بارت من

رواية حب غير متوقع -5

رواية حب غير متوقع - غرام

رواية حب غير متوقع -5

التفت ليجد فيرو تتكلم مع كارلا تدعوها فكارلا ستسافر اليوم ايضا لتسكن مع جديها في (نيو مكسيكو ) و تكمل دراستها الجامعية هناك و قد أصبح الحزن حزين بالنسبة لفيرو المسكينة التي لم تكتمل فرحتها اليوم ..
-" لا اعرف لم تسافرين ؟"
-" فيرو انا لا اود و لكني ملزمة .. أنت تعرفين ..والدي سينفصلان .. و الافضل لي أن أغادر لأعيش مع جداي بالاضافة إلى أني قبلت بالجامعة هناك"
-" انا اسفة لسماع ذلك .. لكن اتمنى لك السعادة ..راسليني دائما فانت صديقة عزيزة علي و آه كم ساعدتيني كثيرا .. لن انساها لك "
-" سأفعل يا افضل صديقة عرفتها لن انساك ابدا.. و اعدك بأن أرسل لك أخباري مرفقة بصور "
" سأنتظرك بكل شوق "


احتضنتا بعض بقوة و بكت كل منهما على كتف الاخرى لكنهما ابتعدتا عن بعض و انتباتهما موجة ضحك لفترة قصيرة عندما قطعها والد كارلا ... ابتعدت عنها كارلا فبكت فيرو وحيدة خلف الشجرة حتى لا يلمحها أحد فهي ليست مستعدة لتوديع المزيد من الاصدقاء .. كان جونيور يرقبها منذ البداية و رأى بأنها بدأت تتوارى خلف الشجرة فاقترب منها مد يديه على خدها بنعومة يمسح دمعة سقطت من عينيها رفعت رأسها لتنظر اليه فضمته إلى صدره لاشعوريا فهي بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى .. قالت بصوت مبحوح
-" لم يذهب كل الذين اهتم لهم ؟"
لم يعلق جونيور لكنه اكتفى بضمها و شم رائحة شعرها العجيبة الرائعة و عندما بكت اعتصر قلبه فعصرها على صدره لعل الالم الذي بداخله يختفي
و في المطار ودع جونيور الجميع بحرارة و اخبرهم بانه سيكون على اتصال و اخذ ينظر الى فيرو و يبتسم لها لكنه كان يوجه حديثه للجميع
-" الى اللقاء جميعا"
قالوا بصوت واحد و هم يلوحون له بيدهم عندما بدأت يتراجع إلى نقطة الجوازات ...
" إلى اللقاء جونيور "
" اعتني بنفسك يا بني "
" اتصلا بي يا صديقي حالما تصل "
ظلت فيرو تنظر إليه حتى دخل إلى البوابة عندها همست بينها و نفسها
- " الوداع جونيور "
جلس في الطائرة ينظر الى المسافة التي بينه و بين الارض و يرى اضواء لوس انجلوس تخفت تدريجيا ليحل محلها الغيوم ووجه فيرو المبتسم الجميل و رموشها الساحرة التي تحمي اروع عينين أرجوانية رآها في حياته .. آه كم سيفتقد عينيها و صوتها الناعم ...
بدأت اضواء نيويورك تظهر من بعيد و بدأت متلألئة ابتسم جونوير لروعة المشهد و قال في نفسه
-" من هنا يبدأ تحقيق الحلم . نيويروك ها أنا قادم إليك "
و عندما حطت الطائرة نزل الركاب بانتظام لكنه قرر أن يجلس بمقعده حتى يخف الازدحام عند الباب .. التفتت فرأى بان الجميع قد خرج الا فتاة لها شعر احمر قصير و جسم رشق تحاول حمل حقيبتها الثقيلة فأتى جونيور يحملها عنها
-" دعيني اساعدك يا انسة "
" شكرا لك "
مشت بقربه خارج الطائرة فأخذ عربة ووضع حقيبتها الثقيلة عليها دافعا إياها تجاهها
- " تفضلي "
ابتسمت له بامتنان
-" شكرا لك مرة اخرى "
-" انا في الخدمة في أي وقت "
و ابتسم لها بعدها مشى بعيدا عنها ليضع حقائبه على عربة و يدفعها حت نقطة ختم الجوازات لتأشيرة الدخول الى نيويورك .. خرج من المطار ليستقل تاكسي و يذهب الى فندق قريب من جامعة نيويورك ..
اوقف السائق التاكسي عند باب فندق قريب من التايم سكوير بشارعين تقريبا نزل جونيور متجها إلى موظفة الاستقبال التي ابتسمت له مرحبة .. ناولته مفتاح غرفة ليرتاح فيها فيبدأ غدا بالبحث عن شقة قريبة تكون قريبة من الجامعة التي سيرتادها بعد شهرين ..
و بينما هويصعد الى غرفته في المصعد رأى الفتاة التي ساعدها في المطار تهم بالدخول .. كاد باب المصعد ان يغلق عليها لكنه أسرع بإيقافه حتى تدخل ..ابتسم لها ما أن عرفها و قال بدهشة
" يا لها من صدفة "
قالت له و هي تضحك
" حقا انها صدفة سعيدة "
سألته بفضول لتتجاذب معه الحديث
" هل أنت هنا في عمل ؟!"
" لا أنا هنا كي أرتاح قليلا "
استغربت لكنها قهقهت و قالت
"ترتاح من من ؟!
" من الرحلة كي ابدأ غدا في البحث عن شقة قريبا من الجامعة "
-" اها لقد اعتقدت بأنك اتيت لترتاح من زوجتك "
ضحك بصوت عال و رفع يديه كي يريها بان لا يوجد خاتم في اصبعه
-" يا لها من طريقة تسألين فيها ان كنت متزوج ام عازب و هل ابدو لك كرجل متزوج؟"
غمز لها فضحكت معه وصل المصعد الى الطابق الخامس عشر حيث غرفته
--" غرفتي في هذا الطابق صدفة سعيدة ان التقيك يا انسة عمتي مساءا "
--" عمت مساءا اتمنى ان اراك غدا صباحا "
-" و انا كذلك الى اللقاء "
دخل غرفته فالقى بنفسه على الفراش و غط في نوم عميق ..
استيقظ باكراو بنشاط فهو يحتاج للنشاط خاصة و انه سيبدأ اليوم بعملية البحث عن شقة .. اخذ الجريدة للتي علقها عمال التنظيف على الباب ..أخذها بين يديه و نزل إلى المقهى الموجود في نفس الفندق .. طلب من النادل فنجان قهوة .. أشعل سيجارته ثم فتح الجريدة على صفحة الاعلانات و اخذ يبحث عن إعلان شقق و احاط التي يعتقد بانها تناسبة بدوائر كي يذهب ليلقي نظرة عليها فيما بعد .. اقترب النادل منه بفناجنه و وضع على الطاولة أمامه و عندما ابتعد النادل رأى من خلفه الفتاة ذات الشعر الاحمر القصير التي ساعدها بالأمس و التقاها صدفة في المصعد كانت وحيدة تشرب قهوتها و تستمع بمراقبة المارة و الداخلين و الخارجين من الفندق.. حمل فنجانه اتجه اليها و جلس قابلها و دون سابق إنذار ابتسم لها
- " هل تنتظرين احد يا انسة ؟"
بادلته ابتسامه مشرقة كهذا الصباح الجميل فبدت له بشوشه و لها وجه طفولي
" لا ابدا تفضل "
أزاحت حقيبتها من أمامه .. انتبهت للجريدة التي بيده التي فتحت على صفحة الاعلانات و تذكرت بأنه أخبرها بالامس بأنه يبحث عن شقة قريبة فسألته
-" هل وجدت شقة مناسبة ؟"
-" نعم .. كم واحدة .. و لكني يجب ان اذهب لارهم بنفسي "
-" و متى ستذهب ؟"
نفث دخانه بطريقة مغرية ثم ابتسم بمكر
-" بعد ان انهي فنجان القهوة ام انك تريديني ان اذهب الان ؟"
لم تستطيع أن تبعد عينيها عن وجهه الوسيم فقالت و هي تشعر بالحرج
-" لا .. بالطبع لا ..فوجودك يسليني "
اهتز ذقنه و رن صوته بضحكته التي أعجبتها و جعلت خدها يتورد عندما توقف عن الضحك و نظر إليها .. اضطربت و أحس بها لذلك قال حتى يزيل التوتر فيما بينهم
" بالمناسبة انا جونيور جارسيس ديلفالي و من لوس انجلوس و انا هنا كي التحق بجامعة نيويورك "
مد يده عبر المائدة فتلقتها يد ناعمة و صغيرة جدا بالنسبة ليده الكبيرة .. سارت قشعريرة بجسمها فجذبت يدها بسرعة حتى لا يشعر بها و قالت باسمة تخفي ما أحست به من توتر
-" اهلا و سهلا جونيور انا جنيفير و انا من المسيسيبي و اتيت لالتحق بالجامعة ايضا بعد ان قبلت .. أريد اتخصص في علم الجغرافيا "
فتح عينيه دهشة ثم ابتسم
-" يا لها من صدفه أخرى .. و اين ستقيمين ؟"
-" في سكن الجامعة مع صديقة اعرفها من قبل و ستأتي اليوم لتأخذني من الفندق فهي من سكان نيويورك و تعرف المنطقة جيدا فما رأيك ان ناخذك الى المكان الذي تريده؟!"
أجابها بتهذيب
-" لا.. شكرا فانا لا اريد ان اتعبكم معي "
لكنها بدت سعيدة بالفكرة
" لا صدقني ستسر اذا عرفت باني وجدت صديقا يرتاد نفس الجامعة التي نرتادها و خاصة و أنك من لوس أنجلوس .. "
أراد ان يشكرها و يرفض بتهذيب فهو بالكاد يعرفها و لا يريد أن يثقل عليها
-" و لكن.."
قاطعته
-" انها هنا انظر"
اشارت على فتاة طويلة لها شعر اسود و بشرة سمراء و تشبه عارضة الازياء نيومي كامبل .. اعجبته الفكرة فابتسم عندما اقتربت من طاولتهم .. وقفت جينيفير تحتضنها فقالت الاخرى
-" جين عزيزتي اشتقت لك "
-" و انا ايضا .."
ثم أردفت و هي تشير على جونيور بابتسامة
" الكسندرا هذا جونيور "
وقف ليمد يده مصافحا و قال لها
" تشرفت "
-" و انا ايضا "
قالت جين بمرح
-" لقد تعرفت على جونيور بالطائرة و التقيته في الامس كذلك صدفة .. و انه يرتاد معنا الجامعة نفسها صدفة أخرى .. و هو يبحث عن شقة قريبة من الجامعة ..فما رأيك ان ناخذه معنا و نبحث معه ؟"
بدت الكسندرا مرحبة باقتراح صديقتها فقالت
-" رائع هيا اذا لنذهب كي لا نضيع وقت هيا جونيور "
لا يزال جونيرو رافضا بأن تصطحبه فتيات بالكاد يعرفهم و يساعدونه باختيار شقة . . قال مترددا
-" هل انتن متأكدات بانكن..."
جرته جنيفير من يديه
" هيا "
ركبوا سيارة الكسندرا البيوك ... و انطلقت بها بين شوارع نيويرك المزدحة .. أخذ جونيور يمتع ناظرية بمناظر نيويرك بمبانيها المتلاصقة من بعض و ناطحات السحاب .. و الناس العابرين بين السيارات المتكدسة بالشارع و بالكاد تتحرك .. و منظر التاكاسي الصفراء ملأت الشوارع .. كانت الكسندرا تعطيهم معلومات كلما توقفت عند مكان .. فأشار على مبنى طويل و شاهق الارتفاع .. قالت
" هذا مبنى الامباير ستيت "
قال جونيور و هو يشعر بسعادة غامرة
" يجب أن أزور كل مكان هنا .."
قالت الكسندرا و هي تلمس البهجة بصوته
" سآخذك إلى كل مكان أنت و جين "
" انا ممتن لك "
" على الرحب و السعة "
توقفت سيارتها في عدة مباني و ألقوا نظرة على العديد من الشقق .. فبعضها كان صغيرا جدا . .. و الاخر كبيرا .. و أخرى باهضة الثمن .. و الثانية بعيدة جدا عن الجامعة .. استغرق البحث أكثر من أربع ساعات و شطب جونيور على كل الاعلانات في الجريدة التي أحضرها معه .. إلا واحدة و أخيرة .. وقفت السيارة عند مبنى يبعد عن الجامعة بخمس دقائق و يستطيع ان يذهب له سيرا بمجرد ان يعبر شارعين قالت الكسندرا و قد بدا عليها التعب
-" انه اخر مكان ..اتمنى ان يعجبك "
صعدوا ليروا الشقة كانت متوسطة الحجم لكنها واسعة و لها نوافذ كبيرة و تحتوي على ثلاث غرف نوم و صالة و مطبخ كبير و شرفتين أحدهما تطل على حديقة و الاخرى في الجهة الثانية تطل على الشارع المزدحم و من هناك يستطيع أن يرى الجامعة من حيث هو واقف
-" انها رائعة لكنها باهظة الثمن "
قالت الكسندرا بعد أن سألت البواب عن السعر .. لكن جونيور أحبها و شعر بالارتياح و أنها ستكون المكان الانسب فهي تقع في حي راق و سكان المبى بدوا له اناس ودودين
-" لا بأس فأنا انوي ان اعيش هنا لخمس سنوات سأخذها الان "
وقع عقد الايجار و دفع دفعة اولى من النقود ليستلم المفتاح اليوم.. قالت الكسندرا و هي تمزح
-" واو يا جين من اين تعرفتي على هذا الفاحش الثراء؟! "
غمزت له فابتسم لها
-" لقد تأخر الوقت ارجوكم اذهبوا و ساذهب انا الى محل للاثاث "
-" لا بأس جونيور سناخذك الى أي مكان و نساعدك في الاختيار "
قالت له جينيفير التي يبدو بانها استمتعت برفقته اليوم و اكتشفت بأن له شخصية مرحة و جذابة و بالفعل فلقد انجذبت له و شعرت بأنها ترتاح لهذا الغريب ..
-" لا لقد تعبتم معي لمدة اربع ساعات .. يجب ان ترتاح ارجلكن .. أقدر لكم تعاونكم معي "
-" ما رأيك ان نرتاح قليلا و نأكل ثم نذهب مع بعض الى محل الاثاث ؟؟!"
لم تكن جينفير تنوي أن تودعه الان لذلك اقتحت عليه بذلك الاقتراح .. فكر قليلا
-" امممم .."
لكن الكسندرا قطعت عليه تفكيره و قالت له بإصرار
-" هيا و لا تضيع الوقت في التفكير سنذهب معك "


ذهب الثلاثة الى مطعم قريب من شقة جونيور الجديدة و طلبوا بيتزا لذيذة ثم بعد الغداء اتجهوا الى محل للاثاث و رجع شقته الجديدة محملا بالمفروشات كنبات كحلية و طاولة بيضاء و طاولة طعام صغيرة تكمل الطقم الابيض الذي اشتراه .. بينما اثاث غرفته فكانت بالوان السنديان الفاتح ..و بعد يوم طويل ذهب الى الفندق ليرتاح مودعا صديقتيه الجديدتان شاكرا لهما حسن تعاونها.. قالت له الكسندرا
-" الى اللقاء يا جونيور سنراك غدا و بعده و بعده "
التفتت ناحية جنفير التي غمزت له حين فتح باب المصعد ليخرج منه حيث غرفته
و في المصعد رغم التعب الذي بدا على جنيفير إلى أنها كانت مبتسمة بسعادة و هي تنظر إلى الباب من حيث خرج .. لكزتها الكسندرا معلقة
"يا شقية انت معجبه به؟"
-" لا "
-" لقد رأيتك .. و رأيت نظراتك له على الغداء و حين يتحدث أو حين يبتعد كنت تتتبعينه "
لم تعلق فما قالته الكسندرا صحيح هي معجبة به معجبة جدا فهو يحمل صفات الرجل الذي تتمناه كل فتاة له شخصية واثقة و رقيق التعامل مع الفتيات كما أن له خفة ظل و نبرة صوت رجولية تجعلها تنصت إلى حديثة رغم عنها ..


فتح باب حجرته و القى بنفسه على الفراش ليرتاح قبل أن يغير ثيابه و دون أن يشعر بالوقت غط في نوم عميق ...
في الصباح الباكر استقل سيارة أجرة حتى يكمل تاثيث الشقة .. و في الظهر ذهب إلى الشقة و معه أصباغ .. قام صبغها بالوان هادئة فقد استعمل اللون الرمادي بالازرق للصالة و غرفة الطعام بينما استخدم اللون الزيتي الفاتح لغرفته و وضع ملاءة بيضاء مع وسادات لها تدرجات الابيض مع الزيتي و القى بسجادة على الارض الخشبية نفس لون الوسادات ثم وضع اطار يحمل صورة والديه و علق لوحة كبيرة لمنظر قارب ابيض في بحر ازرق يتدرج الى اللون الزيتي كانت الغرفة رائعة و بسيطة تمثل رجل هاديء و مسالم ورومانسي.. انتهت شقته في ثلاثة ايام فقط ..


و في اليوم التالي حضر العشاء لصديقتيه الجديدتين احتفالا بالشقة الجديدة .. حضرت جين و الكسندرا كل واحدة منهما تحمل صندوق هدية مغلف ناولته إياه ما أن فتح لهما الباب مرحبا .. بدا ساحرا و قد نمت له لحية خفيفة و قد سرح شعره للخلف بالجل و كان يرتدي قميص أسود و بنطال فضفاض بيج .. لم تره جين منذ ثلاثة أيام لانشغاله المتواصل بتأثيث شقته الجديدة .. انبهرت بوسامته و رجولته فقالت
-" يا الهي كم تبدو رائعا .. لا ..اقصد انها رائعة .. الشقة "
انتبهت الكسندرا بان صديقتها قد أخطأت بالللفظ فقالت تساندها
-" اوافقك تماما.. لكني لم اعتقد بان هناك رجال لديهم حس رائع و ذوق رفيع في الديكورات و الاثاث ..من اين عثرت على هذا الرجل يا جين ؟!"


قالت الكسندرا فابتسم جونيور محرج و قال مازحا
"هيا كفى ثرثرة و تفضلا على العشاء الذي اعددته خصيصا لهذه المناسبة"
جلس الجميع على المائدة و بدأ جونيور بأحضار الاطباق ابتسمت الكسندرا لجينيفير و هي ترى قطع الدجاج الحلو و البطاطا المهروسة و المكرونة الصينية و أخيرا أحضر قنينة شراب التوت البري فتحها و قال
- " شرابي المفضل .. "
سكب لهما فرفعت جين كأسها و رشفت منه
- " امم إنه لذيذ فعلا .. الكسندرا لديه أيضا ذوق رفيع في اختيار الشراب"
ضحك جونيور و من ثم حمل قطعة لحم و وضعها في طبق جين و ثانية في طبق الكسندرا كانت الفتاتين مبهورتان بالوضع الساحر .. رجل مختلف عن بقية الرجال .. يعد طعام العشاء و يسكبه لهما .. أمر رائع يحصل لهما .. تذوقت جين قطعة من الدجاج الحلو و أرادت أن تعلق على الطعم الرائع لكن جونيور كان ينظر إليها و يحدق بها و هي تبلع لقمتها .. شعرت بالخجل
"قل لي جونيور من انت ؟" قالت جين
-" من انا ؟" نظر اليها مستغربا
صححت من جملتها و هي تقطع قطعة أخرى من اللحم اللذيذ
"اعني قل لي عن نفسك فنحن لا نعرف عنك شيئا "
ابتسم و قال بمرح
-" اممم .. حسنا ..انا جونيور غارسيس ديلفالي من لوس انجلوس احمل جذور ايطالية من ناحية ابي و جذور يونانية من ناحية امي و انا الابن الوحيد , اهذا كافي ؟!"
" رائع .. جذور إيطالية و يونانية و له وسامة و ذوق رفيع في التأثيث و اختيار الاطباق و الشراب .. أعتقد بانك إله من آلهة الرومان ..."
ضحكوا لتعليقها الظريف الذي جعل جونيور يشعر بالاطراء .. كانت جين تنظر إليه و هو يضحك مظهرا سطرة أسنان لامعة .. انتبه لنظراتها فتوقف عن الضحك و بادلها تلك النظرات .. حتى شعرت بالاحراج فأنزلت عينيها إلى الطبق .. رات الكسندرا تلك اللحظة بينهما و التوتر الذي حدث فقالت لتلطف الجو
"هل تريدني ان اصدق يا جونيور بانك اعددت الطعام بنفسك ؟!"
-" نعم "
اجابها واثقا
قالت الكسندرا مازحة تسخر منه
-" اه نعم صحيح انت قمت بصنع المكرونة الصينية و الدجاج الحلو و .."
-" نعم و هل في ذلك مشكلة ؟! فانا احمل جذور صينية ايضا "
انفجر الجميع ضاحكا و بعد العشاء ساعدت الفتاتان جونيور بغسل الصحون و تنظيف المكان ثم اتجهوا الى غرفة الجلوس لمشاهدة فيلم ( صمت الحملان)


-" انه فيلم قديم جدا"
قال جونيور و هو يقلب غلاف الفيلم الذي احضرته جين و الكسندرا معهما
-" انه تقليد ...ان الكسندرا تحب ان تشاهده مرة في السنة و اليوم يصادف يوم مشاهدته "
رفع حاجبيه
" اذا سحتفل بمرور ..."
-" سبع سنوات " قالت الكسندرا
-" حسنا سنحتفل بمرور سبع سنوات على مشاهدته "
التفتت الكسندرا-بعينيه حول الغرفة بينما جونيور يضع الفيلم في الفيديو
" واو لمن هذا الغيتار ؟"
قال مازحا
-" انه من جدي الاسباني "
ثم ضحك جونيور بعد أن سمعهما يضحكا
قالت له جين
-" ارجوك اعزف لنا قليلا"
كان لا يزال يمزح عندما قال
-" لا اعرف انه مجرد ذكرى من جدي لكن لا بأس في بعض الانغام المزعجة "
اخذ الغيتار من يد الكسندرا و بدا يعزف و يغني بطريقة مضحكة و انغام مختلفة عن الكلمات التي ينطق بها التي ليس لها معنى منطقي
-" هيا ارجوك اريد ان اسمع عزفك " قالت جينيفير
أصبحت عينيه حادة و لوى شفتيه
-" امرك يا سيدتي "
قالها بطرقة ساحرة و شيطانية غمز لها بعينه ثم بدأ يعزف و يغني بصوت رائع و هاديء يليق بالاغنية التي تقول كلماتها
" هل تؤمن بالحب من اول نظرة
قد اكون الرجل المناسب لك
استطيع ان احقق احلامك
قد اكون مجنون اذا قلت لك " انا احبك "
ان جنيفير تؤمن بالحب من اول نظرة و هذا ما حدث معها حين رأت جونيور يساعدها في المطار ...لكن كانت تفكر في نفسها و هي تراه يضم الغيتار إلى صدره و يعزف على أوتاره بإنسجام .. رأت ملامحه تتغير مع كلمات الاغنية .. لقد عزف جونيور هذه الاغنية عندما سمعته فيرو تلك الليلة التي لا تنسى ابدا انها ذكرى سعيدة و مؤلمة في نفس الوقت لذلك قرر جونيور ان يتوقف عن العزف و يترك الغيتار من يده ...
-" لا ارجوك اكمل لقد كنت رائعا "


قالت الكسندرا تحثه على الغناء من جديد لكنه بدا متألما فقال بصوت هاديء و هو يستقيم واقفا
-" ارجوك اعفيني "
-" حسنا كما تريد هيا اذا لنشاهد الفيلم "
جلس على الكرسي الكبير و وضع رجليه على الطاولة التي امامه و جلست الفتاتان على الكنبة القريبة من الكرسي الذي يجلس عليه جونيور و استغرق الجميع بمشاهدة الفيلم الذي يعد تقليد بالنسبة لالكسندرا و ما ان انتهى الفيلم حتى التفتت الكسندرا ناحية جونيور تسأله عن رأيه عن الفيلم ..لتجده نائما
-" انظري الى المسكين لقد نام من التعب " قالت الكسندرا
-" يا الهي كم هو وسيم حتى و هو نائم .. "
قالت جين و هي تنظر اليه باعجاب
-" اوافقك كما انه لطيف جدا و يختلف عن بقية الشباب الطائشين "
سكتتا لبرهة بينما ينظران إلى ملامحه الحادة التي أصبحت أكثر ارتياحا و هو نائما .. قالت جين و في صوتها نبرة قلق
-" اتعتقدين بان له صديقة ؟!"
-" لم لا ؟ فهو جذاب جدا وذو شخصية فريدة "
تألمت جين و قالت بضيق
-" لا تقولي ذلك فانا اتمنى ان أحظى بفرصة معه "
-" لم لا تجربين
حظك معه يا عزيزتي ؟! "
ما أن انتهت الكسندرا من جملتها حتى فتح جونيور عينيه و نظر الى عين جين التي اضطربت و اشاحت بنظرها عنه بسرعة و ابتعدت حتى ترتدي معطفها و خشيت بأن يكون قد سمع حوارهما .. لكنه بدا عليه بأن لم يسمع شيئا عندما سأل الكسندرا التي اضطربت بدورها
-" هل نمت طويلا "
قال و هو يتثاءب .. ارتاحت جين لانه لم يبدو عليه بأنه سمع شيئا فأجابته
-" كنت كالطفل البريء "
-" بماذا كنت تحلم ؟ هل يمكن ان تحلم بصديقتك او خطيبتك او أي امرأة جميلة "
قالت الكسندرا فهي تريد أن تساعد صديقتها المتيمة بهذا الرجل
ضحك و هو يتمقط و يمد ذراعيه و يتثائب
-" و هل هذه طريقة اخرى لتسأليني ان كان لدي صديقة يا الكسندرا ؟"


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات