بارت من

رواية حب غير متوقع -1

رواية حب غير متوقع - غرام

رواية حب غير متوقع -1

”كم انت جذابة و انت مغتاظة "
" قل لي يا جونيور ماذا تريد ؟"
" اريدك انت "
اقتربت منه لتحثه على الخروج لكنه جرها الى حضنه فصفعته و وقفت قرب الباب و اشارت له بالخروج قام بعصبية ينظر اليها بتحد ثم همس لها
" اعرفي بان ذلك لن يحدث و لن تتزوجي به الا على جثتي و سأفعل المستحيل صدقيني فانا لن اسمح بان يسلخ جلدي مني افهمت؟! "
خرج و صفق الباب بقوة وقفت كالتمثال حاولت ان تسترجع كلماته التي أشعرتها بالخوف لتهديداته و لم تفهم ماذا عناه ؟؟


الشخصيات :



جونيور جارسيس ديلفالي : شاب فقد امه و تزوج والده من اخرى فقرر ان ينتقم...
فيرو (فيرونيكا) دايمون : ابنة مليسي زوجة ليو ..
ليو : والد جونيور ..
جاك جارسيس ديلفالي : ابن عم جونيور و افضل صديق له ..
اليكس جارسيس ديلفالي : ابن عم جونيور الثاني و من افضل اصدقائه أيضا...
جولي نوربت : صديقة فيرو المقربة و قريبتها ...
آلي فليم: قريبة فيرو الاخرى و صديقتها ..
ميلسي : والدة فيرو و زوجة ليو والد جونيور ..
مارك بيللي: صديق فيرو و خطيبها ...
جينيفير : صديقة جونيور ..
الكسندرا : صديقة جنيفير و جونيور ..
كارلا : صديقة فيرو ..
انيتا : صديقة جونيور القديمة ...
بيتي : مساعدة فيرونيكا
البدااايه




البارت الاول ..



كان واقفا في مطار دنفر يودع جديه ليركب الطائرة العائدة الى لوس انجلوس
و بالطائرة كان يفكر بالشهرين الذين قضاهما مع جديه وأفكار خطرت في باله و هو يراقب الأضواء تخفت شيئا فشئيا فكر في اخر سنة له في الثانوية
و ماذا سيدرس في الجامعة و من تلك الأفكار المتعلق بالمستقبل الغامض ...


و في لوس انجلوس استقبله افضل اصدقائة ابناء عمه جاك و أليكس ليأخذانه إلى بيته حيث يقيم مع والده ليوناردو جارسيس دلفالي رجل الأعمال الأرمل الذي فقد زوجته منذ عام تقريبا ..
حمل حقائبه و اسرع ليضم جاك بقوة عندما لمحه من بعيد " كيف حالك يا رجل ؟!"" انا بخير.. مشتاق لك.. لا تبتعد اكثر مرة اخرى يا رجل ماذا كنا نفعل من دونك ؟! "
اكمل أليكس عن جاك و ضم صديقه " لقد قتلنا الضجر و الملل لن تذهب الى دنفر في المرة القادمة الا و نحن معك افهمت ؟! "قال جونيور و هو يضحك بصوت عال " لا في السنة القادمة سنذهب الى نيويورك يا شباب "" نيويورك؟!" قال جاك مستنكرا." نعم نيويورك.."
ثم ابتسم ابتسامة اظهرت اسنانة البيضاء و غمزتاه الساحرتان كان جونيور يتحدث عن مدى شوقه لابيه و كيف تركه هذه المدة الطويلة وحيدا و تجاهل تساءلهما بشأن نيويورك فلقد عاد لتوه من دنفر حيث الحياة الريفية هناك فماذا يريد من المدينة المزدحة و المزعجة و التي تختلف كليا عن دنفر..
بينما هم يتجهون بالسيارة التي يقودها جاك بجنون كالعادة صاح جونيور به موبخا بمزح" هي جاك هديء من سرعتك المجنونة .. لا اريد ان اموت اريد ان ارى والدي بعد هذه الغيبة الطويلة هل لك ان تبطيء من سرعتك"
" لا تخف يا رجل ستصل بسلام و ستعانق والدك يا مدلل "


قال جاك و غمز بعينه الى اليكس الذي ضحك بدوره .. انتبه الى سخريتهم و قال عابسا " اصمت انا لست مدلل انا فقط مشتاق اليه الا تفهم "
" بالطبع انت مشتاق اليه "أجابه و غمز مرة اخرى الى اليكس الذي لم يتوقف عن الضحك فقام جونيور بضرب جاك على رأسة مما جعلهم يضحكون بصوت مرتفع لأنهم أثاروا غيظه ركن جاك السيارة و حملوا حقائب جونيور التفتت جاك حتى يعلق على الكس الواقف مستند على السيارة " ما بالك يا ضعيف الا تعرف كيف تحمل حقيبة ؟!"


" تعال و جرب كم هي ثقيلة ماذا وضعت فيها يا جونيور ؟! كأني احمل صخور " قال مازحا لم يعلق جونيور بل اكتفى بأن نظر إليهم بابتسامة و هو يحمل جواز سفره و حقيبة ظهره التي اخذها معه داخل الطائرة .
بينما كان الشباب يتحدثون و يضحكون في الخارج كان الاب ليوناردو منتبه لوصولهم و الضجيج الذي أحدثوه فدخل في هذه اللحظة جونيور و ابتسامة كبيرة تظهر اسنانه المصفوفة" ابي!!!"
حضن والده و هو مغمض عينية , ضمه والده و ربت على كتفه و هو يرى الحقائب التي يحملها جاك و اليكس و عندما فتح جونيور عينيه رأى خلف ابيه امراتان في غاية الجمال و الاناقة واحدة ترتدي فستان ابيض يصل الى ركبتيها و شعرها احمر جميل له جسد طويل و رشيق و يقارب عمرها سبعة و ثلاثين عام بينما الاخرى اصغر سنا قد تكون ابنتها و خمن عمرها السابعة عشر ترتدي تنورة قصيرة و قميص ابيض ضيق فتح عند الصدر يظهر جمال قوامها و شعرها الاشقر الرائع مرفوع للاعلى و خصل شقراء تنزل على كتفيها و هي بدورها طويلة و رشيقة وقفتا ترمقانه و كأنهما ملاك بلباسهما الابيض و بجمالهما الاخاذ..


ابتسم جونيور لهم في استغراب و نظر الى ابيه متسائل فقال له والده متساءلا و لم ينتبه بأن جونيور شاهد المراتين " كيف كانت رحلتك يا بني ؟!"سكت لفترة و هو ما زال ينظر الى هاتين المرأتين الواقفتان في الصالة و هو يقف عند مدخل الباب ثم استوعب سؤال ابيه و تجاهل هاتين المرأتين بابتسامه مصطنعة " لقد كانت اكثر من رائعة و استمتعت كثيرا "
"جيد جيد و هل قمت بمساعدة جدك في الحقل و بالاعتناء بالجياد ؟!"لا يزال الاستغراب في عيني جونيور و هو يجيب " اه بالطبع " لم يستطع جونيور ان يتحمل السؤال الذي يلج في صدره فالتفت الى ابيه " ابي "و أشار على المرأتين " لم تعرفني عليهما !! "


بلع الاب ريقه و نظر باتجاه المرأتين التي بدت على الكبيرة القلق و التوتر .. هز برأسه ثم قال" اسمع ... هذه مليسي زوجتي و هذه ابنتها فيرونيكا " فتح جونيور عينيه الزرقاء مستغربا و اخذ يتنفس بسرعة و بدأ الغضب يظهر على معالم وجهه و كسا الألم عيناه الجميلتان المليئتان بالرموش الطويلة فحمل حقيبته و خرج مسرعا الى سيارة جاك الذي لا يزال ينتظر في الخارج مع الكس و هما متوقعين حصول هذه النتيجة..ركض ليو خلف ابنه " جونيور انتظر "


فصرخ جونيور بغضب " جاك.. اليكس.. هيا "" يا بني انتظر دعنا نتفاهم "نظر جونيور من خلال نافذة السيارة إلى جاك الذي لا يزال واقفا خارج السيارة" الن نذهب هيا اني اقول لك هيا اريد الذهاب من هذا المكان "فركب جاك و الكس و انطلقا بالسيارة .."هل كنت تعرف عن زواج ابي ؟!"سأل جونيور جاك بحدة و الغضب يتطاير من عينيه عندما ابتعدا عن المنزل " نعم و لم أرى الوقت المناسب كي نقول لك ارجوك افهم موقفنا "
قال جاك مهديء ابن عمه بصوت كله تعاطف تنهد جونيور بصوت عال يملؤه الالم و اسند رأسه الى خلفه تارك الهواء السريع يتلاعب بخصلات شعرة البنية اللون و ينسه حزنه و خيبة أمله ...


نظر جاك الى الكس نظرة تعاطف مع ابن عمهم ..و في منزل ليو وقف الاب خارج يشتم بينما وقفت زوجته مليسي على الباب تنظر اليه بقلق " ارجوك ليو ادخل.. الجو بارد ..ارجوك ادخل " دخل ليو غاضبا فصعد الى غرفته و أغلق الباب خلفه بقوة هزت المنزل كله " سيهدأ بعد لحظات يا امي لا تقلقي " قالت فيرونيكا لامها مطمئنة " لست متأكدة من ذلك ان ليو يحب ابنه جدا و لا يرضى ان يحزن ابنه عليه "" الم تري كيف كان يرمقنا ابنه ؟!"
" نعم لقد رأيته لقد كان مستغربا و شاكا بما سيحدث يا ليو المسكين "


" لقد كنت واثقة بردة فعله فلقد تزوج والده من امرأة اخرى و لااعتقد بانه سيسكت عن هذا الوضع ارى بان حياتنا لن تكون هادئة يا امي بوجود هذاالصبي "" لن اتركه يفعل أي شيء .. ساقف بوجهه "
...و في هذه اللحظة اوقف جاك سيارته في منزله و سأل جنوير " هل ستنام عندنا اليوم ؟!" قال جونيور بتكاسل " لااعلم " "ما بالك يا رجل ؟! اعلم بانك متضايق لكن ذلك لا يعني نهاية العالم "
" انها نهاية العالم بالنسبة لي فابي الذي اعتقدت بانه اوفى صديق خذلني و خذل امي لم يدم على وفاتها سنتين لقد نسيها بكل سهولة يا له من رجل عديم احساس " قالها صاراعلى اسنانه بعصبيه" و ماذا ستفعل ؟! " قال جاك متسائلا" لا اعلم " اجاب جونيور و هو يضرب رأسه على الكرسي بحسرة مغمض عيناه" هل ستترك البيت لها ولابنتها ؟!"قال اليكس بهدوء
لكن جونيور هب صارخا" بالطبع لا فهذا منزلي و منزل امي و لن يكون منزلها ابدا سأسعى بكل جهدي ان أتخلص منها و من ابنتها " " ماذاستفعل يا مجنون ؟!" قال جاك مستغربا" لا اعلم لكني لن اتركها بسلام لن اتركها تتمتع في منزلي متخذه مكان امي أسمعت؟!!" ؟" اذا متى تريد ان تعود الى البيت ؟!"


" غدا صباحا بعد ان تهدأ الامور " قال جونيور بعد تنهيده طويلة بينت ألمه و قلة حيلته" حسنا جدا سنعمل انا و اليكس على ان تنسى ما حدث ما رأيك ان نخرج مع الشباب ونحتفل بعودتك "
قال جاك مشجعا جونيور على النهوض" هيا اني بحاجة الى النسيان " و قام معهمو في المنزل كانت فيرونيكا مستلقية على فراشها تقرا رواية عاطفية و لكن بالها لم يكن مع الرواية بل كان مع الشاب الاسمرالطويل العريض الذي كان يلبس قميص ازرق تحته بلوزة بيضاء و جينز و كان مسرح شعره بطريقة تجعل خصلات شعره الامامية واقفة و تطير بالهواء و كان ينظر اليها بعنين زرقاء كلون السماء و رموش طويله و غمزتان واسنان بيضاء تظهر بابتسامه رائعة كانت تراه في روايتها التي بين يديها بدل الاحرف السوداء من اين له هذا الشعر البني الفاتح ان لاباه شعر اسود داكن و من اين له تلك العينين الساحرتين فعينا ليو سوداء كالليل و من اين له غمزتان يا الهي من اتى هذا الشبيه بآلهة الإغريق و كيف خرج بعصبية جعلته مثيرا اكثر ؟َ!!


هل يعقل ان يكون هذا حب من أول نظرة ؟! لا لا مستحيل .. ابعد تلك الفكرة من رأسها و حاولت جاهدة ان تركز مع الكلمات و الرواية التي بين يديها ...
و بعد احتفال دام الى اوجه النهار رجع الشبان الثلاث منهلكين من الاحتفال الرائع الذي اقامه اصحابهم فالقى جونيور بجسمه على الفراش مفكرا بكل شيء حدث بتوديعه جده و جدته و استقبال ابناء عمه له و استقبال ابيه و زوجته و ابنتها !!! ابنتها !!! ابنتها!!! فيرونيكا ...
يا لها من رائعة بشعرها الاشقر الذي يصل الى كتفيها و عيناها الأرجوانية الغريبة بحياته لم ير عينان بهذا اللون العجيب و رموشها الطويلةالساحرة و قوامها الرشيق و انفها الدقيق و فمها الممتليء يا لها من فتاة خلابة كيف استطعت ان ابعد عيني عنها كيف ؟!! كيف لي ان اعجب بها و هي من اعدائي يجب ان اكف عن التفكير بها لكن لها اجمل عينين ..
" هي جونيور هل نمت ؟!"سأل جاك بتثاؤب قاطعا على جونيور افكاره" لا " رد جونيور ناعسا" بمن تفكر اذا ؟!" " لا احد "" انه يفكر بتلك الفتاة جلوريا " قال اليكس متأكدا و اوثقا " قلت لكم لااحد "
" انها جميلة جدا , لم لم تاخذ رقم هاتفها و تدعوها لتناول العشاء "
قال اليكس مقترحا" لم لا تدعوها انت انك مسحور بها انا لدي انيتا و ساذهب غدا لاراها و الان دعني انام بسلام " و تثائب جونيور"مممم اذا تصبح على خير " قال اليكس و غط في نوم عميق..
انتضرونى في التكمله ..


البارت الثانى



فتح جونيور عينيه بتثاقل بسبب ضوء الشمس المتخلل بين ستائر الغرفة
" اااااه ه ه .. استيقظوا يا شباب إنها الساعة الواحدة ظهرا "
و قفزا من الفراش على الأرض و اخذ يبحث عن بلوزته التي ألقاها على الأرض .. لبسها و دخل الى الحمام ليغتسل و يلبس و عندما خرج من الحمام وجد ان جاك و الكيس لايزالوا نائمين فصرخ بمرح يوقظهم
" هي استيقظوا استيقظوا حريق حريق في المنزل ... انقذوا انفسكم "
" اصمت يا جونيور و دعنا ننام لقد تعبنا في الأمس "
رد جاك بعصبية و بصوت ناعس
" آه نعم تعبنا بسبب الاحتفال الذي أقيم من أجلك فأرجوك دعنا ننام ما زال صوت الموسيقى العالي في إذني "
قال اليكس و اخذ الوسادة و غطى بها وجهه حتى يحجب أشعة الشمس عن عينيه
" حسنا أنا ذاهب الى المنزل و سألقاكم فيما بعد .."
حمل جونيور أغراضه و فتح كبت جاك و اخذ منه قبعة و اخذ مفتاح سيارة جاك
" سآخذ سيارتك .. الى اللقاء و شكرا على القبعة يا جاك "
و أغلق الباب خلفه نزل الدرج بخفة و سرعة و ركب السيارة و انطلق الى المنزل.. و بالطريق أخذ يفكر كيف سيواجه والده و زوجته الجديدة و ابنتها ...
بعد دقائق قليلة فترجل من السيارة و حمل حقائبه و اتجه الى الباب لم يجد سيارة والده في الكاراج مما أراحه قليلا , دخل المنزل و وضع حقائبه في المدخل و صعد الدرج الى غرفته و بينما هو يصعد الدرج ظهرت فيرونيكا ابنة زوجة أبيه في وجهه فوقف ينظر إليها متحديا من رأسها إلى أخمص قدميها بجرأة ثم اتجه الى غرفته و أغلق الباب بقوة فاهتز البيت بأكمله
وقفت فيرونيكا مدهشة مما رأته و سرت قشعريرة في جسدها بسبب القرب و نظرته الوقحة
" يا الهي "
تنهدت و أكملت خطاها إلى المطبخ ..فتحت البراد لتكب لها كوب ماء بارد يبرد على قلبها الذي أشتعل بسبب نظراته الحارقة هي مازالت ترتجف من تلك النظرة و تفكر في نفسها
( ما بال هذا الشاب يا له من وقح لن اسكت ..ماذا يظنني ذلك المغرور )
دخل جونيور المطبخ قاطعا عليها حبل افكارها مما جعلها تتجمد في مكانها , حاول فتح البراد لكنها كانت تستند عليه و بيدها ابريق الماء فصاح بوجهها و في عينيه حقد لا مفر منه
" ما بك ابتعدي الا ترينني احاول فتح البراد؟! ام تظنين بانك هنا صاحبة المنزل؟! ليكن في علمك انا ولدت في هذا المنزل و ساموت فيه اتفهمين ؟! أخبري والدتك بهذا الكلام ... و الان ابتعدي و الا ابعدتك بيدي "


طفح الكيل منه و لم تستطيع أن تكبح جام غضبها فصبته عليه و هي تصرخ و احتقن الدم في وجهها
" هل انت هكذا دائما لا تعرف كيف تطلب بادب انا لم اقل باني صاحبة هذا المنزل..و لما تتخذ معي موقف المعادي انا لم افعل لك شيئا و لم ارك الا بالامس ولم اتكلم معك حتى .. "
تنفست بعمق حتى يعود لها الهدوء .. استغرب صوتها العالي الذي خرج من فتاة ناعمة ..فتكلم بهدوء و تحدي
" انا عادة اتكلم بكل احترام لكن ليس مع امثالك انت و امك و الان لا اريد النقاش معك فابتعدي "
ازاحها بيده و فتح البراد و اخذ منه كولا و صفع الباب و خرج و هو يشتم
وقفت مصدومة فما فعله لتو قد تعدى الحدود و يجب أن توقفه و تلزمه حدوده .. رنين الهاتف اوقضها من صدمتها .. ظل يرن و كان الصوت منبعث من غرفة الجلوس ركضت تلتقط الهاتف و وجدت جونيور يشاهد التلفاز بغرفة الجلوس
" الو "
ردت على الهاتف و هي تنظر اليه بطرف عينيها .. كان يحاول الانصات
" هاي فيرو كيف الحال لقد اشتقت لك "
" اهلا اهلا جولي انا بخير و انت ؟ كيف هي آلي ؟"
ردت فيرو ببهجة مما جعل جونيور يرفع رأسة و يلقي عليها نظرة استهزاء
" انا بخير و آلي بخير ايضا سنأتي قريبا كي نحضر معك حفلة المدرسة "
"آه حقا سأنتظركما على أحر من الجمر آه كم اشتقت اليكما "
اغرورقت عياناها بالدموع فقام جونيور برفع صوت التلفاز و هو يبتسم بسخرية
رفعت السماعة عن اذنها و قالت له بانزعاج
" ألا تراني اتحدث بالهاتف ؟! اخفض الصوت انها مكالمة من لندن.."
رفع كتفيه بلا اكتراث
" و ما خصني انا ,اريد ان اسمع ما يقال بالتلفاز و انت تثرثرين لا استطيع ان اسمع شيئا "
صرت على اسنانها بغضب
" جولي اتصلي غدا فانا مع مخلوق مزعج حاليا و لا استطيع ان اكلمك براحة بال "
" من هو هذا المخلوق المزعج ؟! "
" انه ابن ليو لقد اتى لتوه من دنفر و انه يشكل خطرا علينا و إزعاج محتم "
همست جولي بابجهة الاخرى من الهاتف و كأن الشخص القريب من فيرونيكا يسمع
" وهل هو جذاب كوالده؟!" قهقهت جولي
رفعت فيرو رأسها لتنظر إلى جونيور أنه أكثر جاذبية من والده لكنها أزاحت هذه الفكرة فورا من رأسها و قالت بأنزعاج
" لا و الان الى اللقاء جولي "
" يا لك من محتالة تردين انهاء المكالمة كي لا تحدثيني عنه لا بأس سنتكلم عنه لاحقا الى اللقاء" و اغلقت السماعة .. تنهد جونيور دون أن يلتفتت ناحيتها و قال بوقاحة
" لم اتوقع ان تنهي المكالمة "
تجاهلته وصعدت غرفتها غير مكترثة بما قال , و هنا دخلت مليسي و صوتت
" عزيزتي انا هنا تعالي و ساعديني بحمل الاكياس من السيارة "
رد جونيور بإنزعاج و قال بعصبية
"عزيزتك في غرفتها لا داعي لان تصرخي فهي لن تسمعك .. اف لا يمكن ان يحظى الرجل ببعض الراحة في منزله "


اقتربت من الكنبة حيث يجلس ممد رجليه على الطاولة و بيده علبة كولا عبست بوجهه للمنظر الذي رأته لكنها سرعان ما رسمت ابتسامة مصطنعة و قالت بمرح
" اهلا بعودتك جونيور ..اذا سنتعشى جميعا الليلة ؟"
لم يرفع رأسه لينظر إليها بل اكتفى بالرد عليها و عينيه مسمرتين على جهاز التلفاز و قال بغير اكتراث و صوت خالي من الملامح
" لا تلعبي دور الزوجة الحنون اعرف بانك لا تأملين وجودي لكنني سأبقى سواء شئت ام ابيت فلا داعي لان اذكرك منزل من هذا "
عصرت قبضة يدها بعصبية و أرادت أن تصفعه لكنها تذكرت بأن بذلك ستهدم العلاقة بينها و بين ليوناردو .. قالت له و هي تبتعد
" لا انا آمل بوجودك في المنزل لانه يسعد اباك و ما يسعده يسعدني و لا داعي لتذكرني لاني اعرف منزل من هذا " اجابت بتحد
نزلت فيرو الدرج قفزا و رأت بأن والدتها قابلت ذلك المتعجرف لكنها غيرت الموضوع حتى تبهج والدتها فيبدو عليها الانزعاج بسببه
" مرحبا امي لقد اتصلت جولي و قالت انها ستأتي و آلي لتحضر حفلة المدرسة "
ضمت والدتها التي أجابت بدورها و بالفعل لقد أبهجها الخبر
" خبر سعيد كنت احتاج اليه "
و نظرت الى جونيور و دخلت المطبخ ترتب اغراضها و تحضر طعام العشاء مع ابنتها ...
على الطاولة اجتمع الجميع ما عدا جونيور الذي تأخر متعمدا عن العشاء لمدة ربع ساعة فبقي الطعام باردا على المائدة ..فبدا ليو متململا و أخذ ينقر بأطراف أصابعة المائدة ثم سأل بعد أن نفذ صبره
" اين هو ؟! امتأكد انه قال سيحضر؟!"
" نعم يا عزيزي متأكدة "
نظرت الى ابنتها بعصبية و همست
" أنه متعمد .. اتمنى لو اقتله"
غمز لها فيرو بحركة من عينيها حتى تتحلى بالصبر و بعد دقائق دخل جونيور و كأنه سيد الكون ابتسم بسعادة عندما راى بأن الجميع ينتظره على العشاء الذي لم يلمس بعد
" اه هل تأخرت ؟! "
همست مليسا لابنتها " ساحطم رأسه المتعجرف"
" هيا لنأكل " قال الاب بعصبية
وضعت الطعام و كان ستيك و خضار مسلوقة و عصير التوت ( طعام جونيور المفضل )
نظر إلى الطبق الشهي أمامه لكنه تذكر بأنه تناول العشاء مع صديقته أنيتا فأراد أن يلعب عليهم لعبة
" لا استطيع ان اكل اللحم و الخضار "
قال جونيور واضعا يديه على بطنه مظهرا ازدراءه
" لم لا انها اكلتك المفضلة ؟!" قال الاب مستغربا
لكن جونيور لعب بملامح وجهه و كأنه يريد أن يتقيأ أمامهم و تكلم بهدوء و إنزعاج مصطنع و لو كانت جائزة الاوسكار تقدم للناس عامة لقدمناها لجونيور الان
" لانني رأيت في حقل جدي بقرة ياكلها الدود و الدماء يغطيها و مصرانها ملقية على الارض بجانبها و الذباب يتطاير فوق عينيها و اتى المنظر امامي "
و بلع ريقه بازدراء و كأنه سيتقيأ
وضعت فيرو شوكتها و ابعدت الصحن و قامت الى الحمام , و ابعدت مليسي طبق اللحم و اكتفت باكل الخضار لكن ليو لم يكترث و قال
" لابد انها كانت مريضة لكن طعمها لذيذ هيا كل "
و بدأ يقضم الطعام بنهم
قامت مليسي و الغضب يكتسحها لتطمأن على فيرو .. طرقت باب الحمام و سألتها بقلق
" هل كل شيئ على ما يرام ؟!"
أجابتها فيرو بعد أن فتحت الباب و أستندت عليه بدت عينيها مدمعتين و فمها احمر مبلل جففته بمنديل
" نعم نعم لكن ذلك اللعين سأقتله لقد جعلني اتخيل المنظر لن استطيع ان آكل "
وقف جونيور مستند على باب حمام الضيوف يسمعهم و ابتسامة انتصار ساخرة على شفتيه و قال ساخرا
" و هل ستقتليني و انا نائم ؟! "
نظرت اليه و هي تتنهد بعصبية غسلت فمها و ابتعدت بسرعة فضرب رائحة شعرها الرائعة أنفه
" لم فعلت ذلك ؟! " قالت الام بعصبية
قال مصطنع البراءة..
" انا لم افعل شيئا كنت افسر لابي لم لا استطيع ان اكل اللحم الذي اعتقده بانه طعامي المفضل الذي لم يعد ذلك بعد ان رأيت البقرة و الدماء ..."
صمت أذنيها بيدها و سارت مبتعدة عنه فهي ليست مستعدة لن تتقيأ بدورها .. ضحك بجنون حتى وقع على الارض...

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات