رواية قيود الماضي -8
في صباح اليوم التالي
دخل مبنى الشركة رجل في الاربعينات من عمره يرتدي ثوب مفتوحة
ازراره ويرتدي طاقية مصفره كانت بيضاء عند بيعها وغترة مماثله
يمسكها بيده ..وسأل موظف الاستعلامات عن ناصر فأخبره بأنه لم
يحضر بعد وسأله عن اسمه وعما اذا كان لديه موعد معه..
فقال: لا..بمر عليه مره ثانية..
الموظف: بس ماقلتي شسمك؟؟
رد عليه الرجل: انت قولي متى بيجي؟؟؟
الموظف: يمكن 9 ونص..بس انا قلتلك..لازم موعد..
أعطاه ظهره ثم خرج من الباب الذي دخل منه..
بعد ربع ساعة وعندما حضر ناصر للشركة أخبره عصام عن ما قاله
موظف الاستقبال ..استغرب ناصر وقال : يمكن طرار...بس الطرار
شيعرفه بأسمي..!!
اسمع قوله إذا رجع يعلمك ...وانت علمني..
فيما بعد وقبل نهاية الدوام بدقائق دخل عليه عصام يخبره بعودة ذلك
الرجل فأمره بإحضاره اليه في مكتبه وتركه معه ففعل...
أدخل عصام الرجل عليه واغلق الباب خلفه فرفع ناصر رأسه ونظر
للرجل وتوقف الوقت في تلك اللحظه وأحس برأسه يدور في
مكانه ...وتصبب العرق من جبهته مع ابتسامة الرجل له قبل أن يقول :
نصور ...والله وصرت نظيف ...مثل الشيوخ اللي كنا نشوفهم من
بعيد ...
ناصر وهو والدوار يتحول الى صداع ..: نعم ؟؟؟
الرجل: ماعرفتني؟؟؟ أنا ماجد ...للهدرجة أنا شكلي متغير؟؟؟
ناصر: لا ..ماعرفتك .. شتبغي تسأل عني؟؟
الرجل وهو يضحك ساخراً: ماعليه ...نسيتني !!! والله انا ابغي شوي
من النعيم اللي انت عايش فيه ...
ضغط ناصر على جرس ودخل عصام بسرعه فأمره: هالرجال طلعه
برع ولا عاد اشوفه في الشركة مره ثانية وأذا حاول يدخل نادوا له
الشرطة ...
الرجل: تطردني ...أنا !!!...معليه ...أنا اراويك ...
دفعه عصام بقوة لخارج المكتب وهو لازاله يصرخ ...: براويك
يانصور...والله لا اراويك يانصور..
ارجع ناصر مقعده للخلف واخفض رأسه وامسكة بقوة عل الصداع يخف
وأخذ يضغط عليه بقوة .. ولكن بلا فائده ..فتح الدرج العلوي وبحث
عن حبوب الباندول أخذ حبتين وشرب القليل من الماء وارجع رأسه
للخلف وانتظر لبعض الوقت ثم غادر الشركة...وتوجه بسيارته الى
المزرعة وأتصل بالحارس ليجهز البيت له..وبعد ساعة كان عند الباب
الحديدي للمزرعه عبره خلال الاشجار المزروعة
على جانب الطريق الرملي والذي ينتهي عند مجلس الرجال والذي بنيت
امامه خيمة شعر كبيرة انتظاراً للشتاء القادم على الابواب ....شاهد بيت
ابو جاسم ثم الحديقة الكبيرة ولف حولها حتى وصل لبيته الصغير
والذي بناه في طرف المزرعة على مسافه ليست بعيده من اسطبل
الخيول والذي يقع في الجهة المقابلة من الارض الخضراء.. وجد
الاضاءة في المنزل فنزل ونادى الحارس الذي رد عليه من
بعيد فسأله: جهزت كل شي ؟؟
الحارس: أن شاء الله يا استاز...
ناصر بغضب: مافهمت ...ايه والا لا؟؟؟
الحارس: ايوه يابيه...
ناصر: يوم انه ايوه يابيه ليش ماتقول ..!!! ليش أن شاءالله ؟؟؟ هو
شي نتمنى انه يصير والا شي صار وخلاص...
الحارس: يعني ايه ؟؟؟
ناصر: يعني اذلف عن وجهي...
دخل للبيت وصلى العصر لأنه تأخر ثم دخل المطبخ وجهز لنفسه كوب
من الشاي.
كان المطبخ صغيراً كباقي غرف المنزل لونه بيج وبرتقالي فاتح وبه
طاولة مربعه صغيرة أمام الباب الاخر الذي يؤدي للخارج...حمل كوبه
وذهب للصالة والتي تقع في وسط البيت وتحيط بها كل الغرف وجلس
على الكنبه وادار التلفاز واخذ يرشف الشاي ...وذهنه مشغول ومر
الوقت حتى سمع الاذان من جواله الملقى في غرفة النوم فأكتشف أن
الشمس قد غربت ...قام ليصلي وهو يدعى ربه أن يفك كربته..
فيما بعد نادى الحارس وعندما حضر أمره :روح جهز لي الوجبة ...
استغرب الحارس فسأله: دلوئتي يا أستاز؟؟
ناصر بغضب: شرايك انت ؟؟؟ بكره يعني !!! اكيد الحين...روح يله
وجيبه هنيه..
دخل للبيت وفتح خزانة الثياب في غرفته وأخرج بدلة الركوب وغير
ثيابه وارتدى قميصه الابيض مع البنطال البني الضيق وفوقه الحذاء
الجلدي الطويل ليحمي جانبيّ ساقيه الداخلية من الاحتكاك بمعلاق
الرّكاب وهو على ظهر الجواد ولم يأخذ قبعته السوداء والتي يحمي بها
رأسه ولا سوطه الصغير ...
خرج من الباب فوجد الحارس ينتظره ممسكاً لجام الحصان
فقال له ناصر: تقدر تروح الحين ...
اقترب من الحصان وأخذ يمسح على رقبته وهو يكلمه بحنان : شلونك
ادري زعلان علي لأني ماجيتك من زمان ...انشغلت بجسوم ...كان
محتاجني.. واليوم جيتك ...لأني محتاجك ...محتاجك واجد ...
ربت على وجه بلطف واكمل : والله محد غيرك يفهمني ...امش خلنا
نروح ونتمشى شوي ...شرايك؟؟ تبغي تروح معاي ؟؟
هز الوجبة رأسه فتفحص ناصر الحزام حول البطن وأسفل السرج وتأكد
انه في الوسط تماماً لأجل راحة الحصان ثم أمسك العنان بيده اليمنى
ووضع رجله في الركاب اليمين وجلس فوق ظهر الوجبه بشكل مستقيم
وانطلق يجري به....
كانت المزرعة مضاءة كلها فسهلت عليه الحركة..والهواء المنعش
يتخلل شعره الاسود فأخذ يتنشقه بقوة وهو يشعر بأن الضيق قد بدأ
يخف عن صدره... دار المزرعه كلها أكثر من مره ونسي الوقت تماماً
حتى أحس بتعب الجواد فخفف سرعته حتى توقف أمام البيت فنزل عنه
وأخذ يلاطفه ويطبطب عليه ...
نادى على الحارس وانتظره ليرجع الحصان للاسطبل ثم أكمل طريقة
ليتمشى في الحديقة...لم يكن ليستطيع النوم كانت هناك جملتين تدور
وتلف في عقله ...عبارة عن سؤالين فقط ..هذا شلون عرف مكاني ؟؟؟
وش يبغي مني عقب كل هالسنين؟؟؟
قطع حبل افكاره جاسم...لقد تذكر أنه لم يكلمه اليوم ..لم يخبره أنه جاء
للمزرعة ..
عندما عاد للداخل وأمسك هاتفه النقال وجد فيه 29 مكالمة فائته ...20
منها من هاتف جاسم و5 من هاتف العنود ....والباقي من اصحابه..
أتصل اولاً بجاسم : السلام عليكم ..
جاسم وصوته مليء بالقلق : عليكم السلام ...ياخي انت بخير؟؟
ناصر: بخير..يسرك الحال ..ليش؟؟
جاسم: وينك؟؟ وجوالك وينه؟؟ وش هالحركات الماصخه ؟؟؟ تبغينا
نفقدك ؟؟
فقدناك يبه ..انت وين ؟؟ الحين تجيني ...
ناصر: انا مهب حولك ..أنا في الزرع ..
جاسم: وليش ماقلت ...؟؟ كنت بخاويك...
ناصر: لأني ابغي اقعد بروحي...
جاسم: ليش ؟؟ صار شي؟؟ حد ضيق عليك؟؟
ناصر: لا ...بس من زمان ما شفت الوجبه ...تصدق شكله زعلان علي ...
جاسم: وشكثر بتقعد تراضيه؟؟
ناصر:مامليتوا مني ؟؟؟ ارتاحوا مني شوي...
جاسم بجديه : ناصر ...متى بترجع؟؟
ناصر: مادري ...يمكن بكره ..يمكن عقب ..مادري ...عندي موضوع
افكر فيه..
جاسم: كيفك ...الله يحفظك...
ناصر: مع السلامة...
اتصل بالعنود واجابت بعد اول رنه : ناصر؟؟
ناصر: ايه..مهب حافظه رقمي؟
العنود: وينك شكثر اتصلت ومارديت علي...؟ من قالي جاسم انك ماترد
عليه وانه ماشافك اليوم وانا صادني الوسواس...ماتم شي مافكرت
فيه ...توني كنت بتصل في استقبال الطواري..
ابتسم ناصر وقال: بل ... الطواري!!! ليش تفاولين علي؟؟؟
العنود: مهب قصدي ..بس والله شوي وكنت بستخف ...
ناصر: اسم الله عليج من الخفاف ...انا جيت المزرعة...من زمان ما
شفت الوجبه من حادث جاسم ...قلت اجيه ...
العنود: وماتعرف تقول ؟؟؟ وماترد بعد ؟؟؟
ناصر: الجوال كنت ناسيه على سريري...
لم ترد عليه ...فسألها بصوت هادئ: خفتي علي العنود؟؟
العنود: اكيد بخاف عليك ...إذا ماخفت عليك بخاف على من ؟؟؟
ناصر: هذا انا مافيني الا العافيه والحمدلله ..
العنود: بكرة الخميس ..بكلم ابوي وبنجي العصر عندك...
ناصر: لحوووووووووووول ....وماتذكرتوها المزرعة الا يوم جيتها؟؟؟
العنود بدلع: ماتبغينا؟؟؟
ناصر وقد شعر بأن الدماء زادت في اندفاعها لرأسه:
لا...ايه...كيفكم ...اللي يبغي يجي بكيفه..
العنود:عيل بنجيك...إذا الله راد ورضى ابوي ..يله باي ...بروح اكلمه ..
ناصر: بايات...
بدل ثيابه وارتدى ثوب ذا قصة امارتية يحب ارتداءه وخرج من للحديقة
وجلس على الكرسي الحديدي ووضع رجله على الطاولة المستطيلة
وطوى ذراعيه وبعد دقائق رأى نور سيارة تدخل المزرعة...كانت سيارة
هارون ورأها تتوقف أمام بيت ابوحسن ويخرج هارون منها وهو
يتمايل ويدور حولها ليفتح باب المرافق وينزل رجل منها وهو يقول:
تعال ...بتستانس محد هنيه ...بناخذ راحتنا احسن من اي مكان..
وفي لحظة كان ناصر واقف امامهم وعندما رأه هارون صرخ برعب
ووضع يده على فمه...
وبدا ناصر كالعملاق وهو عاكف ذراعية وفاتح رجليه ويقف بكل قوة
مما اخاف الرجل الغريب الذي تسمر في مكانه وهو يسمع ناصر يقول:
شعندك جاي هالحزه؟؟؟ ومن هذا اللي معاك؟؟
هارون وهو يضع يده اليمين على خصره وتكلم بميعوه : مالك خص؟؟
انا ايي متى ما ابي ومع اللي ابي..
عندها ...لم يقدر ناصر أن يمسك نفسه اكثر...تقدم بسرعة لهارون
وامسكه من ياقة ثوبه المفتوحه ازرته كلها واخذ يكيل له اللكمات
وبعنف في وجهه وفي صدره والرجل الغريب يحاول الحيلوله بينه وبين
هارون ولكن بلا فائده ...كان ناصر يصرخ وهو يلكم هارون: تحسب
نفسك في البر؟؟ جاي لي هنيه بخياسك !! ولا هامك حد !!! انا اللي
بربيك ياحيوان ...ياللي ماتربيت ...
افرغ ناصر كل غضبه على هارون وصاحبه والذي عندما سقط هارون
أخذ يرفسه وبقوة ...حتى جرجره صاحبه ووضعه في السيارة مجدداً
منتهزا فرصة أن ناصر توقف ليأخذ له نفس ورجع بالسيارة للخلف
وطار بها خارج اسوار المزرعة واختفى في الظلام ...
امسك بكفه يدلكه بلطف لأنه احس بالألم وعاد لبيته ليرى أن كفه قد
جرح من كثرة الضرب ودمى...فدخل للحمام يغسله وذهب يبحث عن
رباط شاش يلفه به فلم يجد ولاحظ أن الدم يغمر ثوبه ...عاد للحمام
واستحم ليغسل كل ماجرى في يومه من على جسده..وقف تحت الدش
طويلاً حتى احس بالبرد فخرج وارتدى أزار وفانيله وقفل ابواب بيته
واستلقى على فراشه وبعد دقائق نام من التعب...
في اليوم التالي
قضى ناصر صباحه مع حصانه الوجبه...نظفه بفرشاة الشعر أمسكها
بيده وأخذ يدعك جسمه بها وجدَل شعره وعندما انتهى وضع له طعامه
في الجردل وتركه يأكل وجلس على الحشيش يراقبه حتى
انتهى ....أمسك رسنه وأخذ يمشي معه في انحاء المزرعة ...
قبل صلاة المغرب
كان ناصر جالساً على المقعد في الحديقة يشرب كوب من الشاي
بالحليب والعصافير تزقزق على الاشجار بصوت عالي لا يمكنه حتى أن
يفكر...سمع صوت السيارات ووجه نظره للطريق المشجر حتى رأى
سيارة ابوجاسم في المقدمة مع زوجته والعنود والشغالات ثم سيارة
جاسم يسوقها بابو ومعه جاسم وعائشة..
نزلوا من السيارات وتجمعوا عنده وجلست أم جاسم بجانبه وأمرت
الخادمة بوضع الاطباق على الطاولة امامهم وسألت ناصر:وش تغديت
ياولدي؟؟؟
ناصر وهو يرفع كوب الشاي.: هذا غداي ...
ازاحت الغطاء عن أحد الصحون وقربته منه : وعليه ...هاك ...اكل
هالفطاير لين يبرز العشا...
العنود: جبنالك كباب وكفته ...اليوم لحم مشوي....وبنشوي فالحديقة..
ناصر: انا جوعان ...
العنود: ويسوون شبس وجبنا خبز حار توهم خابزينه في
المخبز...وزعتر.. تبغي احطلك حبه...
ناصر: ليش حبه بصور معاها ولا بحلف عليها...
تفاجأت العنود برده فأحضرت له الكيس كله ووضعته امامه ثم ذهبت
لداخل البيت..
ابتسم ناصر وفتح الكيس وتناول له قطعة زعتر ساخنة كانت فعلاً
طازجة من المخبز ...اكمل القطعة الاولى وتبعها بالثانية ثم
الثالثة ....حتى شبع ...
شاهد العنود وهي تشرف على الخادمات ليخرجوا الشواية الكبيرة
وكيس الفحم واخذوا ينظفوها ليستخدموها في الشواء ...كانت تدخل
وتخرج معها اغراض ترتبها على طاولة بلاستيكية وضعتها خصيصاً
لتضع عليها الاغراض ..
وبعد صلاة المغرب
تجمعت العائلة كلها في الحديقة عدا محمد الذي وعدهم بأن يلحق
بهم ...قامت عائشة وصبت لهم القهوة في الفناجين ثم سألتهم :
شرايكم في اللي قاله الشيخ ...
ابوجاسم: وش قال؟؟
عائشة: رايح معهد ازهري اعدادي حق البنات يشوف استعداداتهم حق
مرض انفلونزا الخنازير ودخل صف وشاف طالبه منقبه جان يقول
لها : النقاب مش في الدين الاسلامي ليش لابسته وانتي مع صديقاتج
البنات؟؟؟ قامت البنت المسكينة فصخت النقاب الا يقولها : لوكنت
جميله شبتسوين ؟؟؟ قامت المدرسة قالت له :
هي ماتلبسه في الصف بس يوم دخلت لبسته والنقاب لو كان مهب
فرض بس هذا حرية شخصية..جان يعصب عليها ويقول :اقولج هذا
ماله علاقة في الاسلام وانا افهم فالدين اكثر منج ومن اللي
جابوج...وبطلع قانون يمنع النقاب في المعاهد...
ابوجاسم: اشهد أنه مهب رجال ...يعني ماقال شي عن المفاصيخ اللي
في الشارع مالقى الا هالمسكينة يفصخها نقابها؟؟
ام جاسم: عيل شلون تقولين عنه انه شيخ ؟؟
جاسم: مهب بس شيخ ..هذا بعد مفتي ..
العنود: ماعور قلبي الا البنت ...شلون يقولها انها شينه !!!! هو ماعنده
بنات؟؟
جاسم: ابغي افهم شي واحد ... اللي عريانه تكون حرية شخصية واللي
منقبه لا؟؟
ابوجاسم: قرب يوم القيامة ...
جاسم: عويش ...ناقشتوا هالسالفه في الجامعة والا للحين...
عائشة: للحين...بس لا تخاف ...اذا فتحوا الموضوع بخليهم
يتحسفون ...
جاسم: كفوا ...انا متأكد ...
العنود: عندنا مشكلة...من اللي بيشوي اللحم ؟؟؟
ناصر: من غيري؟؟ جهزتوا كل شي؟؟؟
العنود: كل شي جاهز شيف...
وقف ناصر وذهب للمكان الشواء وهو يقول : عشى وعشى وفي النهاية
انا اللي بسوي عشاي...
العنود وهي تمشي خلفه: لا تتحندا ..هذاني بجي بساعدك ..مساعد
شيف من قدك؟؟
كان الجمر قد جهز فوقفت بجانبه تساعده وتناوله اصياخ
اللحم ...وتأخذ منه الذي نضخ وتغطيه بالخبز في الصينية الكبيرة
المفروشة بالخبز والبقدونس المفروم...وطلبت من الخادمة تجهيز
البطاطا المقلية ووضع السلطات على طاولة الطعام ...مد ناصر يده
وأخذ له قطعة لحم ليأكلها فأعترضت عليه العنود فأخذ قطعة اخرى
ووضعها في فمها بسرعة قائلاً : انتبهي
تراها حارة...
مر الوقت عليهم بدون أن يحسوا حتى انتهوا من الشواء فحملت العنود
الصينية للداخل وهي تنادي ....: العشى خلص ...اللي جوعان يجي ولا
ترى بنخلصه عنكم..
ابتسم ناصر وهو يلحقها ليغسل يده وفكر: ( الحمدلله انج جيتي ...على
الاقل تشيلين الضيقة اللي كانت فيني ...)
****الشعر لشاعر رائع غير معروف
او شاعرة رائعة ولكن غير معروفة
بفضل من الله
انتهى الجزء
موعدكم مع الجزء القادم...
الجزء الثامن
كان ابوجاسم يراقب ناصر والعنود بصمت وهو يفكر حتى نادتهم للعشاء بالداخل
فتبعهم متأخر وشاركهم وجبتهم بدون أن يشاركهم حديثهم ثم عاد للحديقة بعد أن
انهى طعامه ولحق به ناصر وراءه وهو متكأ على عصاه وقال: ابغي اكلمك بروحك..
ابوجاسم: تعال نمشي شوي ...ابغي اطلق رجولي ...عجزت من القعده..
مشوا بأتجاه الطريق الرملي بجانب السور والذي يلف على المزرعة كلها...
ابوجاسم: عسى ماشر يابوك؟؟
ناصر: ماجد جاني الشركة..
ابوجاسم: من ماجد ؟؟؟
ناصر: ماجد ... اخوي...
ابوجاسم: وكيف عرف مكانك؟؟؟
ناصر: مادري؟؟ من فتره كان في واحد يتبعني في كل مكان ويوم لحقته شرد عني
يمكن هو ...
ابوجاسم: وش يبغي؟؟
ناصر: مادري ..بس انا ماخليته ...طردته من المكتب وقلتهم مايدخلونه لي رجع ..
ابوجاسم : وش دراك أنه مهب جاي؟؟ مادام دّور عليك عقب كل هالسنين ولقاك اكيد
بيرجع...
ناصر: شسوي ؟؟
ابوجاسم: لازم تكون مستعد له...
ناصر: مستعد لأيش بالضبط؟؟
ابوجاسم: لأي شي ...حط نفسك مكانه وفكر...واحد مدمن وراعي مخدرات وسجون
اكيد يبغي شي ...والاكيد انها فلوس ...
ناصر: لو شيسوي ...مايخذ فلس حمر مني...
ابوجاسم: انتبه له..بتلقاه عند الشركة ..والا يمكن يجينا البيت...
ناصر: يخسي...
ابوجاسم: انا اقولك يمكن ...لازم تاخذ حذرك منه ...ولو نَخيت له وعطيته الفلوس
اللي يبغيها بيجيك مره ثانية وثالثة...
ناصر: والحل؟؟؟ شسوي ..؟ انا من امس وانا افكر ...احس راسي بينفجر...
ابوجاسم: حد كان معاك في المكتب ؟؟ حد شافه ؟؟
ناصر: ما اذكر ...عصام اكيد ..والفراش والسكيروتي ...ليش؟؟
ابوجاسم: بس ...افكر في شي...
ناصر: وشو؟؟
ابوجاسم: لي عرفت بقولك...
اكملا طريقهما وهما صامتان...وعندما عادا لهم وقد بدؤا بشواء الكستناء بالجمر
المتبقي من شواء اللحم انضم ناصر للعنود وهي ترمي بحبات الكستناء واخذ منها
الملقط ليقلبها وسألها : وين محمد ماجا معاكم؟؟
العنود : ماعرف... جنه في الدوام ...
ناصر: الحين لو هو هنيه كان شفتيه ياخذ الكستنه الناضية وياكلها كلها ...
ابتسمت العنود وقالت: حرام عليك ..والله مكانه مبين ...
ناصر: اكيد مكانه مبين اقولج الكستنه للحين في الصحن ..قبل كنت ما الحق اخلصه
الا الصحن فاضي ...يحب بطنه ...
العنود مغيرة الموضوع: شخبار الوجبة؟؟
ناصر: كانت زعلانه وراضيناها...
العنود: بتركبها بكرة الصبح؟؟
ناصر: طبعاً ..
العنود: بركب معاك..
ناصر: اخاف عليج ...أنتي من زمان ماركبتي من يوم ما ماتت الفرس...
العنود: والحين ابغي اركب شدعوه مافيه غيرها!!!
ناصر: فيه ...بس ....
العنود وهي تضرب الارض برجلها اليمين بدلع: عااااااد ناصر ...ارجوك...
نظر لها فمثلت دور المسكينة بوجهها وهي تعلم أنها ستنجح وفعلا بعد لحظة صمت
قال : جبتي لج لبس؟؟
العنود: لبس الركوب هنيه...
ناصر: يسمح امرج... ذاك وطر مضى ...الحين انتي كبرت وذاك اللبس المرصص
انسيه ...ولا تمدين بوزج ...هالمره مهب نافع... لبسي الجينز اللي لابسته الحين مع
اي قميص طويل ...لبسج العادي يعني...
العنود: اوفففف
ناصر: تتأففين ...قدامي ...!!! شرايج أني غيرت رايي ومافي خيل بكره...
امسكت العنود ذراعه وعصرتها وهي تقول : خلاص ...خلاص .. والله بسمع كلامك..
في تلك اللحظة احس ناصر بقشعريرة تجتاح جسمه كله..لمسة عفويه تأثر به بهذا
الشكل ...فكر ( يا الله )
في الخامسة والنصف صباحاً
والشمس تشرق من بعيد كان ناصر ينتظر العنود وهو يمشط حصانه ورفع رأسه
ورأى العنود مقبله مع امها واباها وسلموا عليه وسأله ابوجاسم:وين من فجر الله؟؟
ناصر: بنركب الخيل شوي..اوامر من القيادة...
ابوجاسم: بس في الزرع ..لا تطلعون برع..
ناصر: لا توصي حريص ...ماعندنا بنات يطلعون في الشارع بدون عباة ..
العنود: اي شارع ...احنا في بر ... واقرب جار لنا بينا وبينه كيلو..
ناصر: كيلو والا شبر ...عاجبج والا اروح بروحي؟؟
العنود: عاجبنا ...عاجبنا..
امسكت بالعنان ووضعت رجلها في الركاب وجلست على ظهر المهر التي جهزوها
لها بأمر من ناصر وتأكدت من حجابها ثم لكزتها برجلها ومشت ولحقها ناصر وسار
بجانبها ...وجلس ابوجاسم مع زوجته في الحديقة وجلبت لهم الخادمة القهوة
والحليب ...واخذوا يرشفون القهوة ...وحولهم زقزقة العصافير الذي بدأت مع
الشروق لتعلن بدء يوم جديد ...
احست العنود بالهواء البارد يلفح وجهها وندمت لعدم ارتدائها شيء ثقيل ولم ترغب
بالعودة فقررت اكمال المشوار...
التفت ناصر لها وقال: عويش وينها..؟
العنود: فاخه رقاد .. صار لها اسبوع مارقدت عدل ..يعني ولا قذيفة ار بي جي
تقعدها...
ناصر: ههههههههه ...جاسم بعد للحين ماقام ..سَهرنا البارحه ...بالغصب رقد..
اخذوا يتبادلون الحديث حتى انتبه ناصر أن ساعة قد مضت فتوقف أمام الاصطبل
ونزل هو والعنود وسلمهم العامل وعادوا مشياً على الاقدام للحديقة ودخل ناصر
ليستحم ويبدل ثيابه ومثله فعلت العنود ثم انضموا اليهم على الفطور ...
ام جاسم: مايندرى يلحق علينا محمد والا بنروح قبل لا يجي !!
ابوجاسم: قال بيجي على الغدا ..إذا خواله جيدين بيجي..
ام جاسم: خواله جيدين حتى لو ماجا...
ضحكوا على ردها السريع...فهم يعلمون كم تحب اخوتها...
وصل محمد المزرعة مع أذان الظهر فأبتسم ابوجاسم وقال: الصلاة ...روح توضى
وتعال صل معانا جماعة يلا ياناصر ...جاسم وين ؟؟
عائشة : راح يمشي هناك ...
نادى بصوت عال: جاسم ...الصلاة ...
قام ناصر وهو يقول: انا بروح له ...
اقترب منه وسأله: سرحان في من..
جاسم: شخبار سكرتيرتك ؟؟ خلصت معاها سالفة بيتهم والا للحين؟؟
ناصر وهو يلفه ببطء ليعودوا لهم: تونا مفكرين فالحل...والبنت عندها امتحانات لي
خلصت بقولها ..ويمكن ترفض ..يصير خير..
جاسم وهو يلتفت لناصر: ليش ترفض؟؟ هذا حل ماتحلم فيه وحده في وضعها..
ناصر: طبعاً..ممكن ...ممكن تاخذ الموضوع بحساسية ..وتقول أن احنا نتعطف
عليها...
عاد جاسم لسرحانه حتى سمع صوت ابيه يؤذن ..
بعد عشر دقائق كانوا مصطفين خلف ابوجاسم ليصلوا الظهر وانظم لهم عمال
المزرعة..دخلت أم جاسم لتصلي بدورها في غرفتها ووقفت العنود مع عائشة واخذت
تراقبهم وتفكر ( سبحان الله )...وتذكرت الايميل الذي وصلها منذ فتره فقالت
لعائشة : جاج ايميل عن الضابط الايطالي اللي اسلم؟
عائشة: لا...
العنود:يوم شفتهم اصطفوا تذكرته ...يقولج في مدينة ايطالية طلع من المركز
الاسلامي واحد توه مسلم مع اثنين من المركز وكانوا يكلمونه عن الاسلام ودخلوا
حديقة عامة وحان وقت صلاة الظهر وراحوا عند نبع يتوضون وعلموه الوضوء بعد
وكان الماي بارددد ...وأذّن رفيقة وقف يصلي واحنا وقفنا وراهوفي ثانية جاه كم
واحد وصفوا وراه وشوي والا اكثر من 3 صفوف تراصوا ...وقف ضابط يراقبهم
يراقب ويوم خلصوا صلاتهم راح للأمام قاله شكنتوا تسوون ؟؟قاله : نصلي..هذي
صلاتنا احنا المسلمين ..
قاله: بس الاسلام دين الارهاب والقتل والوحشية..
رد عليه الامام: الاسلام دين السماحه والسلام والحب ..
قال الضابط: تدري أحنا نعلم الطلبه الجدد الانضباط في صف واحد والحركة بأتقان
في 6 سنين وانتوا في 5 ثوان اصطف 20 رجال ماتعرفون بعض وتبعتوا الامام بدقة.
اشهد ان اللي علمكم مهب بشر هذا اكيد رب الكون ويستاهل العبادة...كيف اسلم ...
عائشة: سبحان الله...صج ...صج..سبحان الله ..
فيما بعد
وعندما انتهوا من الغداء سأل محمد وعليه شبح ابتسامة الخادمة لاشمي وهي تحمل
الاطباق: انتي طابخة الغدا؟؟
هزت رأسها بالموافقة وهي تبتسم...
فقال وهو يتجه للخارج: مافي زين ...
رد عليه ناصر وكان خلفه ينشف يده: مافي زين وانت لحست الصحن!!!!
قال محمد: تعلم مني...من كثر ماقولها جذيه...كل مره تشكل في الاكل..عشان
يعجبني...لكن لو اقولها حلو بتستانس وماراح تتنفنن مثل الحين...
ناصر وهو يضحك: بل عليك ...ماتنصاد..
بفضل من الله
انتهى القسم الاول
الجزء الثامن
القسم الثاني
جلست العائلة في الصالة بعد الغداء وإذا بالباب يفتح ويدخل منه ابوحسن وزوجته
ويسلموا عليهم وتقول هي: لحقناكم ...درينا انكم هنيه ولحقناكم ...
امتعض ابوجاسم لمرأها فهو لم يتوقع حضورها هنا ...فقد اختار أن يبني هو وناصر
فقط هنا ليرتاح من الحياة التي تجمعه بها...لقد جُبر على قبولها كزوجه لأخيه وقد
عارض زواجهما ولكن اخاه لم يستمع له فقد أوقعته في حبائلها وانتهى
الأمر..وهاهي قد لحقتهم الى هنا كما قالت لتنغص عليهم جلستهم ولكنه لم يسمح لها
بذلك فقد سحب اخاه الى الشرفة الخلفية ليجلس معه في الجلسة الخارجية هناك
وتبعهما الشباب تلحقهم نظرات ام هارون وما أن خرجوا عبر الباب الزجاجي
السحّاب حتى قالت وهي تراقب جاسم وتمط شفاتها: ماتخافين عليه يدعم شي
ويطيح؟؟
ردت عليها ام جاسم بثقة : الله الحافظ ...قعدي هنيه ..عائشة صبي قهوة لعمتج..
ام جاسم ايضاً تفأجأت بحضورها بدون ان تخبرهم فلم تعزم عليها بغداء واستبدلته
بالقهوة وهذا ليس من شيمها ولكن هذا ماخرج من فمها ...
كانت العنود تتحدث مع عائشة بصوت خافت وتضحك وهي تشرب الماء أمام امهم
وزوجة عمهم..
عندما قالت ام هارون: كان زين عايشة والعنود يتزوجون هارون وحسن ...
شرقت عائشة بالماء واخذت تسعل بقوة والعنود تضرب ظهرها وعندما استعادت
القدرة على التنفس قالت وهي متجهه للخارج: انا مابغي اعرس...انسوني ..لحد
يفكر فيني..
انضمت عائشة للرجال في الخارج وسحبت لها كرسي وجلست بجانب عمها وحضنت
ذراعه بقوة وقالت: شرقت بالماي وبغيت اموت ..
عمها : اسم الله عليج...
محمد: اسم الله على غيرج..شرقتي حبيبتي؟؟؟
عائشة: جانا العسكري الحين...انت شدخلك انا اكلم عمي...
محمد: انتي متى بتكبرين؟؟ يبغيلج نحذفج في دورة صاعقة عشان تصطلبين شوي
بدال هالدلع الماصخ..
عائشة: يبه شوفه...
ابوجاسم: اسكت ياصبي...
محمد: صار عمري مليون وللحين صبي!!! والله انتوا...على كيفكم صبي وعلى
كيفكم رجال...
جاسم: شفت شلون؟؟ عيش الي احنا عشناه...كل نفس ذائقة الموت ...
محمد: شدخللللللللللللللللل....انت ماكل فول ...!!!! اشوف قمت تقل خيط وخيط...
ابوجاسم: انتوا بتسكتون والا قوموا من هنيه..؟
محمد: بفكم مني وبروح اركب الخيل...
عائشة: فكه...
انشغل ابوجاسم بالحديث مع اخيه مدة ثم نظر الى ساعته وقال: يالله دخل العصر
علينا ..ركض الوقت وماحسينا به...
ابوحسن: لازم مهب حاسين به القعده معاك تنسي الواحد دنيته ...
ابوجاسم: ماعليك زود ...قوم يا جاسم أذن للعصر...انت على وضو؟؟
جاسم: ان شاء الله يبه..
وقف جاسم ومشى للسور وأمسكه ثم أذن ...كان صوته حلواً فخرج الاذان عذب جذب
الجميع حتى أم هارون التي قالت : احذاكم مسجد؟؟
أم جاسم: لا ...
ام هارون: عيل من وين هالاذان ؟؟؟
ام جاسم: هذا ولدي جاسم الله يحفظه ..ماعرفتي صوته ؟؟؟
ام هارون : عمي ويأذن!!!!
سمعتها عائشة وهي داخله للصالة فردت : شدخل ...بيأذن بعيونهّ!!! ثم ضحكت
ودخلت الغرفة وتركت ام هارون ممتعضه من ردها ....
قامت ام جاسم وهي تقول : بدخل اصلي بتجين ؟؟
ام هارون: بجيج ...اسبقيني وانا بلحقج...
بقت لوحدها فقد لحقت العنود بأختها فوقفت خلف الباب الزجاجي للشرفة وأخذت
تراقب الرجال وركزت على ناصر وجاسم وفكرت ( امحق وجيه مسوين نفسهم
ريايل ...بتشوفون ان ما استووا عيالي احسن منكم وقهرتكم ...وانت يانصور بتلحق
جسوم وبيصير لك شي وعقب عيالي بيستولون على الشركة كلها ..وعقب بيكون
نصيبنا في الشركة 99% بدال 30% ) لم تتذكر أن هذه النسبة التي لم ترضيها
كانت هبه من ابوجاسم لم يدفع زوجها مقابلها درهما واحداً ...
بعد الصلاة قرر ابوجاسم أن يعودوا للدوحة وقال ناصر أنه سيتبعهم هو وجاسم
عندما ينتهي مما لديه ...تحسرت ام هارون على الطريق الطويل الذي قطعوه
وسيقطعونه الان ايضاً للمكوث ساعة فقط ...ولكنها لم تقل شيئاً كالعاده لأنها امام
ابوجاسم وهي تخشاه للغاية...
في السيارة أثناء العودة للمنزل
جلست عائشة في الخلف صامته وتفكر ...تسترجع ماجرى في اجتماع يوم الخميس
والذي تم بعد نهاية اليوم الدراسي وفي مكتب العميد جيمس ...كانت قد وصلت في
الرابعة ووجدتهم بانتظارها 7 طلاب وطالبات فهد وعبداللطيف وموزة وكارولين
وياسر وسليم وديفيد ...دخلت المكتب بخوف وخجل ووجدتهم ملتفين حول العميد
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك