الى حيث تسكن لطالما احبت تلك المنطقه ولكنها الان يجب ان
تتركها ستبيع المنزل وحصتها وتنتقل الى مكان جديد وليس هناك من بديل اخر.كانت انوار المنزل مضاءة وسارعت ايفا نحو الباب ودخلت الردهه
"ايلين لقد وصلت"ورمت حقيبتها على طاوله الردهه ثم سمعت صوتا من خلفها يقول:
"انت تبدين كالشبح تماما واين كنت بحق الشيطان؟"
كان واقفا عند باب غرفة الاستقبال ويدله فى جيبي بنطلونه وطيفه منعكس فى المراه واحست ايفا بالدماء تتجمد فى عروقها وتلاشت البسمه عن وجهها وحدقت به بذهول وملاها الم لايحتمل
"كنت انتظرك هنا منذ ساعات اتمانعين فى ان تقولى لى اين كنت؟"
"اين ايلين؟هل تنتظرنى؟"
"كانت ستنتظر لو لم اقل لها ان تذهب الى النوم"
فجاه اصبح يقف وراءها تماما واحست بيده تلامس ذراعها مما جعلها تجغل دون اراده منها واستدارت بحركه دفاعيه
"ماذا تفعل هنا؟"
كان يقف دون حراك عيناه السوداوان مثبتان عليها وسيم ,وجوده قوى حتى انها لم تتحمل ان تنظر اليه.وعادت الدموع تبلل عينيها انها تحبه وبصوت هادىء قال لها:
"يجب ان تتخلصى من معطفك انه مبلل هيا دعينى اساعدك"
ومرة اخرى اجفلت مبتعده عنه وهو يمد يداه نحوها
"انت لم تجب بعد على سؤالى ماذا تفعل هنا؟"
قال متحديا:"ماذا دهاك؟اظننتى اننى لا املك الشجاعه لان ارفع نظرى فى وجهك؟"
على الرغم من كربها الداخلى ابتسمت اذن هو لم ييئس بعد من اتهاماتها له .وخلعت معطفها وهى تبتعد عنه قالت:
"مهما كان سبب مجيئك اتمنى ان تذهب فورا انا حقا لست فى مزاج لتقبل الحديث معك"
"هذا مؤسف ..اترين لن اغادر الى ان انهى ماجئت لاقوله.."
واحست بالغضب يغلى فيها:
"انه منزلى وانت ستغادره متى اقول لك ولاتظن انك تستطيع الدخول الى هنا هكذا وتبدا فى تهديدى.اذا كنت قد اتيت لتعرف ما اذا كنت جاده فى استقالتى والتخلى عن الشركه وبيعها لك لم
اكن فى حياتى اكثر جديه انها لك ساعه تكون مستعدا لدفع المال"
"هذا لايثير اهتمامى فى الوقت الحاضر ولم اجى الى هنا لاحصل على هذا التاكيد"
"ولماذا جئت اذن ؟ ماذا تريد منى ؟"
"جواب... توضيح ... هل لنا ان ندخل الغرفه الوقوف هنا فى الردهه ليس مناسبا للحديث"
"انا لااشعر برغبه فى الحديث "
"اظن ان ماتشعرين به الان هو اراحه قدميك من وزن جسدك هيا دعينى اصب لك كوب شراب منعش الا اذا كنت تفضلين كوبا من الكاكاو الساخن؟"
وابتسم واحست بشىء يتلوىفى داخلها وشاهد ضعفها واخذ يتابع فى اثارته :
"شراب منعش مع الصودا اذا هيا بنا فكلما اسرعت فى فعل ما اطلبه منك ستتخلصين منى اسرع"
ودخلت غرفة الجلوس وكان يسكب كوبا مليئا من شراب الكرز والصودا واعطاها كوبا فجلست فى مقعد وثير قرب المدفاه فابتسم"هذا يجب ان يدفئك"
وجلس فى الصوفا قبالتها ثم تابع :
"اريد منك تفسيرا لملاحظه قلتيها لى هذه ثالث مره اطلب منك التفسير اول مرة كانت تلك الليله التى اتيت بها الى هنا اول مره ثم طلبتها منك فى الشاليه ولكنك تملصت فى المرتين ولم تعطنى ردا
وهذه المره لن ادعك تتخلصين من الجواب انت تعرفين ما اتكلم عنه انها ملاحظتك حول دهشتك عن جراتى لان انظر الى وجهك"
"لايمكن ان تكون جادا ...؟انت تعلم جيدا ما اقصده؟
"لو كنت اعلم لما كنت هنا؟" "انت كاذب تشارلز ايربى"
قالت بغضب:
"بما ان ذاكرتك تخونك هكذا اسمح لى بانعاشها لك"
سوف ترميه بالحقيقه دون رحمه او شفقه
"لنبدا بكشفك لى عن موضوع التبنى"
مهمة انعاش ذاكرته كانت تشابه انزال حمل ثقيل عن كتفيهاوذكرته بما حدث فى ذلك اليوم البعيد وكيف سخر منها بيتر وقال لها انها متبناه وكيف ان تشارلز علق هازئا بابتسامه انا
ستتغلب على الامر واخبرته كيف دمر لها ثقتها بنفسها وبانه قد تعمد افساد حياتها واختتمت قولها:
"حتى انك اقنعتنى لفتره ان والداى لايحبانى لقد دمرت طفولتى لن اسامحك ابدا ابدا "
فادارت وجهها وهى تبكى وجسدها كله يرتجف ولم يقل تشارلز شيئا وكان هنام شيئا مرعبا حول صمته ثم وقف ببطء وسمعته يتمتم:"انا بحاجه الى شراب قوى "
وتوجهنحو خزانه المشروب ثم عاد يحمل كاسا مليئا وساد الصمت ثانيه ثم سمعته يقول:
"اتعلمين مافعلت بعد ظهر اليوم بعد ان عصفت بى فى المكتب؟"
"ليس لدى فكره ولست مهتمه"
"ذهبت لمقابله بيتر ولقد اقلته من منصبه كمدير ادارى للشركه"
"ولماذا فعلت ذلك؟ط
"وهل انت بحاجه حقا للسؤال؟رجل يزور ملفات الشركه ويرشو سكرتيرته ويتحرش بالموظفات انه ليس رجل ا يستحق ان اوظفه فى شركتى"وكان الالم واضحا على وجهه. ولم تستطع ان
تصدق ما تسمع
"ومتى اكتشفت انه كان يوزر المستندات؟"
"لقد بدات ارتاب وقررت ان احتال على سكرتيرته ولقد اخبرتنى بكل شىء بعد ظهر اليوم؟
"ماقلتيه كان صحيحا كان يتحرش بك على امل ان تهربى من الشركه فهذا ماحدث للمسكينه سيلفيا التى كانت بحاجه الى وظيفتها وجاءت لترانى ولكنه اساء الحكم عليك فانت
لست ضعيفه مثلها"
"لم اكن شجاعه الى هذه الدرجه واعرف تماما ماتشعر به المسكينه "
ووضع الكوب من يده وفاجاها بان ركع امامها واخذ يدها قائلا:
"اذا كنت لم تصدقى اى كلمه قلتها من قبل اريدك ان تصدقى ما ساقوله الان ايمكنك ذلك؟"
"لاا عدك ولكن ساحاول"
"ماقلتيه الان منذ لحظات صدمنى كان الاستماع الى تلك القصص التى قتليها كان كالكابوس فى الواقع ان ماقلتيه الان قلب كل ما امنت به لسنوات راسا على عقب"
"انت تخترع كل هذا لست بريئا اذكر الطريقه التى جلست بها هناك تهزا منى بعد ان قال لى بيتى اننى متبناه فكيف نفسر لى هذا؟"
"كنت اعلم انه يدبر شيئا ما قاله بيتر يومها انه قد اخبرك بعض حقائق الحياه لهذا كنت اضحك ساخرا لقد كنت
فى الثالثة عشر من عمرى وفى هذا السن يضحك الاولاد حول هذه الامور"
"وماتبقى كيف استطعت تصديقه؟"
"هل كان حقا يقول لى كل تلك الاكاذيب عنك؟اصحيح انك لم تكرهنى يوما"
"اوه يا ايفا انا لم اكرهك ابدا لقد احببتك كاخت ونحن صغار الى ان....."
وامسكها بكتفيها على امتداد ذراعيه وحدق فى وجهها :
"الى ان كبرت فتغيرت مشاعرى نحوك احببتك كرجل يحب امراه"
نظرت اليه ايفا وقلبها الخائف المحب يطل من عينيها ومسح شعرها عن جبينها:
"ولكنك كرهتنى ومن يستطع لوك ؟كنت واثقا من هذا على الاقل حتى يومين سبقا فى الشاليه.."
وتوقف عن الكلام واحست باعماقها تذوب لرؤية عواطفه تشع عاريه فجه من عينيه ولمست خده بظهر اصبعها:
"احبك يا تشارلز ولطالما احببتك كرهتك فقط دفاعا عن نفسى اما فى اعماقى فاظن اننى احبك دوما"
"وكيف كاخ كبير؟:
"اجل عندما كنت طفله ولكننى لم استمر طفله مده طويله احبك يا تشارلز احبك كما تحب المراه الرجل"
وجذبها اليه وضمها بقوه وكانه لايريد تركها ثانيه وتنفس من خلال شعرها يهمس:
"تزوجينى يا ايفا تزوجينى واحملى باطفالى تزوجينى واجعلينى اسعد رجل حى"
ورفعت اليه ايفا نظرها وروحها تبكى من السعاده وقلبها يطير فرحا"بالتاكيد ساتزوجك"
وضمها اليه واحنى راسه ليقبلها وفجاه لم يعد هناك ظلام ولا حزن امنه بين ذراعيه محاطه بحبه
the end
تجميع زهور حسين
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك