بارت من

رواية نورس على شطآن الماضي -91

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -91

نعم الجزء الاخير

فلا تبخلوا علي بكلماتكم
بعد 5 ساعات قضيتها امام الجهاز....
اود ان افي بوعدي لكم ان اضعه لكم يوم الخميس على الاكثر....
وهو الان عندكم.....
شاطئ هادئ جدا بلا اموااااج
أنا.....زينة.......جلنار
اخذتها الايام في منزل عمتها....
حاولت كثيرا ان تتناسى الالمها
وجعها
وحبها
ناصر
لكنها لم تقوى....
ذكراه كغصة تخنقها
ولا تعود انفاسها الا اذا هطلت دموعها...
وهي تضم وسادتها الناعمة
وبقلبها تصرخ
نــــــاصر..افتقدك
كل هذا بصمت واضح...
جعلت من حولها يلتزم الصمت معها
احتراما لمشاعرها
عمتها
فقط تلقي بنظرات حيرة وضيق
لاتمر بسهولة على نورس
كانت تقطعها من الداخل
لا ترغب لعمتها كل هذا القلق
وبوجودها مع سلمان زوج عمتها
الذي باتت تخجل منه
وبشده
تخجل من وجودها في بيته
ربما استفسر عن ذلك العم سلمان
ولا تعلم ماذا اخبرته عمتها
لكنها تدرك جيدا
انه لن يحدثها ابدا بأي موضوع يختص بناصر زوجها...
مازال زوجها...
وقريبا سيعلنان قرار الانفصال
لتخسر هذا اللقب
هل فعلا ستخسره بعد ان يتحول من زوجها الى طليقها....
لا تتصور حياتها بدونه
للان لم ترسم خطة واضحه لما هو اتي....
الامر يبدأ بالطلاق..
بعدها القرارات ستكون اسهل....
هذا ما تتوقعه
ليس لها ان تتصور موقف عمها..وابنيه....
فلا يمكن ان يكون موقفهم مثل عمتها
عمتها فريده التي تركتها على راحتها....
لم تحاول ان تضايقها بأسئلتها ابدا...
اخذت تتنفس بصعوبة...
نفسها صعوبة الموقف الذي ستكون فيها لحظتها...
كم هي الحياة مرهقة...وكلها الم ووجع
لو.....لو......
لو انها لقت المصير نفسه مع اسرتها لما عاشت هذه المأساة.....
نادرا ما تتخللها مشاعر اليأس من الحياة بهذه الصورة....
وهذه هي احدى اللحظات....
لتسرع بعدها للاستغفار من ربها ....
خطرت ببالها زينة..........
لابد انها في شوارع باريس....
تتجول
تحمل اكياس مملؤة بالملابس والعطورات وادوات التجميل.....
هذا ما كانت تخطط له دائما....
لزواجها لا تناسبها المحلات هنا.....
لابد ان تذهب للخارج..
وجيد انه صادف وجود مراد اخيها في فرنسا...
اخيها الذي لا تربطه بها اي علاقه....
لم اسمعها يوما تحادثه...
او تنطق باسمه حتى....
ربما احتاجته في هذه اللحظة فقط ..لان عبدالله لن يوافق على سفرها لوحدها كما اعتادت سابقا...
ومراد هو المنقذ...
اعرفها.... اعرف زينة جيدا
تعرف كيف تدبر امورها.....مر على سفرها اكثر من عشرة ايام....
ايا م قلائل..على موعد حفلة زواجها....
اخبرتني عمتى
ان عبدالله حجز افخم القاعات في احد الفنادق..
وسيجهزها بديكور مميز
خاص بزينة فقط....
كم هي محظوظة بزوج مثل عبدالله....
وعلاقة طاهرة.نقية..
هل تحسدها؟؟؟
طبعا لا...
قد تغبطها....
لانها حصلت على ما استعصى على نورس اكتسابه....
صارت تسترجع احداث الماضي...
ماتعرفه عن زينة وعبدالله...
لم تكن هي زينه نفسها الان.....
مختلفه كثيرا.....
لا تشترك مع عبدالله في شئ...
وربما يكون عبدالله يكره تصرفاتها...
وهي لا تستسيغ اوامره وملاحظاته....
ومن ثم يصطدم بحادثة نبيل معها
مقابل كل هذا..
الحب قربهما...
قربهما كثيرا.....
كل هذه الفروقات كان بالامكان ان تكون سبب لفراقهما....
لكنها كانت سببا لتقوى علاقتهما....
لتكون زينه مثل ما يريد عبدالله...
ويكون عبدالله حبيبها الوحيد...
بُعدِكَ أوجعنيـــ
تبدو عمتي مرهقه كثيرا....
حركتها صعبه....
كذلك قيامها وجلوسها.....
ايام وتدخل شهرها السابع....
الاحظ قلقها...من ان تلد مبكرا....
في حين كنت اخفي رغبتي بان تسرع ولادتها كي ارى الطفلين...
او الطفلتين...
او قد تكون بنت وصبي....
لست اتصور كيف ستكون ام؟؟
ان كانت قادرة ان تكون ام لكل من حولها
فكيف مع اطفال انجبتهم....
تترقرق دموعي في تلك اللحظة....
لم اتصورها ان تحيا هذه الحياة فعلا....
رزقها الله اكثر ما كانت تتمنى..
كم انا سعيده من اجلها.....
وناصر.........................بعيد عني....
لم اعد اراه..ولا اسمع صوته....
ولا استشعر انفاسه قربي......
فراقنا بات حقيقه......
لم يعد يتصل بي..
او يرسل رسائل....كما كان في اول الايام...
ان كنت انا من طلبت منه...فلم اتضايق من ذلك...
انا من طلبت ان يبتعد
ان يساعدني في قراري....
بمقدوره..... ان يطلب لقائي..او الحديث معي.....
وستساعده عمتي لو رفضت لكنه لم يفعل..
من اجلي انا.....
لا انكر اني ابيت والجوال قرب وسادتي..
اصحو فجرا للصلاة...
وليسقط نظري غصبا عني على شاشه الجوال
لكن...لا مكالمه فائته.....
استشعر الالم والوجع
واحيانا..ابكي...ابكي بحرقه.....
اتجه للقبله....
اؤدي فرضي
وادعو ربي
ان يهديني للصواب
ارهقني قربه...
واوجعني بعده
ساعدني ربي كي انسى
انسى وجود ناصر في حياتي...


ذكرى من ألمـــ

عادت زينه من فرنسا.....
قبل موعد زواجها بيومين.....
اتصلت بي..
تخبرني بذلك.....
وتريدني معها لبعض المشاوير المتبقيه
اسفه اسفه زينة اعذريني
لم اعد اقوى على لقاك
لا اريد اي شئ يُرجعني اليه الى ناصر
اريد ان ابتعد عن كل شئ
كي انسى
كي يعتاد قلبي على الغياب
وعيني على فقدان صورته
وتعتاد خصلات شعري على بُعد انامله
ومساماتي على خلو الهواء من ذرات انفاسه
احترمت قراري...
ولكن كما قالت لوقت مؤقت
حتى تنتهي من زحمة تجهيزات الزواج
والزواج نفسه
وبعدها تنفرد بي
لـــم تعلم
ان القرار قد اتخذناه وانتهى الامر....
في العالم نفسه......................................
والهموم نفسها.........................................
والوجع نفسه.............................................. .
والالم نفسه.............................................. ..
يحيا ناصر...
وحيدا....
يقضي يومه بين اوراقه في مكتبه
او....على شاطئ البحر
يبوح بهمه
حتى صديقه حمد....
رفض لقياه
لايريد الحديث في موضوع نورس....
وان لم يخبره من نفسه
سيعرف صديقه بعد بان عليه الحزن
فراق نورس...
اخذ من نشاطه
ومن هدؤ ملامحه...
فهو يشتاق لها كثيرا كثيرا...
لكنه....
لن يفكر بالاتصال بها بعد لالان....
كان صوتها يسعد..
يزيل همه
والان بات يوجعه اكثر واكثر...
يحيي فيه حبه لها
عشقه الذي استوطن كل خلايا جسده
وهذا ما لا يرغب به
يعلم جيدا انه لو حدثها
لن يقوى على الاحتمال
وسيصرخ بها انه بحاجة لها
لا يقوى بعدها
وهي......
لن ترفض....لن تعترض
ستأتي اليه
ترتمي في احضانه
لتمسح كل همومه
ليس هذا ما وعدها به
وعدها ان يساعدها
ان يكون سندا لها في قرارها
يريد ان يقدم لها شئ واحد لها ان تسترجعه في سنوات عمرها القادمة
وتدرك انه فعل هذا لانه احبها...
يريد ان يترك ذكرى حبه
وان كانت مكتوبه بوجعه وألمه

الحلمــ الابيض

الليلة...
يتحقق حلمهما..
حلم زينه وعبدالله...
الليله يتوج حبهما بأقوى رابطه بين قلبي....
بصعوبة جهزت نفسي...
لم اكن اتزين
اشعر اني كنت اقطع شعري بدل من اسرحه
واجرّح وجهي بدل لمسات المكياج البسيطه...
وكم هو ثقيل هذا الفستان...
رغم خفة قماشه....
الشيفون الناعم.....
ارتمى على جسدي بخفه...
ورسم تضاريس جسدي من اعلى...
و طبقات متدرجة من القماش تتقاطع مع بعضها عند الجانب حتى الذيل...
بدت اكمامه قصير وشفافه..
وقطعة اكسسوار من الكريستال تزينه من جانب الخصر
كان لونه
الابيض الناصع....
لا ادري لم ارتديته..بالذات...
شعرت اني بحاجه...
ان ارى ما ينير الدنيا امامي وانا ذاهبه للحفل بهمومي....
كنت ارغب باللون الابيض..
كي استشعر بشئ بسيط بسيط جدا من الراحه
الراحه التي افتقدتها منذ...منذ شهر او اقل قليلا...
منذ تلك الليله التي افترقنا فيها.....
وتركت شعري منسدل....بتدرج....
كنت اسرح كل خصله واجعدها بمقدار الالم والوجع
بدى مجعدا بشكل واضح ورائع
هل للألم والوجع ان يظهرا رائعان لهذه الدرجة
زينته بورد تحمل اللون الابيض
الذي لم استشعره للان...
فتحت علبة الاكسسوارات
اخرجت حلف صغير من الذهب الابيض مع سلسله تحمل تعليفه بشكل وردة صغيرة الحجم
و...........................................
هدية ناصر
دبلته
كيف ركنتها هنا ونسيتها
ابقيتها بين اصبعي
بريقها نفسه بريق عينيه وهو يقول لي انه يحبني...
مر ززمن وانا مازلت ممسكه بها
حتى قربتها من شفتي
قبلتها
لاشعر بانفاسه
تذكرت قبلته لي اول مرة
عندما غضب من حديثي واراد اسكاتي
فطبع قبلة على شفتي جعلني ابلع كل حزني
ضممتها في راحة كفي...
وفتحت احد الادراج.....
بعثرت قطع القماش الذي يحويه
حتى اخرجت الفطعه القطنية
الزهرية اللون
وضعت الخاتم وسطها
ولففتها بعناية ووضعتها في حقيبتي
لابد ان يستلمها ناصر
اعرف هذان الغرضان
يعنيان الكثير له
بعدهـــــــــا
تأملت المراة.....وانا افكر
ليله زواج جلنار.....
اخذنا القرار.....
وبزواج زينة...
سنعلن الانفصال.....
ما اسعد هاتان الفتاتان
وما اتعسني انا......
وانا اعلم ان حب ناصر اكبر...من حب طلال او عبدالله لهما.....
لكن قدري ان لا اسعد بهذا الحبـــ
خرجتُ الى الصاله..
وانا اخطو بصعوبة
بفعل ثقل احبائي اللذان في احشائي.....
كم اشعر بالضيق عندما اتحدث عنهما بصيغة المذكر....
لاني للان غير متأكد ه من جنسهما
قد تكونان فتاتان...
قد تتضايقان من تحيزي للاولاد
لا انكر اني اتمناهما ولدين
او لنقل ولد وبنت
المهم ان يأتي الولد الذي يحقق حلم سلمان
الحلم الذي استشعره فيه
دون ان يبيح به
ان يكون لبناته اخا..
ارتديت جلابية واسعه......
باللون الاخضر الفاتح...
وبأكمام طويله وواسعه......
يزينها تطريز ذهبي ناعم.....
كنت انتظر نورس....
هذه الفتاة التي باتت تشغل تفكيري ليل نهار...
لا اتصور كيف لها ان تتخذ قرار الانفصال ولو باتفاق معه
مع زوجها ناصر
لابد ان اكلمه..
ان افهم منه الاسباب
ولكن لن افعل ذلك الان...
سأصبر بما اني صبرت الاسابيع الماضية...
بعدها.....
سأقف وبجدية امام قرارهما
حتى وان كانت المرة الاولى التي ارفض قرار منها من نورس
نورس التي طلت علي من غرفتها....
اخذت اردد اسم الجلاله عليها
كانت جميله
جميله جدا....
جمال مبهر....
تكاد عيني تدمع وانا اراها بالفستان الابيض....
الفستان الذي لم تفرح به حتى بليلة زواجها.....
وقفت مكانها تنظر الي...
تنتظر مني ان اؤكد لها عدم وجود سلمان ...
اومأت لها ان تتقدم....
كانت تحمل حقيبتها وعبايتها....
(( عمتي.... لنذهب الان لا نريد ان نتأخر....وحتى نعود مبكرا....))
اعلم انها تتحجج بهذا الامر حتى لا انفرد بها....
ويأخذني الكلام عن زوجها ناصر.....
ابتسمت لها.....
(( حسنا...البسي عبايتك...سأتصل بسلمان لينزل الان....))
وصلنا لمكان الحفل
اوقفنا سلمان قرب البوابة....
لنسرع بالدخول...
وهل لي القدرة على المشي...حتى اسرع؟؟؟؟
ونورس خلفي..
تتحرك مثلي ببرود...
التفت لها..
اطلب منها ان تتقدم...
كانت في عالم اخر..
جامدة مكانها
ونظرها لجهة اخرى....
التفت للجهة نفسها.....
كانت سيارة ناصر متوقفه
ويبدو ان هناك من نزل منها.....
نزلت منها فتاة شقراء..
وعيني نورس باتجاهما.....تكاد تفترسهما
يبدو ان ناصر لم ينتبه لي او لسهام نورس.....
كان مشغولا بالحديث.....
تقدمت الشقراء وتبعها ناصر..
وما ان اقتربا....
حتى انتبه لوجودنا
لحظتها تحرك الصنم المرافق لي...
تحركت نورس..
وهي تبلع ريقها بصعوبة..
(( لندخل عمتي....))
ليتحول ناصر هو كذلك لصنم اخر...
وهو يتأملنا نتحرك اخيرا من مكاننا....
التقينا معها
مع الفتاة رفيقه ناصر....
عند عتبات المدخل...
وقبل ان ندخل....
(( اهلا عمتي....))
والتفت الى نورس.... وبالكاد تجمعت الحروف...
(( كيف حالك نـــــــــورس....))
اجبته انا..والتزمت مرافقتي الصمت....
وقبل ان نهم بالدخول...
اشار للفتاة الشقراء..
والتي ترتدي.... فستان قصير قصير جدا.....
(( عمتي..عذرا...هذه جولي.. صديقة زينة جائت خصيصا لحضور الحفل.... هل لها ان تدخل معك...))
ابتسمت له
واكملـــ
(( قبل ساعات حضرت من بلدها...اصطحبتها من الفندق بنفسي لانها لا تدل مكان الحفل..))
اومأت له برأسي....
وانا ابتسم لها.... واشير لها ان تتأتي معنا..
وما ان دخلنا القاعه..
التفت لنورس....
وانا اكتم فرح بداخلي
(( مسكين ناصر عجز لسانه وهو يبرر وجود هذه الشقراء معه....))
كانت ملامح نورس قد هدأت زوبعتها التي ثارت قبل لحظات....
كذلك ناصر
الذي لم يقوى ان يبعد ناظره عن عيني نورس
عشق فاح بينهما في ثواني وقفنا خلالها.....
هل لهذا العشق ان ينتهي بقرار تافه
طبعا لاااا
لن اسمح لهماا....
ابهرني المكان.....
رغم الضيق الذي حل بي فجأة عندما لمحته...
لست بمزاج اناقش الامر مع نفسي
او ربما اتهرب منه....
عدت لانبهاري من جديد لديكور القاعه.....
لقد زُينت بقطع من الشيفون ممدوده على السقف بخفه من المدخل حتى نهاية القاعه.....
وقطع اخرى تلتف بحركة تموجية على الاعمدة ...
واضاءة صفراء تتخلل هذه القطع..
فبدت كأنها اشعة صادرة من قرص الشمس.....
ونهاية القاعه...
مقعد العروسين....
الذي زين بالديكور نفسه.....
وتناثرت قطع الشيفون حول المقعد امامه وخلفه....
وورود صفراء متناثرة عليها
بكمية هائلة.....
كذلك طاولات المدعويين...
قد زينت بورود صفراء..
وقطع من الحلويات مغلفه باللون الاصفر...وتزينها قطعة كريستال صغيرة.....
نزعت العباءة..
وتقدمت مع عمتي...
الى الخالة ليلى....
وقريباتها
وكذلك قريبات زينة وخالاتها.....
رحبن بي وبعمتي...
الفرحة واضحة عليهم....
اشارت لنا الخالة ليلى الى احدى الطاولات في المقدمة..
يبدو ان جلنار تجلس عليها
تقدمنا نحوها نشاركها الجلسه....
كانت في منتهى النعومة
شعرها مسترسل بنعومة....
ولا اثر للمكياج فقط
لمعة وردية وكحل ازرق بلون فستانها البسيط
بدت لي كعارضة ازياء
غلبنا الصمت....
والقاعه تموج بصوت الموسيقى
وعدد من الفتيات يرقصن بدلال....
كنت في عالم ثاني
ليس مع عمتي وجلنار
ولا مع هؤلاء الفتيات....
كنت غارقة في عينيه
نظراته الي
كم اشتقت له
اشتقت لصولاتنا وجولانا في العناد والتحدي تارة
والصمت والاستسلام تارة اخرى
اشتقت لكل شئ
ولكن علينا ان نتحمل
وعليّ ان اجبره على قراري
لن نستسلم
فهذا القرار لم يأتي بسهولة ابدا
وعلينا ان نلتزم ونتمسك به
فبه نغير حياتنا....
سحبت انفاسي بصعوبة....
حتى اتفاجأ بالخالة ليلى تناديني
ومعها سيده
افقت من تفكيري...
كانت زوجة عم زينة ام وليد وبناتها
لا اعرف كيف استرجعت ذاكرتي بهذه السرعه
تذكرت زيارتنا لهن انا وزينة
في حفلة زواج ابنتها ريما...
رحبن بي بحرارة.....
وجلسن على طاولة بقربنا....
حتى اعلن دخول العروس....
لتتغطى المتحجبات من الحاضرين
اطفأت الانوار....
شموع صفراء توزعت في المكان
و انوار صغيرة جدا كانت كماالنجوم في اعلى سقف القاعه
عزفت موسيقى هادئة
وتفاجأت بكلمات شعر
تسيجل بصوت عبدالله
لم انتبه ان هذا صوته الا بعد ان قطعا نصف المسافة
لم اتصور عبدالله بهذه الجرأة
لم يخجل ان يظهر مشاعره بصوته امام جميع الحاضرين....
كان كما الامير العربي يرنو لعروسته بحب كلما نطق اسمها في ابيات شعره
زيـــــــــــــــــــــــنة
ما اروعها
ايه في الجمال....
فستانها الناصع البياض....
بذيل طويل
طويل جدا يتلقف الورود الورد الصفراء التي تتناثر
كم هي رائعه
رائعه لدرجة هدؤ غريب عم على القاعه
فيما كنت اسمع المعوذات على لسان عمتي....
سيل من الذكريات هاجمتني
وارستني في مكاني هذا
رغم جموع الحاضرات
زينة وهي تترجى عبدالله ان ياخذها لعمها وهو يظهر الامبالاة في هو يتمنى ان يخطفها ويطير بها لعمها كي يرضيها
نبرات صوته القلقه عليها وهو يأمرها ان ترتدي معطف مع جو لندن القارس
بكائها ليلة لقائها بنبيل
وهروبه منها كلما التقى بها وشعر انها تأسره وتضعفه امام الكل
افقت على نظرات من حولي
الفتيات متسمرات
ينظران لهذان الزوجين
المقبلين بحب ووله
نحو حياة جديدة
لكن الحب
الحب من يصنع المعجزات
وصلن لمقدمة القاعه..
وقفا مواجهان لعيون الحاضرات
ابتسامة رقيقه على شفتي زينة...
كنت اراها سندريلا
كما كنا نتصورها ونحن اطفال
اراها كالوردة الصفراء
وكأن القاعه بكل الورد الاصفر المنثور
لم تكتمل زينتها الا بهذه الوردة
زينة
فستان الابيض مزين بورود صغيرة بلون اصفر وغصون ذهبية فاتحه...
تتوزع عند اطراف ذيل الفستان....
واطراف فتحة الصدر الواسعه.....
ومتناثر على الطرحة بشكل عشوائي...
وشعرها بخصلاته الصفراء المختلط بخيوط الكستناء
رُفع بتسريحة شينيون...
رفع الطرحة عن وجهها وقبلها على جبينها
وغبت مع القبله لعالم اخر
لا بل العالم الحقيقي الذي اعيشه...
وان كان بتفكيري..
تذكرت قبلاته لي بحنان كلما رغب ان يهدئني او يغضبني
رائعه رائعه
ولكن الى متى لابد ان اقنع نفسي ان الذكرى هي الاخرى محرمة علي بعد انفصالي عنه....
لابد ان انساه انسااااه
لكني لمحته امامي..
ينظر الي..
يبتسم
يبتسم لي...
هل صرت اتخيل
اهلوس
هل حب ناصر يفعل بي كل ذلك
لا انها حقيقه
ناصر مع رجلين اخرين بقرب العروسين..
استوعبت اخيرا انه مع اخويه يباركن لزينة...
لاول مرة التقي باخويه ... بدوا اكبر منه سنا بشكل ملحوظ
وشكلهما مختلف عنه فيما هما متشابهان
كان اوسمهم هو
تحيتهما للعروس كانت عاديه بعكس ناصر
حتى اني شعرت لوهله انها ستبكي...
وهو يحدثهااا
لقاء النبيلة
لم احتمل
سحبت نفسي من المكان
فهذه عادتي
ليس لي مكان في الفرح ابدا
خرجت من المكان
الى زاوية معزولة عن القاعه تضم كنبات حمراء
القيت بجسدي عليها
فيما سيداتان مع طفله صغيرة تجلسان ....
حاولت ان اظهر انشغالي بالجوال....
فقد كانتا تتحدثان....
سيدة في الاربعين..
تحدث الاخرى التي بدت في عمر اصغر ربما اوائل الثلاثينات
وفي حضنها طفله تلعب بالعقد الذي يتدلى من عنقها
كانت السيدة الاكبر في السن تحاول ان تقنع صاحبتها بالعودة للحفل
كنت ارى صورتهما لكن لم انتبه لحديثهما جيدا حتى ..حتى سمعت اسمه
ناصر.....
(( ناصر موجود...ما شانك انت.....هو لن يراك اصلا))
(( لا اريد اذهبي انت..وسأنتظرك هنااا...))
حديث طويل لتقنعها بعدم رغبتها العودة للحفل....
وحديث اطول في داخلي
احاول ان اربط ناصر بهذه السيده الثلاثينية....
قد تكون عجزت صاحبتها من اقناعها وعادت للقاعه وهي تضبط فستانها وشعرها الاسود الطويل....
وعلى غير عادتي
اردت ان اكشف سر سبب خروجها لوجود ناصر.....
تظاهرت اني اداعب الفتاة بحركة اناملي نحو ناظرها
وبالكاد انتبهت لي
وصارت تبتسم لي


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات