بارت من

رواية نورس على شطآن الماضي -87

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -87

لكنها لم تعي ان كل لمسه حب وحنان منها
تزيد من دموعي...
ضمتني اليها....
دون ان تكثر من اسألتها
ادركت ان ما بداخلي لا يمكنني الحديث عنه....
كانت تنظر في وجهي تمسح دموعي... لتنهمر من جديد
وتعيدني لصدرها....
لتبكي هي معي...
ودون ان نشعر دخلنا في نوبة بكاء....
لا اعرف سببا لدموعها
ولا تدرك سبب دموعي...
حتى اكتفينا..
وكأنها سيمفونية وانتهت....
(( نونو..يكفينا بكاء.... ليس لدينا وقت....))
في اقل من ساعتين...
كنا قد جهزنا...وفي اتم الاستعداد لذهاب للحفل...
بدت لي زينة مختلفه بم ترتديه..
جديد عليها هذا المظهر...
تنورة طويلة من الساتان الاسود....
مع قميص من التور الاحمر...
يشع حمرة ...بلون حب الرمان....
بدت فعلا بنوته.... بشعرها المسترسل بعفوية...
لم اختلف عنها...
ارتديت فستاني الاسود...
وتركت شعري مسترسل بهدؤ على ظهري...
واجبرتني زينة بوضع تاج صغير من الكريستال على شعري في المقدمة...
(( نونو...لو كان فستانك باللون الابيض لظنوا انك العروس..))

الشاطئ الــ56

الموجة الثالثة

لبست عبائتي... مع وشاح اسود مزين بقطع كريستال صغيرة....
وكذلك زينة....
ونحن نهم بالخروج...
استوقفنا... ناصر...
كان يحاول ان يتجنب النظر الي....
وهو يسأل كيف سنذهب وحدنا بهذا الحال....
وبأمر منه صعدنا سيارته ليأخذنا للحفل...
رغم انه بدى مرهقا فعلا...
الا انه في منتهى الاناقه...
بثوبه ناصع البياض...والشماغ...
ونظارته الطبية ذات الاطار الابيض....
ورائحة عطره المميزه
التي تأخذني لعالم اخر...
كنت اجلس بجانبه....
اتسلل بنظري اليه...
فيما زينة مشغولة بمكالمتها...
انتبه لنظراتي نحوه...
فتظاهرت بأني اضبط العباءة علي...
ليقرب كفه مني...
ويضغط على كفي...
برودة سرت في جسدي...
لا بل حرارة كالجمر...
صرت لا استوعب فهم ما حدث لي...
خاصة بعد ان التفت لي...
وهو يرسم ابتسامة على شفتيه
ابتسامه اسرتني فعلا...
الابتسامه نفسها....
كيف انساها...
صرت اسحب انفاسي بصعوبة....
زمن مضى في الطريق...
حتى وصلنا....
ليترك كفي لحظتها...
وقبل ان انزل...
(( سأكون بانتظارك بعد الحفل...))
دخلنا القاعه الواسعه وسط فيلا عمي..
تجهيزها لا يختلف عن يوم زفاف عمتي...
عمتي التي كانت جالسه...في المقدمة...
اخذت مكانا قربها....
أنا وزينة....
شعرت ان جميع المدعوات التزمن الصمت ما ان دخلنا...
وصرن ينظرن نحونا..
كانت عمتي... بجلابية واسعه...
باللون الاخضر الداكن والمزينة بسلسل ذهبية..
وبدى الحمل واضح عليها...
انتبهت لرنين الجوال...
جوال زينة..
كانت رساله..
وهل غيره؟؟؟
عبدالله.......
ألتفتت زينه نحو عمتي بحركة سريعه وهي تسأل عن خالات طلال...
كن ثلاث سيدات...يجلسن قرب بعض..
ومعهن اكثر من فتاه في العشرينات من عمرهن او اصغر...
همست لي...
ان كنت اعرف اي منهن منال...
اومأت لها اني لا اعرف..
همست لعمتي...
اسألها...
فأشارت نحو اكبر الفتيات...
تبدو فعلا فتاه ذات انوثه طاغيه...
في كل ملامحها...
فتاة في منتهى الجمال...
ابنة اخت الخالى ليلى
ما ان عرفتها زينة..
حتى انشغلت بجوالها...
وقد تغيرت ملامحها..
وعندما سألتها اخبرتني..
ان عبدلله طلب منها ان تعرفها لخبرها بأمر يخصها....
وهي تريد ان تعرف منه هذا الامر..
حتى جائتها الرساله..
(( امي تريد ان اتقدم لها..))
بقدر ما اضحكتني كلماتها بقدر ما تبدلت ملامح زينة
وبدت غاضبة فعلا...
تعلم انه يريدها..
ولا يفكر بغيرها..
وان كان ما يقوله صحيح فهذا ليغضبها باقتراح امه فقط
همست لها
ان لا تدعه يعكر مزاجها الان بالذات...
كان اغلب المدعوين من عائلة الخاله ليلى...
وبعض معارف عمي...
لم تكن الصاله مزحومة...
بدت هادئة...
اهدئ من ما يجول بداخلي...
رغم اني اظهر الهدؤ ...
الا اني ما ارغب به...
ان اعود للبيت وحالا...
لم تتأخر العروس بالدخول...
فعلا كانت في قمة الجمال....
جمال مبهر...
همست لي زينه..
انها من اختارت لها المزينة للشعر والمكياج...
جمال ونعومه فريد من نعومة
ليس رأيي ..
بل رأي الجميع من نظراتهن لها..
وهي تتقدم...مع طلال..
الذي لم يقوى على كتم فرحته...
بدى انيقا بالثوب والشماغ
فيما هي...
ترتدي فستان ابيض من الدانتيل...
بدون اكمام عاري الصدر...
مزين بقطع صغيرة جدا من الكريستال...
واكتفت بحلق كريستال..
وقد رفعت شعرها الطويل بطريقة مبهره...
وزينته بحبات صغيرة من الكريستال ايضا..
كانت تبرق من بعيد...
وبريق عينيها هو الغالب..
كانت خجله مرتبكة كثيرا...
خالات طلال ووالدته من حوله
كن سعيدات بالكنه الجديدة...
اخذني حضور جلنار عن قلقي..
الا اني انتبهت لرساله من ناصر
يخبرني ان حفل الرجال انتهى...
فأجبته اني سأخرج الان...
لاداعي للبقاء اكثر...
اشعر اني بحاجة للراحه ...
وكأني سأواجه اعصارا..
لا ادري ما سبب هذا الشعور..
انصرفت بعد ان باركت للعروس انا وزينة...
ودعت عمتي والخاله ليلى..
التي لم تنجح باقناعنا بالبقاء اكثر..
في حين السائق ينتظر زينه ليأخذها للمنزلها...
نهاية الشاطئ

الشاطئ الــ56

الموجة الرابعة

طال انتظاري لها..
انتظار سنوات...
وهدؤها بعد حديثنا الاخيرة..
يبشر خيرا...
ارغب ان اخطفها الان...
من وسط العالم...
لعالم اخر نعيش فيه لوحدنا...
اخذتها من امام بوابة فيلا الاستاذ فهد...
كنت ابحث عما نتحدث فيه
كي تنطق
وتحادثني
كي التفت لها
لارى عينيها....
التي تذيب قلبي بسحرها
وهي مزينه بالكحل الاسود...
واخبرتها ان لدي ما افاجئها به...
لم تحاول ان تعرف...
حتى وصلنا للمنزل...
دخلت وبسرعه اتجهت نحو السلم...
امسكتها من ذراعها
(( نونو..الن نبقى معا...؟؟))
كان تتحجج بالارهاق...
لكني لم اقوى على بعدها اكثر...
ابتسمت لها...
وانا احاول ان اغير من مزاجها...
(( نونو... لنسهر قليلا اريد ان احدثك بامر ما...))
شعرت بقلقها بارتباكها....
وبجدية.....
شددت اكثر على ذراعها
(( مابك؟؟ اخبريني...))
((ألم تمل من هذه الحياة؟؟؟))
(( اي حياة؟؟؟))
(( التي نحياها معا في الصمت...))
(( بلى ....وكرهتها ايضا....لكني الان ادعوك للحديث...))
(( تبدو بمزاج رائق لا اريد ان ازعجك...))
صار قلبي يدق بسرعه...
وكأنها تخفي امر عني...
(( مابك نونو.... تكلمي..))
(( اسمي نورس...نادني نورس...))
صرت انظر اليها باستغراب اكثر....
واكملت وقد تغيرت نبرة صوتها
(( كما ناديتني في المستشفى....نوووورس وانت تمط في اسمي...))
حاولت ان تسحب نفسها ...
لكنها لم تقوى...
بل انه قربها منه اكثر...
(( نورس... ستبقين معي..اليس كذلك...))
صارت دموعها تنهمر دون توقف...
ضمها الى صدره..
ضمها بقوة..
وهو يهمس لها...
(( نحمل نفس المشاعر...لم تتظاهرين بعكس ذلك...))
كانت تحاول ان تفك نفسها منه تارة..وتضعف تارة اخرى...
(( نورس... سنبقى معا..زوجين.... نكون اسرة... في هذا البيت... نحيا معا..نعوض مافات من عمرنا...))
رفعت رأسها اليه...
(( لن نقوى ناصر....انا لن اقوى....))
صار يمسح دموعها....
(( تعالي..لنجلس قليلا... ونتحدث..))
سحب الوشاح من على كتفها...
ونثر شعرها على كتفها..
وهي مازالت بالعباءة...
((تريدين ان نمضي حياتنا معا؟؟))
لم تجبه
اعاد عليها السؤال....
لترفع من نبرة صوتها
(( ليس لنا الحق في ذلك...))
(( لم تقولين هذا؟؟؟ نملك كل الحق ان نقرر مانريد...))
(( وما حدث؟؟؟))
(( حدث وانتهى...))
(( لا لم ينتهي.... لقد اجرمنا بحق انفسنا...وليس لي ان انهي الجرم بسعادة مسطنعه...))
(( ألست سعيده معي نونو...))
ودون وعي منها...
ضمته اليه..
ضمته بقوة....
وهي تجهش بالبكاء...
(( نونو...اخبريني..ألم تشعري بالسعاده معي...))
بالكاد خرجت حروفها...
(( لم اشعر بالسعادة فقط... انما بأمان افتقدته منذ ليلة فقداني لاسرتي...
لم انم بهدؤ دون خوف الا معك...
وانت قربي...))
وهو يهمس لها...
(( ولم لا ترغبين بقربي الان؟؟؟))
(( لا استطيع..حاولت كثيرا...لكني شئ بداخلي يشعرني بالذنب..))
ابعدها عنه وصار ينظر اليها
(( نورس الذنب الذي تتحدثين عنه... عشنا سنين نحاول ان نكفرعنه.. وربك غفور رحيم...))
صارت تتأمل ملامح ناصر..
وكأنها تراه لأول مرة...
(( اعلم ذلك جيدا.... لقد ستر الله عن ذنبنا....
كنت وقتها اقضي ليالي ابكي فيها ادعو ربي بالستر والمغفرة...))
(( وقد حصلت عليها.... ولك ان تعشي كباقي الفتيات....))
(( لا..لا استطيع..صدقني حاولت لكن لا اقوى..
لن اشعر بالرضا ابدا))
(( لم تعذبين نفسك؟؟؟ الايكفي عذاب سنوات...))
(( انت لا تفهمني.... لا ارى ان كل شئ انتهى...
تعلم ان بمقدوري ان اتزوج اي ممن تقدم لي..
عملية بسيطه تعيد لي براءة وان كانت مصطنعه...))
كان ينظر اليها..
كان هذا سؤال يحيره لكنه لم يقوى على البوح به
يريد ان يعرف لِم لم تأخذ به...
(( لم يخطر ببالي ابدا... لان العيب الذي احمله ليس بجسدي يا ناصر...
العيب في روحي... بالداخل...
عيب اراه كلما انظر لنفسي في المراه...
كلما سمعت مديح من حولي لاخلاقي...
كلما شعرت باهتمام عمتي وجدتي وقلق الجميع عليّ))
وقف ناصر..
وأوقفها قريب منه..
نزع العباءة من عليها..
وصار يوزع نظره عليها...
(( لا ارى ما يعيبك نونو ))
كانت دموعها تنهمر لا ارادياً
(( انا اراه ناصر... ارجوك افهمني...))
كانت تنظر اليه..
لعينيه... التي تكتم دموعه...
حاول مع نظراتها ان يصمد...
لكنه لم يقوى هو الاخر..
ضمها اليه...بدموع ساخنه
(( لكِ ماتريدين....))
رفعت نظرها اليه...
لمحت دموعه لاول مرة...
مررت اناملها على خده..
صارت تمسح دموعه..
(( لم انسى ملامح وجهك...
اتذكرها رغم قسوتها في تلك اللحظة...
كانت تعذبني.... وتدمي قلبي...
احببتك وانا صبية مراهقه..
ذقت اليتم فجأة وعشت الاعاقه دون سابق انذار..
كنت اراك منقذي...
لم اعلم اني سأقع في ذنب لن اغفره لنفسي...
عذبني الذنب كما عذبني امر اخر....
اني فقدتك...
كنت افكر ان لو لم استسلم لك..
ولم اسلمك نفسي... ما فقدتك لحظتها...))
اعادها لصدره...
كان يزرعها بين ضلوعه..
(( لم اقوى بعدك ابدا...
حاولت لكن الظروف ابدا لم تسعفني...
نونو... ان كان يرضيك بعدي الان...
لك ذلك...))
واكمل وهو يقربها اكثر واكثر...
(( لكن سأبقى قريب منك دائما وان احتجت لي لا تترددي..))
(( ارجوك ناصر... لا تقل هذا..لا اريد ان اضعف...من جديد...))
(( هل تضنين اننا لن نلتقي؟؟؟))
(( هذا ما يجب ان يحدث...))
(( ماذا قررت نورس؟؟؟))
(( سأذهب للعيش مع عمتي... الان...وسأقدم لدراسات العليا في الخارج...))
(( وهل هذا يمنع لقائنا...؟؟))
(( ماذا تعني..))
(( عبدالله ابن عمك اخبرني برغبة بالزواج من زينة ابنة اخي.هذا ما اردت افاجأك به منذ وصولنا..))
ادركت ان هناك نسب يربطهما من جديد
ساد الهدؤ بينهما...
لتلقط كلماتها..
(( معك حق سيكون الامر صعبا...لكن ايضا لن يمنعنا..))
واكملت...(( ناصر لا اريد ان اربك خطبتهما...
لنكتم قرارنا حتى يتم ارتباطهما رسميا..خلالها سأكون مع عمتي...))
كانت تتحدث..
وكفيها بكفيه...
يضغط عليها بقوة كلما قالت ما يضيق صدره....
رغم المها مازالت تفكر بمن حولها...
هذا ما شعر به لحظتها...
لم يرغب في الضغط عليها اكثر...
كان يتألم بداخله...
وهو يمرر افكاره في عقله
هل صحيح ما تقوله
ليس لنا الحق بالعيش معا؟؟
وهل سيقوى ابتعادها عنه من جديد؟؟؟
(( ناصر... غدا اعود لمنزل عمتي...
ساعدني في ذلك ارجوك))
اخذ نفسا عميقا...
وهو يقربها منه اكثر...
(( لك كل ما تريدين...ولكن لي طلب واحد...))
رفعت رأسها له..تحاول ان ترسم ابتسامه على شفتيها....
(( لتبقي معي الليله...))
وهو يشير للكنبة...
(( لا اعني ان يجمعنا سرير واحد
نامي هنا...
وانا سأكون قريب منك...
اريد ان اعطيك الشئ الوحيد الذي اسعدك...
اريد ان اشعرك بالامان وانت نائمة...
لنبقى الليله هنا..))
ادركت ما كان يريد...
كان يريد قربها فقط...
يريد ان يهديها الشئ الوحيد الذي تفقده..
والذي شعرت به معه فقط....
صعدت غرفتها تبدل ملابسها...
في حين ذهب هو للغرفة...
اخذ منها وسادتين وغطاء...
بعد ان ابدل ملابسه...
ونزل اليها حيث كانت في المطبخ بلباس النوم ...
ابتسم لها..
(( اراك طفله فعلا بهذا اللباس القطني...))
وهي تبتسم له..(( تريد ان احضر لك ماء..؟؟؟))
(( نعم..وانا سأجهز لك مكان للنوم...))
كانا يتصنعان الهدؤ...
كلا منهما في حالى ارباك وقلق...
بل وجع يعصر روحيهما
ويزيد وجعهما بقربهما لاخر ليلة تجمعهما معا كما قرارا...




مراحب.....
(( يبدو اننا بحاجة ان نغيب يوم عن العمل من اجل كتابة جزء من القصه..))
قالتها لي احداهن ممن احب كلماتهن لي بعد شاطئ.....
واليوم اتغيب عن العمل ....
لتكون فرصه لانجز الشاطئ....
لا تضيقوا من تأخري....
قبلا كنت اضع اكثر من اربه اجزاء فالا اسبوع الواحد... لكن ظروفي الان تغيرت
فعلموا ان ما يؤخؤني غصبا ني..
فأنا مثلكم اشتاق لنورس....
لدرجة اني اسرد الاحداث لنفسي قبل ان انام...
وانسج الحوار وانا اقود سيارتي كل صباح....
واتسلى بترتيب الاحداث وانا انجز التقرير لعملي....
وحينما تحين الفرص...
ارتب كل هذه الافكار بالكتابة...
لكنــــــــّ
موجة بين شاطئين....
موجة تنبأ عن بداية وجع
وجع قاسي
اقسى من سنوات مرت
لم تتصور هي ان هناك اقسى من تلك سنوات....
ولم يتصور انه سيلقاها كان يظنه حلما..واستوعب انه حقيقه عندما قررت الفراق
اليكم موجة من وجع لفراق
صمت ممزوج بنظرات تائهه
كانت تتهرب من النظر الى عينيه
فيما هو لم يقوى على ابعاد بصره عنها
(( هل يضايقك ان تنامي هنا؟؟؟))
كان يشير للكنبة.... وقد وضع الوسادة على طرفها...
(( لا بأس....))
بدت نظراته تتبدل...بعد ان ابعد بصره عنها
وهو يأخذ نفسا عميقا...
((مابك؟؟))
التفت لها...
(( هنا..على هذه الكنبة...كانت امي.... تستلقي عليها طوال اليوم....
كانت تكره البقاء في غرفتها وهي مريضة.....))
وبحركة سريعه..
اطفأ الانوار...
اكتسحت الظلمة المكان....
الان لها ان تأخذ راحتها..دون ان ينتبه لها...
تمددت على الكنبة....
ووضعت الغطاء على ساقيها...
ونظرها للسقف...
تحسب انفاسها....
تلتفت الى حيث يكون...
ترى خياله فقط في هذه الظلمة
لكنها.... لا ترى ملامحه...
انها الليله الاخيرة التي تجمعها معه...
بعد ستة شهور من الحياة معا...
بدأت برعب ووجع
وتخللتها لحظات لم تعشها مسبقا
لحظات صمت وخجل منه
وصدق ومرح مع زينة
وانتهت.... بليله ظلماء
فقط صوت انفاسهما يتخلل هذا الصمت الخانق
نعم ..خانق...
تشعر انها تختنق... شعور يتزايد كلما تسارعت انفاسها في صدرها
شعور لم يعتريها مسبقا....
ودون ان تشعر...وبحركة سريعه منها...
صارت قدميها تبحث عن حيز يقرب هذا القلب من صاحبه
يقرب قلبها من ناصر
انتبه لحركتها
التفت ناحيتها....
هي ثواني معدودة...
تسابقت مع دقات قلبها ترمي بثقل جسدها بقربه....
لم يصدق.... هل بات يتخيلها...
يتخيل انفاسها تتخلل خلايا عنقه....
واطراف اصابعها البارده تتراقص على كتفه....
ينتظر ان يسمع نبرة صوتها
ليتأكد انه يعيش حقيقه لا خيال..
بلع ريقه بصعوبة..
وهو يمرر راحة يده على شعرها.....
انها حقيقه....
احاط ذراعيه حولها...
ليضمها اليه بقوة....
مازالا صامتين
فقط جوارحهما تتحدث لبعضها....
رجعت بهما الساعات والايام والسنوات....
اخذتهم للوراء....
يتذكران كل لحظة جمعتهما..
ألم ..حزن...فرح
احبته سلب كل تفكيرها من بين ألم فراق اسرتا
ومن ثم كرهته
كانت تكرهه...لا تطيق ان تنظر اليه
وكان يرهب الاقتراب منها.... يخشى جرحها
والان.. قربهما بلسم لقلبيهما
لم يتوقعاه ابدا...
صامتين.... حتى شعر بقطرات ساخنه
تلهبه...تلهب كل خلايا جسده

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات