رواية حب غير متوقع -13
صر جونيور على اسنانه دون ان يبتسم لهما و هو يصافحهما من غير مشاعر و ببرود تام حتى بـأنه تجاهل نظرات فيرنيكا التي كانت تحدق به ..
-" مبروك جونيور "
" اهلا .. شكرا لكما "
جذب يده بسرع ليضافح الناس الداخلين خلفهما و بدا منشرحا أكثر .. استغربت لجفاءه الغير معتاد و لقد أثر ذلك على نفسيتها حتى أنها تركت ذراع مارك ..
بعد أن استقبل اغلب الحاضرين مع والده انضم الى المدعويين و قف مع بعض الرجال يشرب معهم و يجيب عن تساؤلاتهم مرة يضحك و مرة يبتسم لكن قلبه متألم و منكسر ..على الرغم من وقوفه مع المدعوين و التسامر معهم إلا أن عينيه لم تفارقها ابدا تتبعانها اينما ذهبت ... احس برغبة بالذهاب إليها و اخذها بين يديه و تقبيلها .. أو فقط أن يسمع صوت ضحكتها التي يسمعها بصوت خافت من مكان وقوفه .. لم تنتبه إلى نظراته و هذا ما جعله يرتاح في النظر إليها ..
فجأة شعر بيد انثوية تغلق عينيه و تهمس باذنه ..
- " من انا.. يا وسيم ؟؟"
انه يعرف هذا الصوت و هذه اللمسه الانثوية ..مسك يديها و التفتت فابتهج انها المرة الاولى التي يبتهج فيها منذ حفلة فيرونيكا الاخيرة ...
عانقها بحرارة و أغمض عينيه حتى يتذكر آخر مرة رآها فيها كانت في اليوم التالي لحفلة تخرجهم عندما ساعدها على حمل اغراضها .. أي قبل خمس سنوات تقريبا .. و هي ايضا اشتاقت للمساته و عناقه و قبلاته التي لن تحصل عليها بعد .. فقد اتفقا على ان يبقيا صديقين و يرسالا بعضهما البعض في البريد الالكتروني ..
- " الم تاتي الكسندرا معك ؟"
- " بلى انها هناك تبحث عنك و لا تعلم بانني وجدتك قبلها "
رفع يديه يلوح لالكسندرا اللتي اتت مسرعة فلفتت انتباه فيرونيكا لانها هي المرأة الوحيدة السمراء بين الجموع و اعتقدت للوهلة الاولى بأنها نيومي كامبل عارضة الازياء ..
اقتربت فيرونيكا منهم و حاولت ان تصغي لكن مارك يشوش عليها و يحجب عنها الصوت حاولت ان تقترب اكثر لكنه اخذها و رقص معها ...
صرخت ألكسندرا و هي تحتضن جونيور بقوة و لكزته بذراعه و هي تضحك
- " لقد اصبحت نحيفا و وسيما اكثر من قبل هل الحب يفعل كل هذا ؟"
استغرب سؤالها فهو لم يخبرها بأنه يحب أحدا من قبل .. أو لعل جين اخبرتها بما قاله لها ...
- " أي حب ؟؟"
شعر بان ليس من الجدوى أن يدخل في مواضيع حساسة لذلك غير الموضوع و بدا مرحا
- " ما هذه المفاجاة السعيدة "
سألها و هو يضمهما من جديد بين ذراعيه كما يفعل دائما .. جين باليمين و الكسندرا باليسار ..
اجابته جينفير و هي تنظر الى جونيور بإعجاب .. إنه فعلا وسيم جدا .. آه لو يكون لها .. إنها تريد أن تقابل تلك الفتاة التي حظيت بقلبه لكن ليس من الاصول أن تسأله بذلك فلقد وافقته على أن يبقيا أصدقاء فحسب ..
- " سعيدة للغاية "
- " كيف ؟؟ اقصد .. من .."
لم يعرف كيف يسألهم عن سبب وجودهم هنا ؟ و كيف عرفا بأمر الحفلة ؟ لانه مازال مدهوش لرؤيتهما لكن جين فهمت مايريد ان يقوله فأجابته
- " لقد ارسل جاك لي رسالة في البريد الالكتروني و اخبرني بان هناك حفلة ستقام على شرف جونيور ... و رحب بفكرة ان آتي و الكسندرا لنحتفل معك و انها فرصة لنراك "
- " انا سعيد جدا يا جين "
- " جيد هذا ما اتمناه "
لوح جونيور لجاك و اليكس لينضما اليهم .. و عندما اقتربوا منهم و معه جولي و آلي سأله جونيور
- " لم لم تخبرني يا جاك بأنك دعوت جينيفير و الكسندرا ؟"
- "إن اخبرتك فلن تكون مفاجأة "
- " شكرا لك يا صديقي إنها مفاجآة سارة "
ابتهج جاك عندما رأى جونيور يبتسم منذ فترة من الكآبة و الوحدة و الانعزال
- " اهلا بعودتك جونيور على طبيعتك انا سعيد ان ارى الابتسامة تعود الى شفتيك "
ابتسم جونيور و هو يضم اصدقائه الذين يهتمون به و يقلقون عليه ...
كانت فيرونيكا تنظر تريد ان تعرف من تلك الفتاتين الواقفتان بالقرب من جونيور الذي يضحك معهم و يغمز لهم فتهمس بأذنه صاحبة الشعر الاحمر .. لا تعرف لم احست بالنفور منها.. لم تلتصق هذه الفتاة به هكذا؟؟ هل هي معجبة به ؟ ام مغرمة ؟ هل يعرفها من قبل ؟ هل بينهما علاقة ؟؟.... اسألة كثيرة اتت في بالها ...و شعرت بالغيرة تسري في جسدها كالدم ... اقتربت من جولي عندما رأتها تبتعد عن جاك و جونيور و الفتاتين متجهة الى حمام الضيوف لكن فيرو اوقفتها في الطريق و ألأقت عليها سؤالها في تشعر بالفضول و الغيرة ..
- " جولي ...كنت اتساءل من هاتين الفتاتتين؟"
و اشارت بعينيها ناحية جينفير و الكسندرا
- " هذه جنيفير و تلك الكسندرا صديقتا جونيور في نيويورك "
- " اه ... هل بين جونيور و المدعوة جينيفير علاقة سابقة ؟"
شكت جولي في الامر لسؤال فيرونيكا الغريب
- " لم هذا السؤال يا فيرو ؟"
رفعت كتفيها بلا اكتراث و قالت
- " مجرد فضول .."
حدقت بعينيها و قالت تلمح بشيء آخر
- " لا اعتقد ذلك "
لم تهتم فيرو بشكها لانها كانت منزعجة جدا من تلك المدعوة جينيفير و أشارت بيدها و هي تتذمر
- " انظري كيف تلتصق به و تهمس بأذنه و تستنشق عطره و تنظر الى عينيه انها تحبه "
- " منذ متى و انت تحللين الشخصيات يا فيرو .؟؟ و ان يكن و احبته ؟اعتقد بانك لا تبالين بجونيور "
تذكرت بانها فضحت نفسها لذلك حاولت أن تتهرب فقالت
- " هذا صحيح لا اهتم به لكنني اردت ان اقول اتمنى ان يكونا على علاقة فهما يليقان ببعضهما كثيرا "
رمقتها جولي باستخفاف في كلامها ففيرونيكا لا تعني ما تقول بل تعني العكس تماما ابتعدت جولي عنها عندما اقترب مارك منهما عانقت فيرونيكا مارك عندما رات بان جونيور ينظر اليها و هو يضحك مع جنيفير ...
- " مارك ...عزيزي ... يجب ان نبدا بالتجهيز للزفاف "
- " و متى تردين ان نبدأ يا حلوتي ؟!"
- " في اسرع وقت ..لقد قلت لوالدتي ان ترافقنا غدا الى السوق لنشتري ..."
- " لكن ...فيرو لا استطيع غدا ما رأيك بالاسبوع القادم ؟"
استغربت فاتسعت عينيها من الدهشة .. ألا يكفي بانها منزعجة
- " بعد اسبوع ؟؟ ماذا تقول ؟؟ هل جننت يا مارك ؟؟ ان بعد ثلاثة اسابيع زفافنا"
- " لا باس نستطيع ان نجهز كل شيء في اسبوع "
شعرت بالدم يتصاعد الى رأسها فانفجرت في وجه
- " اسبوعان ؟؟ نجهز لزفاف باسبوع ؟؟ و لم بعد اسبوع؟؟ لم لا نبدا من الان ؟ "
كان يتكلم ببرود معها و كأنها طفلة لا تفهم
- "فيرو ...لان غدا سأذهب برحلة عمل إلى بوستين "
دهشت لكلامه و ازداد الغضب بداخلها
" ماذا ؟؟؟!!"
- " نعم يا حبيبتي انا اس.."
قاطعته و تكلمت بحدة و صوت مرتفع
- " و متى كنت ستخبرني ؟ عندما ترجع من السفر ؟ بعد ان تغيب اسبوع و تتركني هنا ؟"
ربت على كتفيها و هو مستغرب سبب انفعالها و صراخها
- " فيرو اهدئي يا حبيبتي كنت ساخبرك اليوم لا داعي لان تنفعلي و تفتعلي فضيحة امام الناس "
تنهدت بقوة و تمتمت بكلمات غير مفهومة و هي تبتعدت عنه بخطوات سريعة تبعها و هو ينادي عليها ..
- " فيرو ارجوك لنتفاهم دعيني اشرح لك موقفي "
وقفت تنظر اليه بعصبية و قد طفح الكيل
- " لا اريد ان اتفاهم معك الان يا مارك دعني و شأني "
- " فيرو ارجوك ..."
اشارت له بيدها ان يتوقف في مكانه و لا يتبعها
- " مارك اريد ان ابقى وحدي و الا سأنفجر الان و اقلب الحفلة عزاء "
تركته و خرجت الى الشرفة وضعت يديها على رأسها توقف الاصوات التي بداخلهاا و الصداع الذي سيدمرها كانت تبكي بحرقة لا تعرف هل ما تفعله هو عين الصواب ؟؟هل الزواج من مارك سيحل كل مشاكلها ؟؟...هل هي حقا تحب مارك و تريد الزواج منه ؟ ام انها تفعل ذلك لانها تريد جونيور أن يتألم ؟ و لم يتألم و هو لا يحبها بل كل ما يريده هو الانتقام ...
شعرت بأن احد يقف خلفها فالتفتت و سرعان ما اشاحت بنظرها عنه.. مسحت دموعها كي لا يرى ضعفها فهذا ما يريده انه يأمل ان يراها تبكي بألم ...
انتظرت حتى يدخل لكنها بقي واقفا في مكانه .. قالت بحدة دون ان تلتفتت إليه حتى لا يرى دموعها
- " ماذا تريد ؟ هل اتيت لتشمت بي يا جونيور ؟"
كان صوته حزين جدا و يتقطع له القلب
- " لا ابدا انا لا اتشمت بك ابدا "
- " صحيح "
قالتها باستهزاء ثم أردفت
- " اذا ماذا تريد ؟!"
اقترب منها واضعا كفيه على زندها البارد و ادارها لتقابل وجهه الذي بان عليه التعب ز الارهاق و لم تصدق بأن الذي يقف أمامها هو جونيور الذي تعرفه .. رجعت خطوات تبتعد عنه لكنها أوقفها بهدوءه ..
- " اريد ان اقول لك شيئا واحدا "
- " لا اريد ان اسمع شيئا "
- " شيئا واحد و سأذهب "
- " جونيور اذهب فإن صديقتيك تنتظرانك .. و لا يفترض بك ان تترك ضيوفك هكذا "
تكلم بحدة لكن صوته كان منخفض و بالكاد استطاعت ان تسمعه ..
- " لا داعي لان تعلميني بأصول الضيافة .. فأنت ضيفتي ايضا و اراك حزينة و لا استطيع ان اقف مكتوف اليدين و انا اراك متألمة ...سأذهب الى ضيوفي بعد ان اخبرك بما يجول بخاطري بالشيء الذي يفتتني و يحطمني لا استطيع ان ابقيه داخلي فسأنفجر اذا لم اخبرك إياه "
سكتت دون ان تعلق بكلمة واحدة .. جيد لانه لا يريدها أن تقول شيئا .. فأردف قائلا
- " اريد ان اقول لك ....بانك رائعة الجمال كل مرة و دائما لكنك اليوم تبدين كإله للجمال "
بلعت ريقها و توترت اطرافها و اغروقت عيناها بالدموع فاشاحت و دارت تصد عنه بظهرها لكنه اقترب منها وا لصق صدره العريض بظهرها العاري و قرب فمه من أذنها و همس
- " انه لا يستحقك "
اغمضت عينيها تستمتع بصوته الهامس يدخل الى رأسها فيهدأ من توترها و اعصابها المشتعلة تنهدت بعمق فارخت ظهرها على صدره تستند عليه فهذا ما تريد سماعه الان .. فهذه هي الحقيقة المدفونة في أعماقها .. احاط خصرها بيديه و غاص في شعرها الذهبي و قفا هكذا لخمسة دقائق ثم همس لها مرة اخرى ...
- " انه لا يستحق إله الجمال "
ألقى بقنبلته الفتاكة و ابتعد بهدوء عنها تاركها بظلام وحيده تفكر بكلماته و لمسات يديه على خصرها.. انها تحبه و لا تعرف كيف تكرهه.. لكن جونيور يلعب بالنار يجذبها اليه .. حت يسهل انتقامه .. لكنها لن تسمح بحدوث ذلك و لا بالاحلام .. إنها ترفض أن تصدق جونيور و بان يكن له مشاعر الحب .. أبدا .. ليس جونيور .. اخذت معطفها و ودعت امها و خرجت من الحفلة...
فتحت فيروينكا عينيها في الصباح على صوت والدتها جلست على السرير مستغربة وجود امها ترتب ملابسها التي القتهم امس على الكرسي ..لانها كانت تبكي من القهر و الالم..
- " امي ماذا تفعلين هنا؟"
عاتبتها والدتها و هي تعلق فستانها الاسود الذي ارتدته بالامس
- " ماذا افعل هنا ؟؟ ماذا تفعلين انت ؟"
- " انا ؟؟!! ماذا يجري يا امي؟"
- " كيف تنامين لهذا الوقت هيا استيقظي فبعد اسبوعان زفافك و لم تقومي بالتجهيزات "
- " امي ارجوك اريد ان انام "
غطت رأسها بالوسادة .. لكن والدتها جذبتها بقوة و ألقتها بعيدا .. نظرت إلى عينيها و قالت و كأنها تعرف كل شيء جرى
- " فيرونيكا ... اين مارك ؟؟ تشاجرت معه أليس كذلك ؟ ماذا يحدث ؟ هل صحيح ما سمعته امس ؟"
لم تكن بمزاج يسمح لها لفتح موضوع الزفاف و التجهيزات
- " و ماذا سمعتي بالامس ؟"
- " انك تشاجرت معه "
- " هذا صحيح .."
- " ماذا هل هذا يعني بأنك الغيت الخطبة??? "
- " لا لا يا امي ... "
- " اذن ماذا ؟"
- " لقد تفاهمنا انا و مارك بعد الحفلة و اتفقنا على تأجيل االزفاف "
- " لماذا ؟"
- " مارك غادر اليوم الى بوستين في رحلة عمل لمدة اسبوع و بما أننا لم نعد بطاقات الدعوة بعد قررنا ان ناجل حفلة الزفاف حتى عودته فنتفق مرة أخرى على الموعد المناسب "
ارتاحت والدتها فهي خشيت أن تلغى الحفلة و ترجع ابنتها لان تكون وحيدة فتخسر مارك الرجل الرائع و الذي تتمنى كل ام ان يكون صهر لها ..
- " فهمت "
استقامت واقفة و قالت و هي تدخل الحمام
- " حسنا امي لقد تأخرت كثيرا على العمل يجب ان اذهب "
- " حسنا اراك على الغداء "
- " حسنا اذا على الغداء "
بعد ان غادرت مليسي شقة جولي غيرت فيرونيكا ملابسها و اتجهت الى متجرها..
جلست على مكتبها تتصفح الاوراق و يبدو ان غيابها عن العمل قد ادى فوضى عارمة في بعض الحسابات و في بعض الازياء و ما الى ذلك من المشاكل..
جلست تعمل لساعات طويلة و نست موعد الغداء مع امها اتصلت مليسي تستفسر عن سبب تأخر ابنتها على الغداء و كانت قلقة جدا .. ضربت جبهتها و كشرت
- " اه انا اسفة امي لم اتصل بك لاخبرك بانني لن استطيع ان احضرعلى الغداء"
- " و لم ؟"
- " لانني مشغولة جدا اعذريني ارجوك "
- " لكنك لم تأكلي شيئا "
- " لا بأس ..."
- " لا لا اريد ان تضعفي و تخور قواك او تمرضي فزفافك قريب و يجب ان تكوني بصحة جيدة "
- " امي انا بخير و لن يصيبني مكروه "
- " انني اصر على ان تاكلي .. سأرسللك بعض الطعام "
- " لا داعي صد...."
- " فيرو انتهى النقاش سأرسل لك طعام و ستأكلينه "
- " حسنا حسنا افعلي ما شئت "
- " جيد"
- " الى اللقاء "
اغلقت سماعة الهاتف و هي تبتسم فامها مازالت تعاملها كطفلة صغيرة ..اكملت عملها و مر الوقت دون ان تشعر به سمعت طرقا على الباب فقالت دون أن ترفع رأسها عن الاوراق التي بين يديها..
- " تفضلي "
أطلت مساعدتها بيتي برأسها و هي تقول
- " فيرو لقد انتهى وقت العمل يجب ان اذهب هل ستكونين بخير اذا تركتك وحدك"
- " بالطبع يا بيتي شكرا "
استدارت بيتي لتخرج لكن فيرونيكا اوقفتها و هي تتساءل
- " بيتي ...."
- " نعم يا فيرو ؟"
- " الم يصل شيء من امي ... كعلبة بها طعام ؟"
- " لا لم ار شيئا "
- " حسنا اذا لا بأس اذهبي "
- " سأفعل .. هل تريدين شيئا اخر ؟"
- " لا شكرا لك مرة أخرى "
لم تنتهي فيرونيكا من عملها كانت مندمجة في بعض الحسابات عندما سمعت باب مكتبها يفتح هذه المرة استغربت فلقد غادرت بيتي قبل ساعة تقريبا فمن يكون يا ترى ؟؟ رفعت رأسها لترى الداخل فانصدمت و عبست ..
- " ماذا تفعل هنا يا جونيور ؟"
رفع يده حتى ترى كيس يحمله .. قال و شبح ابتسامه على وجهه المرهق ..
- " اعتقد بانه طعام لك "
- " مِن مَن ؟ "
باختصار قالها
- " والدتك ..."
إنزعجت فيرونيكا من تصرف والتدها ..
- " و امي لم تجد شخصا غيرك لترسل الطعام معه ؟"
و اخيرا ابتسم لكن بتكلف .. و ليته لم يبتسم لانه أثارها
- " لا .. انا تطوعت لقد كنت هناك في المنزل مع جين و الكسندرا صديقتاي "
" نعم اعرفهما "
" و قلت أوصلهما إلى الفندق ثم احضر لك طعامك "
- " شكرا لك ضعه على المكتب "
وضع الكيس على المكتب فأنزلت رأسها تكمل عملها لكنها رفعت رأسها عندما احست بان جونيور لم يخرج بل جلس على الكرسي امامها و كان يتأملها و هي تعمل
- " ماذا تريد الان يا جونيور ؟ لقد وصلت الامانة شكرا لك "
قهقه باستهزاء على كلامها
- " هل تعتقدين بانني تطوعت فقط لارسل لك الطعام .."
لم تعلق لكنها نظرت اليه بغيظ فابتسم لها و وضع رجله فوق الاخرى و اشعل سيجارة و نفثها مماجعلها تشعر بالغيظ أكثر من تصرفه فاستقامت واقفة فلقد خشيت من كلامه خاصة و إن نواياه سيئة و خاصة بانها وحيدة معه في مكتب منعزل داخل متجرها و في هذا الليل .. حاولت أن تخفي خوفها فقالت بحدة ..
- " تستطيع ان تذهب الان فلدي بعض الاعمال لانجزها "
- " لكنني لم آت لأذهب يا جميلة"
اتجهت ناحية الباب و فتحته كأنها تقول له اخرج الان لكنه ظل مكانه يبتسم بخبث و ينفث سيجارته دون ان يأبه بشيء و انها تطرده من مكتبها لم يتحرك فتخصرت و اشارت بيدها نحو الباب تدعوه للخروج مرة أخرى لكنه ظل في مكانه يبتسم بلا اكتراث مما زاد النار بداخلها و اشتعل الغضب في عينيها .. استقام وااقفا و اقترب منها لتلمس أصابعه وجهها
- " كم انت جذابة و انت مغتاظة "
تنهدت بصوت مسموع و كان صبرها قد نفذ .. تراجعت خطوة للخلف حتى لا يلمسها فلمسته تحرق جلدها ..
- " قل لي يا جونيور ماذا تريد ؟"
دنا خطوتين و هذه المره أحاط وجهه بكلتا يديه و قد ضاقت عيناه و ابتسم بعذوبة و قال هامسا
- " انت .. اريدك انت "
أزاحت يده عن وجهها بعنف و مسكته من ذراعه بقوة تجره الى الخارج فلقد تعدى حدوده و لم يعد فيها أية رغبة في السماع الى ترهاته.. لكن يده اقوى منها و بدل من أن يخرج .. جذبها الى صدره ملصقا جسدها به و قبلها بعنف كانت تقاومه بالبداية و تدفع بجسده .. لكنها سرعان ما تجاوبت معه عندما خف العنف ليحل محله قبلات عذبتها بلطف .. استمتعت للحظة فقط حتى أدركت الامر و الخطا الفادح الذي اقدمت عليه .. و هذه المرة استطاعت أن تبتعد عنه و صفعته لجرأته ثم ذهبت ناحية الباب تطرده و أشارت بإبهامها بأن يخرج صارخة
- " اخرج .. اخرج الان "
تصلبت ملامح وجهه إثر الغضب يغلي الدم الذي يسري في عروقه فهب بوجهها قبل ان يخرج من الباب لكنه التفت و نظر اليها بتحد قائلا بحقد
- " اعرفي بأن ذلك لن يحدث ... لن تتزوجي منه إلا على جثتي .. و سأفعل المستحيل يا فيرو .. صدقيني ....فأنا لن اسمح بان ينسلخ جلدي مني... افهمت ؟؟! "
القى بكلاماته و خرج صافقا الباب بقوة خلفه .. وقفت كالتمثال تحاول ان تسترجع كلماته فكرت بتهديداته عليها فشعرت بالخوف .. ماذا كان يقصد عندما قال ( ينسلخ جلدي مني ) ؟؟ ..
لم تفهم ماعناه ...يا الهي لم أعد قادرة على فعل أي شيء .. لقد شلني ذلك الغريب ..
رتبت الاوراق على المكتب و خرجت ..اقفلت الابواب و اتجهت الى شقة مارك استند على الباب تتنهد و قلبها الصغير يضرب بعنف في جوفها كانت تتنفس بصعوبة و كأنها هربت من جونيور راكضة في الشوارع و كأنها يطاردها في هذا الليل الموحش ... و بالفعل فشبحه و صورته اليوم المثيرة و كلماته و همساته و رائحة عطره و تهديداته تتكرران أمامها كل لحظة و كل ما ينتهي المشهد ينعاد في ذاكرتها مرة أخرى .. فلم تستطيع أن تنام و بقيت ساهرة حتى الصباح ...
16
بعد إسبوع كانت فيرونيكا تقف في المطار تنتظر ان يفتح الباب الذي امامها ليخرج منه مارك رفعت رأسها لتنظر من بين الحشود مارك يدفع عربته .. و لم يكن وحيدا !! ..
كان معه رجل طويل و عريض يرتدي نظارته الشمسية داخل المطار و كان يتكلم معه فلم ينتبه مارك لوجودها .. يا الهي من هذا الرجل .. اقترب مارك فرأت ملامح الرجل الذي معه .. صعقت و هي تراهما يسيران باتجاهها
- " يا الهي ها قد اتت المشاكل "
لوح مارك بيده اليها و اقتربا منها عانقها باشتياق و همس بكلمات في أذنها ..بينما كان جونيور يقف خلفهم ينظر اليهم فرمق فيرونيكا بنظرة خبيثة و ابتسم لها و هو يودع مارك ..
- " حسنا مارك .. اذا كما اتفقنا اراك غدا في مكتبي "
- " جيد ... سأكون هناك في الوقتت المحدد ...الى اللقاء يا جوينيور "
ابتعد جونيور و اختفى بين الحشود ...و كأنه أخذ قلبها معه ... من يأتي يخرج لها ؟ و كيف يختفي ثم يظهر في أوقات غريبة ؟ و الاغرب أن يكون مع مارك !! و في المطار!!!
ركبت فيرونيكا السيارة و كانت لا تزال تتساءل عن وجود جونيور مع مارك في المطار ..التفتت الى مارك تسأله
- " ماذا يفعل جونيور في المطار ؟"
- " انه هناك في رحلة عمل على ما اعتقد ..فلقد قابلته بالصدفة في الطائرة كان يجلس بالمقعد المجاور لمقعدي و قضينا معظم الاسبوع مع بعض و برفقة جين و الكسندرا"
- " يا لها من صدفة "
اجابت باستهزاء و غيرة من جينفير صديقة جونيور فهي ألم تكتفي من قضاء اسبوع معه في لوس انجلوس و الان ذهبت لترافقه في رحلة عمل إلى بوستين .. خشيت أن يكون هناك شيء جدي بينهما .. فهما كانا على علاقة سابقة .. يا الهي .. و ما دخلي أنا .. قالت في نفسها تلومها .. انها لا تريد شخصا لا يبادلها المشاعر و يكن لها الحقد و الانتقام .. يجب أن تنسيه يا فيرونيكا و تبعديه من تفكيرك...
كادت أن تسأله عن سبب اجتماعه به في مكتبه غدا لكنها اعدلت عن ذلك لان مارك كان يتحدث معها عن رحلته و أعماله ثم تطرق إلى موضوع زفافهما فنسيت سؤالها و نسيت جونيور لدقائق فقط ..
في اليوم الثالث من وصول مارك كانت فيرونيكا تحضر العشاء لكليهما عندما اقترب منها و ضمها من الخلف ..
- " كم احب وجودك هنا تحضرين لي العشاء "
ابتسمت له و اكتفت بقبلة طبعتها على خده ... جلس الاثنان يتناولان العشاء اللذيذ الذي حضرته
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك