بارت من

رواية حب غير متوقع -4

رواية حب غير متوقع - غرام

رواية حب غير متوقع -4

وقف مارك الذي يرتدي مثل الشباب ينتظر نزول فيرونيكا التي نزلت كالملاك بلباسها الابيض القصير و هو أيضا بلا اكمام و عاري الصدر و الظهر ( ديكونتيل) مزين بالدانتيل الاسود عند الوسط و يزين رقبتها الطويلة الجميلة و رسغها لؤلؤ ابيض وكانت قد رفعت شعرها عاليا بمشبك اسود على الطريقة اليابانية كما لونت عينيها بضلال اسود و شفتاها باللون الاحمر الغامق كانت خلابة فرفع مارك بصره كما فعل الجميع معه منسحرين بجمالها الاسرحتى جونيور الذي أخذ يحدق بها بانبهار و قد تناسى و جود انيتا بالقرب منه ..نظر الى فيرو غير مصدق وجود ملاك على الارض فامسكت انيتا بوجهه و ادارته ناحيتها وقد تملكتها الغيرة
-" ما رأيك في لبسي يا حبيبي "
نظر إليها بسرعة و قال باختصار
-" رائع "
ثم اشاح ناحية فيرو يمعن النظر فيها مجددا ..
كان هو ايضا وسيم جدا وأنيقا يلبس بذلة سوداء و قميص اسود .. يحب أن يخرج جونيور عن التقاليد فكما يقول المثل (خالف تعرف ) و قد فتح ازراره الثلاث الاولى من دون ربطة عنق و مبعثر شعره الى الاعلى بطريقة عصرية و قد بدا كنجم سينمائي في ليلة الاوسكار ..التفت فيرو اليه بسبب اختلاف مظهره عن بقية الشباب و كان مميزا و له وسامة حادة اصطدمت عيناهما ببعضا و مرت لحظة قصيرة بادلا نظرات الاعجاب ادرك فيرو بأن الجميع يقف حولهما و قد شاهدا ذلك العرض الصغير المتعلق بافتتان كل واحد منهما للاخر اذا ليس هناك للانكار ..اشاحت بسرعة عنه و أشبكت يدها بأصابع مارك .. تنهد جونيور بعصبية و قد شعر بالغيرة لكن ليس له الحق بتلك المشاعر لذلك جذب أنيتا قائلا
-" هيا هيا لنذهب "
و في الحفلة التي أقيمت بقاعة المدرسة الكبيرة رقص الشباب مع الفتيات اللاتي رافقناهن و كان جاك و جولي في وفاق تام كما اليكس و آلي لم يفترقا عن بعض للحظة و تغزل مارك بفيرو التي بدأت تنفر منه لكثرت مدحه لها و تغزله و التصاقه بها .. أنزعجت منه و أرادت أن تتفسح قليلا فقالت له انها ستذهب الى دورة المياة و انها تعبت من الرقص
و بينما هي تمشي رأت جونيور واقفا ينظر الى الراقصين و يرشف من الكأس الذي بيده فمرت بجانبه و غصب عنه التفتت ليحدق فيها
-" لم انت وحيدا؟! لا ارى رفيقتك "
فاشار الى صديقته التي كانت ترقص مع شاب آخر دون ان ينطق و دون أن تتغير تعابير وجهه بدا غير مكترث بتلك المدعوة أنيتا حاولت أن تبحث عن مشاعره الحقيقة في عينيه لكنها لم تجد إلا الاضواء المنعكسة .. فقالت متساءلة
-" اها هل تشاجرتما ؟؟"
هز رأسه نفيا و رشف مرة أخرى من كأسه و قال بضجر
-" ابدا.. لكني سئمت من الرقص معها فهي تحب الرقص على الانغام السريعة لكنني افضل الرقص بانغام هادئة .. "
و أخيرا استدار حتى يوجهها و رأت من خلال عينيه شبح ابتسامة شقية فأردف برقة
" حتى يتسنى لي أن اخذ التي ترقص معي بين يدي و الصقها بي هذا برأيي ما يسمى رقص يا انسة فيرونيكا .. فهل توافقينني ؟!"
بلعت ريقها و هي تسمعه يلقي بكلماته و كأنه عاشق مجنون يحب الرومانسية كيف لرجل قاسي ان يكون هكذا حساس و رومانسي .. و لحسن الحظ بدأت موسيقى هادئة بالعزف فرفع حاجبه و ابتسم لها فترك الكأس الذي بيده و مد يده و قال برقة
-"هل ترقصين معي ؟!"
قالها و هو ينظر اليها بنظرات غزل وقفت تفكر قليلا و قد صدمها هذا التغير المفاجيء لكنها أعجبت بهذا الرجل المختلف الذي لا يشبه جونيو على الاطلاق فابتسمت له و قالت بمرح
-" نعم ولم لا ؟؟!"
اخذها من يدها الى وسط القاعة واضعا يديه على خصرها .. تعلقت برققبته .. تمايلا على انغام الموسيقى و عينيها بعينيه .. قربها اكثر منه مما جعلها ترتجف قليلا لشدة اقتراب جسديهما فراقصها على انغام الموسيقى الهادئة و في هذه اللحظة زال شعور الكراهية و الحقد و انسجما مع بعضهما البعض .. ألأصقها بجسده أكثر فلم تستطع أن تكبح رغبتها بوضع رأسها على صدره العريض .. همس في اذنها بلطف يداعبها
-" انك ساحرة .. سحرتيني بجمالك يا فيرونيكا ..فنسيت اني اكرهك "
رفعت رأسها عن صدره و حملقت بين عينيه الجميلتين كانت تريد أن تستكشف اذا كان يستهزأ أو يسخر منها لكنها لم تجد إلا شخصا عاشقا و هائم بالحب ..نظرت اليه مأخوذة بجاذبيته و اقتربت منه اكثر و أعادت واضعة رأسها على صدرة مرة اخرى فأسند ذقنه على شعرها و استشقه عبيره..
-" و انت تبدو وسيم جدا يا جونيور "
و عندما رفعا رأسهما بعد أن توقفت الموسيقى .. استغربت بعد أن رأت بأن القاعة فارغة تقريبا من الطلاب فقالت بدهشة و هي تنظر إليه
-" اين الجميع ؟!"
لم يجبها بل كان يتسم لها بعذوبة فأردفت متسائلة
" متى أتينا إلى الحديقة ؟! لقد كنا نرقص بالقاعة "
-" انا احضرتك الى هنا و انت لم تشعري بشيء فقد كنت مأخوذة بوسامتي "
قال لها بلطف و كم بدا ساحر و هو يبتسم لها كأنه انسان مختلف عن ذلك المغرور الحاقد .. لم تستطع مقاومة تلك الابتاسة .. فرحبت بفمه الذي اقترب من شفتيها و قبلها بحنان .. احست بضعفها و تجاوبها معه فخشيت من ذلك التجاوب ..ا فتحت عينيها و استوعبت ما يحدث فابتعدت عنه بسرعة و يدها على قلبها الذي بدأ ينبض بعنف دخلت القاعة دون أن تلتفت إليه كانت تهرب منه فرأت الجميع يرقصون .. لمحت مارك من بعيد فهرولت باتجهاهه أمسكت ذراعة و جذبته
"هل تاخذني الى البيت يا مارك من فضلك .. إني احس بتعب مفاجيء "
نظر إليه بقلق و قال بخيبة معترضا
-" لكنني لم ارقص معك كفاية "
هزت ذراعه بخفة و قالت بانزعاج
-" ارجوك "


طاوعها .. فخرجا من القاعة دون أن يشعر بهما أحد.. عندما وصلا الى المنزل قال لها
" هل تريدني ان اجلس معك حتى يعود الجميع ؟! "
-" لا احد في المنزل و سأكون على ما يرام اريد ان انام اشكرك للطفك معي و حقا لقد استمتعت "
ابتسمت له و طبعت قبلة على خده
-" هل تقبلين دعوتي للعشاء يوم الاثنين بعد اعلان نتائج الامتحانات النهائية ؟ "
-" سأفكر في الموضوع يا مارك و ساتصل عليك , الى اللقاء "


المسكين لقد امل بقبلة وداع لكنه تفهم وضعها فهي بدت متضايقة و تعبة .. دخلت المنزل... القت بنفسها على الفراش تفكر بما حدث بينها و بين جونيور( هل كان يقصد تقبيلها ؟؟! ام كانت وليدة اللحظة و الجو الرومانسي المحيط بهما ؟؟ ام هي انتقام من نوع آخر ؟!! يا الهي لا استطيع ان افهم هذا الرجل ) أن مشاعرها مختلطة و كانت حائرة و بقيت لفترة طويلة تفكر بتلك القبلة و بجونيور الذي صدمها تغيره المفاجيء ...
دخلت جولي حجرة فيرو باندفاع و عندما وجدتها مستلقية على الفراش هاجمتها قائلة
- " اين كنت يا حمقاء لقد قلقنا عليك انتظرنا ان تفرغ القاعة لعلنا نجدك أنت و مارك ..و لولا جونيور لاكملنا البحث عنك حتى أوجه الصباح"
-" اسفة لقد احسست بتعب مفاجيء فقلت لمارك ان يعود بي الى المنزل "
-" لم لم تقولي لنا انك ذاهبة ؟"
-" قلت لك يا جولي كنت تعبة فلم استطيع ان ابحث عنك من بين الجموع لاقول لك بأني سأغادر و اسفة للمرة الالف لانني افزعتكم و جعلتكم تقلقون بشأني و لم اترك خبرا عند احد لكن جونيور رآني و اعتقدت بأنه سيخبركم "
-" و كيف تشعرين الان؟!"
سألت آلي و هي تمسح على رأسها بهدوء
-" انا بخير شكرا "
ثم أردفت قائلة
" هل استمتعتم اليوم ؟!"
أجابتها آلي
" آه كثيرا .. إن أليكس رجل خلوق و جذاب "
أضافت جولي
- " و جاك .. أشعر بأني وقعت بحبه .. ماذا عنك يا فيرو يبدو أن الكثير فاتك "
سألتها فيرو
" ما الذي فاتني ؟! "
" لقد تم انتخاب ملك و ملكة الحفلة و توقعي من ؟! "
كانت تعرف الاجابة لكنها مع ذلك سألت
" من ؟! "
صفقت جولي و قالت بمرح
" جونيور و صديقته المغرورة أنيتا .. أتصدقين ذلك ؟! "
قالت آلي
" و لم لا تصدق .. ان وسيم جدا و ساحر و له إسلوب و أناقة مختلفة "
لم تعلق .. ألقت برأسها على الوسادة و سرحت بعيدا عنهم كانت تتخيل منظره و تاج الملك يعلو رأسه و من ثم يأخذ أنيتا و يقبلها بحرارة .. شعرت بالغيرة من تلك المتعجرفة و تمنت أن تكون هي مكانها و تبادله القبلات و العناق ..
نام الجميع ماعدا فيرو التي ظلت مستيقظة تفكر و تفكر بذلك الوسيم الذي قبلها و بشفاته الناعمة و لمسته الحنونة التي مازالت تشعر بها و اذا بها تسمع صوت عزف غيتار يصدر من غرفة الجلوس ..لبست كمشيرها فوق قميص نومها و نزلت الدرج بهدوء حتى لا ينتبه إليها .. وجدت جونيور يعزف و يغني بصوت شجي آثر فيها و تذكرت انها رأت ذلك الغيتار من قبل و لكنها تساءلت لم يكون يا ترى؟! فاذا بها ترى جونيور يعزف عليه معزوفة حزن و الم و انسجمت مع الانغام التي يعزفها الى ان شعر بوجود شخص يراقبه فتوقف عن العزف و قال
-" من هنا ؟"
لم تجبه فوقف و حمل غيتاره و بدأ يبحث عن الشخص الذي يستمع اليه خلسة حاولت ان تبتعد ببطيء كي لا يراها و لكنه كبسها متخفية تستمع إليه سألها بعصبية
-" منذ متى و انت هنا ؟"
أجابته بندم
-" منذ فترة "
وقفت تنظر اليه و هو يحدق بها لفترة ثم قال بصوت حنون آمر
-" هيا .. عودي إلى حجرتك "
فاستدار عنها و عاد إلى غرفة الجلوس .. لحقت به
-" لا اشعر بالنعاس و احب ان استمع الى عزفك "
قال بسرعة
-" لن أعزف لانني متعب و سأذهب لأنام "
تشجعت لأن تطلب منه
-" ارجوك اغنية واحدة... من اجلي "
رمقها بحدة
" من اجلك و من تكونين ؟ "
انكسر قلبها بكلمته فاحمرت خجلا و راته يرحل..تحرك لسانها بإعجوبة و قالت بعصبية
"انا حقا لا أفهمك "
توقف عند الدرج و التفتت إليها وجدها متلهبة غضبا و حيرة فقال لها بهدوء
"ماذاتقصدين ؟"
وقفت متحدية تنظر اليه
-" انت تعرف ما اقصده جيدا انني اتكلم عما حدث اليوم في الحفلة لقد بدوت رجلا مختلفا لينا و حنونا و الان فجأة ينقلب كل شيء وتكشر عن انيابك ؟! لم انت هكذا؟!! "
وقف لفترة يفكر في ما يريد ان يقول و كأن الكلمات طارت من عقله و عندما لم يجد الكلمات قرر ان يتجاهلها فاشاح بوجهه عنها و صعد درجتين ثم توقف عندما سمع صوتها الذي قال بإصرار
" هل أنت خائف من قول الحقيقة يا جونيوير ؟ أم أنك تعتقد بانك أرتكبت خطأ فادح ؟؟! اجبني لم انت هكذا؟ من انت ؟"
قالت بحدة وغضب جعلته يلتفتت اليها و يقول لها بعصبية تخرج من عينين زرقاوين و كأن كلماتها هذه بارود و أشتعل
" تريدين ان تعرفي من انا ؟ حسنا ساقول لك ؟, انا الذي توفيت امه بأقل من سنتين و مازلت متألما فراقها فهي كانت صديقتي و أختي .. و أعود لأرى امرأة تحتل مكانها في منزلها و غرفتها و فراشها و حتى زوجها الذي تخلى عنها و نسيها و تصنع الالم في عزاءها و اذا به يقع بسحر امرأة اخرى و تحتل كيانه .. اما انا فلن اسمح لتلك المرأة ان تصل يدها لتحتل ابنها .. الان عرفت من انا؟َ"
صدمت من كلامه الجارح المتألم و صدمت حين رأت الدموع تتجمع و تتدافع لكنه امسك الدموع في عينيه فألقت بذراعيها حوله و ضمته بقوة تشد من عزيمتة و تبث فيه الروح وقف جونيور متصلبا غير مصدق ماذايحدث و لكنه سرعان ما نسي همه و شدها اكثر اليه كان قربها منه دافئا جعل أعصابة المتصلبة تهديء شيء فشيئا ثم ابعدها عنه ليقبل شفتيها فيتبدل الشعور الحاقد الى شعور غريب لم يألفه من قبل و هي تجاوبت معه بلذة و تمسكت به اكثر.. رفع عينيه ليراها مغمضة العينين ..اجلسها على الكنبة و جلس امامها على الارض ينظر اليها باعجاب فهذه المرأة شعرت بألمه فجعلت عناقها يواسيه بدل الكلمات اخذا يتبادلان النظرات يتكلمان بلغة العيون فاغمض عينيه و وضع رأسه على حضنها فأخذت تلعب بخصلات شعره الناعم حتى غفى على حضنها فنامت هي جالسة في مكانها مرتاحة البال ...
فتحت فيرو عينيها تقاوم ضوء النهار المنبعث من النافذة وجدت نفسها بفراشها و مغطاة بلحافها الدافيء حاولت ان تتذكر كيف جاءت إلى حجرتها لكنها لم تتذكر إلا ما جرى بينها و بين جونيور فما حدث بالامس كان بالنسبة لها حلما جميلا...
" هي يا كسولة استيقظي"
هزتها جولي و هي تضحك
-" اه .. جولي كم الساعة الان ؟؟!!"
ثم تثاءبت و هي تستقيم جالسة
-" انها الثانية عشر ظهرا استيقظي سيأخذنا الشباب لنتغدى معا في مطعم للبيتزا .هيا "
-" اين كنت بالامس ؟! "
سألتها آلي و هي ترتدي قرطيها أمام المرآة و كان انعكاس فيرو يبدو مستمتعا و سعيدة و كأنها رأت حملا جميلا
-" لقد كنت نائمة في غرفتي "
قالت بارتباك عندما رأت آلي تحدق بها
-" لا اصدقك لاني لم اجدك في فراشك "
رأت بأن ليس هناك ما يدعو لجعله سرا خاصة و أن كل شيء باد على وجهها قامت من الفراش و هي تقفز مثل راقصة الباليه و ترنم بأنغام .. تبادلت آلي و جولي النظرات و هما تضحكان استغراب لتصرفات فيرونيكا
-" حسنا .. لقد كنت مع جونيور .. أنه عازف عيتار ماهر و له صوت ..آه .. حنون جدا .. تكلمنا قليلا ثم آلت الامور الى ان ينام على حضني و لا اعرف كيف اتيت الى هنا لابد انه حملني ..صدقيني كنت اعتقد ما حدث بالامس حلما"


صفقت جولي و قالت
- " لقد كنت أعرف يا فيرو بأنه معجب بك منذ البداية و انت كذلك .."
أضافت آلي
- " جيد إذا ستهدأ العاصفة و أخيرا "...
ارتدت فيرو فستان أصفر ضيق عند الخصر و واسع حتى الركبة و ربطت شعرها من نصفه لتترك الباقي ينسدل محدث ثورة أمام عين جونيور الذي لم يبعدها عنها طول الطريق و في المطعم و حتى أثناء الحديث حيث لم تشاركهم بل بقيت ساكتة و هي تشعر بالخجل منه و من نظراته الثاقبة لكنها مع ذلك أحبتها و أرادتها أكثر من الاحاديث و الطعام اللذيذ الذي وضع أمامها ...
و كما هو بدا هادئا طوال الوقت و يجيب عن الاسألة الموجه إليه باختصار حتى لا يضيع ثانية في عدم التركيز بها و بجمالها انه يكون رسمة لها في مخيلته ثم يحفرها حتى تثبت في الذاكرة و يستدعيها ريثما شاء فتبقى معه إلى الابد ...


مر إسبوع و الشبان يتدربون على نهائيات كرة القدم التي ستقام قريبا في ملعب المدرسة حيث كل سنو في ملعب مدرسة مختلفة و هذه السنة ستكون في لوس انجلوس .. و اتى اليوم الموعود حيث الاعصاب مشدودة و الكل متوتر بما بينهم اهالي اللاعبين و الحكام و الطلبة و الاصدقاء حتى المدرسين ..
ذهب الجميع الى المباراة النهائية لكرة القدم في الثانوية دخل الشباب الملعب فأحدثت صيحة و جلبة و تصفيق الجمهور المفتعل الذي شجعهم حتى نهاية المباراة مما جعل اللاعبين يلعبون بجد و بنشاط حتى انتهاء الشوط الاول لكن الفريق الاخر كان يلعب في مهارة مع بداية الشوط الثاني و قد حاول أحد اللاعبين أن يصيب جونيور كابتن الفريق الذي كان يحرز الاهداف في الشوط الاول لكنه حاول بجهد ان يتفاداهم قدر الامكان حتى أصبح الفريقان متعادلان و افترظ الحكم عليهم شوط حاسم
نادى المدرب الشباب ليضعوا خطة جديدة و مدروسة بعناية أطلق عليها الخطة (ب)
-" جونيور اسمعني يجب ان تسيطر على الكرة و اذا شعرت بالخطر اعطها لجاك و اذا شعرت يا جاك بالخطر ارجع الكرة لاليكس الذي سيتبعك في الخلف افهمت يجب ان نفوز يا شباب ان البطولة ستكون من نصيبنا"
تصافحوا كلهم مع بعض و صاحوا بصوت واحد ( هيييي )
ثم عادو اللاعبين إلى أرض الملعبين كان الجمهور حامسي و من بينهم جلست الفتيات على أعصابهم و هم يأملون أن يكون الفوز من صالحهم ...لم يتبع جونيور خطة المدرب بل لعب على مزاجه فأحرز اخر هدف في اخر دقيقة مما آثار غضب المدرب وقتها لكنه فرح بالنتيجة.. قام الجمهور من مكانهم يصفقون لجهد كابتن الفريق جونيور و يهنئونه .. تبادل اللعبين الاحضان و التبريكات و كان منظر جونيور ينم على أنه بذل مجهود لا يستهان به لكنه مع ذلك لم ينسى أن يبحث بين الجمهور عنها و وجدها و د وضعت يدها على صدرها و كانها ظلت طول الفترة تدعو له لمعت عيناه ببريق الحب فتطايرت الكلمات عبر عينيه لتستقر في مقلتيها .. بعد ذلك دخل حجرة تبديل الشباب و أخذ دشا سريعا ينعشه ثم ارتدى ثياب نظيفة .. لان العادة تلزمه أن يذهب إلى مطعم البيتزا كما اعتاد اللاعبين كلهم أن يرتادوه في حال فوزهم..
بعد المباراة جلس الجميع على الطاولة في مطعم للبيتزا ثم دخل جونيور و معه انيتا ..
- " مرحبا اسف على التأخير "
نظر الى فيرو التي رمقته و هي مصدومة و قد اعتصر قلبها من الغيرة لكنها اشاحت برأسها تحدث جولي حتى لا يشعر بالأهمية لكن حاول قدر الامكان أن يجذب انتباهها إليه دون جدوى فهي لم تشأ أن تزعج نفسها بالنظر إليه و تلك المتعجرفة أنيتا ملتصقة به ..
بعد الانتهاء من الاكل و الاستمتاع بالاحاديث و المقالب قال جونيور و قد تغيرت ملامح وجهه ليصبح اكثر جدية .. ايتقام واقفا فالتفتت إليه الجميع و أنصتوا
- " اريد ان اخبركم شيئا"
لاحظ الجميع تغير ملامح وجهه الى حزن و ارتباك
"ما بك يا جونيور ؟"
سأل أحد الاصدقاء
"ماذا تريد ان تقول ؟؟! "
قال جاك قلقا على ابن عمه الذي بدا متضايقا و كأنه يحمل أخبار مزعجة
-" بعد حفل التخرج مباشرة سأغادر إلى نيويورك "
-" نيويورك ؟! لماذا ؟!"
قال اليكس بصوت عال يملؤه الدهشة
-" نعم نيويورك اتذكر عندما اخبرتكم بانكم ستزوروني في نيويورك عندما رجعت من دنفر؟! "
-" و لماذانيويورك يا حبيبي ؟!"
قالت انيتا بحزن و هي تحاوط وجهه بيدها الامر الذي أزعج فيرونيكا أكثر من خبر المغادرة ..
-" لانني قبلت بكلية الهندسة في جامعة نيويورك ...سأدرس الهندسة يا شباب"
ابتسم بفخر ثم وضع يده على كتف انيتا و يلمس شعرها برفق أغمضت فيرونيكا عينيها خوفا من أن يرى جونيور الغيرة التي زادت اشتعالا
-" لكن لم لا تدرس هنا فهذا التخصص متوفر هنا? "
قال جاك معترضا فكرة الذهاب إلى نيويرك
-" جاك انه حلمي الذهاب الى نيويورك حلمي "
-" و لم العجلة لن يبدأ الفصل القادم الا بعد شهرين؟! "
قال اليكس
-" لاني اريد ان اسجل في الفصل الاول و اسجل المواد و ابحث عن شقة قريبة من الجامعة و تأثيثها .. أرجوكم اريد دعمكم لي فلا تخيبوا ظني "
نظر الى فيرو التي انزلت عينيها متضايقة من أنيتا و من الخبر
-" حسنا يا صديقي سنأتي اليوم لنساعدك في توظيب اغراضك "
قال جاك و هو يربت على كتف جونيور داعما إياه فحضنه الاخر بقوة إلى صدره
-" اشكركم جميعا ...سأذهب لابي الان و اراكم في المساء الى اللقاء "
و جذب انيتا من ذراعها و انطلق الى ابيه
-" انا فخور بك يا ولدي عندما تعود ستمسك زمام الامور في الشركة فهي بالنهاية لك"
و عانق ابنه
-" لكنني سأشتاق لك "
-" و انا ايضا..ستزورني أليس كذلك يا أبي ؟!!"
-" بالطبع و أي مساعدة يا بني انا في الخدمة فكم ابن لي ؟!"
-" اشكرك يا ابي"
في المساء في غرفة جونيور احضر جاك معه صناديق ليضع فيها الاغراض لشحنهم و أغراض أخرى ليحملها معه في الطائرة
- " اين اضع هذا ؟!"
سألته جولي و هي تمسك حقيبة صغيرة يوجد بها معجون أسنان و فرشاة و معدات النظافة
-" في حقيبتي التي سآخذها معي في الطائرة "
اجابها و هو يصفف قمصانه في الحقيبة الكبيرة التي وضعها فوق فراشه .. وقفت فيرو تنظر الى حقائبه بحزن و تنظر الى حركة جسمه المتناسقة و هو يعمل بانسجام .. لم تستطع أن تراه و تفكر به بأن سيغادر قريبا فخرجت الى الشرفة و تنهدت بصوت سمعه جونيور فتوقف عن التصفيف و اتجه حيث تقف في الخارج امسك ذراعيها بيده القوية فانزلت رأسها لكنه رفعه بإبهامه من ذقنها بلطف يحاول ان ينظر الى عينيها لكنها كانت تزيح بنظرها عنه فادار بوجهها ناحيته لتتلاقا عيناهما
-" هل انت بخير ؟ !تبدين شاحبة ؟"
لا لست بخير فانا اشعر بتوعك "
و اشاحت بنظرها عنه مرة اخرى فادار وجهها اليه بعنف
-" اذهبي و ارتاحي فلقد اوشكنا على الانتهاء شكرا لمساعدتك "
استدارت لتغادر لكنه لمس يده فوقفت لحظة بعدها واجهته كان يبدو عليه شيء من الحزن قال لها بهدوء
" اسف يا فيرونيكا.. لم انو ان اتعبتك صدقيني لم اقصد ذلك "-" لا بأس.. تصبح على خير اراك في الصباح "
خرجت من غرفته مسرعة و اغلقت باب حمامها فنزلت دموعها بغزارة لانها ستفارقه قريبا لقد اعتادت على وجوده و بدأت تقع في حبه لا بل وقعت و تكسرت ايضا ..كيف ستعيش بعيدا عنه و هي التي تشم بقايا رائحة عطره عندما يمر من امامها ؟ كم ستشتاق لهذه الرائحة و لابتسامته الساحرة و لعينيه الشيطانيتين كم تحبه و تحب ازعاجه لها و و لطفه معها و أحبته حتى عندما كان قاسي معها وظلت تبكي الى ان سمعت جولي تناديها
-" فيرو اريد الدخول الى الحمام اريد ان افرش اسناني لانام ما الذي يؤخرك؟! بدأت اقلق عليك هيا اجيبي "


فتحت فيرو الباب و القت بنفسها على جولي فضمتها الاخرى و هي تعرف سبب بكائها لكنها أرادت أن تسمع ذلك من فيرو
-" ما بك يا عزيزتي؟!"
لم ترفع رأسها لكنها قالت بصوت مخنوق
-" سأشتاق له "
ثم انفجرت بنوبة بكاء حضنتها بقوة و هدأتها ثم قالت برقة
-" يا الهي انت مغرمة به"
-" نعم.. اعتقد ذلك.. ماذا افعل ؟"
" لا اعلم يا عزيزتي اهدئي "


بقيت جولي و آلأي يهدآنها طوال الليل الذي لم يسدل ستارته حتى بدات نوبة البكاء .ز كانت تبكي بحرقة لان ليس بيدها أن تفعل شيء و ليس من حقها أن تطلب منه ألأ يغادر و يبقى معها لانها ..لانها ..تحبه بكل جوارحها .. هذه الكلمة أرادت أن تسمعها منه لكن لا يبدو عليه بأنه يبادلها هذا الحب و ما أقسى أن يكون الحب من طرف واحد ...


-5-
على خشبة مسرح المدرسة وقف الطلبة و الطالبات بلباس التخرج الكحلي مستمتعين بأنتههاء مرحلة مهمة من حياتهم و هم يستلمون شهادات التخرج .. و بعد الصورة الجماعية صفق الحضور و الاهالي بسعادة و فخر عندها ألقى الخريجين قبعاتهم لتتطاير بالهواء مرة و مرتين و يلتقطونها مجددا .. المرح و الفرح و البهجة و السرور الابتسام و الضحك .. كل معاني السعادة نراها في وجوه الخريجين ..إلا شخص واحد !!!
ضم جونيور اصدقائه و بارك لهم التخرج و بادلهوا التبريكات بدورهم
-" يا شباب سأشتاق لكم "
قال له أحد الشباب و هو يصافحه مودعا
-"ارجوك جونيور اخبر جاك عن احوالك و اوضاعك كي يطمئننا عليك
-" سأفعل بالتاكيد و سأسأل عنكم ايضا "
التفت ليجد فيرو تتكلم مع كارلا تدعوها فكارلا ستسافر اليوم ايضا لتسكن مع جديها في (نيو

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات