بارت من

رواية حب غير متوقع -12

رواية حب غير متوقع - غرام

رواية حب غير متوقع -12

خرجت و اتجهت الى متجرها كانت تبحث عن بعض التصاميم لفستان العرس وجدت فستان كانت تحلم به منذ ان كانت صغيرة كان الفستان رائعا من الدانتيل الابيض الذي يلتصق بالجسم و يمتد كالذيل خلفها و طرحة توضع على رأسها كالاميرات حلمت قليلا بهذه اللحظة و اخرجت التصميم و ذهبت الى السوق لتشتري القماش فتعمل عليه حتى يحين موعد زفافها...
-14-
وقفت فيرونيكا بالقرب من خطيبها و زوج المستقبل مارك تستقبل الضيوف بفستانها البرونزي الذي يشبه لبس امبراطورات الروم ملفوف عل جسدها الرشيق و رفعت شعرها و وضعت مشبك برونزي يليق بفستانها الحريري كانت رائعة و جميلة وقف مارك ببذلتة السوداء التكسيدو بكل شموخ و فخر يستقبل الضيوف مع خطيبته .. حضر اغلب المدعوين الا شخص واحد هو الاساس في اقامة هذا الحفل .. تلفتت فيروينكا تبحث عنه لكنها لم تجده ...
اخذها مارك بين ذراعيه يراقصها و يدور بها مستمتع بوجودها قربه لكنها لم تشعر بالسعادة التي يشعر بها مارك لسبب معين هو أن جونيور لم يبان له آثر .. و بدل من أن تجد جونيور وجدت شخصا آخر رقص قلبها فتركت يد مارك و ركضت لتحتضن صديقتها كارلا
- " كارلا يا حبيبتي ... شكرا لانك لبيتي دعوتي "
- " و هل أنساك يا فيرو في يوم كهذا "
- " آه يا عزيزتي كم اشتقت اليك "
- " و أنا كذلك .. اخبريني عنك ؟ مارك ها ؟؟ "
- " انه النصيب .. ماذا عنك؟ ارى بأن بطنك قد كبر كثيرا .. هل هو صبي ؟ "
وضعت يدها على بطن كارلا و هي تسألأها
-" نعم كيف عرفت ؟ "
- " مجرد شعور فحسب .. انني اريده لابنتي"
ضحكتا للتعليق اللطيف ..
" لقد علمت بان جونيور قد عاد إلى المدينة "
اظطربت لكنها اصنطعت عدم الاكتراث
" نعم .. انه يدير شكرة جارسيس ديلفالي "
اردات أن تسألها سؤالا آخر لكن مارك قاطعهما
" آسف يا كارلا سآخذ خطيبتي الان "
فصعد مارك على المسرح و اخذ الميكرفون و جذب فيونيكا معه ..
تلفتت تبحث عن جونيور مرة اخرى فلمتحه يتكلم و يضحك مع جاك و اليكس هنا ابتهجت عندما راته فاليوم ستجعله يشعر بخيبة الامل لعدم تحقيق و اتمام انتقامه ....
- " واحد اثنان ثلاثة ....انا اجرب الميكرفون ليس الا .. يبدو بانه يعمل جيدا لان الجميع انصت الي و هذا جيد .."
ضحك الحضور لتعليقه الظريف ..
".في يوم الجمعة اول الشهر القادم سيكون زفافنا انا و فيرونيكا الجميلة في نفس القاعة هذه اذا حضرتم يكون الميكرفون يعمل جيدا و اذا لم تأتوا فلن ادفع ثمن الفرقة الموسيقية فما قولكم ؟!"
ضحك الجميع.. فصاح ليو معلقا و هو يقهقه
- " سنحضر بكل سرور لكن بالله عليك ادفع للفرقة الموسيقية فقد بذلوا جهدا رائعا اليوم "
صفق الجميع للفرقة الموسيقية التي عزفت مقطع صغير .. ثم صعد جاك على المسرح و اخذ الميكرفون من مارك ..
- " ان هناك خبر آخر و هذه المرة انا الي سأعلنه "
انصت الجميع لجاك الذي نزل و جر جولي لتصعد معه سمع الناس يتهامسون ( ماذا يفعل ؟ من هذه الجميلة ؟ لم يأخذها الى المسرح ؟!)
- " بهذه المناسبة السعيدة لخطبة مارك و فيرو اشرب نخبهم "
رفع الناس كؤوسهم و شربوا نخب المخطوبين مع التصفيق و صيحات التهليل ..
- " لكن هذا ليس السبب الوحيد لاعتلائي المسرح هذا "
ثم نزل على ركبتيه و اخرج خاتم من جاكيت بذلته السوداء فتحت جولي عينيها بدهشة ضحك جونيور
" اللعين ..."
فهو لم يتوقع ان يكون جاك رومانسي استغربت فيرو و شعرت بالسعادة لجولي لكن بالحزن لنفسها لسبب ما هو أنها .. خشيت حتى من قول الكلمة التي اعتادت قولها لنفسها مرارا و تكرارا بأن جونيور هو حبها الوحيد ..
- " جولي يا حبيبتي انتظرت طويلا هذه اللحظة و تدربت كثيرا لطلب يدك و مع ذلك لم أجد الطريقة المناسبة لاخبرك بما اريده .. فهل تقبليني زوجا محب لك ؟! "
اغروقت عينا آلي بالدموع عندما شاهدت مشهد صديقتها و ابنة خالتها تنخطب امام مرأى الجميع..
بكت جولي و هزت رأسها ايجابا فوضع جاك الخاتم بإصبعا و حملها بين ذراعيه و قبلها صفق الناس لهذا المشهد الذي يبدو كمسرحية عاطفية او ما يشابه ذلك .. صفقت كارلا و صاحت
" ما هذا اليوم الرائع .. أغيب لسنة عن لوس أنجلوس .. فأرى بأن الجميع قد خطب و تزوج "
ثم التفتت الى آلي و لكزتها
" و متى سنسمع خبر خطبتك أنت ؟"
ضحكت آلي و نظرت إلى أليكس ..
هنات فيرونيكا جولي و جاك و اعتذرت من كارلا بأنها ستتصل بها غدا و يتفقان على الخروج معا قبل أن تعود إلى سان دييغو ..
سحبت فيرونيكا نفسها عن الحضور و خرجت إلى الشرفة تبكي حضها العاثر كما تفعل دائما فسلاحها هو البكاء الذي لا تملك غيره .. شعرت بيد تربت على كتفها التفتت دون ان تنظر و القت برأسها على صدره تبكي لم يصدق ما يحدث بادلها العناق وقربها اكثر يمسح على ظهرها العاري و احس بان هناك شيء يضايقها فهمس لها بصوت كله رقة ..
- " ما بك يا فيرونيكا؟"
سمعت صوته فابتعدت عنه فجاة و انزعجت فاشاحت بوجهها تمسح دموعها. . ضحك ضحكة متألمة بصوت خافت يستهزأ على الموقف و اللحظة التي مرت ..
- " اعتقدتي باني مارك اليس كذلك ؟"
لم تجبه حتى لم تتعب نفسها بالنظر إليه كانت تصد عنه فاقترب منها و همس باذنها من وراء ظهرها .. فسرت ذبذبات صوته العذب على جلدها .. و اغمضت عينيها تستمتع بهذه اللحظة المثيرة ...
- " لقد اتيت لأبارك لك و اهنئك و اتمنى لك حياة مليئة بالسعادة مع من تحبين "
ثم دار ليبتعد عنها لكنها اوقفته
- " جونيور ..."
وقف ..ليتها لم توقفه لترى نظرات الالم في عينيه ..
- " شكرا لك "
خرج دون ان يعلق و ذهب بعيدا عنها احتاجت لان تتحدث معه و تعرف شيء مما يخفيه فلقد شعرت بانها أخطأت بحقه دون سبب و لا تعرف لم جعلها صوته الحزين أن تشعر بالذنب ؟! هل هو حقا يريدها لانه يريدها ؟ ام انه يريدها كي يحطم قلبها ؟ انها تحتاج لان تعرف الحقيقة و منه دخلت القاعة تبحث عنه بعينيها لكنها لم تر أي اثر له.. اقترب مارك منها


- " عن ماذا تبحثين ؟"
التفتت تنظر اليه
- " لا احد يا عزيزي ..اني ابحث عنك "
ضمته و هي تتذكر جونيور و صدره المريح الذي القت برأسها عليه لقد احست منذ الوهلة الاولى بأنه جونيور الذي احتضنها عندما شمت عطره لكنها شكت بالوضع الغريب فماذا يفعل جونيور هناك هذا ما فكرت به ؟؟ ...


خرج جونيور غاضبا من الحفل لبرود فيرونيكا معه انها لا تحبه و لا تهتم به و لا تريد أن تكون معه فلم يذبح نفسه من اجلها بعد فوات الامر .. يجب عليه ان يتقبل الامر و يتكيف حتى يستطيع أن يعيش .. و كيف له ان يعيش و هي في احضان رجل آخر ؟؟ لقد صمد بما فيه الكفاية لثمان سنوات و هي لا يعرف ان كان سيصمد بعد ثمان ساعات حتى ...
اتجه الى البار جلس على الطاولة و طلب من النادل كأسا من الشراب شرب واحد و اثنان و ثلاثة .... شرب كثيرا دون ان يشعر ...شرب حتى الثمالة ...


انتهى الاحتفال و جلس الاصدقاء المقربون بعد مغادرة الجميع على مائدة واحدة يتحدثون عن الحاضرين و عن الفساتين و جمال هذه و فظاظة هذا و الى اخره و عن الفرقة الموسيقية و ابداع جاك في طلب يد جولي التي لم تكف من تقبيله طيلة السهرة و بالطبع رحب هو في الامر ..
تصاعد رنين هاتف جاك فاستغرب للمتصل الغريب في هذا الوقت ..
- " الو "
- " سيد جاك "
- " نعم انا هو "
- " هل تستطيع ان تاتي الى بار جورج "
- " من يتحدث ؟"
- " انا نادل اعمل في بار جورج "
- " حسنا و لم تريديني ان آتي؟ "
انصت الجميع الى جاك و هو يتحدث تبدلت ملامحه الى القلق فتسرب قلقه الى الجميع
- " يوجد رجل هنا ثمل جدا و اعتقد بانه نائم على احدى الطاولات "
- " و ما خصني انا بهذا الرجل ؟"
- " اعتقد بانه قريب لك او صديقك لانني رأيت اول اسم في هاتفه الجوال فاتصلت"
- " هل تستطيع وصفه "
- " اعتقد انني استطيع ... انه رجل طويل و عريض في اواخر العشرينات يلبس بذلة سوداء له شعر بني ..."
لم يكمل كلامه لان جاك صاح قائلا
- " اه يا الهي.. انه جونيور.. سآتي حالا"
اغلق الهاتف و استقام واقفا فوقف الجميع معه ينتظرون اجابة لتساؤلاتهم فالامر يتعلق بجونيور
- " ماذا يجري ؟"
سألته جولي بقلق و هي تمسك بطرف معطفه
- " انه جونيور ... ثمل .. و نائم .. في بار جورج ... هيا يا اليكس "
توترت فيرو عندما سمعت اسمه انها السبب لقد رأت نظرة الالم في عينيه عندما ابتعد عنها و اخطأت عندما ظنته مارك ... وقف مارك ليذهب معهم
- " هل آتي معكم ؟"
- " لا يا مارك ...شكرا لك .. لكن ارجوك اصطحب الفتيات معك الى شقتهم "
- " حسنا سأفعل "
قالت آلي : " اتصلا و اخبرانا حتى نطمأن"
- " سنفعل الى اللقاء"
خرج الاثنان متجهين الى بار جورج حيث جونيورهناك ثملا .. دخلا فوجداه نائم و هو جالس مكانه لكنه ثنى ظهره على الطاولة التي امامه .. رفعه جاك و وضع ذراع جونيور فوق كتفه بينما وضع اليكس الذراع الاخرى على كتفه .. القى جاك بنقود على الطاولة و شكر النادل الذي اتصل
- " يا الهي كم هو ثقيل "
قال اليكس متذمرا و هما يجران جونيور الى السيارة و اخذاه الى شقته القاه جاك على الفراش اخلعه حذائه و جلسوا معه حتى الصباح...
فتح جونيور عينيه بتثاقل تثاءب و احس بصداع قوي في رأسه وضع يده على رأسه يوقف الالم نظر الى الساعة .. انها تشبه الساعة في منزلي .. استغرب وجوده في المنزل فهو لا يتذكر شيئا مما حدث بالامس ..
- " لقد استيقظت و اخيرا "
- " ماذا يجري يا اليكس ؟ لم اشعر بصداع قوي ؟ "
- " قصة طويلة لكن اخبري انت ماذا يجري ؟"
استقام بجلسته و أحس بان رأسه أثقل من كرة بولينغ عبس و ضغط بيده على جبهته
- "آه .. ماذا تقصد؟"
- " لم خرجت من الحفلة و اختفيت في احدى البارات و شربت حتى الثمالة "
تذمر جونيور فوقف لكنه جلس مرة اخرى اذ شعر بدوار في رأسه لكن أليكس اللحوح لم يعرف أن يسكت دون ان يتلقى إجابة من ذاك الغريب الاطوار
- " لم تجبني يا جونيور "
هب جونوير في وجه أليكس صارخا بصوت عال في غضب
- " لم ارد ان ابقى.... لم ار لوجودي معنى "
استغرب أليكس انفعال جونيور المفاجيء
- " ماذا تقول هل جننت كيف تقول ذلك ؟ انت تعنينا "
- " هل هذا صحيح يا اليكس ؟؟!! اذا لم لم تتصلوا تسألون عني اين انا ولم خرجت ؟ ألأم تفتقدوني ؟ ؟! "


دارت عينا ألأيكس يبحث عن إجابة لكنه لم يجد إلا تلك الكلمات و هذا هو الواقع
- " لاننا كنا لاهين يا جونيور "
ضرب الهواء و قد هدأ قليلا لاعتراف أليكس
- "ها .. أ رأيت ؟؟ "
تضايق منه و من انفعاله
- " لا اعرف ماذا يجري لك يا جونيور ؟!"
- " و لن تعرف "
قام من فراشه و اتجه الى الحمام صفق الباب بقوة و اخذ حمام بارد سريع لينتعش نزل الماء البارد على جسده يذهب كل شعور بالغضب والحقد فينزل مع الماء ... خرج و غير ملابسه ليرتدي قميص و بنطال مريح ..
جلس على طاولة المطبخ يحاول ان ياكل الخبز المحمص مع المربى الذي امامه .. لكنه لا يشعر بشهية للطعام .. فوضعه في البراد و اشعل سيجارته و اخذ ينفثها بعصبية لم يستطع ان يجلس هكذا دون ان يفعل شيء ... يفعل أي شيء ليبطل ذلك الزواج ..فيرونيكا له هو و ليست للمدعو مارك انها لا تحبه انه يرى ذلك في عينيها يشعر بذلك حين تقبله و تتجاوب مع قبلاته لكن شيئا لا يعرفه يمنعها من ان تحبه .. يريد ان يعرف حقيقة مشاعرها المتضاربة حتى لو فعل المستحيل ....


مرت اسابيع على الحفلة و على ما حدث اخر مرة .. و اجتمعت فيرونيكا بكارلا صديقتها و تحدثتا معا عن ما حدث في سنة بغيابها .. و ثم ودعتها ثاني يوم في المطار و أخبرتها بانها ستاتي إلى سان دييغو لتكون بجانبها في الولادة ..
" الى اللقاء يا فيورنيكا .. لا تنسي أن ترسلي صور زفافك .. فلن أستطيع ان ىتي لاني سأكون ثقيلة جدا و لن يسمح لي بركوب الطائرة "
" سأفعل يا عزيزتي لا تقلقي "
مرت الليالي و جونيور يفكر بفيرونيكا يوميا لا تمر ساعة دون ان تصاحبها صورة فيرونيكا و هي تبتسم كان يضغط على نفسه بالعمل يحاول ان ينساها فتخرج له بين الصفحات و الاوراق و اذا ابعد الاوراق كان يراها في قهوته فيتوقف عن شربها و يراها تجلس امامه عندما يجلس في المطبخ فيعرض عن الطعام حاول ان ينساها بشتى الطرق لكنها تحتل كيانه و تكبل تفكيره بأسوار و تقفل على قلبه بقيود من حديد لا يستطيع كسرها انها موجوده في كل قطعة من جسمه ... و في يوم لم يستطع جونيور ان يتحمل عدم رؤيتها كان يبذل جهدا كبيرا في نسيانها .. ضعف كثيرا و لم يعد يهتم بمظهره الخارجي .. كرس نفسه بالعمل و نسي الاهتمام بنفسه لم يستطع ان يجلس و يقلب الاوراق لينظر الى خيالها.. فقام من مكتبه و اخذ مفاتيح سيارته و خرج ....
\ كان يجول في الطرقات لا يعلم وجهته يقود سيارته بسرعة جنونية بغير وعي منه مر على متجر فيرونيكا اوقف السيارة على الجهة الاخرى و تخفى بنظارته الشمسية و قبعة بيسبول حتى ينظر اليها و هي تتكلم مع الزبائن و تحمل بعض الازياء و تختار فساتين كانت تبتسم و يبدو عليها السعادة و هي تقوم بالشيء الذي يرضيها .. اخذ ينظر الى ابتسامتها الساحرة انه يعشق ابتسامتها و لا يشبع من النظر إليها.. احست بان هناك من يراقبها فرفعت بصرها و نظرت ناحيته انطلق بالسيارة مبتعدا عندما لمحته من بعيد يحدق فيها .. وقفت مستغربة و شعرت بالخوف تغيرت ملامحها و لم تعد تسمع صوت زبائنها كل ما كانت تسمعه هو صوت تفكيرها يقول لها ان جونيور مقدم على عمل خطير فلماذا اذا كان يراقبها ؟؟ ساورها الشك و القلق واضطربت..
- " فيرو هل انت بخير ؟"
سألتها بيتي مساعدتها عندما رأت ملامحها قلقة
- " لا ...لست بخير .. اشعر بتوعك انا اسفة يا بيتي اريد ان اذهب الى المنزل "
- " اذهبي .. ارتاحي .. فانت شاحبة"
- " اراك لاحقا الى اللقاء بيتي"
خرجت مسرعة و اتجهت الى شقة مارك دخلت و اقفلت الباب خرج من غرفته مستغرب وجودها في هذا الوقت من الصباح..
- " ماذا تفعلين هنا يا حلوتي ؟يفترض ان تكوني بمتجرك ... هل انت بخير؟؟؟"
- " اشعر بصداع قوي فلم استطع ان اكمل عملي و اقابل زبائن "
ااحتضنها و قبل جبينها
- " يا حبيبتي .."
لا تعرف لم اشمأزت منه فابتعد بسرعة و قالت
- " لا باس يا مارك انا بخير اريد ان انام قليلا "
- " حسنا اذا ارتاحي بينما اذهب الى العمل ثم ارجع و نخرج معا نتعشى ما رأيك ؟؟ "
هزت رأسها موافقة
" فكرة رائعة سأكون بانتظارك "
قبلها و خرج الى عمله ..
اخذت الهاتف و اتصلت على جولي في عملها ..
- " الو "
- " جولي .."
- " فيرو ماذا؟؟ ليس من عادتك الاتصال علي في العمل .. هل أنت بخير ؟!"
قالت لها بلا مقدمات ..
- " لقد رأيت جونيور كان يراقبني من نافذة سيارته ..لا اعرف ماذا يريد لكن منظره و هو يحدق بي افزعني كثيرا فلم اعد استطيع ان اقف على رجلي .. ما أن رأيته حتى انطلق بسيارته مبتعدا .. يا الهي يا جولي لا اعرف ما ينوي فعله .. "
- " ماذا تعتقدين؟"
- " لا اعرف يا جولي لا اعرف "
- " اهدئي لا بد انه مر من نفس الطريق "
- " لا اعتقد يا جولي اقول لك لقد كان يحدق بي بنظرات غريبة انه يضمر الشر لقد قلت لك جونيور حقود يريد ان ينتقم مني وسيحاول ان يوقف الزفاف بأية طريقة "
- " فيرو ابتعدي عنه كلما رأيته و لا تتجادلي معه "
- " انا لم اره منذ ثلاثة اسابيع "
- " حسنا اذا قابلتيه مرة اخرى تجاهليه "
- " سأفعل بكل تأكيد "
- " هل ارتحتي الان؟ "
- " قليلا لكن لا تقلقي علي سأكون بخير "
- " جيد سأمرلاراك لاحقا.."|
- " لا سأخرج مع مارك على العشاء .. اسفة .. شكرا"
- " رائع اذا تمتعي بوقتك و انسي جونيور و نظراته "
- " شكرا جولي كثيرا لا اعرف كيف اعيش من دونك "
- " لا تفكري بالامر انا متأكدة انك لن تستطيعي ان تعيشي بدوني "
ضحكت رغم قلبها المتحطم
- " هذا صحيح ... الى اللقاء "
- " الى اللقاء يا عزيزتي "
وضعت الهاتف مكانه وتمددت على الكنبة تنتظر رجوع مارك ليأخذها للعشاء لم تستطع ان تبعد منظر جونيور بسيارته و هو يرمقها عن بالها .. إنها ترفض أن تصغي لقلبها .. و ترفض التفكير في أنه قد يكون اشتاق لها و يريد أن يراها أو لعله أراد ان يطمأن عليها ...
مرت الساعات و كأنها سنوات و هي تنتظر مارك على الكنبة ..بعدها دخل
- " كيف حالك الان يا عزيزتي؟"
- " انا بخير .. ماذا عنك ؟"
- " كنت قلقا عليك لم لا تجيبين على الهاتف ؟"
- " اسفة لم اسمعه "
- " لا بأس... هل نذهب؟؟"
- " كما تريد "
حملت حقيبتها و خرجت معه الى مطعم في الحي الصيني تناولت عشاءا لذيذا نست همومها استمعت إلى نصيحة جولي فنست جونيور .. و ضحكت و استمتعت بالجو الجميل والسهرة الممتعة ...
بينما جونيور يحترق في الوحدة و في ظلام شقته يفكر بحبيبته التي طارت كالحمامة و لم تعد ....


مرت ايام لم ير جونيور فيرونيكا و لم يسمع عنها أي شيء كان هو يريد ذلك حتى ينساها خاصة بعد العمل الغبي الذي قام به عندما ذهب ليلقي بنظرة عليها و هي تعمل في المتجلر ..
انخرط في اعماله يختبيء بها و يبتعد عن جميع اصدقائه ليتفادى تعليقاتهم الجارحة و تساءلاتهم عن سبب هدوءة المتواصل و السبب في فقده وزن كثيرا و إهماله بنفسه .. و كيف يجيبهم .. هل يخبرهم بأن يحب فيرونيكا و يتعذب بسببها ؟ و ماذا سيفعلون اذا اخبرهم ؟ هل سيأخذونها من خطيبها و يلقوها جبرا في احذان جونيور ؟! ...
اتصل جاك و اليكس على والد جونيور ( ليو ) يخبرونه عن تصرفات ابنه الغريبة و انه تغير كثيرا في الاونة الاخيرة فلا يرد على اتصالاتهم و لا يزورهم الا قليلا و لبضع دقائق فقط .. طمأنهم ليو بأنه سيحاول ان يتحدث مع ابنه و يفهم منه الاسباب اللتي تبعده عن الجميع و حتى عن ابيه لكن جونيور اجاب بانه مشغول و لا وقت لديه للهو .. حاول الاب ان يغير من رأيه و يحثه على اخذ اجازة لمدة اسبوع يرتاح فيها من العمل و يقضي وقتا اكثر مع عائلته و احبابة .. لكن جونيور اصر على انه لا يريد ان يجتمع بأحد في هذا الوقت الذي تكثر فيه الاعمال .. كما انه لا يشعر برغبة في اخذ اجازة للراحة و الاستجمام .. رضخ الاب لرأي ابنه مؤقتا ريثما يجد خطة افضل يقنع بها ابنه على الاجتماع بأصدقائه و عائلته من جديد ...
كان جونيور مشغول ببعض الاوراق الرسمية في مكتبه عندما اتصل والده على هاتفه الجوال و ليس على المكتب ..
- " اهلا ابي "
- " كيف الحال يا جونيور ؟"
قهقه و قال بصوت مرح حتى يشعر والده بأنه بخير
- " مازلت على قيد الحياة "
- " جيد اذا ستاتي إلى الحفلة التي ستقام غدا على شرفك "
ذهب المرح
- " اية حفلة يا ابي؟؟ "
- " انا لم احتفل بك من قبل و افتخر بك امام اصحابي و اقول بأن لي ولد رفع اسم شركتي عاليا و رفع رأسي حتى ارتطم بالسقف "
يفترض ان يضحك لكنه اعترض و قال بانزعاج
- " ابي ارجوك لا اريد شيئا لقد سئمت الاحتفالات"
- " لقد قمت بتنسيق كل شيء و ستأتي او ستخيب ظني فيك "
- " لكن ابي..."
- " ماذا يا جونيور ؟ أريد ان افرح فيك و لو قليلا و اقيم حفلة لمرور سنة على حصولك شهادة الدكتوراة و استلامك منصب المدير العام لمؤسسة غارسيس ديلفالي "
لا يريد أن يزعج والده و يمنعه من فرحته فقال ذاعنا
- "حسنا ... كما تريد يا ابي سأحضر و استقبل الضيوف و لن اخيب ظنك "
- " رائع هذا جونيور ابني الذي اعرفه "
- " أتامرني على شيء اخر "
- " نعم .. اريدك ان تنسى العمل قليلا و ترتاح"
- " سأفعل .. قريبا جدا ... اذا اراك غدا يا ابي الى اللقاء "
قالها حتى ينهي المكالمة ..اغلق سماعة الهاتف و تنهد ليو لنجاح خطته ...بينما جونيور كان يتذمر لانه سيظطر لان يقابل فيرونيكا و يراها مرة اخرى بين احضان رجل اخر رجل و قد ذهب عذابه سدا في تجاهلها و الان سيعود كل شيء إلى نقطة الصفر .. فهي لا تشعر تجاهه بشيء و هذا ما يحرق جونيور و يجعل النار تغلي احشائه ...
وقف امام المرآة ينظر إلى الشخص الجديد الشخص الذي لم يعد يعرفه شخص كئيب استسلم بضعف دون ان يقاتل وقف ينظر و هو يشعر بالغثيان من صورته الجديدة احكم ربط ربطة العنق و نزل ليستقبل الضيوف مع والده .. حضر اغلب المدعويين تقريبا .. كان يامل ان لا يقابل فيرونيكا مع مارك و الا سيقوم بشيء يندم عليه ...
دخلت بلباسها الملفت للنظر بجمالها الآسر كانت ترتدي فستان اسود يزحف خلفها يظهر جمال قامتها و يكشف عن ظهرها و رقبتها و جزء من صدرها الذي زينته بعقد ألماس يبرق و يكسر العين رفعت شعرها للأعلى و وضعت دبوس ماسي ..
بلع جونيور ريقة و شتم بصوت خافت فهو لن يستطيع ان يقاوم هذا الجمال الباهر..
مشت بكل ثقة و كأن العالم يقع تحت سيطرتها و كأن الرجال كلهم اسراها ..
كانت تتأبط ذراع مارك الذي دخل بشموخ و كبرياء و من يلومه و هذه الحسناء تلتصق به و كانه يقهر جميع الرجال و يسخر منهم يقول انها لي انها لي وحدي و مت يا جونيور من الغيظ ..
صر جونيور على اسنانه دون ان يبتسم لهما و هو يصافحهما من غير مشاعر و ببرود تام حتى بـأنه تجاهل نظرات فيرنيكا التي كانت تحدق به ..

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات